20- لم شمل أقوى أقوياء العالم
السماء كان بها بعض الغيوم ترحاب بالخريف عند كهف خارج المدينة بالقرب من حدود مدينة فلاديفوستوك، و الكهوف تحتاج أشجار لتحيطها و تلك الأشجار مر بالقرب منها نهر ضيق ليس بغويط تجد عل ضفته ذا العين الحمراء و صدره العاري لا يشتكي من برودة الجو. لقد تركته لفترة تخطت الربع ساعة لكن رائحتها ظلت بالأجواء حتى ظهورها مرة أخرى من بين الأشجار وجسدها مغطى بمادة تجعله يلمع كالذهب، عقد حاجبه و هو ينتظر جلوسها بجانبه.
"سوف يذهب اللون بسرعة لا تقلق"
"و ماهو ذلك اللون من الأصل؟" أبتسمت و هي تعيد شعرها للخلف قبل تمديد قدماها و الاسترخاء الكامل على ذراعيها خلفها
"انها ليلة اكتمال قمر، و نهر الكهف يوازي القمر في أهميته عندنا"
"نهر الكهف؟" نظرت له بطرف عينها و غمزت بقهقهة خافته و هي تتأمله بتفحص. أنتظرت منه عقد حاجبه في عدم فهم لتصرفها و عينه الحمراء ثبتها على وجهها.
"من يراك أول مرة لا يظن فيك الفضول"
"أكان هذا اختبار؟" سألها في شئ من الانزعاج بحاجبه المرفوع. ضيقت حاجبها كأنها تفكر و مازالت تتفقد حركاته بفضول
"لا تأخذ الأمر على محمل الجدية. كان مجرد إثارة" أشاح وجهه عنها في انزعاج من تصرفها, أو الأحرى في انزعاج من وقوعه في فخ فضولها. نظر للنهر و بالصمت شرد في عالمه من التفكير العميق و إعادة أحداث الصباح لعقله بكل ما فيها من مشاعر سلبية و أجزاء القصص المحكية المتناثرة. شئ واحد علق في عقله و كان أكثر الاشياء حملا على صدره... كان بكل بساطة نظرة ماتيلدا لبابليتو و نظرة الآخر لها. تلك الفتاة التي لم يعد يفهم تصرفاتها مذ دخول بابليتو حياتها. بجانبه ظلت سيلڤانا تختطف النظرات له و كل واحدة تزداد طولا عن التي قبلها حتى كان الأمر كالتحديق به و بعمق أفكاره. تركته لعقله طويلا حتى سمعت صوت عواء من بعيد، اقترب موعد العشاء.
"أفجوستين" خرج من شروده و نظر لها منتظر جملتها الباقية "بماذا تفكر؟ بفتاة؟"
"أصبتي" رفعت حاجبها فى ردة فعل استهزاء. لكنه قرر تجاهلها حتى لا يدخل عراك غير مجدي. عدى أنه لم يستطع تجاهل حركتها للوقوف أمامه و مد يدها له
"علينا العودة للكوخ، لكنك سوف تقص لي عن تلك الفتاة التي ستكون دُرتي" نظر لها بدهشة فوجدها تومئ ببساطة كأن الأمر لا يعنيها أو يثيرها كما يُشعل فيه براكين من الثورة و الغضب. "أنا هي أبنة المولتوڤ التي ستنتقل للعيش في بيت أليكسندر كوردوقو حتى تنهي دراستها العليا في علم الإجتماع"
كان أكثر ذهولا بالجملة الأولى لدرجة انه لم ينصت لأخر حديثها. ما تقوله ليس من ضمن الاتفاق الذي فرض عليه بلا رضا منه، أكان والده بالفعل يخطط لبقاء فتاة في بيت مع ثلاثة ذكور عزاب. أفقد عقله والدهم، أم أنه يخطط لشئ أكبر. هنا أبتلع ريقه بصعوبة و فكرة أسوء ضربته فكانت كالصفعة القوية التي تجعله ينزف. نظر في عينها مباشرة يحاول أن يستشف وجود أي معلومات زائدة فضلت الصمت علبها، لكنها كانت ثابتة تدرس معالمه. ليس من الغريب اختيار والده لها من بين كل الفتيات، فعلى أي حال أفجوستين مختل البيت حسب قول والدهم.
"لم يخبرك إذن"
"ليس من شأنك" أجاب ليؤكد الرد بالدفاع عن ذاته. ضمت شفتيها قبل النظر للأرض و الأمر
"لنعود، أو سيحضر أخي"
.
.
كانت أكبر غرفة في ذلك البيت ذا الثلاثة طوابق و بها كرسيان خلف ستار شفاف لا يمكنك حتى التفكير في النظر خلاله لتستشف مظهر كل كرسي فيهما. لكن ذلك الستار أمام ذلك الرجل تحديدا يُزال فيفرج عن رأس قطيع المولتوف و بجانبه أبنته الكبرى و بالفعل تم وضع كرسيان من نفس النقشة الملكية ليجلس عليه سيدة و رجلها من خوارق جمال الأرض فلا يبدو عليهما العقد السادس نهائي.
"أشكرك على حسن استضافتنا في أرضك" بدأ داڤنشي مصطنع التواضع. لكن هذا التواضع لم يمر حتى أمام أي من الحاضرين، فكيف لشخص مثله أن يتواضع؟ خلفه بخطوة يقف كيريتو بعين هادئة و بسمة بسيطة ينتظر سيده.
"لقد وافقت على حضورك بأرضي، لذا وفر علي عناء سؤالك و فسّر سبب وجودك" كان صوت قائد المولتوڤ له صدى في القاعة بحِدته و خشونته التي تُخيل لك أنه يضع جهاز في حلقه يزيد من قوة صوته فيعطي له فخامة أكبر.
"ليس ببعيد من الآن سوف تضع يدك في يد اليوكوري. أنا حليف لليوكوري" بدأ داڤنشي و أتجه نظره في نهاية جملته لقائد اليوكوري الذي أومأ رأسه في حركة تناغم للكلمات فيصدق عليها. "أنا سأكون ملك الأرض من العوالم الثلاثة، و لكل ملك حاشيته. و كل حاشية طبقات، و أنا اعرض عليكم أن تصبحوا أقرب طبقة مني"
"أنت بأرضي و تعرض علي أن أكون تابع لك؟!" سأل والد كاترينا في استهزاء من الكلمات الفارغة. تقدم كيريتو سيده و أخذ على عاتقه الشرح
"اليوكوري و المولتوڤ تصارعوا دائما على منصب أقوى قبيلة بين المستذئبين، و لن ينكر أحد أنه حتى و كون اليكوري من نسلك فهم ملوك جزر المحيط الهادئ أغلبهم" نظر نحو اليوكوري "منذ عام النكبة وقد أنقلب كيل الميزان رويدا. كان رودلف على قمة هذا الانقلاب مع سيدي هنا. في نفس العام أنقطع تواصل قبيلة يوكوري بالعالم كله لتضع يدها في يد سيد دافنشي من أجل إسقاط كارلهينز في حركة لتصفية الدماء الملوثة في العوالم الثلاثة. أنتم قبيلة من نسلها ولد مستذئبي العالم، و من حقها استعادة هذا العرش مكان الملك الهزيل الحالي."
"تريد الانقلاب على الملك؟" سألت كاترينا وهي تراقب تصرفات والد زوجة أخيها.
"أريد استعادة عالم خالي من قمامة النسل الضعيف. كم من قبيلة تمردت عليه حتى الان!" أرجع رب البيت ظهره على كرسيه و أخذ ينقل نظراته بينهم بروية و هو يفكر ثم في جملة واحدة لخص مرادهم
"انها حملة لم شمل أقوى أقوياء العوالم اذن"
.
.
وصلا عند الكوخ فعاد كل منهما لهيئته البشرية و حيث تركوا ملابسهم وجدوها. كانت الفتاة تراقبه و تتمتع بصمته فتحاول تفسيره، لكنها وجدت لذة من نوع خاص في محاولة استكشاف هذا الشاب الحاد الذي تناقلت عنه بعض الشائعات بالفعل. كان يبعد نظره عنها قدر المستطاع و عقله في عالم موازي من الثورة على والده لما يفكر بالقيام به في المستقبل القريب. كان هذا على الأقل حتى يخرج رجله من الكوخ و الهلع يتناوب على نبرته و ملامحه
"سيدي... إن أفجوست في مأزق"
"مأزق؟" نظر للهاتف الجوال الذي في يد الاخر و بدون حتى تفكير سحب الهاتف بقوة فكان في لمح البصر عند أذنه
"أفجوست!"
"أرى ان أحدهم يقضي وقت مميز" نظر أفجوستين لتابعه بانزعاج لأنه لوهلة ظن أن تابعه قد أعطى الأمر أكبر من حجمه، و بذلك لم يحاول حتى تفسير مزاح أخيه "أهي خارقة الجمال؟"
"أفجوست، أين أنت؟"
"ما رأيك بزنزانة تحت الارض أكثر من طابق و الأصفاد على أطرافي الأربعة" رمش أفجوستين للحظة يحاول تجميع ما قاله الاخر بنبرة مازحة كأنه يقول نكته سيئة الطبع و ليس كارثة قد تكلف حياته أو حرب بين قبائل. تسرب خوف لقلب الأكبر لكنه تمالك ذاته من أجل مظهره أمام الغريبة و لأجل أخيه الذي أعتاد السخرية من أكبر الكوارث حتى لا تبتلعه في طريقها.
"تحت رحمة أي قبيلة وقعت؟"
"لا أعرف... احدى قانتي نيجيريا"
"نيجيريا..." تنهد و نظر نحو سيلفانا ليجدها مندمجة في حديثه و بالفعل استشفت جزء من الأحداث. لماذا قد ينطق بتلك البلد؟ "أعطني أحدهم"
سمع بعض الاصوات ثم جاء صوت رجل بالانجليزية
"معك ثلاثة أيام لتأتي لنا يا أليكسندر بنفسك للتفاوض على هذا الشاب و أخيه الصغير" أغلق الرجل الخط و معه نزلت السماعة عن أذن الأكبر حضورا ببطء شديد و معه زاد الهم على قلبه مئات المرات فهو قد يتحمل أي شئ سوى وقوع أخيه في الأيدي الخاطئة. لاحظت الفتاة تصرفه لذا أقتربت خطوة
"نحن لنا أصحاب هناك، أتريد مساعدة؟" نظر لها لثواني قبل سماع حركة بين الأشجار فنظروا خلفهم نحو رائحة الذئب الألفا الذي جاء ليقف أمامهم و بحركة رأس ينثر فيها شعره بعين مغمضه. لحظة و حدق بعين سيلڤانا ثم زفر الهواء بقوة في حركة قليلا ما تصدر من الذئاب في حالات غير الغضب. أزاغت سيلڤانا بعينها و أقتربت خطوة لتضع يدها بين فروة ذلك الضخم الذي أبعد عينه لتحرق جسد أفجوستين الذي رغب في الانقضاض و صفع ذلك الذئب لتلك النظرة. إنها نظرة تحدي و تحذير أهانت كبرياء الألفا القابع بداخله، لكن أڤجوستين تعلم السيطرة على الذئب بالفعل.
"كنا نتمشى يا نايت" نظرت خلفها نحو أفجوستين و بلطف "دعني أرى ما أقدر عليه في أمر اخوك"
.
.
مر ما بقى من اليوم كما تمر ساعات الحزن من تفكير طويل قد يتسبب بعدم النوم كما صار مع ماتيلدا التي لم تنال من غلق الجفن لراحته أي حظ، حتى باتت تغلقه من شدة الحمار و كيف كان يحرقها كالنيران. بالطبع قبل نومها تدخلت يلينا و أعطتها قطرة للعين حتى تقلل ذلك اللهيب البدني، لكن من يقلل اللهيب النفسي؟ نزلت ماتيلدا في منتصف الليل نحو غرفة الاسعاف لتجلس بجانب سرير أختها الصغرى و باتت هناك حتى أصبحت على شعاع الشمس الضعيف لتعود لأدراجها. بابليتو كان بغرفة في فندق ينال من الوحدة بعد عمر طويل حظه، و قلبه يتكسر كلما تذكر كلماتها.
جاء الصباح فالظهر و هي في غرفتها كما تركها بالأمس لذلك طرق باب غرفتها و دخل عليها ليجدها تجمع ملابس بابليتو في حقيبة سفره الخاصة و عينها الذهبية عاد لها جزء من الضوء دليل على كفوف دموعها.
"ماذا تريد؟" أقترب من السرير و أمسك بالقميص من يدها لتنظر له مباشرة فتجده يبتسم. ترك القميص على السرير ثم أخذها من كتفها بلطف حتى يُجلسها على السرير و يتعجب في ذاته أنه لم يجد منها أي معارضة. جلس أمامها و برفق أبتسم ليمسك بيدها
"كيف حالكِ اليوم؟"
"كيف ترى حالي اليوم؟" صمت و تفحصها.
"أراه يتحسن" وقف و مد يده "الشمس ستكون شديدة الروعة في حمام السباحة. دعينا ننزل المياه قليلا"
"أمارليك-"
"ليس هناك مجال للرفض" قال بتحذير لطيف مع حاجب مرفوع ببسمة لا يمكن أن يفعلها غيره ولا يمكن أن تريح قلبك إذا كانت من سواه. ترددت ماتيلدا قليلاً ثم مدت يدها لتمسك بخاصته و يصطحبها للاسفل. أملها كان في الحصول على بعض الهدوء بسبب شعاع الشمس و المياه التي لا تتذكر متى آخر مرة سنحت لها الفرصة بالحصول على وقت بين جدولها المشغول لتطأ قدمها المياه الباردة.
دخلت سيلڤانا غرفة المعيشة التي أجتمعت فيها مع أخواتها و والديها. كانت هناك أريكة خاصة أمام النافذة الزجاجية و على جانبيها تجد كراسي فردية بعدد الأبناء و يجلسون بالترتيب التنازلي من يمين الوالد حتى شماله. كانت سيلڤانا آخر الحضور و لهذا التصرف رمقتها كاترينا بإنزعاج. كان الوالد يمازح آخر الأبناء قبل النظر لها و الابتسام بترحاب
"وها قد وصلت فتاتي" أقتربت منه لتقبل يده ثم خده لكنه سحبها في عناق أبتسمت فيه. ابتعدت و اتجهت لتقبل جبين أمها ثم تغمز لها بينما تتمتم
"زوجكِ في مزاج جميل" أبتعدت لتعود نحو مجلسها و تنتظر أول من يبدأ الخطاب وهو القائد الذي ظل صامت يتفقد أولاده. أوقع عينه على نايت
"القليل من الأيام و ستصبح زوج" أومأ نايت بخفه ليجد من والده بسمة "تعال إلى مكتبي في المساء، سوف أُعطيك هدية زفافك"
"أهي إرث عائلي؟!" سألت يوانا في حماس يغلبه الفضول القوي الذي جعل والدها ينظر في عينها البنية مباشرة.
"نعم..." هنا جاء تذمر الصغيرة لكنه كان تذمر متعض قليلاً
"أنت لم تعطني إرث عائلي أبدا!"
"يوانا!" حذرت الأم لتجد ضحكة خافته من والدهم الذي مد يده ليوانا في إشارة لها بالإقتراب منه. وقفت الفتاة و أقتربت منه بالتنورة الواسعة الرصاصي و جلست على فخذه الأيسر. هزت كاترينا رأسها في يأس من أختها بينما ابتسمت الأم و قامت بالربط على ظهر الصغرى، و عين والدها على أخيها الهادئ. بعدها غير نظراته إلى أبنته الثانية و كانت شاردة الذهن مما أثار فضوله
"سيلڤي" رفعت نظرها إلى والدها من فورها لتجد في رماديتيه بعض من الاستفسار و القلق فتبتسم بخجل "ماذا يدور بعقلك؟"
"إنه أمر متعلق بأبن قائد الكوردوقو"
"تقصدين أڤجوستين أليكسندر" أعطته هزة موافقة واحدة من رأسها ليسأل "أهذا ما جئتي لمكتبي أمس بسببه؟"
"نعم" كانت نبرتها مترددة مما دفع الأم للتدخل ببسمة حنان
"لا تخافي يا فتاة، والدكِ سوف يستمع لكِ مهما كان سوء الأمر. قبل كل شئ، ليس هناك ما هو أغلى منكم." أبتسمت سيلڤانا لأمها و اللين قد وصل لها لذلك تحدثت بشجاعة
"أمس تم أخذ توأمه أڤجوست رهينة في أحد قبائل أفريقيا التي نتعامل معهم بشكل مباشر" نظرت إلى النافذة و هي تبتسم "أنا أريد أن أمد له يد العون في تحرير أخيه"
"هل تمازحينا يا سيلڤانا" أعترض نايت و نظرته لها حادة "منذ متى نتدخل بين علاقات القبائل؟"
"للمرة الألف يا نايت، تعلم النظر للأمور من زاوية أبعد" قابل عين أخته الكبرى التي كانت ذات نبرة شديدة الواقعية و شعرها يتحرك كلما حركت نظها بينه و بين سيلڤانا "إنها تراوغه للوقوع لها. إذا ساعدته في إنقاذ أڤجوست لا شك أنه سيظل شاكر و بالتالي مع الوقت و القليل من الجهد سيقع في حبها و بذلك يتزوجها"
"نعم بالطبع. مهما حدث يجب أن يكون أي عضو ألفا من المولوتوف هو رأس البيت" كانت سيلڤانا تنظر لأختها في شئ من الفزع. لكن الرغبة في الإعتراض تحولت إلى دهشة من رد أخوها الأكبر و لوهلة أنزلقت في كرسيها في خوف مما يرسمه الكبار لها، أهذا عالم وحوش! عين والدها لم تفارقها للمح البصر بل ظل يتفحصها و كل مادا تتسع بسمته حتى كاد يضحك من تعابير وجه فتاته.
"نايت" تدخلت الأم "هذا زواج و ليس حرب على سلطة"
"أماه! متى تضحي لشريكك يلتهمك"
"نايت!" حذر الوالد و أشار برمشه نحو الأخ الأصغر ثم يوانا. أومأ الشاب في إعتذار بينما أدرك تأثير هذه الكلمات على الصغار. أعاد الشيخ نظره نحو صاحبة الشعر الرمادي التي كانت تفرك أصابعها و كاد يتحدث عدا أن الباب فُتح بعد الطرق ليفرج عن أحد حاشيته المقربين
"سيدي، إنه أمر بشأن صواع الملك. إنهم-" رفع القائد نظره ببطء و وقار ثم قاطعه بنفس الهدوء
"ما هو اليوم؟"
"أعتذر" توسعت عين الرجل في شئ من الدهشة كأنه لم يستمع لذلك كرر الشيخ.
"في أي يوم من أيام الأسبوع نتواجد نحن؟"
"الأربعاء يا سيدي" أجاب التابع وهو يرغب في إكمال ما جاء من أجله لكن سؤال سيده و نظره الواقعية و الهدوء التي فيه تُصمت جميع الحضور.
"و كم الساعة؟"
"الثانية ظهراً"
"أحسنت" ضغط بخفه على ظهر صغيرته التي وقفت عن قدمه و عادت لكرسيها بينما يراقب الكل وقوف والدهم بجسده المفتول و القوي الذي أخفى عمره الحقيقي "في هذا الوقت تحديداً من كل أسبوع، ماذا أفعل؟"
"تتجمع بالأسرة" بدأ التابع يفهم خطأه و القائد يبث بعض من هيبته و سيطرته على من أمامه فتخيفه لكنها لا تصل إلى أسرته البته.
"و هل صواع الملك يشنون حرب، أو ربما قد أشعلوا نيران في بيتي"
"لم يفعلوا"
"إذن أهذا أمر طارئ حتى تقطع جلستي؟" وصل القائد أمام تابعه أخيرا الذي ألتصقت رأسه بالأرض حرجا و خضوع لسيده. هز رأسه التابع بالرفض و الهواء يهرب من رئتيه ليجفف في طريقه ريق التابع ليصبح أصعب و أصعب ابتلاعه. "جيد..."
أنتفض التابع وهو يشعر بيد القائد على كتفه حتى و إن كان فقط أراحها في حركة أبوة و نصح
"إذن تصرفوا معهم حتى أنتهي"
"أمرك سيدي!" نظر أخيرا إلى سيده حتى يؤكد قبوله للأمر و سرعان ما تلاشت كل المشاعر السلبية من عقله و قلبه مع رؤية بسمة سيده البسيطة التي طمأنته. خرج و أغلق الباب خلفه بعدما أعتذر لهم.
_____________________________________________
السلام عليكم! عدت أخيراً... لا اتذكر منذ متى و أنا غائبة الصراحة لكن أتمنى أنني لم أتأخر كثيراً.
على أي حال ها هو الفصل و أنتظروا يوم الاثنين الذي يلي القادم الفصل (و ربما أبكر من ذلك).
شكرا لإنتظاركم
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro