
القصة الثانية|| ظِلّي.
بدأ الأمر بعدّة ظواهر لا تفسير لها في ولاية أوهايو الأمريكية، وانتشر بسرعة الضوء في جميع أرجاء العالم، لقد فقد النّاس ظلالهم،
لا يهمّ حجم الضوء لا يظهر الظل أبدًا، لا يهم وإن وضعتَ يدك أمام مصدر الضوء، لن ترى أي ظلٍّ لها.
اختفت من البشر والاشجار والنباتات، ما زاد الأمر سوءًا أنّ الشمس أيضًا، لا تغيب أبدًا.
روسيا، الهند، الولايات المتحدة، الصين، جميع دول أفريقيا، ألاسكا، أمريكا اللّاتينية، استراليا، حتى القارّة القطبية الجنوبية وجرينلاند، لقد توسّطت الشمس السماء بدون ان تتحرّك.
العالم بأسره أعلن أنّ النهار موجود في جميع أرجاؤه، والسّاعات بطريقةٍ ما تعطّلت جميعها، جميعها توقّفت فجأة.
لم يستطع أحد معرفة الوقت، وكأنّ الوقت توقف بشكلٍ ما في الكرة الأرضية.
واختفت الغربان بشكلٍ مريب.
لم يجد العلماء أي تفسير وخرج رجال الدين يبكون ويقولون أنّ الرّب غضِب علينا لكثرة خطايانا، وهذه الظواهر أوّل علامات الهلاك، والعالم بأسره قد هرع للصلاة.
لا يهم ما هي ديانتك ستصلّي وحسب، انتهز المتديّنون الفرصة ليصبّوا جام غضبهم على جميع مَن خالفوهم فريق قد لام المُلحدين، أنتم سبب هلاكنا، بسبب إساءَاتكم للأديان الإله قد غضب علينا.
وفريق صبّ جام غضبهم على المثليين والمتحوّلين وداعميهم، ها أنتم أيها الشواذ وسعيكم في نشر قذاراتكم التي تنافي الفطرة جعلتُم الإله يغضب علينا.
وهُناك مَن هاجم الأديان الأخرى،
بسبب كفركم بديننا ها قد غضب الإله علينا، وجميع متعصبي الأديان بأنواعها السماوية وغير السماوية غضبوا على جميع الاديان الأخرى السماوية وغير السماوية.
خرجت الجماعات الدينية من مختلف الطوائف والأديان لتقتل تابعي مختلف الطوائف والاديان الأخرى والملحدين والمثليين وصانعي الخمور والعاملين في الإباحية.
أي شخص يرجو أن ينتهي هذا الكابوس
أصبحت الشوارع حمام دماء، والمختلفين إمّا يختبئون أو يعلنون أنّهم تابوا ولو كان الامر كذبًا.
جُنّ جنون العالم ومازالت الظواهر لا تتوقف، ولم يعُد لأحدٍ ظلّه.
خرج عبيد الشيطان يقدّمون الأضحيات البشرية وهم فرِحين ويزعمون أنّ هذه الظواهر هي إشارة على خروج الشيطان ليحكُم الأرض.
ومئات الأشخاص يدّعون أنّهم الأنبياء الجُدد الذين سيُخلّصون العالم مِن تلك الشرور.
الاقتصاد العالمي انهار وانتشرت المجاعات والحروب الأهلية والارهاب في جميع أنحاء العالم،
اغتيال الفلاسفة كان يوميًا وأصبح المثليين يخافون الظهور.
الفكر الإلحادي انقرض، والعُلماء جُنّ جنونهم وأحرقوا كتب العلم.
اختفت جميع أشكال الفن وحلّ محلّها جميع أشكال المُجون.
لكن ما كان يخيفني أكثر، ليس أنّي اوّل شخص يلاحظ ظلّه،
بل حقيقة أنّ ظلّي لم يختفِ من الأساس، لكن أصبح لديه عينين ويبتسم هو دائمًا مبتسم.
الأمر يجعلني أخشى حتى النوم؛ منذ ذلك الحين أسمع همسًا في أذني:"حين تنام، سأقتلك."
بسبب توقف الوقت لا أستطيع تقدير كم من الوقت مضى، لكن أصبح الغربان يحومون حولي ولا أعرف كيف وجدوني، وبطريقة ما أصبح هناك ثلاث ظلال يتبعونني، جميعهم ذوي عينين ودائمًا مبتسمون.
أصبح هناك العديد من الأصواتِ أيضًا تهمس لي:"حين تنام، سأقتلك."
وهناك أصوات ضحكات لا أعلم ما مصدرها لكن أخمّن أنّها من ظلالي الباسمة.
فأسمع ضحكات طوال الوقت بالإضافة لجملة:"حين تنام سأقتلك."
__________________________________
Hello!
رأيكم في القصة؟
يا ترى لو صحيت من نومك لقيت ظلّك بقا عنده سمايلي فيس وبتسمع جملة 'لما تنام هقتلك.'
هتعمل ايه؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro