٥- أمر الأميرة
"أيها الحثالة هل نسيت نفسك!" صرخ عساف بأياتو و ألقى سلاسل تسعى لتقيضه. جعل السحرة من الجاذبية صديقة تثبت قدم التوأم كل شئ توقف لأياتو و هو يرى بسمتها، إنها تبتسم على جلد أتباعها لهم... لا لحظة...
"ماذا؟!" كان كل ما قيل فجأة و تحولت كل النظرات إلى دهشة. فى لحظتها نظر عساف للأميرة و صوته لم يخفي الدهشة بينما عبر آرون عن أنزعاجه بصوته
"سموك؟/هوندا!" لم تكترث هوندا حتى للنظر لهم و أكتفت بالالتفاف و التحرك نحو موقف السيارات مع الأمر
"السائقين فالتسبقونا للسيارات"
"أمرك" انطلق السائقين من فورهم بعد النظر للتوأم بإنزعاج. لم يسلَم التوأم لاحقاً من نظرات الحقد و الغضب و الانزعاج أو حتى من همس اللعنات قبل اتباع الجميع الأميرة و كالعادة هم بالخلف. كان لايتو يتنفس الصعداء بينما أياتو فى صدمته الخاصة من تصرف الأميرة، الم يهينها توا؟! لقد أوقفت أى تعويذة تتجه نحوه بلا إستثناء حتى أنها أعادت له جاذبيته. صعدت السيارة دون كلمة أخرى و دخل بجانبها آرون الذي ما لبثت عجلة السيارة فى التحرك حتى هبّ فى اعتراض
"ماذا فعلتي! هؤلاء الحثالة كانوا يستحقوا العقاب و الشديد أيضاً" تجاهلته هوندا و ظلت رأسها على المباني المتحركة. إنها تزيد من غضبه بهذا التجاهل، لكنها لن تنزل بوقارها أبدا للدخول فى عراك. كان آرون يعرفها و يفهم ذلك جيداً لكنه يستفزه هذا التصرف إلى مرحلة الاشتعال و الثورة فهو ليس أي شخص حتى تتجاهله.
"هوندا!" لم تحرك ساكنا حتى مع عينه التي تخترق لحمها. قرر تجاهلها أخيرًا و نظر أمامه و ظل طوال الطريق يهدأ ثورته.
.
.
سحب سحاب الحقيبة بعدما تأكد من وجود كل شىء بها. خلفه يمضغ عِلكة عين تتابع الهاتف و أخرى تتابع أخيه فى هدوء و بسبب التواصل النفسي بينهما تمكن من الشعور بضيق الأخر الذي يتضاعف مع وضع كل قطعة مكانها.
"متأكد أنك لا تريد قدومي" سأل أڤجوست فالتف له الأخر و عن دون قصد خرجت إجابته عالية خانقة
"قلت لا!" تنهد طويلاً و حرك جسده نحو المكتب فالدرج الخاص به ليخرج منه البرواز الصغير. تمعن فى الصورة التي مر عليها أكثر من ثلاثة أعوام حين احتفل بتخرجه من الجامعة.
#منذ ثلاثة أعوام
أعلنت أصوات الضحك بعدما اتجه كل فرد لالتقاط على قبعته مرة أخرى من على الأرض. نزل أڤجوستين عن السلالم سريعاً و قفز فى عناق توأمه الطويل
"محاسب القبيلة" همس أڤجوست له بمزاح قبل حضور بابليتو الذي قام ببعثرة شعر المتخرج بضحك فدفعه أڤجوستين بانزعاج و بذلك دخل كلاهما فى صراع يدوي خفيف مازِح يحاول أحدهما الوصل لشعر الأخر الذي يحمي نفسه و يحاول إقتلاع قبعة الأخر عن رأسه. وقف أڤجوست يراقب و هو يضحك عليهما حتى انضمت له ماتيلدا و هزت رأسها بيأس
"لن يتغيرا أبدا" ضحك أڤجوست و أومأ. هنا تقدم قائد الكوردوقو و فى يده كاميرا من أحدث طراز بجانبه زوجته تستند على ذراعه فنادت
"يا شباب، ألن تخلدوا الذكرى بصورة؟" قفزت ماتيلدا إلى جانب الراشدين و أخذت من الرجل الكاميرا ثم نظرت للذكور
"لا، بابليتو انتصفهما." أمرت حتى تُخرج صورة مبدعة قبل الضحك بخفه و الهمس للزوجين "يبدون كصبية فى العاشرة"
"نعم..." وافقت الأم و عينها سارحة فى زي أبنها و ضحكات الأخر بجانبه. أخذت من يد ماتيلدا الكاميرا و قالت لها
"هيا انضمي لهم" اومأت ماتيلدا و كان أسرع مكان لها هو بجانب أڤجوستين الذي وضع يده على خصرها و ابتسموا جميعا تخليدا للذكرى.
#الآن
وضع البرواز مكانه و ابتسم مطولاً. أغلق الدرج بعدما التقط محفظته و أموال من الخزنة الصغيرة و أخيرا أخذ المُذكرة الصغيرة التي يكتب بها مخططات يومه و أهدافه. التف فوجد أڤجوست يوصد الباب قبل النظر له بإصرار لم يفسره الأخر
"أنا لن أسمح بزواجك قبلي" رمش أڤجوستين مرتين ثم ابتسم من محاولة توأمه فى تخفيف شئ من همومه. رفع حاجبه و اندمج فى مزاح أخيه
"ماذا أنا الأكبر إذن أتزوج الأول"
"أنا اتبع مبدأ كاهيندي و تاياو" ضحك أڤجوست بقوة حتى وضع يده عند بطنه بينما ابتسم الأخر باتساع فهو لم يملك المزاج للضحك حتى و إن كان من المفترض العكس. أخذ أڤجوست نفسه و نظر لأخيه طويلا يتناول حالته فابتسم و قال بهدوء انقلب سريعا لشيطانية
"لا تقلق يا تاياو إذن... أنا لا أريدك أن تجرب الزواج و إن تحققت مخططات والدك سأكون الشيطان الذي يبعدها"
"ذكرني كم عمرك"
"يقولون ٢٥ لكنني أشكك فى الأمر"
"أڤجوستين!" سمعا نداء صديق أڤجوستين من النافذة. لقد وصل و حان موعد التحرك لذلك أومأ كلا التوأمين لبعض ثم سحب أڤجوستين حقيبته و نزل بها نحو السيارة التي انطلقت نحو محطة القطار الأقرب. بينما تنهد أڤجوست طويلاً و أسند رأسه على الحائط خلف سريره فى محاولة فاشلة لتخفيف الحزن عن ذاته. قرر الابتسام و رفع يده فى حماس
"و خلت الغرفة لي أخيراً" لكن البسمة اختفت سريعاً تدريجياً مع تذكر وجه الأخر. كونه توأم يزيد من شِدة فهم بعضهما لبعض دون كلمات و كلمات العين تؤلم الضعف.
(سوف استقطع جزء من انتباهكم لتفسير شئ مهم. هناك مجموعة من الأفراد يستوطنون عدد من البلاد في غرب أفريقيا منهم نيچيريا. تسمى هذه المجموعة يوروبا. يتميزون بكثرة التوآم و يرجع ذلك لنوع من الأكل يأكلونه. في ديانتهم، يلقب المولود الأول (تاياو) بينما التوأم الثاني (كاهيندي). المبدأ يقول أن كاهيندي يرسل تاياو أولاً حتى يستكشف له العالم فيصبح كالعبد الذي يرحب بكاهيندي.
كذلك فهناك منطلق بها يقول أن آخر المولودين هو في الحقيقة المولود الأول (هذا ما حدث مع لايتو و أياتو) و هذا ما قصده أڤجوست بجملته.
أي أسئلة؟)
انتظر قليلاً ثم نزل إلى بيت القيادة و دخل لوالده فنظر له أعوان والده من البيتا و الحرس قادة شؤون القطيع الكبير بتعجب.
"بني..."
"أعده" طلب فى حِدة. رفع الأب يده ليخرج الجميع من فورهم و نظر إلى ابنه
"لماذا؟"
"ألا ترى أن رغبتك تؤذيه؟" سأل بحنق فوجد نفي هادئ من والده فأعاد الكرة لكن بصوت أشد ضيقا "أنت تدرك أنه يتألم"
"القائد يتحمل" أجاب الأب ببساطة فأحمرت وجنتا أڤجوست و لم يتمكن من كبح موجته العالية فى صراخه الذي أنصت له سكان أقرب الغرف لهم.
"كُف عن قول ما لا تفعله! ماذا تحملت أنت بإرساله من بين الجميع. ألست قائد القطيع و من مسؤليتاك الذهاب لحفلات الزفاف أو إرسال البيتا؟" أدمعت عينه "كيف تسمي نفسك اب و تلقي بأبنك إلى التهلُكة؟!"
تسمرت الحركة بداخل منزل القيادة فى هلع. كيف لا يتوقفوا و قد ثار قائدهم فهزت قوته الجدران و صوته سُمع صداه فى كل حائط فبات مذعور. إنه يعاتب أبنه و هذه النوبات أصبحت تتزايد منذ وفاة زوجته لكن اليوم إنها اقوى فهي ليست لصراع بل لفرض ذئب قائد سيطرته على ذئب تابع حتى و إن كان ألفا. وقف الأب و عينه حمراء و الطاقة تجعل من شعره يتناثر بعشوائية.
"هل تتحداني يا أڤجوست!" من الوهلة الأولى لإطلاق الغضب بدأ أڤجوست يخنع و يصارع هذا الخنوع "أم نسيت مكانتك؟ أنا أليكسندر كوردوقو قائدك قبل أن أكون والدك و ما أقول يُلبى دون تفكير. هل فهمت؟!"
"نعم سيدي"
"أنت منفي فى غرفتك ليومان يا ذئب!"
"أمرك سيدي"
"أرحل!" ركض أڤجوست لغرفته ملبي بذلك أمر قائده. دخل الغرفة و استطاع أخيرا التنفس بانتظام فجلس على سرير أخيه و حاول السيطرة على فيضان الثورة التي به، واقع جنسه الذي يجبره على الانصياع للاقوى منه كم يزعجه هذا دوما فيثور على ذاته. لو فقط كان أقوى لتحدي والده، أو كان والده أكثر تفهما. لكن إذا كان والده أكثر تفهما و أعقل ما أصبح قائد الكوردوقو أقوى قطيع فى روسيا و جنوب شرق آسيا فأصبح له عشائر اتباع كثيرة. كذلك ما أصبح المولتوڤ يقيمون لهم الف حساب فأرادوا معاهدة للانضمام لاتباع الكوردوقو. تلك السياسة اللعينة التي يبحث فيها كل فرد على مصلحته من خلال القوة فينسى فى المنتصف أقرب الناس له.
.
.
فى الغرفة العلوية للمنزل حيث يعيش الاخويين أو الافضل يعيش الأصغر و الكبير يفضل الأريكة جلس ريچي بعد إوصاد الباب. أخرج الكتاب و ألقى كلمة السر فأخذ يتشكل إلى شكله الكبير داكن البني و عليه نقوش ذهبية بارزة بشكل مستطيل يتوسطه بروز لنار. لم يكن من الصعب معرفة سبب تسمية هذا الكتاب بنيران اللورف لكن كان صعب معرفة اين باقي سلسلة هذا الكتاب فكما قرأ هذا كتاب من أصل خمس كتب إن لم يكن أكثر. فتح الكتاب على القصة التالية و أخذ يقرا حتى وصل إلى أغنية النهاية
المساء حُرِقت الأبواب °°° فهب الفزع فى الإنسان
ليل تخاف منه الدواب °°° سوى قطيع من الغربان
ضخام شديدي السواد °°° كالضباب لعيون العيان
زفر الهواء بعد قرائتها مرة رابعة ما علاقة هذه الابيات بالقصة؟! إنها قصة حب لفتى يخاف الإعتراف حتى فُقدت حبيبته و تزوجت من فتى أشد منه فقرًا لكنها أحبته. الأهم لم يكن هناك أي نوع من أنواع القتال حتى! من هم السواد و منذ متى أصبح الغربان من الدواب. تنهد بإنزعاج لقد سأم كثرة اختلاف الأبيات عن القصة لذلك اكتفى بالانتقال إلى القصة التالية حتى جاءه صوت أرسلان من الأسفل يناديه للمساعدة فى بعض الشؤون المنزلية.
.
.
توقفت السيارة أمام المخيم و نزل عساف لدفع النقود و حجز الخيام التي نصبها عمال المكان. نزل الجميع أخيراً و المفاجأة طلبت هوندا من لايتو أن يقودها بدلاً من آرون فهو من أتباعها. أول ما قاموا به هو الأستعداد لتناول العشاء فكان المخيم يعد العشاء بشكل فردي على نيران من الخشب التف حولها الفريق لكن هوندا لم تخرج من خيمتها منذ دخولها و منعت دخول أي منهم فقط طلبت مناداتها حين يجهز العشاء.
"هل تعرف أننا إذا ركضنا فى منتصف نومهم لن يشعروا بذلك" قال بخبث فابتسم أياتو و أسند كفيه على غصن الشجرة المقطوع فأصبح مِقعد للتوأم و أثنين من الفريق.
"لن يلتقطونا لكن قبيلة نواكشوط ستفعل" أجاب بلغتهم ككلمات أخيه. نظر لايتو أمامه مباشرة حيث جلس آرون عينه لا تنزل عنهما بجانبه عساف يراقب كل من فريقه بحذر و كالعادة أكثر حذراً تجاههما.
"إذن اين تتوقع ستكون وجهتنا التالية؟"
"الحدود اعتقد" أجاب أياتو بهدوء و السماء تلفت نظره، خاوية من النجوم كعادتها بسبب طغيان الانوار عليها. "أنا لا أفهم ما فعلته الأميرة اليوم"
"ولا أنا..." نظر من تحت قبعته إلى عساف و آرون "لكن ما فعلته يثير أتباعها، تحديداً هذين الاثنين. ماذا تظن قصة هذا الفتى؟ يبدو شديد القرب من الأميرة"
"عشيقها ربما..." أجاب أياتو بعدم مبالاة و هو يتابع الأميرة تخرج من خيمتها أخيرا فتمشي الخطواط ببطء وصولاً إلى جانب عساف. لفت انتباهه أيضا أنه على عكس فاقدي البصر فلا أحد من أتباعها فكر القيام لمساعدتها إلى المِقعد. هنا ضربته فكرة جعلته يعقد حاجبه و يظل يراقب الأميرة عن كثب فى شئ من الشك و التعجب. بدأ عمال المخيم يوزعون الاطباق على الجميع و مع دور التوأم أخذ لايتو طبقه و طبق توأمه فمد يده به لأياتو لكنه لم يستجب.
"أياتو!" خرج أياتو من شروده و نظر للايتو الذي كان منزعج فمد يده بالطبق بعنف
"كف عن الشرود!" أخذ أياتو الطبق بحركة بطيئة و عينه ماتزال على هوندا فى شك. أخيرا ملل لايتو هذا التصرف فقد حاول التحدث له مرة أخرى لكن أخوه ليس فى الواقع فنادى عليه مرة أخرى "أياتو!"
"ماذا؟" أجاب بعنف
"ماذا بك؟!" لم يجب أياتو لكنه اكتفى بالنظر نحو هوندا ففهم الآخر أن الأمر يتعلق بها و بما انها تفهم اليابانية فحتى رحيلها ليس هناك مجال للحديث لذلك صمت. رغم ذلك خمن لايتو أن الأمر شديد الأهمية حتى يثير خلد أياتو بهذا الأسلوب غير المعتاد. كأنها تشعر بهما تركت أذنها مع عساف و آرون بينما رأسها نظرت نحو التوأم ثم أبتسمت لهما و أمالت رأسها لليمين قليلاً فضربت أياتو صاعقته للمرة الرابعة فيخيل له رؤية عينيها تتفتح.
"عينها..."
"نعم" أكد لايتو لصدمة أخيه. أليست عمياء؟ كيف تفتح عينها فيتلقاها التوأم و لماذا لم يلحظ سواهما ذلك حتى الآن. مع انشغال هوندا بالنظر لهما رفع آرون نظره لهم بتحدي و غضب مع السيطرة على نبرته فى الحديث مع اميرته
"هوندا... أعطني سبب واحد لهذا الاهتمام و الدفاع عنهما" التفت هوندا له و ظلت صامتة للحظات ثم مدت يدها فى بحث عن وجهه. التقط يدها فى منتصف الطريق و أسرع بوضعها على خده و ظل صامت ينتظر ردها
"لأننا اُمرنا بحسن معاملة العبيد"
"أوه حقا!"
"آرون. سوء معاملتهم لن يوصل لشئ سوى خيانتهم لنا عند أول فرصة"
"كأننا نحتاج لهم" سحبت يدها و قد سأمت التحدث بروية فهو ليس قابل للتفاوض و هذا ما تكره فيه فى الفترة الحالية. نظرت لعساف و هي تستعد للوقوف
"سوف أخلد للنوم" هنا هب عساف بقراره
"هوندا... يجب أن يكون معك حارس خارج باب الخيمة مباشرة لذلك سأعين آرون-"
"أياتو و لايتو" قاطعته هوندا ببساطة و هي تنظر للتوأم و بشئ من الأمر خفيف الثِقل فلا يزعجهما "هلا تشاركاني الليلة عند خيمتي"
"لكن هوندا!" جاء صوت آرون المعترض بقوة. وقف عساف و نظر له ليصمت ثم تحرك تحت نظرات كل اتباعه المصدومة من إختيار الأميرة ناهيكم عن نظرة التوأم المندهشة. وقف أمام اميرته و حاول التعقل معها
"أميرتي، نحن لا نثق بهم حتى نبقيهم حرس على خيمتك و بالتالي خيامنا طوال الليل بينما ينام الجميع."
"لماذا ألم تختارهم أختي بين المسافرين معي؟"
"بلى، لكن هذا لا يعنى أنهم جديرون بالثقة"
"أستاذ عساف ألا تثق فى رجالك؟" كان سؤال ببسمة هادئة لكن فى ثناياه تحدي واضح و صريح له. ربما يكبرها عشرة أعوام فأكثر إلا أنه و رغم أسلوبها الحاد لم يتمكن أحدهم من وضع الخطأ عليها فهي تحترمه فى صوتها و كلماتها و هذا سؤال برئ
"بالطبع اثق فى رجالي. لكنهم ليسوا من رجالي"
"ولا آرون"
"لكن آرون ساحر ترعرع فى القصر منذ صغره"
"و هما مصاصي دماء ترعروا فى قصر منذ الولادة و الآن باتوا عبيد السحرة" أجابت بهدوء و هي تشعل إزعاجه. كاد عساف التناقش مرة أخرى فى محاولة فاشلة في تعقيل الصغيرة مع اندماجه بمحاولته فى السيطرة على نبرته. على عكس المعتاد عبس وجه هوندا و قالت بشئ من الحِدة مع نظراتها إلى الرجال
"فليعد كل منكم لخيمته و يحظى بنوم هنىء فى طمئنينة تامة. طوال الرحلة حراسة الليل سوف يتولاها التوأم نظرا لخلودهم" نظرت لعساف و بتحدي "هذا أمر من أميرتكم"
"تحيه لها" قال لايتو بخبث و هو يعدل طاقيته أومأ له أياتو و كلاهما مبتسم بخبث على ما حدث توه.
"المظاهر خداعة" تمتم أياتو و هو يتحرك خلف الأميرة معه أخيه الذي ضحك بروية
"و الأرستقراطية جزء لا يتجزأ من العائلة" أكمل و هو يمر بجانب عساف رافع الرأس يستمتع برائحة احتراق الدماء بداخله و داخل آرون. كم اشتاقا لهذا الشعور بالكبرياء و التعالي و فرصة إشعال دماء من حولهم. تبعوها لخيمتها الخاصة التي تنتصف باقي خيام السحرة و دون كلمة دلفت فيها و ظلا فى الخارج يتابعون عودة السحرة لخيامهم في تردد مستمر. خطوات عساف نحوهم جعلت لايتو يبتسم بخبث بينما أياتو يزيغ بعينه فهو ليس فى حاجة إلى وصايا عشر يعرفهم بالفعل. لحسن حظهما نادت عليهما هوندا باليابانية
"أدخلا حتى ينام الجميع لكن أغمضوا عيناكم" دون تردد دخل التوأم و لم يلحق بهم عساف مما زاد نيرانه نار. مع وطأة قدمهم الخيمة أغمضوا عينهم لكنهم أحسوا بنسيم طفيف يضربهم و رائحة جذابة بشكل خاص. ليست رائحة دماء بل عطر من الفواكه ممزوج برائحة الشوكولاته البسيطة. كان شعور مُلح لفتح عينها إلا أن صوت من عند باب الخيمة جعلهم ينظرون له و كان ضوء أخضر يمر بين ثنايا الخيمة كأنه يخيط الباب. قرر أياتو لمس الباب القماش من باب الفضول إلا أنه صعق من لمسته فقط و هنا سمع ضحكتها الخفيفة
"انصحك ألا تفعل"
"متأخرة بعض الشئ" أجاب ببرود و هو ينظر خلفه متجاهل امرها الأسبق. لكنه فوجئ بخروجها من خلف ستار اسود اختفى كأنه لم يكن فدل على سحر. التوأم فى وقت أسبق كانا ليصتدما باتساع الخيمة التي توحي بضيقها للناظر من الخارج لكن هناك ما هو أهم من الخيمة حالياً. هناك ملاك ابيض البنطال الستان و فوقه تيشرت فضفاض ابيض من حرير و شعرها فى كعكة مبعثرة. هذا الشعر الذي حتى في بعثرته يضفى عليها جمال خاص.
لا ترى ربما لكنها شعرت بعينهما تخرج من مكانها فأحمرت وجنتاها بقوة و أخفت وجهها بتلقائية. لايتو تعجب منها لكن أخوه... وقف يبتلع ريقه فى عطش بسبب فوران أفضل رائحة لحركة الدم و مظهرها الذي زاد من شهوته. إنها طفلة جميلة و لا يوقع الرجال أكثر من خجل الفتاة و رقتها و حين شعر أنه يؤذيها حتى و إن أعجبه ردة فعلها أبعد نظره إجبارا و نظر نحو أول شى لقتطه عينه و هو مزهرية!
"تعجبني المزهرية" نظر له لايتو بغباء و كبح ضحكته.
_____________________________________________
السلام عليكم كيفكم جميعاً
أتمنى الفصل يكون نال اعجابكم اخبروني رأيكم و مؤكد التوقعات... الآن الأحداث بدأت تأخذ منحنى آخر ببطء لكن أعدكم برومانسية بين البطلين قريباً جداً
قبل مغادرتي طلب بسيط... إحدى صديقاتي اليوم تظهر نتيجتها أرجوكم ادعوا لها، كذلك أعدوا لي لأنني في وقت صعب و اتمنى تخطيه بسرعة و بسلامة.
أراكم الاثنين القادم إن شاء الله.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro