٠٦
𓂃 ࣪˖ ִֶָ𐀔
ثلاث ساعات بالضبط حتى انتهى الحديث الذي كان بينهما، و لم يخلى من البكاء و النواح و حتى الاعتذارات و تعلقه بها أكثر و أكثر، الآن حان الوقت لأن يعود إلى حياته الطبيعية.
ساعدته هانسول على أن يقف ثم ساعدته على أن يدخل إلى الحمام و انتظرت في الخارج حتى ينتهي من الحمام ثم ارتدى ملابس جديدة و خرج من الحمام ليقابها تجلس على الأريكة في انتظاره.
عاد إليها ثم ابتسم بخفوتٍ نحوها و أردف بنبرة هادئة، "لنذهب." أومأت لكلامه بخفة ثم توجهت معه إلى خارج الغرفة يتجهون نحو منزله.
طوال الطريق لم يتحدث بأي شيء بل فقط بقي صامتا و نظره مثبت عليها، يتأمل وجهها الذي اشتاق له و يراقب عسليتيّها الذي لطالما قد فتنته بهما، و جعلته سكرانا، لا يقوى على الحديث.
القليل من الوقت حتى أصبحا في المنزل، حيث كان والده و شقيقه ينتظرانه في الاسفل، رغم أن كل ما حدث كان يشبه الحلم إلا أنهما كانا على معرفة بكل ما حدث، بكل ما عانى منه.
دفع والده ثمن الايصال ثم بعد أن غادرت السيارة توجهوا إلى داخل المنزل، مرّ وونوو من أمام صورة والدته التي تتموضع في مكانهد يسهل رؤيته فابتلع الغصة التي تشكلت، ثم أغمض عينيه يهدأ نفسه قليلا و دخل إلى غرفة المعيشة.
جلس شقيقه جانبه ثم أمسك يده و ضغط عليها بلطف لكنه لم يتحدث أبدا، بل فقط كان ينظر إليه و يراقب وجهه و ملامح وجهه الذابلة، و والده جلس على الأريكة المقابلة و هانسول جلست جانبه أيضا.
ساد صمت غريب في المكان، كل ما يسمع هو صوت الأشخاص في الخارج و صوت حفيف الأشجار بفعل الرياح، كانت اصوات أنفاسه ثقيلة قليلا، رغم ذلك لم يتحدث..
بضع دقائق كانت كالساعات بالنسبة لهم، و لم يخرج أي حرف من شفتي أي أحد منهم، و ما زاد التوتر في الجو هو صوت المطر الذي ضربَ الأرض بقوة و غزارة.
تحمحمت هانسول قليلا ثم قالت بصوتٍ هادىٍ، "يا وونوو أريد أن أخبرك بكل شيء حدث من سنتين، أريد فقط أن أشرح الأمر الخاطئ.." سكتت قليلا ثم ابتلعت بهدوء.
ثم أكملت حين رفع رأسه و نظر نحوها، "حين أخبرتني أن أنتظر من أجل أن تحضر مظلة، حدث تصادم بين سيارتين و بصفتي ممرضة توجهت لرؤية ما حدث و تم طلبي بسرعة لأتوجه مع سيارة الإسعاف إلى المشفى،
و خلال ذلك لم أشعر بأن قلاظتي قد سقطت مني و إني فقدتها.. بحثت عنها كثيرا و لم استطع التذكر أين فقدتها لكن حين زرت الطبيب الخاص بك في الفترة الاخيرة قال لي إنك تحتفظ بها معك."
ابتلع بهدوء ثم نظر نحوها لبعض الوقت و كأنه يبحث خلال ملامح وجهها ما إن كانت تكذب أم لا لكنها لم تكن كذلك أبدا مما جعله ذلك يبتسم بانكسار لكن أيضا براحة.
ابتسمت بخفوتٍ نحوه ثم أردفت بنبرة هادئة، "كان عليّ أن أنتظر.. أن ابقى، لكن مهنتي لم تكن تسمح لي، أعتذر حقا لأنني جعلتك قلقا و خائفا، أعتذر لأنني جعلتك تشعر بالضعف رغم أنني يجب أن أكون جانبك خلال تلك الفترة."
هزّ رأسه يشرح خلال ذلك أنه لا داعٍ لأن تعتذر ثم أردف بنبرة هادئة، "لا بأس يا هانسول.. حقا لا بأس، لم يكن خطأك وحدك.. لقد كان خطئي أيضا، لم يكن علي أن أبقى في عتمة حالكة.. كان علي أن أبحث خلال النور عن أنني المخطئ أيضا."
ابتسمت في وجهه ايضا، ابتسامة دافئة، حنونة، كانت تشبه إلى حد كبير ابتسامة والدته الحنوّة التي كانت تشفي جروحه حتى لو لم تكُ موجودة.
ابتلع والده بهدوء ثم وقف مما جذب أنظار الجميع إليه ثم أردف بنبرة هادئة، "أعتقد أنه يجب أن أحصل على بعض الاشياء من الخارج، ووسانغ تعال معي."
تنهد الأصغر بضيق ثم وقف على مضض و مشى مع والده إلى خارج المنزل، ليبقى هو و هي فقط، في صمت غريب اخر و نظرات مشبعة بالشوق و الألم و الحنين الذي تكوّم عبر هذه السنين الطوال.
لم يكُ الأمر سهلا أبدا، ليس عليه أو حتى عليها لكنه القدر و هو دائما لا يصبُّ في مصلحة الحبيبين، و قطعا لن يكون.. ربما ليس في هذه الحياة، ربما في حياة أخرى لا يكون فيها للقدر أي سلطة على اي أحد.. رغم أنه جزء لا يتجزأ من الحياة.
عدة ساعات أخرى حتى انتهى الأمر بأن تبقى هانسول في منزله و معه، شغل شقيقه الأصغر الغرفة مع والده ليحصلا على مساحة أكبر لهما.. بمفردهما.. ربما لأنهما بحاجة إلى هذه المساحة و ربما لشيء آخر.
و مع ذلك بقيا طوال الليل صاحيين لم ينم أي أحد منهما، بل بقيت الأحاديث و الابتسامات هي ما تشغل وقتهما بأكمله حتى غفت بين ذراعيه في تمام السادسة صباحا.. حينها كانت المرة الأولى التي ينام بها براحة دون أن يشعر بالخوف و الذنب سويا.
𓂃 ࣪˖ ִֶָ𐀔
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro