Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

أحداث غير متوقعة !

《مريم 》 :
مَر العام الجديد كَلمح البصر وعلى الرغم من سوء أحداثهُ الغير متوقعة إلا إنني أملك تفائلاً كبيراً ناحيته !
في اليوم الأول من هذا العام الحماسي الشبيه بأفلام هوليوود الخرافية تم إدخالي الى مستشفى حكومي في بلد غريب وطأته قدمي منذ ساعات أو أقل ! كنتُ وقتها بين اليقظة والنوم أحسب أنني داخل إحدى أحلامي الغريبة ، أتذكر فقط بضعة لقطات من غرفة المستشفى المتلونة بألابيض كالعروس ، تلك الممرضة الجميلة التي بدت كالفراشة بديعة الجمال تتنقل حولي بخفة . تتفحصني برفقة الطبيب الكهل وهما يتخاطبان بلغة لم أكن أفقهها وكل فينة وأختها يمنحانني نظرات هادئة مُتَحَدِثَينِ بلغتهما مُحاوِلينِ طمأنتي ، هكذا أعتقدتُ وقتها .
حتى سُحبت إلی دنيا أخرى مغادرة عالمي لأجد نفسي برفقة خليلي اليوسفي والذي لطالما كان بجانبي يظهر صامتاً مبتسماً وهو يقودني إلى قصور فارهة او رياض شاسعة ، حينما أفارقهُ عائدةً إلى وعيي كنت أرى تلك الفراشة تقوم بتغيير ثيابي إلى ثياب أخرى زرقاء قصيرة أشبه بالفستان!
لم أكن أعتقد أنها ثياب المستشفى من لحن صوتها المنساب إلى مسامعي بدت وكأنها تقوم بتجهيزي لحفلة ما !
ثم عدت إلى غيبوبتي أراقب خليلي الذي كان يبكي وهو ساجد في مكان فاره بدى كمسجد فخم التصميم تزينه الثريا والألوان المبهجة كانت تفاصيله شديدة الوضوح مع ذلك حال أستفاقتي مُسِحت من دماغي كما لو كنتُ وسط سراب ولم أستطع تذكر ما شاهدتهُ ، حينما كنا معاً وكان ساجداً كان يغمغم بحديث مبهم ولكنه مختلط مع صوت بكائهُ الذي كان واضحاً يطرق مسامعي .
بدى خائفاً إلى حد كبير وكانت وقتها مرتي الأولى لرؤيتهُ يبكي خوفاً هكذا ! كما لو كان يخشى فقدان شخص عزيز عليه .
بالرغم من الأستغراب والفضول الكبيران اللذان أكتنفاني إلا أنني لسبب ما لم أسئله عما به وعما يبكيه وعما يخاف من فقدانه ؟ لم اشأ أن أقوم بالتدخل في شؤونه الخاصة بل شاركته البكاء صامتة أدعو ربي أن يحفظ له من يدعو لأجله .
ثم تركته مرغمة عائدة إلى وعيي أستمع إلى صوت خشن بدى أنه صوت آلة ما وكان قريباً جداً من أذني ! أزعجني وجوده الغامض لفترة ولكنه أختفى لاحقا وحل السكون وعدتُ أنا إلى رقادي ولكن لم أعد إليه ! وجدتني أتجول في أراضي لم أرها قبلا ! شاهدت بيوت غريبة الشكل وبشر أغرب لم أرهم يوما في حياتي ! لم أكن منتبهة إلى أنني كنت أمشي على قدماي مستخدمة كلتا يداي ضائعة وسط كل أولئك البشر كما لو كانوا أفراد عائلتي ! شعرت أنني بقيت برفقتهم لوقت طويل لذا ذهبت متجولة أبحث عن خليلي فلم أظفر به .
شعرت بنفسي أقضي ساعات في البحث عنه ولم تفلح جهودي!  فجأة تشوش كل شيء وغدى مبهماً! وكأن كل أولئك الذين تواجدوا معي أصبحوا كيانات مشوهة وكذلك بات المكان غير واضح ! فتحت عيناي كما لو كنتُ قد أستيقظتُ من حلم طويل !
وأول ما أستقبلني هو ضوء الشمس الذي شعرت أنني لم أشاهده منذ أمد بعيد ! أطبقت على جفناي بقوة ليصل مسامعي صوت أنثوي كان بعيد عني نسبياً ثم أقترب لأوقن أن صاحبته تقف إلى جواري مباشرة ! بجانب صوتها تحدث صوت رجولي وبدى أنهما يتحدثان بتلك اللغة الأجنبية عني مجدداً ، قررتُ فتح عيناي ومشاهدة ما حولي فَفَعْلتُ برغبة وفضول كبيرين .
لأرى ملاك أخرى ! في الحقيقة كانا ملاكين،  فالممرضة والطبيب كانا جميلين لدرجة لا توصف ! واجهت صعوبة في النظر بسبب دموعي المنبثقة بغزارة بفعل ضوء الشمس ، لحظات حتى عاد الي وعيي وأيقنت أنني هذه المرة في الحياة الحقيقية ولست داخل أحلامي الغريبة ! سلط الطبيب مصباح صغير نحو عيناي لأصاب بعمى مؤقت غير قادرة على تحمل تسليط الضوء على حدقتاي فجأة. نادى على أحدهم بلغته والذي كان على ما يبدوا يقف قريب منا ، لم أستطع أن أحرك رأسي في بادئ الأمر وأبقيت نظري مركزاً على تلك الممرضة الحسناء والتي وقفت أمامي حاجبة الطبيب عن نظري . ليصلني صوت رجل كهل من الناحية اليمنى المعاكسة للجميلة أمامي مخاطباً إياي باللهجة العراقية :
-هل أنت بخير يا أبنتي؟
ألقيت عليه نظرة بطرف عيني ببعض الغبطة الداخلية ، أخيراً يوجد من يتحدث بلساني ،لم يكن يرتدي معطف الأطباء ، ألتفت نحوه ببطء أستشعر خدراً في فمي وبدأتُ أشعر بجلد رأسي يحرقني ولسبب ما شعرت بشيء كالخيط كان كما يبدوا عليه أحساسي انه متلاحم مع جلدي وكان هذا شعوراً مخيفاً ورهيباً جداً ! حينما أنشغلت بالتفكير وقد بدأ الخوف يحفز خلايا عقلي ، كرر سؤاله مجدداً سائلاً بحدة خفيفة خالطها القلق :
-كيف تشعرين يا أبنتي الطبيب يريد معرفة حالتك ؟
تشوش ذهني أكثر ولم أمنحه أجابة، لم أستطع إيجاد صوتي بل أخذت أحادث نفسي متسائلة بذعر :
-*مالذي حدث لي بالضبط ؟*
تَفَحَصَني الطبيب مجدداً ثم قامت الممرضة بأمساك ما يشبه جهاز التحكم ، ضغطت زراً ليرتفع السرير من الأعلى قليلا سامحاً لي بالجلوس ، ثم خاطبها الطبيب الذي كان يراقبنا بأبتسامة ببعض الحديث ليخرج لاحقاً تبعته هي .
ثم بعد أن سادت لحظات هادئة أعقبها أنفتاح الباب ودلوف  والدتي الملهوفة منهُ لتغمرني بين يديها وأنا فعلتُ المثل بصعوبة نتيجة تعب أستبد بجسدي ، حاولتُ بذل جهدي لأخُرج صوتي ولكن لم أفلح ، شَهَقت باكية وهي تضمني إليها بقوة بينما أنتبهتُ تواً إلى تلك المرأة التي وقفت تراقبنا بضحكة خفيفة وعيونها دامعة حتى شَارَكتها البكاء هي الأخرى ! لم أعلم هويتها بعد ولكنها بالتأكيد عربية من تلك العباءة التي ترتديها على رأسها فأطمئنت نفسي قليلا ، ولا زلتُ أتسائل حول ما حل بي , هل تعرضتُ للخطف من قبل عصابة ؟ بدت فكرة مرعبة جعلت قشعريرة تسري في بدني.
تَحَمَدت لي المرأة المجهولة على سلامتي وعرفتني أمي عليها ، لقد كانت تُدعى " أم غسق " ولكن أسمها الحقيقي هو " نجلاء" .
_________________________________________
علمتُ بعد ذلك أنني قد خضعتُ لعملية جراحية معقدة في الدماغ ! بعدما تبرعت لي الخالة نجلاء وعائلتها المتكونة من زوجها السيد " عادل " وأبنتها "غسق" التي حسبما قالت تماثلني عمراً  بالمال من أجل علاجي ، وعَرَضا علينا العيش معهما في هذا البلد الأجنبي .
الخالة نجلاء كانت تنحدر من عائلة ثرية ولكن بعد زواجها أنتقلت للعيش هنا في تركيا برفقة زوجها والذي بألاصل كان أبن عمها ، كان ذلك في عام ألفين وثلاثة .
رُزِقوا فيما بعد ب " غسق " فقط ، وتمكنوا من تدبير أمورهم المادية من وظيفة زوجها فضلاً عما ورثته الخالة من جدتها المتوفية.  بعد أسبوع قد فات في المستشفى خرجتُ أخيراً وعشنا أنا ووالدتي برفقتهم ، حظينا بغرفة خاصة بنا كي تتمكن والدتي من ألاهتمام بي ، كنتُ أجلس على كرسي متحرك وكان هذا أمراً غير مألوف الي ويثير بي حزناً ونفوراً.  ثم أبتدأتُ أخضعُ للعلاج الفيزيائي بعد أن بقيتُ على تواصل تام مع الطبيب الخاص الذي أشرف على عمليتي ، عاد فمي إلى طبيعته وتمكنت بعد ثلاثة أشهر من الدعم المعنوي والعلاج الطبيعي من أستخدام يدي اليمنى فقط وكانت هذه بداية جيدة .
جعلتني أغض النظر عن رأسي المخيط الحليق كي أتناسى الخوف الذي على حد قول الأطباء ^ يعقب العملية الجراحية ^. في بداية الشهر الأول من السنة واجهتُ صعوبة في التأقلم ، لم أستطع النوم وقتها وكان الأرق يتملكني حتى ساعات الصباح الأولى حيث أراقب السقف أو أحدق إلى ما بخارج النافذة وكم كنت أستمتع بمنظر الثلوج المتساقطة حينذاك .
وبتلك الرعشة التي تسري على طول عمودي الفقري وتشعرني أنني لا زلت على الأقل كائن حي وأن هذه الحياة لا زالت تحويني ، غسق منذ لقائنا الأول أعتبرتني لها أختاً و صديقة على الرغم من صعوبة تجاوبي، فلقد كنتُ في مكان غريب مع أشخاص غرباء مما سبب لي صعوبة في التفاعل مع ما حولي .
كانت لطيفة لدرجة لم تشعرني بها بأنني (معاقة) كما غَدوتْ،  أن غسق أنسانة لا توفيها الكلمات حقها في الوصف ، لا قلباً ولا قالباً فهي للناظر إليها جميلة كلوحة فنية لرسامً مُبدع ، شعرها كستنائي اللون طويل يتراقص بجانب خصرها النحيل ، عينيها كانتا كعيني أمها ، واسعتين كرحاب فسيحة متلونتان بالبني الفاتح وتميزت عدسة عينيها بخطوط صفراء تداخلت مع البني لتضيف لمسة جذابة غريبة . رموشها كثيفة طويلة تزين أهدابها أنفها دقيق وشفتيها ممتلئتين قليلاً ذواتا حمرة طفيفة بطبيعتهما،  وجهها مدور ووجنتيها مرفوعتين زهريتين كلون الزهر ، وكانت قامتها قصيرة حيث لا يتعدى طولها (١٥٦م ) ،ذات جسد ممتلئ . جمالها كان أنثوياً صاخباً نسبة إلى عمرها ، ما جعلها محط جذب الكثيرين ، تفتخر دائماً بكونها من أميرات برج الأسد ، فقد كانت مهووسة بألأبراج الفلكية والطوالع،  وقالت أننا نتوافق لكوني من برج هوائي وهو الدلو ، تقربت مني حتى أحببتها بشدة وغدت لي صديقة وحبيبة ورفيقة ،كما كانت تساعد والدتي في الأعتناء بي .
في الشهر الثاني وتحديداً في اليوم الثالث عشر منه حيث صادف يوم ميلادي ، أستيقظتُ على صخب صوتها وهي تصحيني بدلاً من والدتي لم أكن واعية بعد أنه عيد ميلادي ، كانت نشيطة على غير العادة بحيث أنها ساعدتني بروتيني اليومي غير آبهة بخجلي منها .
ساعدتني على النزول للطابق السفلي بكرسيي المتحرك لأجد والدتينا وهما في المطبخ وقد أعدتا لي كعكة الميلاد إلى جانب أطعمة لذيذة أخرى ، كانت الكعكة مطبوع عليها صورة قديمة لي أثارت مشاعر الأستياء والضيق في داخلي والتي أخفيتها مُرغمةً دموعي على البقاء داخل محجراي. لأنفخ على الشمعتين المتمثلتين برقم ثمانية عشر مطفئة إياهما سعيدة ببلوغي سن الرشد ، حصلت على هدايا قيمة منها قلادة من الذهب ذات تصميم ناعم جميل من الخالة نجلاء وعلى علبة مكياج وعدسات لاصقة من غسق ، ثياب جديدة من والدتي ، وبعض المال من السيد عادل او العم عادل كما كنت أناديه.
كانت بادرة جميلة ساهمت في رفع معنوياتي أكثر لأتعافى مما أنا فيه وأعود لمزاولة حياتي بطبيعية .
كنتُ أمرن يدي اليمنى من خلال الكتابة في دفتر جديد من المذكرات وممارسة الرسم .
كان صعب علي تجاهل الفراغ الكبير الذي خلفه هذا كله لي ، تلك الليلة وما تبعها جعلتني نصف أنسان قد يفقد نصفه الحي الوحيد جراء هذا الدمار النفسي ، كنت أكن حسداً لمن لم يعاني مثلي ، فكانت غسق على الرغم من علاقتنا محط حسدي وحسرتي، وما زادني كرهاً لنفسي هو معاملتها الطيبة لي ، لم أَكُنْ الحسد لبشر يوماً والآن أصبحتُ أحسد حتى الأشجار على تحركها وأن كانت لا تتحرك فعليا .
كنت فيما سبق أستند علی نفسي أما ألأن فَجَلْ ما أفعلهُ هو مراقبة السقف ! فضلاً عن الجلوس معظم الوقت علی كرسي متحرك كدمية خشبية لا حياة فيها ، علی الأقل سابقاً كنتُ أخرج للتنزه علی هذا العربة المتحركة في حديقة المنزل حيثُ كانت واسعة تشبه الی حدٍ ما حديقة منزلنا في العراق.
والتي لم أرها بعد تلك الليلة ، كلما أمضيت وقتاً مع نفسي كلما حُبِسْتُ في ماضيي أكثر ، لتزيد حسرتي ومعها تساؤلاتي ، يا تری كيف هي رائحة زهورها ؟ كيف هو منظرها صباحاً؟ هل يوجد من يعتني بها ؟ أم ستموت أزهارها وحيدة .
أبتسمتُ بحزن متذكرة نفسي قبلاً ، كيف كُنتُ أفيق صباحاً أفتح نافذتي لتستقبلني روائح الورود ، كيفَ كنتُ أسقيها و أقص عنها الأعشاب الزائدة والضارة .
سالت دموعي ترثي شبح أجمل ما أمضيته مع أحبابي من ذكريات ، كانت كل شيء علی ما يُرام حتی قَررتْ الحياة أن تُرفه عنا قليلاً بترتيب بعض الأحداث الخيالية المختلطة مع الرعب ورشة من الخيال العلمي ! حيث بعد أنتشار هذا الفايروس الغامض حُرمنا حتی من حق مد روؤسنا من النافذة !
أمي كانت تتواصل مع والدي والذي بقي في العراق برفقة بقية العائلة حيث أنتقل للعيش في منزل عائلته في محافظة العمارة ، وكنتُ أُحادث نور وتينة عن طريق تطبيق سكايب .
لسبب غريب نشأ حاجز بيننا فبدی الأمر كتبادل الأحاديث مع غُرباء ! يوم بعد آخر أخذت الكلمات تضيع طريقها وأخذ البرود يقضي علی تآلف الدفء بيننا ، حتی تباعدت الأتصالات وقَلت .
نما تدريجياً شعور وحدة عميقة في جوفي ، الوحشة سكنت روحي ، والأكثر ألماً كان بشعوري عالة علی من حولي ، لازم قلبي شعور ضيق عميق ، أخذت روحي تشعر بقيود غريبة تقيدها داخل هذا الجسد العليل فأصبحتُ في ظل الحظر المنزلي حالياً ألجأُ الی النوم وبشكل مفرط هروباً من واقعي.
أنخفضت همتي وقل أهتمامي بممارسة العلاج الفيزيائي علی الدوام كما أوصاني الطبيب مُنذ أخير أتصال قبل ثلاثة أيام . وفوق ذلك تُجبرني غسق علی حضور دروس تعلم اللغة التركية من أجل إكمال تعليمي هنا ، أنصب تعليقي و أهتمامي علی أحلامي ! والتي علی الرغم من غرابتها كانت أفضل من واقعي بكثير ، حيث تكون روحي حُرة تفعل ما تشاء ، فتارة أطير بأجنحة وتارة أسبح في عرض البحر بزعانف ذهبية براقة ، أذهب الی أماكن وألتقي بأشخاص وألاهم من هذا كُله ، أسير علی قدمين وأستخدم كِلتا يداي .
------------------------------------
# مرجان :
لم أكف ولو لدقيقة عن الدُعاء من أجل صغيرتي ، ولم تجف دموعي منذ أبتلائها بهذه الحالة بعد تلك الحادثة ، لا سيما أنني تركتها مُجبراً عائداً الی عالمي ففي غياب والدي بعمله المُكلف به أنا أُمسك أمور الحكم وإن كانت بعض الأمور لا تتطلب وجودي ، أُحاول قدر إستطاعتي التخفيف عن ملاكي من خلال زيارتها في عالم أحلامها أُبرهن لها عن وجودي محاولاً بذلك قتل الشك الذي أصبح يسري في دمها بجانب الحيرة والقلق .
باتت تخلط بين الواقع والخيال وتردد مع نفسها إنها فَقدتْ عَقْلَها أو لربما سَتفعل ذلك قريباً .
تسأَلُني كثيراً كُلما حادثتُها ذهنياً عما إذا كنتُ حقيقياً وتطالبني بالظهور علی مرأی عينيها ! تلح وتلح بأستمرار ثم اذا أنتهی الحديث تعود شاردة الذهن تأكلها شكوكها من جديد!
حالتها تزداد سوءاً ولا حل عندي سوی المشاهدة مكتوف اليدين محتاراً فيما أفعلهُ من أجلها ، لا يمكنني سوی أن أغدق بمشاعر الشفقة والحنان علی نجلاء وعائلتها لتتمكنا من رعايتها علی الأقل تُصبحان جِسراً لتعود كما كانت سابق عهدها.
---------------------------------------------
-وجهة نظر الراوية ـ:
أجواء ثقيلة تمر علی جميع الأطراف بدأً من سحاب الوالدة المفجوعة بأبنتها والتي لا تنام الليل تراقب صغيرتها بقلب يتلوع قهراً ، لا تكف عن الدعاء لها بالشفاء والعافية ، ثم باتت مشغولة البال بزوجها الذي لم يستطع مغادرة بلدهم بحكم وظيفته والأن بسبب الوضع الراهن ، فباتت حياتها عبارة عن قلق وأضطراب ، نجلاء هي الأخری كانت تشعر بالشفقة علی الفتاة و أمها ، حيثُ رأتها صدفة من خلال المقاطع التي أنتشرت لها علی جميع منصات التواصل الأجتماعي وتعاطفت مع مريم كثيراً وقتها أقنعت زوجها بتقديم المساعدة بما يستطيعانه فعادا الی العراق بعد مدة طويلة كانا قد فاراقاهُ فيها والتقت بعائلة المعنية وشاهدت الأبنة التي أشعلت مواقع التواصل من خلف باب غرفتها ، فقدمت ما يلزم من مساعدة لتأخذ الصبية وأمها لربما يساعدونها الأطباء في البلد الأجنبي الذي يسكنونه.
الخليل العاشق كان منقسماً ما بين عالمهُ وبين أميرتهُ ، يلتهي بأمور القضاء والشؤون الملكية في عالمه المحجوب عن الأعين ، ثم يقضي ما تبقی من وقته برفقة زوجته الأنسية ، مراقباً لحالها بقلب مهموم وقلب موجوع يكاد لسانهُ يسقط من كثرة الدعاء لها بالشفاء العاجل ،كما يحاول حثها علی الأستمرار بالعلاج الفيزيائي مشجعاً إياها علی تخيل حالها وهي تمشي علی قدميها مجدداً ، عاملاً جهدهُ لأبعاد الأفكار السلبية عنها فلا زالت تحتاج الی بعض الفحص من قِبل الأطباء لمعرفة نتائج العملية سواء كانت إيجابية أم سلبية.
واذا ما كانت ستُشفی ولو بنسبة [%٦٠] ، المعنية داومت في الفترة الأخيرة علی كتابة مذكراتها و التزمت بالعبادات لاجئة الی ربها ، تصلي علی فراشها مستخدمة يد واحدة فقط ، تكاد أفكارها السوداء علی أبتلاعها وفي كل يوم يزداد شؤمها أكثر .
أما صديقتها ورفيقة سكنها غسق فكانت علی الرغم بأهتمامها الكبير بمريم الا أنه كان أهتماماً من دافع الشفقة ، فهي بطبعها فتاة مدللة لم يسبق لها حتی أن حملت عود ثقاب من الأرض والأن بشكل مفاجئ تحملت مسوؤلية فتاة معاقة ! تقضي وقت فراغها بمحادثة خطيبها التركي والذي كان يعمل في شركة والده وبالطبع كان من أسرة ثرية تخبره بالتفاصيل المملة عما يحدث ، عن كونها معلمة وجليسة للفتاة المعاقة ! لم تكن سيئة بطبعها وإنما مجرد فتاة تُحركها طيبة قلبها ويتحكم بها كسلها الذي كان يبقيها سابقاً لا تفارق سريرها لفرط نومها ، تُجامل علی حساب هذا الكسل ثم تتذمر لاحقاً .
أما والدها فلم يكن يعنيه أياً مما يحصل تحت سقف منزله بل كان قلقاً علی وظيفته وعلی الوضع الراهن ، حياة الجميع كانت بمجملها روتينية مملة ، كحال سكان الكرة الأرضية التي حُبس سكانها في منازلهم خوفاً من الفيروس الفتاك ، في العراق وتحديداً في محافظة العمارة وفي داخل منزل ذو تصميم جيد بداخله في إحدی الغرف جلست حسناء سمراء البشرة خضراء العينين ، تبكي بصمت فوق فراشها تُحدق الی هاتفها وتقرأ المحادثة الموجودة مراراً وتكراراً .
---------------------------
۔نور :
كان مِن المفترض أن ترد علي أختي وصديقة عمري ولكن بدلاً منها حادثتني تلك المغترة بنفسها حد العجرفة ، قالت أن مريم أخذت علاجها ونامت ، ثم ببساطة قفلت المحادثة وذهبت !
يعني بحق الله لماذا ترد علي هذه الخبيثة الشبيهة بالجرذ بل لماذا حتی تعرف رمز هاتف صديقتي الوحيدة والتي كانت تضع أسخف أسرارها كرمز الهاتف لدي أنا فقط ؟
شعرتُ بالقهر حتی بكيت مراراً كلما أعدتُ قراءة المحادثة ، لقد أشتقتُ اليها كثيراً ، في حياتنا الهادئة قبلاً كنا في هذا الوقت نجلس معاً إما نأكل ونشاهد فيلماً او نضع المكياج الكثير لبعض وفي بعض الأحيان كُنا نتصل علی أرقام غريبة نخبر أصحابها بأشياء تثير الريبة وكان هذا من أجمل ما نفعله وكانت تينة تدعمنا بجلوسها ضاحكة وسطنا تدخن سيجارة كالعادة هي تتستر علی أفعالنا ونحن نحافظ علی سرها بكونها مُدخنة ، نحن كنا الثلاثي المرح الذي لا يفترق مُنذ زواج والدينا لحد حدوث تلك الليلة اللعينة والتي لحد الأن لا نعلم بالضبط مالذي حدث فيها لمريم .
كان من المفترض ان نقف الی جانبها عندما تدهورت حالتها الا أننا أبتعدنا عنها كالوغدتين ، قامت والدتي الحقيقية بأخذ أستخارة عند أمرأة تعرفها قالت لنا أن مريم قد أصابها مس وعلينا الأبتعاد لكي لا نتأذی ، لم نستطع كسر كلام أمنا انا وتينة كما أن مريم مرت بأنتكاسة أبعدتها عنا فكنتُ أكتفي بمراقبتها من خلف باب غرفتها باكية بصمت مع نفسي ، كان شكلها مخيفاً وما جری لها كان الأكثر إخافةٍ ، خرجتُ بعدها بفكرة خرقاء وهي شراء كتاب سحر لمعالجتها من خلاله لكن تينة رفضت الامر خشية أن نزيد الأمر سوءاً ، ثم جاءت المتعجرفة وأمها وسافرت برفقتها والدتنا سحاب وعزيزتنا مريم قبل حتی ان نتمكن من توديعها .
بعد شفاءها تحدثنا وغَمُرت السعادة قلبي ، ثم خف التواصل بيننا الی ان تحول الی مراسلات قصيرة وهذا آخر حديث بيننا قبل أن ترد المتعجرفة وكأنها ولية أمر صديقتي ، اخذتها مني وكأنها صديقتها هي فقط حتی عندما قررنا السفر خلفهما جاءت الكورونا وأفسدت الأمر !
------------------------------------
ــــــــــــــــــــ
وجهة نظر الكاتبة :
أحتضنت نفسها وأخفت وجهها بين ركبتيها باكية بصمت ككل مرة ، تراقبها أختها الكبری من خلف الباب بحزن شديد ثم أغلقته متنهدة لتتجه الی غرفتها حيث اغلقت بابها وأرتمت علی سريرها مخرجة سيجارتها لتشعلها رامية علبتها بأهمال ، سحبت نفساً ثم أطلقته حاملة إياها بين أصابعها لتنفث الدخان من شفتها هامسة بضيق :
- الوضع يزداد لعانة يوم بعد يوم .
ثم دلكت ما بين حاجبيها بضيق أشد متنفسة بقوة ثم زفرت أنفاسها بذات الشدة معبرة عن حملها الشديد.


يتبع.....

✶✶✶✶✶✶✶✶✶
اقتباس ( كثيراً ما تبدوا الأمور علی غير ظاهرها ، لذا هي تخدعنا بجمال خارجها قبل أن تكشف لنا بشاعة ما تبطنه مبينة مدی حماقتنا )

#اقتباساتي 😘



عيد عرفة سعيد للجميع 😍😍😍😍😍😍😍

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro