Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

2

*البدايات*

"حسب الملف الموجود أمامي حاليا و حسب ما تؤول إليه رغبة الطرفين تم قبول الدعوة بعد ان تمت دراستها و منذ هذه اللحظة حكمت المحكمة بتنفيذ قرار الطلاق بين كل من فكتور بروفاسي و ليليا ألفارو قفلت الدعوة "

طرق القاضي مطرقته الخشبية مرتين فوق الطاولة ليرفع فكتور نظره أخيرا من الطاولة لتقع على تلك التي تجلس في الجهة الأخرى من الغرفة بصمت و رأسها منحدر للأسفل.

بالرغم من أن محاميه كان يتحدث معه و يهنئه على الطلاق إلا انه لم يستطع ان يبعد نظره من عليها، كان ينظر و ينظر ينتظر ان ترفع رأسها يريد ان يرى عيناها التي لطالما كانت الشيء الذي أسره، زواجهم لم يكن مثاليا و لكنه يعترف الان هي الوحيدة التي لطالما جعلت قلبه ينبض بنظرة منها، هي مختلفة عن الجميع بالنسبة له.

و لكن لماذا لا ترفع رأسها، ألا يجب ان تنظر اليه بتحد كما تفعل دائما، ها قد حصل ما تريد، ها قد تم طلاقهم، و ها هي قد تخلصت منه كما ارادت

" اليوم الذي سوف أتحرر فيه منك سوف يكون أسعد يوم بحياتي "

لقد كانت تكرر هذه الجملة يوميا منذ زواجهم، بالرغم من أن الطلاق شيء لا يعترف به في قانون حياتهم و لكنه قرر أن يعطيها ما تريده، قرر ان يحررها الان

خرج فكتور من شروده و هو ينظر بصدمة إلى عيونها الحمراء بسبب الدموع، تصلب جسده و اعتدل في جلسته و هو يشاهد نظرتها المجروحة و المنكسرة و كأنها تلومه على ما حصل قبل قليل. رمش أكثر من مرة مصدوما محاولا استيعاب سبب بكاءها، تنظر اليه و كأنه قد كسر قلبها من جديد، اول مرة يشاهد هذه النظر في عيونها، انها حقا تلومه و لكن على ماذا؟

سقطت دمعة يتيمة على خد ليليا التي اغلقت عيناها الاثنتين بقوة و كانها تحاول منع نفسها من البكاء اكثر. شعر فكتور و كأن نبضات قلبه تسارعت بسبب دموعها، توقف كل شيء حوله كان يراقب كل تحركاتها بهدوء يحاول ان يستوعب ما الذي يحصل الان.

تنفست ليليا نفسا عميقا و فتحت عيونها من جديد و لكن هذه المرة تفادت النظر اليه، نظرت إلى كل مكان داخل قاعة المحكمة ما عداه، مسحت خدها بكف يدها ثم بغرورها المعتاد حملت حقيبتها و حتى بدون توديع محاميتها توجهت نحو الباب بخطى ثابتة كارتة فكتور المصدوم خلفها، كان جامدا فقط يتابعها بنظراته.

لحقت بها قدماه قبل ان يستوعب عقله بأنه يمشي خلفها، توقف سائقه امامه و فتح باب سيارته و لكنه كان ينظر إلى زوجته، عفوا زوجته السابقة و هي تفتح باب سيارتها لترفع رأسها و تنظر نحوه اخيرا، كان نظرة اخيرة، كانت الوداع الاخير يستطيع ان يشعر بذلك و بدون ان تبنس بكلمة واحدة ركبت سيارتها و تحركت تاركة اياه يشاهد الطريق الذي غادرته.

**** عودة إلى مدة طويلة (حيث سوف تكون احداث الرواية حاليا)****

الحياة تنقسم لثلاث مراحل بالضبط، الطفولة، و هي تعتبر أطهر و أنقى مرحلة لأي شخص كيفما كان فهي مرحلة تعرفه على الحياة بكل براءة. المراهقة تعتبر ثاني مرحلة حيث يكون على الشخص ان يقرر كيف يريد ان يكون بالمستقبل و دائما ما يجد نفسه بين قرارين لا ثالث بينهما الاول هو ان يكون شخصا جيدا و الثاني ان يكون شخصا سيءا و القرار بالاخير هو الوحيد القادر على اتخاذه اما المرحلة الاخيرة فهي مرحلة الكبر، هي اهم مرحلة حيث ان الشاب لا يعود قادرا على اتخاد قرار الان بل يجب عليه ان يعيش ما قرره سابقا و هو ملزم على خوض هذه الحياة فلا خيار اخر امامه؛ إما العيش او الموت.

كانت ليليا طفلة الثالثة عشر قد توجهت الى الخارج لكي تتجول بعد ان شعرت من الملل من جلوسها مع أمها و أختها و ضيوفهم فهي لم تحب نظرات الاحتراق من اقرب الناس اليها حيث لم يعجبوا بمديح الناس لجمال ليليا بالرغم من كونها طفلة، خصوصا و ان والدتها لا تحب كون ليليا لا تشبهها بتاتا على عكس كاثرينا التي تعتبرها نسخة منها.

حاولت ليليا الصغيرة ان تتجاهل ما يحصل و تتغاضى عن الكلام المجرح الذي تقوله كل من امها و اختها خصوصا امام الناس و هم يقللون منها و من شخصيتها فهي قد كانت طفلة خجولة لتقرر و اخيرا الابتعاد عن الجميع لتأخذها قدمها بعيدا الى الحديقة الخلفية للمطعم و هي تنظر حواليها مستمعة او لنقل محاولة الاستمتاع بمنظر البحيرة الصغيرة الموجودة بمنتصف الحديقة.

اقتربت لتجلس فوق العشب ببطىء محاولة عدم توسيخ ثيابها لان والدتها سوف تعاقبها من جديد او فعلت ذلك و هي حقا لا تريد ان تزعج والدتها بأي شكل من الأشكال. كانت تنظر الى المياه الصافية و هي تبتسم ببراءة قبل ان يلفت انتباهها شخص يجلس على الجانب الاخر من البحيرة، كان يبدو انه صغير السن و لكن واضح انه اكبر منها و لكنها تعجبت من كونه يدخن سيجارة بهذا العمر.

وقفت ليليا من مكانها و خطت بهدوء نحو الشخص الذي يجلس بالجهة الاخرى من البحيرة و هي تنظر له عن قرب، كان وسيما و لكن يبدو عليه علامات التعب، تعلم هاته العلامات جيدا فهي داىما ما تراها على نفسها كلما نظرت الى المرآة. جلست بجانبه و هي لا تزال تنظر اليه، ثم وضعت احد خصلات شعرها خلف أذنها و هي تقول بخجل نوعا ما.

" لا يجب عليك ان تدخن هنا"

لم يستدر الشخص و لم ينظر لها بالرغم من كونه قد سمعها لتحمر خجلا و هي تحمحم قليلا لعلها تجذب انتباهه و هي تكرر

" احمم احمم لا يجب عليك التدخين بهذه المنطقة "

استدار الشاب ينظر اليها لثوان قبل ان ينفخ الدخان بوجهها مما جعلها تكح بقوة قبل ان تتحدث من جديد

" لماذا فعلت ذلك ؟ "

تجاهلها الشاب لتقلب عيناها بطفولة و هي تنفخ بقوة قبل ان تشير الى اللاىحة التي تشير الى ممنوع التدخين بهذا المكان و هي تضيف

" الم ترى العلامة؟"

" ماذا تريدين ؟"

تحدث الشخص لاول مرة، كان صوته خشنا بالنسبة لشخص من عمره، حسنا هي لا تعرف سنه تحديدا و لكن كان يبدو بأن ليس كبيرا للغاية. لدقيقة فقط شردت ليليا بعينيه الخضراء قبل ان تجيب على سؤاله

" لا أريد شيءا "

" اذا ارحلي "

اجابته الباردة ازعجتها مما جعلها تقول بطفولة و عصبية و هي تقف و تضع يداها على خصرها الصغير

" و هل هذه حديقة والدك لكي تطردني منها؟"

ابتسم الشاب ابتسامة صغيرة قبل ان يستنشق آخر نفس من سيجارته، ثم رماها ارضا و دعس فوقها و هو يقف مقابل ليليا و هو يجيب بكل هدوء

" بالحقيقة نعم "

" ماذا؟"

تعجبت ليليا غير فاهمة لما يقوله ليكرر الشخص و هو يشير الى المكان بغرور

" هذا مكان والدي حقا "

" اوه "

رمشت ليليا بالقليل من الصدمة من ما صرح به الشاب و خجلت قليلا بسبب الموقف الذي اوقعت نفسها به، شعرت بأن خدها يصبح احمر اللون و عدلت خصلات شعرها المتناثرة بسبب الرياح و هي تجيب بهدوء

" هذا لا يعني انه بإمكانك التدخين و العلامة تكتب و بوضوح انه ممنوع "

تجاهل الشخص كلامها و اقترب منها خطوة لتجفل بخوف و هي تعود الى الوراء ليسألها دون الاهتمام بإجابتها عما سألت مسبقا

" ما إسمك ؟"

" ماذا ؟"

" إسمك؟"

تعجبت ليليا قليلا و لكنها قررت مسايرته فرفعت رأسها و هي تجيبه

" ليليا "

كرر الشخص خلفها و كأنه يريد تجربت اسمها من فمه كيف سوف يبدو

" ليليا، ليليا ... جميل "

خجلت ليليا اكثر بسبب مدحه فلا احد قد مدحها من قبل لان اختها من كانت تحصل على كل المدح عادة

" شكرا "

" هل تعرفين معنى اسمك ؟"

رمشت ليليا قليلا قبل ان تومىء بتردد و هي تجيب على سؤاله

" هو اسم مأخوذ من زهرة الليلي أو زهرة الزنبق، و هي زهرتي المفضلة ايضا "

ابتسم الشاب امامها و هو يقول بصوت هادىء

" كنت سوف اتفاجاء لو لم تكن زهرتك المفضلة "

" ما قصدك؟"

تجاهل الشاب كلامها و هو يقول شارحا لها بهدوء

" الليلي زهرة رقيقة و ناعمة، و هي ترمز إلى العفة و الطهارة و النقاء."

تفاجأت ليليا لما قاله لتومىء بإعجاب فهي لم تكن على علم بذلك لتقول بجدية

" هذه المرة الاولى التي اعرف بها هذا "

ابتسم الشاب و عندما كان على وشك التحدث من جديد سمع كلاهما صوت اختها الغاضب و هي تناديها من درج الحديقة دون ان تقترب لانها لا تريد لثيابها ان تتسخ

" ليليا تعالي الى هنا حالا "

" اوه يجب ان اذهب "

تحدثت ليليا بخجل و هي تشير نحو اختها ليومىء الشاب بصمت، ابتسم له و بدأت متوجهة الى عند اختها عندما سمعته يقول من خلفها

" فكتور "

استدارت تنظر اليه بتعجب و عدم فهم و هي تعقد حاجبيها ليقول من جديد

" فكتور، اسمي فكتور "

ابتسمت ليليا ابتسامة اوسع و هي و تودعه

" اعتني بنفسك فكتور "

نظر فكتور الى الطفلة التي ركضت نحو الشخص الذي نادى عليها، ثم توجه يحمل سلسالها الذي وقع ارضا و هو يتذكر اخر ما قالته 'اعتني بنفسك' لا يستطيع ان يتذكر ما اذا كان شخص ما قبلها قد اخبره بأني يعتني بنفسه و على ما يبدو لن يخبره احدا بذلك بعدها، جملة بريئة منها جعلتها تسكن خياله و بدون قصد من كلاهما. نظر الى سلسالها الذي كان على شكل دائرة و اسم ليليا محفور عليها بشكل رقيق، ابتسم و هو يلبسه قبل ان يسمع صوت ماكس البارد خلفه

" سوف نذهب "

اومىء فكتور الى ابن عمه و توجه نحوه ليمشي كلاهما نحو اسطول السيارات التي تنتظرهما ليقول ديمن ما ان شاهد السلسال حول عنق اخيه

" ما هذا؟"

وضع فكتور السلسال داخل قميصه و هو يجيب ببرود على سؤال أخيه

" لا شيء يعنيك "

" هل هذه هدية؟ من اهداك اياها؟ لماذا لم أراها من قبل ؟"

بدأ روميو سلسلة الاسئلة و كان يعلم بأنه لن يصمت لا هو و لا ديمن بسبب فضولهم الكبير ليقول منهيا كل شيء

" هذا مجرد تذكار يذكرني بأن اعتني بنفسي "

" ماذا؟ ماذا يقول هذا cugino؟"

تحدث روميو بعدم فهم و هو ينظر الى ديمن الذي اشار باصبعه و كأنه يخبره ان اخوه قد جن بينما يقول

" اظن ان اخي قد تعرض لضربة شمس "

ابتسم فكتور متجاهلا كلاهما و هو يمسك السلسال بيده بينما يجلس بالكرسي بجانب ماكس الذي كان يسوق السيارة و هو يهمس لنفسه

" وعد من اجل لقاء آخر "

وعد عند اول لقاء، بداية لقصة فكتور و ليليا، فما الذي يمكن ان يحمله المستقبل لهما ؟

عاد الجميع الى قصر بروفاسي بعد يوم عمل طويل و متعب، دخل روميو غرفته ليجد جوليا تنام على سريره و هي تعانق مخدته. ابتسم و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا، علاقته مع جوليا لم تكن يوما ضمن الحسبان، كانت الطفلة الصغيرة المزعجة التي قررت ان يكون صديقها بعد ان أتت الى هاته المدينه، و بالرغم من محاولاته لإبعادها الا انها اصبحت جزءا مهما من حياته، هي صديقته المقربة الوحيدة فهو لا يثق بأحد خارج عائلته سواها.

علاقة روميو و جوليا كانت علاقة صداقة قوية، تشاركه ما يحبه و تكره ما يكره، حسنا هناك بعض الاختلاف بينهما و لكن هذا لم يخرب علاقتهما بل جعلها اقوى. اكثر شيء يحبه في جوليا هو كونها قادرة على قراءته دون الحاجة لان يفسر نفسه.

اقترب روميو من سريره و وضع الغطاء فوقها و توجه الى الاريكة لينام فهو متعب للغاية و يعلم ان جوليا كانت بانتظار مثل عادتها لكي تخبره عن تفاصيل يومها، كان هذا روتين يومي بينهما، كل يوم يخبران بعضهما بما حصل لعل ذلك يخفف ثقل اليوم عن كاهلهما.

عندما كان روميو شاردا في أفكاره سمع صوت جوليا المثقل بالنوم و هي تقول

" هل فكرت بما أخبرتك صباحا؟"

ابعد روميو يده عن عينيه و نظر نحو جوليا التي كانت مثل القطة الصغيرة فوق سريره ليقول بملل

" أخبرتك بأنك صغيرة على الوشم يا جولي "

تثاؤبت جوليا و هي تدلك عيناها بيدها قبل ان تعتدل على السرير و هي تقول من جديد

" و لكنك تملك وشما و انت الى الان لم تبلغ الثامنة عشرة "

" انا وغد يفعل ما يريد، لا تقارني بيننا "

رمشت جوليا و هي تنظر الى روميو مطولا قبل ان ترتعش شفتها و هي حركتها المعتادة عندما تكون على وشك البكاء لينفي روميو رأسه قائلا

" لا تحاولي حتى البدء "

و قبل ان يختم كلامه بدأت جوليا تبكي و تنوح من جديد ليغلق روميو عيناه و هو يقترب من السرير ليقول محاولا تهدئتها

" توقفي عن البكاء "

لم يجدي الامر نفعا ليجلس بجانبها و يمسك بيدها لتنظر اليه ببكاء مما جعله يزفر بملل و هو يقول

" تعرفين بأنه لا يجب عليك القيام بذلك "

" أنا أريد "

تحدثت جوليا بكل جدية وسط بكاءها مما اضحك روميو الذي حرك رأسه بعدم تصديق و هو يقول مستسلما بينما يمسح دموعها بلطف

" حسنا لنقم بهذا الوشم و لكن بيوم عيد ميلادي السادس عشر "

ابتسمت جوليا و هي تعانق روميو الذي زفر بملل فدائما ما تجعله يفعل ما تريده، و هذا نوع ما يزعجه.

***** بعد مرور سنوات ****
(إسبانيا)

الكثير و الكثير من الاشياء قد تغيرت خصوصا بعالم المافيا.

المافيا، هل يعلم احدكم حقا ما حقيقة هاته الكلمة ؟ لنرى الجواب لا، لا احد يعلم بالطبع. المافيا الحقيقة لا علاقة لها بما تراه بالافلام و بالطبع لا تمت باي صلة بما تقرأه بالروايات.

المافيا تعني الموت، القتل، عدم وجود رحمة، خلق وحوش من اجل السلطة و الحكم. لا مكان للحب، لا مكان لشفقة، لا مكان للمشاعر من الاساس.

إلينا لوشيس تعلم ذلك جيدا، فهي قد ولدت لتكون ابنة زعيم المافيا الاسبانية فرناندو لوشيس الذي لا يملك اطفالا غيرها مما يعني أنها ستكون الوريثة الوحيدة لعرش والدها

امر مثير أليس كذلك؟ بالحقيقة الامر ابعد من ان يكون مثيرا. ان تولد فتاة لابن زعيم مافيا شيء غير جيد بتاتا، من ناحية حياتها معرضة للخطر طوال الاربع و العشرين ساعة بسبب اعداء والدها و من ناحية اخرى يجب عليها ان تتبع قوانين المافيا التي حرفيا تمنعها من التنفس براحة

بكلتا الحالتين إلينا كانت تكره كونها ابنة لوالدها. هي تحب والديها كثيرا و لكن بسبب كونها الوريثة الوحيدة هذا جعل من حياتها جحيما منذ الصغر.

بعد ولادتها تعرضت والدتها لنزيف حاد جعل من الطبيب ان يضطر لاستئصال رحمها بهدف إنقاذ حياتها. ستفكر لماذا والدها لم يتزوج بأخرى؟ لماذا لم يحاول انجاب الوريث الذي يريد من امرأة اخرى؟

يحبها ؟ لا، هو لا يفعل فزواج فرناندو و ليزا كان زواج مصلحة بين عائلتيهما، و تعزيز قوة و ايقاف حرب مافيا باردة.

و لكن اهم شرط من معاهدة زواج كهذا هو عدم إنجاب اي طفل من خارج دماء الاثنين، فإن انجب طفل من ام او اب اخر فهو محكوم عليه بالموت.

فرناندو لم يكن الزوج المثالي و لا ليزا كانت كذلك، كان يخونها و هي كانت تعلم بذلك و لكن لا شيء امامها لتقوم به، فهي غير قادرة على الطلاق و لا على الاعتراض، مما جعل هذا ليزا تفرغ طاقتها بإنفاق اموال زوجها كالماء دون اكتراث له

هذا ما جعل الينا لا تعلم شيءا عن عاطفة و حب الوالدين، فقد تربت بين يدي المربيات و الخدم. والديها يهتمان بنفسيهما و مصلحتهما و تلك الصغيرة كانت شرطا من زواجهما فقط

طوال سنوات حياتها عاشت على نظام غريب، تم تعليمها و تدريبها على فنون الدفاع عن النفس، كيفية اطلاق النار، دراستها كانت منزلية، لا تملك اصدقاء و لا تملك اخوة و هذا جعلها تكره حياتها حرفيا

هي بالحقيقة بالرغم من كل شيء، هي شخص بريء و مسالم. تحمل قلبا ابيضا لا يعرف الكره و لا المشاعر السلبية إلا ان جاء ذلك اليوم.

الكره قد تكون للبعض كلمة ينطقونها بلحظة غضب، و لكن بالنسبة لإلينا هي كلمة مرتبطة باسم واحد، ماكسميس بروفاسي.

كرهته قبل رؤيته، شخص دخل حياتها بين ليلة وضحاها و كل ذلك من أجل العمل اللعين. ما هو ذنبي أنا؟ كيف يمكن لهم التضحية بي؟ لما توجب أن أكون أنا الفتاة التي يتم المقايضة بها؟ كانت تفكر بغصة و ألم بداخلها

من أسوء ما قد يمر على الفتاة هو أن يتم التحكم بحياتها من قبل آخرين و كل ما تستطيع فعله هو الصمت و النظر من بعيد دون أن يكون لها الحق بالاعتراض.

نعم هذا كان حالها، فمنذ أن قرر والدها زعيم مافيا إسبانيا الصلح مع عائلة بروفاسي أقوى عائلة مافيا بكل إيطاليا، كان يتوجب أن يعززوا العلاقة بينهم بالزواج، و أكيد تعيسة الحظ ستكون إلينا لوشيس.

بكل أنانية تم الإتفاق على الزواج و هي لا تزال بالسادسة عشر من عمرها من شخص لم تراه بكل حياتها، و كل ما يقال عنه انه قاتل بدم بارد. تم منعها عن كل شيء و حرمانها من أبسط حقوقها و كل ما يجب عليها فعله هو انتظار بلوغ 18 ليتم الزواج اللعين.

حاولت التفكير لسنوات بطريقة ما للهرب من هذا الزواج، فاذا تزوجت بماكسيمس ستكون مضطرة لقضاء باقي حياتها معه كما يعيش والديها، بدون حب او اي شيء، مجرد زواج بارد.

اليوم هو عيد ميلادها الذي تمنت دائما ألا يصل، عيد ميلادها 18 لتجد نفسها تقف وجها لوجه مع ماكسميس بروفاسي و هي مضطرة للرقص مع خطيبها المزعوم الذي لم تراه منذ أن وضع هذا الخاتم اللعين باصبعها قبل سنتين.

كانت تستطيع سماع دقات قلبها المرتجفة، و تستطيع أن تقول بأنه يستطيع سماع ذلك أيضا. فمنذ أن وضع والدها يدها بيديه من أجل إفتتاح حلبة الرقص، ظهر شبح ابتسامة على شفتيه عندما لاحظ ارتجاف جسدها.

قربها منه لتمر رعشة بسائر خلايا جسدها، رعشة خوف، قرف، اشمئزاز... و لكن على ما يبدو أن ماكسيموس أحب شعورها بالخوف ناحيته.

ترقرت الدموع بعينيها و هي تنظر لوالدها الذي يتحدث مع والد ماكسيموس دون اهتمام لما تشعر به، بينما كانت والدتها كعادتها تتفاخر بثيابها و مجوهراتها أمام الآخرين.

" استرخي il mio، أنا لا آكل الأطفال "

- ملكي -

سمعت ذلك الصوت البارد الذي عوضا عن تهدئتها زرع مشاعر خوف أكبر بداخلها. كيف ستهدىء و هي الان بين يدي قاتل و زعيم مافيا من المفترض أن يصبح زوجها بعد أيام معدودة ؟

مرر كف يده الخشن على ظهرها صعودا و نزولا بينما لا يزال كلاهما يتأرجحان يمينا و شمالا على نغمات الموسيقى الهادئة لتضع رأسها على كتفه العريض مطوقة عنقه بكلتا يديها و هي تنظر حولها لعل احدا ينتبه لها و ينقذها و لكن لا أحد قادر على ذلك، لتجد نفسها تهرب منه إليه.

كان يستطيع ماكسميس الشعور بيديها تتمسك به بقوة أكثر، كانت تبدو خائفة، مذعورة، أي شيء آخر غير سعيدة. كيف يمكن أن تكون سعيدة بما يحصل حولها، لو كانت فتاة أخرى لكانت الآن ترقص فرحا بسبب ارتباطها بماكسميس بروفاسي و لكن على ما يبدو أن الصغيرة إلينا لوشيس لا تهتم لذلك، مما جعل الامر مثيرا و ممتعا بالنسبة له.

كان يستطيع الشعور بخوفها و هي بين يديه، هذا كان يعطي ماكسميس القوة، فهو شخص يستمد طاقته من ضعف الآخرين.
رفض الزواج عندما أعلمه والده بذلك لأول مرة بل كان مستعدا للحرب مع مافيا إسبانيا و لكن إلينا تعتبر تحد بالنسبة له و ما أجمل أن يكون المتحكم به.

كان صوت الموسيقى ينخفض أكثر دلالة على اقتراب نهاية الرقصة ليبتسم ماكس باتساع و هو يبعد جسد إلينا قليلا عنه، لينظر بعينه السوداء إلى تلك العينين البلورية الساحرة.

يديها لا تزال حول عنقه متشبتة به، بينما تمرر نظرها على وجهه بعدم فهم و هي تحاول استيعاب سبب ابعادها عنه قبل انتهاء الرقصة لتسمع صوته البارد يقول

‏" Sarebbe divertente "

- هذا سيكون ممتعا -

ليمرر يده اليسرى من على خصرها صعودا إلى وجهها دون إبعاد عيناه عن خاصتها ليقربها منه لدرجة جعلت شفتيه تلامس خاصتها بطريقة مثيرة دون تقبيلها ليهمس أمام شفتيها المرتعدتين

‏" Ci vediamo presto, Mafia Hell"

- نلتقي قريبا، بجحيم المافيا -

ثم ابتعد عنها بكل هدوء و كأنه لم يقم بأي شيء، أمسك بيدها يحثها على التحرك و هو يغادر حلبة الرقص التي تجمعت الان بالناس بعد انتهاء رقصتهم ليعيدها نحو طاولتها و يغادر و كأن شيءا لم يكن

وضعت الينا يدها على قلبها الذي كان سيخرج من مكانه بسبب الخوف لتعود بذكرياتها نحو اليوم الذي اتى فيه والدها يخبرها بكل برود عن قرار زواجها

قبل سنتين

" ليزا جهزي إلينا غدا مساءا سيأتي ضيوف و أريد كل شيء ان يكون مثاليا "

عقدت إلينا حاجبها بعدم فهم و هي ترفع رأسها من الكتاب الذي تقرأه لتنظر نحو والدها محاولة فهم ما يحصل

" لماذا؟ ما الامر المهم الذي يستدعي تجهيز الينا نفسها و انت الذي كنت تخفيها عن عيون الجميع ؟"

سألت والدتها السؤال الذي كان يجول بخاطرها حرفيا ليجيب فرناندو دون اهتمام قبل ان يغادر الصالة

" غدا خطبة إلينا "

سقط الكتاب من يدي الينا التي ارتعش كل جسدها جراء ما نطق به والدها لتنظر لها والدتها بنظرات شفقة قبل ان تلحق بزوجها و هي تصرخ بغضب

" اي خطبة؟ لمن ستزوج ابنتك التي لا تزال في السادس عشر من عمرها؟"

وقفت الينا بارجل تتخبط بسبب حالة الصدمة التي اصابتها و هي تقترب من الباب متكئة عليها بينما تستمع لحديث والديها

" ستكون عروسا لعائلة بروفاسي "

" مستحيل، هل جننت؟"

سمعت شهقة والدتها و خطوات ابتعاد والدها و سرعان ما سمعت خطوات والدتها التي ركضت خلفه من جديد من اجل الحصول على بعض الإجابات.

ظلت الينا مكانها غير قادرة على تصديق اذنيها، عائلة بروفاسي دائما ما كانت عائلة العدو و الان والدها يريد تزويجها لاحدهم

تتكون العائلة من ثلاث اخوة، الاخ الاصغر رونالد روفاسي والد روميو و هيرا. الاخ الاوسط مايكل روفاسي والد ديمن، فكتور و ماريا . و الاخ الاكبر سامويل روفاسي والد ماكسيمس.

تعتبر العائلة من اقوى عائلات المافيا بسبب علاقتهم القوية فيما بينهم، الاخوة الثلاثة قسموا حكمهم باعتدال مما جعل الاخ الاكبر يرث المافيا بعد والدهم و لكل واحد من الاخوة مكانه الخاص و سلطته المطلقة.

يقال بأن اولادهم يعتبرون اولاد الشيطان، فكل واحد من الأربعة قاتل بدم بارد و مخيف لدرجة لا تصدق. كانت إلينا تفكر من من الاربعة سيكون زوجها او لنقول جلادها.

عندما كانت الينا بسن الرابعة عشر، سمعت و لاول مرة عن عائلة بروفاسي، و الشيء الذي عرفته عنهم لم يكن شيءا جيدا بتاتا.

روميو حسب ما سمعت فهو قد قتل صديقه المقرب الذي خانه دون ان يهتم لشيء، و الاهم من ذلك لقد قتله وسط منزله و امام أعين والديه اللذان لم يستطيعا فعل اي شيء

فكتور قتل خطيبته المصون قبل شهر من زفافهم عندما اكتشف بأنها قد خانته فقام بجلدها حرفيا و هي ترتدي فستان زفافها الابيض الى ان لفظت آخر أنفاسها

ديمن بالرغم من كونه زير نساء الا انه قام بقتل ابن زعيم المافيا الألمانية بعد ان حاول الاقتراب من اخته ليقوم بفصل قطع جسده عن جسده حرفيا

اما ماكسيمس و الذي كانت تدعي بقوة بأن لا يكون زوجها، قام بقتل جده بنفسه، الجد السادي الذي كان معروفا بجنونه بين الجميع. قتل جده بيده بعمر السادس عشر و لم يدرف دمعة واحدة بحياته حسب ما يقال

كانت الينا تفكر بأن الاربعة اسوء من بعضهم البعض، فإن تركنا جانبهم المتوحش على جنب، كل شخص منهم يعتبر زير نساء يغير حبيباته كما يغير قميصه.

ركضت الينا نحو غرفتها و دخلت اسفل الغطاء و هي لا تزال ترتجف بينما كانت تفكر بما الذي يجب عليها فعله الان و كيف ستهرب من هاته المصيبة التي اوقعها والدها بها

صباحا، لم تستطع إلينا النوم بتاتا و هي لا تزال تفكر بالقرار الذي القاه والدها امس دون اهتمام لها او لمشاعرها. جالسة على كرسيها تطل بشرود و نفور نحو حديقة قصرهم و التي كان يتم تجهيزها من اجل حفل المساء

سمعت طرقا على الباب لتدخل خادمتها التي كانت تحمل فستانا ورديا مفتوح اللون و اقتربت لتضعه على السرير قبل ان تنظر نحو الينا بشفقة فبالرغم من النقود و النفوذ و كل السلطة كانت لا تزال هاته الصغيرة تعاني

خرجت الخادمة من جديد تاركة اياها ببحر أفكارها و بعد ما يقل عن مدة دقيقتين كانت والدتها التي كانت متأنقة كعادتها بينما اقتربت من السرير تشاهد الفستان الذي طلبته البارحة خصوصا من مصممها من اجل خطوبة ابنتها لتقول

" هيا جميلتي يجب انت تستعدي "

وقفت الينا من الكرسي بجسد يرتجف و عيون باكية لتعانق والدتها من الخلف و كأنها تحتمي بها بينما كانت تردد بحزن

" امي.. ارجوك امنعي هذا... انا مجرد طفلة.. لقد اتممت السادس عشر منذ ثلاثة ايام فقط "

تنهدت ليزا قبل ان تستدير و هي تضع يدها على خد طفلتها، فمسحت دموعها و هي تجيبها بجدية

" طفلتي، انت تعلمين بأن هذا الشيء خارج عن إرادتي تماما"

ارتجفت شفتي إلينا التي كانت لا تزال تبكي بصمت بينما تنفي برأسها و هي تعلم بأن مصيرها قد تحدد و هي غير قادرة على الاعتراض ابدا

دقائق فقط ثم فتح باب غرفة الينا من جديد ليدخل طاقم التزيين و هم يحملون أغراضهم لتقوم الخادمة بالاشارة لهم بالجلوس بينما قامت ليزا بتوجيه ابنتها نحو الحمام قبل ان تبدأ بإعطاء الاوامر بخصوص شعر و تزيين ابنتها

و اخيرا ابتعد الجميع عن إلينا لترفع رأسها تشاهد نفسها بالمرآة، كانت دائما ما تطلب من والدتها وضع مساحيق التجميل و لكن والدتها ظلت ترفض مخبرة إياها بأن جمالها طبيعي لا يحتاج لتغيير

و الان بالرغم من انها كانت جميلة جدا بزينتها الا انها لم تكن سعيدة، لم تكن قادرة حتى على رسم بسمة بسيطة على شفتها حتى. و كأنه يتم تجهزيها لكفنها و ليس من اجل حفل خطوبتها. على من تكذب، فهذا الزفاف سيكون اسوء من الموت لها

" انت جميلة للغاية آنستي "

همست الفتاة التي ساعدتها على التزيين و هي تقوم بجمع أغراضها لتهمهم لها إلينا بشكر دون صوت و سرعان ما دخلت والدتها و خلفها والدها الغرفة ينظران نحو فتاتهم بكل فخر و كأن ما يحصل امر طبيعي

اقترب منها والدها و هي لا تزال جالسة على كرسيها تنظر للمرآة ليقف خلفها و هو يتابع نظراتها من المرآة عالما بأنها تنتظر ابطاله لكل شيء و لكنه تجاهل حزنها بينما ينحني مقبلا رأسها ليقول بجدية

" أميرتي الصغيرة أصبحت الآن ملكة بحق "

" ابي..."

همست الينا لتسقط دمعة يتيمة على خدها سرعان ما قامت المصمم بمسحها و هي تنظر ما اذا كانت الزينة لا تزال بمكانها ام لا بينما لم يهتم احد لكونها بحاجة للبكاء حقا

" الينا لوشيس لا تبكي لذلك امسحي دموعك و استعدي سيحضرون بعد قليل "

قبل رأسها من جديد و غادر لتظل تنظر لخياله بقلب ينزف دما، هو لم يهتم لها بتاتا، كيف يمكن له ان يحمل قلبا قاسيا، قلبا لم يهتم لبكاء طفلته الوحيدة.

" يال جمالك إلينا "

تحدثت ليزا بفخر متجاهلة النظرة التي رمقتها بها صغيرتها التي كانت تحاول طلب المساعدة من اي احد و لكن على ما يبدو لا احد قادر على مساعدتها ابدا

خرجت من غرفتها بهدوء مع الخادمتين اللتان ترافقانها لتتوجه نحو الصالة جالسة لوحدها كما طلبت منها والدتها. توجهت احد الخادمتين لتحضر لها كأسا من العصير لعلها تهدأ من أعصابها بينما ظلت الثانية تقف بمكان قريب و عيناها عليها

سمعت فجأة صوت السيارات ليرتعش جسدها و هي تعلم بأنهم قد حضروا، كان ذلك واضحا من كيف كان الخدم يتحركون من مكان لآخر مما جعلها تستغل الفرصة لتخرج نحو الحديقة فهي كانت بحاجة لدقيقة مع نفسها لنستنشق الهواء النقي

ظلت واقفة بالحديقة بعيدة عن أنظار الجميع و هي تعانق جسدها بيدها بحماية و كأنها تمد نفسها بالقوة، و الشجاعة لمجابهة ما سيحصل بعد قليل.
كانت في طريقها الى العودة نحو الداخل من جديد عندما لفت انتباهها صوت مواء صغير من مكان قريب

عقدت حاجبيها و هي تقترب من ناحية الصوت لتجد قطة صغيرة للغاية جالسة على غصن شجرة و هي لا تعلم كيف ستنزل لتبتسم لها الينا بينما تقترب بسعادة

" ما الذي تفعلينه هناك يا صغيرة ؟ كيف وصلت الى غصن الشجرة؟"

كانت الينا تحدث القطة و كانها تفهم كلامها بينما تقترب منها و بالرغم من محاولاتها للوصول الى القطة لم تستطع مما جعلها تزفر بخيبة أمل. نظرت حولها محاولة لمح احد الحرس لتجد شخصا يقف بمسافة قريبة و كان يتحدث على هاتفه لتركض نحوه ناسية كل شيء عن الضيوف و عن الخطوبة من أساسه

وقفت خلف ذلك الشخص الذي كان يتحدث بلغة أخرى لم تفهمها، فهي بالرغم من كونها اسبانية الا ان والدتها قامت بتعليمها الالمانية ايضا و لكن هذا الرجل لم يكن يتحدث اي منهما

نقرت على كتفه ليستدير ذلك الرجل الضخم ناظرا لها بعيون باردة جعلتها تعود خطوة للخلف و هي تشعر بخوف غريب فهي لم تلمح هذا الشخص بين الحرس من قبل

" هل.. هل يمكنك مساعدتي؟"

همست بتردد ليعقد الاخر حاجبيه بينما عيناه كانت تتفحصانها و هو لا يزال يمسك بهاتفه، ظلت تنظر حولها بقلق فهذا الشخص قد زرع الخوف الحقيقي بداخلها و لكن لا احد بالجوار

" هناك قطة عالقة... و انا اريد.."

همست من جديد و هي تشعر بأنها على وشك البكاء من الخوف فهي لم تتعرض ابدا لموقف كهذا بتاتا، و جمود هذا الرجل جعل دقات قلبها تتسارع كالطبل. قاطعها صوته البارد الذي قال شيء ما على الهاتف قبل إغلاقه و هو ينظر حولها لتبدأ بالتحرك و هي تنظر له و كأنها تخبره باللحاق بها، ليلحق بها حقا

وقفت امام الشجرة مشيرة نحو القطة الصغيرة على الغصن ليتنهد بملل قبل الاقتراب من الشجرة و بسرعة و خفة كانت القطة بين يديه و هو يقف أمامها لترمش بعدم تصديق

مدت يدها لتأخذ القطة منه ثم شكرته بتهذيب و هي تسرع نحو الداخل متذكرة والدها الذي سيقتلها حتما بسبب تأخرها و لكن لصدمتها كان ذلك الغريب يلحق بها بكل برود الى ان دخل كلاهما قاعة القصر التي كانت ممتلئة بالرجال الغريبين الذين تراهم لاول مرة

" اين كنت إلينا ؟"

صرخ والدها الذي كان يبدو على ملامحه الغضب لترتجف من الخوف و هي تعود خطوة للخلف قبل ان يضيف من جديد بغضب اكبر و هو يشير ليدها

" ما تلك اللعنة التي تحملينها ؟"

" ابي.. انا.."

ترددت لا تعلم بماذا تجيبه ليصدر صوت من ذلك الغريب البارد الذي ساعدها و أخافها بآن واحد و هو يجيب بثقة

" لقد كانت معي"

" يا الهي ماكسيمس ما الذي تفعله انت؟"

تحدث احد الرجال بغضب و على ما يبدو كان والد ماكسيمس لوجود نسبة الشبه بينهما و هو يشير نحو رجل اخر و الذي يكون عم ماكس و ابن عمه فكتور اللذان يقفان بجانب الاب و الذي بالاصل يكون الخطيب المتوقع لهاته الفتاة ليتحدث فرناندو بجمود

" ماكسيمس بروفاسي انت بالذات لا اريدك بأي مكان قريبا من ابنتي "

ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتي ماكسيمس الذي اقترب من إلينا التي شحب وجهها كليا عند سماعها لاسم الغريب و الذي تعتبره كابوسها ليضع يده حول خصرها قبل ان يتحدث بسخرية

" لم أكن اعلم بانك ستعامل زوج ابنتك المستقبلي بهاته الطريقة "

شهقت الينا بخوف و اسقطت القطة من يدها مترنحة بين يدي ذلك الذي يمسك بها بكل برود لتسمع صوت والدها الجامد الذي تحدث مع والد ماكسيمس

" حسب ما اتذكر لقد أخبرتني بأن ابنك يرفض الزواج و الصلح بتاتا لذلك تم اختيار فكتور كزوج لابنتي عوضا عنه اليس كذلك ؟"

نظر سامويل نحو ابنه الذي يبدو و كأنه قد غير رأيه لسبب غير معروف لينظر نحو اخيه و ابنه اللذان نظرا له بطاعة و كانهم يؤكدون له بأنهم موافقون على اي قرار يصدره ليتحدث ماكسيمس مقاطعا صمتهم

" غيرت رأيي "

" السبب؟"

صرخ والد الينا بغضب فهذا ليس الاتفاق، لا يمكن لهم تغيير العريس كما يريدون فهذا يعتبر اهانة له و لابنته ليقول الاخر ببرود

" بماذا قد يهمك السبب، الم اكن انا العريس منذ البداية الان عاد كل شيء لوضعه الطبيعي "

كان فرناندو يريد التحدث و لكنه اغلق فمه بهدوء فهذا الزواج مبني على سلام و ليس حرب لذلك يجب ان يتحكم باعصابه

على عكس الينا التي كانت تشعر و كأنه سيغمى عليها بأي ثانية، لم تفهم ما الذي حصل، فقط وجدت نفسها تجلس بجوار ماكسيمس و هو يضع خاتما براقا بيدها و كأنه يعلن ملكيته لها بهاته الطريقة

ظلت الينا جالسة مكانها بع. ان غادر جميع الضيوف، لتسقط دمعتها بصمت و هي تشاهد الخاتم الانيق الذي يزين اصبعها، بالرغم من جمال الخاتم الا انها لم تكن سعيدة و لا يمكن لها ان تكون كذلك و هي سوف تتزوج بشخص تخافه و لا تعرف شيءا عنه حتى.

رفعت رأسها تنظر نحو والدها الذي كان يحدث يده اليمنى و يشرح له التعليمات الجديدة التي سوف تحصل بعد خطوبة الينا لتقف من مكانها و امشي بهدوء نحوه قبل ان تمسك بيده و هي تقول ببكاء

"أبي... أبي... أتوسل اليك لا تفعل... انا لست مستعدة لهذا الزواج "

" إلينا "

صرخت والدتها بينما عقد والدها حاجبيه لدقيقة متفاجئ منها قبل ان يبعد يده و هو ينهرها بغضب

" انا قد قررت و انت مجبرة على التنفيذ، الامر ليس بلعبة لن يستطيع احد التراجع الان"

" و لكن... هو..."

" ماكسيمس بروفاسي قد اختارك انت وسط الجميع و لا احد قادر على تغيير رأيه الان "

سقطت الينا ارضا تشاهد والدها الذي غادر الغرفة دون اي اكتراث لتعانق قدميها و هي تبكي بحرقة، كيف يمكن لوالدها ان يكون بهذه القسوة.

منذ الخطوبة لم ترى الينا خطيبها ابدا، تم الاتفاق على اتمام الزواج عندما تبلغ السن القانوني، و لكن حياتها تغيرت من يومها. فقد وضع ماكسيمس احد حراسه ليكون مكلفا بحراستها لكونه لا يثق بوالدها، كانت تعلم بأنه يعلم بكل صغيرة و كبيرة مما اقوم به و هذا جعل خوفها نحوه يكبر اكثر و اكثر

لم يصلها منه اي شيء، لا رسالة ، لا اتصال و لا هدية كما يحصل مع باقي المخطوبين. كانا كالغريبين طوال تلك السنتين

و الآن كان حفل لم الشمل، فزفافهم سيكون بعد يومين فقط. ما لم يعلم به ماكسيمس هو ان الينا الطفلة التي رآها ذلك اليوم قبل سنتين قد كبرت و اصبحت قوية ، لقد حرصت على ان تتدرب جيدا طوال السنتين فهي ستتزوج عدوها لا حبيب الطفولة

خرجت من شرودها على صوت فتاة جميلة تقترب منها مقدمة نفسها و هي تقول بمرح

" مرحبا الينا، انا ماريا ابنة عم ماكسيمس أتمنى ان نكون صديقتين بالمستقبل "

نظرت الينا ليد الفتاة و هي تفكر بلا شكرا لا اريد و لكنها لم تشأ كسرها فمدت يدها مصافحة لها دون الاجابة عن سؤالها من الاساس.

ظلت ماريا تتحدث و تتحدث دون انقطاع و هي تخبرها عن جمال ايطاليا و عن قصرهم و صديقاتها و ما غير ذلك لدرجة جعلت من الينا تريد الهرب و الاختباء فقد شعرت بصداع كبير بسبب كل هذا الكلام

" اعذريني "

تمتمت الينا و هي تتوجه نحو الحمام لتقوم بغسل يديها و عندما كانت على وشك الخروج سمعت شخصا ما يتحدث على الهاتف معلنا على ان كل شيء بمكانه و هو ينتظر الوقت لتفجير القنبلة

شعرت الينا بالبرود بسائر جسدها و هي تفكر بجميع الضيوف الموجودين بالقاعة فبالرغم من كونهم مافيا و قتلة الا انها لم ترد لاحد الموت بهاته الطريقة

بمجرد ان اختفى الصوت من امام الحمام حتى اسرعت تركض نحو الخارج و هي تريد اخبار الجميع بما يحصل و قد لفت انتباهها ماكسيمس الذي كان يتوجه نحو سيارته على وشك المغادرة. لقد كان الاقرب لها و بوضعها هذا لم تكن تعلم ما الذي يجب عليها القيام به لذلك ركضت ناحيته

لم ينتبه لها ماكسيمس و هو لا يزال بطريقه الى سيارته و لم تعلم ما الذي يجب ان تفعله لتجد نفسها تتوقف مكانها قبل ان تصرخ باسمه

" ماكس "

توقف ماكسيمس عند سماع شخص ما يناديه بلقب ماكس و الذي هو بالاصل مخصص لعائلته فقط، استدار ليجد خطيبته الجميلة تركض نحوه ليبدء بالاقتراب منها و هو يحاول فهم ما الذي كانت تتفوه به اثناء ركضها

كانت على مقربة منه عندما تخبطت بكعبها العالي لتسقط نحوه فأمسك بجسدها بسرعة و هو ينظر لها بعدم تصديق و لكن هذا لم يكن وقت الصدمة لتهمس له بين لهاثها و هي تشير نحو القاعة

" قنبلة "

استدار ينظر للقاعة بصدمة فجميع افراد عائلته بالداخل ليشير نحو حرسه قبل ان يساعدها على الوقوف و هو يقول بجدية

" استمعي لي جيدا، ابقي هنا و لا تتحركي "

كانت هاته اطول جملته يقولها لها لتومئ برأسها بينما تشاهده يركض نحو الداخل ليبدء الجميع بالخروج بسرعة فركضت نحو والديها تعانقهم و عيناها لا تزال تراقب الباب من أجل ذلك الذي خاطر بنفسه و دخل لينقذ الجميع

خرج الجميع و لم يخرج ماكسيمس الى الان و صوت صراخ والده و افراد عائلته الذين يطلبون من الحرس الدخول وراءه لإخراجه اقلقها و شعرت بالخوف فهو بالداخل بسببها

و قبل ان يفهم اي احد ما يحصل انفجرت القنبلة حقا و تحولت القاعة الجميلة الى نيران ليصرخ والده بجنون و هو يحاول التخلص من قبضة الشابين الممسكين به

اما هي فكانت ترتجف خوفا و هي تقترب من بوابة القاعة بينما عذاب الضمير يقتلها فلولا إيقافها له لما كان هنا، لقد كان سيغادر و هي منعته
شعرت بالدموع تسقط على وجنتها بالرغم من عدم معرفتها له و غضبها من هذا الزواج و كل شيء لم ترد موته، على الاقل ليس بسببها

لتصرخ باسمه بصوت عال جعل الجميع ينظر لها فقد صرخت بحرقة و كأن ما يجمع بينهما حب و غرام و ليس مجرد زواج مصالح مافيا

" مااااااكس "

ليظهر ظل شخص يخرج من خلف القاعة و هو يخبىء شيءا ما تحت سترته، لقد كان هو، لم يكن بالقاعة من الاساس.

بدون ان تشعر، بدون ان تعلم السبب، ركضت نحوه و كأن حياتها تعتمد على ذلك لتعانقه بقوة فسمعت صوت شهقته المصدومة بسبب تصرفها الغريب لتتحدث بين بكاءها

" لقد.. لقد ظننتك مت بسببي "

رمش الاخر بعدم تصديق، فهذه اول مرة يخاف شخص ما من اجله ، يخاف عليه، لا يخاف منه. ليسمع كلاهما صوت مواء صغير من تحت سترته فنظرا الى القطة التي كانت مختبئة بسترته، لقد كانت قطتها

رفعت رأسها و نظرت له بعدم تصديق قبل ان تنزل القطة من بين يديه بسرعة، فسقطت دمعة جديدة من عيني إلينا التي عادت لمعانقته بكل بقوة قبل ان تهمس له بدون ان تعلم السبب

" لا تتركني "

شعرت بيديه تلتف حول خصرها يقربها منه و رأسه يزرع بعنقها يتنفس رائحتها قبل ان يهمس لها بصوت جدي واعد

" ابدا "

و من هنا تكون بداية قصة ماكسيمس بروفاسي و الينا لوشيس، عدويين غريبين، حكمت عليهما الظروف بالاتحاد فما الذي يمكن ان يحدث بالمستقبل.

بعد عودة الجميع الى الفندق، ارتمى روميو فوق السرير مع الفتاة التي كانت بصحبته، كان مشغولا بتحسس جسدها عندما امسكت بيده و مررت اصابعها فوق الوشم الذي يزين ذراعه و هي تسأله بفضول

" وشم جميل، يا ترى ما الذي يرمز له ؟"

توقف روميو عما كان يقوم به و هو ينظر لاصابعها التي تمر فوق وشمه ليبعد يدها و هو ينظر الى الوشم قبل ان يسرح بخياله

مثل ما وعد روميو جوليا، اخذها لتضع الوشم الذي اصرت عليه و الذي يرمز لتاريخ لا يستطيع اي منهما نسيانه

" إنه جميل للغاية لا أستطيع التصديق أنني قمت بذلك "

تمتمت جوليا بدفىء و هي تنظر الى الوشم بيدها ليبتسم روميو و هو يجيبها

" إنه حقا جميل و هو شيء يخصنا نحن فقط "

رفعت جوليا نظرها نحوه و هي تقول بعيون تشع املا و مشاعر لم يفهمها

" هذا ليس مجرد وشم عادي أليس كذلك ؟"

اقترب روميو معانقا اياها و هو يؤكد لها

" هذا وعدي لك بأنني لن أتخلى عنك رغم اي شيء "

" و أنا اعدك بأنني سوف أتمسك بك رغم ما يخبئ لنا المستقبل "

ابتسم روميو على كلامها، تاريخ واحد جمع نفس الذكرى السيئة لكلاهما، حقيقة و حادثة لا يعرف ما حدث وراءها سواهما، تاريخ لن يستطيع اي منهما نسيانه لان تاريخ تغيير كل شيء بحياة و مشاعر كلاهما

شيء لا يصدق أليس كذلك؟ و كأن القدر جمعهما منذ زمن و ليس الان فقط، قصته مع جوليا ليست عادية و لن تكون كذلك ابدا. تطورت علاقتهم اكثر، و بالرغم من كونه يعلم بمشاعرها نحوه الا انه قرر تجاهلها.

و مع مرور السنين، بدأ روميو يبتعد شيءا فشيءا عن جوليا لكونه بدأ يمل من وجودها حوله دائما و في كل مكان. حسنا هي صديقته و لكن هذا لا يعني ان تلتصق به

*** فلاش باك***

بحفل عيد ميلاد ديمن السابع عشر، كان روميو يجلس مع احد البنات من فصله بالحديقة و كان كلاهما يقبلان بعضهما بطريقة جائعة و شهوانية، كانت الفتاة اجمل واحدة بفصله و لكنها كانت ايضا سهلة المنال و قدمت نفسها لروميو على طابق من ذهب، اذا من يكون هو لكي يرفض الامر

عندما كان كلاهما مشغولا بما يفعلانه ابتعدت الفتاة فجأة عنه ليعقد روميو حاجبيه بعدم فهم و فجأة انتبه لجوليا التي كانت تقف ناظرة له بصدمة و للفتاة باشمئزاز

" ما.. ما الذي... ما الذي تفعله؟.. تفعلانه؟"

" يا الهي ما الذي احضرك الى هنا ؟ ارحلي، اذهبي الى ماري و هيرا هيا جولي ليس وقتك"

تحدث روميو بملل و هو يمسك الفتاة من ذراعها مقربا إياها منه لتبعد جوليا يديهما عن بعض و هي تصرخ ببكاء و جنون

" روميو ما الذي تفعله و اللعنة؟ هل جننت ؟"

" ما لعنتك؟ ما الذي تفعلينه؟"

" روميو انت تعلم بأنني .. "

تمتمت جوليا بصدمة و لكن ضحكت روميو العالية أوقفتها و هو يكمل عنها

" ما ذا؟  تحبيني ؟ هل هذا ما تردين قوله؟"

سقطت دموع جوليا و هي تشاهد ما يفعله بصمت ليضيف روميو بعدم اهتمام

" انت مجرد صديقة لا تجعليني اندم بانني اعطيتك قيمة اكثر من حجمك"

" مجرد صديقة ؟ اكثر من حجمي؟"

رددت جوليا ثم سقطت دموعها اكثر و هي تشير لنفسها غير مستوعبة لكلامه

" ما الذي ظنته هاا ؟ نحن مجرد اصدقاء جوليا لا تجعليني اندم على ذلك ايضا"

" و لكن؟ انت وعدتني روميو "

ارتجف صوتها و رفعت جوليا يدها تشير الى الوشم ليتعصب روميو اكثر و هو يكمل بغضب

" وعدتك ان اكون بجانبك لا ان تتحكمي بحياتي انت لست امي اللعينة"

"و من قال اني اريد ان تكون اما لك"

صرخت جوليا بغضب مشابه لغضبه و هي تدفعه الى الخلف و دموعها التي لم تستطيع السيطرة عليها تنزل كالشلال ليمسك كلتا يديها و هو يقول بحدة

" اذا توقفي عما تفعلينه "

" روميو هل انت حقا لا تفهم ام انك تعتمد جرحي"

" لاختصر الامر و انهي هذا النقاش مرة و كليا، انا لا احبك جوليا و لن احبك ابدا، انت صديقة طفولتي و هذا كل شيء، لن يتغير هذا بيننا. انا لن اقع بحبك ابدا، انت شخص مزعج، يلتصق بي في كل مكان، اللعنة انت غبية اذا ظننتي بأنني قد احبك يوما ما "

سقطت دموع جوليا بصمت و لكنها أومأت بهدوء و ذهبت بعيدا. منذ يومها تغيرت علاقة روميو و جوليا، حسنا هنا لا يزالان أصدقاء، او هذا ما يظنه الجميع و لكنه هو الوحيد الذي يعلم بانها الان قد اصبحت بعيدة او لنقل متباعدة عنه. لم تعد كما كانت، لا تفرح لوجوده و لا تزعل لرحيله، تتحدث معه و لكن بمعيار، لم تعد تدخل غرفته و لا تحدثه عن يومها، لم تعد تجيب على رسائله رأسا بل اصبحت تراها و تتركها.

كان روميو يعلم بأنه قد كسر قلبها يومها و لكن هذا افضل للجميع فهو ليس اهلا للحب، و لا يريد ان يحب ابدا، أرادها صديقة فقط و هي من فكرت بأكثر من ذلك و هذا ليس غلطه. كان روميو يحاول إقناع نفسه بكل الطرق و لكن الامر لا يفيد

عاد روميو الى الواقع عندما مررت الفتاة التي معه اصابعها فوق الوشم من جديد ليبعدها بقوة و هو يقف من السرير ممررا يده داخل شعره و هو يقول بعصبية مطلقة

" غادري "

" ماذا؟"

انصدمت الفتاة فهي لم تفعل شيءا و ها هو يطردها دون ان يقوما بشيء حتى

" الا تسمعين؟ غادري هيا "

صرخ روميو بغضب اكبر مما اخاف الفتاة التي ركضت الى خارج الغرفة بسرعة، و عند خروجها من الغرفة كانت جوليا في طريقها الى دخول غرفتها لتشاهد الفتاة تخرج من غرفة روميو و شكلها الغير مرتب أخبرها ما الذي كان يحصل بالداخل.

عندما كان روميو على وشك اغلاق الباب خلف الفتاة رأى جوليا الواقفة مقابل غرفته متصنمة، ضحكت بعدم تصديق و لكن ذلك لم يتوقف هناك فقد اقتربت منه بهدوء، لا يعلم كيف او متى، و لكن جوليا قد كبرت لتصبح شابة فاتنة للغاية مما جعله يهدد جميع طلاب الجامعة بعدم التفكير حتى لطلب مواعدتها، هل هذا يجعله انانيا؟ فكر روميو و هو يشاهد يد جوليا فوق صدره العاري و هي تدفعه داخل الغرفة و تغلق الباب خلفهما.
هل قلت بأنني اناني؟ حسنا ليكن كذلك انا لا اهتم فكر روميو من جديد و هو يشاهد جوليا تمشي بخطى ثابتة نحو السرير بغرفة الفندق خاصته

" هل هذا كل ما تهتم له ؟"

تحدثت جوليا و هي تشير نحو السرير الغير مرتب بينما تعانق جسدها بيديها و كأنها تقرف من وقوفها هنا حتى

" الحياة ليست وردية كما تظنين جولي، الحب ليس شيءا مهما فهناك اشياء اهم "

" انه جوليا بالنسبة لك "

اخبرته بحدة و هي تتحرك نحو النافذة الكبيرة التي تطل على اجمل إطلالات اسبانيا و يا لها من بلد جميلة فكرت بشرود بينما كان روميو ينظر اليه بصمت، رفعها الكلفة بينهما جرحه لا يستطيع أن ينكر، اسم جولي كان مخصصا له فقط الجميع يناديها جوليا بالرغم من ان اسمها الحقيقي يكون جولييت لكون والدتها كانت استاذة جامعية في الادبيات و كانت تحب قصص الحب الكلاسيكية لتسميها بهذا الاسم

خرج من شروده عندما شاهد جوليا تفتح سحاب فستانها الأزرق العاري الكتفين و تسقطه ارضا حول قدميها ثم استدارت نحوه و هي تنظر اليه بهدوء قبل ان تقول بصوت خال من المشاعر تقريبا

" اذا ما الذي يمنعك عني ؟ لماذا لا تأخذ ما تريده مني ؟ لماذا باقي النساء؟ لماذا أنا لا؟ استغلني كما تفعل مع الباقي"

تصنم روميو لثوان يشاهد جسد جوليا المثالي داخل ملابسها الداخلية البيضاء، رمش عدة مرات و كأنه يريد ابعاد الصورة من أمامه و لكنها لم تكن خيال بل كانت حقيقة و تقف هنا امامه هذا لا يمكن لقد كانت كل شيء يحلم به المرء، لقد كانت المثالية بالنسبة له

" انت... انت ما الذي تفعلينه ؟"

صرخ روميو بغضب و هو يحمل سترته من فوق الكرسي ليضعها فوق جسدها بسرعة و هو يبعد نظره عنها

" انا حتى لا اثيرك "

ضحكت جوليا بصوت مكسور و هي تكمل بنبرة باردة

" انت جعلتني اتعلق بك، أحبك و أبعدتني عنك "

وضعت يديها حول وجهه ليبعده عنها لا يريد النظر اليها حتى لتسقط دمعتها و هي تشعر بكسرة قبل ان تضع جبينها ضده و هي تقول ببحة

" اتعلم ماذا يا روميو الوقوع بالحب ابعد من ان يكون مجرد مشاعر طفولية كما تظن، الأمر و كأنني قد وضعت سلاحا معبئ بين يديك و هو موجه نحو قلبي و انا اثق بأنك لن تطلق ابدا"

استدار روميو ينظر اليها بصمت، لا يعلم كيف وصل بهم الامر الى هنا، هي شخص قيم بالنسبة له و لا يحب ان يراها حزينة او مكسورة و لكنه قد كسرها بنفسه

رفع روميو يده اليسرى يمسح دموع جوليا لتميل برأسها نحو يده و هي تكمل

" انت خنتني "

" لا نستطيع خيانة شخص لسنا بعلاقة معه "

كلامه البارد هزها، هو حتى لا يعتبر وجود علاقة بينهما، كم انت قاس ايها الحب، فكرت بحزن و هي تقرب نفسها منه ببطىء تعطيه الوقت ليبتعد و لكنه لم يفعل و هنا قبلته اول قبلة لها، اهدته قبلتها الأولى كما اهدته قلبها، و الان حان وقت المضي قدما

قبلة جوليا كانت قبلة بريئة، هادئة، و لكنها كانت تحمل كل المشاعر التي تسكن قلبها. ابتعدت عنه ثم ارتدت قميصه و حملت فستانها بيدها و توجهت بهدوء نحو باب الغرفة لتفتحه. دون الحاجة لان تستدير ثم قالت بهدوء

" الخيانة يا روميو تعني انك و بنفس السلاح الذي وثقت بانك لن تطلق به ابدا تطلق رصاصة وسط قلبي مباشر و تحطمه، الامر ليس جرح و لا تكسير بل الامر عبارة عن تحطيم و تهميش كلي "

غادرت غرفة تاركة روميو ينظر خلفها بسكون، غير عالم ما الذي قد يفعله بعد الآن او لنقل ما الذي سوف تفعله جوليا معه بعد الآن

فهل هاته تعتبر نقطة البداية بقصة روميو و جوليا ام هي نقطة التحول و النهاية؟

بالجهة الأخرى من الفندق كانت هيرا تتشاجر مع ديمن الذي كان بكل حقارة يرقص مع احد الضيوف و يلامس جسدها امام الجميع غير مهتم لكونها تعتبر خطيبته

اقتربت منه لتبعد الفتاة بإصبعين بكل نرجسية و نفضت يداها بتقزز تحت صدمات الفتاة الغير مصدقة لتقول بغضب

" من تظنين نفسك؟"

لم تجبها هيرا بكلمة بل ابتسمت على غباء الفتاة قبل ان تشير لها بالذهاب و تشير لحرسها ليأخذوها بعيدا

" ماذا الان؟ هل تلاحقينني بكل مكان؟ ألا تملين principessa لانني قد مللت حقا"

" لا أمل عزيزي، بل السؤال هو ألن تتوقف عن تفاهتك هاته ديمن؟ هل تظن بأنني سوف ألغي الخطوبة فقط لانك تلهو مع بعض الفتيات ؟ فكر مجددا لان هذا لن يحصل؟

غضب ديمن من نبرة صوتها المتعالية و طريقة حديثها و كأنها تأمره لا تخبره و هذا ما يكرهه في هيرا فهي تمثل الشخصية النسائية من شخصيته، قوية، مغرورة و غير مهتمة و هذا ما لا يريده

" انت مجرد فتاة مدللة هيرا، لست نوعي المفضل و لن تكوني أبدا "

دار حولها و هو يطالع جسدها بعيون تقرأ كل تفصيلة بجسدها ليقف خلفها اقترب منها و أحنى رأسه مقربا إياه إلى أذنها ليهمس بسخرية لاذعة

" حسنا جسدك هذا مثير بشكل لعين، استطيع تصور نفسي اضاجعك لمرة و لكن هذا كل شيء لانني أنا ديمن بروفاسي لن اقبل بمدللة غبية مثلك ان تصبح زوجتي، أنا لن اقبل بك أبدا "

ضحك بقوة و هو يشاهد غضبها و كيف ارتجفت يدها بجنون لتطبق كفها بقوة محاولة السيطرة على عصبيتها و لكنه يعرفها و يعرف كيف يتصرف معها

هيرا التي كانت تشع غضبا حرفيا استدارت تنظر إلى ديمن بغضب مميت و عيون قاسية، مررت يدها خلال شعرها الأسود الطويل ليتابع ديمن حركتها تلك دون القدرة على السيطرة على نفسها لطالما احب شعرها الطويل بهوس، خرج من شروده على صورتها البارد و هي تقول

" سوف أعطيك فرصة واحدة فقط لتصحح خطأك و تسحب الكلام الذي قلته الان و إلا..."

توقفت عن الحديث بغضب ليضحك ديمن بقوة و سخرية و هو يقول باستفزاز

" و إلا ماذا سوف تشكيني لوالدك ؟ لا دقيقة ام سوف تشكيني لوالدي ؟ هيا أخبريني أنا أحترق شوقا لأعرف كيف سوف تبكين هذه الم و انت تخبرينهم برفضي لك للمرة المليون"

ابتسمت هيرا بشر و اقتربت منه خطوة و هي تقول بصوت ثابت ناظرة لداخل عينيه بتحد

" لقد حذرتك ديم "

و قبل ان تسنح له الفرصة ليتحدث من جديد لرفعت ركبتها و ضربته بكل قوتها إلى ما بين قدميه ليحمر وجهه و هو يصرخ بألم ممسكا بعضوه و هو يتلوى أرضا بسبب فعلتها

" هل جننت ام ماذا ؟"

ارجعت شعرها بغرور إلى الخلف و هي تنظر اليه برضا عما فعلته و هي تجيبه

" يبدو بأنك لا زلت تظن بأنني ابنة عملك الصغيرة، نعم حبيبي أنا مدللة و لكن أموري الشخصية احلها بنفسي و بطريقتي الخاصة لذلك لا تستفزني مجددا، و كما تعلم الشيء الذي تمسكه الان سوف اكون بحاجة اليه في المستقبل ايضا لذلك لا تجعلني اقوم بشيء يدمر مستقبل بكلانا "

نظر ديمن نحوها بصدمة و هو لا يزال يتألم ثم عض على اسنانه بعصبية و هو يتوعد لها بغضب و هو يقول

" سوف اجعلك تندمين على ما فعلته الان اعدك "

ضحكت بسخرية و هي تجيبه بتحد قائلة

" جيد، و أنا سوف اكون بالانتظار لا تتأخر كثيرا "

دفاعها بيدها ليسقط فوق الكرسي خلفه و هو لا يزال يتألم بسبب ضربتها سابقا لتكمل بعدم اهتمام

" الان لدي موعد تدليك لا اريد ان اتاخر اكثر من ذلك "

تقدمت ذاهبة و بعد خطوات قليلة استدارت و هي تقول ببراءة زائفة

" لا تنسى ان تضع بعض الثلج على ديمن جونيور "

غمزته و هي تغادر بينما تسمع صراخه و شتمه لها من الخلف بينما يكرر بأنه سوف يجعلها تندم على ما فعلته فهو ليس بشخص سهل لتلعب معه

ما رأيكم بالثنائيات الحالية ؟ اي ثنائي أحببتم اكثر؟
ماكس و الينا؟
فكتور و ليليا؟
ديمن و هيرا؟
روميو و جوليا ؟
توقعاتكم للقادم؟
اي توقعات عن ماريا و ليون؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro