Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

١٤- الماضي

السلام عليكم، تحذير سريع.
هذا الفصل به الكثير من الانتقال بين الماضي و الحاضر لذلك أرجوكم احذروا أن تفقدوا الزمان.
كما أريد منكم طلب و هو نقد كتابتي عيوب تضايقكم أو أشياء تعجبكم، إن لم يكن علنا فأنا مُرحبة بكم في الخاص دوماً.
____________________________________________
كانت وجبة هانئة استمتع بها جميع الحاضرين باستثناء المغتربَيّن من أڤجوستين و تابعه هادئ الطباع. ظل أڤجوستين يراقب الطاولة في شئ من الإعجاب لتقارب العلاقة بين الأسرة بخاصة البنات. لكنه لم يشعر بالعين السماوية التي أحرقته من التحديق فيه من الشرفة العليا للقصر في سخرية على وضعه

"أهذا القائد القادم للقبيلة؟ إنه طفل"

"هذا الطفل أطاح بقائد إحدي الأُسر و باتت تابعة لهم" ذكرته إيلين و هي تضع في فمها حبة توت أحمر أخرى. هذه الغرفة أجتمع فيها صواع الملك سوى كيريتو و الملك. وضعت يدها على جهازها المتنقل و أخذت تضرب بعض الأزرار و خلفها عين روانا تراقبها بتمعن ثم سألت

"سوف تخترقين هاتفه؟"

"تحديداً" أجابت في غياب نصفي عن الواقع "أفضل طريقة للإطاحة به هي بمعرفة كل خصوصياته"

"أليست هذه سِرقة؟" جاءت نبرة أميرلاند الاستفزازية فرفعت إيلين نظرها عن الشاشة له بتحدي للحظتين ثم أنزلته و أكملت عملها. أبتسم أميرلاند برضا و أسند ظهره مرة أخرى على الحائط و قد نال مبتغاه الذي جعل من رودلف ينظر له بإنزعاج أبرزته نبرته

"ألن تكف عن كلماتك الفارغة تلك"

"نعم، أعدك بعدما يتم نفيّ من الجحيم في العالم الآخر سوف أكف"

"أحدكم يصمت هذا ال***" جاء صوت إيلين المنزعجة و هي تنتظر تحميل الجهاز. بعد جملتها مباشرة رفعت يدها في السماء مع اللفظ بكلمة حماسية دليل للحاضرين على اختراقها هاتفه و بدأت تبحث فيه و البسمة على أوسعها مع رؤية الرسائل و البرامج. هي جملة محددة تنطق بها في كل مرة تخترق هاتف أحدهم
"لقد صرت خاتم في إصبعي"
.
.
"سوبارو و كاناتو!" وقف كاناتو في منتصف الطريق ينظر لها ولا يتذكرها بينما ابتسم سوبارو بسخرية و شريط حياتها مع أخوته يمر أمامه فلم يستطع سوى القول

"الأميرة الضائعة" نظرت لهما ماتيلدا في دهشة من كونهم احياء قبل توجيه نظرها نحو أمارليك ببطء الذي تأكد أنه سيتكبد عناء شرح لها الموقف لذلك وقف ببسمة هادئة.

"لقد تم بيعهما لنا كعبيد لكننا حررناهم و صاروا خدم في المنزل. أمراء سابقين لا يستحقوا تحت أي ظرف معاملة عبيد" نظر لها بابليتو في صمت و هو يدرك أن تلك الجملة، حتى و إن صدرت من أخيها بنية صافية تماما بسبب جهله بوجود أياتو و لايتو في القصر، لمست ماتيلدا و شعرت فيها بالإهانة.

"ما وصلنا هو موتكم" قالت ماتيلدا في حِدة و هي تمتلك ما تستطيع من نبرتها.

"لقد مات أخواننا جميعا و لم يتبق سوانا" أجابها سوبارو بحِدة مماثلة. عقد أمارليك حاجبه في عدم تفسير لتصرف أخته الذي وجد فيه نزعة هجومية لا تتجه لها كثيراً. إنه يفضل ترك الحديث لسوبارو الذي كان يرتدي سُترة مهندمة سوداء ذات قميص أبيض و مازالت عينه الزهرية تبرز من شعره الذي قصه بعض الإنشات و في يده كمان صغير. بجانبه كان كاناتو شديد الهدوء كعادته في خطوة خلف الأصغر و عينه مثبته على البيانو في قلق و قد بدى أكثر ثقة في ذاته بغياب الدبدوب الخاص به، لكنه كان يرتدي سُترة زرقاء زهري و القميص أبيض تماما.

"ماذا إذا أخبرتكَ أن لايتو و أياتو مازالوا أحياء؟" كانت جملة خبرية متنكرة في هيئة سؤال. صُدم الجميع حتى أخوها و كلٍ عَبّرَ بأسلوبه الخاص فرفع كاناتو نظره في أمل، و عقد سوبارو حاجبه في غضب بينما كانت ملامح أمارليك ثابتة في صبر لسماع تفسير أخته التي أدركت خطأها سريعاً و لم تجد الكلمات فكيف ستقول لأشدهم عصبية كون أخوته عبيد عندها. لحسن حظها جاء بابليتو إتصال فرفع نظره لهم و قال في شئ من البساطة

"لا اريد قطع اندماجكم... لكننا قد نحتاج لتأجيله لساعة تقريباً" قال ثم سحب بيده الشاشة فاستطاع الإجابة و وضع الاتصال على مكبر الصوت

"أڤجوستين"

"أين أنتم؟"

"لقد اتجهنا لبيت أمارليك... تتذكر موقعه؟"

"لا... أبعث به على الإنترنت. سأتحرك لكم على الفور" أجابه أڤجوستين بثقة قبل مناداة صوت أنثوي له. أغلق الخط و نظر خلفه نحو سيلڤانا ذات الملبس الرياضي القطني.

"أرى أنك قد نظمت بالفعل مواقع زيارتك" سخرت فرفع حاجبه و أجاب في هجوم.

"و ما شأنك؟"

"لا شئ... فقط اريد منك الحرص فلن يردع أخي عنك رجاله ثانية" أبتسم أڤجوستين ما بين السخرية و الغضب لكنه فضل الصمت و إعطاء لها اسماء بالموافقة و بسمة صفراء. نظر لتابعه و تحركا خارج المنزل في خطوات ثابتة نحو أقرب محطة مواصلات توصلهم لهدفهم. لم يمر كثيراً و كان في حديقة أمارليك الذي نزل بنفسه لاستقباله في ترحاب لا تتذكر يلينا رؤيته كثيراً.

"أڤجوستين!"

"أمارليك" وضع يده في يده و يفخر بملامسة يد الكبير مرة أخرى بعد أمد الدهر.

"لقد أكتسبت وزن" مازح أڤجوستين ليضربه أمارليك بخفه على كتفه و يقول في هدوء

"عوامل الزمن" بدأ يسحبه للداخل من كتفه فتحرك الآخر معه بسلاسة حتى و إن وجد في الأمر ثِقل نفسي لمعرفته بالمستقبل القريب. "ثم يا نذل أتسمح بمرور فوق الخمسة أعوام دون مقابلة مُرضية بعيدا عن أنوار الشُهرة؟"

"أنت لا تنزل أراضينا أبدا" توقف أمارليك فجأة و وجهه غير راضي بهذه الكلمات لكن نبرته ظلت محتفظة بنوع من المزاح

"أنا أزور كل بقاع روسيا سنوياً، ألا تظن أن شركاتي كافية لإجباري على ذلك؟"

"كدت أنسى" أجاب بلا مبالاة و عاود التحرك للباب الرئيسي لكن أمارليك وضع يده على كتفه مرة أخرى و بضغطة أوقفه. نظر نحو تابع أڤجوستين و أمره بالدخول أولاً فرحل بينما ظل الكوردوقو ينتظر انتهاء الكبير من مراقبة اختفاء التابع. ما أن رحل حتى قال أمارليك في ضيق

"مازالت لديك ضغينة ضدهما؟" فكر أڤجوستين للحظات و فضل الصمت بينما ينظر بما وراء أمارليك الذي كان مجرد المبنى و بوابة المنزل. صمته لثواني أكد للساحر أنه لن يبوح بشئ لذلك قرر التحدث نيابة عنه "ماتيلدا قصَّت لي كل شئ. صدق أو لا، كلاهما يشتاق لوجودك بينهم و صحبتكم الحلوة"

"القادة لا بنظرون للماضي بحنين، بل يتعلمون منه" سحب أمارليك شفته لليسار قليلاً في إنزعاج بسيط لكنه سرعان ما هز رأسه في يأس مع تنهيدة

"مازلت تقرأ من كتب الأحكام و القوانين وقتما تتجنب حوار لا يرضيك" تقدمه خطوة في استعداد للدخول لغرفة المعيشة "و كالعادة تنسى أن القادة بشر ذو مشاعر، حتى مصاصي الدماء لهم مشاعر"

دخل أمارليك غرفة المعيشة أولاً ثم تبعه أڤجوستين الذي ظل واقف عند الباب ينظر لظهر كلاهما. وقف بابليتو أولاً و أتجه له ببسمة حاول جاهداً رسمها بدقة و العصا في يده تسانده للوصول أمام المستذئب مُباشرة

"مرحباً بك" تردد أڤجوستين في مد يده لكنه سرعان ما مدها و عينه تتخلى عن أي مشاعر أمام العين الزرقاء.

"لم أكن لأرفض طلبك" نظر نحو عصى بابليتو و بهدوء "مازلت محتفظ بالعصى"

"كلفتني الكثير" قال ببسمة سخرية و قهقهة خفيفة تركت فمه مع عودة القليل من الذكريات له. ظلا هكذا للحظات قبل ابتعاد بابليتو ليفرج عن ماتيلدا التي كانت تنظر لأڤجوستين بترقب و الهواء ينسحب من حولها ببطء فتختنق و قلبها يخفق بسرعة. لقد تخيلت يوم مقابلته ثانية مراراً و تكراراً و أخترعت جمل كثيرة تناسب هذه اللحظة، لكن عقلها تجمد و لا تتذكر منهم شئ، مما أدى لبقاءها صامتة. أڤجوستين في المقابل كان ينتظر أي إشارة أو نقطة يتحدث منها، فهو يشعر أن أي جملة سوف يقولها الآن قد تبدو شديدة الغرابة. مرت عشر ثواني و هم على هذا الحال حتى قرر أمارليك التدخل ليقطع نظرات العين التي كانت تحمل الكثير فتزيد من صعوبة البوح بكلمة.

"تعالَ أڤجوستين، إجلس" تحرك أڤجوستين بعدما خرج من ضياعه في عينها التي حملت الكثير من المشاعر المتضاربة منها الشوق، و الندم، و الشفقة التي أثارت إنزعاجه. جلس بجانب أمارليك و بجانبهم تابعه.

"لقد حضرت في الوقت المناسب" بدأت يلينا في صوت خافت و رقيق أمتازت به منذ يوم ظهورها في الحياة. كانت تقف عند الجانب الآخر من الغرفة فلم ينتبه لها أڤجوستين و لكنه فتح عينه في دهشة و هو يرى الرضيع في يدها. لوهلة نظر لأمارليك كأنه يتأكد و بسمة الفخر التي تلقاها كانت كافية لتؤكد ظنه. أبتسم أڤجوستين من فوره و بارك للزوجين بسعادة ربما لم تظهر في ملامحه لكن نبرته كانت سعيدة.

هنا نادت يلينا على سوبارو و كاناتو الذي دخلا رغم رائحة المستذئبيين التي أزعجتهم. لم يتلفظ أڤجوستين بحرف لكن ملامحه كانت تؤكد كم أنه كان مصدوم برؤيتهما بعدما أنتشر في الإعلام خبر وفاة الأمراء الست. ضحك في ذاته ساخراً فمنذ متى و الإعلام يُظهر الحقيقة كاملة بلا خفايا، لابد أنه كان من صالح صواع الملك إعلان وفاتهم للسيطرة أكثر على العرش.

"إذن هل يمانع أحدكم تفسير كونكم أحياء" تقدم بابليتو الحديث. اتجه سوبارو ليستند على أقرب حائط ذراعيه متشابكتين. نظر لأمارليك الذي أومأ كإذن له بالتحدث و طلب منه التفاصيل. أخذ سوبارو نفس عميق قبل النظر نحو كاناتو ثم بدأ

"بدأ الأمر منذ أربعة أعوام بعد ثورة فردريك على والدنا. وقتها حُرر الكثير من الجند من مناصبهم و تدهور الاقتصاد العام لمصاصي الدماء فباتت المعارك الأُسرية شئ محتوم. حارب والدي تمرد في قصره توغل حتى الخادم الخاص بنا. هذا التوغل أدى بتهريب معلومات للخارج و تغير في سلوك والدنا المهمل مما أثار الفضول. هذا العام قُتل فيه ملك المستذئبين السابق"

"مَن قد ينسى عام النكبة هذا؟" سخرت ماتيلدا حتى تجعله يكمل بلا تفاصيل عن العام. هذا كان عام أنقلب فيه حال العوالم الثلاث بلا شك و كانوا على شفه حرب مما أدى لقتل الكثيرين و تغير بعض القوانين العامة و الخاصة و رُميّ أصحاب مناصب إلى التراب بينما اعتلى آخرون كراسي المجد، إن العام الحالي هو مجرد توابع.

"لم يكن صعب على ريچي بعدما استعان به كارلهينز في أمور القصر في إكتشاف وجود جماعة سرية توقع بين العائلات من خلال النصب عليهم أو إختلاق مشكلات. الجهاز السري لحماية القصر استطاع التخلص منهم لكنه لم يعلم أنها كانت فرقة تابعة لفرقة أكبر، كما لم يكن على دراية أن رئيسته إيلين براون عضو أساسي في الفريق العالي لتلك المنظمة السرية"

"إيلين براون كانت رئيسة حرس القصر بكل فروعه حتى الجهاز السري" أضاف كاناتو حتى يوضح فداحة الموقف. بيضاء الشعر كانت بلا شك مفتاح رائع لاختراق القصر بسلاسة.

"منذ عام و نصف تقريباً ظهرت سيدة أسمها شِري في حياة ريچي و مع الوقت أصبحت تسرح في القصر لأيام بحُجة البقاء مع حبيبها. وقتها كان لايتو و أياتو ضد الأمر برمته و كثيراً ما تم تحذيره أنها أفعى أناكوندا-"

"لقد كانا خبراء في النساء بينما جهلنا الأمر" أكد كاناتو بصوت خافت مخنوق. هنا صمت كلاهما قليلاً يتذكرا إحدى العراكات

#منذ عام
ظهر ريچي في غرفة لايتو الذي كان يتلذذ بدماء يوي. بما أن الأكبر لم ينطق بحرف و انتظر احترام لايتو لوجوده، لم يجد لايتو مشكلة في إغاظته أكثر بإكمال امتصاص دماءها بين أنينها الذي اختفى سريعا مع فقدانها للوعي. أنتظر قليلاً ثم قرر أخيراً الالتفات لريچي

"أخبرني أنها لم تأتي باكية لكَ كالأطفال"

"هل هذا أعتراف صريح بأنك أسأت لها؟"

"وماذا إن فعلت؟" سأله بتحدي و هو يرغب في إشعال ناره. بالطبع كعادته خضع ريچي لهذه اللعبة التي بات يستمتع أحمرا الشعر في لعبها معه بسبب الغضب من تصرفاته الغبية في الوقوع في شِرك عشق من طرف واحد.

"سوف تعتذر لها" أجاب ريچي بعدما عدَلَ نظارته و ملامحه تتغير لتظهر تجاعيد بسيطة تؤكد أنه يحاول السيطرة على مشاعره. لكن هيهات النجاح في وجود ملك الإستفزاز

"ريچي عزيزي أنا لن أعتذر لحيه ذات سُم لاذع مثلها. ذوقي أرقى من اللعب مع الحثالة من العاهرات"

"أنت جاهل لمناداة طبيبة مثلها بعاهرة" صرخ ريچي ليجد بسمة غريبة من لايتو و هو بارد

"أرى الجهل يحاوطك يا ذا أربع عيون" تقدم ريچي خطوة و كان صوته عالي ما يكفي ليسمعه جميع سكان القصر بوضوح تام.

"أنت سوف تعتذر لها غصب عنك يا أبن كورديليا" هنا ظهر أياتو أمامه و سأل بصوت منخفض فيه تحدي و شئ من الحزر الشديد

"هل تستعر منا؟" ظهر كاناتو في الغرفة و الدب في يده يعتصره بألم من الكلمة. لا أحد يتجرأ على ذِكر أسم تلك السيدة منذ يوم عودة يوي لهم، و بالأخص لا أحد مجنون ما يكفي لينسب لها الثلاثي حتى و إن كان واقع. لكن يبدو أن ريچي كان مجنون شديد الجرأة حين أجاب بنبرة ساخطة بها نوع من التقزز.

"و لمَ لا و أنتم أولاد شيطانة غير شريفة لم تعطكم شئ واحد جليل. بل علمتكم إهانة الجميع حتى زوجتي المستقبل-" ظهر سوبارو و شو من فورهم في الغرفة لا يصدق أحدهم ما سمع. نظر الجميع نحو ريچي على الأرض و نظارته التي وقعت بعيد عنه فرحمته من تفسير نظرة أياتو الحادة التي حملت ثورة و بغض مختلطين بنوع خاص من الألم و الكبرياء فيطغى عليهم جميعاً التحدي بنبرة واثقة هزت الأرض صراخًا

"زوجتك في الجحيم ربما، لكن على الأرض و حتى نموت لن تكون معنا في بيت واحد. ألا ترى ما تفعله بنا؟! ألا ترى كم العلامات البارزة على أنها ضدك؟! ألا تشعر بتلاعبها بك في كل ثانية؟!" رفع أصبعه و أكمل بتحذير "أنصت لي يا ريچي، تلك المرأة القذرة لن أكون معها في مكان واحد. إن فعلت و أدخلتها القصر رغماً عنا، أقسم لك أنها لن تخرج سالمة! سفالتها و لعبة الشيطان التي تلعبها عليكَ لن تنال مني شئ، و أُقسم بقلبها عليها حتى تذهب للجحيم بقدمها!"

#الآن
"وقتها كان الجميع مصدوم فأياتو من أبرد سكان المنزل." قال سوبارو بعدما قص خلاصة هذا الخلاف الذي ظل مُعلق في عقولهم كما لم يفعل شئ من قبل. كانت نظرة كاناتو حزينة و هو يتذكر كيف ثار أياتو خوفاً على الكبير. سوف يدفع عمره حتى يعود لهذا اليوم أو يوم واحد من تلك الأيام حين كانوا سويا في عراكات دائمة أو تجاهل كبير، و يوي تزين البيت بأنينها و برائتها التي لم تتغير حتى موتها.

"ريچي لم يُنصت و بعدها بثلاثة أيام أحضرها للبيت و تأكد من وجود أياتو مع وصولها." أكمل سوبارو "لكن أياتو ترك القصر في صمت و عاد مع رحيلها و بذلك ظن ريچي أنه كسبه فعاود إدخالها حتى جاء يوم و أختفى أياتو من البيت لأسبوعين كاملين. حين عاد جلب معه تحذير بوصول خبر من والدنا على وجود إنقلاب وشيك في القصر. في ذلك اليوم وقعت إتهامات أياتو على ريچي بكون شِري دخيلة. أنكر ريچي كما أنكرت شِري بكل الطرق حين وضعها ريچي أمام أياتو في جدال مباشر"

#منذ أشهر
"بأي حق تلقي عليَّ هذا الإتهام؟" صرخت فيه شِري بعدما قفزت من على مقعدها و إصبعها يشير لأياتو بتهديد. كان أياتو أشد برودة منها جالس على كرسيه قدم فوق الأخرى و لايتو بجانبه يجلس على يد الكرسي صامت تماماً لكنه يدعم موقف أخيه. على الأريكة جلس ريچي الذي أمسك بمعصم شِري بخفه حتى يهدأها و نظراته لأخوه كلها حقد.

"لأنني لستُ أعمى سوف يُفَوت التفاصيل"

"أية تفاصيل!" أبتسم أياتو بخبث ثم أنزل قدمه حتى يتحرك لبداية الكرسي بمؤخرته و تحولت نبرته لهدوء خلفه الكثير من المشاعر الشيطانية

"لا أعرف... ربما شئ بخصوص ظرف أموال الجماعة" نظر له ريچي بتعجب، كان لايتو لا يفهم مقصده. لكن ملامحها ظلت صامدة بينما تنطق

"إلى ماذا ترمي يا أنت؟! أنا لست بسارقة" صرخت به. أرجع ظهره على الكرسي و رفع يده في نهي

"بالطبع لا... لكنني أنصحك بالبحث في هذا الأمر لوجود بعض النقاط الناقصة التي قد تثير إنزعاج أحدهم" صمتت للحظات ثم سحبت حقيبتها في عنف و نظرت لريچي مبدية غضبها.

"سوف أرحل! لا أعتقد أنك تعرف كيف التصرف مع أخوتك" انتقلت للخارج فلم يجد فرصة للحاق بها و كاد ريچي التعارك مع أياتو لكن شو ظهر و سأل.

"ما هذا الظرف يا أياتو؟" وقف أياتو لينتقل لغرفته لحظات ثم يعود و في يده دفتر أسود به العديد من الأوراق ثم ألقى به على الطاولة أمام ريچي مباشرةً.

"تتذكرون العصابة التي تم القبض عليها خلال النكبة؟" بدأ أياتو في جدية مما زاد إنتباه الجميع حتى استلزم الأمر حضور سوبارو و كاناتو. "من بين أعمال الشغب التي امتازوا بها هي سرقة الأموال المهمة من الدولة، حتى أنهم سرقوا ذات مرة راتب مساعد الملك."

"نعم، لقد كانوا فرع من فروع الجماعة السرية" أجاب كاناتو الذي قد شارك في التحقيقات. وقتها أستعان الأب بهم جميعاً و على رأسهم الذكي ريچي الذي ربط سريعا الخيوط.

"و قد عادوا. لكن أعمالهم الآن تقتصر على نشر الشغب بين النبلاء." نظر نحو ريچي و نطق بنفس الجدية "ربما تتذكر أدريان ستيك الذي يلقب بالهاوس."

"نعم كان محترف في اختراق الحواسيب و كان بين الفريق الذي استعنا به للكشف عن الجماعة" تذكر ريچي ليجد بسمة أياتو الخبيثة واضحة. انتقل ليجلس بجانب ريچي و يسحب الملف ليفتحه بروية خوفاً من وقوع الأوراق ثم بحث فيهم عن ورقة بها صورة شِري بين ثلاثة أفراد يرتدون ملابس سوداء و ماسك يغطي وجههم. كانت الصورة تظهرها في زي حربي عليه علامة لكأس أطرافه كأطراف التاج حادة. أكمل أياتو

"هذه كاميرا في القصر صورت شِري بين هؤلاء الرجال ترتدي زي عليه علامة مجموعة جديدة ظهرت لا نعرف أسمها بعد، و لذلك كان لابد من التأكيد على أي صف تنتمي شِري." أخرج ورقة أخرى كتلك الخاصة بالحسابات مليئة بالأسعار و المنتجات و الحسابات فتجد في النهاية مستخرج بكم مالي يبلغ الخمس مائة ألف ين و تجد إمضاء كارلهينز بنفسه عليها.

"هذه الإحصائيات تؤكد بصرف اموال غريبة خلال الفترة الأخيرة من أموال القصر. ثم تنقلب القائمة إلى دخول أموال للقصر بطرق غير مبررة. هذه كانت خطة الجماعة حتى يتذبذب الإستقرار الاقتصادي للقصر." قلب الورق ليظهر تغيرات كبيرة في الحسابات و باتت الأرقام تتضخم حتى وصلت للمليون

"هذا التغير المفاجئ هو مصادرات لأموال في هذه الجماعة و تم جمع كل هذه الأموال في ظروف مفرقة و منهم واحد جئت به عن قصد هنا للبيت بعدما أخرجت منه نصف المبلغ و أبدلته بأموال مزيفة." سحب ورقة أخرى بها أسماء بجانبها رقم الظرف و المال المتواجد به، أياتو كان يترأس القائمة "قام أدريان بجعل صورة هذه الورقة سهلة الوصول لها حتى تقع في يد الجماعة. بالتالي أرسلوا شِري للقصر و استغلت غيابي و دخلت غرفتي لتأخذه"

" كان غيابك فخ؟" تعجب لايتو وهو يشعر بالفخر من أخوه لكنه كان يشعر بتثاقل في صدره يزداد. لقد تغير أياتو كثيرا في الفترة الأخيرة حتى أنه لم يعد يتلذذ بالشرب كثيراً، بل دائم الاختفاء من القصر لأماكن يرفض البوح بها. ظل الصمت لفترة، كلٍ يفك الكلمات و يجعل عقله يستوعبها. لكن الأهم كان ريچي الذي ظل يحاول التعقل لكنه وجد صعوبة بالغة في هذا الأمر حتى أنه رغب في تكذيب كل شئ. حين لم يجد منه أياتو رد وقف بكل هدوء و ثقة

"هاوس سوف يعلن للملك بعد الغد عن كل شئ و معه تسجيلات و صور أكثر تؤيد كل كلمة سيتفوه بها"
#الآن

"و قد كانت هذه المحادثة فخ آخر لصواع الملك و شِري أولهم" تمتم كاناتو و هو يتذكر ليلة صدمة ريچي و كيف أنهار في الحزن مع التأكد بكونه كان لعبة في يد من أحبها بثقة. تلك الليلة كان أياتو شديد القسوة عليه و كان شجار آخر مؤلم في بدايته لكنه سريعاً ما تصلح و أُصلح معه التفكك الذي كان دخيل بينهم. ريچي ظل في حال يرثى لها لأيام بعد مشاهدة أدريان يُقتل أمامه و شِري تُغلق هاتفها للحظات حتى تنهي مهمة القتل و الدفن مع شاب أسمر اللون بإبداع. أنتهت و اتصلت به لتحدثه بكل أريحية كأن شئ لم يكن.

"المُحترف الحقيقي كان صديق لنا و تم الإتفاق بذكر أسم أدريان كفخ" رفع أڤجوستين حاجبه في إعتراض من كلمات سوبارو.

"لقد ضحى أياتو بروح بريئة مقابل إيقاع الجماعة في الفخ! ما هذا الرجل"

"أدريان لم يكن برئ" صحح سوبارو بنفس الغضب "لقد قتل زوجته ضربا و أبنته قام بتصفية دمائها"

"و إن يكن، القانون-"

"أهدأ يا أڤجوستين!" هبت ماتيلدا صارخة لينظر لها الجميع بالتحديد أڤجوستين الذي كان مصدوم من تدخلها و كره بقوة أن أول كلمة توجهها له مباشرة تكون الصراخ فيه بالتوقف. هنا تدخل أمارليك قبل نشب شجار قد يؤدي لزيادة الحساسية المتواجدة بالفعل بينهما، أو قد يؤثر على مصاصي الدماء الذين بالفعل ينشرون طاقة سلبية في الهواء بسبب قصتهم الكئيبة التي تزداد سوءا. لن يكذب أنه سمعها من قبل، لكن يبدو أن سوبارو و كاناتو قررا البوح بتفاصيل أكثر و إطالة الحديث أكثر كإستغلال لوجود عدد أكبر، ليس فقط الزوجين. كما لاحظ أن من الأسباب الرئيسية هي طمأنينة الأخوين له و لزوجته، فبعد أكثر من شهر من المعاملة الحسنة و الصادقة لابد من نشأة علاقة طيبة بينهم.

"نحن نتحدث عن أفعال في الماضي حدثت و راحت لحالها. لكننا نجني الآن نتائجها. سيئة كانت هذه الأفعال أو جيدة لا يمكننا تغيرها." نظر لكلاهما "لذلك أطلب منكما السماع في هدوء، و أي نقد أبقوه لذاتكم. ما سوف نناقشه هو الحلول الممكنة فقط ولا غير"

"أكمِل يا سوبارو" أمرته يلينا بلطف و البسمة بسيطة على وجهها. نظر لها سوبارو لثواني يستجمع قواه من رقتها. تبسم أمارليك من تصرف زوجته وهو يشعر بالسعادة لكونها أميرة حافظت منذ يوم وصولهم على حسن معاملتهم و الاهتمام بأمرهم كثيراً بدءا من طعامهم حتى مسكنهم بخاصة كاناتو الذي ازداد ثقة حولها.

"لم يواجه ريجي شِري و ظل يمثل أن أياتو رفض إخباره ما في الأمر و لذلك اختلقت هي قصة أخرى. أرسلنا كل هذه المعلومات لوالدنا سريعاً."

"لكننا كنا متأخرين كثيرا..." علق كاناتو بحزنٍ أعمق.

"بعد أسبوع من مقتل أدريان، حصلت غارة على قصر كارلهينز و قُتل فيها. انتشر الأمر كالوباء في الهواء، انتشر الفزع في كل مكان مع جهل الجميع بمن القاتل. بذلك كان المتوقع إنتقال العرش لشو الذي خطط بالفعل للتنازل عنه إلى ريچي. اليوم الخامس لمقتل والدنا وصلنا جواب من مساعد والدنا الذي أوصله بذاته لمكتب البريد مُهدر بذلك آخر أنفاسه."

#منذ شهرين
"أجتمعوا جميعاً!" نادى ريچي عليهم في العقول من غرفة المعيشة الخضراء التي تطل مباشرة على السلم. لحظات و كان الجميع هناك عدة فتاة المنزل. شو أتخذ من أريكة موقع للنوم بينما جلس لايتو على السلم فوقهم جميعاً، و أياتو على كرسيه المعتاد ليظهر خلفه سوبارو بالخنجر الخاص به في يده بعدما احسن تنظيفه.

"ما هذا الجواب؟" سأل أياتو بفضول ليجد وجه ريچي أصفر و إجابته جاءت فاترة كأن جبل من الهموم وقع على كتفه مع هذا الجواب.

"هذا جواب نهايتنا" ضبط نظارته بينما يعيد طي الجواب "والدنا لم يُقتل بفعل الحريق كما أنتشر، بل قُتل مسبقا بالفعل و تُرك ليحترق في اللهيب. من قتله هم مجموعة أطلقوا على نفسهم صواع الملك يترأسهم اليد اليسرى لوالدنا"

"تقصد داڤنشي!" تعجب أياتو ليجد لايتو يبتسم بخبث ليخفي ضيقه الأمر من فوقهم

"هذا الثعلب. كيف لوالدنا الا يلاحظ الأمر؟"

"الأمر أكبر من كلماتكم تلك" أشار ريجي بإنزعاج من ردة فعلهم "يلين براون معهم و قد أوقفت نظام التنقل بين غرف القصر ثم أغلقت كل منافذه بذلك سُجن كل من فيه و ماتوا محروقين. كذلك فردريك راتزل الذي ظل على اتصال بجنوده طوال الفترة الفائتة فحردهم على قتل وزير الدفاع. كما يوجد كيريتو الذي وصلنا أمس خبر وفاة أمه المخلصة لأبي بحسرتها، لكنني أشك أنه قتلها. هناك أيضاً سيدة الإقتصاد روانا تاتشر التي باعت كل ممتلكات القصر قبل الحريق. حسب قول راسل الجواب هناك أثنين آخرين واحد اسمه أميرلاند أسمر ذا عين صفراء و معهم فتاة أسمها سيرين لا يتذكر شكلها نهائي لكنها من غطت الضربة النهائية للعجوز. "

"ماهذا؟!" لم يجد شو أياتو كلمات أخرى ليعبر بها عن دهشته سوى تلك. قالها في هدوء لكنها أخفت خلف نبرته الكثير من الصدمة و الدهشة بينما كان الناتو يعتصر الدب و أنفاسه تضيق رويدا. لايتو خلع قبعته بعدما كاد يفقد توازنه للحظة بينما شو فتح عينه و لأول مرة منذ سنوات يخلع سماعته. ظل الصمت للحظات يمتصوا فيها الصاعقة بأكثر طريقة لا تزيد سوء الأمر.

جلس ريچي على الأريكة و ترك الجواب من يده قبل خلع نظارته في إستسلام و ثورة تجتاحه، فلا أحد منهم يحتاج للكلمات حتى يدرك المصيبة التي حلت بهم. فريق كهذا يضم أسماء بارزة منهم من يتحكم في آمن القصر و تحت يدها فريق العمليات السرية للقصر، إنهم لا يقهرون. لا يحتاجوا لتفسير حتى يعرفوا أن العرش لم يعد لشو أو ريجي ولا هذه البلد باتت لهم فهم كالضيوف الآن. الصمت كان سيد المكان حتى ضرب سوبارو بقبضته الحائط فترك علامة محفورة دليل بارز على ثورته التي تظهر في هبوط و ارتفاع صدره بينما الكلمات تخرج في صراخ

"اللعنة عليهم و على العجوز! لماذا نتحمل أخطاء هذا الرجل دوماً؟!"

"لأنه سواء عجبك الأمر أم لا، نحن أولاده و أمراء تلك المملكة" فسر ريجي في إزعاج مماثل لم يختفي من نبرته التي حاول التحكم في عدم ارتفاعها. ردة الفعل تلك كانت نقطة واضحة كالشمس للجميع، إذا كان ريچي منزعج فهذا يعنى أن أي كلمة قد يتفوهوا بها لن تؤدي لشئ سوى عراك. لكنهم في حاجة لحل و سريعاً، إن الخطر على الأبواب.

"يجب أن نرحل" تدخل شو قبل الاعتدال في جلسته. أومأ أياتو

"أوافقك" نظر له شو بدهشة، هذه أول مرة يوافق فيها أياتو أحدهم. "الآن قبل دقيقة أخرى. حتماً شوف يحثون عنا و ستقوم مجزرة ضد عائلة السكاماكي و كل من يؤيدها، هكذا يكون أي إنقلاب"

"لماذا ننظر للاسوء" سأل كاناتو ببراءة من الخلف "ربما إذا استسلمنا سنسلم حربهم" قفز لايتو من مكانه للأرض ثم هز رأسه بالرفض

"عزيزي كاناتو كيريتو أفعى لا نسلم تغيراته. و هناك داڤنشي من يروض تلك الافعى إذن لا تتحدى المروض" نظر لايتو إلى ريجي "أين هي شِري الآن؟"

"مسافرة إلى أبوها في أستراليا"

"أو في قصر أبونا الآخر في جنوب اليابان" شكك لايتو "صواع الملك. الصواع هو الإناء الذي يُشرب به لذلك أختاروا شكل الكأس الذي أطرافه كالتاج لأنهم يبغون الملكية و العرش. من تصورت معهم لم يرتدوه لكنها وحدها ارتدته. حفل عيد ميلاد داڤنشي الفائت كان يرتديه كدبوس ذهب للحِله الخاصة به، بينما كيريتو كان يضعه كخاتم و لا احد من أتباعهم كان يرتديه."

"أتقصد أنها علامة فقط لرؤساء هذه المنظمة بينما الأتباع لا يرتدونها؟" سأل شو ليتأكد من صدق ما فهم.

"أو ربما يرتدون شئ مُصغر منها. أو ليس لهم أتباع من الأصل"

"أي يكن" تدخل أياتو بعنف "علينا الهرب الليلة. سوف يأتو-"

"أعترض" تدخل ريجي بقوة
_____________________________________________
السلام عليكم، جمعة مباركة إن شاءالله.

أتمنى أن تكونوا بخير و أتمنى أن الفصل قد نال إعجابكم و لم تملوا بسبب طوله أو تختلط عليكم الأحداث بالداخل. كما قررت نشره اليوم قبل الأحد لأنني أشتقت لكم لذلك انهيته توا و قمت بتصحيحه و نشرته.

سوف أراكم الاسبوع القادم إن شاء الله انتظروا فصل به بعض الألم و الحزن، و أعذروني إذا حدثت اي عيوب و قمت بتأخير الموعد. حياتي هذه الفترة مليئة بالظروف لذلك اجد احيانا صعوبة في الكتابة، خاصتا أنني أرغب في دمج الجانب النفسي للقصة.

أخبروني توقعاتكم، رأيكم و هل اندمجتم نفسياً مع المشاعر في الفصل.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro