النهاية
مريم:
فتحتُ عيناي أخيراً أنظر الى المحيط الأبيض حولي ، كان أشبه بغرفة دائرية صغيرة ! خالية من اي شيء عداي وقرينتي !
قرينتي او ما تبقى منها ! رحتُ أطالعها مرتعبة من شكلها . لم تكن تلك الفارسة المتوحشة التي عهدتها بل غدت اطلال كائن حي يكاد على لفظ انفاسه !
نظرت الي فرأيت هيكل عظمي فارغ بدأت تتشكل حوله انسجة ولحم !
وكأنني أشهد عملية خلقي في رحم امي ! كان شعور مخيف جداً والغريب هو أنني لا أشعر بأي الم جسدي .
بل وعاد جسدي خلال ثواني الى ما كان عليه ، جسد من لحم وعظم وجلد ، حركت اصابعي فتحركت بسلاسة ثم نظرت الى خصيلات شعري المحيطة بي وهي تنسدل كليل اسود حالك تستر عري جسدي .
قرينتي تبعد عني ببضعة إنشات وجسدها عاد ورمم نفسه ولكن العجيب هو انها زادت ضخامة وتغيرت هيأتها فأصبحت تشابهني لكن بقرون بيضاء عظيمة واطراف شديدة الطول وكأنها نسختي ولكن عملاقة .
سواد حدقتيها حالك لدرجة أختفى فيها بؤبؤ عينها ورحت ارى انعكاس صورتي في حدقتيها !
تحدثت الي بصوت عميق وهادئ وكأنه قادم من مكان بعيد :
-أهلاً بعودتك يا صاحبتي .
تساقطت دموعها الشفافة وهبت نحوي تضمني بقوة فسألتها انظر الى وجهها الضخم اضع كلا كفي على وجنتيها :
- ما الذي جرى ؟
أجابتني تحاول الاعتدال بصعوبة داخل الجسد الكروي الذي نقبع داخله :
- عليكِ أن توقفي الحرب .
توسعت عيناي بشدة وبخاطري مرت لقطات دموية لما شاهدته من ذكريات الزوهريين قبلي لأهمس بعدم تصديق :
- عن اي حرب تتحدثين !
أجابني صوت رجل ظهر بمخيلتي ! انه الرجل الذي سبقني !الزوهري " ماهر " والذي كان بهيئة شاب يرافقه قرينه وما تبقى منه طاقة ضوئية تشكلت لتكون هيئته السابقة ! :
- أنها حرب كتلك التي عاصرها كل زوهري وُلد قبلنا ، حرب طاحنة بدأت شعلتها من عالم الجن وستدمر عالم البشر الذين هذه المرة لا يد لهم في الامر !
شعرت بقواي وهي تتحرك بسلاسة داخلي ولاحظت كوني اكثر ضخامة من ذي قبل !
فجسدي هذا على ما يبدوا قوي جداً ليحمل اضعاف قوتي الحقيقية وتقريباً بلغ طولي متر !
عضلات جسدي مفتولة واشعر بصحة عظيمة .
نظرت الى جسدي العاري ! احسب الدقائق بعقلي لكي أنهي ما سيبدأ ، اشعر بتلك الحركة والهمسات التي غدت صاخبة حولنا لتتحدث قرينتي قائلة تتحرك بصعوبة :
- نحن أسفل ارض الحور .
اطلقت حقل شفاف حطم الكرة حولنا وشكلتُ بدلها كرة دائرية تمنع الماء من الدخول لأرى نظرات الصدمة ترتسم على تلك المخلوقات الملونة التي تبدوا كبشر مُسخوا على هيئة اسماك ! والذين سرعان ما اشهروا أسلحتهم علينا وترتبوا بصف دائري يحيطون بنا والخوف ظاهراً عليهم وهم يحدقون بنا بذعر واضح !
الضوء القوي الصادر من جسدي أعمى عيونهم ليطلقوا صيحات عالية تحسست لها اذني فأصدرت طنيناً عالياً فتحدثت اليهم لطمأنتهم :
- نحن لم نأتكم لنرد بكم الاذى بل سوء حظنا ما قذفنا هنا .
صدح صوت تلك الحورية الرمادية والتي لشكلها المميز عرفت بكونها الحاكمة فكان حازماً حاداً وغاضباً :
- كيف لا تنوون بنا شراً وقد حطمتم اسوار مدينتنا القائم منذ آلاف السنين .
حملت ما يشبه الرمح بيدها لأحدثها بصوت هادئ :
- انا زوهرية ملكية يا سيزين .
ساد بعدها الصمت وانا اراقب ملامح الذهول ترتسم على وجهها ، سرعان ما رمى الجمع أسلحتهم ارضاً وركعوا بخوف وهي سقطت تستند على عظمة ذيلها بوضعية الركوع ترتعد بخوف واضح وقد هربت الكلمات من شفتيها لأكمل محادثتها ازيل عنها كل هذا الذعر :
- لم آتيكم بشر بل جئتكم عن طريق الخطأ وسأصلح ما تسببنا به من دمار .
فهمست لي صاحبتي :
- هل لنا بملابس تكفي احجامنا الجديدة ؟
كان حديثها ساخراً كما عهدتها لأنظر لها بحنين أعادني لتلك الايام الهادئة ابتسم لها بهدوء . بعد لحظات مرت جلب الحور الكثير من الاقمشة والتي استخدمت ايدي شفافة لألفها على جسدينا فسترتنا .
كل ما قدمته هو بضعة كلمات شكر لأحرك تلك الفقاعة الهوائية خارجة من المكان والجمع يتبعونني بخوف وترقب حتى استويت امام الفتحة العملاقة المحطمة ورفعت يدي امامها ليعود الحجر الصامد الى الالتحام من جديد فصدرت اصوات تعجب منهم وسرعان ما نفخ احدهم ببوق وتحدث بصوت جهوري تردد صداه في المحيط :
- لقد عادت سلالة الزوهريين وعاد الامن والسلام لأرضنا !
كررها ثلاثاً لأرى تلك الالوان المشعة تشكل بحراً اسفلي كلهم يهتفون بأصوات غريبة بسعادة فتقدمت ملكتهم سيزين وسائل لزج يخرج من عينيها كدموع وهي تتحدث ببهجة :
- اهلاً بعودتكِ لطالما كنا من مناصري الملوك الزوهريين والمحبين لهم فهم الوحيدون من اعدلوا وانصفوا بحكمهم .
ثم انحنت كما فعل كل مخلوق حولنا مكملة :
- ونحن سنكون تحت أمركِ متى ما شئتِ .
رفعت رأسها مضيفة :
- نحن سعيدون بعودتكِ وسنسعد أكثر بخدمتك والعيش تحت كنف السلام الذي ستنشرينه .
تنهدت بصوت مسموع واضح ثم تحدثت احدق الى عينيها الغريبتي الشكل ادحض ما بعقلها من افكار :
- لم آت لكي انشأ نظاماً او أحكم كما فعل من قبلي بل انا سأعيش كبشر طبيعي بعيدة جداً عن الاساطير والخرافات .
ترسمت الصدمة على ملامحها لأكمل :
- نحن لم نكن يوماً ملوكاً او حكاماً ولم نرغب بفرض السيطرة على احد بل نحن خُلقنا بأمر من خالقنا بهذه القدرات العجيبة التي مضارها علينا اكبر من نفعها ولا أعتراض على امره .
نحن اردنا العيش بسلام مع احبابنا بعيداً عن الحسد والكره والنفاق وغايتنا الاولى ان لا نرى عنفاً ما حيينا ولكن انظمة الحكم قد ولت وتقسمت العوالم وكل ذهب بدربه ، عالمكم سيبقى محمياً ولن يطأه أحد فلا خوف على سلامكم .
ساد الصمت ومعه رحلنا ومع خروجنا أرمم لهم تلك الثقوب الكبيرة في اسوارهم التي عملتها قرينتي بطيش لتنقذ ما كان سيتبقى مني .
حتى غادرنا عمق المحيط وخرجنا من البحر لتتلاشى فقاعة الهواء وارى ماهر يقف مستقبلاً ايانا بدموع فرح .
لا زال مسجوناً بجسده المادي يرافقه صاحبه سلم علي وانا وقفت بصمت اجلالاً واحتراماً له اطالع نظرات الفخر التي ترسلها عينيه السوداوتين .
ومن بعيد ومن خلف الغيوم وصلتني تلك الاصوات الصاخبة والصادحة من الافق تترافق بصليل السيوف ودحرجة الاجساد .
صوت تكسر عظام تقشعر لها جسدي فطرت من فوري بأجنحة غطت المشرق والمغرب كخاصة الملكة آشهين لأقف فوق أرض جرداء مغطاة بجثث مقطعة الاوصال ، الدماء شكلت بحور وافسدت تحت لونها القاني كل لون زاهي كان يوماً هنا .
اجساد متلاحمة وصليل سيوف يصدح بلا توقف ، سروب تطير أسفلي نحو الارض تخترق تلك الاجساد وتتلاحم بمعركة حامية تخلف اشلاء وجثث مقطعة .
حتى وقفت فوقهم مباشرةً وتلك المشاهد تتكرر في عقلي من جديد وكأن الحرب قد تقررت منذ الازل ولا سبيل لأيقافها !
وكأن ما من شيء ليمنع الدماء وتساقط الاجساد وضياع ارواح اصحابها بمرارة في ظلمة الدنيا !
رفرفة واحدة مني اصدرت موجة هواء قوية فرقت الاجساد عن بعض . فطار نصف وسقط ارضاً والبعض ركع على قدميه وهدأ تلاحم السيوف لتُرفع تلك الرؤؤس الصغيرة تطالعني حيث فُغرت الافواه والقى الجميع بأسلحته .
صدح صوتي ليتردد من هذا العلو على مسمع الجموع الغفيرة المتلوثة بالدماء :
- ها أنا من تتقاتلون عليها موجودة هنا فوقكم مباشرة لا تطالونني ولا تقدرون على ذلك .
ساد صمت اعقب كلامي وثم صدحت همهمات خائفة بعد رؤية قرينتي التي تمثلت بجسد عملاق غطى الارض وحجب الشمس عن الجموع في الاسفل ليتساقطوا برهبة على ارجلهم وهي ساكنة فوقي مباشرة تكشر عن انياب ضخمة وقرونها ملتفة كتاج عظيم فوق رأسها ، جناحيها شديدا الضخامة فحجبا نور الشمس وكأن الليل قد هبط فوق هذا الجزء من الارض .
رفرفة اخرى تحذيرية جعلتهم يخبئون وجوههم خلف ايديهم ليصدح صوتي محذراً اتمالك غضبي من ان اتسبب بأنفجار عظيم كمن سبقوني وأُذهب بحياة الملايين من هؤلاء .:
- لديكم الان فرصة واحدة فقط لتعود كل قبيلة بأبنائها الى حيث تنتمي وتعيش بسلام وهدوء وإلا أقسم بمن خلقني أفجر الارض بمن عليها فلا يبقى لكم حتى ذكراً عند من سيتبقى من نسلكم .
انا الحاكمة والآمرة الناهية وأنا آمركم بأنهاء هذه الحرب والتخلص من عواقبها ومن يقرر مسي بضر فليحسب انه سيُمحى هو وقبيلته والمملكة التي ينتمي اليها وصدقوني وجودكم من عدمه لن يغير شيء بالنسبة الي .
ساد صمت بعد هذا الحديث قطعه صوت مرجان الطائر نحوي وجسده منهك مغطى بالدماء والجروح أحدى قرنيه مكسور ويطير بأعوجاج بأجنحته الملائكية التي اراها للمرة الاولى !
هببت نحوه التقطه فضمني ضم العطشان للماء ودفن وجهه في صدري ينوح بصوت منخفض يتناهى الى سمعي .
عانقته ونزلت به على الارض تدريجياً ، لينظر كلانا الى الآخر !
حبيبي وملاكي الحارس بحالة يرثى لها كما كان دوماً من اجلي .
عاد لوجهه الحسن ليختفي حسنه خلف تلك الجروح والدماء لا تنفك تنزف من كل شبر من جسده .
كدمات انتشرت على يديه وصدره ، درعه مكسور ومحطم والتراب يغرقه ملتصقاً بدمائه .
فشعرت بخنجر يطعنني اوسط فؤادي وأنا اراه بهذه الحالة .
حاوطته بأجنحتي وشممت رائحته المسكرة ، رائحة المسك والعنبر لا تفارق عنقه .
تمنيتُ لو كان كل ما جرى مجرد كابوس وها هو حبيبي جاء ليوقضني منه كما في ايام الخوالي ، تلك الأيام الغابرة التي كانت أقسى آلامي بها هو عدم رؤيته في المنام . أكتشفتُ الآن أنها أهون على قلبي من رؤيته بهذه الحالة .
سخرتُ قواي ورحتُ أدعي بداخلي له . اضمه بقوة اتجاهل كل ما حولي لنبقى نحن معاً في هذه البقعة فقط انا ومحبوبي ،غارقين في عناق طويل يعوضني شوقي ولهفتي عليه .
يعيد لي ما فقدته من أمان ويهدء لي من روع لم يترك قلبي بحاله .
_________________
صدح نور قوي من جسد الصبية وهي تشد من عناقها على حبيبها الجني المتكأ بأستسلام على كتفها ويديه قد فقدتا قوتهما فأرتخيتا على الارض تعباً .
أحاط به نورها القوي لتتلاشى جروحه وليحيطه شعور من القوة والصحة اللذان فقدهما في هذه المعركة التي لم يحسب لها أحد حساباً .
حتى خلال لحظات عانقها بقوة وحملها من فوق الارض ليتفاجأ بها اطول منه وانه يصل لصدرها فقط حال أعتدالها لتطلق ضحكات خفيفة على وجهه الحسن الذي عاد للظهور والذي حمل معاني الدهشة !
يديها الضخمتين تحاوطان وجنتيه وتتلمسان نعومة لحيته التي أهملها في الآونة الاخيرة لتهبط دموعها على وجهه وتعانقه بشوق من جديد وأجنحتها تلتف حوله تحاصرهُ لينشد أكثر لحضنها .
ثم رفعت رأسها وعادت ملامح الجمود ترتسم على وجهها وهي ترى الملك التيس الذي شاهدتهُ سابقاً .
يراقبها من خلف درعه راكباً تلك الدابة . فأبعدت حبيبها برفق وجعلته ورائها وتمشت ناحية الآخر وأفسح لها الجنود المجال وهم يتنحون بسرعة فائقة خائفين من طولها وضخامتها فكلما مرت من منتصفهم تفرقوا على الجانبين وركعوا حانين رؤؤسهم حتى وقفت امامه مباشرة تراقب تلك الغيلان والعفاريت الضخمة من خلفه وهي تكشر عن ضحكات خبيثة غير آبهين بها ليتحدث إليها بصوته الغليظ وهو يترجل عن دابته ليماثلها طولاً خالعاً عنه خوذته المعدنية ذات القرون :
- على مدى سنين ونحن ننتصر وأنتم لستم الا مجرد مخلوقات ضعيفة لن تخيفنا بمجرد امتلاكها لأجنحة او ما تفعله من قدرات .
ثم أقترب أكثر يضع عينيه في عينيها :
- سأحرص على أرتشاف آخر قطرة من دمكِ كما فعل أسلافي مع أسلافكِ .
ردت وعيونها تصبح سوداء بالكامل وحاجبيها ينعقدان بشدة حتى تجعد جبينها :
- إذن أجمع كل جيوشكِ وقاتلني .
نظر خلفه فرأى من العفاريت والمردة من اخرج سيفه مستعداً ومن الباقين قد تحشدوا بصفوف مرتبة والبعض هرب ذعراً ناحية الملك القمري يركعون عند قدميه يعلنون ولاءهم له، فتحدثت بصوت غدى خشناً أكثر وعينيها لا تتزحزحان عن الواقف امامها :
- أصنعي حاجزاً لزوجي الملك وحاشيته ومن أستسلم شارياً عمره وقفوا بعيداً متفرجين .
نده عليها مرجان بخوف وهو يركض ناحيتها :
- مريم كلا ..
لكن امسكته صاحبتها بيدها وكأنه دمية فلم يستطع التحرر وفردت أجنحتها امام الجيوش خلفها فغدت حاجزاً اما الملكة فكونت حاجز آخر من الهواء لضمان عدم وصول أحد لاسيما حينما هب شلهوب وقادته ليتدخلوا ليجدوا الحاجز في طريقهم .
وذات الشيء للجن الطيار الذين رغبوا بالتدخل فكلما طاروا وكأن الارض تبتعد عنهم ويصبحون في ربوع السماء غير قادرين على الهبوط مجدداً فيسقطون من الخوف أرضاً .
تحولت يدها الى سيف عظيم ووقفت بشموخ قائلة تخاطب الملك التيس :
- قاتلني يا ابن ابليس وسنرى من سينتصر .
أخرج سيفه وتجرد من درعه ثم انبثقت له قرون عظيمة وزاد حجمه ليتحول بأكمله الى اللون الاحمر فغدى مخلوق بأطراف طويلة ورقبة نحيفة كخاصة الزرافة تنتهي بوجه تيس اسود وقرون سوداء كخاصة الجدي .
سيفه كان بطول قامته مزين بأحجار كريمة حمله بكلتا يديه وهبط به بقوة على رأسها لينشطر الى قسمين قبل أن يطئها !
هجم عليها بكلتا يديه يكيل ضربات ولكمات طائشة وهي استغنت عن قواها العقلية وراحت تتجنب ضرباته مستخدمة قواها الجسدية للتغلب عليه فراحت تتقاتل معه وتوجه له ضربات حادة .
___________
مريم :
لا أرغب بسفك الدماء ولا أرغب بقتل مخلوق ولكن هذا الابليس مصر على ذلك .
ظننته سيخاف وسيهرب ولكنه تحداني وأستمر بالوقوف بوجهي ، عقله لا يرى سوى دمي وهو مؤمن اشد الايمان ان دمي كالزئبق الاحمر بالنسبه له يجب الحصول عليه .
خفت أن اتحمل ذنب قتله ، مترددة بشدة ماذا لو أعاد التاريخ نفسه كيف سأكون وانا قاتلة!
لاسيما وأنه يخطط للكثير ، ارى افكاره تتزاحم بعقله لا ينوي اخماد الحرب بل يريد المزيد والمزيد !
عقلي تشتت بين تجنب ضربات الابليس هذا وبين صراخ مرجان والجنود من خلفي وبين العفاريت والمردة الذين هجموا هجمة رجل واحد ومن بينهم حادثني ماهر واشعر به يراقب الوضع من بعيد غير قادر على التدخل :
- هذا هو مصيرك المختار يا بنيتي عليك بقتلهم فمن قتل شيطاناً لا يحمل إثمه إن لم تتخلصي منه لن تهنئي يوماً بحياتكِ .
اكال لي لكمة لأمسك يده ثم ضاعفت من استخدام قواي اضيق ذرعاً من هذا الوضع .
اشعر بالاختناق من رائحة الدماء ، هذه الاشلاء تشوش لي بصري فكل شيء هنا احمر لم اعد ارى سوى الاحمر . تحيط بي اجسادهم واتجنب ضربات سيوفهم وهجماتهم الوحشية من كل اتجاه حتى غدوت بجسد عملاق فأرى رأسي بلغ عنان السماء ولم يتبقى مني سوى قدمي بالاسفل امام التيس وجنده فنظروا نحوي بخوف حقيقي ولكنه طار والطمع غلبه ينوي الحصول علي بأي طريقة !
جنوده صاروا سروباً سوداء منهم من يطير ومنهم من يحاول تسلقي لأطلق من جسدي نور قوي أحرقهم جميعاً فصاروا رماداً تذره الرياح !
لا اريد تكرار ما مضى لا اريد ان اقتل احداً اريد فقط العيش براحة !
امسكت التيس بقبضتي وعصرته بقوة حتى بات كرة من اللحم بلا اي ملامح بين يداي .
نظرت للجمع أسفلي فخر الجميع أرضاً والروع تملكهم وراحوا يسجدون خوفاً يتوسلون البقاء .
عدت لحجمي البشري البسيط مرة اخرى لأجدني وسط أجساد ضخمة تطلب الغفران ولم يتجرأ اي منهم على رفع رأسه شعرت بيدان قويتان تعانقانني من الخلف وبنفسي أُرفع من على الارض ليصلني صوت مرجان الباكي صارخاً بغضب طرش لي أذني واثار الفزع بنفسي :
- هل جننتِ كيف تفعلين ذلك ؟
أدارني نحوه وعانقني بقوة فلا ارى الا وجهي يعانق صدره ويستمع لضربات خافقه المجنونة !
ابتعدت عنه بالقوة وهمست له متألمة انظر اخيراً الى حسن وجهه الباكي :
- لا تخف علي يجب عليك الخوف عليهم مني .
مع ذلك عاد للبكاء من جديد وعانقني بقوة ومجدداً أفلت منه والتفت الى الجميع وهم حانين رؤؤسهم فتحدثت بصوت جهور يصل لأقاصي الارض ليسمعني البعيدين :
- سنعقد معاهدة سلام ويعيش الجميع منكم حياته في عالمه بلا اي مشاكل ولكن - وشددت على نبرتي متعمدة تغيير صوتي ليصبح خشناً مرعباً وكأنه صوت رجل مسن :
- أن تعرض لي أحد منكم بسوء فلن يعيش لا هو ولا قبيلته لساعة وسأمحيه كما فعلت مع الابليس التيس للتو .
بقي الجميع حانياً رأسه .كان من المخيف عيش كل هذه اللحظات بصلابة .
ان تسمع عن حرب وتراها ليس مثل ان تعيشها .
لا يمكن وصف شعور ان ترى كل شيء احمر اينما تدير عيناك ترى جثث مقطعة الاوصال . ان تتبع غريزتك لتنقذ نفسك وان تحاول انقاذ الوضع بحكمة وسط كل هذه الفوضى .
امرتهم قائلة :
- أجلبوا لي الساحرة عتيقة .
هب ثلاثة حراس قائلين بالايجاب :
- سمعاً وطاعة يا جلالة الملكة .
وخلال لحظات قبعت الساحرة بين يداي تناظرني شزراً تحاول اخفاء خوفها عبثاً فوجهها خالي من اي لون وجسدها يرتعد كورقة وسط رياح الخريف .
رفعت قدمي ودست بقوة على الارض لتتحول العجوز الى كومة من اللحم والعظم متكوم على بعضه البعض وكلما غرزت قدمي بالرمال تشوهت الجثة وغابت معالمها وغدت لحم مفروم مع عظم .
اصوات تكسر عظامها دامت لثواني ثم غابت وتحولت الى اصوات هرس لحم ليسود الصمت من جديد ويعود الجمع للركوع بخوف حانين رؤؤسهم يرتعدون .
ثم أخيراً زارني شعور الاطمئنان لاسيما وأن اغلب هذه الاجساد كان مسيراً من قِبل حكامهم لذا أطلقت العنان لقواي لأشفي الجميع !...
__________________
بعد مضي ليلة الحرب التي انتهت بسلام بالنسبة للملكة وللجميع أجتمع ملوك عالم الجن من شماله ومن غربه وافادت الملكة بصنعها للعنة فاجئت بها الجمع وزالت الوان الحياة منهم وصرحت :
-" اذا ما وُلد زوهري من بعدي فمن يقربه بسوء ستحل عليه وعلى من ينتمي اليهم ولو بالأسم لعنة تقتضي بأصابته بالمرض لثلاثة أيام يصبح بها طعاماً للدود ثم يموت من بعدها أما بالنسبة للجن منكم فسيحترق حال مجرد لمحه للزوهري والاقتراب منه .-ثم شددت مع عقدة حاجبيها -سيحترق حتى يموت هو ومملكته وسيندثر ولن تبقى منه باقية ، وبذلك سيصبح عبرة لمن يعتبر ".
وبذلك تم تجديد ميثاق جديد لمن سيعقبها من الزوهريين وانفض الاجتماع ليرتحل الملوك لممالكهم وتبقى برفقة رفقاء دربها . مرجان وقرينتها اللذان احاطاها بالحب والرعاية . زيزفونة التي عانقتها بلا توقف مع شلال دموعها ، عمها شمهورش والشيخ شعشوع اللذان لطالما سانداها باركا على عودتها سالمة اما ماهر فقد ودعها بعد ان تلاشى جسده المادي وحان وقته للرحيل ليغادر مع صاحبه تاركين لها القصر العملاق المختفي بين السحب .
__________________
بعد عشر سنوات :
على المسرح حيث سُلط الضوء على المرأة الجميلة المستريحة على مقعد تقرأ كتاب بين يديها للجموع القابعة في صمت مهيب لحضرتها .
تزينت بفستان لونه اسود به نقوش ذهبية من الاسفل .
ومن الاعلى تزين عند العنق بقلادة من اللؤلؤ ، حجابها اسود ابرز بهاء وجهها فبدى قمراً مشرقاً وسط عتمة حبيبته السماء . ملامحها ناعمة ترتسم بين ثناياها حكمة ووقار اكبر من عمرها الفتي .
جلستها ملكية تشيع بفخامة فكانت هيبة حضورها اشبه بهيبة ملك عظيم .
حالما انتهت من قراءة آخر كلمات روايتها حتى تعالى تصفيق الجمهور ليتهز المسرح على وقع تصفيقاتهم وأضواء الكاميرات انبثقت تلتقط لها الكثير من الصور لتنهض تحني رأسها بخفة تمنحهم أحدى أبتساماتها النادرة فهي مرأة ذات وجه جليدي لا تبتسم الا في المناسبات .
خلال لحظات عادت للجلوس وأستقبلت اسئلة الصحفيين الفضولية حيث اشارت بيدها المزينة بخاتم مميز حجره وكأنه حمل البحر داخله لفتاة ترفع يدها لكي تطرح سؤالها وسط زملائها الذكور الطوال القامة وحالما اشارت لها حتى تحدثت من خلال ميكرفونها الخاص :
- استاذة مريم اخبرينا رجاءاً كيف واتتك الفكرة لتبدعي بروايتكِ .
تبسمت مجدداً ليزيد ضوء الكاميرات يلتقطون هذه اللحظات النادرة لتجيب بصوتها الهادئ المشبع بالوقار :
- كنتُ أخطط لها لمدة طويلة لكن أنشغالي في التدريس منعني من ذلك والآن انتهزت الفرصة لأكتبها أخيراً .
سئل رجل من بين الحشود :
- هل تخططي لعمل آخر يا استاذة ؟
ردت تنظر اليه بصعوبة منزعجة من ضوء الكاميرات المسلط على عينيها :
- بالحقيقة مدة عطلتي قصيرة جداً لذا سأعود لتدريس طلابي في الكلية وسأنتظر حتى العام القادم لأبدأ برواية جديدة .
تحدثت امرأة اخرى متوسطة العمر ترفع صوتها بصعوبة :
- لما لم تتزوجي كل هذه السنوات ؟
سؤالها اثار شيء من الفضول لذا ساد الصمت لوهلات فأجابتها :
- لا أحتاج شريكاً لحياتي فأنا أفضل ان ابقى مستقلة .
سئلها رجل يبدوا يافعاً :
- كم تبلغين من العمر الان ؟
تبعها بضحكات خفيفة شاركته إياها لتجيب :
-٢٩ عاماً .
تكلم مجدداً :
- ما هو شعور حضرتكِ وانتِ تكتسحين عالم الفن بلقب " امبراطورة الفن " بهذا العمر اليافع نسبة الى غيركِ ؟
ردت من فورها وابتسامة الفخر تعلو شفتيها المتزيتين بملمع شفاه :
- شعوري عظيم وانا فخورة بنفسي وأطمح لمرتبة أعلى من الآن فأنا أجد هويتي في الفن .
سئل رجل بجانب الفتى :
- كيف تستطيعين التفوق في جميع مجالات الفن ؟ هل ستشاركين معنا سر نجاحكِ؟
ردت :
- لا يوجد سر ، انا عاشقة للفن بأنواعه والرسم والكتابة هما وسيلتي لأعبر بهما عن نفسي ولكن بالنسبة للمجالات الاخرى فأنا احب التصميم وقت فراغي لذا اظن ان الانسان اذا احب شيء برع به وتفوق .
تعالت تصفيقات من جديد لتغادر المسرح بصعوبة وسط حشود الناس واسئلة الصحفيين اللامنتهية لتغادر بسيارتها الفخمة وتصل خلال نصف ساعة الى مبنى ضخم وما ان نزلت حتى استقبلها فوج آخر من الصحفيين عبرت خلالهم بصعوبة لتدلف نحو الداخل لتستقبلها صبية يافعة جميلة المظهر قائلة :
-مساءك خير استاذة مريم .
تلقتها بأبتسامة جميلة :
- مساءك نور يا لين .
تحدثت الصبية باللغة العربية باللهجة اللبنانية قائلة بحماس شديد وهي تعدل نظارتها:
- لقد توافد الزوار بالفعل على المعرض وهم ينتظرونك ليبدأوا الشراء .
اومأت لها ثم سارت برفقتها ليستقبلها جمع من الناس مرتبين ويبدون من الطبقة الغنية واغلبهم رجال يبدون قد تخطوا عقدهم الخمسين .
كان معرض خاص للوحاتها التي صورت ما عايشته خلال العشر السنوات الماضية من حياتها ، من ملاحم ومن مقابلتها للحور لمرات عديدة ومن غيرها من المواقف التي خزنتها ذاكرتها .
وعلى خلاف قبلها من الزوهريين فحياتها خالية من اي نكد فغاصت في دراستها بعد ان جلست ليلتين تمحي ذكريات الناس عما حصل معها فباتت كأنسانة عادية في نظرهم مميزة فقط بموهبة الرسم والكتابة وحبها لتصميم بعض الثياب والمجوهرات لتصنع ماركتها الخاصة وتضع بصمتها الفنية .
وغدت اسطورة في عالمهم مكتسحة الساحة .
-----------------
عند الحادي عشر انتهى المعرض لتودع مساعدتها الشابة وعادت بسيارتها الفخمة نحو شقتها في وسط حي راقي مطلة على البحر حيث استقبلتها امها التي لم يبدوا الكبر عليها وكأنها كلما تقدم بها العمر تصبح اصغر فبدوتا كأختين تؤامتين .
---------------
مريم :
من المفترض ان يكون الصغار نيام ولكن تفاجئت بعناق حميم لكلتا قدمي من طفلاي التوأمان !
" فاطمة "نسختي الصغيرة و" علي " نسخة صغيرة من مرجان !
والذي وقف بوجه ناعس مستقبلاً اياي بقبلة على رأسي . حملت طفلاي وتوجهت نحو الداخل ابحث عن المربية خاصتهم فناديت بأعلى صوتي اخفي غضبي لسهرهم حتى هذا الوقت لتأتي تتناول صحن مكسرات تلف شعرها كالعادة بهيئة كعكة !
من غيرها نسختي الثالثة !
فتحدثت بهدوء وبرود كالعادة تبرر لا مبالاتها :
- احاول تنويمهم فأجدني انام ماذا افعل صغارك هؤلاء شياطين !
ثم رحلت بهدوء تتركني صامتة وهما يتحدثان بلا توقف :
- ماما ..ماما كيف كان الحفل ..ماما خذينا في المرة القادمة ..
اخذهما مني مرجان قائلاً ليخمد ثورة حماسهما التي لا تنتهي :
- لندع ماما لترتاح قليلاً .
ثم غاب في غرفتنا لتسألني امي بصوت عالي من المطبخ :
- هل اصب العشاء .
تمشيت نحوها اجتر قدماي استشعر الماً عظيماً بهما :
- اجل ارجوكِ .
ارتميت على الاريكة بتعب انزع حجابي واطلق العنان لشعري الشديد الطول والذي افشل بدخول مفاوضات مع العائلة لقصه .
فالاولاد يبكون والاب وامي يغضبان لما ؟ فقط لأن الشعر الطويل زينة المرأة !
اتكئت على كتف تؤامي وجاءت زيزفونة تحمل صينية الطعام تتبعها امي لأنهض بصعوبة نحو الغرفة لأغير ثيابي .
بعد العشاء اجتمعنا معاً الطفلان نائمان في حجري وزوجي يتكئ على كتفي ، قرينتي بجانبي وامي امامي وزيزفونة قربها تتكئ عليها نتحدث عن اعمالي القادمة .
-------------
بعد حلول الليل اسهر كعادتي لأعمل على روايتي سراً وانتهيت من تحضير معدات الصباح .
من الغداء وملابس الطفلان للذهاب الى المدرسة مع والدهما ومن اسئلة طلابي التي سيحتارون بحلها ويرسبون كالعادة !
شردت بذهني اعلق بماضيي ككل مرة . اراقب كيف مر الزمن بهذه السرعة كيف البارحة كنتُ ابنة تسعة عشر عاماً تحلم بأحلام كبيرة لديها رغبة وحماس للحياة تتأمل الافضل منها بعد ان خذلتها مراراً .
وعلى حين غرة عرفت بكونها سلاح دمار شامل بما تملكه من قدرات .
واليوم مضت عشر سنوات على ذاك اليوم .
حيث ساد السلام ومكثتُ ليلتين استمع بدهشة عما حصل لي ، لأبدأ بمحي ذكريات من شهد هذه العجائب اتجنب فتح المزيد من الابواب على نفسي فلا ينقصني عتيقة اخرى تفسد علي حياتي .
ثم عشت حياة طبيعية ، جسدي مرن ويتقبل قدراتي ولم امرض من حينها بل زادت عافيتي وبتُ مرأة ذات قوام ضخم وهيبة مرعبة وكأنني تبدلت مع تبدل ذلك الجسد .
انغمست في دراستي وفعلت ما احب وبقيت معزولة عمن حولي لاسيما بعد بلوغي سن الثالثة والعشرون وتهافت الخطاب على بابي .
حينها تزوجنا انا ومرجان رسمياً وكنتُ بحملي الاول لذا اضطررت للمكوث في القصر العالي بين الغيوم لأنجب التوأم المشاكس بسلام ، فلم اشعر بالامان وشعرت بنفسي قد اكون في نقطة ما فريسة لمن قد يفكر بأذيتي مجدداً .
لاسيما وان نقاط ضعفي كثيرة ، اولادي وزوجي ووالدتي وقرينتي !
في فترة ما سألت عن رفاقي فعرفت ان نور تزوجت وانجبت فتاة اسمتها على اسمي وتواصلنا مجدداً وساعدتها بالمجيء والعيش هنا والان هي حامل بطفلها الثاني وتسكن امامي مباشرة تعمل في التدريس في مدرسة ابتدائية .
غسق قبل فترة قرأت خبر خروجها من المصح العقلي مات والداها بحادث وجُنت وحينما خرجت انتحرت !
ومن حينها وانا ازورهم بأستمرار اشعر بالذنب يقيد لي عنقي ! ماذا لو كنت سبب ذعرها حتى بعد هذه السنوات ! لكنني محيتني من ذكرياتها وحينما تقابلنا ذات مرة بالمصح لم تتعرف علي .
مع ذلك لا زلت اشعر بالندم ، لسبب ما احمل ذنبها على عاتقي ، كلما تذكرت والدتها الخالة نجلاء ابكي شوقاً اليها .
عدت من غيبوبتي لحاضري ، احمد الله على جري حياتي بهدوء مع قليل من المغامرات .
فحينما تضيق بي الارض اطير بين الغيوم ، ازور البحر فتلاقيني ملكة الحور تحمل سلال الهدايا فوق رأسها .
زرتهم مرة او مرتين في ارضهم فرأيت منها العجب ورسمت كل ما شاهدته هناك لتباع لوحاتي واحقق نجاحاً .
نصف ثروتي من خيالي الذي لازال يسكنني فعقلي يطرح مئات الافكار لأكتبها والنصف الاخر الهامي الذي اجده في من احب .
التفت الى حبيبي اليوسفي نائم كالعدة يعانق فطومة المدللة التي ما تنفك تشاجرني على حضن ابيها !
فتاة شقية على عكس علي الذي لا زال يبكي حالما افارقه لدقيقة او دقيقتين ويمكث اغلب وقته برفقتي نرسم ونلهو معاً .
صليت صلاة الليل وانا ادعو . ادعو ان ان تكون قوتي لحماية من احب لا سبباً في تفريقي عنهم . والحمد لله الذي يستجاب دعائي في كل مرة .
الحمد لله الذي خلقني بهذه القدرة وميزني عن غيري ، الذي يجعلني اشعر بعظمته واجلاله في شؤون خلقي احمده على نعمة الرزق والعائلة وادعو ان يأخذ من عمري ويعطيهم .
------------
نامت بجوار عائلتها الصغيرة تاركة الدفتر مفتوح على روايتها البوليسية التي لم تكمل بعد والقلم يتدحرج فوقها .
احتضنت علي الصغير ووضعت يدها على صغيرتها وزوجها المتعانقين بلطافة لتتأملهم لوهلات قبل ان تغط بنوم عميق .
تمت
يا من أوقعني بشباكه وقيدني بأغلال حبه
أهديك قلبي وكياني وما أملك
يا شديد الحسن يا بهي الطلعة
يا يوسفي الجمال والبهاء والحلة
بك أكتمل ومعك أكون وبكَ أمضي
لا حياة في بُعدكَ ولا حياة بعدكَ
يا من ملك نبضي وملكني
وأشقاني بآلاعيب حبه ويا من غدا لي كل شيء وفي غيابه انا لا شيء .
يا حبيبي ومحبوبي يا سكناي وسكنتي وسكوني ..
احمد ربي الذي وهبني إياك
وجعلني في وسط قلبك
احمد ربي الذي خلقك
وجعلني ساكنة لفؤادك
أحبك وبحبك ولحبك انا محبة .....
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro