Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

١٩- ماتيلدا تورو

"بابليتو قُل شيئاً!" صرخت به ماتيلدا بعدما طفح بها الكيل من صمته و هدوءه التام. "اللعنة، أكنت تعرف!"

"نعم" قرر أخيرا بابليتو الوقوف أمامها مباشرة لينظر في عينها و يصتدم بالدموع التي تحاول التحكم فيها. لن ينكر أنه رغب في ضمها كعادته و طمئنتها أن كل شئ سيكون بخير لكنه لم يجد القوة النفسية لفعل ذلك و هو على دراية أنها سوف تدفعه لا محالة.

"لماذا؟! أنت تعرف القواعد بالفعل"

"وقتها كنتي تبحثين عن شخص قوي يخرج في بعثة هوندا" كانت نبرته هادئة مستسلمة، تنتظر أي كان ما سوف تفعل به. اقترب أمارليك من عساف و أشار له بالرحيل حتى لا تخرج خصوصيات أخته للجميع حتى و إن كانت هي المُخطئة بالصراخ في خطيبها أمام الغرباء. رحل عساف فلم يتبقى سوى الأسرة و أڤجوستين الذي لم يحتاج رحيل تابعه لجهله الإسبانية بكل الطرق.

"شخص قوي لكن ليس خائن!" صرخت به "كيف تفعل بي هذا، كيف تضع ساحر مثله في القصر!"

"و ما مشكلته؟" رد عليها بإنزعاج لكنه لم يصرخ. هنا تأكد أمارليك أن الليلة لن تمر مرور الكرام

"مشكلته أنه ساحر ذا وشم حتى و إن لم يختره"

"لقد فحصتيه بنفسك و لم تجدي فيه عيب"

"لأنني وثقت بك!" صرخت و الدموع تفر من عينها و ربما تصرخ لكن نبرتها تنقلب رويداً إلى ضعف و حنق "لقد وثقت في إختيارك كما أفعل دائما. لقد وثقت أنك تريد الأفضل لأختي و الأفضل لي و لمكانتي، لذا لم أدقق الفحص."

"ألا تظني أن عساف كان الأفضل؟" سأل بابليتو و هو يحاول تعقيلها و تهداتها فلا شئ يقسو عليه أكثر من دموعها.

"كُنتُ أظن ذلك... لكن ليس بعد الآن" هدأ صوتها لكنه أمتزج بالشهيق لصعوبة تنفسهل بين الدموع "كُنتُ أظن أنك الأفضل و من لن يخدعني أبدا. كُنتُ أظن أنه و من بين كل الأكاذيب المتواجدة في عالمي أنت الحقيقة الوحيدة في كل شئ تفعله حتى اختياراتك لشعبي. لكن... لكنني كنت غبية، حمقاء لن تجد حُب أبدا"

"تيلدا، أرجوكي لا تخلطي الأمور" حاول التعقل معها و قد دفعه الإنفعال على حزنها في أخذ خطوة بالقرب منها، و نبرته لم تُخفي الألم أو الصدمة التي توغلت لقلبه كالسكين و هو يتعجب لكيف وصل بها الأمر لهذه الاستنتاجات. وضع يده حول ذراعيها لكنها دفعتهم بقوة فتراجع و أبتلع الغصة التي في صدره و قالها بكل إستسلام فهو يعني كل حرف فيها "أنا أُحبك"

"كاذب! كاذب!" صرخت به "من يَكذب في الصغيرة يكذب في الكبيرة."

"تيلدا..." تراجعت خطوة أخرى و نهر من الدموع تقتله يخرج من عينها

"كيف كان شعورك و كل مرة أُخبرك كم أنه رجل جيد، فتوافقني دون إخباري بالحقيقة. ها!" صرخت به "كيف كان شعورك و أنا آتمنه على أختي لأعوام. كيف كان شعورك و أنا آتمنك على مكانتي و حياتي لأعوام بابليتو، ها!"

"تيلدا فقط أنصتي"

"لا لن أنصت!" صرخت به و هي تدفعه بقبضتها بقوة "أخرج، أخرج ولا أريد أن أراك مجدداً، أبدا! أنت مُحرَر من منصبك و من خِطبتك لي و من حياتك معي و من كل شئ... كل شئ يخصني."

توسعت عين بابليتو و فتح فمه شئ بسيط في تألم من جملتها الأخيرة التي آذته جدا. أهو هين لهذا الحد عندها حتى تُخليه من كل شئ في حياته بسبب خطأ بسيط خلفه نية صافية. أمارليك أغمض عينه في حزن على حال أخته و هو بالفعل تخيل ما ستؤل له الأمور في المستقبل القريب، كل هذا كان صادم له و ردة فعل أخته التي دمرت كل شئ في لحظة غضب جعله يحزن الضعف لها. هي لن تُدرك الخدش الذي تركته في بابليتو الآن و الصدع الذي تسببت فيه لحياتها، لكنه خشى من يوم اكتشافها.

يلينا وضعت يدها على كتف زوجها و حاولت التلين لتخفف عنه لكنها كانت تدرك فداحة ما حدث الآن. أڤجوستين كان خالي المشاعر لا يفسر ما شعر به من سعادة لما آلت له الأمور، سعيد لرؤية ماتيلدا مجروحة و بابليتو أمامها مكسور، فخور بإنتقام القدر له. لكنه كان حزين لأنه يُدرك أنهما تألما كثيراً فقبل أي شى كلاهما مهم بالنسبة له حتى و إن لم يتفوه بها منذ وقت كبير.

"أنت لا تقصدين ما قلتي، تيلدا" أخذت نفس و عينها كانت حادة و نبرتها وضعت فيها كل القوة و الإصرار الذي يطغى عليه كبرياء.

"بل أقصده... أرحل من هنا!" لم يجد بابليتو فرصة للمحاولة مرة أخرى لذلك أخذ عصاه و تحرك للخارج حيث الشارع ليركب أول مواصلة يجدها لحيث تأخذه الطرقات. جلست ماتيلدا على الأريكة بينما أقتربت منها يلينا و جلست بجانبها لتضمها فتجهش ماتيلدا بالبكاء. نظر أمارليك إلى أڤجوستين الذي أستعد للوقوف

"أنتظر" توقف أڤجوستين عن الحركة و نظر الأكبر في تساؤل. أقترب أمارليك من مجلس السيدتين و قال بصوت عالي و وجهه حاد و قاسي كما أراده أن يكون، حتى و إن كان على دراية تامة أنه ليس الوقت المناسب لهذا الفعل و أنه سوف يزيد الطين بلة لكنه قرر التماشي مع قراره.

"يلينا عزيزتي" أنتبهت له بحواسها كما انتبهت ماتيلدا له لكنها لم تكن في مزاج لتكبت عناء النظر له و هي تعرف أنه أول من سوف يقول كلمات لن تعجبها "أجمعي صحافة السحرة المتواجدة في ڤلاديڤوستوك و ما حولها، للقاء مهم هنا بعد ثلاثة أيام."

"ماذا ستفعل؟" سأل أفجوستين و هو ينتابه قلق حيال هذا اللقاء المفاجئ. لم ينظر له أمارليك بل حدق في أخته مباشرة يقيس مدى ردة فعلها و صدمتها.

"سوف أستعيد منصبي كالوريث الأول للعرش"
.
.
أخذ ألبرت البعض من طبق السلطة مُتشكلة الالوان فتجذبك لها بكل ما فيها من بذلاء و تفاح و جزر و بطاطس مع القليل من عصير الليمون و غُلفت بورق كبير أخضر من الخس. لقد قسما الطبخ إلى السلطات التي يصنعها أڤجوست و طبق رئيسي مكون من بطاطس مهروسة معها بعض قطع البروتين من الفراخ و فوقها توجد كريمة حلوة فتشكك في صنف الطبخة، أهي حلوة أم حادقة.

"إنها تبدو رائعة"

"أنا مسؤول السلطات في المنزل" مازح أڤجوست لكنه كان صادق في جملته فحين يطبخ هو و توأمه يُعد هو السلطات و الصوص بينما يقوم الأكبر بإعداد الطبق الرئيسي و الوالد يتخذ من اللحم أداة يُظهر بها مهارته. "هيا ذقها"

سحب الصغير ملعقته و بها بعض من السلطة و وضعها في فمه ثم مضغها ببطء كأنه لا يريد أن ينتهي المذاق من فمه. كان أڤجوست يراقبه في شئ من الرِقة ظهرت في بسمته لرؤية ملامح الصغير تُأخذ بعالم آخر بسبب حُسن المذاق. هو لا يتذكر أخر مرة أُعجب أحدهم بطعامه لهذه الدرجة، لكنه سُرعان ما تذكر قصيرة الشعر التي تكون السبب الرئيسي لوجوده هنا.

"إنها عظيمة... إنها رائعة المذاق." نظر لأڤجوست في عينه و لم يكبح فضوله الحماسي "كيف عرفت أني أحب المايونيز؟"

"تتذكر عشاء القبيلة الشهر الماضي؟" أومأ صاحب العين الزرقاء بحماس و هو يضع ملعقة أخرى أكبر من الاولى في فمه قبل إغماض عينه ليستمتع بالطعم بينما يمتص كل ما يمكنه من العصائر في المكونات.

"لقد أنهيت عُلبة مايونيز وحدك... أتتذكر" توقف ألبرت عن المضغ و فتح عينه على أوسعها و هو ينظر إلى سيده بدهشة. قهقهة أڤجوست على ردة فعله تلك و أنقلب الأمر إلي ضحك و هو يومئ بالإيجاب على السؤال الذي لم يطرحه الصغير بالاصل لكن عينه طرحته. لقد أخفوا عنه هذا الواقع فكل فرد كان يتم تعبأة له في طبق صغير من الصوصات لذا لم ينتبه أحدهم للكم الذي أخذه، لكن أصحاب الطعام انتبهوا و كان أڤجوست ليلتها مسؤول عن المطبخ.

"أعتذر" انقلب الحديث إلى معالم خجل من الصغير و هو ينظر في الأرض. بينما رفع أڤجوست حاجبه في إزعاج لهذا التصرف فلم يتمكن من منع نقر إصبعه الأوسط على خد الصغير الذي رفع نظره من فوره لعين الكبير. مع رؤية الإنزعاج تراجع من فوره و زاد الثقل على صدره لكنه قرر تغير النقاش و كان حله الوحيد

"البطاطس ستبرد"

"معك حق" قطع بالسكين قطعة ثم أمسكها بالشوكة و تذوقها بعد فترة وجيزة كافية لهذه الحرارة من هذه القطعة. صُدم بجمال الطعم، ليس مُبهر كالمطاعم لكنه جيد لطبخة منزلية. أبتلعها و توسعت بسمته و هو يبعثر شعر الأصغر في فخر ليقول

"صدق او لا، قد اجعلك طباخي الخاص" ضحك الصبي في خجل. هكذا أخذ كلاهما ينهي ما طُبخ و أطراف الحديث بينهم لا تنتهي أغلبها ذات روح بهجة. هكذا تغير مزاج كلاهما فألقى أڤجوست مخاوفه على توأمه و الأمانة التي معه، و القى ألبرت رثاءه على ذاته و خوفه لما قد يحدث في أخته.
.
.
خرج أڤجوستين من القصر بعدما تلقى التحية على أمارليك الذي أصر على زيارته في الغد. أخذ أقرب مواصلة إلى الكوخ حيث سيبات لكنه تفاجأ برائحة سيلڤانا في الكوخ المجاور لهم. بمجرد الشعور بهم فتحت باب الكوخ الخاص بها و خرجت منه قبل إغلاق الباب. بنظرة من قائده دلف التابع إلى منزلهم المؤقت و ترك كلا الالفا في الخارج

"لا تبدو في أفضل حال" علقت و عينها تراقبه من أعلاه لأسفله.

"ليس من شأنك" أومأت و قد رمشت بعينها كأنها تؤكد على معرفتها بهذا الواقع. أقتربت خطوة و أمالت رأسها لليمين

"المولتوڤ يؤمنون أنه في حالة تؤرقك مشكلة، تعرى و أذهب للركض أكبر مسافة ممكنة. الذئب يقوم بعمله على أفضل حال في إفراغ طاقتك" مررت أناملها بين أطراف التيشيرت و نظرت له تنتظر منه إجابة. "تريد التجربة؟"

"و لما لا" أجابها بعد تفكير لحظي. خلع التيشيرت الخاص به و لأنه كان يرتدي چينز توجب عليه خلع البنطال أيضاً قبل رفع نظره. لا يتذكر أبدا متى قام بالتدقيق في فتاة من أسفلها لأعلاها كما فعل الآن، هذه كانت غريزته كرجل ليس كذئب أعتاد رؤية هذا المنظر أحياناً قليلة. تركت طرف البنطال على الأرض و رفعت نظرها له بعدما شعرت بتحديقه، لحظة و الأخرى و أتسعت بسمتها بينما تُدرك الأمر.

"إذن انتم من القبائل التي لا تتعرى نسائها"

"بلى... الأغلب يرتدون دائما ملابس قطنية، في حالة صعوبة ذلك ملابسهن الداخلية لا تكون أقل من نصف الفخذ." أبتسمت بهدوء و لم تحمل أي نوع من أنواع السخرية بل وجدها تحترم تلك القواعد

"نحن المولتوڤ نؤمن بنظرية البقاء على الخَليقة... لذا أمام الأهل قد لا تجدنا بأي قطع من الملابس أصلا"

"إذن الشائعات عنكم، صادقة" لم تجد رد مناسب سوى حركة رأس بالموافقة مع ضحكة سخرية خفيفة. سرعان ما وجدها تتقدمه و تناديه

"دعنا نذهب" تحولت أولا و ركضت ليتبعها و قد تفاجأ أنه بالفعل يجاريها في السرعة بل قد يكون اسرع منها إن حاول.
.
.
أغلقت الباب خلفها و نظرت نحو السرير حيث كان يخلع قميصه و هو ينظر من الشرفة الزجاجية الكبيرة. شعر بها لكنه لم يلتف بل ظل ثابت يسمع خطواتها الرقيقة خلفه وصولاً إلى ظهره فتلتصق به و تمرر يدها بين ذراعيه وصولاً إلى صدره الأملس ذو المنحنيات بسبب عضلاته. أخفض رأسه في خضوع لها و لنصف شعرها الأيمن الذي استند على ظهره.

"كيف هي؟" قرر النطق بعد فترة من الصمت. أخذت زوجته نفس ثم أومأت بين رائحته المميزة

"لم أرها جاهشة في البكاء هكذا قط"

"أعلم"

"ألا تظن أنك قسَوتَ عليها قليلا؟" سألته بحذر و نبرتها هادئة و مستكينة في توقير لزوجها. ألتف حتى يسمح بزرقاوتيه بالنظر مباشرة في خاصتها.

"أعرف أني فعلت" أغمض عينه ليظهر كرهه للواقع "لكنها تحتاج إلى هذه الصفعة حتى تعود لرشدها"

"أَتفَهم وجهة نظرك، لكن أترى الوقت مناسب؟" سألت بهدوء يعاكس الحزن الذي بداخلها و عدم الاقتناع بأسلوبه من القسوة على أخته، حتى و إن كان لمصلحتها.

"المرء حين يخسر كل شئ في يوم واحد... سوف يعيد الوقوف لكنه هذه المرة سيكون أقوى الضّعف، فهو تغلب على كثير من الآلام"

"ليس كل القوم قادرين على الوقوف مجددا أمارليك" مرر يده في شعرها قبل تقبيل جبينها سريعاً

"أنا أثق فيها. لكن سوف أبقيها في القصر حتى اتأكد أنها لن تقوم بشئ متهور" أخذت نفس عميق ثم مررت يدها من خده حتى صدره و هي تفكر بروية و هو ينتظر جملتها

"أذهب تحدث لها. لا تدعها تشعر أنها خسرت شخصين اليوم"
.
.
أنهى غسل آخر طبق ثم نظر خلفه ليجد ألبرت غارق في عالم موازي لا يشعر بوجوده. هذه قد تكون طبيعة في الرجال لكنها قليلاً ما ظهرت على الصغير الذي كان يضحك و يشارك بنصيب من النكات و يُسعد كلاهما. اقترب منه و جلس ثم انتظر قليلا فلم يجد استجابة لتلك الحركة لذا قرر وكزه بخفه ليجد منه شهقة كردة فعل

"سيدي!"

"بماذا أنت شارد؟"

"هل مازلت في القطيع؟" أستوقف السؤال ذهن أڤجوست لوهلة و حاول جاهداً التفكير في رد مناسب لا يجرح به الصغير. لكنه يعرف تمام المعرفة أن الكذب عواقبه وخيمة عند ألبرت الذي مرر أمامه تعبيرات و قصص لأفراد كرههم بسبب الكذب. أخذ نفس عميق

"لا لقد أنفصلت عنكم بسبب حركة التمرد تلك" ملامح ألبرت لم تتغير فعلاً كأنه كان على عِلم مُسبق بهذا الخبر لكنها تغيرت بعد لحظات إلى حزن عميق

"أكُنتُ أنا السبب؟" دُهش أڤجوست بتفكير الأصغر، كيف قد يكون هو السبب. إنها كلها قراراته لذلك أندفع

"لا أبداً. كان كل شئ قراري منذ البداية"

"إذن لما نحن هنا؟" أبتسم أڤجوست و أراح ظهره قليلاً و رأسه مرفوعة للسقف يعيد لذهنه سبب وجودهم هنا.

"السبب الأساسي هو حماية فتاة لم تتخطى الستة عشر بعد"

"فتاة!" أنجذب ألبرت للحديث و الحماس نال جزء منه فتقدم بمؤخرته على الكرسي ليجد قهقهة من أڤجوست الذي كان ليكمل حديثه لو ما كانت رائحة ذئبين يقتربان منه لفتت شعيرات أنفه. توقف عن الحديث تماما و بدأ يقف من كرسيه بهدوء و نظر لألبرت

"أبقى صامتاً مهما كلف الأمر" تعجب ألبرت و لم يفهم سبب الأمر أو تحركات سيده الغريبة، لكنه سرعان ما استوعب ما يحدث بمجرد دخول رجلين من حرس الفندق ينظران لهما بقوة

"من أي قبيلة أنتما؟" سأل أحد الرجلين. نظر أڤجوست لكل منهم يدرس هيئته و فرصة هزيمتهم، ثم يدرس عواقب هزيمتهم أو التعارك معهم. ألقى بنظره نحو ألبرت الصغير الذي ورطه في كل هذه المشكلات.

"من أي قبيلة أنتما؟" أعاد الرجل الكرة لكن بالانجليزيه بعدما لم بجد رد على لغته الأم.

"من الكوردوقو" أقترب الحارس المُتحدث و مد يده ثم سأل بالانجليزيه

"هل لديكما إذن دولي للبقاء هنا؟"

"لا" كان أڤجوست لا يزَيف أي من الوقائع فهو على إدراك تام أن هذا لن يفيد. لذا صمت و قرر التماشي معهما حتى و إن كانت النهاية سيئة و معروفة. اقترب الرجلان و قد أخرج أحدهما أصفاد

"إذن تفضلوا معنا... أنتم سجناء حتى يخرجكم قائدكم"
.
.
طرق الباب فلم يجد رد لذلك دخل بهدوء فوجدها نائمة ظهرها للباب. أغلقه بهدوء تام حتى لا يوقظها ثم نظر بداخل تلك الغرفة ليجد أشياء بابليتو في أماكن عِدة و أكثر ما لفت نظره هو أن بعض منها أُلقي على الأرض. كم كان غضبها حتى تقوم بذلك؟! اقترب أكثر ليرى بجانب سريرها صندوق القمامة الصغير مليئ بالمناديل و بجانبها على السرير عُلبة مناديل شبه منتهية و الهاتف على الكمودينو متروك تماماً. أبتسم بشفقة و رأفة بحال أخته الذي يعرف أنه ساهم في تزويده، لكنه يقتنع أن الضربة الاقوى هي من تجعل من الإنسان كائن أقوى و مميز. اقترب منها بخطوات هادئة لينظر لها من الأعلى فيلمح أبتلال الوسادة

"أرحل" سمع صوتها المبحوح الضعيف الذي امتزج ببعض الكراهية كما رأى شفتيها تتحرك لتُظهر اللون الباهت الذي أحتلها. قرر المعتمدة و جلس في الجزء الفارغ ليلصق ظهره بفخذها و أغلب قدمه خارجة عن السرير، إنه يجلس على الطرف. "قُلت ارحل!"

"لن أفعل و أختي تبكي" انتفضت من نومها لكنها وقعت بسرعة لأنها لم تحسب المسافة بشكل صحيح و ارتطمت به. تحركت في سريرها حتى تستطيع الجلوس باستقامة و لم يمانع أمارليك في الانتظار ببسمة حاول ألا تنقلب إلى ضحكة بسبب تسرعها. حين استقامت و نظرت له اختفت ملامحه خلف الحزن على تلك العين الذهبية التي ابتلعها احمر الدماء بسبب البكاء.

"إذا كنت مهمة لهذه الدرجة، لماذا تستغل ضعفي حتى تأخذ عرشي!" إنها جملة صراخ و اتهام حتى و إن كان صوتها مبحوح. كان يرغب في سماع قولها، كان يرغب في معرفة كيف فهمت تصرفه لذلك أنتظر و أنصت "لماذا مع اول خطأ تعود للعرش. اتعرف كم اتعب حتى أبقيه و في النهاية تأتي أنت لتاخذه! ألم تتركه منذ خمسة أعوام لتتزوج؟! ألم تضع كل ثقتك في-"

"و خنتيها"

"كما خانني بابليتو!" صرخت و الدموع تفر منها مجدداً، يدها تشير نحو نفسها في شجن و جرح انفطر له قلب أخوها. "و انت تخونني بالفرح لحزني، جميعكم كان سعيد لحزني"

"جميعنا؟"

"أڤجوستين ذلك ال*** أُراهن أنه يقيم حفلاً الآن شماتاً بي"

"لا تخلطي الأمور" أشاحت برأسها و صرخت

"لما يقول الجميع ألا أخلط الأمور! ما بكم اليوم؟!" لم يفهم سبب قولها لكنه سرعان ما تذكر أنها من بين جمل بابليتو لذلك مط شفتيه لليسار بتنهيدة

"مع رحيل أڤجوستين قال أنه مستعد للحديث مع بابليتو للإصلاح بينكما" ضحكت بسخرية

"يُصلح بيننا، إنه سيفيد الأمور أكثر"

"لا تنسي أنه كان صديقكما في الماضي" كانت نبرته بها بعض العقلانية و التحذير من تخطيها الحدود. لن يُنكر كم يحزن لما آلت له الأمور بين ثلاثتهم لكنه يحاول جاهدا إبقاء بينهم علاقة ود.

"بالطبع..." لم تعد تنظر له بل لفرش السرير و عينها قد جفت فقد أفرغت خزان الدموع منذ فترة بالفعل. ظل الصمت بينهما طويلا هي تريد الصراخ به عن كم الكراهية الذي تحملها تجاهه بسبب تصرفه و غضبها الشديد لكنها لم تتعلم عدم إحترامه قط. أمارليك كان يدرك اغلب هذا الغضب بالفعل و كان ينتظر منها النطق به لكنها فاجئته بصمتها لذلك قرر التحدث مكانها و تفسير تصرفه حتى يرضي ضميره و لا يخسرها

"منذ خمسة أعوام كُنت اثق أن عرش الملك ليس لي فأنا لن أملئه، لكنكِ كنت أقرب منه عني."

#منذ خمسة أعوام
وضعها على الأرض برفق شديد ثم أرتفع بجذعه حتى يكون أعلى منها لكنه أخفض رأسه ما يكفي ليقابل عينها الوردية و العديد من المشاعر تحوم حولهما من سعادة و نصر و إفراج. فستانها الأبيض كان من أرقى و أفخم فساتين الزفاف في التاريخ الملكي و صاحبته من أجمل الأميرات. اليوم أجتمع هو و هي أخيراً في غرفة وحدهم بلا أنظار أو قلق من الصحافة، اليوم هي تحمل أسمه أمام العالم. كان شعور خاص رد فيهما الروح و جعل من آلام الماضي تخر ضعيفة أمام هذا العالم الذي رُسم اليوم لهما.

"مبارك علينا، يلينا تورو" أبتسمت له و الاسم يبدو كالطرب لها. سرعان ما تذكرت شى ضايقها طوال الزفاف و حتى الآن كلما تتذكره يقتلها لسانها للبوح به فنال افضل ما أمكنه الآن لذلك ابتعدت خطوة.

"دعنا نتحدث للحظة قبل أن نقوم بأي شئ" تعجب أمارليك لكنه وافق. أصطحبته إلى غرفة المعيشة الملحقة بأكبر غرفة في الفندق التي حجزاها ليومهما المميز

"أنت لا تفكر في قبول عرض والدك بالتخلي عن منصبك" أدرك أمارليك في لحظتها الموضوع الذي سيتم مناقشته، كان على استعداد لمناقشته لكن ليس اليوم.

"لقد عرضه أبي لأنني طلبته منه عِدة مرات"

"ولم تخبرني؟"

"لأنه كان أمر قيد النقاش، و كان كلانا مشغول بترتيبات الزواج" نظرتها أكدت أنها لم تقتنع و ليست راضية بما فعل فهي تنزعج حين لا يخبرها بما يدور في خُلده، لكنها حاولت تجنب أي شجار الليلة لذلك سألت بهدوء

"لماذا تريد ترك منصبك إذن" تراجع أمارليك في كرسيه قليلاً ثم أغمض عينه ليملأ صدره بنفس يكفي حتى يحدثها

"أنا لا أرى نفسي على كرسي الحُكم يا يلينا، أبدا. مكاني هو في إدارة شركاتي، في حياتي الزوجية معك التي بدأناها اليوم في الكنيسة. في بيت لنا بعيد عن أضواء العرش و قيادة الشعب و المعارك." أقترب منها و عينه تنظر لها في شئ من الضياع و الصدق في كل كلمة ينطقها. هذه الكلمات التي لم يلاقي الفرصة لقولها لأحدهم قط، بل لم يفكر في قولهم قبل.

"بعدما أُصبح ملك عليّ التخلي عن ما وصلت له بين رجال الأعمال. لن أستطيع ممارسة ما أحب من إدارة شركتي الخاصة و البقاء معكِ. لقد ذقت ما يكفي بالفعل و أنا أمير لمدة ثلاثون عاماً. كما أن ماتيلدا تحتاج فرصتها، لقد كان و مازال والدي يعطيني كل التركيز فتجاهل حقها. "

"أمارليك" اقتربت منه و وضعت يد على خده بلطف "أنت أفضل من اختك في القيادة آلاف المرات. والدك رأى فيك الدبلوماسية و الشخصية القيادة. تفتقر ماتيلدا لما يحتاجه شعبكم"

"شعبنا لا يحتاج شخص تعلم تلبيق الكلمات كما أفعل أنا، شعبنا يحتاج شخص صادق سيقول ما يحدث فعلاً حتى و إن كانت مجاعة" أبعد نظره عنها للساعة المعلقة "ماتيلدا لديها مهارات القيادة، أنا أعرف هذا. لكنها لم تنميها يوما بسبب وجودي، هي تحتاج لخوض التجربة و سوف تنجح. تنازلي عن المنصب، كلاكن سبب رئيسي فيه"

"و ماذا إن فشلت؟"

"لن تفعل" أجابها بسرعة "ربما تقع، ربما تبكي ليالي... سوف تكرهنني أحيانا... سوف تلعن حياتها من الضغط ايام... سوف تبتعد عن أصحابها ببطء بسبب ازدحام وقتها. لكن ماتيلدا قوية ما يكفي لتحمل كل ذلك، ستكون ملكة بطابعها الخاص حتى و إن أخذ الأمر وقت."

"هناك إحتمالية لفشلها يا أمارليك" مط شفتيه و أمسك بيد زوجته

"وقتها سأدلها على الطريق الصحيح مرة أخرى." قبل يدها "لقد وثقتي في يومياً، ثقي في لمرة أخرى. دعيني أترك منصبي لمن تستحقه فعلاً"

#الآن
"لكنكِ مررتي بالكثير خلال هذه الفترة من عام النكبة، و بصر هوندا، و إنقلاب مصاصي الدماء، و الأُسر التي تحاربت في المملكة. لقد ضغطت عليكِ كثيراً بتركي للعرش فجأة، لذا سوف أستعيده."

"كأنك تهتم"

"بل اهتم" أكدت نبرته و بصره المُصر "أهتم لحالك الآن كما فعلت دوماً، و دوماً كنت أراقبك. لكنك تحتاجين هذا يا ماتيلدا، لقد ضاعت نفسك خلال هذه الأحداث، و أثبتت الأحداث أنكِ لست قابلة لتحمل ضغط كبير. لذلك سوف أستعيد العرش و سوف تعيشين حياة أفضل، أكثر راحة كما رغبتي دوماً"

ظلت تنظر له و شئ فيها تحرك. نظرته المتبسمة و القلقة تؤكد أنه صادق القول و يخاف عليها كأي أخ كبير، كم تشتاق لهذه النظرة و وجوده. لم تكن راضية تماماً بواقع أن وجوده سوف يسحب منها عرش الملكية و بالتالي الكثير معه لكنها كانت مشوشة التفكير حاليا و رغبت في تلك الأيام السالمة التي اعتادت عيشها في حضوره منذ خمسة أعوام. اقتربت منه لتحتضنه و أجهشت في البكاء مرة أخرى بسبب دفء المشاعر التي بثها فيها من شوق و أمان و سلام نفسي لوجوده.

هو على الجانب الآخر شعر بالاسف على حالها... ها هو يضحي مرة أخرى حتى يُسعدها حتى و إن كان على دراية أنها بعدما تفيق من الصدمة لن تكون راضية من تصرفه، و ستعود لطبعها المتعالي و المتكبر الذي زاد معها كلما أزداد سنها. هذه الخِصلة التي تمنى منذ خمسة أعوام أن الضغوط و وقوع كل العبء عليها سوف يصلحها، لكنه الآن يكتشفه أنها زادت لا أكثر.
_____________________________________________
السلام عليكم جميعاً! نهاية أسبوع ممتعة إن شاءالله بفصل فائض بالمشاعر.

على أي حال سوف أتوقف عن الكتابة لفترة أعدكم أنها لن تزيد عن الشهر، لكنني أحتاج لهُدنة من الكتابة لفترة أسريح فيها. إليكم الأحداث بفصل طويل انهيته في لقطة لن تحتاج للفصل القادم حتى تستكملوها.

شكرا لك و لتفهمكم

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro