#منذ أربعة أيام
تضاربت الأمواج تحت الجزيرة الجبلية الضخمة التي يعتليها قصر فخم صامد معزول عن أرض البشر. إنه قصر أبيض زاهي يبهر من يراه لكن بياضه أخفى ما بداخله من سواد و ذعر و صراخ. أَدخِل عينك أكثر فأكثر نحو طابق بأسفل القصر مكونة من جليد أزرق خالص يجعلك تشهق من روعته، فيها واقف رجل أبيض الملابس فمه في رقبة فتاة ينهي آخر قطرات دماء في جسدها قبل أن يلقى بها كالثمامة ثم يقف من عرشه. طويل الهيئة، واثق العيون، جذاب المظهر، ثابت الخطوات فتعطي كل منها رنين في الأرض الزجاجية. سحب منشفة من طاولة مجاورة و اهتم بفمه ثم نزل السلالم و تحرك.

نزل بنفق أسفل القصر وصلا الي غرفة في نهاية القصر و ضرب الرقم السري عند الباب الذي أطلق صوت إنذار ثم فتح  فدخلها.  كانت غرفة واسعة في منتصف شلال ضخم فتتساقط المياه عليها ببراعة. يمكنك مراقبة ذلك من الحوائط الزجاجية كذلك لم تكن الغرفة عازلة للصوت بشكل تام فسماع تضارب المياه على السقف كان قوي. الحائط المواجه للباب فيه سبع اماكن للوقوف زرقاء و خلفه شلال اصطناعي يشعر بالحرج أمام أبوه الضخم الذي يمده بقطرات من المياه. صعد السلم لأول موقف كبير و ما لبث أن أخذ مكانه حتى ظهر علي شماله فتى ابيض الشعر

"مولاي"

"دائما أول الحاضرين" جاء صوت السيدة التي ظهرت في الدائرة الثالثة بملابس خليعة ثم أكملت

"كيريتو هلا تنازلت عن مقامك.لمرة و تأخرت... أنت تزعجني" ظهر رجل تخطى منتصف العمر في الموقع الثاني على الشرق  و كان ملطخ بالدماء

"كونكِ متكاسلة لا يعطيكي حق التذمر" قال في حِدة بصوت خشن قاسي بينما اتجه نحو ااشلال الصغير حتى ينظف هيئته و في الوقت ذاته ظهر على غربها فتى ببسمة واسعة

"بونچورنو أميجوس" (مرحبا يا اصدقاء)

"تحدث الانجليزيه!" صرخت به سوداء الملابس. ظهرت في وقت واحد فتاتان حتى يتم احتلال أخر مكانين فارغين و بذلك ينضم من يغسل وجهه لهم. انتظروا لحظات ثم بدأ الملك

"الغد سنركب سفينة إلى ڤلاديڤستوك حيث سيقام زفاف أبن قبيلة المولتوڤ على ابنه قبيلة ميوكي"

"أوووه يبدو أن أحدهم يريد معاهدة" سخر صاحب العين الزرقاء فتدخلت من على شماله

"ألهذا السبب الأبن الأكبر الكوردوقو في طريقه لڤلاديڤوستوك؟"

"تحديدا" أجاب كيريتو ببساطة و وجهه بشوش حتى و إن كانت نبرته جادة "إنها صفقة رابحة لجميع الأطراف و نحن أهم طرف بها"

"هل تعتقد أن الكوردوقو سيخضعون؟" سألت الفتاة ذات العين الحمراء لتجد كيريتو يومئ

"الكوردوقو يتحكمون في ٨٠٪ من أُسر المستذئبين في روسيا، بينما العشرون يتبعون المولتوڤ التي تعرف بقوتها في كونهم جميعاً من السلالة الأم للمستذئبين. كلتا القبيلتين ثاروا على الملك بالفعل، أحدهما بشكل مباشر و آخر لا. ليس من الجيد لأي من الطرفين أن يقف ضد الآخر لذلك ستقام المعاهدة"

"و نحن الطرف الثالث الخفي" أكمل الملك ببسمة شيطانية و هو يرى الطريق يُرسم بوضوح أمامه.

#الآن
دخلت سفينة ركاب ميناء ڤلاديڤستوك و أنزلت ممشاها بعد عدد من الدقائق. كانت سفينة فريدة تأتي من كوريا لشركة نقل خاصة بكبار الأثرياء فكان متوقع لهم ترحيب خاص بُدء بنزول مدير الميناء بذاته للترحيب برجالها. فُتح باب السفينة و توقفت حركة مصاصي الدماء و المستذئبين في الميناء..

كل شئ توقف حتى الوقت. الوقت الذي عاد ليضرب أرسلان و ريچي و شو بقوة فتتسارع أنفاسهم بخاصة أرسلان الذي لم يعتد شئ كهذا، بل لم يتوقعه أصلاً. الأسوء أنه لم يتصور هذه القبيلة تحديداً أن تكون القادمة، و هنا تذكر كلمات ريچي عن توقعاته بالعروس، فكانت تلك أسوء توقع بين القبائل. هذه هي قبيلة ميكوري المعروفة بالذئاب السوداء. إن قائدهم وحده كفيل بالوقوف ضد قبيلة متوسطة القوة دون بذل جهد. ظهر القائد و رأسه مرفوع أولاً و يده في يد فتاة شديدة الجمال بحذاء رياضي و ملابس رياضية لكن باهظة ثم نزل جميع الركاب من باقي اعضاء القبيلة الصغيرة عدداً.

لكن الأسوء كان شئ آخر إلى جانب نزولهم و هو أصل تسمر الأخوين. تلك الطاقة و تلك الهالة لا يمكنهما تركها تمر مرور الكرام بل جعلت القشعريرة تسيطر على كل خلية في جسدهم فتمنت لو تنفجر و تموت، جعلت الألم يطغي على قلبهم فينقبض أضعاف حجمه، جعلت العقل متوقف فارًا في هلع. أخرج أرسلان عينه من أقرب نافذة و راقب نزول أبيض الرأس أولاً ثم ثلاثة رجال فسيدتين جعلوه صامت. توجه نظره بتلقائية فازعة نحو السفينة حيث الأخوين و تمتم

"اللعنة."
.
.

"أنا لن أزين الكلام" قال لها أياتو بحِدة

"لا تفعل... قل كل ما تريد. أنا لست طفلة" أجابت بإصرار. تفحصها و تفحص عزمها فوجد حاله يقاوم رغبته في الرفض خِشية عليها، لذلك قرر أن إطلاعها على مساوء الكوكب هي أفضل طريقة لحمايتها لذا بدأ

"صواع الملك هم سته أفراد و ملكهم سابعهم. أيضاً عُرفوا بشياطين الجمال فلا أحد يراهم من بشر أو أي جنس إلا و وقع في جمالهم. صفة واحدة مشتركة بينهم و هي ممارسة السحر"

"إيلين براون، هذا الضباب كان من صنعها. عكس أغلب السحرة هي لا تحتاج أن تكون متواجدة في مكان تعويذتها بل تكتفي بالمراقبة من بعيد و لذلك طورت من تكنولوجيا المراقبة خاصتها إلى مرحلة بالكاد بها عيوب."

"كانت هي مصممة أجهزة مراقبة القصر السابق و الحالي" أضاف لايتو من الأعلى. استنجت هوندا من الجملة السبب الأهم في وقوع القصر بسهولة.

"ثانيا: روانا تاتشر سيدة الاقتصاد العالمية و اقتصاد مصاصي الدماء الحالي. تملك بنك خاص بها و تعد من أكبر أعضاء سحرة الدماء سنًا. إن سحرها الأساسي يتحكم في جاذبية كل شئ تقريباً"

"هذا نوع متوارث من السحر لا يملكه سوى قِلة قليلة و لا يُعلم لخارج السحرة" قالت هوندا ما بين الإخبار و السؤال عن كيفية وصول مصاصة دماء لهذه القوة.

"لأن السحرة بشر لا يشعرون بالطاقة، و فتاة ضالة صغيرة ليست بمشكلة مساعدتها" أجاب لايتو ببساطة و شئ من الغباء على سؤالها إلا أنه كان يدرك أن قليل من السحرة يؤمنون بهذه النظرية، بل يظنون أن طاقة كل من مصاصي الدماء و المستذئبين ظاهرة، و إن لم يكن فالتصرفات خير دليل لكنهم نسوا واقع اختلافهم. أبتلعت هوندا ريقها و هي مع ثاني فرد تشعر بالقوة و الغصة الحزينة في صوت أياتو فتزيدها حزنا. هؤلاء هم الأفراد الذين بادوا أسرته و على وشك إبادته و لايتو معه.

"ثالثاً: كيريتو ساكاماكي و-"

"ساكاماكي!" تعجبت هوندا و هي تنظر نحوه بفم واسع و عيون كانت لتكون واسعا فتلائم حاجبها المرفوع

"نعم هو أبن عمنا و ثاني أصغر عضو بالأسرة" أجابها لايتو من فوق بهدوء تام يخفي خلفه الكثير ثم خلع طاقيته و صحح كلماته بأسى "كان..."

"أعتذر..." قالت بحرج و هي تفرك أصابعها ببعض. وجد أياتو يده تتحرك بتلقائية نحو رأسها و يمرر يده به حتى يشعر بالنعومة كالحرير و حتى بدون تسريحه كان منسدل بتناسق، كان شئ يُضاف لهيئتها الملائكية.

"لا عليكي" شهقت في دهشة من حركته لكنها ابتسمت برقة. سريعا ما أدرك أياتو ما يفعل فسحب يده ليس في خجل أو حرج بل في فخر و إجبار لذاته على حفظ كبرياءه و كرامته فكيف له أن يلين لها من بين الجميع و هي أخت من استعبدته. لكنها ظلت مبتسمة لم تمتلك الطاقة لعدم الضحك بخفه على أسلوبه فهي باتت تتوقعه. أخذ نفس و قرر الإكمال

"كان و مازال يلقب بالأمير الأبيض لعدم ارتدائه سوى الاوان شديدة الزهو، و هو أصغر الأعضاء. إنه دبلوماسي بارع لا يخفق في كلمة و أصبح الواجهة الرسمية لصواع الملك و مؤخراً لمملكة جميعها. يعد ساحر النور و هبته كانت التخاطر مع الكائنات، الطيور خاصة."

"النور؟"

"إنه ملاك أبيض... ماذا تتوقعي أن تكون قوته؟" سخر لايتو و صورة ابن عمه تمر أمامه. أبتلع أياتو الألم و قرر الإكمال فلم يتبقى سوى اثنان و الملك

"أميرلاند إنتاريو ولِد من العدم فلا نعرف أسرته ولا مكانته بل العدوم لقبه. هِبته كانت السرعة فهو ضعف سرعة مصاص الدماء الملكي لكننا نجهل سحره"

"إنتاريو..."كررت الأسم بصوت خافت فهناك ما يزعجها فيه و لفت انتباهها على نحو خاص.

"أخيراً رودلف كلين الألماني. إنه سيد النيران و القتال فبات قائد جيش مصاصي الدماء و قائد جميع قتالات صواع الملك."

"لقد سمعت أسمه عِدة مرات" قالت هوندا بين صمت أياتو و تغير ملامحه لعزم و جذم بالانتقام لم تلحظه حتى فى صوته

"إن مذابح قامت على يده. كان من أسباب الحرب العالمية الأولى و ساعد في الثانية و يشرع في قيام ثالثة. إنه رجل لا تسعده سوى رائحة الدماء المسفوحة"

"يا إلهي..." لم تحتج هوندا لوصف الملك حتى تدرك قوة كل منهم على حدى. إنهم جيش كامل وحدهم، صورة لا تُقهر و واقع لا يُخضع. لا شك في ذعر أختها من اسمهم فمن يعرف قوتهم من الحديث يخشى، لكن من يُحدث من رآها على أرض الواقع يهلع، و من رآها فعلاً يصعق. هنا تذكرت كلمات أختها التي تجسستها من حديث بين الخطيبين، أنه لا أحد قابل فرد من صواع الملك و نجى بدون آفات أبدية سواء نفسية أو جسدية، فما ادراك لو قابلهم جميعا.

"الملك هو داڤنشي ديكابريو، لكن في أرض البشر هو الممثل ويليام ستيفانو المليونير. بالكاد ينزل أرض المعركة لكنه يظل في الخلفية يراقب و يسوق الأحداث لما يبغى. هذا هو مساعد عمي الراحل"

"من يتوقع أن هذا الممثل مصاص دماء بل الملك!" لاحظت صمت أياتو الطويل و أخذت تعيد أسمائهم في عقلها و تداركت شئ فجأة

"أنت قلت أن الملك سابعهم... لقد ذكرت ستة بالملك فقط"

"لأن السادسة لم يرها أحد" أجاب لايتو ببساطة و هو يقفز إلى الغصن الخاص بهم "لا أحد يراها ولا تنزل عراكات سوى قليلة، إنها بلا اسم وبلا وجود."

"إذن هي ليست موجودة من الأصل بينهم"

"بل موجودة" أكد أياتو "إسمها سيرين حسب قول كيريتو. هي من قدت على والدنا هذا ما كتبه مساعده في اخر جواب لنا قبل مقتِله، لكنه لم يصفها فهو لا يتذكر أي شئ من الحادث سوى رؤيته لسبع أجساد مكونة منهم جميعاً و سيرين تقف بجانب الملك. لقد كانت الوحيدة ذات الوجه الممسوخ من بينهم."

"إنها تستخدم تعويذة الذكريات" أكدت هوندا و نظرت أمامها طويلا لدقيقة كاملة صامتة. أعادت نظرها إلى أياتو قبل إمالتها لليسار قليلا نحو لايتو و قالت بجد

"يجب ان نكمل الطريق"  وقف ثم نظر لها بجد

"أي طريق سنسلك؟"

"لا أعرف حقا..." بدأت في شئ من الخزي "كان عساف يعرف الطريق و وسائل النقل فكل عام نغيره عدا تقوس محددة"

"و منها؟"

"زيارة ملك المستذئبين، المرور بإثيوبيا لإيصال التبرعات السنوية و أخيراً تنزانيا حيث الجبل" عقد لايتو حاجبه و نظر لأياتو ثم لها

"لحظة واحدة... لقد كنتم ستصطحبونا معكم لأرض ملك المستذئبين!"

"هل من مشكلة؟" تسائلت ببرائة غبية و هي تنظر لهما بوجه بريء. لم ينطق الأخوين بل تركوها تستنتج وحدها و بعد لحظتين شهقت بقوة "أنتم مصاصي دماء!"

"لم أكن أعلم" سخر أياتو و هو يهز رأسه في يأس بينما خلع لايتو قبعته و قال في نفس النفس

"يا للمفاجأة" أخذت لحظة بعد كلماتهم و هبت في ضحك عالي على جملة كل منهم جعلتهم يبتسمون عن دون دراية. لم تكن بسمة واسعة بل شفتيهما اكتفت بتغير شكلها لسعيد بحيث لا ينتبهون بل وصل الأمر بلايتو أن يصدر ضحكة خافته ساخرة. حملها أياتو عنوة و انتقل بها للأرض و عكس المرة الفائتة هي لم تصرخ بل اكتفت بشهقة عدم اعتياد و تعلقت برقبته لثانية ثم أنزلها.

"قودي الطريق يا أميرة"

(الترتيب مهم)
عند السلم يمينا الملك يسارا كيريتو.
من اليمين إلى الشمال
١- أميرلاند      ٢- رودلف       ٣- إيلين
٤- سيرين.                       ٥- روانا

روانا تاتشر
الطول: ١٦٦
المنصب: وزير اقتصاد مصاصي الدماء
             صاحبة بنك في عالم البشر
اللقب: سيدة الاقتصاد / كين

إيلين براون
الطول: ١٧٠
المنصب: رئيسة حرس القصر و رئيسة قسم التكنولوجيا
اللقب: تيتانيا

سيرين
الطول : ١٥٦

أميرلاند إنتاريو
الطول: ١٨٦
اللقب: الإفريقي.

رودلف كلين
الطول: ١٩٠
المنصب: وزير الحربية 
اللقب: موردو

كيريتو ساكاماكي
الطول: ١٧٦
المنصب: مساعد الملك
اللقب: الأمير الأبيض

داڤنشي ديكابريو
الطول: ١٩٤
المنصب: ملك مصاصي الدماء
_____________________________________________
السلام عليكم... عيد سعيد عليكم و أتمنى أنكم استمتعوا به.

وجدت وقت فراغ انتهيت فيه من كتابة للفصل فقررت عدم البخل عليكم و نشره

أخبروني توقعاتكم و رأيكم في صواع الملك و الوصف