41- ما بعد الرحيل
#بعد عام من نهاية الحرب
وقفت سيارته أمام المشفى حيث كانت واقفة هي ببنطال جينز و فوقه بلوزة بنفسجية داكنه، هكذا باتت ألوانها بعد سلبها روح. فتحت الباب و ركبت لجانبه وعينه الزرقاء اللامعة عليها، والسعادة تغمرها.
"آخر جلسة" كانت جُملة إخبارية لكن طريقة قوله لها ببعض التساؤل و الأمل جعلتها تبتسم و تومئ له. شُقت بسمة واسعة على فمه و تنهد بسعادة غامرة قبل ضمها بقوة و الفرحة لا تسع قلبه.
"مَن مِنا يجب أن يكون سعيد؟"
"أنا سعيد لسعادتك يا تيلدا" أجابها في عناقه "كما أنه شئ مريح أن يُطلق الطبيب النفسي رسميا سراحك من هذه الزيارات الأسبوعية و يُعلن شفاءك."
هزت رأسها بالموافقة قبل الإبتعاد قليلا و التبسم بهدوء. أخذت نفس عميق ثم أطلقته و نظرت لعينه طويلا و الشُكر و السعادة لا يتركان الذهبية الخاصة بها حتى نطقت
"كُنتُ كل أسبوع أخاف أن يطلب حجزي في المشفى ثانية" نعم لقد أُجبَروا على حجز ماتيلدا في المشفى لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع بعد الحرب، لأنها توقفت عن الطعام و الشراب، و أمضت لياليها بلا نوم بل مع كوابيس و بكاء و صراخ، كما تحول الأمر معها في مرحلة إلى هزيان و عنف، لا سيما دخولها في غيبوبة لفترة بعد محاولتها الفاشلة في الإنتحار. كشفت عن أسنانها بعد تنهيدة طويلة قبل النظر لحقيبتها و إخراج منها خاتم أهداه لها هذا الصباح "وبهذه المناسبة، هلا أتجهنا إلى أقرب كنيسه لنحجز أقرب موعد لزفافنا؟"
"أمرك يا أميرتي" ضحك بخفه والبهجة تحتل محيا وجهه كله بينما تلاشى سريعا كل التعب والصبر لنول هذا القرار منها و أصبح نعيم أنها ستحمل أسمه شئ يثير فيه شوق عالي. سرق من فمها قبله سريعة قبل التحرك للأمام نحو الكنيسه.
.
.
"هل هذه الأوراق لن تنتهي؟!" جاء ضجر صاحب العيون الحمراء من مكتبه كقائد قبيلة الكوردوقو الحالي. ضحك أفجوست بقوة و هو يدخل بأوراق أخرى حتى يأخذ إمضاء توأمه الأكبر عليها. هذه الضحكة جعلت أفجوستين يرفع نظره للآخر بتهديد لم يهز خليه في أفجوست بل جعله يضحك أكثر "تتلذذ أنت برؤيتي هكذا صحيح؟"
"هل أنا من دفعك للزك بوالدنا خارج عرشه؟"
"لا نهائي" أجاب بسخرية "لكنك أخفيت عني أمر الأوراق ليوم تتويجي، و من حمستني لأصبح قائد ولا أعيد له منصبه"
"وأنت سحبتني معاك في هذا العمل الممل" أجاب ببساطة ليخبر الآخر أنه نال انتقامه. أبتسم أفجوستين وقام من كرسيه ليحمل الأوراق عن أخيه ثم يضربه بخفه على رأسه بينما يسبه مما جعله يضحك. أخذ كلاهما نفس و أطلقه في لحظة واحدة مما جعلهم ينظرون لبعض. دق الباب المفتوح فعلا ليجذب انتباههما، كانت سيلفانا بشعرها القصير الذي يصل لذقنها و بطنها المنتفخ بحجم يناسب سيدة حامل في شهرها الخامس. أتجه أفجوستين ليقف بالقرب منها و يضع يده على بطنها و عينه في عينها
"كيف سار الأمر؟"
"إنها بخير... لم تصدق أنني أصبحت حامل منك" أبتسم وهو يهز رأسه في يأس "
"صدقيني لا أحد يصدق أنه سلبكِ شبابك بهذه السرعة" رفعت حاجبها و أبتعدت عن الأكبر لتبدأ بنبرة حادة لكنها ممازحة كلها مودة تصاعدت مع الأيام بينهما
"أنا مازلت شابة، فقدت أكتسبت بعض الكيلوات"
"بعض؟" كان أفجوستين يحاول عدم الضحك في الخلف. وضعت سيلفانا يدها على وسطها و أغاظته
"أقلها لست بلحيه، يا أستاذ تجعلني أكثر رجولة" هنا أنفجر أفجوستين بقوة و ظل أفجوست صامت مندهش، و ربما حزين قليلا على كرامته التي نزلت الأرض. عدى أنه نظر إلى أفجوستين بعيون كلها خناجر لأنه أفشى سبب إبقاءه لهذه اللحيه، التي يعتقد أنها تزيده جمالا في حين أنها تجعل منه شيخ غريب المظهر. حين فرحت بنصرها ألتفت إلى أفجوستين و أتجهت لتمسك يده التي بها دبلة زواجهما، نعم لقد تزوج كلاهما بعد إنتهاء الحرب بشهرين بالتمام و الكمال، و كان للأمر علاقة بإحتياج سيلفانا القوي لدعم و سند و أنس.
"كاترينا يلائمها جدا دور الأخت في الكنيسة، أنا لم أرها سعيدة هكذا قط. إنها تساعد..." بينما تُكمل القص عن أختها لكلاهما شرد أفجوست قليلا في جلساته مع سيلفانا بعد الحرب، لأنها أحتاجت من تحكي له عن مخاوفها من أفجوستين و لم تجد يد تُمد لها غيره و قد تشبثت بها بقوة. تذكر كيف أنها كانت كل مرة تقول أنها تعرف أنه قرار غير سليم الزواج به، وأنها تضع نفسها في مأزق سوف تندم عنه لاحقا لأنها لا تحكم بالعقل لفقدان أسرتها، تذكر كيف أنها كانت تتصل به فجرا باكية أن التردد يقتلها، تذكر كيف أنها قبل نزولها للمذبح بدقائق أستدعته وترجته أن يجعلها تعدل عن قرارها حتى لا تندم لاحقا. منذ أقل من أسبوع أتصلت به مرة و شكرته شُكر جم على مساندته لقرارها، كانت سعيدة و شعرت أنه كان أكثر قرار صائب في حياتها، حتى و إن أصابها الشك قليلا.
نظره تحول إلى أخيه الذي كان متردد هو الآخر، ظنا منه أنه يستغل فتاة في ضعفها لكنه لم يستطع الإبتعاد. سبب أفجوستين الأول للزواج كان حاجته الرجولية لجمال سيلفانا الذي أبهره يوميا، ورغم ذلك كانت رغبته في إزالة الحِمل عنها سبب آخر. يوم معرفته بحملها كان يوم شاق على أفجوست الذي واجه رغبة أخيه في إجبار سيلفانا على إنزال الجنين خشيه منه أنهم تعجلوا. اليوم وبعد مرور أكثر من تسعه أشهر على زفافهم و على تنازل كاترينا عن منصبها لتصبح أخت في الكنيسه، و عن جمع أفجوستين القيادة بين الكوردوقو و المولتوف بذالك أصبح قائد تقريبا أقوى قطيعين في آسيا، هو يبتسم لأن الجميع سعيد نسبيا و تناسى.
"أفجوست!" نداء أفجوستين الحاد جعله ينتبه "هل أنت معنا؟"
"ماذا هناك؟"
"عيد ميلاد والدك الغد، هل أحضرت هديته؟"
"لقد نسيت" صفع جبهته. أبتسمت سيلفانا و راقبت صاحب العين الصفراء وهو يجمع أشياءه من الغرفة بتعجل حتى يرحل لينجد كرامته أمام والده، لكنها نادته.
"أفجوست" ألتف لها "أرسل لي مواعيد عيادتك، لي صديقة بشرية تعاني من كوابيس و تريد زيارة طبيب نفسي"
"سأفعل"
.
.
"هيا يا شباب إنه موعد الغذاء" نادى عليهم ريجي عقليا من مجلسه على قمه طاولة بيتهم الجديد ذا الطابقين في عمارة في روسيا. ظهر كاناتو أولا فشو فلايتو فسوبار و بدأوا الطعام.
"انا أشعر بالممل بلا زوجات في هذا البيت" تذمر لايتو. نظر له ريجي بطرف عينه بينما أجاب كاناتو بهدوء
"لا أحد يعوض يوي"
"رغم هذا" جاء صوت شو الذي بات يشارك أكثر من المعتاد في هذه المحادثات "سوف يرسلون لنا واحدة الغد"
"وأين كان هذا الخبر مسبقا؟" ضرب سوبارو بالسكين في الطاولة. حسنا، غضب سوبارو لم يتغير نهائيا.
"سوبارو عزيزي، هذا المنزل إيجار" بدأ ريجي بهدوء قبل الإنفجار بتحذير و غضب "هل معك أموال لدفع التأمين؟!"
نعم هؤلاء حفنه من المفلسين الذين يعيشون على ما يجمعوه يوميا من وظائف مختلفه تُرسل لهم من أرباب عملهم. لكن أهم ما في الأمر أنهم سويا.
.
.
أرتدى معطفه و نزل السلالم لتقابله غرفة المعيشة الواسعة الفارغة كعادتها. لكنها ليست أوسع من بيته السابق الذي تركه حتى لا يضطر للتعامل مع ذكريات زوجته التي تطارده حتى اليوم بمروره عند كل مقهى أو مكان لهم فيه ذكرى. لقد ظل في منصب ملك السحرة. لقد جاءه منذ لحظات إتصال ماتيلدا بالأخبار التي سعدته كثيرا و ربما هذا ثاني خبر سعيد يأتي له منذ عام، الأول كان زفاف صديق له على أبنه تيتمت في الحرب. أتجه نحو مكتبه المتصل بالبيت الوحيد لأن صاحبه وحيد و تفقد الرسالة التي حضرته من ذات العين البنيه. أبتسم بسخرية وحزن لأن رسائلها هي الأخرى أصبحت أحيانا مؤذية بالنسبة له. واقع أنه لم يعد يراها ولا يعرف عن أخته الصغيرة شئ بلا رقابة وبلا تحجيم في المعلومات يزعجه.
"كيف حالك يا أمارليك، أنا فعلا أشتاق لكَ وقد وافق عملي على أخذ إجازة أسبوعين، مما يعني أنني سوف أزعجك لمدة أسبوع كامل. كما أتمنى أنك تخلصت من نسخه أخي الغريبة ذات اللحية و الجفون السوداء من قله النوم وبقاءه في البيت، وسوف أقتلك لو عرفت أنك لم تفتح لذاتك صفحه في موقع التعارف الذي أرسلته لك.
أمارليك، أعرف أنه صعب عليك، لكنك مثالي الأعلى و أخي الأكبر و من رباني مع والدي، ورؤيتك هكذا تؤلمني شر الألم، أنا بخير و سأكون بخير أكثر لو أصبحت أنت بخير، لذا دعني أشد بأزرك يا أمارليك حتى تصل للبر، كما فعلت لي حين فقدت عيني.
أحبك يا أميري الأشقر الذي سوف أتغزل في جماله حتى نشيخ سويا"
أعاد ظهره على الكرسي و أغمض عينه ليعيد تذكر آخر يوم في الحرب حين أعلنت العوالم بأكملها الخضوع إلى صواع الملك. لقد عادت سيرين لأرض الواقع و أظهرت هوندا التي كانت على شفى الموت، بلا وعي، بلا أنفاس منضبطة، بلا حتى طاقة. ركضوا عليها و لم يصل لها أحد غير كيريتو من صواع الملك الذي عرض عليهم إما تحويلها و إنقاذها أو قتلها، بالطبع في حالاتهم النفسية تلك لم يكن أحد قادر على خسارتها، وياليتهم وافقوا على خسارتها. أدخل طاقته في عقلها بعدما عادت للحياة و تصلحت تماما، لكنه خلق منها وحش سوف يقتل بلا رحمه و قد جعلهم يروون هذا بكل وضوح في عقولهم بمشاهد متخيله، وهذا كله وما يفصلها عنهم هو سلسال من حديد قوي صنعته سيرين و ربطته في شجرة.
أبتلع الغصه في صدره بقوة وهو يتذكر كيف كان رؤية أخته البريئة تُعامل كالكلب المسعور تقتلع قلبه حتى بعد مرور سنه بالتمام و الكمال عن ذلك اليوم. عرض عليهم الملك معاهدة أضطر الجميع الموافقة عليها. ومن خلالها: أولا: أنضمت تلك الصغيرة إلى صواع الملك و سرعان ما وافق صواع الملك على حضور أياتو ليكون حبيب لها، كما أعطوا آرون حق خدمتها. ثانيا: لكل قائد حق إدارة شعبه، بشرط أن الأمور المادية و العلاقات الخارجية و الحربية يعودون فيها إلى صواع الملك ومن يخالف تُزال عنه القيادة. ثالثا: سوف تظل الألقاب كما هي، لكن عليهم بخراج شهري لصواع الملك و بالتالي فهم يتبعون لهم ولا يتبعونهم. هكذا قللوا إحتمالية قيام حركات ضدهم، وحين قامت بعضها تم إبادة أُسر كاملة في سبيل إستعادة سلطتهم.
"أقلها عائلاتنا في سلام وكذلك الشعب" فتح عينه و نظر إلى رايان الذي أصبح يشاركه الشقة بما أن سيده رفض البقاء في القصر
"هل نحن فعلا بخير؟"
"مازلنا نملك حريات كثيرة، و لم يمسوا حُرمة شعبنا من أموال أو طعام أو نساء أو حتى ذهب. هذه الأموال الشهرية، ألا ترى أنها متناسبة ولا يزيدونها، في المقابل هم أعطوننا بعض من الأبحاث التي توصلوا لها"
"هل تقف في صفهم الآن؟"
"لا نهائيا... لكنني أخفف عنك"
.
.
خرج من دورة المياه و رائحة صابون الاستحمام تفوح منه لكنها لم تهتم بالنظر له بل أنتظرت حتى حضر و ضمها من الخلف. أسند ذقنه على رأسها و نظر لداخل الكتاب الذي كانت تقرأه.
"هل من جديد؟"
"أمي كانت القائدة الأخيرة لعشيرة اللورف، وخمن ماذا" رفعت رأسها حتى تقابل حمراوتيه و أكملت بدهشة "لقد قتلت أخ ديكابريو الوحيد"
"هذا ممتع" نظر بداخل الكتاب الذي اعادت بصرها عليه ثم أشارت نحو سطر محدد و أكملت
"هنا يقال أنهم عرفوا بخطة الإبادة، بل تكهنت بها إحدى العرافات في رؤية بتفاصيلها وكان القرار هو الإستسلام لها." قلبت الورقة عائدة للخلف و أشارت على سطر آخر بينما تُكمل "وهنا وقع الإختيار على جنين ليتم دسه بين السحرة و خلق له قيود محددة لا يطلقها حتى يقابل أحد اللورف"
"وكانت سيرين" أكمل ما يدور في عقلها. أومأت له وهي تُغلق الكتاب الضخم الذي في يدها ثم تتنهد "ماذا؟"
"كُنت لأظل جاهلة عن حقيقتي لولا مساعدتهم" وقفت و أراحت الكتاب مكانها و نظرت في عينه بشئ من الراحة و الحنين "لقد ساعدوني في كل شئ خاص بقوتي، لكنني أشتاق لحياتي كفتاة مراهقة وليس كسيدة في قصر مُطالبة بواجبات عديدة"
"سوف نعود لهم" أكد لها وهو ينتقل أمامها مباشرة وقام بإدارتها ببطء حتى تنظر له "سوف تعودي لهذه الحياة أعدك، لكن بطريقة مختلفة"
"هوندا" جاء آرون الطارق على الباب. ألتفت و سمحت له بالدخول لتجد معه طبيبها الخاص الذي كان و بكل بساطة إيلين
"موعد تحاليلك" أمسكت بيد أياتو لوهلة ثم تركتها و تبعت إيلين إلى الأسفل حيث العيادة و وجدت حالها على السرير و الحقنة تسحب دماءها لتضعها سيرين في مكان آخر حتى تبدأ تتحلل الجزيئات و تُظهر لها مبتغاها. ثم عاودت النظر إلى هوندا و هي تضع مجسات على كامل جسدها ليظهر أمامها رسم كامل لجسد هوندا
"كيف يسير الأمر مع أياتو؟"
"أي أمر؟" هوندا لم تتقرب بعد من إيلين رغم كل الزيارات الأسبوعية بينهما فهي تشعر بالتدخل الدائم منها.
"الحمل" أبعدت هوندا نظرها في خجل قليل و لكن الأكثر إنزعاج
"ليس من شأنك" أبتسمت إيلين قبل الالتفاف لقراءة صورة جسد هوندا و الأرقام التي بدأت تتلاحق على الجانبيين. ثم نطقت
" لا يبدو أن هناك شئ" ضغطت على زر ما "لكنكما تعرفان أن من شروط خروجك من هنا هو إنجاب ذكر بدماء اللورف و فطامه"
"لقد أوضحتم هذا" ألتفت الكبرى و بدأت في إزالة المجسات حتى قررت القول بكل هدوء و برود
"هوندا... إذا فشل أياتو و تأخر الأمر عن المطلوب، فلن يمنع أحد تزويجك من رجل آخر" خلعت آخر مجسه و كان أسلوبها تحذيري مستفز. أشارت لهوندا بالوقوف. أنتفضت هوندا خارج الغرفة و القشعريرة تسير في بدنها، لكنها سرعان ما تبسمت وهي تتذكر أنها سوف ترى أخيها و أختها قريبا جدا. رغم ذلك، بيتها و تجمعهم لم يعد مصدر راحة تامة لها كما كان، فهي تُخفي عنهم أغلب ما يدور هنا وقد أتفقت مع كلٍ من حبيبها و صديقها بعدم النطق بشئ مما يدور هنا. أقلها هي حيه مع رجل أحبته و صديق وفي، و تعلمت كم ضخم عن عائلتها البيولوجية و ماهيتها و قوتها. إنها فتاة أخرى، ورغم كل ما تعانيه لم تندم يوم أنهم أعادوها للحياه كمصاصة دماء.
"هذا كثير للتفكير به" توقفت مكانها و أنتظرت منه الظهور من خلف عمود ما و شعره الأبيض المربوط في ذيل حصان بتيشرت قطن أبيض و بنطال وردي
"كيريتو"
"إن عقلكِ شديد الاضطراب" أقترب منها قليلا مع مراعاة مسافة متر بينهما " هل تريدين مشاركة أفكاركِ معي؟"
"أشكرك أنك علمتني تلك التعويذة" هذه جملتها الدائمة حين يصيبها بهذا التعليق و رغبته في التعرف على ما يزعجها.
"سوف أجيبك بنفس الرد، هذه خصوصيتك و دمتي في صفي ولا أريد منكِ شئ فلا حاجة لقراءة أفكارك" أبتسم قليلا "الآن... ماذا قالت لكِ تلك الأفعى؟"
ضحكت بخفه على هذا اللقب الذي يلقيه على إيلين. تحركت معه إلى النافذة حتى تجلس عليها و بعد صمت قليل ضمت شفتيها بقوة قبل رفعت نظرها له
"تقول أنه هناك رجل بديل إلى أياتو سوف تزوجوني له لو لم أُنجب في الوقت المحدد"
"هذا واقع"
"من هو؟" نظر للنافذة خلفها كأنه يفكر في البوح لها بالأمر أم لا لكنه لمح ذلك الشخص و لذا أشار لها من النافذة عليه
"هو"
"آرون؟!" أندهشت بقوة و قد استطاع رؤية القشعريرة في جسدها لكنه أكمل
"أو أنا. سيكون لكِ حق الإختيار"
"لماذا لا تصبرون؟" أدمعت و هي تهز رأسها بإنزعاج "نحن نحاول، أقسم أننا نحاول لكن لا-"
"هوندا" أصمتها بروية وهو يميل قليلا عليها "هل أخبرتكِ إيلين بالمدة المطلوبة؟" هزت رأسها بالرفض لذلك أبتعد قليلا و ابتسم بينما يرفع يده برقم أربعة
"أربعة أعوام" أنزل يده "معكما أربعة أعوام من المحاولة مع المتابعة، إن فشلتم سوف نجد بديل. كما أنني أتناقش مع الملك لينقلكما في شقة مجاورة. أنا متأكد أنكما لستما مرتاحين بالشعور أننا نراقبكم، وتأسيس أسرة يكون أسهل حين تتهيأ الظروف الصحيحة"
"هل حقا..." هز رأسه بالموافقة و أكمل
"وهو شبه مقتنع لكننا نبحث عن مكان مناسب" أتسعت بسمة هوندا وهي تشعر أن ثقل أُزيل عنها، أقلها سوف تشعر أنها فعلا متزوجة من أياتو بحياة مستقلة بعيد عن أعينهم مما سوف يعطيها بالتأكيد شعور بالراحة أكبر. قفزت في عناق شاكر لكيريتو قبل الرحيل ركضا نحو أياتو. بين صواع الملك لم تكون علاقة وطيدة كخاصتها مع كيريتو، معلمها و صديقها.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro