Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

خطوة نحو ألأمل


-يوماً ما سيكون كل شيء على ما يرام هذا ما تقوله الحياة في دستورها .

<مريم>:
كنتُ جالسة كدمية خشبية بلا روح فوق سريري أقابل أنعكاسي البائس كما هي العادة ، تسود الغرفة بعض العتمة ، الستائر مغلقة كحال الباب ، وسكون يقبع في الأجواء جاعلاً إياي أستمع الى طنين حاد مزعج يكاد يخرق طبلة أذني ، لا أسمع تكتكات الساعة ولا ضجيج أفراد عائلتي كما تقتضي العادة ولا يطرق أذني ذاك الصوت الشجي الذي خاطبني قبلاً ، ظهر فجأة وأختفى فجأة جاعلاً إياي موقنة بذهاب عقلي لكن منذ متى وفاقد الشيء يعلمه ؟ أوليس المجنون لا يعرف بجنونه ولا يقر به فما بالي أنا أؤمن أشد الإيمان به ! زاغت عيناي على حين غرة وأنقطع صوتي الداخلي الذي يحاورني بهذه التساؤلات التي لا معنى لها ولا جواب يقطع شكها باليقين وأنا أرى أنعكاسي يتبدل ! رأيتني أنا ، وأنا راقدة في سريري لم أتحرك قيد أنملة ، وقد بدأ شعري الابيض بالتلون فجأة باللون البندقي وقد استطال بلمح البصر ليصبح لأسفل كتفي بقليل وعاد فمي الى طبيعته رأيت نفسي أنهض من فوق ذلك السرير لأنتصب وقوفاً بصعوبة أمام المرآة !
أنا جالسة في مستقري كما أنا بينما يقف أمامي أنعكاسي مبتسماً بأتساع جاعلاً القشعريرة تسري على طول جلدي بينما لثمت الغصة عنقي جاعلة الماً قوياً ينتشر في صدري ! أبسبب شعوري بالذعر والقهر في آن واحد ام لأنني لا أفهم شيئاً مما يحصل ، أمعنت النظر فيه أرى شكله الذي تغير ، حيث بدأ أنعكاسي يتقدم بالعمر بشكل سريع ، أرى خصيلاته البندقية تطول مختلطة مع خصيلات سوداء لتمتد بجوار الخاصرة ، ملامحه لا زالت كما هي أم هي ملامحي أنا لم اعد أعلم ! كل ما أركز في فعله هو النظر الى نفسي التي غدت أمرأة عشرينية شديدة الحسن والجمال ولكن لسبب ما رأيت على ذاك الانعكاس ملامح الحزن التي ظهرت تدريجياً ، فذبل الوجه الحسن وغدى شاحباً تستقر ليالي سوداء أسفل جفنيه ، عينين متورمتين ووجنتين غارقتين بالدموع ، وازدادت الهالة المحيطة به كآبة حتى غدى شكله مثيراً للحزن والشفقة وكان منظره يقطع القلب وجعاً ويثير عجبه لما كل هذا الحزن يا ترى ؟، وجدتها تحرك يدها التي أحتوت على الخاتم ! ذلك الذي شاهدته في حلمي السابق والذي خَلعَته مزيحة نظرها عني ناظرة اليه لتضعه جانباً فوق ورقة بيضاء وُضعت أمامها ، ثم فجأة وجدت المرآة تتحول الى شكل كروي كبير وقد أختفت منضدة الزينة من اسفلها لتحتل الجدار بأكمله ، لأرى أنعكاسي ذاك يتوجه نحو السرير بخطى وئيدة ليستلقي عليه بحركة بطيئة ثم تمدد على ظهره ممسكاً بالشرشف الابيض يجره فوقه حتى غطاه من رأسه لأخمص قدمه ثم سكن عن الحركة ! فبدى كجثة هامدة بلا حراك ، راقبت كل هذه التغيرات بقلب موجوع وسرعان ما سقط ذعراً عند المشهد الاخير ، أراقب الجسد الساكن بأرتعاش لتتهاوى دموعي كشلال منهمر بلا توقف ولسبب غريب أستشعرت وحدة ووحشة غريبة جعلتني أنوح قهراً بلا توقف بصوت مكتوم أكابد لأخراج شهقاتي فلا تخرج ، أستنجد بوالدتي وبخليلي فلا يجيء أي منهما ، عيناي تستمران بالنظر الى تلك الجثة لأبكي بألم وأنا أعلم تمام العلم بأنها جثتي أنا ، ولكن لماذا ومالذي سيحصل لي ؟ لما تغيرت بهذا الشكل اذن ولما رقدت هكذا بلا حراك و لا احد حولي وكأنه حُكم علي بالوحدة حتى مماتي ! وكأنني منسية لم أخلق لأتواجد برفقة أحدهم حتى في لحظاتي ألاخيرة ! تشوش المشهد على حين غرة وتلاشى وبقيت أنا لوحدي راقدة فوق السرير في مكان مشوش بأكمله تأبى تفاصيله من الظهور لمرأى بصري ، ثم غلب سكون موحش غريب جعلني أستمع الى دقات قلبي العالية وأستشعر دموعي الهابطة ، تنفسي ثقيل وصدري يؤلمني بقوة وأشعر بأختناق يجعل روحي تنفر مما أنا فيه راغبة بمفارقة هذا الجسد الفاني أشعر وكأنني مقيدة بأغلال لا نهاية لها ، تفكيري مشتت وذهني ضائع وصداع قوي ضرب في رأسي جعلني أغط في ظلمة حالكة . مرت علي بضع لحظات لم أتجاوز فيها أحساسي بألأختناق والضيق ، لا زال الوجع يحتل أضلعي وخفقات قلبي غير منتظمة جعلت شعور الوهن يحتل جسدي بأكمله ، فتحتُ جفناي لأشاهد فضاء اسود ، فقط سواد حالك يلفني من كل اتجاه ، شعرت بنفسي قابعة تحت غطاء خفيف الملمس فتراودت الى ذهني صورة ذلك المشهد ، حيث قضيت نحبي ! هل حدث هذا حقاً ، استمرت دموعي بالجريان وشعور الوحشة يتراكم بداخلي فأخذت انادي والدتي فلا أقدر وكأن صوتي يأبى الخروج ، فلم يصدر عني سوى انين مكتوم ، حاولت التحرك لأبعد الغطاء عني على الاقل فلم استطع كان جسدي متخشباً بالكامل رافضاً للحركة جعلني أوقن أنني رأيت لحظاتي الاخيرة وها أنا أعيشها ، لسبب ما خفتُ من نطق الشهادتين لكوني رغبت بتوديع احبابي لأخر مرة ، دعوت ربي بداخلي كثيراً وتمنيت ان اراهم ولو لثوينات ، حتى أستسلمت وتشهدت بالشهادة الاولى لينبثق على حين غرة ضوء قوي أعمى لي بصيرتي ! جعلني اضغط على جفناي بقوة لأفتحهما بعد لحظات فقط أشاهد سقف غرفتي ! صدح صوت والدتي بجواري بهمهمات غير مفهومة لأشعر بفؤادي يطرب فرحاً ، لقد أستجاب ربي لدعائي وسمح لي بتوديع والدتي ليقبض روحي بعد ذلك سرعان ما وضحت الرؤية امام ناظري وأستقبلني صوت والدتي المتحدث بوضوح يطلب مني الاستيقاظ وقد لمحت الغبطة في حديثها وكأن أمراً حسناً قد حصل مما أثار أستغرابي ، جعلتني أنهض بحركة سريعة ليدور رأسي قبل ان يستقر قليلاً وأتخلص من شعور الغثيان المفاجئ حيث تمعنت تفاصيل غرفتي وأولها مرآتي أشاهد أنعكاسي بقلب مقبوض متخيلة مشاهد على ما يبدوا ذلك الكابوس وهي تتجسد مجدداً على زجاجها ، أحتضنتني وبكت بحرقة ليُخلع قلبي من مستقره ذعراً شاعرة أن أمراً جللاً قد حدث ، بعدها أبتعدت عني مقبلة وجنتاي لتمسح على رأسي وسط حيرتي وأستغرابي وكم لعنت عجزي الذي منعني من أحتواء امي بين ذراعاي أكفكف لها دموعها أسائلها عن الخطب الذي ألم بها ولكنها نهضت بنشاط كعادتها قبلاً تفتح أبواب خزانتي لتخرج لي ثياب مرتبة ثم سرعان ما أخلعتني ثيابي مبدلة اياها بالتي في يدها ثم ساعدتني للأتكاء على السرير من خلفي لتنطلق نحو طاولة الزينة جالبة المشط حيث جلست بجواري على السريري تسحبني برفق لتجلسني في حجرها تمشط لي شعري وأنا أراقبها من خلال المرآة بتعجب منتظرة أي تفسير او توضيح انتهت لتتجه مجدداً نحو الخزانة بعد ان وضعت خلفي وسادة تسندني لتخرج لي حجاباً وضعته على رأسي ثم سرعان ما نادت بعلو صوتها على محمد الذي وصل خلال ثواني معدودة لتطلب منه حملي للاسفل ! جحظت عيناي وأنا ارمقه بدهشة وخاصة انه اخفض بصره وتنحنح مقترباً مني ليحملني برفق ، كان الوضع مربكاً جداً بالنسبة لكلينا ولكن حالما وضع قدمه على عتبة الباب تملكني شوق عارم لأرى منزلنا ، أشتقته وأشتقت تفاصيله ، تمشى بالممر وانا أحرك بصري بصعوبة أرى والدتي التي نزلت قبلنا ثم أخذت ألقي نظرة على كل ما حولي أراقب تفاصيل هذا الممر الذي لا اراه الا نادراً ، وقف عند بداية السلم فتملكني شعور بالخوف ، وتذكرت خوفي من السلالم حيث أعاني فوبيا منها نتيجة سقوطي من احدها بطريقة مؤلمة في طفولتي ، نزل بي برفق ومع كل خطوة أشعر بالحنين والحماسة لأرى تفاصيل اكثر واكثر وكم هفت روحي ورغبت بالتحليق في ارجاء المنزل بلا كلل او تعب لأستذكر على مهل كل ذكرياتي السابقة في كل زاوية من زواياه حتى وجدتنا نخرج الى خارج المنزل ! بشكل تلقائي حدقت الى جانب وجهه الذي كان قريباً من وجهي انتظر اي تفسير ولكنه تجاهلني مكملاً طريقه وسط الممر الصغير الذي يقود الى الباب الخارجي للمنزل ، استنشقت عبير الهواء البارد المختلط بعبق ازهار حديقتنا التي زاد عددها حتى باتت حديقة غناء جعلت عيناي تتوسعان على اتساعهما مندهشة من روعة منظرها ، كما توجد ارجوحة جديدة اكبر حجماً وطاولة تتوسط الحشائش الخضراء الطويلة يحاوطها اربع كراسي من الجهات الاربعة وكانت خشبية ذات تصميم انيق كحال الطاولة التي استوت عليها مزهرية حملت باقة ورد مختلطة الانواع من ازهار حديقتنا ، لم الحق ان اشبع ناظراي منها ففضلاً عن تشوش نظري بفعل الهواء البارد الذي لفحهما على حين غرة كان محمد قد خرج الى الشارع الذي كان مظلماً نسبياً ما عدا من بعض الاضاءة القادمة من المنازل التي انارته نسبياً ليضعني في السيارة المنتظرة امام منزلنا الذي لم استطع ان اخطف منه سوى لمحات ليجلسني في الخلف حيث رقدتُ خلف مقعد السائق الذي استقر فيه والدي والذي هو الاخر بقي صامتاً لم ينطق بحرف ، بعد لحظات كان محمد قد استقر بجانبه ثم خرجت والدتي وجلست بجانبي وقد جلبت معها جاكيت ثقيل وضعته على كتفاي ، ثم سرعان ما انطلقت السيارة بنا لأستكين بجانب النافذة وسط فضاء من الاستغراب والذهول ، مندمجة مع تلك الاضواء السريعة التي تخطف بسرعة كبيرة مسببة تشوش وألم لعيناي اللتان لم تعتادا سوى على اضاءة غرفتي الخافتة ، ولوهلة اعتقدت انني في احد احلامي الغريبة تلك ، فألقيت نظرة داخل السيارة التي يسيطر السكون على أجوائها لأتيقن من صدق اعتقادي ، حينها التصقت اكثر بالنافذة مستمتعة بالرائحة العطرة المنتشرة داخل السيارة وبذلك النسيم العليل الذي يضرب وجهي والقادم من النافذة الامامية ، تلك الضجة التي شكلت سيمفونية طرب لها سمعي والتي شكلتها ابواق السيارات واصوات المارة ، وكم استمتع بصري بمشاهدة اضواء الشوارع والمباني وحلكة السماء الصافية المتزينة بالنجوم وبحبيبها القمر ، وجدتني اشعر براحة لم اشعر بمثيلها منذ امد طويل ، وكأن روحي تحلق كما تمنيت دوماً حتى اسبلت جفناي بلا شعور مستسلمة لشعور الخدر الذي سطى على جسدي .
*****************
كانت عينا والدتها مستقرتان عليها تطالعها من خلف دموعها بأبتسامة تنم عن غبطة عميقة ، اخرجت من الحقيبة بجوارها غطاء سميك وضعته في حجرها ثم اقتربت رويداً رويداً تحركها بخفة لتنيمها بصعوبة في حجرها حيث وضعت رأسها على قدميها ثم غطتها جيداً وراحت تطبطب عليها وهي تنحني كل فينة واختها تقبل وجنتها الممتلئة وتعبث بخصيلاتها الثلجية ، زوجها يقود بصمت يحادث ابنه لعدة دقائق ثم يعودان للصمت من جديد ، حتى عند الساعة (٨:٣٥) وصلوا الى المطار ليترجل الوالد وابنه في الآن نفسه ، حيث حمل محمد الاميرة النائمة من جديد لتنزل امها خلفها وهي تدثرها جيداً لتقيها من برودة الجو الشبه قارصة لتعدل عباءة الرأس خاصتها ثم انزلت حقيبة السفر الصغيرة الحجم اضافة الى الحقيبة اليدوية الخاصة بها ، لينطلق الثلاثة نحو المطار ، كان المطار مزدحماً بالكامل تتعالى فيه اصوات الغادين والرائحين المختلطة مع بعضها اضافة الى الزينة الجميلة التي تزين بها المبنى وبعض الاعلانات الضوئية التي كانت تحمل عبارات جميلة مرحبة بحلول السنة الجديدة بعد ساعات قليلة فقط ، جلست سحاب على احد مقاعد الانتظار تضع صغيرتها في حجرها تحملها كما لو كانت تحمل طفلاً رضيعاً يرقد بجانبها محمد اما زوجها فلقد توجه الى مكتب الاستقبال مقدماً الجواز الخاص بها وبأبنتها ، وبعد استلامه للتذاكر توجه نحوها مناولاً اياها الجوازين حيث وضعتهما في حقيبة يدها ، وللمرة الثالثة تم حمل الاميرة النائمة والتي غطت في سبات ثقيل ولم تنجح كل تلك الضوضاء من حولها بإفساده حتى اجتمع الثلاثة عند رجل كهل كان يقف برفقة زوجته بأنتظارهم وبعد تبادل السلام حمل النائمة بين يديه واخذ الوالدة برفقته وصولاً الى مدرج الطائرة .
****************
وان سطت دياجير الليل        فلا بد للصبح ان ينجلي
فليس كل ظلام دائم             ولا كل نور غير بازغ
فالخير آتٍ لا محال              والسوء زائلٌ على كل حال

يتبع........

كيف حال متابعين الرواية ، اعلم ان التحديث تطلب وقتاً طويلاً وذلك لكوني مشغولة بالاختبارات لذا لا املك وقت فراغ ومبدئياً صارت هذه الرواية عمل مؤجل حتى قدوم العطلة ولكن لكي لا تفسد الاحداث وتضيع حبكة القصة حدثت بارت صغير لأحداث نقلة الى الاحداث الضرورية القادمة ☺️

وختاماً كل عام والجميع بخير 💖

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro