Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

9

* تغييرات *

ابتسمت إلينا و هي تضع جبينها ضد جبينه بينما يديها ملفوفة حول عنق ماكس، حسنا قد يكون هو شخص بارد و بدون مشاعر و غير طبيعي كليا و لكن ذلك بسبب ما أصابه سابقا و لكن ما دام يشعر معها ما دام هناك امل اذا ستحاول لعلها تكون الحل حقا كما كان والده يأمل

" سأحبك ماكس صدقني سأفعل "

وضعت يدها اليمنى فوق خده و مررتها فوق شعيرات لحيته الخفيفة ثم فتحت عيناها الجميلة تنظر الى داخل عيونه الجامدة و لكن على عكس ترددها مثل كل مرة ابتسمت بوجهه حيث ظهرت غمازتها

و لكن سرعان ما اختفت غمازاتها بمجرد ظهورها و هي تشعر بماكس يبتعد خطوة للخلف و هو ينظر لها بنظرات تدرسها لينطق بصوت حاد لا يحمل ذرة مشاعر

" انت لن تفعلي "

" ماكس.."

حاولت الينا التحدث و هي تقترب خطوة منه تريد لمسه لعله يهدأ و لكنه رفع يده بوجهها يمنعها من ذلك و هو يعود خطوة للخلف بينما يكرر بإصرار

" انت لن تفعلي ذلك، انت لن تحبيني اتسمعين "

بالرغم من ان حالته كانت مخيفة و لكن الينا كانت مصرة على اظهار وجهة نظرها و بالطبع لن تستسلم عند اول خطوة لذلك رددت من جديد و هي تقترب منه اكثر

" ثق بي ماكس، انا قادرة على ان أفعل، قادرة على ان احبك و هذا.."

توقفت الينا عن التحدث عندما اقترب منها ماكس بسرعة و هو يضع يده اليمنى حول عنقها و لكنه لم يضغط بل وضع يده و هو ينظر بعيناها بكل جمود بينما يكرر بصوت سام

" لا تحبيني فقط لا تفعلي "

الينا المتصنمة مكانها بسبب ما قام به ماكس بلعت ريقها و هي تتنفس بعمق قبل ان تقترب منه اكثر و هي تجيبه بكل ثقة

" سأفعل و كفى"

لف ماكس يده اكثر حول عنقها مما جعل ملامح الصدمة و الخوف تظهر على ملامح وجه الينا و هي تمسك بذراعه دون قطع اتصال أعينهم لتسمعه يجيبها بصوت مخيف جعل القشعريرة تمر بسائر جسدها

" سأقتلك، أقسم بأنني اقتلك و لا اسمح بذلك "

" ماكس "

صرخت الينا عندما شاهدت كيف كان يتحدث و كأنه بغير عالم و يده كانت شيءا فشيء تلتف حول عنقها و لكن صراخها باسمه جعله يبعد يده و بدون اي علامة على الاسف او الندم اضاف ماكس بنفس اللهجة

" انا لن اقبل، لا يجب على احد ان يحبني اتسمعين؟ لا احد و انت اولهم"

ظلت الينا تنظر الى ظهر ماكس الذي كان يبتعد عنها، هو لا يريد منها الوقوع بحبه، و كأنها اخبرته بأنها ستقتله و لكن اليس هذا ما يبحث عنه الجميع ؟ وجود شخص بجانبهم ؟ وجود شخص يفهمهم؟ وجود شخص يحبهم؟ ما مشكلته؟

" سنرى بشأن ذلك يا قطب بروفاسي المتجمد "

تمتمت الينا لنفسها ثم ركضت وراء ماكس الذي كان يمشي بطريقه عائدا الى القصر لتمسك بيده مانعة اياه من التقدم ثم اوقفته لينظر الاخر لها بنظراته المعتادة و لكنها توقفت لدقائق تحاول إعادة تنفسها الى وضعه الطبيعي قبل ان تقف مقابله و هي تقول بإصرار

" من انت لتخبرني بماذا افعل و بما لا افعل؟ من انت؟ من تظن نفسك ؟"

دون ان يعطي اي اجابة تجاهل ماكس الينا كما يفعل مع الجميع و تحرك بطريقه من جديد و لكن الينا كانت اعند من ان تتركه يذهب لذلك تقدمت لتقف امامه مباشرة و هي تمسكه من تلابيب قميصه بينما تضيف بلهجة جادة

" اسمعني جيدا ماكس انا زوجتك قبل كل شيء، قد نكون اعداء و هذا آخر همي صدقني بالأخير كل ليلة انت تكون بين أحضاني انا عدوتك كنت ام لا ، لذلك انت لا يمكنك إخباري ما الذي يجب أن افعله لان لدي الحق بالاختيار و اذا اخترت القيام بشيء فصدقني سأفعل و لو كان ثمن ذلك غالي "

وضع ماكس يده اليسرى خلف عنقها و قربها منه اكثر ينظر الى الشرارة التي كانت تتطاير بعيناها قبل ان يغمض عينيه لثانية ثم فتحها ليجيبها بكل برود

" القاعدة الأولى كانت ما يقع بالغرفة سيبقى بالغرفة il mio، ما يحصل بيننا كل ليلة ليس سوى تأدية واجب لا شيء اخر فلا أنا أشعر بشيء و لا انت تعتبريني زوجك "

فتحت الينا فمها لتتحدث و لكنه حرك رأسه نفيا يحذرها من ان تفعل ذلك و هو يضع ابهامه فوق شفتيه مضيفا

" ثانيا، انا زوجك و انا عدوك و انا الشخص الذي ستطيعيه اردت ذلك ام لا صدقيني لست بشخص يفكر مرتين، قد تكون جزء من مشاعري لسبب ما تظهر عند وجودك و لكن صدقيني لست شخصا يهتم لذلك كثيرا انا قادر على قتل كل من يقف بوجهي من اجل مصالحي فأنا لم اشفق على من كان من دمي فما بالك بشخص من الاعداء "

رمشت الينا بعيون متصنمة و هي تستمع لما يقوله، كانت تعلم بانه شخص مخيف و لا يهتم لشيء و لكن لاول مرة تشعر بأن ماكس قادر على ايذاءها حقا اذا لم تطعه فبالنهاية هي العدو و ستبقى كذلك بنظره

" و القاعدة الاخيرة و المطلقة، لا يسمح لاحد بأن يحبني، لا اثق بأحد و لن افعل لذلك لا تعذبي نفسك و تبدئي شيءا غبيا مثل هذا فأنا لن اسمح ابدا بأن يحبني اي شخص ليس مجددا فحتى لو عادت مشاعري كليا انا لن احب احد و خصوصا ليس انتي "

كانت الينا تنظر اليه بصمت لم تعلم ما الذي يجب ان تقول لشخص رفض رفضا قاطعا اي فكرة لوقوع شخص اخر بحبه، قد يكون هذا عائدا الى كونه لا يشعر و لكن هناك شيء يخبرها بأن الامر أكبر فهو مصر على انه لن يسمح لاحد بان يحبه حتى و لو كان يملك مشاعرا مثله مثل غيره

خرجت بعد فترة من شرودها عندما تركها و ذهب بعيدا، كان تشاهد مغادرته من مكانها و هي تفكر بأنها لن تتراجع الآن، هو مثل غيره بحاجة لان يعلم بأن هناك من يحبه و هناك من سيكون معه بالرغم من اي شيء

" سيد سامويل انا لن اخذلك، سوف انقذه من نفسه كما طلبت و لو كلفني ذلك كل شيء "

لحقت الينا بماكس الى ان وصلت اليه و بدأت تتمشى معه بنفس خطواته و لكنه لم يهتم كثيرا للأمر و اكمل طريقه، عندما كانا على وشك دخول القصر أمسكت الينا بيده مما جعله يستدير و ينظر اليها

" جميعنا في بعض الاحيان اننا لا نريد شخصا معنا و ذلك ليس لأننا لا نريده حقا و لكن فقط لاننا مجروحين من الاخرين و لا نريد لقلبنا ان يتحمل نفس الالم مرتين، انا أعلم بأن الحياة جرحتك بما فيه الكفاية يا ماكس و لكن أنا هنا الان من اجلك، انا هنا لكي اقبل جروحك و امسح المك فقط لا تغلق باب قلبك بوجهي "

ظل ماكس ينظر اليها بصمت، و لكن هذا لم يزعجها بل ابتسمت و هي تضيف

" ستخبرني بأنك لا تشعر و لا قلب لك و لكنني أعلم ان خلف كل ما تظهر و خلف كل البرود الذي يتملكك هناك قلب و مشاعر بداخلك و انا سأظهرها"

قلب ماكس عينيه و هو يسحب يده من بين خاصة الينا قبل ان يجيبها ببرود ساخر

" صدقيني اذا عادت مشاعري لن تقابلي منها سوى الكراهية لذلك اتركي الوضع كما هو و ابتعدي "

تركها مكانها و دخل الى الداخل بينما ظلت الينا واقفة مكانها، لقد جرحها تعامله معها، هي على عكسه تحزن، تبكي و تشعر لماذا لا يفكر بذلك قبل ان يفتح فمه

" لقد حاول الكثير قبلك "

خرجت الينا من قوقعة شرودها على صوت فكتور الذي كان يقف بجانبها دون ان تعلم من اين اتى او متى؟

" عفوا ؟"

اشار بحاجبيه نحو ماكس الذي كان يصعد الدرج و هو يكمل

" عمي سامويل قد حاول ان يعيد مشاعره بجميع الطرق، و لكن لا شيء اخبرنا الطبيب بأنه هو الذي لا يريد لمشاعره بأن تعود فالأمر بأكمله يعود لصدمة موت والدته امامه "

" هل كان متعلقا بها لهاته الدرجة ؟"

" ان تقتل امك امام عينيك لا علاقة له بالتعلق و لا بالحب، هي تبقى والدته الينا و لو كان يكرهها لدخل في صدمة، تخيلي الوضع فقط تخيلي لو كنت مكانه ماذا ستفعلين ؟"

ظلت الينا تفكر بكلام فكتور لمدة من الوقت، كلامه صحيح لا احد قادر على تحمل فكرة فقدان والدته و خصوصا اذا قتلت امام عينيه، ماكس قد عانى اكثر مما تتصور و لكن هذا لا يعني بأنها ستتراجع

" لن اتركه، سأبقى بجانبه الى ان تعود مشاعره و لو قابلني بالكراهية حقا هذا لا يهم كثيرا "

" هناك شيء يخبرني بأنك ستنجحين بالامر و لكن العواقب ستكون وخيمة للغاية "

اجاب فكتور الينا و هو ينظر اليها لتبتسم بوجهه و كأنها لا تهتم بالرغم من ان شيءا بداخلها كان يحذرها بأن نهاية هذا الامر ليس جيدا ابدا

توجهت الينا الى غرفة ماري التي كانت تحضر حقائب سفرها لانها سوف تعود الى نيويورك من اجل انهاء دراستها الشيء الذي كان يمنعها عن العودة ابكر كان زفاف اخوها فكتور و لكن الزفاف سوف يكون غدا لذلك بدأت بالتجهيزات، كانت هيرا جالسة فوق السرير بجانبها و هي تمضغ العلكة مصدرة اصواتا مزعجة

" صباح الخير جميعا "

" اوه سيدة بروفاسي اين كنت منذ الصباح ؟"

تحدثت هيرا و هي تغمز الينا التي قلبت عيناها بينما تجلس بجانبها فوق سرير ماري التي كانت مشغولة بترتيب ثيابها و بنفس الوقت تتراسل على هاتفها

" كان لدي تدريب مع ماكس هذا الصباح "

" الا يكفي التدريب بالليل اصبحتم تلجؤون الى التدريب صباحا ايضا "

اجابت ماري بشغب و هي تضحك بقوة بينما تضع ثيابها داخل الحقيبة مما جعل هيرا تنفجر ضحكا و هي تمسك ببطنها

" يا الهي انتما مقرفتان "

تحدثت الينا بعدم تصديق و هي تفتح عقدة شعرها و تخلل أصابعها بداخله قبل ان تضيف

" هذا تدريب من نوع اخر بالمناسبة، يعني تدريب مع وجود ثيابنا بالتاكيد "

" لماذا لا زلت أشعر بأن هناك امر مثير بهذا التدريب ؟"

اضافت هيرا و هي تقترب من الينا محاولة دغدغتها و لكن الينا ابعدت يدي هيرا بعيدا و هي تضيف بعدم اهتمام

" ما عدا ضربي لابن عمك لا شيء مثير قد حدث"

" هل قمت بضرب ماكس؟ حقا؟"

صرخت هيرا بعدم تصديق بينما ماري كانت واقفة تشاهد بصدمة و هي لا تزال تمسك بقميصها بين يدها و لكن سرعان ما ضحكت الفتاتين و هما يتحدثان

" لدقيقة صدقتك الينا "

" و انا كذلك اقسم "

مدت الينا قدميها فوق السرير بعد ان رمت حذائها بعيدا و هي تعدل المخدة خلفها بينما تضيف موضحة بفخر

" اذا لم تصدقاني تستطيعان سؤال روميو لقد كان هناك و قد شاهد كل ما حصل"

" عزيزتي اثنين لا تصدقيهم اولا روميو و ثانيا ديمن "

تحدثت جوليا بكل جدية عندما كانت تدخل غرفة ماري بنفس اللحظة لتوافق ماري و هيرا على كلامها مما جعل الينا تقلب عيناها بعدم اهتمام اذا لم يصدقاها فهذا خطئهم و ليس خطئها

" انتم ادرى انا سأنام قليلا اذا بحث عني ماكس لا تخبروه بأنني نائمة "

" نامي بغرفتك "

تحدثت ماري و هي تقدف المخدة الصغيرة فوق الينا التي لم تهتم كثيرا بل عانقت المخدة و اغمضت عيناها حقا

" محبة لنوم حقا "

تحدثت جوليا و هي تشاهد الينا التي نامت لتضحك هيرا و هي تشرح لها

" بهذه السنتين كانت تستيقظ قبل الجميع و تتوجه الى الركض، تحضر باقة الورد عند عودتها ثم تتوجه الى الاستحمام و تنام لساعة و بعدها تستيقظ حقا "

ابتسمت جوليا و هي تضع الغطاء فوق الينا و تجلس بالجهة الاخرى بجانب ماري تساعدها بترتيب أغراضها لتضيف هيرا بصوت طفولي

" حقيقي اشتاق لتلك الايام يال حظك ماري ستعودين "

" سأعود من اجل الدراسة عزيزتي صدقيني ليس شيءا مهما او مميزا "

اجابت ماري ساخرة لتقلب هيرا عيناها قبل ان تقترب من جوليا التي كانت تبدو منشغلة بالتفكير بشيء ما

" ما الامر حلوتي ؟ ما الذي حصل ؟"

ابتسمت جوليا بهدوء ثم رفعت يدها اليمنى امام ماري و هيرا مما جعلهما تنصدمان و هما تشاهدان الخاتم ذو الحجر الواحد يزين اصبعها قبل ان تجيبهم

" لقد عقدت خطوبتي انا و دان "

صمتت جوليا للحظة تتذكر بها ما حصل البارحة بعد أن عقدت خطوبتها بحفل صغير للغاية حضر فيه والدها و والدي دان لا غير

* فلاش باك *

بحفلة الخطوبة ارتدت جوليا فستانا رمادي اللون طويل و انيق و رفعت شعرها عاليا مع وضع لمسات من مساحيق التجميل التي أظهرت جمالها الخلاب، كانت جميلة و حفل الخطوبة كان جميلا بل كل شيء جميل و لكنها لا تشعر بأي سعادة، نظرت إلى دان الذي يجلس بجانبها و هو يتحدث إلى والدها و لكن لا شيء يتحرك بداخلها، لم تستطع ان تشعر بتلك الفراشات تتطاير داخل بطنها و لا حتى دقات قلبها لم تتسارع مع ابتسامته ليس كما يحصل مع روميو

تنهدت جوليا بعمق و نزلت عيونها تتأمل الوشم الذي يزين معصمها مما جعل دان يقترب منها اكثر ليهمس لها بخفة مخرجا اياها من افكارها

" وشم جميل اشعر و كأنني رأيته بمكان ما من قبل "

رفعت جوليا عيناها نحو دان لتبتسم ابتسامة صغيرة قبل أن تومىء بصمت فهي كانت تعلم بانه صديق روميو و انه قد رأى نفس الوشم بيد روميو من قبل لتقول بهدوء

" نعم لقد رايت نفسه بيد روميو "

عقد دان حاجبيه بسبب ما سمعه و لكنه لم يظهر اي علامات غضب او اي شيء آخر بل كل ما فعله انه سأل فضولا

" وهل يعني اي شيء لكما؟"

ابتسامة استهزاء ظهرت على ملامحها و هي تنفي برأسها قبل ان تجيبه

" بالنسبة لي على الاقل يعني شيء أما بالنسبة لروميو لا اعلم "

بلع دان ريقه بسبب الوضع الذي وجد نفسه به، لقد سمع من قبل ما يقال عن روميو و جوليا و انهم اصدقاء طفولة مقربين من بعضهم البعض للغاية، حتى ان البعض ظنوا بل كانوا متأكدين من زواجهم و لكن مرت السنوات و لم يحصل اي شيء بل كان روميو يتمتع بشعبية واسعة كونه زير نساء لا يكرر موعده مع فتاة قد خرج معها من قبل مما جعل دان يتشجع و يتقدم لطلب يد جوليا لزواج

" أخبريني إذا ماذا يعني هذا الوشم قد أرسم مماثلا لكما، يبدو و كأنه تاريخ "

تحدث و هو يبتسم يحاول كسر الجليد بينهما لكونه يشعر ببعدها عنه لتبتسم بحزن و هي تجيبه

" نعم تاريخ، و لكن لا اظن بانك تستطيع بل لا يمكنك فعل ذلك فهذا وعد روميو لي"

" وعد؟ اي وعد يا ترى الذي يكون على شكل أرقام ؟"

نظرت نحو الأرقام الموجودة على معصمها لتتسع ابتسامتها اكثر و هي تؤكد مضيفة

" كما اخبرتك سابقا، هذا وعد روميو لي، وعده بأنه لن يتخلى عني ابدا"

"و هل فعل؟ هل بقي على الوعد ام انه قد تخلى؟"

"لم يتخلى على الوعد كما انه لم يبقى عليه، هو هناك و انا هنا، لا هو سيقترب و لا انا سأبتعد، وشمنا يذكرنا بالماضي الذي يعتبره هو عبئا بينما اعتبره حياة"

رفعت رأسها تنظر نحو دان الذي كان مصدوما مما يسمعه، هل اخطا بالاقتراب من جوليا هل كان متسرعا؟
شعرت جوليا بصمته فوضعت يدها فوق يده محاولة تخفيف صدمته فهي لم تعرف كيف تحدثت عن روميو يوم خطبتها، لقد اخطات و هي تعلم ذلك و لكن ما حصل قد حصل

" اعتذر يبدو ان حديثنا لم يكن بوقته "

" لا عليك "

اجابها دان محاولا رسم ابتسامة على شفتيه و لكنه لم يستطع لتقول محاولة تخفيف التوتر الذي حدث بينهما

" روميو مجرد صديق لا شيء غير ذلك صدقني هو لا يحبني بل لم يفكر يوما بأن يحبني لذلك ليس هناك داع للقلق "

" و انت ؟"

عقدت جوليا حاجبيها بسبب ما قاله لتحرر بعدم فهم

" و أنا ؟ و أنا ماذا ؟"

" هل الأمر ينطبق عليك ايضا؟ انت ايضا لا تحبين روميو و لم تفكري في ان تحبيه من قبل؟ هل تعتبرينه مجرد صديق كما يفعل ؟"

رمشت جوليا بعدم تصديق و هي تستمع لسؤاله، لا تستطيع الكذب و انكار مشاعرها بنفس الوقت لا تستطيع التحدث و اخباره الحقيقة ظلت تنظر اليه محاولة الحصول على اي طريقة لنجاة من كل ما يحصل و قد انقذت بسماع صوت والدها

" هيا ايها الشباب حان وقت تلبيس الخواتم "

وضع دان خاتم الخطوبة بيد جوليا و فعلت المثل معه بأيد مرتعشة فهي لم تتوقع بحياتها كلها ان تعيش هذه اللحظة مع شخص آخر. مرت خطوبتها على خير و غادر الضيوف اخيرا عندما كانت سوف تتوجه إلى غرفتها سمعت صوت والدها يناديها

" أميرتي الصغيرة لنتحدث قليلا "

اومات جوليا و توجهت تتبع والدها لتجلس بجانبه فوق الكراسي بالحديقة ليتحدث اولا

" هل انت سعيدة جولي ؟"

نظرت جوليا نحو والدها و هي تشعر بأنها تفعل شيءا خاطىء و هي لم تفعل اي شيء من اساسه ما عدى الوقوع بالحب مع شخص لم و لن يحبها

" هل انت سعيد يا ابي؟"

" اكون سعيدا بسعادتك جولي فأنتي ابنتي الوحيدة و آخر فرد من عائلتي ليس لي اي احد سواك في هذا العالم "

" و أنا كذلك ابي، و أنا اكون سعيدة بسعادتك "

نفى جاك براسه و هو يقول

" لا تكذبي جوليا، أنا والدك و استطيع الشعور بمشاعرك لذلك صارحيني هيا "

احست جوليا و كأنها سوف تبكي بأي لحظة الان و لكنها تمالكت نفسها و هي تقول

" أنا لا اكذب حقا، أنا أحبك كثيرا يا ابي لدرجة لا تستطيع ان تتصورها و اي شيء يسعدك أنا مستعدة ان اقوم به بدل المرة الف "

ابتسم جاك و فتح يديه نحو ابنته التي اقتربت منه و عانقته بقوة و كل منهما يحاول استجماع القوة من الاخر ليقول جاك بعد ان ابعد جوليا قليلا و هو يمسك بوجهها بين يديه

" اعلم بأنك لا تحبين دان و اعلم انه من الصعب جدا ان تفتحي قلبك و خصوصا في هذا الوقت و لكن حاولي اعطاءه فرصة لعله يكون العلاج لجرح قلبك "

رمشت جوليا بعدم تصديق و هي تسمع كلام والدها لتنفي و لكنه قاطعها قبل ان تتحدث و هو يقول مضيفا

" اعلم بأن هناك أشياء لا تستطيعين ان تشاركيها معي و انني لن استطيع أن اخذ دور الام في حياتك و لكنني هنا دائما إذا اردت أن تشاركيني بأي شيء في اي وقت تعالي الي لا تقلقي لن ألومك و لن انتقدك سوف استمع لك الى الاخر "

ابتسمت جوليا و هي تعانق والدها من جديد ليمسح فوق رأسها و هو يكمل

" الحب الاول خلق ليكون درسا لكل عاشق، مع الحب الاول نتعلم الحب و نتعلم الالم، و اغلب الناس لا يحصلون على حبهم الاول و لكن الثاني لى الاقل يتعلمون الكثير منه و انت اعتبريه درسا في حياتك اميرتي و امضي قدما فالحياة لا تتوقف عند احد "

أومأت جوليا مستمعة لكل كلمة يقولها والدها، بدون ان يجرح مشاعرها و بدون ذكر اي اسماء اعطاها نصيحة كانت تحتاجها، هي مستعدة ان تخطو خطوة نحو الأمام الان و ترك روميو بالخلف

توجهت نحو غرفتها و هي تفكر بكل شيء، منذ ان كانت صغيرة لم تعرف سوى روميو لذلك مشاعرها تطورت معه كثيرا، كانت تفكر و تطمح دوما ان يتزوجا و يعيشا معا إلى النهاية كما كانت تقرأ بالقصص و لكن ذلك خطأها هي لوحدها.

هي من احبته و هي من تخيلت، كان يجب ان تتخلى عنه عندما جرحها اول مرة، كان يجب ان تخطو خطوة الى الامام بعد ان ضاجع صديقتها، كان يجب أن تنسى عندما رفض حبها مرة تلو الأخرى

توجهت إلى الحمام و بدأت في الاستحمام و هي تبكي حزنا على نفسها، تبكي على قلبها، على مشاعرها. تنازلت في حبها لروميو كثيرا لدرجة جعلت الجميع يقلل من قيمتها، تنازلت من اجل حب من طرف واحد لا يستحق و الان هو الوقت للمضي قدما من اجلها و من اجل والدها

ارتدت جوليا فوطة الاستحمام و بدأت تنشف شعرها بالأخرى و هي تغادر الحمام لتتفاجأ بروميو يجلس فوق سريرها و هو ينظر امامه بجمود و ملامح الغضب تظهر على وجهه

" اوه اللعنة لقد اخفتني "

تحدثت جوليا و هي تضع يدها على قلبها قبل ان تتوجه لتجلس على كرسي امام طاولة التبرج و بدات تنشف شعرها بالمنشفة

" ما الذي حصل اليوم هنا جولي"

تحدث روميو بصوت جامد و هو يتابع كل حركة تقوم بها، لاحظت ذلك من المرآة و لكنها قررت أن تتجاهله و هي تجيبه بكل هدوء

" ماذا؟ ما الذي حصل اليوم؟"

" لا تلعبي معي "

" انا حقا لا ألعب اخبرني ما الامر "

نظرت له من المراة و هي تتحدث ليقول بصوت غاضب

" هل تمت خطبتك على الغبي دان؟"

" اوه انت تتحدث عن ذلك "

قلبت عيناها و هي تضع المنشفة قبل ان تبدأ في تمشيط شعرها الطويل و هي تضيف بكل برود

" نعم لقد حصل ما حصل لماذا ما الأمر ؟"

" ما اللعنة التي تقصدينها؟"

" اقصد انه تقدم لطلب يدي و انا وافقت امر بسيط للغاية "

" هل تلعبين بأعصابي الان ؟ الست انت من اعترفت بحبها لها مرارا و تكرارا ؟ "

وضعت جولي المشط و استدارت له بابتسامة باردة مجيبة اياه

" نعم انا اعترفت لك بمشاعري و اخبرتك بحبي لك مرارا و تكرارا و انت رفضتني مرارا و تكرارا و هذا من حصل لا شيء اخر "

اقترب روميو منها و انحنى ليصل إلى مستواها و هو ينظر الى داخل عينيها بينما يقول بصوت خافت

" اذا كيف تنخطبين لشخص اخر؟"

دفعته جوليا و وقفت بكل شموخ على عكس مشاعرها التي كانت ترتعش، توجهت نحو خزانتها تحمل ثيابها و هي تقول دون النظر اليه هذه المرة

" لمعلوماتك فقط، اكثر شيء استطيع القيام به في هذه الحياة هو التغلب على مشاعري، نعم اعترف احببتك منذ ان رايتك و كنت اظن بان قصة الحب هذه سوف تتوج بنهاية جميلة و لكن على ما يبدو ان ليست جميع قصص الحب نهايتها سعيدة كما تعلم اخلد قصص الحب التي لا تنتهي بسعادة لانها اقرب للواقع "

توجهت نحو الحمام من جديد من اجل ارتداء ملابسها لتسمعه يسأل من خلفها قبل أن تغلق الباب

" إذا هل سوف تتزوجينه؟"

اغلقت جوليا الباب خلفها و كل جسدها يرتعش، لم تتوقع أن تواجهه بهذا الوقت القريب، كانت بحاجة لبعض الوقت و لكن يبدو أن الوقت قد حان انتهت من ارتداء ملابسها و هي تدعو ان يكون قد غادر و لكن يبدون انه لن يغادر اليوم إلى ان يحصل على الاجابة التي يريدها

" إذا ؟"

" نعم بكل تاكيد سوف اتزوجه "

تحدثت جوليا بكل جدية و هي ترفع يدها اليسرى لتريه خاتم خطبتها الالماسي ذو الحجر الواحد، نظر روميو نحو الخاتم مطولا و كأنه يدرسه ام يدرس الوضع لم تفهم بالضبط و لكن سرعان ما تحدث

" هل تحاولين اثارت غيرتي جولي؟ هل تظنين بان الامر سوف ينجح؟ و انني سوف احبك مثلا؟"

ضحكت جوليا بقوة و هي تنفي برأسها عدة مرات قبل أن تجيبه

" لا لا لا انا حقا لا احاول القيام بشيء يتعلق بك، لاول مرة بحياتي افكر بعقلي لا قلبي لاول مرة افكر بشيء يخصني أنا و لا يعنيك انت و انا سوف اتزوج دان لانني اريد ان ابدا حياة هادئة، حياة لا تدور حولك"

تصنم روميو و هو يستمع لما قالته لاول مرة يشعر ببعدها عنه، لقد تشاجرا من قبل بالضبط يوم زفاف ماكس و قد ابتعدت عنه يومها، لم يعودا اصدقاءا كما كانا بل اصبحا اقرب للغرباء و لكنها كانت هناك و لكن بزواجها هذا يعلم ان كل شيء سوف ينتهي و إلى الابد

" انت... "

عندما حاول التحدث اوقفته جوليا و هي تقول بنبرة جادة لم يسمعها منها من قبل

" لا تفعل، الحديث لن يفيد انت قلتها من قبل لا يوجد نحن، انت اشفقت علي و انا من فهمت الامر بشكل خاطىء سذاجة اطفال ماذا نفعل لذلك لا تفكر بهذا الامر مجددا انا سوف اتخطاك و انا الان افعل ذلك لذلك لا تفكر بشيء فقط عش حياتك، عش الحياة التي تريد ، حياة لا وجود لجوليا بها"

حياة لا وجود لجوليا بها ؟ لماذا استصعب هذه الكلمات للغاية؟ و كانه قد طعنته بخنجر وسط قلبه لماذا جرح من كلامها للغاية؟

ابتسمت له جوابا و هي تنظر اليه بهدوء قبل أن تضيف

" ماذا؟ هل سوف تبقى هنا؟ "

"ما... ماذا ؟"

كان لا يزال غير مستوعب ما الذي حصل لتكرر من جديد

" اقصد هل ستنام هنا الليلة؟"

استلقى روميو على السرير و هو يجيب غامزا اياها بطريقة لعوبة محاولا كسر الجليد بينهما

" لقد تعودت ان انام على هذا السرير لسنوات، ماذا هل لا تستطيعين مقاومتي ؟"

غمزها لتبتسم و هي تقول بهدوء

" لا تهتم انت خذ الغرفة سوف انام في غرفة اخرى"

كانت على وشك الخروج ليهرع نحوها ممسكا اياها بقوة و هو ينظر اليها و كانه طفل لا يريد مفارقة والدته

" ما المشكلة لقد نمنا على نفس السرير منذ ان كنا اطفال "

" نعم هنا المشكلة نحن لسنا اطفال بعد الان و انا مخطوبة لا استطيع النوم على نفس السرير معك "

" و لكن جولي.."

دون ان تستمع لما كان سوف يقوله تركته و غادرت دون النظر خلفها دخلت غرفة اخرى و اغلقت الباب لتتكىء خلفها و هي تمسح على صدرها بهدوء بينما الدموع متجمعة بعيناها

" احسنت صنعا جولي احسنت صنعا انت قوية لا احد يستطيع ان يكسرك مجددا احسنت صنعا"

مسحت دموعها و توجهت الى السرير بغرفة الضيوف لتتكور فوقه محاولة النوم بينما بقي روميو مصدوما مما حصل.

عندما كان باحد سهراته المعتادة سمع من اصدقاءه ان اليوم حفلة خطوبة دان من جوليا لم يستوعب بالاول الأمر و لكنه لم يستطع ان يبقى مكانه و قرر أن يذهب إليها، عندما وصل كان البيت هادئا لذلك قرر الدخول إلى غرفتها من الشرفة كما اعتاد ان يفعل دائما و كانت وقتها تستحم لذلك ظل ينتظرها

و الان ها هي تغادر بعد ان قطعت كل شيء بينهما، صداقة كانت ام حبا ام اي شيءٍ لقد انهت كل شيء بطريقة مباشرة او غير مباشرة

توجه الى سريرها جلس فوقه و نظر الى الطاولة بجانبه ليكتشف انها قد ازالت صورتهما معا من هناك، لقد وضعتها منذ ان كانا أطفالا و الان لا شيءٍ مجرد إطار فارغ لا غير

هل مسحته من حياتها حقا؟ يجب أن يكون سعيدا اليس كذلك؟ إذا لماذا يشعر بالحزن؟ لم يشعر بالحزن منذ ان غادرت والدته و الان يشعر و كأن قلبه يعتصر. لم يستطع أن ينام بسريرها غادر البيت دون ان ينظر خلفه و هو يحاول استيعاب كل ما يحدث

* انتهاء الفلاش باك*

" جولي هل انت تمزحين؟ ارجوك أخبريني بانك تمزحين "

خرجت جوليا من شرودها على صوت هيرا التي تمتمت بعدم تصديق و هي تقترب من جوليا اكثر ثم امسكت بيدها تتأكد و لكن الاخرى لم تفعل شيء سوى إكمال ابتسامتها و هي تضيف

" لماذا قد امزح بأمر مثل هذا ؟"

" هل روميو لديه خبر؟"

و قبل ان تتحدث جوليا فتح باب غرفة ماري و دخل ماكس الذي كان ينظر بالارجاء بينما كانت احد الخدم تقف امام الباب لتفهم الفتيات سبب قدومه. أشارت ماري نحو الينا النائمة ليقلب ماكس عينيه و هو يقترب منها

" انهضي الينا هيا "

تململت الينا بنومها و نظرت اليه بعيون شبه مغلقة قبل ان ترفع يديها امامه كالطفلة و هي تهمس بصوت يحمل بحة النوم

" انا جد متعبة ماكسي "

شتم ماكس بصوت منخفض و هو ينحني ليمحلها بين ذراعيه بينما يتوجه خارج غرفة ماري لتضع الينا رأسها بعنقه منستنشقة عطره الذي اصبح نوعا ما العطر المفضل لها

" هل انت دب ام ماذا؟ لماذا تنامين بكل مكان ؟"

" النوم فن ماكس و أنا أقدره "

تمتمت بصوت شبه منخفض و هي تغمض عيناها مجددا لتعود الى النوم بينما توجه ماكس الى جناحهما ليضعها فوق السرير و وضع الغطاء فوقها و هو يتحدث

" لدي عمل سأقوم به و عندما اعود سنتحدث "

الينا التي كانت غارقة بالنوم لم تهتم كثيرا لما كان يقوله و اكملت نومها بسلام

نزل ماكس الدرج ليسمع اصواتا كثيرة من صالة الألعاب، توجه الى هناك ليجد روميو يقف امام جوليا و هو ينظر اليها بنظرات قاتلة بينما يتحدث بصوت يحمل الغضب و السخرية فبعد ان اخذ ماكس الينا دخل روميو و فعل المثل مع جوليا

" هل تتحديني جوليا ؟"

" هل انت الذي تتحداني روميو؟ ما الذي كنت تظنه؟ هل كنت تظن بأنني امزح عندما أخبرتك عن الخطوبة البارحة؟"

" انت لا يمكن لك القيام بذلك اتسمعين؟"

رفعت جوليا يدها امامه بتحد و هي تظهر له خاتم خطوبتها بينما تجيبه بصوت ساخر

" لمعلوماتك عزيزي لقد قمت بالامر و انتهيت "

ابتسم روميو ابتسامته الشيطانية ثم اقترب منها ليمسك بيدها و يزيل الخاتم من اصبعها غير مهتم لصراخها و تخبطها بين يديه و هي تحاول الابتعاد

" هذا الخاتم الذي تفتخرين به لا يعني اي شيء اتسمعين؟"

تحدث روميو و هو يظهر الخاتم امامها بينما كانت جوليا تمسك بيدها متؤلمة بسبب طريقة الهمجية لازالة الخاتم من يدها

" هل انت مجنون؟ هل فقدت عقلك؟"

" من اخبرك بأنني عاقل لكي افقده من الاساس ؟"

" صحيح لا احد اخبرني لانك بالاصل لا تملك عقلا و الان اعطني الخاتم حالا "

ضحك روميو بتحد و هو يتوجه الى النافذة بينما كانت جوليا تنفي برأسها و لكن دون ان يهتم لها فتح النافذة و القى الخاتم بعيدا ثم وضع يده فوق فمه و هو يقول بأسف مصطنع

" اوبس لقد وقع "

" روميو وغد بروفاسي ما الذي فعلته ؟"

رفع روميو كتفيه بعدم اهتمام مما جعل جوليا تفقد اعصابها و تقترب منه بكل جنون ثم صفعته بقوة جعلت من وجهه يدور الى الجهة الأخرى، توقفت تتنفس بغضب و هي تنظر اليه و لكن على عكس توقعها أمسكها من شعرها مقربا اياها منه ليقبلها بقوة مما جعل جميع من بالغرفة ينظر اليهما بعدم تصديق

" انا اكرهك روميو "

تمتمت جوليا من بين دموعها و هي تمسح شفتها بيدها بينما مرر روميو لسانه فوق شفته بتلذذ و هو يجيبها بكل برود

" و من طلب حبك عزيزتي اكرهي فأنا لم اخبرك بأنني احبك اساسا "

وقف فكتور بجانب ماكس و وضع يده فوق كتفه مما جعل ماكس ينظر اليه فتحدث فكتور و هو يشير الى الثنائي المجنون الموجود امامهم

" يقال بأنه لا يجب على المرء ان ينظر مطولا بعيني شخص عاشق لان لعنة العشق ستصيبه ايضا "

" أيهما العاشق ؟ و أيهما المعشوق ؟"

" علاقتهم دائما ما كانت هكذا، كلاهما عنيد و كلاهما ذو كبرياء لذلك اللعبة التي يلعبان نهايتها ستكون سيئة هذا اذا لم تكن دموية "

" كيف تعرف ذلك؟ "

" اصدق مرآة في الحياة هي العيون فهي تظهر لنا الحب النقي الذي نحتاج و اذا وجدته بعين شخص يحبك لن تستطيع ان تمنع نفسك من عدم حبه و هذا ما أصابهم و لكن من سيعترف اولا و من سينكر هذا شيء لا نعلمه "

" هيا لنذهب "

تمتمت ماكس و هو يتوجه اولا خلف عمه الذي كان يغادر ليبتسم فكتور و هو يلحق به بينما يفكر بأن امر الينا صعب للغاية فالحجر قد يلين و ماكس لن يفعل

بينما خرجت جوليا إلى الحديقة تبحث عن خاتمها و هي تبكي، لا تعلم لماذا يفعل كل هذا بها هي تحاول بكل طاقتها أن تلغيه من حياتها فهو لن يدخل اي شيء إلى حياتها ما عدا الالم

" ما الذي تفعله انت هل جننت ؟"

صرخ رونالد في وجه ابنه الذي كان يشاهد جوليا من النافذة و هي تحاول البحث عن خاتمها

" ماذا فعلت ؟"

" روميو هل جننت ام ماذا؟ ما الذي تريده من الفتاة اتركها تبحث عن سعادتها "

استدار روميو نحو والده بغضب و صرخ بينما الدموع تتجمع بعينه

" ماذا عن سعادتي أنا ؟ ماذا عني أنا يا ابي ؟"

تصنم رونالد و هو ينظر إلى ابنه فهو لم يراه بهذه الحالة من قبل، بل داىما ما ظهر بشكل الشاب المستهتر الغير مهتم بأي شيء

" روميو هل تحبها ؟"

" لا استطيع الاجابة على هذا السوال "

" لماذا بني؟ "

صمت روميو و مسح على وجهه عدة مرات محاولا ان يتماسك و العودة إلى رشده ليضع رونالد يده فوق كتف ابنه و هو يقول

" اتركها روميو، إذا لم تكن قادرا على الاعتراف بمشاعرك حتى لنفسك اتركها بني لا تعذبها معك "

" هل اتركها كما فعلت انت مع والدتي ؟ هل اتخلى عنها كما تخلت هي عنا ؟"

تشنج رونالد و هو يستمع لما قاله ابنه بينما وقف مايكل مقتربا من كلاهما و هو يقول موجها كلامه لروميو

" لا داع لان تدخل والدتك بهذا الامر روميو، الامر حاليا يتعلق بك و بجوليا إذا لم تكن قادرا على مواجهة مشاعرك و انت تخطو خطوة نحو الأمام توقف عما تفعله و اتركها لتعش حياتها لا تستطيع أن تنتظرك و انت حتى لا تعلم ما ان كنت مستعدا لان تحبها "

نظر روميو مرة اخرى نحو جوليا التي كانت قد وجدت الخاتم اخيرا بعد ان ساعدها بعض الخدم في بحثها وضعته في اصبعها و وقفت تمسح دموعها قبل أن تغادر دون النظر خلفها مقررة انها سوف تجعله يدفع الثمن

بينما روميو كان ينظر بصمت لا يعلم ماذا يفعل ، هل يريد رحيلها ام يريد بقاءها؟ نظر رونالد لابنه و هو يشعر بألمه فهو يعاني الان بسبب عدم الثقة التي تتربع قلبه بسبب تخلي والدته عنه، يشفق على ابنه فهو يعلم بان روميو يحب جوليا حتى لو انه لم يعترف بذلك.

بعد اكثر من ساعتين استيقظت الينا من النوم لتمطط جسدها فوق السرير مثل القطط قبل ان تنهض و هي تمسح وجهها متوجهة الى الحمام، استحمت و مشطت شعرها ثم غادرت الحمام و هي ترتدي المنشفة لتقابل ماكس الذي كان يدخل الغرفة

" هل استيقظت الان؟"

" كنت متعبة للغاية فلم انل قسطا كافيا من النوم ليلا و استيقظت صباحا مبكرا كما تعلم "

" هيا تجهزي لدينا حفل نحضره "

" حفل ماذا؟ هل تمزح معي؟ لماذا لم تخبرني مسبقا؟"

" اخبرتك عندما كنت نائمة "

اجاب ماكس بعدم اهتمام و هو يتوجه الى غرفة الملابس لتلحق به الينا و هي تنظر اليه بعدم تصديق قبل ان تتحدث

" اخبرتني و انا نائمة، هل تعلم ما الذي يعنيه نائمة؟ يعني انني لم استمع لحرف مما تقوله"

استدار ماكس ينظر اليها غاضبا و هو يضع قميصه الذي كان يرتديه جانبا ثم بدأ يبحث عن اخر لتقف الينا امامه و هي لا تزال تتمتم بغضب و هي بنفس الوقت تبحث عن قميص من اجله

" كان يجب ان تخبرني مسبقا هل تعلم كم من الوقت يلزمني لكي اجهز ؟"

اعطته الينا القميص الاسود مع البدلة الرمادية ثم توجهت الى خزانتها لتسقط المنشفة ارضا و بدأت ترتدي ثيابها الداخلية المتطابقة و لا تزال تتحدث و تشتم بغضب غير منتبهة الى ذلك الذي كان يطالعها بعدم فهم لكل هذه العصبية

ارتدت الينا فستانها و توجهت الى ماكس دون ان تتوقف عن الشتم بغضب لتستدير امامه و هي تبعد شعرها عن ظهرها لتقول غاضبة

" اغلق سحاب فستاني لا يزال امامي الكثير للقيام به "

اغلق ماكس سحاب فستانها لتغادر الغرفة متوجهة لترتيب مكياجها و شعرها بينما ظل ماكس خلفها ينظر بعدم تصديق لكل غضبها فبالنسبة اليه الامر لا يستحق كل هذا الغضب

بعد ما يقارب الساعة كان ماكس قد انتهى من تجهيز نفسه و يجلس امام الكمان الذي أحضرته الينا معها ينظر اليه بصمت و هو ينتظر انتهاء الينا التي الى الان لم تنته

" هل تعزف ؟"

استدار ماكس عندما سمع صوتها ليجدها جاهزة و قد بدت جميلة اكثر من المعتاد مما جعله يتوقف يتأملها لثانية قبل ان يعود تركيزه الى الكمان و هو يمسح بهدوء فوقه بينما يجيبها

" ليس بعد الان "

اقتربت الينا و عانقته من الخلف و هي تضع رأسها فوق كتفه الأيسر و هي تضيف من جديد

" هل تعرف العزف ؟"

توقف ماكس و مال برأسه ضد خاصتها و هو يجيبها بصوت حاد

" نعم من والدتي "

" هل كانت والدتك تعزف؟ انت لم تتحدث يوما عنها؟ انا حتى لا اعلم اسمها "

تنهد ماكس و هو يقف من مكانه ثم استدار نحو الينا و امسك قلادتها بهدوء بين أصابعه و هو ينظر اليها قبل ان يجيبها

" آفا سامويل بروفاسي هذا اسمها آفا "

علمت الينا بأن الحديث عن والدته ليس بشيء محبب لديه مما جعلها تقترب و تعانقه و هي تضع رأسها فوق صدره بينما تجيبه برقة

" اسم جميل للغاية احببته "

لم يجبها ماكس و ظل صامتا كعادته و لكن هذا لم يوقفها بل ابعدت راسها عن حضنه و نظرت اليه بعيون مشعة و هي تبتسم قبل ان تجيبه بصوت لطيف و هي تقبل خده بعمق

" هذا الكمان لي، أنا عازفة ماهرة للغاية أستطيع ان اعزف من اجلك ماكس "

نظر اليها ماكس و لبرهة من الوقت شاهدت الينا لمحة من اللهفة مرت في عينيه و لكنه كان قد طردها بنفس السرعة التي ظهرت بها و هو يبعدها عنه بينما يتحدث

" هيا سنتأخر "

لحقت به الينا و هي تضع يدها في يديه متوجهة الى الخارج و لكنها لم تجد احدا مما جعلها تتعجب و لكن ماكس الذي فهم ما الذي تبحث عنه اجابها و هو يفتح باب سيارته بينما فتح ليو الباب لها من الجهة الاخرى

" لقد ذهب الجميع قبلنا لاننا متأخرين بسببك "

" لو انك اعطيتني خبر ما كنت لاتاخر، شكرا ليو "

اجابت الينا ماكس و هي تصعد السيارة ثم استدارت تشكر ليو الذي كان يغلق الباب خلفها بعد ان صعدت ليحرك الثاني راسه بإحترام و سرعان ما تحرك ماكس بسيارته نحو الحفل الذي قال عنه

" يا له من قصر جميل "

نظر ماكس نحو الينا التي كانت تنظر الى القصر بإعجاب ثم دخل الاثنين بهدوء ليقترب احد الاشخاص مرحبا بماكس و لصدمة الينا عانق ماكس الشخص الثاني و هو يرحب به كذلك

" بلاك اعرفك هذه الينا ماكسيمس بروفاسي زوجتي "

مدت الينا الى الشخص الوسيم الذي يقف مقابلها ليصافحها الاخر و يال العجب هذا الشخص يشبه زوجها بشيء هو بارد كذلك و لا يبتسم

" الينا هذا بلاك روجر صديقي "

" تشرفت بمعرفتك سيد روجر "

اومىء بلاك و هو يصافحها برسمية و لكن سرعان ما ارتسمت ابتسامة فوق شفتيه بمجرد سماعه لصوت المرأة الجميلة التي كانت تقترب منهم

" بيبي كم مرة اخبرك بانه لا يجب اخافت الضيوف بوجهك الجامد ذلك "

عانق بلاك ايما التي وقفت بجانبه ثم قبل عنقها بعمق مستمتعا برائحتها التي دائما ما كانت السبب بتعلقه بها اكثر بينما ابتسمت ايما و هي ترحب بالينا و ماكس بكل حماس

" تشرفت برؤيتك مجددا ماكس، بالرغم من انك صديق بلاك الا اننا لا نلتقي كثيرا "

نظر ماكس نحو ايما و اومىء براسه مما جعل الينا تقلب عيناها بعيدا فحقا هو قطب جليدي

" لا تهتمي له بالمناسبة انا الينا ماكسيمس بروفاسي زوجته "

" و انا ايما بلاك روجر زوجة هذا الوسيم البارد "

تحدثت ايما بصوت ساخر على بلاك الذي رفع حاجبه بسبب وصفها له ثم قبلته بخفة فوق شفتيه لتتغير ملامحه بثانية واحدة مما جعل الينا تنظر الى ماكس بحسرة فمن المستحيل ان يصل ماكس الى هذا الوضع بعيدا عن الابتسامة هو لا يتحدث او يتفاعل مع الآخرين حتى

" امي هيا متى سوف نقطع الكعك "

قاطع شرود الينا صوت طفل صغير كان يحتضن قدمي ايما و هو ينظر اليها نظرات جرو صغير بينما يبرز شفتيه السفلية بطريقة درامية جعلتها تشعر برغبة في عضه

" يا قلب امك انت سنقطعها الان فقد حضر عمك ماكس و زوجته هيا رحب بهم "

استدار ايثان ينظر الى ماكس و الينا بحماس قبل ان يتحدث

" انت الروبوت الذي لا يشعر بتاتا اليس كذلك ؟"

" ايثان "

صرخت ايما بطفلها بينما نظرت الينا بصدمة بين الطفل و ماكس الذي لم يظهر اي رد فعل ليرفع الصغير كتفيه بملل و هو يجيب

" عمي سيب من يقول ذلك و ليس انا "

" بلاك تحدث مع ابنك "

رفع بلاك ايثان و قبله عدة مرات ثم تحدث بجدية

" اسمه العم ماكس "

" اسف ماكس و لكن من الجميلة التي بجانبك ؟"

نظر ماكس نحو الينا التي ضحكت بقوة و هي تستمع لكلام ايثان مما جعل غمازتها تظهر و مثل كل مرة شرد ماكس بها و هو يشاهد كيف كانت غمازتها تظهر عندما تبتسم و كيف تختفي

" بني فلتهدأ قليلا هذه العمة الينا زوجة عمك ماكس اتسمع ما قلته؟ عمتك الينا "

كررت ايما و هي تضغط على كلمة عمة و لكن ايثان لم يهتم كثيرا و هو ينزل من حضن والده و يقترب من الينا ليمسك بيدها و يقبلها بنبل و هو يجيبها

" انا ايثان بلاك روجر صاحب عيد الميلاد "

" تشرفت بمعرفتك أيها الوسيم "

تحدثت الينا بنفس الطريقة و هي تنحني كالأميرات امام ايثان الذي تحمس كثيرا و هو يعانق قدميها بينما يقول لوالده بجدية

" ابي انا اريدها ارجوووووك "

نظر ماكس و بلاك الى بعضهما البعض قبل ان يسحب بلاك ابنه و هو يقول بجدية

" هذه اخذها عمك ماكس عزيزي فلنبحث عن واحدة اخرى بسنك ما رايك ؟"

نفى ايثان و هو يشير نحو الينا من جديد بينما يكرر بغضب طفولي

" لا انا أريد الينا عيونها جميلة للغاية، الم تخبرني بأن كل ما اريده هو لي؟"

" هل رأيت دلالك الزائد ماذا يفعل بلاك ؟"

تحدثت ايما بعدم تصديق تعاتب زوجها بينما قلب بلاك عينيه ثم نظر نحو ماكس الذي اليا كان يضع يده حول خصر الينا بتملك دون ان يعلم حتى السبب ليسأله بلاك

" ماكس ما رأيك بانجاب طفلة ذات أعين جميلة من اجل صغيري ؟"

" هل تظنني مصنع من اجل ارضاء طفلك ؟"

ظل ماكس و بلاك يتبادلان النظرات الباردة المعتادة قبل ان يقاطعهم صوت طفل اصغر يبكي و الذي كانت المربية تقترب و هي تحمله لتأخذه ايما بسرعة

" ما به ؟"

" استيقظ بسبب الضجة و لم يستطع العودة الى النوم مجددا "

" ما هو عملك اذا لم تستطيعي ان توقفي بكاءه "

تحدث بلاك بغضب و هو يمرر اصبعه فوق خد صغيره الذي كان بحضن والدته متمسكا بها و قد بدأ بكاءه يهدأ

" توقف بلاكي يكفي، حسنا بما ان الجميع هنا لنذهب من اجل تقطيع الكعك "

نزل ايثان من حضن والده من جديد و اقترب من الينا يمسك بيدها و هو يسحبها خلفه الى الداخل بينما يتحدث بحماس

" لقد احضر لي جدي كعكة عيد الميلاد الذي طلبتها انها رائعة "

لحقت الينا بإيثان بينما لحقتها ايما مع جونيور و كان ماكس و بلاك يقتربان من الخلف ليتحدث بلاك بهدوء

" اذا هذه هي الينا "

" ممم "

همهم ماكس و هو يشاهد الينا التي كانت تتحدث و تضحك مع ايثان بانسجام ليضيف بلاك

" اذا هل مشاعرك عادة كليا ؟"

" لا "

" و يقولون عني بارد "

تمتم بلاك و هو ينظر الى ماكس بعيون جامدة قبل ان يضيف بجدية

" ما الذي تشعره عند رؤيتها؟ لا تكذب فأنا تعلم بأنني قادر على كشفك "

نظر ماكس نحو بلاك و ابتسم ابتسامته الجامدة ثم استدار نحو الينا قبل ان يهمس بصوت لا حياة به

" رغبة بقتلها "

ابتسم بلاك و هو ينظر بين ماكس و الينا التي كانت تلاعب طفله ليضع يده فوق كتف صديقه و هو يجيبه

" هل تعلم السبب؟"

لم يستدر ماكس الى بلاك و لكنه كانت ينتظر الاجابة ليضيف بلاك بكل برود

" ترغب بقتلها لأنها تخرج الاشياء التي لا ترغب بها، هي تغيرك و انت لا تريد التغيير "

انتهى الحفل على خير و بصعوبة بالغة ترك ايثان الينا تذهب بعد ان وعده والده انها سوف تنجب له طفلة ذات أعين جميلة كخاصة امها من اجله و اقتنع مخبرا اياها ان هذا هو هدية عيد ميلاده و سوف ينتظر ذلك اليوم على احر من الجمر

بعد الاحتفال بعيد ميلاد ايثان و عودتهم الى القصر كانت الينا ترتدي سترة ماكس فوق كتفيها بعد ان شعرت بالبرد، دخل الجميع و قد كانوا يتحدثون عن كيف كان الحفل جميلا و فخما ليس و كأنه مجرد عيد ميلاد لطفل

" ريا اعطيني هاتفي من السترة "

تحدث ماكس و هو يمسح وجهه لتتصلب الينا التي كانت تضحك و هي تسمع الاسم الذي ناداها به، نظرت حولها لتجد الاخرين يتفادون النظر اليها ثم نظرت اليه

" عفوا؟ ما الاسم الذي ناديتني به قبل قليل ؟"

نظر ماكس نحو الينا التي كان وجهها يحمل خيبة امل و صدمة ثم نظر الى الباقيين الذين ينظرون بعيدا ليعيد ببرود

" الينا قلت اعطيني هاتفي "

ابعدت الينا السترة من فوق كتفيها و رمتها ارضا ثم دعست فوقها و اقتربت من ماكس اكثر و هي تصرخ بينما شرارات الغضب تظهر من صوتها و عيناها

" لا لا ليس الينا بل ما اللعنة الذي ناديتني بها قبل ثواني"

" عادة لسان ماذا افعل؟"

تحدث ماكس ببرود و توجه يحمل سترته و ينفضها بسبب دعسها فوقها ثم غادر تاركا اياها تنظر خلفه بصمت لتقترب منها ماري و تضع يدها فوق كتفها

" الينا اهدئي عزيزتي "

" من تكون هاته؟"

" الينا.."

حاولت ماري تهداتها و لكن اخر شيء كانت تريده حاليا كان الهدوء استدارت تنظر الى ماري بغضب مطلق و هي تكرر

" سألت من تكون ؟"

" بالحقيقة هي عاهرة ماكس المعتادة "

اجابت هيرا مما جعل الينا تنظر اليها بصمت و هي تفكر هل قارنها بالعاهرة قبل قليل

" ليس بالامر الجدي إلينا "

" لقد ناداني باسم عاهرته و انت تقولين ليس بالامر الجدي حقا هيرا "

اقتربت ماري و امسكت الينا من كتفيها جعلتها تنظر اليها قبل ان تتحدث بجدية

" انظري الي جيدا إلينا الغضب لن يغير شيء، الجميع لديهم عاهرات و هذا ليس بالسر او الامر الذي لم تكوني تعرفينه و لكن لا تنسي بأنك الينا بروفاسي لا تفقدي أعصابك ليس الان "

" افقد اعصابي؟ لن أفعل صدقيني لست انا من ستفقد أعصابها "

ابعدت الينا يدي ماري و توجهت الى غرفتها لتجد ماكس يتحدث بالهاتف و هو لا يرتدي سوى سروال بجامته لتتوجه الى الغرفة المقابلة لتغيير ثيابها و بدون قصد سمعت نفس الاسم من جديد من ماكس الذي كان على ما يبدو يتحدث مع ريا تلك الان

" لن اكون الينا بروفاسي اذا لم اجعلك تبلع كلماتك هاته انتظر و سوف ترى ماذا سوف افعل "

ارتدت ثياب نومها و مسحت مكياجها ثم توجهت الى السرير لتنام بهدوء بينما ماكس الذي كان يتابعها ظل يعقد حاجباه عن سبب عدم غضبها و كيف سيطرة على نفسها بهاته السهولة و هو الذي كان يفكر بجعلها تكرهه قبل ان تفكر بحبه

" اغلقي "

اغلق ماكس الهاتف بوجه ريا دون او يضيف حرف و توجه الى السرير ليستلقي و على عكس الينا النائمة ظل يفكر لفترة من الوقت الى ان اغمض عينيه

" أمي هل سوف تحبين اخي الصغير اكثر مني؟"

قبلته والدته بحب و هي تعانقه بحنان بينما تجيبه

" لن يأخذ احد مكانك بقلبي ماكس، انت صغيري الاول و قرة عيني انا قادرة على التخلي عن حياتي من اجلك كما سأفعل من اجل اخيك"

" اذا انت لن تتوقفي عن حبي ؟"

قرصت والدته خديه و هي تضحك ليضحك ماكس بفرح معها و هو يسمعها تجيبه

" و هل يتوقف احد عن التنفس؟"

عانق ماكس والدته بقوة لتسقط لعبته فتوجه لكي يحضرها و لم يكن يعلم بأن تلك تكون اخر مرة سوف يرى والدته بها و لسبب غير معروف شاهد ماكس وجه امه يتحول الى وجه الينا التي تم قتلها امام عينيه بنفس الطريقة و هي تنظر اليه بعيون دامعة بينما هو ينظر اليها من مكانه لا يعلم ما الذي يجب ان يفعله بينما هي تنظر اليه نفس النظرة الاخيرة التي رمقته بها والدته

" الينا لا لا الينا ليس انت ايضا الينا.."

" ماكس ماكس استفق انت تحلم ماكس "

استيقظ ماكس على صراخ الينا التي كانت تجلس بجانبه و هي تحركه لينظر حوله عدة مرات محاولا التحقق من ما اذا كان مستيقظا ام لا، مسح ماكس وجهه عدة مرات قبل ان يجلس مكانه

" ماكس هل انت بخير ؟"

" ما دخلك ؟"

تحدث ماكس و هو يبتعد عن الينا التي جلست خلفه و وضعت يدها فوق السرير مما جعلها ترمش بعدم تصديق فهي لم تقصد اي شيء فقط أرادت الاطمئنان عليه فقد استيقظت على صوت نحيبه و كأنه كان يتألم في منامه بل حتى انه صرخ باسمها هي متأكدة من ذلك

توجه ماكس الى الحمام و بدأ يغسل وجهه عدة مرات يريد التأكد من ان ما رآه مجرد حلم و لكن ماذا لو تحول الى حقيقة؟ حبها له سيجلب موتها؟ هل هو قادر على تحمل فكرة موتها ؟ هل يستطيع ان يعيش فكرة خسارة الينا بعد ان خسر والديه؟

عندما غادر الحمام لم يجدها بالغرفة و لكنه لم يهتم، لا يجب ان يهتم فهي تتأثر بكل صغيرة و كبيرة يقوم بها و هذا سيؤدي الى موتها حرفيا نزل الى الحديقة حيث كان الجميع مجتمعين حول طاولة الافطار ليجلس مكانه و لم يبدل اي مجهود لكي ينظر نحوها بالرغم من انه قد شعر بها تنظر اليه طوال الوقت

" الينا هيا نذهب "

تحدثت هيرا و هي تقف من مكانها قبل ان تتوجه لكي تقبل خد والده بحب ثم قبلت خد اخيها روميو متجاهلة ديمن الذي كان ينظر اليها نظرات قاتلة ليسألها اخيرا

" إلى أين ؟"

تجاهلت هيرا الاجابة على السؤال الذي طرحه خطيبها المحترم بينما الينا كانت تنتظر ان يقوم ماكس بأي رد فعل و لكن لا شيء، اذا حان وقت الانتقام لماذا تفكر مرتين

" سيذهبان من اجل التسجيل بالجامعة "

" لماذا لم تخبريني ؟"

مجددا تجاهلت هيرا الاجابة على سؤال ديمن بينما فكتور قرر ان لا يجيب مجددا فهو ليس آلة للجواب بينهما لتقترب الينا من زوجها بمكر ثم قبلت خده و هي تتحدث

" انا سأتأخر ستيف "

توقف ماكس عن الاكل و رفع راسه من على طبقه لينظر إليها و هي تضع نظارتها الشمسية بينما قام الجميع بالتوقف عن ما كانوا يقومون به و نظروا نحو الينا بصدمة فهذا شيء سيجلب نهايتها حقا

" ماذا دعوتني قبل قليل؟"

تحدث ماكس بصوت جامد بينما الينا رمشة ببراءة مصطنعة و هي تضع يدها فوق فمها بينما تجيبه

" اوبس عادة لسان "

ثم غادرت تاركة اياه ينظر خلفها بعدم فهم قبل ان يوجه سؤاله لمن كانوا على الطاولة

" عادة لسان ؟ هل قالت عادة لسان؟"

اومىء ديمن و روميو بكل هدوء بينما قام عمه مايكل بالتحدث بكل ثبات و هو يشرب من كأس قهوته

" ماكس "

متجاهلا الجميع كما يفعل عادةً توجه ماكس خلف الينا و هو يناديها

" انت تعالي الى هنا من يكون ستيف ؟"

استدار ينظر الى الباقي و هو يسأل متاكدا مرة اخرى

" قالت ستيف اليس كذلك ؟"

" نعم cugino"

اكد ديمن بينما اضاف روميو بكل هدوء

" لقد قالت عادة لسان يا ماكس "

" عادة اليس كذلك ؟"

اوما الباقي ليحرك ماكس عنقه يمينا و يسارا و هو يجيب بكل برود

" اريد معرفة من هذا العادة التي لديها لنقطعها "

" كما تدين تدان ماكس انت من بدأت اللعب هل نسيت؟"

اجاب فكتور و هو يقف من مكانه و يحمل سترته ليرتديها بكل هدوء ليتوقف ماكس مكانه لثانية، اغمض عينيه ثم تنفس بعمق و فتح عينيه من جديد ليعود الى طبيعته الباردة من جديد.

بعد ان انتهت الينا من التسجيل في الجامعة شعبة الفنون الجميلة توجهت مع هيرا نحو احد المقاهي و بعدها الى التسوق و عادة بوقت متأخر و لكنها كانت مستمتعة ، لانه بالرغم من عدد الحراس الذي كان حولهم الا انها كانت تشعر بأنها حرة على عكس ما كانت عليه طوال حياتها

عادت الينا مع هيرا و كلتاهما تضحك بسعادة و هما يتحدثان لتختفي ابتسامة هيرا و هي تشاهد ديمن يحمل حقيبة هو و روميو و يتوجهان الى سيارة روميو

" ما الذي يحصل؟"

سألت الينا و هي تشاهد تغير حالة هيرا التي عضت شفتها السفلية بقوة قبل ان تفتح فمها لتتحدث

" لديهم عملية جديدة على ما يبدو"

" عملية ماذا؟"

" لا اعلم و لكن على ما يبدو الأمر جدي هذه المرة "

تمتمت هيرا و هي تقترب من روميو و ديمن، و بمجرد ان لمحها ديمن ابتسم ابتسامته المشاغبة و هو يفتح يديه لها مما جعلها تركض نحوه مسقطة الحقائب التي كانت تحمل لتتعلق به بقوة و هي تعانقه

" اهتم بنفسك ديم "

" بالطبع سوف افعل ماذا تتوقعين مني "

نظرت إلى عينيه نظرة حزينة ثم اقتربت منه مجددا معانقة اياه بقوة ثم همست بصوت يسمعه فقط هو

" أنا احبك ديم "

تصلب جسده بسبب ما قالته و لكنه لم يجبها شد العناق اكثر و هو يدفن راسه بشعرها الطويل الذي يحبه للغاية

شعرت الينا بأن الأمر جدي للغاية خصوصا بعد ان لاحظت خروج فكتور ايضا و هو يحمل حقيبته ليغمز لها فكتور و هو يقول

" انه ينتظرك بالجناح "

توجهت الينا نحو غرفتها و هي ترفع رأسها عاليا مقررة بأنها لن تبكي و لن تتأثر، هي تعلم بأنه و مع الأسف قد أحبته، بالرغم من انه لم يعطيها سبب لم تفعل الا انها فعلت و مع الاسف قلبها أحبه قبل ان تعلم

فتحت باب جناحها لتجد حقيبة صغيرة موضوعة امام الباب لتضع أغراضها ارضا و تقدمت الى داخل غرفة النوم لتجد باب الشرفة مفتوح مما جعلها تعلم بأنه هناك، تنفست بعمق و توجهت اليه

كان يعطيها ظهره مما أعطاها فرصة لكي تتأمله من مكانها، تفكر بأنها غبية فعوضا عن جعله يحبها كانت هي من تحبه بلعت الغصة التي بحلقها لتسمعه يقول بصوت جامد دون الالتفات لها حتى

" هل ستبكين عند موتي ؟"

اقتربت الينا منه و وقفت بجانبه و هي تنظر الى الامام كما كان يفعل، اغمضت عيناها قبل ان تجيبه

" لن افعل "

استدار ماكس و نظر اليها لدقيقة كاملة قبل ان يتوجه الى داخل الغرفة دون ان يضيف حرفا و لكنه توقف و هو بطريقه لمغادرة الغرفة عندما سمعها تتحدث خلفه

" الن تسالني عن السبب؟"

استدار ماكس ينظر اليها بكل هدوء ليشاهد كيف كانت ملامح الحزن تحتل ملامح وجهها

" سبب ماذا ؟"

اقتربت الينا خطوة و هي تضيف

" لماذا لن ابكي بعد موتك؟"

" واضح لا حاجة لان اسال"

" اريدك ان تسألني ماكس "

اصرارها جعل ماكس يرمش بعدم فهم و قام بما ارادته سألها

" لماذا لن تبكي بعد موتي il mio؟"

ابتسمت الينا ابتسامة حزينة حيث لم تظهر غمازتها بينما كانت تقترب منه لتقف امامه مباشرة و هو يتابع كل حركة تقوم بها الى ان وضعت يده على قلبها و هي تجيبه

" لن ابكي لان هذا القلب لا يستطيع ان يحيى بعد موتك"

فتح ماكس عيناه بصدمة لتقترب الينا نحوه اكثر ثم وضعت يدها الاخرى على خده و هي تقول بثقة

" هذا القلب العنيد قد وقع بفخ حب محرم، حبي للعدو، حبي لك حب مظلم لا بداية له و لا نهاية فبوجودك انا احيى و بموتك انا اموت "

اقتربت منه و قبلته برقة ليعود خطوة للخلف ينظر بعدم فهم و كأنه غير قادر على استيعاب ما سمعه قبل قليل

" السؤال الان، هل انت ستبكي عند موتي ماكس"

رمش ماكس لثوان و كانه يخرج من صدمة ما سمعه قبل ان يجيبها بصوت بارد

" انا لا ابكي إلينا "

ابتسمت إلينا بكل ثقة و هي تجيبه

" ستفعل عند موتي ستبكي وقتها يا ماكس هذا وعدي لك"

ظل ماكس ينظر لها صامت ثم تابع طريقه الى الخارج ليحمل حقيبته و يغادر دون النظر خلفه

توجه نحو الصالة ليجد فكتور يقف بجانب ليليا التي كانت تبكي و هي تحمل حقيبة صغيرة بينما الخدم يدخلون باقي اغراضها

" هيا ليليا سوف اريك الغرفة "

نظرت ليليا نحو فكتور بغضب تام و هي كارهة فكرة انها قد تزوجته صباحا عند مكتب الزواج دون فستان او اي شيء، الامر المزعج انه قد حضر اليوم صباحا نحو منزلها مخبرا اهلها انه يجب ان يتم الزواج اليوم و لا داع لاي تجهيزات سوف يقومون بالتجهيزات اللازمة عند العودة للإعلان عن الزواج

توجهت مع فكتور و هي ترتدي فستانا اسودا و جلست على الكرسي و دموعها تتساقط بصمت لا تستطيع ايقافها لم تستوعب اياً مما حصل كل ما انتبهت له كان وضع فكتور القلم بيدها لكي توقع مما فعلت بصمت ثم أدارها نحوه وضع كلتا يديه فوق خديها و صفن في عيناها للحظة ينظر إليها و كأنه يغرق ببحار عيونها قبل أن يتحدث بصوت دافىء

" كل النساء التي قابلتهن في حياتي كن جميلات و كاملات و مناسبات لكنهن ليس انت "

قبل ان تستوعب ليليا كلامه اقترب مقبلا شفتيها برقة لا تعكس مظهره و لا شكله، و بهذا يكون زواج فكتور و ليليا قد حصل ارادت ذلك ام رفضت الان هي ليليا فكتور بروفاسي.

" لماذا انت صافنة هيا تحركي يجب أن أغادر بعد قليل "

اخرجها صوت فكتور من شرودها لتلحق به و هي تنظر إلى يديها دون ان ترفع راسها حتى

" رتبي اغراضك كما تريدين هذه غرفتك بعد الان تستطيعين تغيير اي شيء تريدين بالغرفة فهي غرفة بالاخير "

" غرفتي؟ هل جننت؟ تتصرف و كأن شيءا لم يحصل انت قتلت اختي و تزوجت بي دون موافقتي هل تستطيع أن تستوعب الوضع الذي نحن بداخله ؟"

"و اذا؟"

"و اذا و اذا هل جننت ؟"

لم يجبها فكتور فقط توجه يغادر الغرفة ليسمعها تقول خلفه

" حاول إلا تموت بهذه المهمة فكتور لانني ساقتلك بيدي ثق بي "

" لا اثق باحد سوى نفسي و لكن حظا طيبا "

لما يقارب الشهر لم يصل اي خبر عن اي شخص منهم، كانت الينا تنتظر بصبر وصول اي خبر قد يجعلها تطمئن و لكن لا شيء، كل ليلة كانت تنام مرتدية قميصه و هي تعانق قدميها فوق السرير الذي كان يظهر بالنسبة اليها موحشا للغاية

بينما كانت ليليا غير قادرة على ان تتعود على فكرة عيشها في منزل قاتل اختها، حتى لو كان قصرا كانت لا تزال تشعر بالاختناق. لم تغير اي شيء بغرفته بل لم تلمس اي شيء، قامت الخادمة بترتيب ملابسها و اغراضها غير ذلك كانت تبقى بغرفتها او لنقل غرفة زوجها طوال الوقت. حتى الاكل كانت تأكل بغرفتها لا تريد ان تلتقي بأي احد

بالنسبة لماري فقد غادرت الى نيويورك من جديد بنفس يوم زواج فكتور، و قد استقبلها حبيبها ليون غياردو بالمطار. كانت ماري تعيش اسعد ايام حياتها مع ليون الذي كان يفعل المستحيل لجعلها تقع بحبه اكثر فأكثر و هي كانت مستسلمة لكل ما يحصل لا تعلم ما الذي يخبئه لها المستقبل

بالنسبة لهيرا فقد كانت تحاول أن تسلي نفسها مع الينا معضم الوقت لا تريد التفكير فيما قد يحصل بهذه المهمة، والدها، اخوها، عمها، ابناء أعمامها و الاهم الشخص الذي تحبه بهذه المهمة لذلك تحاول فعل اي شيء لكي لا تفكر بالامر و بما ان الجامعة قد بدات و هي تريد أن تصبح عارضة ازياء فهي كانت تسلي وقتها بالتدرب معضم الوقت.

بأحد الايام كانت تجلس الينا بجانب هيرا التي وضعت طبقا من الفواكه أمامها و هي تبتسم لها

" كلي شيء عزيزتي "

نظرت الينا الى الطبق و حملت قطعة من التفاح و لكنها لم تضعها بفمها بل ظلت تنظر اليها بحزن قبل ان تهمس ببحة حزينة

" ماذا لو كان كرهي له حبا ؟ ماذا لو كنت اخدع نفسي فقط؟ ماذا لو انني تعلقت به دون ان اعلم ؟"

" يا الهي الينا "

تحدثت هيرا بحزن و هي تستمع لما تقوله صديقتها لترفع الينا رأسها فظهر وجهها حيث كانت دموعها تبلل خديها و هي تضيف

" اعلم .. اعلم و لكنني لا استطيع منع نفسي ماذا أفعل ؟"

هيرا التي كانت تجلس بجانبها من الجهة الاخرى عانقتها و هي تجيبها

" لا استطيع ان انصحك فكما تعلمين حالتي مع الحب سيئة "

" هل.. هل يجب ان ابتعد؟ هو لا يريد ان احبه؟ "

" ماكس لن يسمح بابتعادك عنه ابدا"

اكدت هيرا و هي تضع يدها فوق كتف الينا و تعيد شعرها الى الخلف

" يال حظي يريدني بجانبه لان معي فقط يستطيع ان يشعر "

" الينا "

" هو يستطيع ان يشعر بكل شيء معي ما عدا الحب ماذا أفعل و انا بنفسي لا اعلم بماذا اشعر "

" فكري جيدا الينا لانك الان احببته ام كرهته هو لن يسمح برحيلك بتاتا "

اجابت هيرا و هي تنظر نحوها بجدية مما جعل دموع الينا تكمل طريقها فوق تضاريس وجهها الجميل بكل صمت

" الينا افهمي الحب بالنسبة لماكس شيء لا يقبله و هذا ليس فقط لكونه لا يشعر بل الحب كان السبب في سلبه والدته منه هو لن يقبل بتاتا ان يحبه اي احد "

عانقت هيرا الينا محاولة التخفيف عنها قليلا ثم توجهت الفتاتين لمشاهدة التلفاز لتمر ليليا بجانبهم متوجهة إلى المطبخ لتقول هيرا منادية اياها

" هل تريدين الانضمام الينا يا ترى ؟"

نظرت ليليا نحو كل من الينا و هيرا ثم نظرت بعيدا و هي تقول

" لا اريد "

ذهبت بعيدا لتنظر هيرا خلفها و هي تقول بغضب

" اقسم بانها تزعجني للغاية "

" لا تهتمي لما تفعله كثيرا لا تنسي انها هنا بدون رغبة منها استطيع أن اتفهم ذلك "

" و لكنك لم تكوني وقحة كما هي "

" هيرا لقد ماتت اختها بسبب فكتور مهما كان ما فعلته تلك المرأة فهي تبقى اختها بالأخير "

" لا يهم هيا لنتفرج الان "

مر شهر آخر و لا خبر عن اي احد، بدء القلق يحتل قلب الينا، كانت تفكر كيف كانت والدتها لا تهتم بوالدها الذي يسافر لمهمات مع المافيا و التي قد يكون ثمنها حياته

كانت الينا بدرسها مثل العادة و هي منغمسة كليا بما تقوم به تعزف مغمضة عيناها ليقترب منها احد الطلاب الذي كان يحاول التودد لها منذ ان دخلت اول يوم

" هل نذهب لشرب فنجان قهوة معا ؟"

اغمضت الينا عيناها و فتحتها و هي تتابع ما تفعله قبل ان تجيبه بكل برود

" لا اشرب قهوة "

" ما رايك بفنجان شاي ؟"

" لا احبه "

" على الاقل اعطيني رقم هاتفك و نستطيع الاتفاق على موعد ما و يمكن ان نذهب الى اي مكان تريدين ما رايك ؟"

" ليس لدي هاتف "

شعر الشخص الثاني بالغضب و الاهانة من كثرة صدها له و عندما حاول الاقتراب منها اكثر وقف ليو كالحائط امامه يمنعه من لمسها مما جعل الاخر يبلع ريقه و هو يغادر القاعة التي كانت بها الينا

يومين اخرين و لم يتوقف ذلك الشخص من التودد اليها بتاتا حيث اصبح الامر مملا للغاية فقد أصبحت تكره دخول الحصص بسببه. بأحد الامسيات كانت الينا تعود من جامعتها بعد ان تعجبت عدم وجود ذلك الشخص اليوم، بالرغم من انه مزعج الا ان غيابه جعلها تفكر بأين قد ذهب فهو كان محبوبا مع الباقيين

كانت تدخل القصر لتسمع اصوات صراخ من الجهة الشرقية من القصر و الحرس كان بعدد مضاعف عن العادة مما جعلها تضع أدواتها ارضا و هي تتوجه الى مكان الأصوات

لم يوقفها اي من الحرس بل ظلوا ثابتين و كأن الصراخ لا يهمهم و كانه لا احد يصرخ من الاساس مما جعلها تكمل طريقها بينما قلبها كان يطرق بطريقه قوية و كأنه سيتوقف بأي ثانية

بمجرد ان فتحت الباب الذي أمامها تجمدت لثانية و هي تجد ماكس الذي كان قد اختفى لما يقارب الشهرين بثياب ملطخة بالدماء و شخص خلفه مشوه بطريقة وحشية

رمشت الينا بصدمة و امتلأت عيونها بالدموع و هي ترتجف بينما كانت تنظرالى وجه الشخص الميت لتشهق عندما تعرفت عليه، هو نفس الشخص الذي كان يتودد لها و يزعجها و لكنها لم تكن تريد موته ليس بهذه الطريقة

"انت.. انت قتلته"

سقطت دمعة واحدة من عينها اليمنى و تحدثت الينا بصوت مرتعش بسبب ما راته  و هي لا تشعر بأنها بخير بتاتا، قلبها يطرق بقوة و عيونها محمرة بسبب الدموع بينما تنفسها اصبح يضيق

" اجل فعلت و سأفعل مجددا هذا أنا لا شيء قادر على ان يغيرني"

صوته الذي لا يحمل اي مشاعر ندم او حزن اخرجها من شرودها لتنظر نحوه بنظرات غير مصدقة و هي تجاهد نفسها لكي تبقى قوية و لكن بمجرد ان لمحت الجثة التي كانت مشوهة بالخلف و الدماء بكل مكان لم تستطع

ركضت الينا الى الخارج و هي تتخبط بسبب كعبها العالي و بسبب كونها لم تكن قادرة على التحرك بسبب تنفسها الذي كان يضيق اكثر فهذه كانت اول جريمة قتل مشوهة تشهدها و قد حصلت أمام عيناها

سقطت على قدميها امام بوابة القصر و بدأت تتقيء بقوة و هي تبكي فالمنظر لا يبتعد من أمام نظرها لتشعر بشخص يمسك بشعرها من الخلف لكي لا يتسخ و بالطبع كان هو زوجها

نظرت الينا اليها بعيون تحمل كل المشاعر المتلخبطة بداخلها على عكس عيونه التي لم تقم يوما بشرح ما يدور بداخله لتشاهده و هو يجلس بجانبها قبل ان ترتفع شفته العلوية بابتسامة شيطانية ساخرة و هو يهمس امامها

" ماذا حصل؟ ألم تكوني مصرة على الوقوع بحبي؟ ماذا حصل؟ اين ذهب إصرارك يا سيدة الينا ماكسيمس بروفاسي ؟"

أبعدت الينا يديه عنها فهذه حرفيا تكون اول جريمة تشهدها، و زوجها الذي انتظرت عودته بلهفة تتمنى الآن لو انه لم يعد لتنفي برأسها و هي تعود بخطوات غير ثابتة الى الخلف بينما تبكي و لآول مرة منذ قدومها كانت تبكي خوفا من ماكس

" لا تقترب مني.. انت غير آدمي... كيف فعلت ذلك؟ هل كل هذا لكي لا احبك ؟ هل كل هذا لكي أتراجع عن رأيي؟ انت من المستحيل ان تكون بشرا ماكس... انت ... حقا لست من أحببته "

" انت لا تعرفيني اصلا لكي تحبيني هذا انا il mio هذه حقيقتي "

صرخت الينا و هي لا تزال تبكي بينما تنفي برأسها بجنون و هي تجيبه بغضب منه و من نفسها كذلك

" انا أعرفك.. انا اعرفك اكثر من نفسك و اللعنة انت قمت بكل هذا من اجل ان أكرهك.. فقط لكي لا احبك قمت بكل ما قمت به .. انا لا استطيع ان افعل ذلك بعد الان... لا استطيع ان احب شخصا مثلك اتسمع.. انت لست بإنسان و بالتأكيد انت لا تستحق ان يحبك اي احد هل تسمع "


بارت جديد
احداث جديدة
توقعاتكم ؟
♥️

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro