عينيكَ.
﷽
.
.
.
.
.
.
العديد من الافتات التي تطالب في أشياء سيئة نُشرت حول المكان الذي يسكن به، بعضها يرغب في موته وأخرى في اعتزاله الفن؛ بعد حادثة الشهر الماضي وإخفاقه في نيل رضى وإعجاب محبيه تمّ رفض مجموعته الجديدة والتي تدل على عقلية شاب غير مسؤول، وانغ يوكهي الفنان الحديث الذي درس الفن في أعرق الجامعات الأمريكية وبعد حصوله على درجة عالية في الفن تم بناء معرض كامل له يجمع رسوماته ولوحاته التي تدلُّ على شيء مميز وفريد،
بعضها يحاكي الطبيعة البشرية وأخر يحاكي العقل والقلب والمنطق؛ لكن في أحد ليالي نوڤمبر القاسية كان يجلس في مرسمه يحاول خلق صورة نمطية للوحته الجديدة لولا تلك الفتاة التي اقتحمت مرسمه فجأة تشكي من مدى هبوط الدرج وكيف بلل المطر ملابسها.
أستضحك الموقف ليبدأ في خط ملامحها على الورقة البيضاء التي أمامه لكن انفعالها غير المبرر وقيامها بتمزيق الورقة ومعظم رسوماته جعل ذلك منه يطلب رحيلها وأغلق على نفسه هناك ثم بدأت رسوماته تختلف تدريجيًا لم تعُد ذاتها تلك التي تنبضُ بالحياة وتجعل الجامد يصرخ من مدى روعتها، بل أصبحت كئيبة وغريبة نوعًا ما لم تعُد ملونة بل أكتسى اللون الأسود حيزًا أكبر بها وأصبحت ميتةً باهتة.
بدأت حياته تنحدرُ اتجاه الحضيض أكثر فأكثر حتى إن مجموعته التي أطلقها الشهر هذا كانت غريبة نوعًا ما غير جيدة، فقد كانت عبارة عن خطوط مبعثرة باللون الأسود دون وجود أي شيء أخر معها؛ كانت كئيبة لكن بالنسبة له مُرضية وكثيرًا، كان يجلس في غرفته عاري الصدر يضع في فمه سيجارة ويمسك بيده كأسًا مليئًا بالنبيذ واليد الأخرى احتوت جسد فتاةٍ ما لا يستر جسدها إلا القليل.
كانت تتحدث معه عن مدى وسامته وروعته وهو يشاركها الحديث حتى دخل المانجِر الخاص به منفعلًا ممَ رأه للتو نصف ملابسه والأخرى مرميًا على الأرض وقوارير النبيذ تملأ المكان حولهما، القليل من المال ملأ مكتبه أو مرسمه وهناك عدة لوحاتٍ ممزقة على الأرضية البيضاء.
ضحك في وجهه بينما استقام هو وفتاته مودعًا إياها أمام الباب ثم عاد لمضجعه صارخًا:
"أيها الوغد أين كنت حينما احتجت لكَ؟؛ كنت تلقي النكات السخيفة رفقة زوجتكَ وطفليك؛ هاه! (وقف متقدمًا نحوه ثم بدأ بلكزه على كتفه مكملًا حديثه) لمَ لم تفعل أي شيء حيال هذا، لمَ لم تمنعهم من نشر تلك السخافات؟"
"لوكاس أنت-"
"لست ثملًا، ولست سيئًا كل ما أردته هو بعض الحرية لا أكثر؛ لم أرغب في طرحها للأسواق لكنكَ السبب في ما حدث... لقد منحتها كل شيء... كل شيء رغبت به المال والشهرة والسلطة لكل ما تحتاجه لكن ما فلعته كان مؤذيًا لي كثيرًا؛ أنت تعلم بأنها كانت ملهمتي للرسم وللخروج بأفكارٍ جديدة لكن ذلك انتهى بمَ فعلت.."
سقط أرضًا مغشيًا عليه غير واعٍ لمَ فعل وبمَ تحدث؛ لم يتجرأ يونغشان على قول أي شيء له لأنه يعرف تمامًا الدواء المناسب لمريضٍ سابقٍ بالصرع، نقله إلى غرفته وغادر المرسم بعد أن تأكد من إغلاقه الأضواء والأبواب كاملًا ثم اتجه لمنزله.
في ذلك الركن الذي يبعد بضع كيلومترات عن منزل الفنان، فتى يجلسُ أمام النافذة جاعلًا نسائم الهواء تداعب وجهه الأبيض الذي نافس بياض الثلج، أغلق عينيه متفاديًا دخول الغبار إليهما وابتسم حينما سمع صوت والدته تناديه، ساعد نفسه بوساطة عصاه ووقف مغلقًا النافذة متجهًا نحو الباب، ما لبث أن فتحه حتى قالت والدته:
"چونغوو بُني لا تجعلني أقلق عليكَ مرة أخرى، ثم لا تسير بمفردكَ ربما تقع."
ضحك بصوتٍ مسموع لكلام والدته ثم قال باحثًا عن يدها:
"أمي العزيزة التي تخاف لمختلف الأسباب أنا هنا حيٌ أرزق أمامكِ، ثم لا تقلقِ لقد تعوّدت عليها هي رفيقتي الآن."
أمسكت بيده ونزلا معًا نحو المطبخ حيث كانت بقيّة أفراد العائلة بانتظارهم، تقدمت شقيقته لمساعدته على الدخول وتكفّلت الأخرى في وضع طبقه أمامه ومساعدته للإمساك بعيدان الطعام للأكل.
تبسَّم السيد كيم لفعل فتاتيه ثم قال:
"أنتَ محظوظ للغاية لوجود تايسول وچيسو جواركَ."
تبسمت الكبرى ثم قالت واضعةً كوب ماء أمام شقيقها:
"آوه هل وبالصدفة السيد كيم يغار من طفله؟"
قاطع صوت الجرس ما كان سيقوله السيد كيم لذلك توجهت السيدة كيم لتفتح الباب ومع حديثها ذلك استنتج چونغوو بأنه مدرسه:
"أهلًا شيان كون تفضل چونغوو لازال يتناول العشاء."
دخل المعني للمنزل وقادته قدماه لغرفة المعيشة ينتظر كيم چونغوو حتى ينتهي من تناول عشائه، شيان كون طبيب ومعالج نفسي من جامعة إكسفورد الأمريكية تقدم لمساعدة العائلة بعد أن تعرض طفلهم لحادثة اختطاف أثرت سلبًا على شخصيته، إضافة لذلك درس كل ما يخص لغة بريل وأساسيات التعامل مع المصابين بالعمى بسبب شعور چونغوو بالراحة معه،
كيم چونغوو فتى كوري-صيني الجنسية بعمر السبعة عشر عامًا انتقل إلى الصين رفقة والديه وشقيقتيّه منذ سنتين تقريبًا وتعرف على ذاك الأخر بعد حادثة الإختطاف التي جعلته ملازمًا مشفى أمراض نفسية، مقارنة بمظهر الشابين بيد أن كيم چونغوو يمتلك تلك الهالة الهادئة المخيفة في الوقت عينهِ أما شيان كون فقد كان ذا طبع هادئٍ مختلفٍ عنه.
تبسّم شيان كون حينما لمح الفتى يدخل الغرفة ثم ساعد والدة چونغوو على إدخاله للمكان المطلوب ثم غادرت، جلس بمساعدة طبيبه ووضع عصاه جانبًا وكأنه لا يحتاجها الآن، عاد الطبيب إلى مكانه ثم قال للذي أمامه:
"إذًا أرى أنكَ تحسنت مقارنةً بالشهر الماضي، ما السِر؟"
قهقه لكلام الطبيب الغريب ثم أجاب سؤاله وسكت حالما سمع صوت والدته:
"لا شيء يذكر طبيب شيان، ربما لأنني أرغب في التحرر والعودة إلى ذلك الفتى غريب الأطوار أو ربما لأنني مللتُ من كوني عاجزًا.."
وضعت والدته صينية معدنية فوق الطاولة تحتوي داخلها كأسان من العصير المصنوع منزليًا وصحنًا مليئًا بالبسكويت التي صنعته شقيقة والدة چونغوو ثم غادرت الغرفة، تقدم شيان كون قليلًا وأزال كأسًا من الكؤوس ووضعه بين يديّ الفتى الكوري وساعده على ارتشاف أول شفة منه ثم عاد إلى مكانه؛
أما چونغوو لايزال يمسك بالكأس يشرب منه ويستمع لحديث الطبيب معه ويجيب أحيانًا أخرى حينما يطلب منه، كانت تلك الجلسة السابعة ربما والتي تكون عادية بين الطبيب والمريض أو بين شيان كون وكيم چونغوو.
انقضت الفترة الطويلة بين الشابان وكأنها كانت لعدة قرون، ثم غادر شيان كون المنزل اتجاه منزله أما چونغوو فقد عاد لغرفته بمساعدة والدته وچيسو اللتان ظلتا معه حتى نام ثم غادرتا الغرفة للتحضير لليوم التالي؛
بالنسبة لكيم چونغوو كان يفضل البقاء رفقة الطبيب شيان كون أكثر من كونه يظَّل رفقة والديه وشقيقتيّه المُضجرتان حسب قوله.
صباح اليوم التالي كان غايةً في الهدوء بالنسبة لچونغوو لكن بالنسبة للوكاس فلم يكُن كذلك، بعد حادثة الإغتيال التي عانى منها هذا الصباح بسبب بعض الأشخاص الذين حاولوا قتله؛ قرر اللجوء إلى طبيبٍ نفسيٍ لمعالجة نفسه.
حجز موعدًا في عيادة الطبيب شيان كون وانتظر اتصال الطبيب معه حتى يذهبا للعيادة، كان لوكاس يرتدي ملابس مريحة للجلسة الأولى واسعة بعض الشيء، ولم ينسى وضع قبعة وغطاء للفم حتى لا يتعرض للقتل مرة أخرى.
خرج من المنزل بعد تلقيه اتصال من الطبيب ليلقاه ينتظره أمام منزله بالضبط بيد أن مساعده قد أعطى عنوان المنزل له عن قصد؛ قاد شيان كون اتجاه عيادته مفتتحًا حديثًا جيدًا معه فبدأ هو في طرح السؤال الأول:
"إذًا ألن تخبرني سبب اختلاف رسوماتكَ عن السابق؟"
لم يجب على سؤال وظلَّ ساكنًا مكانه يراقب أولئك الصغار الذين يلعبون خارج منازلهم، هو فضل السكوت على الحديث لألى يتعرض للخذلان من جديد.
ابتسم في وجهه وانعطف نحو طريقٍ قصيرٍ، ركن سيارته أمام باب منزلٍ ما ونزل تاركًا لوكاس هناك واتجه نحو تلك السيدة على الفور، تحدث قليلًا معها حتى جاء طفلها وانسحب رفقة الطبيب إلى السيارة، لاحظ لوكاس تلك الهيئة المختلفة والمميزة، بدءًا من شعره ذا اللون الذهبي نزولًا للون بشرته الأبيض مرورًا بعينيه ااتي رُسمت باحترافية منتهيًا بشفاهه التي تبدو آية في الجمال، ثم عاد لعينيه تلك الألوان التي تتداخل بعضها ببعض البُني والبرتقالي وبعضًا من اللون الأخضر تبدو الجنة وما فيها بالنسبة للوكاس كانت فن بحد ذاته.
لاحظ من جهة أخرى أنه يمسك بعصا بيده اليمنى وبيده اليسرى يمسك يد الطبيب خاصته، حينما وصلا للسيارة طلب كون بهدوء:
"يوكهي من فضلكَ ساعدني في إدخاله السيارة."
نزل لوكاس من السيارة وفتح الباب الأخر للسيارة لمساعدة الشاب على الدخول، ثم أغلق الباب واتجه نحو مقعده سكن هناك بانتظار أن ينطلق الطبيب ونظره لايزال معلقًا على عينا ذلك الفتى والتي تبدو غريبة من الوهلة الأولى، لم يكُن كسائر الأشخاص بالنسبة للفتى الصيني بل كانت آية في الجمال من رأسه إلى أخمص قدميه.
انطلقا نحو عيادة الطبيب بسرعةٍ مقبولة خوفًا من تعرض الفتى للذعر بسبب السرعة الهائلة
"أعتذر لوكاس لكنني سأقود على هذه الحال خوفًا على الفتى الذي جواركَ أن يتعرض لنوبة صرع من جديد."
نطق شيان كون كاسرًا الصمت الذي ملأ المكان بينهم، همهم لوكاس لكلامه واستسلم للنوم حتى الوصول فهو لم ينم بشكلٍ جيد تلك الفترة وبشكل خاص بعد الحادثة ابتي تعرض لها؛ "يمكنكَ التحدث معه يستطع سماعكَ لا تقلق."
مجددًا كان شيان كون من تحدث ليلتفت لوكاس اتجاه الفتى ليتحدث معه حتى سبقه كون في ذلك:
"چونغوو يمكنكَ أن تتحدث مع لوكاس هو شخص طيبٌ للغاية ويمتلك معرضًا للفنون لكنه أغلقه لفترة بسبب شعوره بالتعب، هو يجلس جواركَ الآن من جهة اليمين."
بحث چونغوو عن ذلك الفتى بيده لتلامس تحديدًا وجهه، شعر لوكاس بذاته تنتفض من الداخل وتصرخ لسبب مجهول تلك اليد الباردة التي لامست وجهه كأنها أرلست الدفئ إليه شعوران متناقضان لكنه كان بحاجة لهما؛ تلمس چونغوو وجه الفتى ثم قال:
"تمتلك ملامحًا مميزة سيدي، أنت وسيمٌ للغاية."
ابتسم لوكاس ببلاهة لكلام الفتى الذي حرك شيئًا ما بداخله جاعلًا ذلك الأخر يضحك عليه بسبب تلك النظرة التي رسمت على وجهه.
لم تمضِ سوى ساعة واحدة حتى وصلا للعيادة لينزل الطبيب لمساعدة چونغوو على أن يدخل رفقة لوكاس الذي حاول قدر المستطاع أن يظلَّ ساكنًا وهادئًا حتى لا يرعب الفتى الذي جواره.
حينما بلغا الغرفة الخاصة بالطبيب سأل لوكاس بهدوء:
"كون~ياه هل ستكون هناك جلسة مزدوجة لكلينا؟"
"ربما آجل، ربما لا.."
إجابة مختصرة جعلت الفتى الطويل يبتسم باتساع، استضحك شيان كون مظهره ثم ساعد چونغوو على أن يبدأ جلسته أولًا، لم تمضِ سوى نصف ساعة حتى انتهى چونغوو ليحلّ محله لوكاس إلا أن أنتهيا من الجلستان ليعودا إلى مكانهما الخاص.
انتظر كلًا من لوكاس وچونوو الطبيب خارج غرفته ليفتتح الحديث أولًا:
"چونغوو-قي هل يمكنني طرح سؤالٍ عليك؟"
همهم لسؤاله وانتظر أن يسأل، ليتحدث في النهاية:
"منذ متى وأنتَ تعاني من الصرع؟"
"منذ أن... منذ أن تعرضت للإختطاف من حوالي ست سنوات مضت."
"آوه أعتذر، ولكن لدي سؤال أخر لكَ؛ هل... هل يمكنكَ منحي عينيكَ لبرهةٍ من الزمن؟"
لم يستطع چونغوو إجابة السؤال ربما لأنه لم يتمكن من فهمه أو لسبب أخر، كشر الصمت بين الشابان بقدوم شيان كون الذي قادهما نحو سيارته ليعودوا لمنزلهما.
..............
لم يعرف لوكاس كيف قضى الليلة الماضية ليلتقي أو ليقابل الفتى صاحب العيون الربانيّة حسب قوله، هو أقسم بأنه لم يرَ عينان بجمالهما طوال حياته لدرجة أنه فضَّل الليلة الماضية ساهرًا يرسمها فقط على ورقته البيضاء تلك.
استقبل رنين هاتفه بضجرٍ ليفتح الخط رادًا على المكالمة التي كانت من الطبيب النفسي وأول سؤال طرحه له كان:
"هل ذاك الفتى قادمٌ معنا؟"
ضحك كون على سؤال لوكاس وهمهم لؤاله ذلك كان آجل وتلك الإشارة كانت مصدر سعادة له لذلك أغلق الخ على الفور وراح يرتدي ملابسه لينتظر الطبيب وذلك الفتى أمام منزله.
لم يتخذ كون وقتًا طويلًا رفقة چونغوو حتى وصلا إلى منزل لوكاس والذي كان ينتظرهما في الخارج بابتسامة دافئة على شفتيه، استقبل الطبيب والشاب بروحٍ طيبة وركب معهما اتجاه العيادة التي أصبحت مكانًا خاصًا لمقابلة الفتى صاحب العيون الفاتنة.
أصبح اليوم الذي سيذهب به لوكاس إلى العيادة هو اليوم المفضل له حيث سيقابل ذلك الفتى ويتحدث معه قليلًا، إلا أن جاء ذلك اليوم الذي لم يأتي به چونغوو إلى العيادة بسبب تحسن وضعه، جلس لوكاس على الكُرسي أمام الطبيب ثم قال:
"كون لمَ لم يأتي الفتى؟"
"لقد أنهى الجلسات الخاصة به لذلك لن يأتي بعد الآن لكن يمكنني إعطائكَ عنوان المكان الذي يسكن به إن أردت."
إجابة واحدة كانت كفيلة في جعل لوكاس مسرورًا طوال الوقت.
غادر العيادة رفقة المانجِر الخاص به رغم أنه لم يحصل على عنوان منزل الفتى إلا أنه فضل البحث بمفرده عنه، انطلق نحو منزله وأثناء الطريق لاحظ وجود تلك الهيئة التي تشببه للغاية لذلك قال بصوتٍ ضعيفٍ للذي أمامه:
"يونغشان أحضره لمنزلي أريده، أجعله ملكًا لي."
تفاجأ من قول لوكاس ذاك هو فقط همهم لكلامه وقاد الرسّام نحو منزله ثم عاد ليصطحب چونغوو إلى منزل الفنان حسب ما طلب هو.
انتظر يونغشان حتى أنتهى چونغوو ووالدته من عملهما ثم تبعهما نحو وجهتهم؛ كانا متجهان نحو حديقةٍ ما ليست بعيدة عن المكان الذي كانا به، جلس چونغوو على أحد الكرسي رفقة والدته وانتظر مساعدتها ليتناولا معًا الشطائر التي احضرتها إلى هنا.
لاحظ سكونهما لذلك اتجه نحوهما بهدوء وجلس جزار والدة چونغوو وقال لها بأدب:
"مرحبًا هل يمكنني طلب طفلكِ للحظة من الوقت؟"
"من أنت؟"
ذلك كان السؤال الأول الضي طرحته والدة چونغوو على يونغتشان والذي لم ينزعج قط من سؤالها وأجابها على الفور:
"أنا يان يونغتشان المانجِر المسؤول عن الرسام وانغ يوكهي والذي توقف عن الرسم لوقتٍ طويلٍ بسبب سوء حالته."
"ومالذي تريده من طفلي؟"
"لا شيء سيئ فقط يوكهي يرغب فب رؤيته لبعض الوقت وبصراحة لا أعرف السبب."
"لا أعلم سله هو ربما يوافق أو ربما لا.."
نظر يونغتشان لچونغوو وانتظر سماع جوابه لأنه حسب علمه إن چونغوو سمع الكلام كاملًا لذلك نظر اتجاهه، فرد عليه:
"أليس هو السيد الذي كان رفقة الطبيب شيان كون؟"
"آجل هو"
"إذًا موافق.."
لم يتوقع يونغتشان أن يكون جوابه بتلك الطريقة متحمسًا للذهاب ورؤيته، لسبب ما شعر بأن چونغوو طفلٌ بريء ليس له علاقة في كل ما حصل للوكاس، لا يعرف ما الرابط بين هذا وذاك لكنه شعر بذلك الشعور الذي فقده منذ وقتٍ طويلٍ.
لم يمضِ على رحيل چونغوو ويونغتشان نحو منزل لوكاس سوى بضغ جقائق لكن رؤية الفتى سعيدًا جعلت منه يبتسم لاإراديًا؛ وصلا إللا وجهتهما حيث كان لوكاس ينتظرهما أمام المنزل بالضبط.
ساعده على النزول والصعود لمنزله رفقة مساعدهِ ودخلا للمنزل وتحديدًا لمرسمه وبعد أن استقر كلًا منهم في مكانه قال لوكاس لچونغوو:
"چونغوو هل يمكنني أن أطلب منكَ معروفًا بسيطًا وفي المقابل سأعيد لكَ نظركَ."
"سَل، لكنكَ لستَ مضطرًا لفعل ذلك سيد وانغ."
قال جوابًا لكلامه وانتظر أن يطرح هو الأخر سؤاله ودون انتظار قال له لوكاس:
"في يومٍ ما فقدت إلهامي للرسم ولفعل كلِّ شيءٍ أحبه؛ حاولت فعل الكثير لأعود كالسابق لكنني حاولت وحاولت لكن دون جدوى رميتُ من جديد في حفرةٍ غير منتهية إلا أن وجدتكَ في أحد الأيام في عيادة الطبيب شيان ذلك اليوم شعرتُ بأن عينيكَ قي ألهمتني للرسم من جديد لذلك رسمتها؛ كنت سأعرضها عليكَ لكنكَ لا ترى وهذا مؤسف للغاية،لذا چونغوو كُن مُلهمي.. كُن صانع الفن فيَّ... كُن لوحاتي وألوانها.... دع عينيكَ تقودني للجنون، دعني أعود لذلك الشخص الذي يهوى الرسم والفن وكل شيء به؛ دعني أهوى عينيكَ وأغرق في جمالها."
لم يعرف چونغوو ماالذي سيتحدث به لكنه فضل السكوت على الإجابة، أما لوكاس ظنَّ بأن چونغوو قد خاف من كلامه واعتبره تهديدًا له، لذلك قال بصوتٍ هادئٍ:
"چونغوو لم أرغب في جعلكَ تخاف لكن أنت الشخص الوحيد الذي جعلني أفكر في العودة للرسم ومفاتنه... عينيكَ تلك كانت فاتنة وبشدةٍ لدرجة أنني تخيتني أحدق بها لوقتٍ طويلٍ، من فضلكَ چونغوو دعني أرسمكَ لفترةٍ من الوقت."
"هل يمكنني طرح عدة أسئلة لكَ قبل ذلك؟"
كلام چونغوو ليوكهي جعل منه ينتفض برعبٍ وسعادةٍ معًا، لذلك همهم لسؤاله ليبدأ چونغوو في طرح الأسئلة:
"ما اسمكَ الكامل واسم الشهرة؟"
"الكامل وانغ يوكهي واسم الشهرة وانغ لوكاس."
"متى بدأت الرسم؟"
"منذ ستة عشر سنة."
"من هو ملهمكَ الأول؟"
"كانت فتاة ما مثالية في كل شيء من رأسها حتى أخمص قدميها لكنها كانت مختلفة في بعض الأشياء، لم تكن تحب رسوماتي ولم تفضلها لم تعطني جوابًا مناسبًا عليها إن كانت جيدة أم لا، وهي السبب في حالتي السيئة تلك ولكنكَ أعدت لي الشغف الذي رحل معها وكأنكَ ملاكٌ هبط لنجدتي وصحوتي من غفلتي تلك."
رغم شعور لوكاس بأنه يخوض تحقيقًا ما لكنه استمتع في سماع صوته الحلو كالعسل ورؤية ملامحه المميزة تلك، بالنسبة له رؤية چونغوو أمامه هو النعيم بحد ذاته.
ابتسم يونغتشان لكلام لوكاس ولأسئلة چونغوو والتي لسبب ما كانت مختلفة عن أسئلة تلك الفتاة سابقًا، عاد چونغوو إلى منزله أمام الأخر ظلَّ في مرسمه يحدق في رسمة عينا الفتى مبتسمًا لرسمه الدقيق لها.
عاد لوكاس للرسم وعادت رسوماته تنبض بالحياة بسبب چونغوو ذاك وبسبب كثرة خروجهما معًا بدأت الشائعات تطاله حول أنه يواعد فتى يصغره بكثير، لم يهتم لكلامهم ذلك بل ظلَّ يخرج رفقته حتى سكتوا بعد أن تحدث عن علاقته بالفتى خلال مؤتمر صحفي حيث قال:
"بالنسبة لحياتي الشخصية يفضل ألا تتدخلوا لأن علاقتي بچونغوو هي علاقة صداقة لا أكثر بسببه عاد لي شغفي في الرسم وحبه من جديد لذلك توقفوا عن الحديث عنا بطريقة سيئة."
توقفوا عن الحديث عنهم والتفتوا لرؤية رسوماته والتي اقتصرت على الألوان التي تملأ عينا چووغوو فقط.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro