Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

26- أطراف الحرب

نظرت هوندا إلى أياتو الذي أبتسم لها بطمأنينة بلا كلمات، كان بالفعل مُدرك لما يدور بعقلها. نظر بينهما أمارليك ثم إلى التوأم المستذئب و سأل بهدوء

"من يشارك بالحرب؟"

"لا أحد سوى القبيلتين، بالطبع الاتباع القريبين لا مفر لديهم سوى الخضوع للنداء" أجاب أفجوست بروية ويداه بين قدميه المتفرقتين. دقيقة كاملة من صمت تام ثم وقف أفجوستين و أخرج هاتفه ليدق رقم أليكسندر الذي كان في أرضه يتلقى أتباعه النداء المتداول بين الحدود الذي ينقل أخبار الجانب الآخر من روسيا. جاءه الإتصال الهاتفي وشعر بالسعادة لهذا الإتصال فرغم أنه منزعج من كيفية غياب أبنيه عنه وطريقتهم في التعامل إلا أنه رُدت له الحياة وهو يطمأن أن أحدهما بخير من هذا الإتصال. فتح الخط وسمع صوت أكبر أولاده

"أفجوستين"

"أعتقد أنك سمعت بالأحداث بالفعل، أبي"

"نعم" أجاب بهدوء تام "ونحن نرفض هذا النداء و إياكَ والتصرف خارج هذا النطاق. أركب أول قطار للعودة للقطيع"

"ترفض!" نظر له الجميع بالذات أفجوست الذي أغلق عينه من فوره في يأس من هذا الحديث و نوع خاص من الضيق لما سيأمر والدهم في لحظات. كما شعر بالضيق للعراك القادم والمتوقع بين كلا الرجلين "أتقول لي بالتخلي عن فرصة ذهبية لكسب ثقة المولتوڤ كهذه؟"

"لا أكترث لهم" صرخ الأب في الهاتف وهو رأى مقدمات عصيان أبنه "أنا لن أخسر فرد واحد من قطيعي بسبب حرب لا شأن لي بها"

"لقد خسرتني بالفعل حين ارسلتني هنا"

"سوف تعود لرُشدِكَ، إنها حركات طفولية" هذه الجملة و البرود الذي يتخلل صوت والده جعله يستشيط غضبا أكثر فيصرخ في الهاتف كالمجنون

"وكأن تصرفك بالهروب ليس طفولي-"

"أبي!" نظر أڤجوستين للهاتف الذي سحبه توأمه عنوة و بعيون مستقرة تشبه نبرته الحالية التي يبذل فيها قصارى جهده لإقناع أبوه "روسيا تقع تحت قيادة المولتوڤ ثم الكوردوقو، كلانا يُكمل بعض حتى إن لم تعترف بها صراحتا. إذا وقع المولتوڤ، كم تعتقد سيتطلب الأمر حتى يصل اليوكوري إلى أرضنا يطرقون باب الخضوع بعدما أخضعوا المولتوڤ و بوجود قوة مثل المولتوڤ إلى جانبهم أي فرصة نمتلك نحن في الفوز؟"

"سوف نخضع بسلام دام لن نخسر أي فرد" أجاب الأب بعد فترة من الصمت يعيد ترتيب كلمات أبنه المنطقية. كز أڤجوست على أسنانه حتى يكبح جماح غضبه

"بل سوف تخسر حرية كل فرد في القطيع أولهم أبنك الأكبر. ألا تعرف قواعد الخضوع لليوكوري؟"

"أقلها سيكون في مأمن و جميعنا كذلك، إن التضحيات مطلوبة للوصول الإستقرار"

"ونحن سنكون التضحيات، فلا إستقرار بلا تضحيات كما تقول. و البقاء تحت قيادة اليوكوري لن تكون إستقرار"

"أڤجوست-"

"أبي... سوف نخوض أنا و أڤجوستين المعركة حتى تصل الإمدادات و أعدك أن أحدنا سوف يتراجع بمجرد-"

"مرفوض!"

"لقد قلت أنه علينا تحمل المسؤولية، اليست هذه مسؤولية للقطيع؟" سأل أڤجوست بهدوء. صمت الأب وهو يرى كيف يستخدم الأصغر كلماته الماضية في صالحه و لكنه يفكر في تلك الكلمات "مهما جعلتنا نتجنب الأمر، إذا لم نتدرب الآن على أمر مماثل متى برأيك سوف نتعلم؟ حين تهب غارة على القطيع في موتك؟ أتظن أنك هكذا سوف تحمينا؟"

"أڤجوست..."

"أعرف أنك خائف، لكن ثق بنا. لمرة واحدة يا ابي ثق بنا، ثق بأڤجوستين الذي بفضل هزيمته لأحد القادة وضعهم تحت قيادتك. ثق بما تركته أمنا أمانة في رقبتك، هل تظن أنها سوف تكون سعيدة ببقاءنا بلا حركة؟"

يعرف أنه ضغط على جرح قوي و أنه استخدم نقطة ضعف والدهم لصالحه، لكنه لم يجد طريق آخر لإقناع أبوه غير ذلك. الصمت الذي جاء بعد هذه الفقرة كان دليل أنه بدأ يدخل لعقل والده و دفعه ليأمل أنه سوف يقتنع و يعطيه إذن التحرك. أڤجوستين بجانبه مندهش لكنه فخور بتأكد لوصولهم الهدف المطلوب. بعد تقريباً دقيقة كاملة ابتسم أڤجوست بإتساع و شكر والده مع وعده بجملة ثم غلق الخط

"لقد وافق، لكن إذا تعرض أحدنا لأي جرح قريب من الخطير سوف يتم إعادتنا للأرض و التراجع"

"ماذا سوف تفعلان الآن؟" سألت ماتيلدا ونظرتها نحو أڤجوستين تحديداً تحمل نوع من القلق عليه و الرغبة المُلحة في التمسك به. نظر التوأم لبعض و كانت الإجابة شديدة السهولة

"سوف نتحرك إلى بيت القائد و نعلن إشتراكنا"

"التحرك بالمظهر البشري سيأخذ وقت طويل" فكر أڤجوستين بصوت عالي "والتحرك بالذئاب سيعرضنا لهجوم"

"إذن استقلوا سيارة" رفعوا نظرهم إلى أمارليك الذي حضر عند الباب و زيه هو الزي الحربي الخاص بالأمير الأول. ألقى بمفتاح السيارة نحو أڤجوست الذي كان أقرب له "رخصة السيارة بداخلها"

"حسنا"
.
.
مرت ساعة تقريبا منذ بداية هذا العواء و بدأت الأرض تهتز مُعلنة على التحرك لموقع معركة محتومة. تم إرسال إلى كاترينا بالحضور بين الصفوف الأولى للقيادة بدلا من والدها، و بذلك لم يقف أحد حارس على بيت صواع الملك سوى أسوار البيت نفسه وبعض المستذئبين الضعاف.

"أشتاقُ لرائحة الدماء تلك" قالت روانا بشهوة وهي تمرر لسانها على شفتها العليا والعين مغمضة. رفع أميرلاند عينه لها و أبتسم

"وكُنت أتسائل أين شهوتك الجنسية، يبدو أنها للدماء وليس الرجال" ضحكت بخفه وهي تنظر في عينه بنظرة مراوغة بها القليل من الفخر.

"أستمتع يا أميرلاند، هذا مشهد لن تراه كثيراً"

"ويليام" همهم الملك إلى رودلف بملامح هادئة "ألا تظن أنه علينا التحرك من هذا البيت بينما نملك الفرصة؟"

"صبراً يا رودلف" أجاب وهو ينزل قدمه اليسار عن اليمنى. وجه نظره نحو التي تجلس على الطاولة و تتناقل النقر بكل أصابعها بسرعة فائقة على جهازها الألكتروني المتنقل"إيلين؟"

"إن الحرب تقوم عند النهر وقد رفض أون - سوب المعركة بين القائدين و أمر بالهجوم. تراجع قائد المولتوف الى بيت القيادة منذ دقائق مع وصول كاترينا."

"أقتربت ساعة الصفر"
.
.
كان جالس ينهي بعض الأوراق الخاصة بعمله كمستثمر في روسيا حين هرعت يلينا للداخل و ووجهها يملئه القلق. نظر لها بإنتباه و تسائل، بينما توقفت مايا عن ما تفعل من وضع ملف في مكتبته الخاصة. أخذت يلينا نفس و بدأت

"السحابة السوداء فوقنا توسعت و ضمت قرية السحرة السكنية. وقد مات الأغلبية فعلاً بمجرد دخول البعض منها للبيوت"

"سحابة سامة!" أندهشت مايا و هي تدفع بالملف للداخل حتى تلتف و تعير نظرتها إلى أمارليك الهادئ كعادته. لكن وجهه ولقربهم منه كان مضطرب بعين مغلقة و ذقن مسنود على كفيه. نصف دقيقة كاملة ثم نظر إلى زوجته

"ألم نتعرف على مصدرها؟"

"فشلتُ في ذلك" عقدت حاجبيها و الجملة التالية تضيق صدرها أكثر و تزيد الهموم على ملامحها "إن مصدرها هو بداخلها، قد تكون بلورة أو الساحر نفسه"

"ذكي" تمتمت مايا بشئ كان في عقول الثلاثة. وقف أمارليك بسرعة و حمد ربه أنه كان مُستعد بزيه الحربي و بدأ يتحرك لأقرب نافذة و نظر إلى السحابة بتدقيق في بحث عن المطلوب. هنا هلع أحد اتباع هذا الأمير بوجه مذعور وفي يده كاميرا وحين وجد الباب مفتوح تجاهل آداب طرق الباب بل وقف عند مقدمة الغرفة و لهث للهواء ثم نطق

"كارثة... سيدي"

"ماذا هنا؟"

"ليس هناك أي جثث في المساكن و كاميرات المراقبة تؤكد أنه لا أحد خرج منذ الصباح."

"انتقلوا؟"

"بل ذُبحوا!" صرخ الرجل و هو يعطي الكاميرا إلى سيده في حركة سريعة. التقطها أمارليك و اقتربت منه مايا لتشهق و تكاد تتقئ في فمها من المظهر. أخذ أمارليك يقلب في الصور و المظهر يشعل نار بداخله و يرغب لو يقتلع رأس الفاعل و يعلقها مكان هذه الرؤوس الخمسة لشابات. أي كان الفاعل فهو شخص يمكنه الدخول و الخروج بلا أن يلحظه أحد، و أي كان هذا الشخص فهو لا يمتلك قيد أنملة إنسانية. أرتعشت يد أمارليك و هو يقرأ المكتوب بلغة السحرة القديمة

'نعتذر لكننا تعطشنا للدماء وما ألذ من دماء نساء السحرة بعد تلذذ الرجال بهن"

"أمارليك؟" سألت الزوجة بعدما اقتربت منه حتى تعيده لأرض الواقع. لا تريد معرفة ما رأى لكنها تُدرك جثامة الموقف من إحمرار وجه زوجها و ضغطه القوى على الكاميرا فكاد يهشمها في يده. وضعها بقوة على المكتب و بحزم أمر

"أرسل الصور للملك و أطلب بإعلان الحرب على صواع الملك و مصاصي الدماء" سحب هاتفه من على المكتب و أقترب من زوجته بينما يخرج الحارس مُسرع لتلبية أمر أميره "يلينا، هل لي بطلب؟"

"أمارليك-" وضعت يدها على خده و عينها متألمة في حزن لحاله هذا و لتخيلها المُستقبل القريب. لكنها من نظرته كانت تعرف طلبه و لذلك حاولت الإعتراض حتى و إن كانت تعرف أنه سوف يرفض لا محالة.

"أرجوكي" قاطعها مُجبِر لها أن تنظر بعمق اكبر في عينه و تمنع نفسها من الإدماع لهذه النظرة المُترجية التي لا تتذكر أنها رأتها منذ زمن بعيد. 

"إنها ليست شيمتي البقاء بينما يحارب أهلي" حاولت إقناعه مرة أخرى بهدوء.

"أعرف... لكنني أحتاجك أن تبقي. لأنكِ مهمة بكل ما فيكي." كانت عينه الزرقاء تُخفي الكثير من المشاعر من ترجي و قلق و حب جعلتها تصمت. لو أن العيون تتحدث للاحظت المحادثة الدافئة الحزينة التي جرت بينهما من ترجي و خوف، من حب و أمان، من صدق و إمتنان. لن تعارضه في حالته - التي تفطر قلبها - تلك. لذلك حاولت الإبتسام لتمد زوجها بالقوة التي يحتاجها فلن تسمح لأي شخص آخر برؤية ضعفه الحالي وخضوعه ذاك.

"سوف أنتظرك" إنه يدرك ما طلب منها و تأثيره عليها والحزن الذي وضعه على عاتقها. وضع يداه على خديها و أقترب منها ليقبل شفتيها و يخرج ما به من ضيق في هذه القُبلة. تمسكت يلينا برقبته بقوة وحدسها يخبرها أنها قد تكون قبلتهم الأخيرة، وهي لا تتذكر متى آخر مرة خاب فيها حدسها.

"أمارليك!" شعر كلاهما بماتيلدا التي أندفعت من خلال الباب لكنها تسمرت مكانها و حمحمت في خجل وهي تنظر بعيداً في إنتظار. هنا لعنت واقع أنها نست طرق الباب. أنتظرت يلينا زوجها بصبر وهي على وضعها وهو على وضعه يحاول أن يبتعد عنها لكنه يخاف تركها. لحظات و أبعد شفتيه ببطئ و فتح عينه لتقابل عينها وظل ينظر لها قليلاً قبل إسناد جبهته على خاصتها، متجاهل وجود أخته. نصف دقيقة كاملة ترك فيها صاحبة الشعر الأشقر منتظرة حتى كادت تصرخ فيه

"ماذا هناك؟" نطق أخيرا وهو يبتعد عن يلينا و ينظر لأخته.

"أغلق الباب إذا كنت لن تراعي مشاعر الأخرين" لم يكن أمارليك في مزاج لهذا المزاح لذلك نظر لها بجد و تحذير فتدخلت زوجته

"سوف نراعي هذا لاحقاً، ماذا هناك الآن؟"

"أخبرني أن أمر الحرب ذلك ليس حقيقي"

"بل هو كذلك. واستعدي له"
.
.
ضغط على الزر بالخطأ مع وصول له الخبر فسحب اصبعه من فوره بعدما انتقلت ليده القليل من التيار الكهربائي. هب واقف و ركض مع المُبلِغ و نزلا السلم وصعدا آخر ثم سارعوا الريح بين الأروقة وصولاً إلى غرفة الإستشعار حيث وقف عند بوابتها يلهث و رجاله على الأرض حول الكرة المائية صرعى الجهد و الارق لكنهم يتحملوا صبراً. اتجه لحيث ڤلاديڤوستوك و ظل ينظر عينه على اوسعها، سريعاً ما القى بصيرته نحو الشاشة الرئيسية مما جعله فاغر الفم.

"لا يمكن" هنا بدأت مكبرات صوت القصر تعطي زنة تشغيلها و جاء صوت أحد رُسل القصر بالإعلان الصادم للجميع

"اليوم و في تاريخ ××× من هذا العام. يرفع الملك سيدريك تورو علم الحرب على صواع الملك و جميع مصاصي الدماء في العالم"

"لا... لا... لا" وضع أورور يده حول رأسه وهو يشعر بأن كل شئ يتهاوى بسرعة كبيرة "سوف نخسر لا محالة"

"سيد أورور" نظر إلى تابعه لوهلة وهو يُعيد كلمات بابليتو في أذنه

"إذا قامت حرب في أرضٍ غريبة، هذ القاعة ستكون ملجأنا الوحيد للتخطيط و المراقبة والحماية"

ابتلع ريقه و عينه على تابعه و أمر بصوت عالي للجميع

"ابلغوني بكل المُستجدات" نظر إلى تابعه و قال في إسراع قبل أخذ الرواق ركضا "أرسل بالأخبار لأمارليك"

بينما يتحرك إلى غرفة العرش الأساسية بالطبق الأول كان يرى صورة أخوه أمامه، و يرى صورة من يحب تراوده. أهذه هي الحرب؟ كان عليه الإبلاغ بالأمر بسرعة عل و عسى يعيد الملك التفكير بقراره و يتراجع. هذه حرب لن يخرج منها السحرة فائزين، حتى و إن فعلوا فهل يستطيع أحد تحمل الخسائر؟

"أوصلني بعرش مولاي. فوراً!"
.
.
توقفت عن الحركة كما فعل تقريباً جميع أفراد قبيلتها معطيين اليوكوري فرصة لأخذ أنفاسهم. نظرت حولها للأشجار ثم إلى كاترينا التي لم تكن بعيدة جدا عنها و كلاهما يشعر بالذعر لهذه الرائحة المقززة من شدتها.

"اللعنة" فكرت في نفسها "ماذا يفعل هذا العدد من مصاصي الدماء هنا؟"

نظرت خلفها بعيداً إلى المستذئب الأسود و الوحيد في قبيلتها. نظرت له بعطف و حزن على رأسه الذي بالأرض مع الجزء الآخر من القطيع في إنتظار أمر التقدم. أرادت بقوة لو تذهب لتضمه وهي تشعر أنها - بسبب الروائح الجديدة تلك - قد لا تجد فرصة للوقوف بجانبه في ضحكه أو حزنه. فكرت في والدها و أمها، ثم تذكرت يوانا فتسمرت مكانها و برقت عينها بقلب منقبض و مقهور. لقد نست أنها في أرض المعركة، وليس هناك خطأ أكثر جسامة من هذا... ليس هناك خطأ سيودي بحياتها غير ذلك

"سيلڤانا!" سمعت صرخة كاترينا و نظرت بطرف رأسها لليسار حيث كانت مستذئبة سوداء عدوة تستعد للإنقضاض عليها. هنا أدركت أنها لا تملك أي حركة سوى الوقوف كما هي، حتى و إن عرفت أنها سوف تهبط بفكيها على رقبتها أخذة معها حياة رصاصية الشعر.
.
.
أمسكت رسغه بقوة و هي ترتعش و الدموع تنهمر على خديها. كان صامت في جهل لأنسب الكلمات التي قد يقولها لكنه فضل مشاهدة صغيرته عن الرحيل. إنها تواجه رؤية أخرى على سريرها وحدها... أو على الأقل هذا ما تشعر به حتى بوجود أياتو في الغرفة معها. لم تريه الرؤية معها حتى وهي تمسك به، هي لا تريده أن يحمل عبءها هي الأخرى.

"هوندا عودي..." بدأت الرعشة تهدأ قبل أن يتراجع بروية البريق الذي في عينها وتعيد إغلاقهم فتعود كفيفة لكن الدموع دليل على وضوح بصيرة روحها. هدأت الطاقة التي تحوم حولها و نظرت للملائة و أخذت تحاول ضبط أنفاسها المضطربة. رفعت رأسها لأياتو ثم قفزت في عنقه و أخذت تبكي بصراخ و نواح قوي في أذنه كاد يفقده السمع.

لا يفهم ما يحدث ولا ما رأت لكنه لم يجد مجال سوى للربط بحنان على ظهرها وهو يتحرك بهدوء من مكانه على الكرسي المجاور إلى السرير حتى لا يؤلمها ظهرها.

"أهدئي يا هوندا... بروية... بروية" لم يجد من كلماته فائدة. ما يحدث أصابه بالهلع أكثر وهو لا يعرف كيف يسيطر على الموقف. دقيقة كاملة وهي هكذا ثم بدأت تهدأ و تهدأ حتى توقفت تماماً بعد تقريباً عشر دقائق. هنا انفتح الباب و رفعت ذقنها عن كتفه لأختها و أخوها في أزياء الحرب تلك، لكنها كانت في صدمة أكبر من أن تنطق.

"هوندا!" ركضت ماتيلدا عليها و سحبتها عنوة من ذراع أياتو ثم نظرت لمصاص الدماء و صرخت فيه "أنت أيها ال*** ال*** عديم الإحساس ماذا كُنت تفعل؟"

"ماتيلدا اتركيها"

"أمارليك!" كانت تعطيه ظهرها لكنها لم تصدق نبرته الجادة التي يتحدث بها. حين لم يجيب عليها رفعت رأسها قليلا و حركته بحيث تنظر إلى الرجلين فتجد أمارليك ينظر إلى أياتو بتفحص و وجهه حازم كما لم يكن قط، أياتو لا يبالي للأخر إلا أنه ينظر له في عينه ببرود و ثقة بها تحدي. لوهلة شعرت أنهما رجلين على شفى خوض نقاش رجولي حاد.

"سوف يتم وضعك أنت و الباقيين في السجن لحين عودتي" ظل أياتو ينظر له بإنزعاج. لكنه لسبب ما قرر الوقوف و تلبية أمر أمارليك وتعليق ثقة لا يعرف مصدرها على هوندا، ثقة أنها لن تترك أخوها الأكبر يقوم بما يحلو له. بدأ يتحرك نحو الأشقر حتى شعر بشئ شديد النعومة يلتف حول يده ويشده.

"هوندا!" ابتعدت ماتيلدا إنشين و نظرت للرباط الحريري الأبيض الذي يخرج من كف هوندا مباشرة إلى رسغ أياتو. رفعت هوندا وجهها له و شدت على الرباط قليلاً ومعه تحركت يد أياتو بشكل خفيف. نظر لها أياتو ثم عاود النظر إلى أمارليك و بقوة قال

"أنا سوف أظل معها، أي كان رأيك" أبتسم أمارليك فجأة بهدوء ومد يده لأياتو

"أنا سأتركها تحت رعايتكَ حتى عودتي" أومأ أياتو و أخذ بيد أمارليك. ثم أنطلق إلى حبيبته التي ابتعدت عن أختها بلطف مما ادهش ماتيلدا و أرادت لو ترفض لكن أمارليك نادى عليها

"هيا يا تيلدا... الصفوف تستعد" نظرت له ثم أبتلعت ريقها وأقتربت من أختها و بلطف مسحت على خدها

"سوف نعود لكِ و نعود للبيت حتى أسمع أغنيتك الجديدة التي كتبتها. أعدك" قبلت خدها ثم رحلت مع أمارليك. و لمرة أخيرة قبل خروجهما للحرب نظرا لها و لأياتو الذي كان يحتضنها لخصره من كتفها و هي تتعلق به ونظرتها لهما مؤلمة. أبتسم أمارليك و سحب ماتيلدا بلطف من كتفها نحو الطابق السفلي إلى الحديقة حيث وقفت مايا بزيها الحربي أمام الحرس و السحرة التي تم استدعائهم. حتى و إن كان عددهم قليل، فيجب الإستعداد.
_____________________________________________
السلام عليكم. مفاجأة صح؟
وجدت الفصل انتهى بسرعة فلم ارغب في تأخيره و قمت بتنزيله من فوري. تفاعلوا و أخبروني رأيكم، هذا يحمسني للكتابة أكثر.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro