7
*حقيقة مخفية*
"هي.. هيرا لا تفعلي.."
تحدث الفتاة التي تقف مقابل هيرا و هي تبكي و تنفي برأسها خائفة و هي تشاهد هيرا التي تقف مقابلها و هي توجه سلاحا بينما نظراتها كانت لا تحمل اي شفقة
" هيرا أتوسل اليك لا تفعلي .."
بكت الفتاة اكثر عندما شاهدت هيرا تقوم بتعبئة السلاح بكل هدوء لتشهق الفتاة برعب و هي تنفي برأسها و هي تضيف
" حسنا حسنا سوف ارحل سوف أغادر سوف ابتعد عن ديمن لا بل عن هذه المدينة .. أتوسل إليك هيرا لا تفعلي .."
سقطت دموع الفتاة و هي تشاهد ارتفاع حاجب هيرا اليسار و هي تميل برأسها قليلا لتغمض الفتاة عيناها عالمة بأن هذه نهايتها، فتحت عيناها لتشاهد ديمن يركض نحو الفتاتين بجنون نظرت اليه و هي آملة بأنه سوف يوقف الجنون الذي يحصل الان و لكن ذلك لم يدم كثيرا فصوت الرصاصة قطع اتصال أعينها مع ديمن و فجأة شعرت بالألم يخترق صدرها نظرت إلى قميصها الصوفي الأصفر الذي كان يتوسطه خرم الرصاص وسط صدرها و بقعة الدماء كانت تتوسع اكثر فأكثر لترمش عيناها ثم سقطت على ركبتيها و سرعان ما شعرت بجسدها يصطدم بالارض بقوة و آخر ما رأته كان ديمن الذي يمسكها بحضنه و هو يصرخ بوجه هيرا التي كل ما فعلته كان النظر في عيني الفتاة التي نظرت إليها اخر نظرة قبل ان تغلق عينيها مرة و إلى الابد.
صرخت هيرا بهلع و هي تستيقظ من كابوسها، لقد حصل الأمر منذ سنوات و لكنها لا تزال تشاهد هذا الحلم لا بل كابوس كل ليلة، نظرات دافني لها الأخيرة كانت نظرات انتصار، نعم هي قتلتها و لكن دافني التي انتصرت فمنذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا و ديمن يتصرف ببرود و تباعد مع هيرا، لطالما أجّل خطوبتهما و كانت تعلم السبب و لكنه لا يعلم الحقيقة هو مجرد غبي تافه يصدق ما يريده فقط
قامت من سريرها و توجهت إلى الحمام لتغسل وجهها عدة مرات، الأمر لم و لن ينتهي أبدا، ارادت اخباره الحقيقة و لكنه رفض الاستماع اليها بل لم يعطيها فرصة لتحدث حتى.
" إلى متى سوف تصبرين يا هيرا ؟ إلى متى سوف تتحملين ؟ هل يجب أن تفقدي نفسك في سبيل هذا الحب؟ الم يحن الوقت الذي تمضين قدما ؟ الم يحن الوقت لبداية جديدة ؟"
حدثت نفسها و هي تنظر إلى انعكاسها في المرآة ، لطالما ظهرت هيرا بشخصية الفتاة المدللة بالعائلة، الشخص الذي لا يهتم لاحد ما عدو نفسه، و لكن داخلها كان يتآكل لقد تعبت حقا، لقد ذبل بريقها و كل ذلك بسبب ديمن، احبته و هي طفلة و قامت ببناء حياتهما اللطيفة في خيالها و لكنها لم تعد قادرة على الاحتمال اكثر من ذلك، هو يعاقبها على ما حصل و لكنه لا يعلم الحقيقة المخفية، لا احد يعلم تلك الحقيقة سواها هي و ماكس.
قد يكون ماكس شخصا لا يشعر و لا يحس بمن حوله و لا حتى بنفسه و لكن هذا ليس ذنبه هو، فهو لم يولد هكذا، و لكن القليل فقط من سيتفهمون ذلك. منذ صغره و هو يعلم بأن حياته معرضة للخطر و ذلك بسبب الاعداء من حولهم و بسبب عملهم و عائلتهم.
كونه شخص لا يشعر جعل منه لا يثق بأحد و بنفس الوقت جعل منه شخص لا يرحم، يستطيع ان يقتل دون ان يشعر بالاسف او بالندم و لا حتى بالشفقة فطفل شاهد موت والدته الحامل على يدي جده قتلت كل شيء بداخله
و حاليا بعد موت والده و ترشحه ليكون مكان والده جعل الخطر حوله يصبح ضعفا، اي شخص سيطمح لقتله لان بمثل عالمهم كل ما يهم هو النفوذ، القوة و المال اي شيء اخر يعتبر ثانويا
كونه عاش لسنين بداخل كوابيس مقتل والدته لم يستطع ان ينام كالبشر الطبيعين، فقد كان يستيقظ كل ليلة لخمس مرات من نفس الكابوس الذي و بالرغم من مرور العديد من السنوات عليه الا انه لا يزال يطارده
كابوس حيث الطفل ماكس خرج لينقذ والدته و لكن جده قتله كذلك. كل ليلة يحلم ماكس بانه سينقذ والدته و الجنين و لكن ذلك لا ينفع، لا يحصل، حتى بحلمه لا يستطيع ايقاف و منع ذلك. هل كان افضل لو انه مات مع امه؟ هل كان ذلك ليكون افضل من هذه الحياة الباردة و الخالية من المشاعر التي يعيشها؟
و عندما كان يحلم بكابوسه مثل العادة استيقظ على يد الينا التي كانت امامه مباشرة و بدون تفكير تكون و ظهر امامه وجه جده، لم يستفق لنفسه الا بعد مدة حيث اكتشف بانه يضع يده على عنق زوجته التي كانت اسفله تحارب بكل قوتها من اجل حياتها لقد كان يخنقها بكل قوته
ما قام به خطأ و لكن من يستطيع لومه، بمثل عالمهم لا يمكن ان تثق حتى بعائلتك، و لا حتى بنفسك مما يجعل منك شخصا مستعدا للقتل قبل ان تُقتل.
بعد ان نامت الينا بخارج غرفتهم ظل ماكس مستلقي بسريره و هو يطالع السقف بجمود، كشخص لا يشعر مغادرتها لغرفتهم و سريرهم لم تحرك شيءا بداخله و لكن الفرق الوحيد انه لم يستطع العودة إلى النوم مجددا ليلتها
كان يستمع لها كيف كانت تتقلب بالخارج و يستطيع سماع صوت تنفسها العال و كأنها تحاول تهدات نفسها فقد كانت خائفة ، تنهد بعمق و استدار ليحمل دواءه المنوم لعله ينام دون حركة عاد يستلقي و يستمع لزوجته التي تقبع خارج الغرفة و لمدة ظل على حاله إلى ان اغلق عينيه بعد ان توقفت حركة الينا لفترة.
عندما استيقظ مجددا كانت الشمس قد سطعت مما يعني بانه قد نام ساعة او ساعتين فحتى الدواء لا ينفع معه و ايضا لان الينا لم تتوقف عن الحركة الا لوقت متأخر جدا و حاليا لم يكن قادرا على سماع اي حركة بالخارج مما جعله يتكهن بانها لا تزال نائمة.
وقف من السرير الذي لسبب لم يفهمه كان موحشا بدون وجود الينا به، كان ماكس قد تعود على بدأ صباحه برؤيتها و ختم يومه برؤيتها أيضا. كل صباح كان يستيقظ على جسد الينا الذي يتشبت بجسده و هي تخفي رأسها بعنقه لإبعاد اشعة الشمس من فوقها و التي تزعج نومها كما تعود كل مساء على زحفها نحوه و هي تخبىء جسدها بجسده بحثا عن الدفىء
بالرغم من العلاقة الجسدية التي تربطهم كل ليلة الا ان كلاهما يعلمان بان ذلك فقط جزء من بند الزواج الذي يجمعهم لا غير، هو و هي يمثلان ضد بعضهما البعض بكل شيء و قد اكتشف ذلك من ليو حارسها الشخصي الذي لطالما كان يوصل جميع اخبار الينا الى ماكس منذ ان تمت خطوبتهم لقد اصبحت جزءا من حياته بدون ان يعلم ذلك
خرج ماكس من غرفته الى الصالة الموجودة بجناحه و التي نامت بها الينا البارحة و لكن المفاجأة ان كل شيء كان بمكانه الا زوجته لم تكن هناك. توجه الى الحمام و فتح الباب دون طرق يبحث عنها بالداخل و لكن مجددا لا شيء، لم تكن موجودة في اي مكان بكل الجناح
خرج من جناحه و توجه نحو الاسفل حيث التقى بعميه اللذان كانا يتحدثان بقاعة القصر على طاولة الإفطار عن الاعمال فيما بينهما مع فكتور ليتوجه نحوهم و دون اي سلام سألهم
" اين الينا؟"
نظر الثلاثة نحو ماكس و علامات التعجب و عدم الفهم تظهر على وجههم ليجيبه فكتور و هو يرفع حاجبه الايسر
" هل تسألنا نحن عن زوجتك انت الينا؟"
نظر ماكس نحو ابن عمه بوجه لا يحمل اي مشاعر او ردة فعل تستطيع جعل الاخر يتكهن ما يدور بعقله مما جعل رونالد والد روميو و هيرا يضيف
" من المفترض ان تكون زوجتك بغرفتكم بهذا الوقت ماكس"
و بنفس الوجه و نفس التعابير الجامدة استدار ماكس نحو عمه هذه المرة الذي قلب عينيه فها هو ماكس يقوم بذلك مجددا، وجه بتعابير باردة لا يستطيع اي احد فهمها
" ألم تكن بغرفتكم عندما استيقظت ؟"
اضاف مايكل والد فكتور، ديمن و ماري لعل تعابير ماكس تتغير قليلا و بهذا قد يسهل عليهم فهم ما يحصل و لكن كما حصل مع رونالد و فكتور قابله ماكس بنفس التعابير و هو يجيب بلهجته الساخرة
" هل يا ترى كنت سأسأل اي احد لو انني وجدتها بالغرفة؟"
مجددا جواب بارد من شخص لا يشعر و هو يتجاوزهم الى الخارج ليقول مايكل موجها كلامه لابنه الاكبر و أخيه
" هل من المحتمل ان تكون قد هربت من القصر؟"
توقف ماكس بمكانه عندما التقط سمعه الكلام الذي نطق به عمه ليستدير ناظرا نحوه بعيون مظلمة و هو يجيب بلهجته الباردة
" لا يمكنها الهرب مني، لا احد يستطيع ذلك "
" بني.."
حاول مايكل ان يتحدث من جديد و لكن ابن اخيه العنيد كان قد غادر دون ان يستمع لما سيقوله عمه لينظر فكتور و رونالد نحو مايكل بعدم تصديق
" ابي ما الذي فعلته؟"
" ماذا فعلت أنا ؟"
" ألا تعلم بان ماكس لا يشعر ماذا لو عثر عليها و قام بشيء ما، لا احد يستطيع التدخل و بنفس الوقت الينا لا يجب ان يصيبها اي شيء، بالرغم من انها اصبحت فردا من العائلة الا انها وريثة والدها الوحيدة "
" انا لم اقصد اي شيء بكلامي "
" انت لم تقصد و لكن ماكس لا يفهم هذا "
بالخارج كان ماكس يتوجه نحو ليو الذي ما إن رآه حتى ركض نحوه و هو يساله باحترام
" سيدي هل تحتاج لشيء؟"
" الينا احتاج الينا "
تعجب ليو من ما نطق به ماكس و الذي بدوره لم يكن يحمل اي معنى خفي فهو فقط نطق ما برأسه و ذلك لا علاقة له باي مشاعر
" عفوا؟"
" اين الينا ؟"
"لا اعلم سيدي لم أراها هذا الصباح "
بنفس الوقت خرج مايكل و رونالد مع فكتور الى الخارج يقتربون من ماكس الذي يتحدث مع ليو
" ماكس ما بك؟ الن تخبرنا ؟"
" اين الينا ؟ لماذا لا اجدها ؟"
" ما قصدك ؟"
سأل فكتور متعجبا فهل هي طفلة او لعبة لكي لا يجدها ؟
" قصدي واضح، لا اجدها باي مكان"
" حسنا سنبحث عنها جميعا، بالاصل هي لا يمكن لها ان تعبر حدود القصر"
بنفس الوقت الذي كان فكتور يتحدث به مع ماكس كان احد الحراس يتحدث مع ليو من خلال السماعة اللا سلكية التي يتواصل بها جميع حراس القصر
" سيدي احد الحرس يقول بانه قد لمح السيدة الينا عندما توجهت للركض قبل ساعة بنواحي الغابة"
" ماذا؟ اللعنة"
لعن فكتور بغضب فالغابة التي توجد حول القصر هي عبارة عن متاهة و لا احد يتوجه اليها الا الاشخاص الذين يعرفونها جيدا غير ذلك ستضيع و لا احد يعلم كيف سيجدونها
" هي لا تعلم شيءا عن الغابة و قد تضيع"
" هذا اذا لم تكن ضائعة الان لقد قال منذ ساعة تقريبا "
اضاف رونالد و هو يؤكد كلام ابن اخيه لينظر ماكس نحو ليو و هو يسأله من جديد
" هل انت متاكد ليو؟"
" اجل boss فالحارس الذي رآها هو من الأشخاص الذين يراقبون جوانب القصر و لا يمكن ان يخطىء بشيء كهذا "
اومىء ماكس برأسه بهدوء ثم اخذ سلاح ليو الذي كان على خصره ليطلق رصاصة بالهواء ليتحدث مايكل و هو يضع يده على اذنه
" هل أستطيع ان افهم ما الذي تقوم به ماكس؟"
و لكن كالعادة لم يجبه ماكس بل كان يتحدث مع ليو طالبا منه جمع عدد من الحراس ليتوجهوا نحو الغابة للبحث عن الينا
" ببساطة يا ابي ماكس يحاول ان يبعث اشارة الى الينا او يحصل على اشارة منها "
اومىء مايكل بتفهم و لكن سرعان ما انضم ديمن و روميو الى الخارج و كلاهما يحمل سلاحه و حالتهم مبعثرة دلالة على استيقاظهم من النوم الآن
" ما الذي يحصل ؟ من اطلق النار؟"
سال ديمن و هو ينظر يمينًا و يسارا فالوضع طبيعي للغاية و لا شيء يدل على تعرضهم لاي هجوم او اي شيء
" بعد رؤية ما يحصل هنا شككت بنفسي فلا شيء يدل على ان شخص قد اطلق رصاصة ما قبل قليل "
اضاف ديمن موافقا على كلام ابن عمه مما جعل رونالد يقترب من الاثنين و هو ينزل أسلحتهما بينما يشرح
" ماكس من اطلق الرصاصة بالهواء و قبل ان تسالا عن اي شيء هو يبحث عن زوجته هذا كل شيء "
" هل يبحث عن زوجته بإطلاق رصاصة بالهواء؟ اذا ما الذي سيفعله عندما يجدها ؟"
تحدث روميو و هو يضع سلاحه بسرواله بينما يمسح وجهه بيديه فقد كان نائما بسلام و لكن ذلك لم يدم طويلا بسبب جنون ماكس المعتاد
" ما الذي فعله ماكس لكي تهرب زوجته يا ترى؟"
تحدث ديمن و هو يمدد جسده بخمول ليتوقف عن ما كان يقوم به و هو يشاهد ماكس الواقف امامه و الذي ينظر نحوه بتلك النظرات التي لا تريح الشخص بتاتا
" تعلم بأنني لم اقصد ذلك cugino اليس كذلك عزيزي؟"
تجاهله ماكس و هو يتوجه مع ليو و الحرس الذي تم اختيارهم الى اتجاه الغابة ليتوجه خلفه الباقي بينما كان روميو و ديمن بالخلف يسألان مايكل
" ابي اخبرني الى اين ذهبت قطة ماكس؟"
" لو انني اعلم اين ذهبت قطته كنت احضرتها لماذا ساعذب نفسي بالذهاب و البحث عنها في هذا الصباح "
" عمي العبقري، اذا سؤال آخر لماذا ذهبت ؟"
" روميو عزيزي ايضا لو اننا نعلم ما كنا لنقوم بمهمة البحث هذه، لنجدها اولا و يمكن لك ان تسالها كل ما تريد ما رأيك بذلك؟"
" يا الهي الم تستطع البقاء بالقصر كالفتاة المطيعة لماذا تجعل الجميع يبحث عنها بهذا الوقت من الصباح ؟ لم افطر حتى"
تحدث روميو بكسل و هو يحارب لابقاء نفسه مستيقظا فاكثر ما يكرهه هو الاستيقاظ باكرا ليجيبه والده و هو يقترب منه
" يمكنك سؤال ماكس اذا اردت ما رأيك بني؟"
" لو سألت حجرا كان ليكون افضل من سؤال ماكس فهو بكل الحالات لا يجيب على احد "
" نقطة لصالح cugino "
صافح ديمن يد روميو و هما مفتخرين بأنفسهم ليضع فكتور يدا فوق كتف روميو و الاخرى فوق كتف ديمن و هو يمشي وسطهم بينما يسالهم بهدوء
" هل استطيع ان افهم سبب خروجكم بهذه الحالة؟ هل تتنافسان على مركز طرزان العائلة ام ماذا؟"
نظر الاثنين الى أنفسهم ليتنهدا بملل بنفس الوقت، لانه بلحظة سماعهم لإطلاق الرصاص اخر همهم كان التفكير بالملابس فقد ركضا نحو الخارج بمسدساتهم فقط
" لان طريقة الاستيقاظ كانت طبيعية للغاية كما تعلم ليس و كأن ماكس قد ايقظنا بصوت رصاصة من حيث لا ندري"
اجاب ديمن بسخرية على ما قاله اخيه الذي ضرب مؤخرة رأسه و هو يتحرك أمامهما بينما يقول مشيرا الى ماكس
" هيا تحركا بسرعة لان طرازان رقم واحد قد يجن جنونه بأي لحظة "
افترق الجميع بطريق البحث عن الينا التي بالجهة الاخرى كانت تنظر حولها بعدم فهم، كل الاشجار متشابهة بل كل شيء يشبه بعضه. هل سلكت هذا الطريق من قبل ام ذلك لا تعلم حقا، كل ما تفكر به بأنها الآن ضائعة و لا احد يعلم ذلك حتى
" هل سيحصل نفس الشيء من جديد ؟ الن يجدني احد كما حصل من قبل ؟"
تمتمت الينا و هي تشعر بالدموع تتكون بعيونها بدون ان تتحكم بهم حيث تذكرت ما اصابها عندما كانت لا تزال طفلة في العاشرة، حيث انها توجهت بأحد الايام الى قبو قصر عائلتها تبحث عن لعبتها المفضلة و لكن لسوء حظها احد العمال قد اقفل باب القبو الخارجي مما جعلها عالقة بداخل القبو الى اليوم التالي
لم يبحث عنها احد يومها الا عندما توجهت الخادمة باليوم التالي نحو غرفتها من اجل إيقاظها و لم تجدها لتبدأ عملية البحث عنها بجميع أركان القصر
" هل انت طفلة؟ لماذا ذهبتي الى هناك ؟ كيف تضيعين بقصر عائلتك؟ هل انت غبية ام ماذا؟"
تذكرت إلينا الكلمات التي صرخ بها والديها بعد ان وجدها الحرس، حيث لم يسالها احد عن حالها او كيف وصلت الى هناك او اي شيء يظهر خوفهم عليها بل كل ما سمعته يومها كان بعض الكلمات الغاضبة عن كونها طفلة غبية
" سأجد طريقي هذه المرة، انا لم اعد طفلة و بالتاكيد أنا لست بغبية "
اكدت الينا لنفسها و هي تمسح دموعها بعصبية بينما تكمل سيرها و هي تحاول تذكر المكان الذي قدمت منه
لمدة ما تقارب الساعتين كان الجميع قد تعب من البحث، الينا كانت تشعر بأنها منهارة و لا تستطيع ان تمشي خطوة واحدة حتى لتجلس اسفل احد الاشجار الكبيرة و هي تعانق قدميها و تنظر يمينا و شمالا بحزن عن نفسها فها هي حقا لا تستطيع الخروج و لا يبدو ان شخصا قد لاحظ اختفاءها فإذا كان والديها لم يكتشفا اختفاءها الا اليوم الموالي هل سيهتم أفراد عائلة العدو؟
بالجهة الأخرى كان ماكس و ليو و حارسين قد توجها شرقا على عكس الباقي الذين انقسموا جنوبا و شمالا و غربا و هم يبحثون عنها بكل مكان فلا احد يعلم الطريق الذي سلكته عند ركضها
عندما كانت الينا غارقة بأفكارها سمعت خطوات تقترب منها مما جعلها تفتح عيناها كليا و هي تضع يدها فوق فمها مانعة صوتها من الصدور فهي لا تعلم من الشخص الذي يقترب منها
و عندما كانت تحاول التسلل دون ان تلفت اي انتباه وقف امامها شخص يرتدي بدلة سوداء و هو ينظر نحوها بطريقة غريبة لتعود خطوة الى الخلف و هي تحاول رسم الشجاعة على وجهها
و قبل ان تتحدث او تنطق بأي شيء سمعت صوتا تعرفه جيدا يتحدث من خلفها
"لماذا تغادرين بمفردك؟"
استدارت تنظر نحو ماكس الذي كان لا يرتدي قميصه حتى و هو بحالة مزرية كحال ليو و شخص اخر يرتدي نفس بدلة الشخص الذي وقف مقابلها لتتكهن بانه احد الحراس
" هل انت بخير إلينا؟ كيف تذهبين لوحدك وسط مكان لا تعرفيه ؟"
نطق ماكس مجددا و هو يقترب خطوتين فقط غير متأكد من ما اذا كان يجب ان يقترب اكثر ام لا. بينما الينا كانت مصدومة فهذا الشيء الاخير الذي توقعته، ان يخرج ماكس بنفسه للبحث عنها لترتجف شفتها السفلية و هي تنطق بعدم تصديق
" لقد.. لقد وجدتني "
" بالطبع لقد وجدتك "
اكد لها ماكس و كان ذلك كل ما تحتاجه حاليا، لتركض نحوه و ارتمت بحضنه و هي تعانقه بقوة بينما قدميها قد التفت حول خصره و هي تدفن وجهها بعنقه مانعة نفسها او محاولة لمنع نفسها من البكاء
" لماذا تتشبتين بي هكذا انزلي هل انت قرد ام ماذا ؟"
ضحكت الينا بسبب كلامه فهو حقا شخص لا يشعر و لا يستطيع ان يفهم ما الذي يحصل حوله لتنزل حقا و هي تنظر نحوه بعيون معجبة نوعا ما
" هل انت طفلة لتغادري دون إخبار احد ؟"
قلبت الينا عيناها و نهرت نفسها فشخص مثل ماكس لا يجب ان تعجب به فبعيدا عن كونه من المافيا هو حرفيا منعدم المشاعر
" لا يهم اردت الخروج و ضعت قليلا ما الامر ؟"
" لا تخرجي مجددا لكي لا تضيعي "
" سيدتي هل انت بخير؟"
تحدث ليو بهدوء محاولا ايقاف حرب الكلام الذي تصير امامه لتجيبه الينا بسعادة عارمة لان ليو شخص مقرب اليها فمنذ ان عقدت خطوبتها و ليو كان بجانبها لذلك هي متعودة على وجوده
" انا بخير ليو شكرا لقدومك للبحث عني "
" هذا واجبنا سيدتي سأتصل بالباقي ليوقفوا البحث boss"
اشار بآخر كلامه لماكس الذي اومىء بكل هدوء و هو لا يزال ينظر نحو الينا بنظرات تخترقها حرفيا، لتعقد الاخيرة حاجبيها عند سماعها لكلمة الباقي و هي تساله من جديد
" الباقي؟ هل هناك اشخاص اخرين يبحثون عني؟"
" بالطبع سيدتي، boss جعل جميع من في القصر يبحث عنك منذ ان اكتشف غيابك "
نظرت الينا نحو ماكس و قد دق قلبها بقوة فحتى أهلها لم يهتموا لغيابها الا بعد يوم كامل و لكن ماكس و الذي يفترض ان يكون عدوها توجه بنفسه للبحث عنها و قد جعل الاخرين يقومون بذلك ايضا
" هيا لنعود il mio "
امسك ماكس يديها و سحبها خلفه و تحرك خطوتين و لكنها توقفت و نظرت له مما جعله يستدير ناظرا لها بعيون منعقدة ليجدها كالطفلة تنظر بعيون متسعة و شفت خارجة من فمها
" ما الامر الان؟ "
" عانقني ماكس"
نظر ماكس نحوها يحاول التأكد من انها لم تصب رأسها او اي شيء و هي يسأل من جديد
" و لماذا سأفعل ذلك ؟"
" لقد كنت خائفة للغاية"
" تستحقين ذلك من اخبرك بالخروج من اصله"
تحدث ماكس من جديد و هو يمد يده مجددا لكي يمسك بيده و يتحرك و لكنها اعادت يدها خلف ظهرها و هي تضيف بإصرار
" هيا ماكس ليكن تعويضا عن محاولة قتلي هذه الليلة أنا لازلت غاضبة بسبب ذلك "
" تلك لم تكن محاولة قتل "
" هيا ماكس انا بحاجة لذلك "
تافف و هو يفتح يده لها مما جعلها تبتسم و تركض نحوه مثل الطفلة لمعانقته مما جعل ليو و الحرس يستديرون لتقول الينا و هي لا تزال متشبثة بماكس
" لا تصرخ بوجهي مجددا "
مرر ماكس يده فوق شعرها و قبل راسها بهدوء بعد ان صادفته رغبة للقيام بذلك قبل ان يضيف بجمود
" سوف اصرخ "
ضحكت على بروده و جموده الغريبين و بنفس الوقت لقد كان الأمر يعجبها لسبب غير مفهوم. توجه الأثنين إلى القصر لتجد الجميع ينتظرونها لترتعش أعينها من المنظر، حتى عائلتها من المافيا و لكنهم لم يقوموا بما قامتيه عائلة بروفاسي
" ابنتي هل انت بخير؟"
تحدث رونالد بحنان لتبتسم بوجهه و هي تومىء، و قبل ان تتحدث كانت ماري و هيرا يركضان نحوها و يقوما الثلاثة بمعانقة بعضهم البعض
" اين كنت إلينا لقد خفت كثيرا "
تحدثت ماري و هي على حافة البكاء لتضيف هيرا و التي كانت تبكي اصلا
" لقد ظننت ان شيءا سيءا قد اصابك لقد ارتعبت"
عانقتهم الينا التي كانت تبكي كذلك و هي تطمئنهم قائلة
" و أنا خفت كثيرا لم أتوقع أن أضيع أبدا "
نظر الجميع باستغراب إلى بكاء الثلاثة و هن يعانقن بعضهم البعض ليقول مايكل و هو يبتسم على حالهم فعلى ما يبدو بالفترة التي كن فيها بنيويورك لقد تعلقن ببعضهن البعض
" هيا جميعا نستطيع أن نأكل و اخيرا بعد ان تم العثور على الينا"
" قطة ماكس لا تضيعي من جديد فأنا لا اريد ان استيقظ على صوت اطلاق النار على يد ماكس المتجمد من جديد "
تحدث روميو و هو يلحق الباقي لتضحك الينا من بين دموعها بينما تومىء ثم ذهب الجميع إلى الافطار. بعد مدة كانت ماري تسحب الينا و هيرا إلى غرفتها
" ما الذي حصل لعنقك؟"
تحدثت هيرا و هي تشاهد اثار ما حصل ليلا لتمرر الينا يدها على عنقها بهدوء و هي تقول
" ماكس ما حصل معي"
" ماذا تقصدين؟ هل ضربك ام ماذا؟"
صرخت هيرا غاضبة و هي تقف من فوق سرير ماري لتمسك الينا بيدها و هي تقوم بإجلاسها من جديد و هي تنفي بينما تجيبها
" لقد كان يعاني من كابوس و عندما اقتربت منه هاجمني من دون وعي "
تنهدت الفتاتين بحزن قبل أن تقترب ماري من الينا و هي تضع مرهما على عنقها بينما تخبرها
" ذلك الكابوس يلاحقه منذ ان كان طفلا ، إلى هذا اليوم لم يستطع أن يتجاوز منظر قتل والدته، و كأنه لا يمحى من امام ناظريه "
" بالرغم من ان الطبيب روبرت قد وصف له ادوية منومة و لكن على ما يبدو مفعولها لا يدوم طويلا "
اومات الينا متفهمة ما حصل و هي تستمع للفتاتين اللتان يخبرانها عن ماكس و الكوابيس التي تسيطر على حياته و كيف ان والده قد تعرض لنفس ما حصل معها و لكن لكون العم سامويل كان اكبر و اقوى استطاع أن يسيطر عليه بسهولة
لمدة ما يقارب الشهر، كانت حياة الينا تصبح احسن مما قد تخيلت او تصورت، لم تكن عائلة بروفاسي العائلة الدموية التي كانت تتخيلها و لكن على عكس المتوقع كان كل شيء يسير بشكل رائع
" الينا سنذهب لتسوق اليوم "
ابعدت الينا نظرها من على ماكس الذي كان يتحدث مع فكتور بأمر ما بعد ان كانت قد سرحت بتفكيرها لتنظر نحو ماري بتعجب و هي تسألها بعدم استيعاب
" تسوق؟ من اجل ماذا؟"
" خطوبة فكتور ستكون بعد يومين و يجب ان نبدأ التجهيزات بالطبع "
" هل خطوبتك من الفتاة التي كانت تصرخ بأنها تفضل الموت على الزواج منك؟"
استدارت الينا ثم سالت فكتور بنبرة ساخرة ليبتسم الاخر ببرود و هو يومىء لها بكل فخر
" اجل هي بالذات "
" واو كيف اقنعتها بذلك ؟"
" لم أفعل "
اجابته المختصرة ذكرتها بحالتها فهي ايضا لم تتزوج برغبة منها و لكن من يهتم هنا؟ الاجابة لا احد يفعل نقطة.
قاطع حديثهم دخول جولي القاعة مع والدها و هي تحمل بعض الظروف بيدها
" جولي اين انت؟ لقد اتصلت بك البارحة عزيزتي و لكنك لم تجيبي ابدا "
تحدثت هيرا و هي تركض نحو جولي الذي كان وجهها يبدو نوعا ما شاحبا لتنظر نحو روميو الذي لم ينظر لها حتى و هو مشغول بطعامه ثم اشاحت بنظرها نحو هيرا و هي تجيبها بابتسامة صغيرة
" لقد كنت مشغولة قليلا عزيزتي "
" هيا سنذهب لتسوق هيا لترافقينا سوف نستمتع كثيرا"
" بالحقيقة لقد حضرت مع ابي من اجل إخباركم بأمر مهم "
دخل والد جولي بعدها و سلم على الجميع قبل ان يحمل بطاقة دعوة من بيد يدي ابنته و هو يقول بابتسامة عريضة و سعادة
" لقد حضرت لكي ادعوكم الى حفل خطوبة ابنتي جولي "
اسقط روميو الملعقة من بين يديه و قد لفت ما يحصل حوله اخيرا انتباهه و رفع رأسه بهدوء ثم نظر نحو جولي التي كانت تبتسم بهدوء و هي تقف بجانب والدها الذي يقبل جبينها بحنان
" خطوبتها لمن؟"
" لقد طلب دان فلين يدها لزواج البارحة و انا قد واقفة "
" دان؟ دان فلين صديقي ؟ دان نفسه؟"
كرر روميو و كأنه يبحث عن تأكيد ما ليومىء جاك والد جولي و هو لا يزال على حاله ليهنىء الجميع جوليا بينما ظل روميو ينظر لها من مقعده
" رونالد، مايكل هناك امر يجب ان نتحدث بشأنه بخصوص العمل الاخير"
اومىء الاثنين و توجهوا إلى المكتب بعيدا عن الجميع بينما كانت الفتيات توجهن لتجهيز انفسهن استعداداً لذهاب إلى التسوق، بالنسبة لماكس و فكتور اكملا حديثهما. كانت جولي لا تزال واقفة مكانها لا تعلم هل تغادر ام تنتظر والدها قليلا، كانت نظرات روميو عليها مثل اشعة الليزر و حاولت بكل قوتها ان لا تقع بالفخ و تنظر اليه
" توقف cugino انت تخيف الفتاة "
همس ديمن لروميو الذي ابتسم ابتسامة قصيرة و مخيفة بنفس الوقت قبل ان يجيبه و لكن بصوت مسموع
" يجب عليها أن تخاف "
رمشت جوليا عالمة ان الكلام عليها و قد وجهه روميو لها لكي يرعبها و لكن كل ما قامت به كان النظر إلى عينيه مباشرة
" بعد أن تعرفت عليك عزيزي لم يعد شيء يخيفني "
" لا تحتمي بي عزيزتي .."
قاطعته ضحكت جوليا المرتفعة ثم قالت بسخرية
" اوه انت مخطىء عزيزي أنا لا احتمي بك بعد الآن أنا مممم مسحتك بالأصل لا وجود لك بعد الان "
وقف روميو و قبل ان يخطو خطوة واحدة رن هاتف جوليا التي اجابت و هي تنظر إلى روميو بتحد
" دان حبيبي كيف حالك ؟"
ثم غادرت المكان متوجهة إلى سيارتها تاركة روميو ينظر إليها من النافذة و هو يتوعد لها
" الم تكن انت من رفضتها ؟"
تحدث ديمن باستغراب و هو يعض التفاحة التي في يده بينما يشاهد عصبية روميو الغير مفهومة بالنسبة له
" إذا و ان رفضتها "
" هل جننت cugino؟ انت رفضتها إذا هي حرة تفعل ما تريد ما همك بالأمر ؟"
" لا عزيزي لا يحق لها فعل ما تريد، ليس بوجودي "
قلب ديمن عيناها بعدم اهتمام و هو يتمتم لنفسه
" وغد مريض نفسي "
ليقاطعه صوت هيرا التي تقف خلفه و هي تقول
" و اخيرا تعترف بأنك وغد مريض نفسي، هذا جيد هذا تحسن جيد "
استدار ديمن ينظر نحوها بنظرات مملة ثم ضحك بسخرية بوجهها و هو يجيب
" اضحكتني حقا "
" اضحك حبيبي ما دمت تستطيع فعل ذلك "
قبل أن يجيبها اقتربت من اخيها مقبلة خده مودعة اياه و هي تخبره بأنها مغادرة لتسوق كما فعلت ماري مع فكتور على عكس الينا التي كانت تقف منتظرة الفتاتين و ماكس ينظر اليها ببرود ثم غادرت.
بالجهة الأخرى كان روميو يحمل هاتفه و يتصل بشخص ما ليضحك ديمن بقوة و هو يخبره بأنه سوف يذهب معه لانه يريد ان يتفرج بما سوف يحصل.
عندما عادت الينا مع ماري و هيرا من التسوق انتبهت لنظرات الخدم التي كانت موجهة عليها و لكن ليست مجرد نظرات عادية بل نوعا ما نظرات تحمل شفقة و اسف
" هل هناك شيء ما بوجهي؟"
سألت الينا هيرا التي كانت تتحرك بجانبها لتقف هيرا و تنظر لها جيدا قبل ان تنفي
" لا لا شيء لماذا ؟"
" لا اعلم السبب و لكن الخدم ينظرون لي بطريقة غريبة "
نظرت هيرا نحو الخادمات لتشير إحداهما نحو احد الأبواب بعيناها مما جعل هيرا تغمض عيناها بقوة قبل ان تستدير و تنظر نحو الينا بابتسامة مصطنعة
" لا شيء عزيزتي فقط مبهورين بجمالك عزيزتي"
و لكون الينا شخص لا يقتنع بسهولة اشارت نحو الباب نفسه الذي اشارت الخادمة له و هي تسال هيرا بجدية
" ما يوجد خلف هذا الباب هيرا؟"
" فقط مكتب القصر لقد كان ابي و عمي هنا صباحا هل نسيتي"
" ممم هل انت متأكدة من ذلك عزيزتي؟"
" بالطبع انا كذلك هيا فلنذهب لتجربة الفساتين التي قمنا بشراءها"
قالت هيرا و هي تحاول سحب يد الينا التي ابعدت يدها بدون اي اقتناع و خطت نحو ذلك المكان و هي تنظر امامها بفراغ، تعلم ان ما خلف الباب شيء يخصها و هذا لا يعجبها بتاتا
" الينا لا تفعلي "
اوقفتها هيرا عندما وضعت الينا يدها على مقبض الباب و لكن الاخرى تجاهلت كليا و هي تفتح الباب لتجد ماكس يجلس على كرسي ببرود خلف المكتب مع قميص مفتوح كليا و احد النساء تقبل سائر صدره البارز و هي تصدر بعض الاصوات لوحدها
التقت عيني ماكس مع عيني الينا التي كانت تنظر اليه بكل برود لمدة دقيقة بينما هو لم يتحرك من مكانه ظل على حاله يشاهدها لتغلق الباب مجددا و هي تتوجه نحو غرفتها بكل صمت
" الينا هل انت بخير؟"
لم تجب على سؤال هيرا بل اكملت طريقها نحو غرفتها بكل برود و كأن ما حصل ليس بامر مهم او يهمها حتى، اغلقت الباب خلفها و توجهت إلى المراة لتنظر اليها بعيون غضب و هي تقول لنفسها
" غبية الينا، غبية "
توجهت الى خزانة ثيابها و حملت صندوقا ثم عادت الى الغرفة لتجلس فوق السرير ثم فتحت الصندوق الذي احضرته معها من منزل عائلتها و نظرت نحو ما بداخله بتمعن، لا أحد يعلم شيءا عن هذا الصندوق و لا يجب ان يعلم اي احد، هذا هو الشيء الذي سيساعدها بداخل منزل العدو و لكن هل ستكون قادرة على استعماله؟
حملت المسدس بين يديها و الذي تم تصنيع قطعة واحدة من أجلها فقط من قبل والدها، اي فتاة بعالمهم تأخذ معها شيءا عند عقد زواجها لان الزواج بعالمهم دائما ما يكون بسبب هدف و بالنسبة لوضعها والدها أهداها سلاحا عوضا عن اعطاءها سما تستعمله عندما تشعر بالخطر
" اذا شعرت بالخطر بيوم ما اطلقي دون تردد، انت الينا لوشيس ابنة فرناندو لوشيس زعيم المافيا الاسبانية لذلك تصرفي على هذا الشكل عوضا عن التخلي عن حياتك خذي حياة من امامك و كفى "
" يبدو بأنني سأستعمل هديتك اليوم يا ابي فكرامتي بخطر حاليا "
حملت سلاحها و غادرت الغرفة بكل هدوء متوجهة نحو الاسفل حيث شحب وجه هيرا عند رؤيتها لذلك لتركض الى والدها بينما فتحت الينا باب المكتب مجددا لتطلق رصاصة بالسقف
كان ماكس يتابع كل ما تقوم به بصمت بينما صرخت المراة التي كانت لا تزال مشغولة بتقبيله و هي تحتمي خلفه بخوف بينما تصرخ
" هل انت مجنونة؟ ما الذي تفعلينه ؟"
ابتسمت الينا بكل برود و اقتربت من الاثنين و بدون ان تعير ماكس اي اعتبار امكست تلك التي تختبىء خلفه من شعرها و هي تجرها الى الخارج الى ان رمتها امام باب القصر لتصرخ الاخرى عندما افلتتها اخيرا
" هل تعلمين من اكون؟"
رفعت الينا مسدسها بوجه الفتاة و هي تجيبها ببرود مخيف
" السؤال هو بل هل انت تعلمين من اكون ؟"
نفت الاخرى برأسها و هي تعود بخطواتها الى الخلف لتضيف الينا بنبرة ساخرة
" الينا ماكسيمس بروفاسي زوجة الشخص الذي كنت تقبلين جسده.."
قاطعتها الاخرى و هي تحاول التبرير بينما تقول
" و لكن.."
بينما اشارت الينا اليها بالسلاح من جديد مما جعلها تخرس لتضيف الينا بنفس اللهجة
" و بنفس الوقت انا الينا لوشيس، الوريثة الوحيدة لفرناندو لوشيس زعيم المافيا الاسبانية، أظن بأن هذا الشرح كاف بالنسبة لك"
اقترب ليو و سحب الفتاة مغادرا بعيدا عن الينا التي عادت الى داخل القصر غير مهتمة لكيف كانت عيون الجميع عليها لتقترب من ماكس الذي كان لا يزال على حاله بقميص مفتوح و هو ينظر ببرود لتقترب منه و تقف امامه مباشرة قبل ان تقول بنبرة جادة
" استمع الي جيدا ماكسيمس بروفاسي، انا لن اسمح لك بخيانتي لا داخل منزلي و لا خارجه"
ارتسمت ابتسامة باردة على شفتي ماكس و هو يشير الى السلاح بيد الينا مجيبا اياها
" لماذا هل ستقتليني باللعبة التي بين يديك؟"
" صدقني عزيزي سأفعل دون أن ارمش"
رفعت الينا السلاح بوجهه و اجابته الينا بصوت جامد بينما تجمعت بعض الدموع بعيناها لتتسع ابتسامة ماكس و هو يرفع كلا كتفيه قائلا بعدم اهتمام بينما يقرب السلاح منه
" افعلي ما يحلو لك فانا سافعل ما يحلو لي على اي حال"
بمجرد ان رفعت الينا سلاحها امام ماكس شعرت كيف قام الباقي برفع سلاحهم عليها، مما برهن لها انها دائما ستكون الدخيلة فبالرغم من كون ماكس بارد لا يشعر و لا يهتم الا ان افراد عائلته لن يسمحوا بأن يمسه اي ضرر و لو كان على يد زوجته
" هذه المرة الثانية التي ترفعين فيها سلاحا بوجهي il mio؟ هل انت مجنونة؟ "
" نعم انا كذلك ماكس، انا مجنونة حقا و لست مثل غيري من النساء لذلك احذر لانني لست امراة تقبل بشيء كهذا تحت سقف المكان الذي يعتبر منزلي، لن اسمح بأن يشفق الباقيين علي و لا بأن يتحدثوا خلف ظهري على حالتي، انا الينا لوشيس قبل ان اكون الينا بروفاسي، انا فوق كل شيء و يجب عليك احترامي"
اقترب ماكس من الينا اكثر و هو ينظر لداخل عيناها قبل ان يقول بتسلية
" لنرى اذا الينا بروفاسي من الاكثر جنونا بيننا"
" لنرى ذلك ماكسيمس بروفاسي "
انزل سلاحها الذي يفصل بينهما و اقترب منها اكثر لاغيا المسافة التي تفوقهم و هو ينظر اليها و لكنها ظلت صامدة بمكانها تنظر بثقة و عيون غاضبة ليقول بنبرة غريبة لم تسمعها من قبل
" عينيك هاته ستكون السبب صدقيني"
رفعت الينا حاجبها و هي تنظر اليه بدون اي فهم قبل ان تجيبه بتحد
"سبب ماذا؟ هل السبب بموتي يا ترى لانني لست خائفة "
ابتسم ماكس ابتسامته المثيرة و هو يعيد خصلة شعرها خلف اذنها قبل ان يهمس بأذنها و هو يلعق شحمة اذنها برقة
" لا بل السبب بموتي "
ابتعد خطوة مما جعل الينا تستعيد وعيها و ترمش عدة مرات متعجبة من كلامه لتقترب اكثر منه و تهمس له
" اذن احذر جيدا "
غمزته و هي ترسم القوة فهي ليست الشخص الذي يهزم من اول ضربة و عندما كانت على وشك المغادرة سمعته يقول من خلفها
" هل تغارين يا ترى il mio؟"
استدارت تنظر اليه قبل ان تضحك بقوة و هي تجيبه بسخرية لاعنت فكرة الإعجاب به التي مرت بداخلها
" لماذا سأغار؟ انت لست النوع الذي احبه حتى"
" خطأ حبي بل انا نوع جميع النساء حلوتي "
توجه ماكس الى الخارج بينما ظلت الينا مكانها ثم نظرت الى كيف كان فكتور، رونالد و مايكل يعيدون أسلحتهم مكانها لتضحك بانكسار و هي تتوجه الى غرفتها، فبالرغم من كل شيء ماكس على عكسها لديه عاىلة يحبونه و يستطيعون التضحية من اجله
ماكس الذي كان بسيارته متوجها الى المزرعة التي ورثها عن والدته و هو يفكر كيف انه احضر عاهرة اليوم لعل تفكيره بإلينا يقل او يتغير و لكن ما قامت به اليوم جعل من تفكيره بها يصبح اسوء، لا يعلم ما الذي يصيبه معها و حاليا لا يريد ان يعلم. منذ ان رآها و هي تحتل تفكيره، و كيانه و هذا شيء جديد و غير مقبول بالنسبة اليه
بعد ان اختفى ماكس لمدة يومين كاملين كانت الينا قد وعدت نفسها بان تنسى اي فكرة اعجاب و لو صغيرة به كليا، قد يكون الشخص الذي ساعدها و يتعامل معها بشكل مختلف و لكن بجميع الاحوال هو لا يحس و هذا سيجعلها الشخص الوحيد الذي سيتألم لو وقعت بحبه
كانت تنظر الى المرآة بعد ان انهت تزيين نفسها، ارتدت فستانا اسودا مغري بشكل انيق و رفعت شعرها على شكل ذيل حصان حيث اظهرت عنقها و كتفيها بشكل مغر.
وضعت احمر شفاهها الاحمر بعد ان ركزت بالميك اب على إظهار جمال عيونها و استدارت تنظر الى نفسها بإعجاب و ثقة لتلمح الفستان الازرق الذي بعثه ماكس من اجلها هذا الصباح و لكنها عنادا به رفضت ارتداءه
" ما الذي ينقصني ؟"
سألت الينا نفسها و هي تنظر الى المرآة لتشهق عندما لمحة ماكس الذي يقترب منها من الخلف كالأسد الذي يقترب من فريسته حيث كانت عيونه تسيران على كل جزء من اجزاء جسدها
" فستان جميل il mio و لكنه نوعا ما لا يشبه الفستان الذي ارسلته من اجلك بتاتا"
" اعلم بأنه جميل و صحيح لا يشبهه بتاتا لذلك اخترته"
وقف ماكس خلفها و وضع رأسه على عنقها بينما يديه تموضعت فوق خصرها معانقا اياها من الخلف و هو ينظر اليها من المراة ليقترب اكثر و هو يحمل عطره ليضعه اسفل أذنيها لتقول الينا بغضب و هي تحاول الابتعاد عنه
" ما اللعنة ماكس هذا عطرك و ليس عطري "
منعها ماكس من الابتعاد بل قربها منه اكثر و هو يمرر اصبعه فوق العطر ينشره على عنقها و هو يقول مجيبا اياها بعدم اهتمام و برود
" أعلم بأنه عطري لذلك وضعته قصدا "
" لماذا يا ترى ؟ اذا لم تكن تعلم لقد وضعت عطري مسبقا و لا حاجة لذلك "
" انت تنتمين لي il mio، و بمجرد مرورك بجانب اي احد سيشتمون رائحتي عليك "
" الست مغرورا بنفسك عزيزي ؟"
" انا كذلك، و ما هو لي يبقى ملكي دائما "
ابعدت الينا ماكس و توجهت تبحث عن الشيء الذي ينقصها ليمسك بيدها من جديد و هو يعيدها امام المراة لتنظر اليه الاخرى بتعجب
" هل تعلمين ما الذي ينقصك؟"
نظرت اليه من المرآة ثم نظرت الى نفسها قبل ان تنفي برأسها لينحني ماكس مقبلا عنقها قبلة طويلة جعلتها تعض شفتها بقوة و هو لا يزال ينظر اليها دون قطع اتصال اعينهم
" الان انت مثالية "
نظرت الينا الى العلامة التي خلفها ماكس على عنقها لتفتح فمها و تقفله عدة مرات لا تعلم ما الذي يجب ان تقوله لتتوجه يد ماكس نحو عقد والدته الذي لم تبعده الينا من عنقها منذ اعطاه لها سامويل والد ماكس
" هل تعلمين لمن يعود هذا العقد ؟"
" اعلم و انا احتفظ به و سأفعل دائما "
نظر ماكس نحوها لا يعلم السبب و لكنه احتاج النظر اليها ليعلم ما ان كانت صادقة بكلامها او لا لتضع الينا يدها على خده و هي تحرك ابهامها فوق لحيته بينما تضيف
" هذه هدية والديك لي ماكس، و انا سأحافظ عليها دائما، على عكسك ماكس أنا احافظ على الأمانة "
فهم المغزى الخفي خلف كلامها، علم بأن ما فعله قبل يومين قد جرحها و لكنه لا يستطيع أن يشعر بذلك و هذا ليس بذنبه.
تنهد ثم اقترب ماكس من الينا و وضع جبهته ضد خاصتها و عندما كان على وشك تقبيلها طرق الباب ليبتعد الاثنين عن بعضهما البعض حيث كان ماكس كالشخص الذي استيقظ من مفعول سحري ينظر لها بعدم فهم
" الينا هل انت جاهزة ؟"
تحدثت ماري قبل ان تفتح باب الغرفة و لكن سرعان ما توقفت عن الحديث و هي تضيف بابتسامة عريضة على وجهها
" اوبس هل قاطعت شيءا؟"
كان كل من ماكس و الينا ينظران الى بعضهما البعض بصدمة قبل ان يبتعد ماكس ثم غادر اولا لتقترب ماري من صديقتها
" الينا عزيزتي هل كل شيء بخير؟"
" نعم بخير بخير هيا لنذهب "
توجهت الينا مع ماري الى الاسفل لتسمع اصوات صراخ و شتم من قاعة القصر لتتوجه الاثنتين الى هناك حيث كان الجميع يقف بنفس المكان من اجل الذهاب الى منزل عائلة ألفارو من اجل خطوبة ليليا و لكن ديمن و هيرا كانا يتشاجران
" ما الذي تظنني ؟ ما اللعنة التي تظنني ديمن ؟"
" ما الذي سأظنك يا ترى؟ "
اقتربت هيرا من ديمن و امسكته من قميصه و هي تصرخ بوجهه فأجوبته هاته متعبة لاعصابها
" لا تلعب معي ديمن، ستندم "
اسقط ديمن يدي هيرا من على قميصه و هو يضيف بسخرية
" ماذا هل المدللة ستشكيني لوالدها و الى والدي؟ هيا تفضلي الجميع موجود امامك"
همست الينا الى ماري بصوت منخفض و هي منصدمة من الذي يحصل امامها
" ما الذي يحصل هنا؟ ما بهما؟ لماذا يتشاجران من جديد؟"
" ديمن دعى احد العاهرات لتذهب معه الى حفل الخطوبة و هذا ما جعل هيرا تفقد عقلها كليا "
" هل هو مجنون ام ماذا؟"
" الجميع كذلك الينا صدقيني "
بالجهة الاخرى ، ضحكت هيرا بجنون قبل ان حمل سكينا كان موضوعا بين الفاكهة ثم بدأت تقترب من ديمن من ما جعل الينا تشهق بصدمة و هي تقترب من الاثنين غير مهتمة بنداء ماري لها
" عودي الينا الجميع متعود على شجاراتهم التي لا تنتهي "
وقفت الينا بالوسط بين هيرا و ماري و عند سماع ماكس لاسم زوجته رفع راسه فوجدها بين الثنائي المجنون كما يطلق عليهم ليضع ماكس هاتفه بجيبه و هو ينظر بترقب لما يحصل
" ابتعدي من امامي الينا سأقتله اليوم "
" هيرا اهدئي قليلا عزيزتي "
" ابتعدي الينا لنرى ما ستفعله"
" ديمن لا افعل انت ايضا "
" هذه هي هيرا مدللة عائلة بروفاسي كل ما تريده يجب ان يكون لها او ستفقد عقلها و لكنها لا تستطيع فعل شيء لذلك ابتعدي الينا "
برود ديمن اغضب هيرا التي كانت تبكي و بسبب كلامه و غضبها رفعت يدها عاليا و مررت السكين امامه و لكن مع الاسف استدارت الينا التي كانت تنظر الى ديمن خلفها بتلك اللحظة ليصيبها السكين عوضا عن ديمن
سقط السكين من يد هيرا التي رمشت بعدم تصديق حيث ارتسمت ملامح الصدمة على وجه الجميع بينما وضعت الينا يدها على عنقها و ابعدتها قليلا بيدين ترتجف لتجد الدماء تزين يدها و قد بدأت الدماء الحمراء تتساقط فوق فستانها
بينما باللحظة التي مررت هيرا السكين امام الينا وقف ماكس مكانه و اغمض عينيه بقوة و أعاد فتحهم ليشاهد الدماء على يدي و عنق الينا مما جعله ينظر بعدم تصديق و هو يقترب منها بسرعة لتقع ارضا و ديمن سرعان ما امسكها من الخلف لكي لا تصطدم بالأرض و هو يضع يده على عنقها بينما يصرخ
" هيرا انظري الي كل شيء بخير، استفيقي و اللعنة لم يحصل شيء "
" ديمن ... ديم انا.. انا.."
ابتسمت الينا بوجه هيرا بصعوبة بعد ان لمحت شحوبها و شعرت بقلق ديمن عليها بالرغم من انه لا يظهر ذلك لتنظر الى زوجها الذي كان يقترب لتبدأ عيناها بالانغلاق و منظر ماكس الراكض نحوها كان اخر شيء تراه
رأيكم بالبارت و الاحداث ؟
ما الذي قد يصيب إلينا ؟
ماذا سوف تكون ردة فعل ماكس ؟
ما الذي سوف يحصل لهيرا ؟
علاقة ماكس و إلينا في تطور ما رأيكم بأحداث علاقتهم؟
ماذا عن علاقة جوليا و روميو ما الذي سوف يحدث بينهما يا ترى؟
ما هو السر الذي تخفيه هيرا؟
اراكم في بارت جديد عن قريب ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro