Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

4

*العودة*

الحياة؛ مجرد كلمة صغيرة تعبر عن كل ما نعيشه. كانت حياة سعيدة ام كانت حزينة، لا يزال كل شخص متمسكا بحياته بيديه و بأسنانه، لاننا نعلم ان اليوم الذي ستفلت يدنا حبل الحياة، وقتها سيكون من المفروض علينا استقبال الموت باستسلام. و لكن هل هناك من يستقبل الموت بيدين مفتوحة ؟

تنفست إلينا بعمق و هي تبعد سماعات أذنها و تنظر حولها بهدوء، سنتين منذ ان سافرت بعيدا عن ايطاليا، بعيدا عن زوجها و والديها كذلك، سنتين كانت حرة لنفسها، قد لا تكون حرة بالمعنى الحرفي بسبب الحراس المحيطين بها بكل مكان، و لكنها كانت حرة بداخلها، الشيء لم تكن عليه بمنزل عائلتها و تشك بأنها ستكون بمنزل عائلة بروفاسي.

" سيدتي هل نتحرك؟"

اقترب منها احد الحراس يتحدث برسمية بينما عينيه تتحرك حوله يمينا و يسارا يدرس المكان لتتنهد بملل و هي تومىء بصمت و تتحرك في طريقها من جديد

سنتين منذ ان حضرت هي و هيرا و ماري الى نيويورك، تحديدا الى منزل عائلة بروفاسي الموجود بالمدينة لكونه المنزل الغير المعروف للعامة، و من وقتها و هي تقضي حياتها تحاول الاستمتاع بهاته الحرية المؤقتة.

كانت تعلم جيدا بأنها مجرد حرية مؤقتة لان شخص مثل ماكسيمس بروفاسي من المستحيل ان يتخلى عن زوجته، او اي شيء يملك، فماذا لو كان ذلك الشيء ابنة العدو الذي اخذها كهدية لصلح.

" اللعنة على ذلك اليوم "

تمتمت الينا و هي تتوقف مكانها ضاربة الارض بقدمها اليسرى عندما تذكرت كيف دخل ماكس حياتها لاول مرة، منذ ان كانت بين السادسة عشر انتهت حياتها اليوم الذي قرر فيه والدها عقد الصلح مع عائلة بروفاسي

" سيدتي، هل هناك امر ما؟"

التفت الينا بسرعة تنظر نحو لوك الحارس الذي وضعه ماكس خلفها كظلها، حسب ما اخبرتها به بنات عمه ماري و هيرا، ان لوكاس يكون حارس ماكس الشخصي و لكنه قد امره بالبقاء معها طول فترة ابتعادها عنه، محظوظة أليس كذلك فكرت بسخرية

نظرت نحو لوك لثوان بسيطة تدرسه، لقد كان شخصا جديا للغاية لا يبتسم و لا يتحدث او يفضفض كغيره من الناس، اغلب الاوقات كانت انسى وجوده معها لكونه لا يفتح فمه الا اذا اصابها شيء

" لا شيء لوك، لا شيء لا تهتم "

ابتسمت بوجهه مجددا كعادتها و بدأت تخطو بهدوء في طريقها، كعادتها كانت تستيقظ باكرا كل صباحا مثل ما تعودت عليه بمنزل عائلتها فقد كان من الضروري استيقاظها من اجل الدراسة و التدريب لكونها لم تكن تغادر قصر والدها، حياتها كانت تدور بين جدران القصر و حدودها كانت البوابة.

بينما كانت تسير بشوارع نيويورك سعيدة و هي تستمتع بوقتها كانت تسلم و تبتسم بوجه اصحاب المحلات التي تعودت و تعودوا عليها طوال هاته الفترة، فقد كانت تتبع روتينا يوميا واحدا.

" سيد والتر كيف حالك ؟"

" كيف حالك يا جميلة ؟"

غازلها العجوز مع غمزة لتضحك بقوة فهو على عكس العجائز الذي تعرفهم كان شخصا محبًا للحياة و يستمتع بكل دقيقة تحت مبدأ اننا نعيش اليوم و لكننا لا نعلم ما يحمله الغد

" اريد باقة من القرنفل "

ابتسم العجوز و هو يتوجه لتجهيز باقتها كما تحب، فقد تعود على الامر فإلينا كانت تأخذ نفس الباقة من سنتين

" قرنفل مجددا، هل تعلمين الى ماذا ترمز؟"

اقترب و اعطاها الباقة لتقربها من انفها بكل هدوء مغلقة عيونها بينما تتنفس عطر الزهرة الاخاد بكل هدوء، ثم ابتعدت تنظر لجمال الباقة قبل ان تجيبه

" اعلم، زهرة القرنفل ترمز الى الجمال و الكبرياء "

اومىء العجوز و هو يحمل زهرة واحدة بيده قبل ان يقترب منها بخطوات هادئة و هو يجيبها مشيرا الى وجهها

" وجهك يحمل كلا الجمال و الكبرياء و لكن مفهوم الزهرة غير يا ابنتي، الجمال جمال الحبيبة و الكبرياء كبرياء الحبيب، و عندما يجتمع هاذان مع لمعة الغرور و العناد التي بعينك يصبح الوضع معقدا "

عقدت الينا حاجبها غير قادرة على الاستيعاب ليرن هاتف لوك الذي استاذن قبل تحركه خطوتين للإجابة على المكالمة

" ما قصدك؟"

وضع العم والتر زهرة التوليب وسط باقتها و توقف يعدلها قليلا قبل ان يضيف مبتسما بهدوء بعد ان شعر بفضولها

" التوليب من اندر و اجمل الزهور بالعالم هل تعلمين؟"

نظرت الى الزهرة التي اصبحت الان تتوسط باقتها مما اعطى جمالا اضافيا و مميزا، ثم رفعت رأسها تنفي بصمت لتسمعه يضيف

" التوليب يعني التصريح بالحب "

رمشت الينا لدقيقة تنظر نحو العم والتر بعدم فهم و كانه قد فقد عقله، ليمسح على شعرها بحنان ابوي و هو يقول بابتسامة

" ليس هناك امرأة تشتري زهور القرنفل بدون سبب، الا من تحمل شيءا تريد اثباته، و انت لا حاجة لك لاثبات الجمال و لكن معنى الكبرياء هذا، يعد مثابة رسالة خفية لشخص ما، و بما انك لا تزالين تشترين نفس الباقة لمدة سنتين كاملتين هذا يعني ان كلاكما صاحب كبرياء و لا يظهر من الذي سينحني اولا "

رفعت الينا يدها تلقائيا نحو قلادتها تمسكها بقوة بينما تنظر للعم بهدوء، ثم استعادت هدوءها و هي ترسم ابتسامتها الساحرة مجيبة اياه

" علاقتنا ليست من ذلك النوع "

" لذلك اضفت زهرة التوليب بين باقتك، كلاكما بحاجة الى تصريح بالحب"

قبل ان تفتح الينا فمها لتحدث و انفاء كلامه دخل لوك و هو يتحدث بجدية

" هيا سيدتي يجب ان نذهب "

نظرت الى اوك ثم استدارة تنظر للعم والتر قبل ان تقول بهدوء دون رسم اي  ملامح على وجهها

" بيني و بينه حتى الفراغ لا يقربنا، هو من حياة و انا من حياة، لا هو سيتغير و لا انا سأنحني، انا فقط اعطيت وعدا لشخص و احاول الوفاء به هذا كل شيء "

ابتسمت اخر ابتسامة نحو العجوز قبل ان تتوجه مع لوك نحو الباب لتتوقف قبل ان تضع قدمها خارج المحل

" اذا حذاري ان يحن القلب مع الوعد، فعوضا عن الوفاء بما يجب الوفاء به، قد تخسرين ما لن يستطيع احد إعادته "

توقف عن الكلام لتستدير اليه بعيون فضولية لمعرفة ما الذي قد تخسره بهذا الوضع الذي تعيشه ليضيف غامزا اياها و هو يضع يدها اليمنى فوق قلبها

" قلبك "

نظرت بهدوء و بدون النطق بحرف غادرت. لما تبقى من الطريق، كانت تتمشى و هي تفكر بكلام ذلك العجوز، عن اي حب و اي قلب يتحدث، هي و ماكس مستحيل حتى لو أرادا ان يجتمعا، هو على عكس الجميع تعلم بانه يحمل شيءا بداخله، عاصفة ستدمر كل شيء بمجرد خروجها.

بينما هي ليست بالمرأة التي تقبل على نفسها ان يتم معاملتها معاملة المزهرية كما حصل ما والدتها لسنوات، مجرد وجه جميل و جسد رشيق تمسك يد زوجها بالحفلات و المناسبات، هي شخص، هي كيان قبل ان تكون ابنة احد  او زوجة احد.

"سيدتي لقد وصلنا "

خرجت من شرودها على صوت لوك الجاد و هو يفتح باب المنزل من اجلها لتومىء بهدوء و هي تخطو الى داخل المنزل. وضعت الزهور على الطاولة و ازالت ربطة شعرها تاركة اياه يرتاح قليلا، ثم وضعت هاتفها و السماعات على جنب لتسمع صوت حركة كثيرة بالمنزل على غير العادة فلا احد يستيقظ مبكرا عداها. و لكن هاته المرة تفاجأت بشكل ماري و هيرا اللتان يركضان من مكان الى اخر مع بعض الثياب و حالة المنزل اصبحت رأسا على عقب

" ماري، هيرا ما الذي يحصل ؟ لماذا تحضران حقائب السفر؟ هل ستذهبان الى مكان ما؟"

نظرت لها هيرا و هي تركض من مكان لآخر توظب ثيابها بينما تقول بسرعة

" ليس انا و ماري فقط بل ثلاثتنا، هيا فلتقومي بتجهيز حقيبتك ايضا لا وقت لدينا "

" اجهز حقيبتي؟ لماذا؟ ما الذي حصل؟"

نظرت بنفاذ صبر نحو كلا الفتاتين لتتنهد ماري بهدوء قبل ان تقترب ممسكة بيدها لتقول بثبات

" بالحقيقة يجب ان نعود ثلاثتنا الى ايطاليا مجددا ؟"

" أنت تخيفيني ماري، تحدثي ما الامر ؟"

" بالحقيقة إنه ماكس "

ماكس، اسم الشخص الذي يكون زوجها و لكنها لم تسمع منه اي خبر منذ رحيلها، الآن يجب ان تعود من اجله مجددا، و على ما يبدو الوضع سيء للغاية.

و بدون سبب وجدت نفسها تتذكر فجأة سؤاله بآخر يوم لهما معا

" هل ستبكين عند موتي؟"

نظرت نحو ماري و بلعت ريقها مجددا غير قادرة على التفكير بشيء، سوى ان زوجها المزعوم قد أصابه شيء.

" هيا إلينا لا وقت لنضيعه اسرعي "

صرخت هيرا من الخلف و هي ترمي حزمة الثياب بداخل الحقيبة بينما تحاول اغلاقها دون ان تهتم بترتيب شيء

"ح..حسنا "

ركضت الينا نحو غرفتها لتحمل حقائب السفر بسرعة و تشتت و هي تركض بأنحاء الغرفة محاولة تجهيز اغراضها و ثيابها و لكن عقلها ليس معها

" الينا اسرعي الطائرة تنتظر "

بعد سماعها لنداء ماري من الخارج لم تهتم لجمع باقي الاغراض لتغلق حقيبتها بسرعة و هي تسحبها مغادرة الغرفة بينما تجيبها

" قادمة قادمة "

قابلها لوك بمجرد خروجها من الغرفة ليحمل حقيبتها عنها ثم غادر من جديد لتركض نحو هاتفها تحمله من جديد و لكنها توقفت لثوان عندما وقع بصرها على باقة الورد التي اشترت صباحا، خصوصا زهرة التوليب التي تقع بالوسط

" الينا هيا جميلتي لقد تأخرنا بما فيه الكفاية "

نادت هيرا من الخلف و هي تجمع شعرها على شكل كعكة مبعثرة لتومىء الاخرى و هي تسحب الزهرة من الباقة ثم ركضت خلفهم

بعد ساعة كانوا لا يزالون على متن الطائرة، الجميع عاد الى النوم الا هي. طوال الطريق كانت تفكر و تفكر بما الذي قد اصابه؟

حسنا هي لا تحبه و لا تشعر باي شيء ناحيته و لكن لكونها لا تزال صغيرة بالسن سيتم اجبارها على الزواج مجددا اذا توفي ماكس، و لكن على عكس اول مرة سيتم تزويجها من اي عجوز هاته المرة و المشكلة انها لا تزال عذراء الى الان لكونها قد غادرت يوم زفافها مما سيجعل هذا قضية كبرياء لعائلة بروفاسي فهم لن يقبلوا ان يتحدث احد عنهم فكونها عذراء طوال سنتين سيجعل هذا ان ماكس كان به مشكلة و لن يهتم احد للسبب او ما حصل مما قد يؤدي الى شيئين قتلها ام اجبارها مع عائلة ماكس الى الابد

"حاولي النوم جميلتي "

خرجت من شرودها على صوت ماري التي كانت تعود من الحمام لتنفي الاخرى و هي تمرر يدها على ذراعها و كأن قشعريرة مرت بسائر جسدها من مجرد تفكيرها بما قد يحصل

" إلينا "

نادتها ماري من جديد و هي تشاهدها بعدم فهم لتنظر الينا نحو النافذة تتابع السحاب و السماء الزرقاء الصافية لتتنهد ماري و هي تغمض عيناها عائدة الى النوم من جديد

" لقد وصلنا "

تحدث لوك و هو يقف اولا مع الحارسان الباقيين مغادرين الطائرة قبل الباقي لتقف البنات بالجهة الاخرى مستعدين للمغادرة و لكن عندما نظرت هيرا و ماري الى الخلف وجدا الينا لا تزال متجمدة بكرسيها

" هيا الينا ما بك اليوم ؟"

نادتها هيرا لتعقد ماري حاجبها بالخلف غير متأكدين من حالها لتتنهد بهدوء قبل وقوفها و اللحاق بهم.

بمجرد مغادرتهم الطائرة ركضت هيرا نحو ديمن الذي كان يقف بشكل مائل على سيارته و هو يرتدي نظارته الشمسية لتعانقه و هي تضحك بقوة

" خطيبي المحترم لقد اشتقت لك "

ابعد ديمن ناظرته الشمسية و نظر نحوها بهدوء دون التحدث بحرف قبل ان يرفع يدها اليسرى مبعدا خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها و هو يجيب ببرود لا يحمل اي مشاعر

" هيا يا صغيرة بروفاسي لنذهب، اركبي السيارة "

اختفت ابتسامة هيرا تدريجيا من بروده المعتاد قبل آن تتأفف و هي تبعد يداها حول عنقه و تركب السيارة بالمقعد الأمامي بجانبه.

" اخي لقد اشتقت لك كثيرا "

تحدثت ماري و هي تبرز شفتها السفلى قبل فتح يدها لاخيها الذي قلب عينيه على دلال اخته و ابنة عمه و التي بالاصل تكون خطيبته ايضا

" هيا يا مدللة بروفاسي لا وقت لدينا "

" الن تعانقني؟ لم نرى بعضنا البعض لمدة سنتين "

قلبت ماري عيناها و هي تمرر يدها بداخل خصلات شعرها الطويل قبل الاقتراب من اخيها و تعانقه بقوة، و لكن بالرغم من البرود الذي كان يظهر على ملامح ديمن و تصرفاته رفع يديه يعانق شقيقته الصغيرة

" كان لمصلحتك و لمصلحة الجميع "

أومأت ماري و هي تبتعد عن أخيها لتضع يدها على خده بينما تنظر لداخل عيناه و هي تجيب بشوق

" لقد اشتقت للجميع ديمن، حتى روميو المزعج اشتقت له هل تصدق ؟"

" هيا الى السيارة "

تمت ديمن بعدم اهتمام و هو ينظر نحو الينا التي كانت تشاهد من بعيد بصمت ليقول بهدوء و صوت جاد

" اهلا بعودتك "

" اهلا بك "

اجابته الينا بهدوء بينما تقترب من السيارة لتركب بالخلف بجانب ماري التي كانت مشغولة بهاتفها، هيرا التي كانت بالامام جانب ديمن كانت تنظر لكل حركة يقوم بها اثناء قيادته مع عدم اهتمام ديمن الواضح مما ازعجها فاطلقت تنهدا ساخرا قبل ان تنظر الى النافذة

" انها تزعجه فحسب "

سماع صوت ماري الخافت جعلها تستدير و تنظر لها بعدم فهم و لكن بعد ان اشارت ماري بعيناها نحو هيرا و ديمن فهمت مقصدها

" هل انت متأكدة؟ من ملامح وجهها يبدو بأنها عاشقة "

" ستفهمين قصة هيرا و ديمن في ما بعد لا تقلقي "

" لا اريد ان افهم شيء، لافهم قصتي اولا و بعدها لا يهم شيء "

تمتمت إلينا بصوت خافت و هي تستدير متابعة المناظر و العالم الخارجي الذي تراه من النافذة محاولتا تشتيت تفكيرها عن ماكس فها هم افراد عائلته يتصرفون بطبيعية اذا ما كان سبب سفرهم يا ترى؟ قد يكون حيا و لكنه مصاب؟ هذا ممكن ايضا اليس كذلك ؟

خرجت من شرودها التي غرقت فيه لمدة لتجد بأنهم قد دخول حدود قصر عائلة بروفاسي الشهير بكافة ايطاليا. كان القصر كبيرا بشكل لا يمكن تخيله حيث كان هذا القصر يعود لعائلتهم منذ قرون، و قد تمت توارثه من جيل الى اخر.

جميع افراد العائلة يعيشون تحت نفس السقف و بنفس المكان و لكن تم تقسيم القصر فيما بينهم حيث تم اعطاء كل شخص جناحا كاملا يتحكم به كما يريد، ليبقى القصر الموجود بالمنتصف مكانا يجتمع فيه باقي الافراد، لكونه ليس ملكا لاحد

حدود القصر كانت عبارة عن غابة و ليس مجرد حديقة، تم بناء القصر وسط غابة مما يجعل الوصول اليه صعب و الخروج منه اصعب لكون الغابة تعتبر متاهة لمن لا يعرف القصر جيدا. بعيدا عن الغابة كان الحرس يتواجد بكل مكان و لكن بشكل متخفي فقد يمر الشخص من جانبه و لا ينتبه اليه حتى، لذلك لا احد يتجرأ على التفكير حتى بالمرور بجانب القصر فما بالك عن محاولة دخوله

" لقد وصلنا اخيرا "

تحدث ديمن بملل بعد ان توقف امام النافورة الكبيرة التي تقع مقابل القصر مباشر تحديدا عند ساحته مما تعطي منظرا من الجمال و الرقي الايطالي، حيث تفرق عدد من الحراس حول المكان بشكل متضاعف عن باقي ارجاء القصر

" و اخيرا قصر العائلة "

تنهدت هيرا بحماس و هي تغادر السيارة ليقلب ديمن عينيه على تصرفها و لكن سرعان ما ركضت الى الداخل كطفلة صغيرة متشوقة

" هيا يا فتيات لقد وصلنا هل تحتاجون دعوة لدخول منزلكم "

تمت ديمن و هو ينظر لماري و الينا من المرآة الامامية مع غمزهم لتبتسم ماري و هي تجيبه قبل فتح الباب الذي بجانبها

" هل هناك احد يحتاج دعوة لدخول منزله؟"

" المنزل؟ منزلي ؟"

تمتمت الينا بصوت خافت و لهجة غير مصدقة و هي تغادر السيارة كذلك و تخطو نحو القصر بهدوء دون ان تتوقف او تسمع ما يقوله الباقي، عقلها كان مع ماكس و حاله، قلبها يخفق قلقا و خوفا على حالها، لن تستطيع العودة للعيش بمنزل والدها الذي كان كالسجن لها لمدة ثمانية عشر سنة و خصوصا بعد ان تذوقت طعم الحرية بهاته السنتين

دخلت القصر خطوة بعد خطوة مغلقة العينين لا تستطيع مواجهة ما ستقابله، بينما رأسها يرسم العديد الافكار و المخططات بينما يدها كانت لا تزال متمسكة بالزهرة التي كانت لا تزال بيدها منذ الصباح، لتسمع صوتا تعرفه جيدا

" هل وصل الجميع ؟"

توقفت خطواتها واقفة بمكانها، الصوت قريب منها و لكن ليس بجانبها تستطيع الشعور بذلك، فتحت عيناها بهدوء و هي تتنفس بهدوء محاولة التأكد من ما تسمعه لتقترب اكثر و لصدمتها لقد كان هناك، ماكس واقف بالقاعة الاخرى و سليم تماما.

بعد ان رأته و تاكدت من كونه سليما ركضت ناحيته و وضعت يدها على خده مما جعله ينصدم لبرهة كما فعل الباقي، فوقف ماكس يعقد حاجبيه معا ينظر إليها بعدم فهم و الاهم بعدم تصديق لتسأله بقلق

" هل انت بخير؟"

ابعد راسه الى الخلف قليلا مسقطا يدها من على خده و هو ينظر لها بتعجب قائلا ببرود جامد

" بالطبع انا بخير، ابعدي يديك عن وجهي ما بك؟"

رمشت الينا و هي تضع يداها فوق كتفيه تحاول التأكد مما اذا كان سليما لتقول بصدمة

" و لكن.. و لكن.."

تمتمت غير مستوعبة و هي تضع كلتا يداها على وجهه من جديد محاولة التأكد من ما اذا كان حقا حقا بخير ليبعد راسه من جديد و هو يقول ببرود

" انا بخير تماما كما ترين، السؤال الاهم هو هل انت بخير؟ ما الامر ؟ ما الذي اصابك؟"

بعد كلامه البارد و طريقة تصرفه نظرت الينا نحو ماري بنظرات قاتلة و هي تسألها بغضب

" الم تقولي باننا يجب ان نعود بسبب ماكس ؟ اذا ما به ؟ انظري انه بوضع افضل من وضعي حتى "

رمشت ماري بصدمة و توقفت عن معانقة والدها لتنظر الى الينا الغاضبة بعدم استيعاب

" انا قلت سنعود بسبب ماكس اي ان ماكس قد طلب ذلك "

" ماذا هل تمزحين الان؟"

" لا اسأليه "

نظرت الينا مجددا نحو ماكس الذي لا يزال يرفع حاجبه متابعا ما يحصل بملل ليقول

" ما بك il mio؟ هل ظننت بانني ساتركك هناك دائما ام ماذا؟"

نظرت نحوه الينا بصمت قبل ان تمرر يدها على عنقها متنفسة بعمق تحاول الهدوء بعد الصدمة التي مرت بها هذا الصباح، ثم اجابته ببرود

" بالحقيقة كنت اعيش بسلام لو انك تفضلت و تركتني ما كان ليحصل شيء"

ارتفعت شفة ماكس العليا قليلا بشبح ابتسامة ليقترب منها خطوة و هو ينظر لداخل عيناها قبل ان يجيب على كلامها

" لسانك اصبح قد طويلا اليس كذلك؟"

اشتدت اسنان الينا فوق بعضها من برود ماكس الغريب، لم يلتقيا كثيرا بل لمرات معدودة تستطيع ان تعدها على اصابع يد واحدة و لكن بروده و كلامه يستفزها، اقتربت نحوه خطوة مقابل الخطوة التي خطاها من قبل و هي تنظر الى عينيه بتحد قبل ان تضيف

" اجل طويل للغاية ما الذي ستفعله هيا؟"

" الينا حبيبتي هيا لكي ترتاحي قليلا "

قالت هيرا بسرعة مقاطعة ما كان يحصل حولهما ثم اقترب اليها و هي تسحبها معها بعيدا ليقول روميو بجدية بينما يشاهد مغادرة الفتاتين

" هل هذه الفتاة البريئة التي لا تستطيع فتح فمها التي اخبرنا والدها عنها؟"

قضم ديمن قضمة من التفاح الاخضر الذي حمله من على الطاولة و هو يضيف باستمتاع

" يبدو ان القطة البريئة قد تحولت الى قطة مشاغبة بهاته السنتين؟"

بدون اهتمام توجه ماكس الى الخارج و هو يجيب على كلامهم

" لا.. لقد كانت هكذا عندما بعثتها بعيدا، فقد كانت تتحدث دون تفكير "

بعد سماع ما قاله نظر روميو و ديمن لبعضهم البعض ثم ركضوا خلف ماكس الذي غادر و هما يتحدثان دون توقف

" حقا واو اتشوق لرؤيتكما معا من الان فصاعدا سيكون الامر ممتعا للغاية، ما رايك cugino ؟"

- ابن العم -

أومأ ديمن عدة مرات و هو يجيب ابن عمه بحماس مماثل

" لقد تشوقت للأمر منذ الان "

تجاهلهم ماكس كعادته و هو يضع نظارته الشمسية و يخرج من القصر كليا ليقول روميو من الخلف و هو يشاهد الغبار الذي خلفته سيارة ماكس لسرعته

" تخيل معي ماكس الصنم البارد مكعب الثلج مع الينا القطة النارية المشتعلة الن يكونا مسليين ؟"

وضع ديمن يده على كتف ابن عمه و هو يوافق كلامه قائلا بجدية

" اتفق معك cugino سنستمتع بالعرض من الان فصاعدا، لعلنا نخرج من جو الملل المرافق للقصر هاته الفترة "

" اووه سنفعل كن متأكدا من ذلك "

بعد ان ابعدت هيرا و ماري الينا عن الباقي كانوا يتحركون نحو الجناح الشرقي لتتحدث ماري اولا

" الينا هل جننت ؟ ما الذي جعلك تفكرين بأن شيءا قد اصاب ماكس ؟"

" وااو لا اعلم هل يا ترى حالتكم هذا الصباح ؟"

" حسنا لقد كنا على عجلة من امرنا قليلا و لكن كل ما في الامر لقد طلب ماكس عودتنا من اجل زفاف فكتور"

تحدثت هيرا من الجهة الاخرى لتتوقف الينا مما جعلهم يتوقفون ايضا و هي تنظر لهم بعيون شبه مغلقة

" زفاف فكتور؟ حفل زفاف هذا يعني ان الثأر بشأن والد ماكس السيد سامويل قد تم اخذه اليس كذلك ؟"

" صحيح، تعلمين القاعدة يتم منع اي حفلات او مناسبات الى ان يتم اخذ الثأر و الا سيعتبر إهانة لجميع العائلة "

وضحت لها هيرا من جديد لترمش الينا لبرهة قبل ان تبلع ريقها و هي تقول مضيفة

" هل هذا يعني ان ماكس؟"

" اجل تماما كما يدور برأسك الان، ماكس قد انتقم لوالده بنفسه بعد ان قطع رأس قاتله و وضعه على باب القصر و حاليا لقد استلم منصب والده و احترامه رسميا بعد الانتقام له "

اجابتها ماري هاته المرة و هي تسحبها من يدها لكي يكملوا تحركهم لتتبعهم بهدوء هاته المرة.

كان الثلاثة يتحدثان طوال الطريق الى ان توقفت هيرا و ماري امام باب جناح كبير جعل الينا تنظر له بتعجب و هي تسأل الفتاتين

" اين نحن؟"

نظرت ماري نحو هيرا و غمزتها دون ان تنتبه لهما الينا لتجيبها ماري بابتسامة باهرة

" غرفتك حبيبتي "

" غرفتي؟ الن ابقى بالغرفة التي ظللت بها قبل سنتين؟"

اجابت إلينا بعدم فهم و هي تفتح باب الجناح متقدمة الى الداخل قبلهما لتمسك هيرا ابنة عمها بالخلف و هي تسالها بعدم فهم

" لماذا لم تخبريها بان هذا يكون جناح ماكس؟"

" الا تعرفين الينا؟ لو عرفت انه جناح ماكس لن تدخله "

التفت الينا لتجد ماري و هيرا يتحدثان بصوت منخفض لترفع حاجبها الايسر و هي تقول بصوت غير واثق بهما

" لماذا تتحدثان بصوت منخفض مثل اللصوص؟"

" لا شيء جميلتي لندخل هيا "

غيرت هيرا الحديث و هي تقترب من الينا واضعة يدها على كتفها لتتحرك الاثنتان الى الداخل.

تدخل الينا الغرفة حيث تم وضع اغراضها و ترتيبهم مسبقا، كانت تنظر بالارجاء بهدوء تتأمل ديكور الغرفة الراقي الذي يدور حول اللون الابيض و الاسود و الرمادي و كل شيء مرتب و انيق و دقيق للغاية و كأن صاحب الغرفة شخص مهووس للغاية.

لم تسألهم لماذا اعطوها هاته الغرفة بالضبط و ابعدت كليا فكرة كونها غرفة ماكس فالبنسبة لها غرفة شخص مثله يجب ان تكون مثل غرف الاشخاص الساديين و المضطربين فهذا ما يظهر عليه هو

" هل احببت الجناح؟"

تحدثت ماري و هي تفتح النافذة بالغرفة لتستدير نحوها الينا مبتسمة و هي تومىء برأسها قبل ان تجيب بحماس

" احببته كلمة بسيطة لقد اغرمت به "

" جيد هذا كل ما نريد "

اضافت هيرا و هي تعطي الينا حقيبة ثياب صغيرة لتتعجب إلينا من الامر و لكنها اخذت الحقيبة و وضعتها فوق السرير وسط الغرفة لتفتحها بينما هيرا و ماري كانتا متحمستين و ذلك كان واضحا للغاية على ملامحهما

" ما الامر لماذا كل هذا الحماس ؟"

" افتحي بسرعة هيا "

تجاهلت الينا حماس الفتاتين و فتحت الحقيبة و لكنها اعادت اغلاقها بسرعة عندما لمحت ما يوجد بداخلها لتنظر الى هيرا و ماري بعيون متوسعة من الصدمة و عدم التصديق، فالحقيبة كانت تحمل ثياب نوم فاضحة للغاية

" ما هذا يا هذا ؟ "

رمشت ماري ببراءة مصطنعة لا تمس لها بصلة و هي تجيبها بصوت ناعم و هادىء

" ثياب نوم "

قلبت الينا عيناها و هي تعيد فتح الحقيبة لتحمل احد الثياب بين يديها و تفتحه امام الفتاتين اللتان انبهرتا بالثوب لتجيبهم ساخرة و هي تظهر لهم الثوب

" ثياب نوم؟ حقا؟ لم اكن اعلم، شكرا على اخباري "

" هاهاها مضحكة للغاية "

اجابت هيرا بنبرة ساخرة ثم قلبت عيناها و هي تتقدم من الينا و تفرش ثياب النوم على السرير بحماس لتنظر لهم لتزيل الينا بسرعة و هي تجيبها بملل

" لدي ثياب نوم اذا ما حاجتي لهاته، ثانيا متى اشتريتما كل هذا ؟"

اقتربت ماري تبعد يدي الينا و تعيد اعطاء اثواب النوم الى هيرا التي عادت لترتيبهم بينما تجيب على اسئلة الينا

" اشتريناهم و انتهى الامر و ثانيا هاته من اجل ابن عمي و ليس من أجلك "

غمزتها بآخر كلامها لتنفجر هيرا ضحكا مع ماري على تصلب ملامح الينا التي كررت كالروبوت بعدم فهم

" ماذا ؟ ماذا؟ من اجل ابن عمك؟"

" الينا اليوم اول يوم لك مع ماكس تعلمين ما الذي يعنيه هذا؟"

سألت هيرا الينا و هي تنظر نحوها بشك لتنظر نحوها الاخرى بعدم اهتمام و هي تعيد ابعاد ثياب النوم بينما تجيب على تساؤلهم بجدية

" اجل، هذا يعني ان ابن عمك سيظل على نفس الاسلوب الذي عاش عليه طوال هاته السنتين"

امسكت ماري الينا من كتفيها و ادارتها نحوها بسرعة و هي تقول بصوت مرتفع من الصدمة

" تقصدين بانك لن تسمحي له بلمسك ؟"

عقدت الينا حاجبيها بتعجب من صدمة ماري و توسع عيني هيرا لتبتعد عن قبضة ماري قليلا و هي تقول بعدم اهتمام

" طبعا لا"

نظرت هيرا و ماري نحو بعضهما البعض و نظرا نحو الينا التي كانت ترفع حاجبها الايسر تشاهد بثبات ما الذي سيقومان به هاته المرة لترفع هيرا كتفيها و هي تضيف بهدوء

" لا حاجة لان تسمحي له جميلتي فهو لن يسألك "

" حقا هل تنتظرين منه ان يسألك عن هذا؟ صديقتي البريئة "

ضحكت بنات بروفاسي بقوة على الينا التي كانت تتابعهم بصدمة و هي تفتح فمها، لتمسك احد الثياب و تلقيها بوجه هيرا و الاخر يضرب به ماري و هي تقول بتعجب

" ما كل هذا الانحراف ؟ هل تغيرت اعداداتكم بعد العودة لبلدكم و قصر عائلتكم ام ماذا؟"

ضحكت ماري بقوة و هي ترمي نفسها على السرير قبل ان تجيب بابتسامة واسعة و سعادة واضحة

" لا شيء يقارن بالمنزل الينا "

ابتسمت لها هيرا و هي توافقها قبل ان تمسك من جديد الثوب الذي ضربتها به الينا و الذي كان ابيض اللون و كان مثيرا للغاية لترفعه امام الينا و هي تجيبها بغمزة

" عن نفسي لقد احببت هذا الثوب "

اعتدلت ماري بجلستها و هي تتكىء على يديها لتنظر نحو الثوب كذلك قبل ان تومىء موافقة ايضا و هي تكمل

" حقا و ابيض اللون لكي تشعري بأنها ليلة زفافك بحق "

" انت و هي اخرسا حسنا "

تحدثت الينا بتأفف و هي تزيل الثوب من بين يدي هيرا التي قالت بإصرار

" ما رايك حلوتي لنتراهن ؟"

اعادت الينا شعرها الى الخلف و هي تضع باقي الفساتين بداخل الحقيبة لتسأل بعدم فهم دون رفع رأسها

" نتراهن على ماذا ؟"

" حول ليلتك الاولى بالطبع "

اكملت ماري و هي تضرب كفها بكف ابنة عمها قبل ان تنفجرا كلتاهما ضحكا مما جعل الينا تقلب عيناها للمرة التي لا تعلم كم لهذا اليوم و هي تجيبهم بعدم تصديق

" يا الهي لن اتراهن عن ليلتي الاولى و بالطبع لن اتراهن معكما "

نظرت هيرا نحو ماري متجاهلة احتجاج الينا و هي تقول بجدية

" ماذا تقولين ماري هل ماكس سيفعل ام لن يفعل؟"

نظرت ماري نحو الينا التي ابعدت الحقيبة ارضا ثم وقفت امام السرير تضع كلتا يداها فوق خصرها و هي تنظر لهما بعيون باردة لتجيب ماري باستمتاع

" اراهنك على انه سيضاجعها الى الصباح "

" و انا اتفق معك لقد احضرت بعض الادوية من الصيدلية للالم بطريقنا تحسبا لاي امر.."

اضافت هيرا بجدية متفقة مع كلام ماري و هي تضع الادوية جانبا لتقاطعهم الينا

" لا اريد الا تسمعان ؟"

رفعت ماري كتفيها و هي تجيب الينا بنبرة تدل على عدم اهتمامها التام

" ليس من الضروري ان تريدي لان ماكس ليس بشخص يستمع لغيره و بالطبع اذا اراد فعل شيء سيفعله و لو كلفه ذلك ربطك بالسرير"

قالت هيرا بنبرة حالمة و هي تضيف فوق ما قالته ماري

" اسلوب كريستيان غراي "

رمشت الينا و هي تدفع كلتاهما من فوق السرير بينما تصرخ

" منحرفتان مقرفتان "

ضحكت الاثنتين و هما يتوجهان الى الباب لتدفعهم الينا الى الخارج و لكن كل واحدة امسكت بأحد الابواب الخاصة بالجناح و هما يضيفان

" سنتحدث عن هذا غدا صباحا انا بحاجة لتفاصيل كل ما سيحدث اليوم "

" لن يحدث شيء ابعدي يدك عن الباب "

اجابت الينا و هي تبعد يدي هيرا عن الباب لتضيف ماري من الجهة الاخرى و هي تتحدث بجدية

" اتفق هيرا فكل عاهرات ماكس يقلن بانه رائع بالسرير"

استدارت الينا تنظر الى ماري بصدمة قبل ان تضرب يديها ايضا و هي تقول بعدم تصديق

" يا الهي اذهبا هيا بعيدا "

" التفاصيل الينا لا تنسي "

" حسنا حسنا فقط تحركا "

اخرجتهم الينا و اغلقت الباب خلفها قبل ان تتوجه الى السرير و ترتمي فوقه نائمة بتعب.

استيقظت الينا بعد فترة و شعرت بأنها قد نامت نوم الدببة بحالة السبات، نظرت نحو الساعة لتكتشف بان الليل قد حان، تنصدم من كل هذا النوم و لكنها لم تهتم كثيرا فليس هناك شيء طارىء لتقوم به

وقفت من السرير و توجهت نحو النافذة تشاهد الخارج و تفاجأت من المكان، الحديقة التي حول القصر تحمل شكل متاهة، و ما بعد الحديقة هناك الغابة هذا يعني ان خروجها من القصر دون اذن و مع شخص ما شيء مستحيل

" عدنا الى السجن الينا "

هنأت نفسها بسخرية و هي تعود الى الداخل ثم بدأت تزيل ثيابها و رمتها ارضا مقررة الاستحمام قليلا لابعاد التعب، توجهت بثيابها الداخليه الحمراء نحو الحمام و تعجبت من فخامته فقد كان مبهرا كما كان حال الجناح تماما

فتحت الماء بالبانيو ثم وقفت تنظر الى نفسها بالمرآة ثم تنهدت بهدوء قبل ان تزيل ثيابها الداخلية ايضا ثم حملت احد القارورات الموجودة على رفوف الحمام ثم وضعت غسول الاستحمام الذي اعجبت برائحته الذي كان بين باقي الاغراض لتسترخي بالداخل و هي تتذكر ما حصل قبل سنتين عندما سافرت

فلاش باك

بعد ان وصلت الينا، هيرا و ماري اخيرا كانت الينا لا تزال غاضبة للغاية بسبب ارسالها الى خارج البلد عوضا عن اعادتها لمنزل عائلتها

" ما دخلي انا بترحيلكم خارج ايطاليا؟ لو أنني ظللت بمنزل والدي اليس افضل لي؟"

قالت الينا بغضب لترمي هيرا نفسها فوق احد الكراسي بتعب بينما ضحكت ماري بسخرية و هي تزيل حذاءها قبل ان تجلس بجانب هيرا

" انت من الان فصاعدا جزء من بروفاسي جميلتي لذلك انسي الذهاب لمنزل والدك"

نظرت لها الينا بغضب قبل ان تعض شفتها بعصبية و هي تجيب بجدية

" لن يستطيع احد منعي عن والدي اتسمعين؟"

اغمضت ماري عيناها و هي تعيد رأسها الى الخلف لتكمل بتعب

" اسمعك الينا و لكن هذا الشيء يجب ان تناقشيه مع ماكس و ليس معنا"

ضحكت الينا بسخرية و هي تضع يداها فوق خصرها قبل ان تسأل باستهزاء

" عفوا و لكن ما دخله الان ؟"

رفعت هيرا راسها و نظرت نحو الينا بعيون جادة بينما ترفع حاجبها الايسر و تفتح فمها لاول مرة منذ ان وصلا

" زوجك؟"

" زوجي على الورق "

ضحكت ماري بسخرية و اعتدلت بجلستها فقد اثار الموضوع اهتمام بنات العم كلتاهما قبل ان تجيب

" ماكس لا يهتم بورق او غيره و ما دمت زوجته فأنت زوجته و هذا ما يهمه "

" وغد لعين "

شتمت الينا جلست امامهم مباشرة لتنظر ماري و هيرا لبعضهم البعض متعجبين من عصبية الينا من جهة و منصدمين من وجود شخص يتحدث عن ماكس امام افراد عائلته بدون خوف او اهتمام ليسمعاها تضيف بملل

" ما كان ذنبي بحرب المافيا تلك ؟"

" حرب مافيا؟ ما قصدك؟"

سألت هيرا و هي تتابع الينا التي تنهدت بملل و هي تجيب بغضب

" الزواج لايقاف حربهم اللعينة "

ضحكت ماري بسخرية و هي بنبرة تدل على عدم الاهتمام و الملل

" اوه لا عزيزتي، ماكس رفض الزواج منك بالاول الا تعلمين ذلك؟"

تذكرت الينا فجأة اول مرة قابلت ماكس و عائلته و ما حصل يومها لتقول بعدم فهم

" ما قصدك؟ هل رفضني و تزوجني ؟ هل هو معتوه ام ماذا؟"

تعجبت الفتاتين لتقول هيرا بعدم تصديق و هي ترفع كلا حاجبيها

" الا تعلمين حقا؟"

" اعلم ماذا ؟"

سؤال الينا و عدم فهمها جعل من ماري و هيرا يستوعبان بأنها حقا لا تملك اذنى فكرة عن ما يقصدنا لتقول ماري غير مصدقة

" اوه انت حقا لا فكرة لك"

" تحدثا هيا لقد بدأت انزعج "

سألت الينا بعصبية من كل هذا التمطيط الذي يحصل لتعدل هيرا مكانها و هي تنظر الى الينا مباشرة قبل ان تتحدث

" كان من المفترض ان تتزوجي ماكس و لكنه رفض و اصر على ان يقيم حربا فوق رأس والدك"

ما الذي تتحدثان عنه ؟ فكرت الينا و هي تستمع لما تقوله ماري و هيرا متعجبة

" لماذا لم يفعل ؟ كان ليكون افضل للجميع "

" حسنا عندما رفض ماكس الزواج اولا قرروا ان يتزوج الابن الاكبر بك مما يعني فكتور فوالدك اراد ماكس كونه وريث عمي الوحيد كما تعلمين و لم يكن ليقبل بشخص اخر "

شرحت ماري اكثر مما صدم الينا ، كل ما يقال الان لا علم لها عنه بل و لا حتى فكرة، لقد تم التلاعب بحياتها و كأنها مجرد شيء و ليست شخصا يحمل روحا

" هل ابي داخل هذا الامر ايضا؟"

" اجل الينا فالامر بمصلحته بالطبع سيكون بداخل الأمر منذ البداية "

اضافت هيرا موضحة و هي تشعر بالاسف على حال الينا التي كانت الصدمة تظهر على ملامحها و لكن سرعان ما محت الينا ذلك من على وجهها و هي تسال من جديد فهي تعلم ان لا شخص اخر سيخبرها بالحقيقة غيرهما

" اذا لماذا لم اتزوج فكتور؟ لماذا تزوجت من ماكس الذي رفضني مسبقا؟"

عضت هيرا شفتها و نظرت لماري التي كانت مترددة بين التحدث ام عدمه لتتنفس بهدوء قبل ان تقرر الحديث فإلينا لها الحق بمعرفة ما يدور حولها خصوصا بما انهم سيعيشون مع بعضهم البعض لاخر حياتهم

" الى حدود يوم الخطوبة كان فكتور عريسك الينا و لكن ماكس قلب الطاولة يومها قائلا بانه تراجع و بانه هو من سيتزوج بك"

تذكرت الينا ما حصل يومها و كيف تحدث مع والدها بعدم اهتمام عن زواجهم و كيف كانت هي تنظر حولها بعدم فهم

" و لكن لماذا ؟"

" كيف ساشرح لك الان ؟"

قالت ماري و هي تجد صعوبة بالشرح لتكمل هيرا و هي تقترب جالسة بجانب الينا مباشرة

" ماكس مريض يا إلينا "

رمشت الينا و تذكرت جملته "هل ستبكين عند موتي " التي نطقها قبل سفرها لتبلع ريقها و هي تجيب بنبرة حاولت جعلها غير مهتمة

" ليمت.. ما علاقتي انا ؟"

" لا لا ليس ذلك النوع من المرض الينا مرضه شيء مختلف "

شرحت هيرا مجددا و هي تنظر الى الينا لعلها تستوعب و لكن الينا سرعان ما صرخت بعدم تصديق و هي تقف من كرسيها

" هل تزوجت مجنونًا الان؟ لماذا لم تقولوا هذا وقت الزفاف؟"

قلبت ماري عيناها و هي تجيبها بملل

" الينا كفى ماكس ليس مجنونًا اكيد "

" ساصفعكما الان تحدثا لقد مللت حقا "

نظرت نحوها الفتاتين بعدم تصديق و لكن سرعان ما ضحكت الاثنتين بسخرية لتقول ماري مضيفة

" ماكس يعاني من analgesia و هو مرض اللاشعور "

رمشت الينا لبرهة قبل ان تجلس مكانها من جديد و هي تسأل بتردد غير قادرة على استيعاب ما الذي يتحدثان عنه

" ما هذا الان؟"

" ماكس لا يستطيع ان يشعر بشيء هو غير قادر على ذلك"

شرحت لها ماري من جديد و لكن الينا قلبت عيناها و هي تكمل ساخرة

" انا اعلم منذ البداية بانه وغد عديم المشاعر ما الجديد؟"

" لا استطيع حقا اشرحي لها انتي هيرا "

قالت ماري بعد نفذ صبرها من مقاطعة الينا لها مع أجوبتها الخطيرة لتضحك هيرا بهدوء قبل ان تومىء و هي تقول لالينا

" لا الينا هذا ليس ما قصدناه، اقول ان ماكس لا يستطيع الشعور ابدا و هذا مرض نفسي تعرض له بسبب صدمة من طفولته من وقتها لم يعد يشعر لا بالفرح و لا بالحزن و لا بالالم و لا باي شيء اخر "

كلمات هيرا ترددت بداخل رأس الينا عدة مرات غير قادرة على التصديق، كانت تظن بان ماكس و عائلته بالاضافة الى والدها و باقي اعضاء المافيا اشخاص بشخصيات باردة غير مهتمة و لكن لا يشعر بتاتا هذا شيء جديد

" هل تتحدثان بجدية ؟"

" مع الاسف نعم"

جواب هيرا و تأكيدها جعل التوتر يمر بداخل الينا التي لم تعلم ما الذي ستفعله ثم مررت يدها بداخل شعرها و هي تسأل بجدية

" و ما دخل انفصامه بي؟"

نظرت هيرا لماري هاته المرة لتومىء ماري بهدوء قبل ان تقول

" لقد كنتِ انتِ المحفز خاصته الينا "

" ماذا ؟ محفز؟ محفز ماذا؟"

" حسب كلام طبيبه، لسنوات ماكس كان بحاجة لمحفز لاتصال بمشاعره التي قد نسيها و دفنها بعيدا و انت كنت ذلك المحفز لذلك اصر على الزواج بك بعد ان رفضك بعد ان كان على استعداد ليقيم حربا "

ظلت الينا صافنة تستمع لما تقول ماري و هي تنتظر التكملة و لكن لا توقفت عن الحديث تعطيها فرصة لتستوعب ما قالته لتضحك الينا بعدم تصديق و هي تنظر اليهما غير مصدقة

" هل جننتما ؟ انا لم اكن اعرفه حتى و اول مرة قابلته كانت يوم الخطوبة لا علم لي بشيء"

" و لا نحن نفهم الينا، لا احد يعرف ما برأسه و لا ما يدور بداخله "

قالت ماري بهدوء و تفهم لصدمة الينا لتقاطعها هيرا مضيفة بشرود

" عندما تمت الخطوبة و عاد الى القصر يومها اقام عمي القيامة قائلا بانه قد قلل من احترامه و اهانه هو و عائلته امام العدو. هناك ماكس اخبره بما صدمه و صدم الجميع "

ابتسمت ماري و هي تكمل كلام ابنة عمها قائلة

" " لقد جعلتني اشعر " هذا ما خرج من فمه، هل تعلمين مقدار الصدمة التي حلت على الجميع يومها؟ لم نتخيل ابدا ان ياتي يوم و يقول ماكس هذا بنفسه و لكنه قاله حقا لقد اخبر عمي بكل برود انه فور ان راكي احس بشيء لم يفهم ما هو و لكن شيء ما بداخله قد حصل "

" و لكن و لكن لقد رايته لعشر دقائق هذا مستحيل "

تمتمت الينا محاولة تذكر ما حصل يومها، هل فاتها شيء يا ترى ؟ ما الذي قد يكون جعله يشعر؟

" ماكس مريض الينا و لم نعلم يوم ما هو الحافز الذي سيشفيه او يعيده و لا نعلم الى الان ما الذي طرأ يومها معك ليحس او بما شعر لذلك هو متمسك بك فانت حاليا الشيء الوحيد الذي يجعله يشعر و هو لن يتنازل عنك "

مررت الينا يدها حول عنقها تشعر بالخوف مما سمعته و الصدمة التامة لا تعرف ما الذي تقوله ام تفعله

" و لكن .. و لكن"

" اعلم بان كل هذا خطأ و انه لا ذنب لك و لكن هذا ما حصل "

" هل هذا هو السبب الذي جعل والد ماكس يخبرني بتلك الاشياء يومها "

تمتمت الينا متذكرة كلام ماكس عن جعله يشعر لتتفاجىء الفتاتين و هما يسألونها

" ماذا قال لك عمي؟"

تجاهلتهما الينا وهي لا تزال مصدومة تحاول استيعاب كم المعلومات التي وصلتها اليوم لتقول

" هل اصبحت هوسا لذلك المجنون الان ام ماذا؟"

" لا احد يعلم بشأن ذلك كل ما نعلم هو ان ماكس لن يتركك عزيزتي ابدا"

" هذا اسوء ما قد يحصل لي بعد الآن "

نظر الثلاثة لبعضهم البعض في صمت تام

انتهاء الفلاش باك

دخل ماكس غرفته و ينظر نحو الارجاء يحاول اكتشاف التغيير الذي طرأ منذ دخولها الى مكانه الخاص و لكن لا اثر لها، وضع سترته على الاريكة ليلفت انتباهه ثيابها الملقاة على الارض ليتوجه و يحملهم ثم وضعهم بجانب سترته قبل ان يفتح ازرار قميصه و هو يتوجه الى الحمام ليتفاجىء بالينا ناىمة بهدوء و استرخاء داخل بانيو الاستحمام

ازال ماكس قميصه و سرواله بهدوء و وضعهم على جنب و هو يقترب بخطا هادىء دون اصدار صوت ليرفع حاجبيه و هو ينظر الى ثيابها الداخليه الحمراء الموضوعة على الرف ثم اكمل طريقه نحوها ليجلس على حافة البانيو و ظل ينظر لها بصمت

شيء غريب حولها و شعور بأنها مراقبة جعل الينا تستيقظ و هي تنظر حولها بهدوء و لكن سرعان ما صرخت و هي تغطي جسدها العاري عندما لمحته عار امامها لا يرتدي غير ثيابه الداخلية السوداء لتقول بصدمة

" ما الذي تفعله هنا ماكس؟"

ارتفعت زاوية شفة ماكس باستمتاع لحالها و هو ينحني اليها اكثر قبل ان ينطق على مقربة شبر من شفتها بينما عيناه لم تبتعد عن عيناها و لو لبرهة

" مرحبا بك ايضا il mio"

عودة إلينا بروفاسي إلى القصر توقعاتكم؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro