١٢- حين يحدث العناد
(قبل البداية، لاحظت عدم انتباه البعض لذلك. هناك فارق في التوقيت نظراً لإختلاف الدول على خطوط الطول و بالتالي قد يكون المساء حالك في منطقة بينما هو ظلام بسيط في أخرى. لذا سوف أوضح فروق الساعات بشكل بسيط
موريتانيا: ١٢ ظهراً
أسبانيا: ٢ ظهراً
(حيث الكوردوقو): ٣ ظهراً
ڤلاديڤوستوك: ١١ مساءاً
_____________________________________________
كانت رحلة ركض أخرى بلا ملابس فقد تركوا كل شئ خلفهم بالفعل. كان أڤجوستين يتقدم الذئب الآخر حتى يدله على الطريق بدون عرقلته، فهو سافر حول روسيا من قبل. بدأت رائحة تشتد حولهم، رائحة لقوى عملاقة تزداد قوتها كلما اقتربوا من الموقع التابع للمولتوڤ. وصلا أخيراً للحدود و كالمتوقع حضر ذئبين يحرسون المنطقة ليزئرا فيهما بقوة لتخطي الحدود لكن أڤجوستين ظل شامخ
"أنا أڤجوستين كوردوقو مدعو لحفل زفاف أبن القائد" نظر الذئب خلفه للآخر ثم أرسل عواء بالأخبار. ساعتين و جاءهم ذئب ذهبي اللون يعدو فتضرب أقدامه السوداء الأرض بقوة بينما ذيله يختلط فيه الأبيض في الأطراف مع البني. ألوانه فريدة في الرسومات، كأنه رُسم بدقة على عكس أقرانه. اقترب من الحرس و زمجر لهم فافسحوا له الطريق ليقف تماما أمام أڤجوستين
"مرحبا بك يا سيد." صُعق أڤجوستين بسماع الصوت الأنثوي لفتاة شابة في حجم مستذئب ذكر. هنا تذكر أڤجوستين أن الأحجام في المولتوڤ أكبر و أعرض من باقي القطعان بمعنى آخر، ذكور المولوتوف قد يكونوا أضخم منه هو الذي يعد أضخم جسد في قطيعه. كان جسدها أقصر منه عدة سنتيمترات و أرفع بعض الشئ ليكون أكثر رشاقة منه، هذا جسد أنثى تتدرب ليلا و نهارا.
"مرحباً"
"أنا سيلڤانا، أبنه القائد الثالثة و سأكون مسؤولة عن جميع تحركاتكما بدأ من هنا" أومأ اڤجوستين ثم ركض ثلاثتهم نحو ڤلاديڤوستوك.
كان مطار ڤلاديڤوستوك مكدس بالنزلاء و الراحلين مع وصول بابليتو بعصاه و ماتيلدا بحقيبة الطائرة الصغيرة. اتجهوا نحو سير الحقائب و التقط بابليتو الحقائب بينما طلبت ماتيلدا سيارة أجرة من خلال الهاتف الخاص بها. سريعاً ما كانا في السيارة يتحركون نحو فندق في منتصف المدينة حيث حجز لهما بابليتو سابقاً غرفة عادية بقدر بسيط من المال، ليس بُخل لكنها أميرة تحافظ على مال شعبها. دخلا الغرفة ثم أفرغا الحقائب قبل وصول لهم اتصال، أجابت ماتيلدا سريعاً فوجدت عساف
"أميرتي، نحن الآن في فندق صنكرافة"
"عظيم... يبدو أنكم لم تناموا" سخرت في النهاية لكنه كان صارم الإجابة
"اتخذنا من السيارات سرائر" ابتسمت ماتيلدا و جلست على السرير و هي تراقب بابليتو الذي كان يوقع عين عليها و سمعه يلتقط ما يقال من الطرفين
"و كيف هوندا؟"
"لقد أطلقت سراح مصاصي الدماء، بل جعلت أحدهما يكون معها في السيارة" مطت ماتيلدا شفتيها و نظرت لبابليتو الذي حاول الابتسام للتخفيف من غضبها. إنه يدرك كم تستشيط غضبا و ترغب لو تبعد كل منهم عن الآخر، لكنها بعيدة عنهم أميال لفعل ذلك. كما كان صوت عساف المعترض يزيد الترم سوءًا
"و ماذا عن الآخر؟"
"أياتو ظل في السيارة معي" عقدت حاجبها و اندهش بابليتو هو الآخر.
"أتقصد أن صاحب القبعة هو من كان معها في السيارة؟"
"نعم، هل من مشكلة؟" كان الحبيبين مذعورين في عدم تصديق حتى لم تجد ماتيلدا ما تقول، فلا تفسير بدى لها كفيل بامتصاص صدمتها لذا همهمت في تفهم. أخذت نفس عميق
"حسنا يا عساف" أغلقت الخط عينها مثبته للأمام. ثانية و الأخرى قبل فتحها فمها و القول في غباء تام
"لايتو مع هوندا في السيارة، ماذا!"
.
.
نزل ألبرت السلالم أولا ثم تبعه أڤجوست الذي كان يحاول التعايش مع صداع الجيوب الأنفية الذي اجتاحه بسبب تعرضه للبرد فصاحبه السعال و احتقان الحنجرة مما جعل الغلام يرأف بحاله فيحمل عنه حقيبة الظهر و بذلك تكدست فوق ألبرت الحقائب
"ستكون بخير؟"
"نعم" أجابه أڤجوست قبل موجه جديدة مكونة من السعال و أنفه يحرقه، عليه تلقي علاج بشكل سريع و الاسترخاء و لحسن حظه لقد احضر معه علاجه الخاص. خرجا بخطوات هادئة و الكبير يعاني في سحب حقيبة السفر الكبيرة لكنه وصل أخيراً لسيارة أجرة و منها إلى الفندق الأرخص في الانحاء. لم يكترث لكونه ذا ثلاثة نجوم فقط فهو في أمس الحاجة لكل روبل روسي يدفعه. دخل غرفته و تحمم بسرعة في ماء دافئ بينما كان ألبرت في الخارج يفرغ حقائبه حين وصله إتصال على الإنترنت فذعر الغلام و نادى
"سيد أڤجوست، إنه الألفا يتصل" خرج أصفر العين من استجمامه و نظر نحو الباب ثم تنهد طويلاً. سحب المنشفة الكبيرة من على الكرسي المجاور له و قام بتغطية بها عورته ثم نادى على الصغير بالدخول. كانت عينه الخضراء في الأرض خجلا من رؤية اي شئ أو التعدي على خصوصيات أڤجوست. إنها عادة بين المستذئبين رؤية بعضهم عراة بعد العودة لهيئتهم البشرية إذا لم تكن الملابس الداخلية قطنية بالكامل لكنهم لم يعتادوا تعمد النظر في الحياة العادية. أخذ منه الهاتف و أجاب بكل هدوء
"سيدي"
"أين أنت؟"
"نيجيريا" كان يحاول النطق بأبسط الكلمات حتى يتجنب حوارات ليست مجدية. إنه متأكد من صراخ والده القادم
"اللعنة! عد حالا يا أڤجوست"
"و إذا رفضت؟"
"سوف تنفى أنت و ألبرت للأبد من القطيع" هنا انزعج أڤجوست و كان لابد من رده الحاد القادم حتى يقوم بحماية الصغير فلا يتم إقحامه فيما قد يدمر حياته.
"ألبرت لم يخالفك يا أبي، لقد حضر برغبة من والديه البشريين"
"و أنت من أقنعهما"
"لا تُحسب" هنا صرخ الوالد و كادت نبرته تؤذي أذن أبنه الثاني
"أنا من يحدد العصيان من غيره. سوف تعود على الفور-"
"ليس و أڤجوستين خارج البيت!" رد عليه الصغير أخيرا بغضب وهو يفقد السيطرة على مشاعره أخيراً "أنا ذئب ألفا أفعل ما أريد ولا أحتاج ولي علي! كما سأخبرك يا أبي أنا هنا لحماية هوندا فقد رفضت يا قائد مساعدة مملكة السحرة، مما قلل من شأنك بالفعل في نظر أبنائك."
بدون كلمة أخرى قطع الخط و أمر الصغير بالخروج و إغلاق هاتفه. من الآن هو ذئب ضال بلا قطيع فعلي ينتمى له حتى و إن حمل اسم والده العظيم أليكسندر كوردوقو. رغب الصغير في التحدث مع أڤجوست ساعياً للتخفيف عنه عدى أن نظرة الآخر المحترقة جعلت منه يتراجع في رهبة. كان شديد التعلق بأڤجوست و يحترمه لدرجة أنه حتى إذا جهل السبب وراء هذا الشجار وجد نفسه مائل لتصرف الكبير و رغب لو يفعل المثل مع والده.
في الداخل غطس تحت المياه و أغمض عينه تضربه ذكريات و بعض من الكلمات الماضية مما جعله يكرر الجملة التي لم تترك خُلده يوم
"لن تكونوا في حياتي لكننا ككوردوقو مسؤولون عن تأدية أي واجبات أو مساعدات تخص السحرة"
.
.
"الجو بارد" جلس على الكرسي المواجه لها بشكل موازي يتيح لهما النظر من الشرفة. وضع على الطاولة كوب الكاكاو الخاص بها ثم كوب الشاي الخاص به و أخذ يتأمل حركات السيارات بعد همهمتها بالموافقة. لاحظ استمرار هاتفها في الرنين بوصول رسائل إلا أنها تجاهلتهم حتى جاءها اتصال على الإنترنت فنظرت للصورة و تنهدت بضيق أكد له انها ليست في مزاج للحديث مع أحدهم
"أڤجوست"
"ماتيلدا... أتمنى أنكِ بخير"
"نعم" أجابت بفراغ "حضرتُ لڤلاديڤوستوك"
"تمازحين!" كانت مفاجأة له لم يخفيها صوته. اومأت ماتيلدا كردة فعل طبيعية لكنها وجدت نفسها من شدة الحزن و الضيق تجيب في شئ من السخرية
"لم يجدوا أحد في الأسرة متفرغ غيري" تنهد أڤجوست من نبرة صوتها و تأكد من وجود غيامة حول حالتها النفسية، لكنه تعجب من وجود بابليتو و هذه العلامة موجودة. حاول إيجاد شئ مرح يقوله حتى يخفف عنها، لكنه هو من يحتاج تخفيف أحدهم عنه.
"واجبات أبناء القادة." أجاب بتمعض "لكن لديك فرصة للحصول على بعض الهواء النقي عند المحيط و زيارة بعض المناطق."
"نعم..." أخذت نفس "أڤجوست، مَن مِن القطيع سيحضر الزفاف؟"
"أڤجوستين" أجاب بهدوء تام بنبرة تتمنى لو تهرب من ذلك الواقع أو من هذا الرد. اسم أخيه بات نقطة حرجة تحوم حولها الكلمات حتى لا يقال الاسم مباشرةً. هذا ما آلت إليه الأمور منذ كريسماس الماضي.
"اشتقت له و للحديث معه بالفعل، لكن أظن أن الأمر سيكون غريب بعض الشئ"
"تيلدا... خُلدك مشغول بالفعل لذا أتركي هذه الأمور تدور كما تدور، هناك إله يتحكم في كل شئ" تحدثوا قليلا بعد ثم قرر أڤجوست التحدث
"أين هوندا الآن؟"
"في سانجراف بموريتانيا" أجابت ببساطة فهذه معلومات سرية عن الكثيرين عدى هذان الذكران "لماذا؟"
"أوه... لقد أعلنت التمرد على والدي و رحلت في طائرة نحو نيجيريا" شهقت ماتيلدا و وسعت عينها. هي تعرف السبب لكنها مصدومة بسبب الظروف فلم تتمكن من كبح غضبها عليه
"هل فقدت عقلك! أڤجوست عُد لبيتك، أنت هكذا في عداد الموتى من الملك و من والدك"
"الحياة مخاطرة يا تيلدا" ضربت قدمها بالأرض و مطت شفتيها. هذا هو أڤجوست حين يضع شئ في عقله و يرفض الإنصات. هنا تذكرت هوندا فصرخت بدون قصد
"ما بالكم جميعاً اليوم! ترفضون الانصات"
"ماتيلدا، أعرف رأيك و كُنت متوقع ردة فعلك تلك. لكنني سأذهب لهوندا و اتحرك معها و أتمنى أن تفهمي ما أفعل" أغلق الخط. ألقت ماتيلدا بالهاتف على الطاولة و نظرت لبابليتو الذي كان يحافظ على هدوءه و يحتسي الشاي
"اللعنة!" رفع نظره لها ببطء "اللعنة عليهم... لقد سأمت تلك الأدمغة الصخرية! هوندا ستفقد عذوبيتها لمصاص دماء لا يريد سوى إرضاء شهواته و الآخر تخلى عن هويته كمستذئب حتى يرضي رغبته في المغامرة و يتخذ من هوندا حُجة!"
"هل أخرجت طاقتك؟"
"لا!"
.
.
طرق باب غرفة فندقها فسمع صوتها تسمح له بالدخول. دخل ليجد محلول معلق و السيدة الوحيدة في البعثة تضع فيه دواء ما ثم نظرت له قبل الخروج. كانت هوندا على السرير في بيچامة لبنية اللون ببنطال منقرش بالورود الوردية فتلائم الطوق الوردي على رأسها. راقب المحلول و الأنبوب الذي يصل إلى ذراعها، كانت عينه مُنذهلة لا يستوعب ما يحدث. أمالت برأسها لليمين و أبتسمت بخفه مع إشارة بإصبعها نحو الكرسي الفارغ. أتجه نحو الكرسي و جلس في صمت
"أعتذر عن ما حدث"
" لا عليكي" كان الهدوء في النبرتين و الكلمات سيد المكان. "عساف كان يستشيط غضبا بسبب مناداتك لي"
"أعرف" نظرت للأمام "لكنني أخاف أن أكون وحدي بينما أخذ الدواء. كان آرون دائما يجلس معي لكن... لكنه في المشفى"
"و ما هذا الدواء؟" سأل بلكنة حادة جعلتها تنظر للأسفل في شفقة على حالها ظهرت في نبرتها.
"هذا يبقي جسدي بصحة جيدة" شهقت فجأة و أمسكت بالملاءة في ألم و ضغطت عليها بينما تنكمش قليلا. تراجعت فجأة و هي تشعر بيد أياتو تمسك بقبضتها فنظرت له لوهلة و بدأ الألم ينسحب من معالم وجهها و قبضتها تُخفف. كان أياتو يشعر بالألم بسبب نظرتها و أثارت شفقتها غضبه، لكنه لم يجد شئ يفعله سوى الإمساك بيدها حتى يدعمها بطريقة أو بأخرى.
هوندا حركت يدها حتى تمسك به و تضغط عليها من فترة لأخرى كلما اجتاحتها نوبة ألم أخرى. كانت مرتاحة بوجوده و تشعر بالأمان بين يده الكبيرة التي ضمت خاصتها بشكل كامل فتبث فيها دفء من نوع خاص حتى و إن كانت باردة بفعل جنسه. كانت سعيدة لهذه اللحظة حتى و إن كانا صامتين، كذلك كان هو سعيد بالإمساك بيدها في شعور غريب لا ينفره بل يتعجبه و يتعجب تفقد كل تفصيلة في جسدها النحيف.
"لم تسألي شئ منذ الصباح" قهقهت بخفه و نظرت له.
"فرغت الأسئلة من عقلي حالياً" انقلبت تعبيراتها لحماس "يمكننا عكس الأدوار لليوم، إذا رغبت أكيد"
"نعم أرغب" ضغط على يدها "أولهم أنتِ لم تحدثيني منذ أمس، حتى في السيارة فضلتِ جلوس لايتو عني"
"لم أرغب في إثارة ماتيلدا أو عساف" عقد بين حاجبيه في إنزعاج
"لذلك تجاهلتيني؟"
"أعتذر" جاء ردها بسيط لكنه زاد إزعاجه فارتفع صوته قليلاً
"لا تتخذي من الأعذار مفر لإنهاء الحديث!"
"أنت في حالة نفسية مضطربة و الجدال معك في حالة كتلك سوف يزيد الطين بله لا أكثر"
"أنا لست مريض نفسي لأسمع تلك الكلمات!" ضغطت على يده مرة أخرى قبل التقوقع في جلستها. انتظرا حتى انتهت هذه الموجة من الألم و عاد تنفسها لسرعته المعتادة. لم تنظر له في عينه بل أكتفت بالنظر أمامها بينما تقول في حزن
"أنا أكره إغضاب أحدهم و لسبب ما لا أريد أن أثير غضبك عليَّ... لذلك أعتذر لكنني حقا رغبت في حمايتك من غضب عساف و انزعاج تيلدا. لم أقصد إغضابك" ظل ينظر لها بدهشة فها هي تفقده القدرة على الكلام مرة أخرى بنبرة حزينة و وجه برئ. ضغط على يدها و انحنى ليقترب منها ما يكفي حتى يضع يده تحت ذقنها ليجعلها تنظر له
"أقبل أعتذارك" قالها في كبرياء. هذا الخضوع له و التأسف حتى و إن كان يدرك أنها تفعل ذلك لتتجنب أي عراك ممكن كان غذاء لغروره و كبرياءه كرجل و كشخصية تحب الشعور بالذات. إنها تعرف كيف تُمثل الخضوع فترضيه فيخضع.
"ما هذا العلاج؟" نظرت للجانب الآخر للحظات ثم بصوت خافت نطقت
"حين أستخدم طاقتي، أستهلك جسدي و طاقته الفعلية مما يضعفني. لذلك عليَّ تعويض البروتينات و الڤيتامينات الضائعة بهذا المحلول السحري."
"ليس لديك خزان طاقة كباقي السحرة؟"
"لدي و أستهلكه. هناك مدى معين من الاستخدام لا يجب أن اتخطاه، و إذا تخطيته أُجبر على أخذ هذا المحلول"
"غالباً ما جهلت أمور السحرة" قال بعد صمت لفترة "لكن أمرك شديد العجب" ضحكت بخفه و نظرت له لكنها أحست بنفسه قريب منها فرجعت للخلف لكنه كان واضع يد خلف رأسها فمنعتها. ظل هكذا للحظات ينتظر أي ردة فعل منها غير الدهشة و الصدمة
"هل أنتِ خائفة؟" سرت قشعريرة في بدنها بينما تسارعت ضربات قلبها. أشتم أياتو رائحة الأدرنالين تفوح منها بل و الأسوء استطاع الشعور بسرعة تدفق الدماء بداخلها لكنه لم يخش أن تدفعه بل كان يخشى ردة الفعل تلك. لقد فهمته بشكل خاطئ و فهم هو ردة فعلها بشكل خاطئ....
هي ظنته سيمتص دماءها فخافت من ذلك. هو رآها تبتعد لأنها تكرهه فخافت من تقبيله لها. انتفض واقف في غضب فرفعت نظرها له بتعجب
"يبدو أنكِ كجميع جنسك... بريعون في التمثيل"
.
.
وصل الثلاثة مستذئبين أخيراً لوجهتهم على حدود المدينة. كان الليل في نهايته و الفجر وشيك في هذه المدينة حين توقفوا عند إحدى الأكواخ و بدأت الفتاة
"سوف تسكنون هذا الكوخ." تحول اڤجوستين إلى هيئته البشرية فتبعه صاحبه. غيرت الفتاة هيئتها و أفرجت عن شعر طويل مموج رصاصي اللون و عين بنفسجية غامقة تتدرج للأفتح. كانت ملامحها مرسومة بشكل رقيق لا يناسب هيئة الذئب الخاص بها أو جسدها حَسن الرسمة ذو بعض العضلات البارزة لكنها لم تؤثر على أنوثتها في شئ بل زادتها. كان التابع ينظر لها لكنه أبعد نظره فور تأكده من رائحة الذئب المسيطر خلصتها لذا و حسب القانون لا يجوز زواج تابع من مسيطرة لكن العكس ممكن. عدلت شعرها للخلف ثم أخذت مظهر أڤجوستين من الأعلى للأسفل ثم أبتسمت
"تبدو كما يصفوك"
"أعتذر..."
"لقد وصفك إحدى السكان الجدد، لقد أنحرف عن قبيلته التابعة لكم و جاء لنا"
"أوه..." لم يجد كلمة أخرى و اكتفى بالصمت قبل إعطاؤها ظهره و النظر نحو الكوخ يتفقده. فتح الباب و أنار النور ثم أخذ يراقب التفاصيل في كل الغرف قبل العودة إلى باب الكوخ.
"أعتذر لكننا لن نبقى هنا" نظر لتابعه "سوف نحجز فندق ولن تحتاجي لمرافقتنا في كل مكان"
"هل لي بمعرفة السبب؟"
.
.
بالعودة نحو فندق الأميرة الصغيرة كان أياتو ولايتو في الغرفة المجاورة لها بينما نام عساف في الغرفة المقابلة و توزع باقي رجاله حول غرفتها. كان أياتو يستند على زجاج الشرفة يتألم و الغضب يأكل قلبه لكنه سكن تماماً حين سمع دندنتها لأغنية ما... كانت أغنية حزينة لكنها أعجبته و جعلت سكون غريب يغمره بسبب صوتها الناعم الذي يقشعر له الجسد و يغذي الروح بهدوءه. هذا يضيف لهيئتها الملائكية (الأغنية هي التي في الأعلى)
تثائب أڤجوست و التلفاز أمامه على برنامج وثائقي في قناة ناشيونال جيوغرافيك عن الأسود. أمال برأسه للخلف فوجد ألبرت نائم على سريره و الغطاء يغطي جميع أجزاء جسده المُلتف فيه. ملامح الصغير ساكنة و فمه مفتوح حتى يتنفس منه مما جعل بعض اللعاب يهرب منه لكنه كان نائم في سلام تام غير منزعج من النور أو التلفاز. ابتسم أڤجوست عليه في حنان قبل إعادة نظره نحو التلفاز و الغوص فيه مرة أخرى حتى غلب عليه النوم من الإرهاق.
_____________________________________________
السلام عليكم، كيف هي الأحوال لديكم جميعاً؟
أتمنى أن الفصل قد أعجبكم و أعتذر عن الخطأ الذي حدث في الصباح من نشر فصل و حذفه. لكنني لم ارد التأخر أكثر و نشرته الآن بعد التصحيح.
أطلعوني عن رأيكم و التوقعات و الأهم هل يحق لأڤجوست ما فعله؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro