16
* ألم الفراق *
هل يمكن ان ننسى يوما شخص سكن القلب؟ هل يمكن لنا يوما ان نكمل في الحياة دون الشخص الذي دق له القلب؟ هل يمكن لاحد ان يعيش بعد ان سلبت منه روحه؟
الجواب كان و سيكون لا، هذا شيء لا يمكن. قد تراه انت الشخص حي يتنفس امامك و لكن الحياة لا تعني التنفس فقط، الحياة لا تعني العيش فقط، فكم شخص يعيش ميتا و هو يتمنى كل يوم ان يكون اليوم هو اخر يوم له.
و السبب هو الفراق و الرحيل. اسوء ما في الحب هو الافتراق، و الاصعب اذا كان الفراق الذي لا عودة منه، فراق ابدي، فراق شخصين احدهما حي يتنفس و الثاني قد غطت التراب جسده.
اعتقد انه لا يوجد لكلمة نسيان مكان بين الأحبة، بالرغم من الفراق، بالرغم من جرح المشاعر، و تدمر الاحاسيس، اي شخص لمس الحب روحه ليس من السهل له بل يستحيل عليه العيش بعد موت الحبيب.
ربما ذلك يعود لعمق الأثر و قساوة الجرح، أو من شدة حب من قام بجرحه و قد كان لا يتوقع منه ذلك إطلاقاً. أعتقد بأن كل إحساس، كل تجربة، كل عاطفة مهما بلغت من الهوان و البساطة لا تفنى و لا تُمحى، و أن كل مشاعرنا و أسرار قلوبنا غير قابلة للاندثار فقط، و ان كلّ ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي و تتراكم في عقلنا الباطن لتظهر مرة أخرى في شكلٍ من الأشكال ربما مثل زلة لسان او نوبة غضب او يمكن ان تكون لحظة بكاء او صراخ هستيري أو حتى حلم غريب يزورنا ذات ليلة و لكن الفكرة الرئيسية التي يجب ان نتذكرها دائما هي أن لا شيء يسمى بالنسيان فما حفر مرة بذاكرتنا سوف يبقى هناك إلى الأبد
في إسبانيا
غارقة وسط الظلام، كانت إلينا مستسلمة و كأنها تغرق داخل بحر من الحبر الأسود، كل ما تراه حولها هو عبارة عن سواد من كل النواحي، تسبح بكل قوة تملكها محاولة الوصول إلى السطح محاولة الوصول إلى شعاع من النور و لكن ذلك لا يفيد كلما اقتربت من الخروج من هذه الحالة تجد نفسها تعود إلى اعمق نقطة.
و لكن لم تستطع الينا الاستسلام اكثر من هذا، هي اقوى من ان تستلم امام كل هذا، يجب ان تنجح، يجب أن تخرج من هذا الظلام من اجل نفسها، من اجل عائلتها، من اجل الناس الذين يحبونها، و الاهم من كل هذا من اجل ماكس، الشخص الوحيد الذي تحبه.
حاولت و حاولت و حاولت و لكن هذه المرة لم تتوقف، و بعد عدة محاولات و الينا تسبح بكل ما تملك من قوة وجدت الضوء اخيرا، و بهذا تفتح الينا عيناها اخيرا بعد مدة ثلاثة اشهر كاملة.
فتحت الينا عيناها و اول شيء رأته كان سقف غرفة ناصع البياض و لكن سرعان ما قامت بإغلاق أعينها من جديد بسبب الأضواء من حولها، كانت الينا تسمع صوتا غريب من حولها و بنفس الوقت شعرت بأنابيب غريبة ملتصقة بجسدها و احدها داخل فمها.
ففتحت الينا عيناها من جديد و هذه المرة بدأت تحاول النظر حولها بهدوء و لكنها لم تكن قادرة على تحريك جسدها، كانت تشعر بالتعب و الخمول الشديد في كل جزء من اجزاء جسمها لدرجة انها لم تستطع رفع اصبعها حتى.
ما الذي يحصل معي؟ أين أنا؟ اين الجميع؟ فكرت الينا و هي تحاول تحريك رأسها و بعد عدة محاولات استطاعت اخيرا تحريك رأسها بشكل بسيط للغاية بالكاد يرى، استدارت قليلا إلى الجانب الآخر لتشاهد الالات من حولها.
" عزيزتي ما الذي تفعلينه هنا؟"
سمعت الينا صوت والدها خارج المكان الذي توجد به و لكنها لم تستطع ان تستوعب ما الذي يحصل بالضبط
" اتيت من اجل ابنتي بالطبع "
" انها نائمة كما تعلمين هيا عودي إلى المنزل ليزا "
" لا يهم، و أنا لن أعود انها ابنتي الوحيدة و أنا اريد الجلوس معها لبعض الوقت انت لا تستطيع منعي من فعل ذلك "
" ليزا، الأمر ليس قصة منعك من فعل اي شيء، بل الجلوس مع الينا و قراءة قصص بجانبها طوال اليوم لن يغير اي شيء، الم تسمعي ما الذي قاله الطبيب سابقا؟ هي بغيبوبة و لا احد يعلم متى قد تستفيق .. هذا إذا استفاقت"
" استمع إلي جيدا فرناندو، أنا لا يهمني أي شيء مما تقوله، كل ما يهمني الان هو ابنتي الوحيدة و الموجودة داخل هاته الغرفة كالشخص الميت لا حول لها و لا قوة، و أنا كأم لها سوف احاول فعل كل ما استطيع فعله من اجل مساعدتها و لو لمرة في حياتي سوف أكون الام التي تحتاجها.. انت لا تعلم قد يكون وجودي معها يساعدها بشيء ما لذلك ابتعد من امامي الان لا داعي لأن نتشاجر من جديد"
" و لكن ليزا أنا اتحدث من اجلك و من اجل صحتك "
تنفست الينا بتعب و هي تستمع لشجار والديها غير مستوعبة لكل ما يحصل و لا تستطيع معرفة سبب شجارهم هذا، لماذا يتحدثون و كأنها كانت نائمة لمدة طويلة؟ لقد اصيبت البارحة و هي تنقذ ماكس، لماذا يتحدثون بالألغاز إذا؟ و الاهم من كل هذا اين زوجها؟
فجأة فتحت ليزا باب الغرفة و مثل عادتها اطفأت الأضواء بداخلها و توجهت تفتح الستائر الموجودة بغرفة الينا، فعلى عكس فرناندو الذي كان يغلق جميع الستائر بغرفة الينا خوفا من ان يراها احد ما، ليزا كانت تريد لابنتها ان تشعر بأشعة الشمس و الهواء النقي من حولها
" صباح الخير حبيبتي، الطقس جميل للغاية هذا اليوم مثل ما تحبينه بالضبط، الشمس مشرقة و بنفس الوقت الجو ليس بالحار بل معتدل بشكل لطيف"
ليزا كانت تتحدث و هي تتحرك في ارجاء الغرفة غير منتبهة لأعين ابنتها التي تتابع كل حركة تقوم بها بصمت، لتكمل ليزا حديثها و هي تحمل رواية بيدها بينما تقترب من سرير ابنتها
" انظري لهذا، لقد احضرت رواية اخرى من الروايات الموجودة في خزانتك، لديك ذوق رفيع في الكتب حبيبتي"
عندما كانت ليزا تقف على بعد خطوتين من السرير انتبهت و اخيرا ان الينا ابنتها التي كانت نائمة لمدة ثلاثة اشهر كاملة، تنظر اليها بصمت مما جعل الكتاب يسقط من بين يدي ليزا و هي تركض نحو الينا بينما تبكي بسعادة و هي تشاهد طفلتها قد فتحت عينيها بعد ثلاثة اشهر
" حبيبتي، إلي، صغيرتي هل انت مستيقظة؟ هل تستطيعين سماعي؟"
كانت ليزا تتحدث بلهفة و هي تمسح على شعر طفلتها و الدموع تتساقط من عينيها فقد كانت تفقد الامل من استيقاظها بل الجميع كان كذلك بعد كلام الطبيب. لم تستطع الينا أن تجيب والدتها بالرغم من انها تريد ذلك، كل ما كانت تقدر على فعله هو تحريك رأسها بضعف و هي تومىء ببطء لتبتسم ليزا و هي تضغط على الزر الذي بجانب السرير من اجل استدعاء الطبيب الخاص الذي خصصه فرناندو من اجل الينا منذ قدومهم إلى اسبانيا
بعد مرور لحظات قصيرة للغاية، فتح باب الغرفة و دخل فرناندو و هو يركض يسبق الطبيب و الممرضة من خلفه بعد ان سمعوا صوت الجرس بالطابق السفلي ليتوقف متفاجىء مكانه و هو يشاهد ابنته الينا مستيقظة هذه المرة. ركض الى جانبها و امسك بيدها بين يديه بلهفة و هو ينظر اليها بعدم تصديق لقد كان هنا قبل قليل لقد حضر قبل زوجته بدقائق و قد كانت نائمة هو متأكد من ذلك لانه يزورها كل يوم لمدة ثلاثة اشهر كاملة و لم تكن مستيقظة أبدا
" صغيرتي، إلينا هل تسمعين صوتي؟ هل تسمعين صوت والدك؟ هل انت واعية؟"
تحدث فرناندو بلهفة و هو يقبل يد ابنته بينما ينظر إلى زوجته على الجانب الآخر من السرير ليبتسم كلاهما بوجه بعضهم البعض قبل أن يبعدهم الطبيب يريد التأكد من صحتها و هل هي على ما يرام الان.
بدأت الممرضة في مساعدة الطبيب الذي يقوم معاينتها ثم طلبت من فرناندو و ليزا بالانتظار خارج الغرفة. عانقت ليزا زوجها و كلاهما ينظران إلى باب الغرفة المغلق، لقد استيقظت طفلتهم بعد ثلاثة أشهر، كانت السعادة تغمرهم بشكل لا يصدق لم يظنا بأن هذا الأمر سرف يحصل ليس بعد آخر كلام قاله الطبيب لهم.
داخل غرفة الينا، بعد ان قام الطبيب بالكشف عن الينا بدأ بابعاد الأنابيب عن جسدها بمساعدة الممرضة بعد أن تأكدوا من انها قد استيقظت و عادة إلى وعيها اخيرا، ثم توجه إلى الخارج تاركا الممرضة تكمل عملها.
" سيد و سيدة لوشيس تهاني الحارة لكم، يبدو ان ابنتكم الانسة الينا قد استعادة وعيها و اخيرا و هي الان بحال افضل مما كانت عليه سابقا، و لكن بما انها كانت بغيبوبة لمدة ثلاثة اشهر كاملة يجب أن تبقى تحت المراقبة لمدة من الوقت لنتأكد من سلامتها"
" بالطبع ايها الطبيب كما تريد "
تحدث فرناندو مؤكدا كلام الطبيب لتتحدث ليزا مقاطعة اياهم بلهفة و هي تريد رؤية ابنتها من جديد
" هل استطيع رؤيتها؟ "
" بالطبع سيدتي و لكن الانسة لا تزال متعبة للغاية جسدها كان في وضع الخمول لفترة طويلة لذلك أعطيتها ابرة قد تكون بحاجة لبعض الراحة في هذا الوقت"
" حسنا سوف اراها قليلا لن ازعجها "
تحدثت ليزا و هي تدخل الغرفة ليمسك فرناندو بيد الطبيب و هو يسأله بشك
" ابنتي مستيقظة اليس كذلك؟ هي لن تدخل غيبوبة من جديد؟"
" لا سيدي هي بخير لا تقلق "
تنهد فرناندو براحة و هو يلحق بزوجته إلى داخل الغرفة من جديد، كانت ليزا تجلس بجانب الينا و هي تمسك بيدها بقوة و تقبلها و الدموع تتساقط على خدودها غير قادرة على التحكم بها.
" لقد اشتقت لرؤية عيونك الجميلة يا إلي"
ابتسم فرناندو و هو يقترب من ابنته ليقف خلف زوجته و هو يضع يده فوق كتفها كعلامة منه على مواساتها بينما يده الأخرى وضعها فوق رأس الينا يمسح على شعرها بحنان و هو ينظر اليها بشوق لقد فقد الامل في استيقاظها حقا، هذه معجزة.
شاهد كل من فرناندو و ليزا الينا المتعبة و هي تفتح فمها و تغلقه عدة مرات كمحاولة منها لقول شيء ليقترب كلاهما من الينا التي كانت جفونها تغلق بتعب و هي بصعوبة تحاول إبقاء نفسها مستيقظة
" هل تريدين شيءا عزيزتي الينا؟"
اقترب فرناندو اكثر و ليزا بجانبه ليستطيعوا و اخيرا سماع همس الينا و هي تنطق بصوت خافت بالكاد يسمع
" ما.. ماكس "
همست اسم ماكس و اغلقت عيناها من جديد و هي تعود إلى النوم بسبب الابرة التي اعطاها الطبيب، لتنظر ليزا إلى وجه زوجها بعتاب. وقفت و قبلت جبين الينا و هي تعدل الغطاء فوقها قبل ان تستدير نحو فرناندو
" هل سمعت؟ اول شيء تقوله ابنتنا بمجرد استيقاظها كان اسمه، الان ماذا سوف تفعل؟ هااا اخبرني"
امسك فرناندو بيدها مسكتا اياها و هو ينظر من جديد خلفها نحو الينا لكي يتأكد من انها نائمة حقا
" اخفضي صوتك، لنتحدث بالمكتب لوحدنا هيا "
عقدت ليزا حاجبيها و هي تسحب يدها من بين يدي زوجها بينما تتوجه إلى المكتب و هو خلفها.
و بمجرد أن اغلق باب المكتب خلفهم استدارت ليزا تنظر إلى فرناندو بغضب واضح
" لقداخبرتك من قبل يا فرناندو لم يكن يجب أن نكذب على عائلة بروفاسي، الان الينا قد استيقظت و بالطبع سوف تريد الذهاب إلى زوجها و لكن المفاجأة زوجها يعتقد بأنها ميتة و هذا كله بفضلك "
" لقد فعلت ذلك من اجلها، لم يستطع ماكسيمس بروفاسي ان يحافظ على ابنتي، لقد كانت امانة لديه و بسببه جابهت الموت، لقد كانت سوف تموت بسبب "
" لا ليس بسببه بل من اجله يا فرناندو، هناك فرق واضح بين الأمرين، الينا فعلت كل ذلك بل ضحت بنفسها و حياتها من اجل أن تحمي ماكس و ليس بسببه "
قاطعته ليزا غاضبة و هي تمشي ذاهبا و ايابا بالغرفة غير قادرة على تصديق ما يحصل الان
" لا يهمني الفرق ليزا، المهم هو ابنتي، لقد أعطيت ماكسيمس بروفاسي ابنتي الوحيدة و وريثة لوشيس و هو لم يكن قادرا على حمايتها لذلك لدي كل الحق في استعادتها "
" عزيزي، لا تنسى أننا نتحدث عن عائلة بروفاسي، انهم ملوك العالم السفلي فرناندو، حتى والدي يعمل تحت سلطتهم، الجميع يفعل "
غضب فرناندو من كلام زوجته مما جعله يتوجه اليها و في لمح البصر امسك بعنقها و هو يقول بغضب شديد
" ليس الجميع أنا لا اعمل تحت سلطة احد، أنا فرناندو لوشيس اتحكم بكل إسبانيا و أنا حر إذا اردت استرجاع ابنتي من عندهم "
ضربت ليزا بقوة يد فرناندو تحاول ابعادها عن عنقها ليمتثل لها اخيرا و سرعان ما تنفس بعمق يحاول السيطرة على اعصابه بينما كانت ليزا تمرر يدها فوق عنقها تمسده بهدوء و هي تسعل محاولة ادخال الهواء الى رئتيها من جديد
" لا يهم اي شيء الان، لانه و بمجرد أن تستعيد الينا وعيها تماما اول شيء سوف تريد القيام به هو الذهاب إلى زوجها و لا انت و لا أنا سوف نكون قادرين على منع ذلك "
نظر فرناندو إلى زوجته و هو يدقق في كل كلمة قالتها، هو يعلم ان كلامها صحيح و إذا حصل و سمع ماكس و لو شبه كلمة عن حقيقة ان الينا لا تزال حية ترزق ليس هناك شيء قادر على منعه من اخذها فهي لا تزال زوجته رسميا و قانونيا
" لن تستطيع الينا الذهاب إلى زوجها، ليس عندما تكتشف ان لا زوج لها بعد الان"
" ما الذي تتحدث عنه انت يا رجل؟"
" كما سمعت ليزا، إذا اكتشفت الينا ان زوجها غير موجود فلن يكون هناك اي داع لذهاب اليه من جديد "
" أنا حقا لا افهم شيئا مما تقوله الان و لكن سوف اخبرك بشيء واحد نهاية هذا الأمر لن تكون جيدة صدقني "
تجاهل فرناندو كلام زوجته التي غادرت غرفة المكتب تاركة اياه يفكر في الشيء الذي سوف يخبر ابنته عنه بعد ان تستفيق. هو لن يسمح لالينا بأن تلتقي بماكس من جديد و بالطبع لن يسمح لماكس ان يأخذ الينا من جديد. و اخيرا استطاع أن يبعدهم عن بعضهم البعض، فمنذ ان اكتشف ان ابنته قد وقعت بحب ماكس انقلبت كل خططه ضده و لكن اصابتها جعلته قادرا على فك الشراكة التي كانت بين عائلته و عائلة بروفاسي و قد استطاع بسهولة استغلال وضع الجميع بالمشفى يومها و اخراجها امامهم دون أن يكتشفوا اي شيء.
تذكر فرناندو انه و بمجرد اتصال رونالد بروفاسي به و اخباره عن إصابة الينا قام بطريقة ما بالوصول إلى احد الأطباء بداخل المستشفى و تحديدا عند غرفة عمليات الينا و هدده بأن يخبر الجميع عن موت ابنته و ليقم بفعل شيء بخصوص ذلك حتى لا يكتشفوا الأمر.
فهو بالاول كان يظن انه بزواج الينا بماكس سوف يستطيع السيطرة على العمل كما يريد لكن الينا احبت ماكس على عكس توقعاته مما جعل تنفيذ خطته لا يمكن لذلك قرر اخذ ابنته من جديد.
صوت إطلاق النار، واحدة اخترقت صدرها و الأخرى كتفها ثم سقطت الينا بين يدي زوجها المصدوم بسبب ما حصل. خوفه، بكاءه، عناقه كل شيء حقيقي هذه المرة
"Il mio"
" لا تتحدثي حبيبتي ارجوك ... سانقذك دائما ما افعل ..اليس كذلك؟ ليتصل احد بالإسعاف ؟ احضروا اي سيارة لعينة؟ "
" اخبرتك بانك ستبكي عند موتي ماكس"
" لا تموتي .. اتوسل اليك لا ترحلي.. ليس انتي ايضا"
"وفيت بوعدي لك ماكس"
"وفيتي يا حياة ماكس لذلك لا تتركيني اتوسل اليك لا تفعلي "
" لا تنسى ابدا بانني الوحيدة التي سكنت هنا ماكسي انا فقط"
"انت فقط سكنت هذا القلب و انت فقط من ستفعل لذلك لا ترحلي لا حياة لي بدونك فما بالك بالمشاعر كوني عنيدتي كالعادة و عاندي الموت اتوسل لك"
"انا من احبتك اولا ماكس و انا ما احبتك الى الاخر"
" الينا حبيتي هيا ابقي معي"
" ما... ماكسي حبي لك لن يموت حتى لو مت انا اليوم"
" لا تفعلي اتوسل اليك لا تفعلي"
" ماكسي"
" نعم"
" من دواعي سروري الموت في سبيلك"
" لا تموتي في سبيلي انا وغد لا يستحق لا تحرقي قلبي يا الينا"
" ماكسي"
" يا الهي لا اتوسل اليك لا تفعلي انت الشيء الوحيد المتبقى لدي الينا انت قلبي "
" انا احبك يا ماكس "
شهقت الينا خوفا و فتحت عيناها مستوعبة ان كل ذلك كان مجرد حلم، أو لنقل مجرد ذكرى عن ما حصل معها تلك الليلة، هي لا تزال حية. رمشت مرة أولى ثم مرة أخرى تحاول ان تتعود على الأضواء، ثم نظرت بهدوء الى السقف الأبيض بعدم فهم و قد لفت انتباهها صوت غريب كانت قد سمعته سابقا، يبدو و كأنها قد فعلت هذا من قبل
دق.. دق.. دق..
لا افهم ما الذي يحصل بالضبط؟ فكرت الينا بداخلها لان اخر شيء تتذكره كان وجودها بين يدي ماكس و هو يبكي. دقيقة واحدة؛ ماكس!! أين هو ماكس؟ نظرت الى يمينها و لكن لا شيء ثم نفس الشيء الى يسارها و هي تشاهد الالة التي كانت تصدر الاصوات، ان الصوت يصدر منها، هل هذا صوت قلبها؟ فكرت و هي تنظر إلى الالة متذكرة وجود الالات اخرى و لكن على ما يبدو انه قد تمت ازالتها بوقت ما
رفعت يدها ببطء تشاهد كيف كانت تحتوي على بعض الاسلاك و قربت نفس اليد الى صدرها لتشعر بألم غريب ثم توقف كل شيء حولها، الان تذكرت، لقد اصيبت بطلقة من الرصاص، ليست واحدة فقط لقد كانتا رصاصتين و واحدة اخترقت صدرها هي متأكدة، لقد كانت سوف تموت
فجأة فتح الباب لتشاهد والدها يدخل و هو يتحدث مع احد النساء التي يبدو بأنها ممرضة من ثيابها
" اريد ان افهم لماذا الى الان لم تستفق لقد مر أسبوع كامل و اللعنة، هل أخطأتم بإعطائها الجرعة.."
توقف فرناندو عن الحديث عندما شاهد ابنته تحاول الجلوس في مكانها و علامات الاستفهام و الاستغراب تحتل وجهها، لانه و بعد ان استفاقت و اعطاها الطبيب الابرة الطبية فعادت الى النوم من جديد و هذا الشيء قد زرع الخوف بداخله و بداخل زوجته. بالرغم من ان الطبيب قد اكد ان الأمر طبيعي للغاية و ان ذلك قد حصل بسبب عدم حصول جسد الينا على الطاقة الكافية لتستيقظ إلا انه لم يستطع ان يبقى هادئا
" إلينا!! الحمد لله انت مستيقظة، ابنتي هل انت بخير ؟"
ركض نحوها و هو ينظر بصدمة قبل ان يجلس على السرير بجوارها و هو يمسك بيدها التي كانت تحاول ابعاد السلك الغريب الملتصق باصبعها و هي تقول بصوت مبحوح
" ما الذي يحصل هنا يا ابي؟ أين أنا ؟"
" انت بأمان عزيزتي، لا تقلقي لقد اهتممت بكل شيء، انت بخير الان لن يستطيع احد الوصول اليك او اصابتك بأذى بعد الان "
ابتسمت الينا بهدوء على حنان والدها الذي يظهر بمرات نادرة للغاية، ثم ابعدت الجهاز بهدوء و هي تضيف من جديد فهي غير قادرة على رؤية الشخص الذي تبحث عنه في اي مكان
" ابي اين ماكس؟"
نظر والدها نحوها بهدوء و قد اختفت الابتسامة الرقيقة من فوق شفتيه قبل ان يقول بهدوء و هو يحاول أن يجعلها تعود إلى الخلف لتستلقي على السرير من جديد
" هيا الينا، هيا صغيرتي نامي الان، و ارتاحي فأنت بحاجة الى ذلك لقد كنت في غيبوبة لثلاثة اشهر كاملة و انت بحاجة إلى بعض الراحة"
" ماذا؟ غيبوبة؟ عن اي غيبوبة تتحدث انت؟ هل قلت ثلاثة اشهر؟ لقد حصل كل شيء ذلك البارحة ما الذي تتحدث عنه الان"
تحدثت الينا بعدم تصديق لأي مما تسمعه، و قد حاول فرناندو جعلها تستلقي من جديد و لكنها منعته و هي تنفي برأسها لتكرر بإصرار اكبر هذه المرة
" ابي، أين ماكس ؟ اين زوجي؟"
اغمض فرناندو عيونه و مرر يده على وجهه بهدوء قبل ان يفتحهم بهدوء و هو يقول بجدية تامة
" انا اسف الينا "
برود غريب احتل اطراف جسدها بداية من رأسها إلى اخمد قدميها، اتوسل اليك لا تقل الشيء الذي افكر به، همست بداخلها و هي تنفي بعدم تصديق بينما تكرر و هي تحاول ابعاد الاشياء الملتصقة بها لكي تقف على قدميها
" لا تتأسف.. لا تفعل.. فقط اخبرني اين هو؟ انا اريد رؤيته ارجوك، فقط لمرة واحدة ابي اريد رؤيته هيا تحدث "
" الينا.."
حاول والدها إيقافها بلهجته القاسية و لكنها صرخت بوجهه لاول مره في حياتها و هي تقول بجدية
" لا تنطق باسمي، لا تقل اسمي و اللعنة، اين هو ماكس؟ اين هو؟ احتاج رؤيته هل تفهم ما أقوله أنا اتوسل اليك"
" لقد توفي.. هل تسمعين؟ لقد مات ماكس يومها "
" ما الذي تقوله انت؟ لقد .. لقد مت من اجله.. ما الذي اقصده بمات ماكس.. لقد تلقيت رصاصتين من أجله، من اجل ان يعيش ما الذي تقصده بتوفي "
رمشت الينا عدة مرات بهدوء و هي صامتة تنظر الى والدها و كأنها لا تراه و كأنه غير موجود امامه، قبل ان تبعد يديه بجنون و هي تصرخ بعدم تصديق و تدفع والدها و الممرضة بجانبه بكل ما اوتيت من قوة بينما تصرخ
" مااااكس... اتوسل اليك لا تفعل هذا بي... مااااكس... ابي لا تفعل... اتركني... مااااكس... اتوسل اليك يا الهي... ماااكس"
كل صراخها و جنونها تم وقفه بسبب الابرة المسكنة التي حقنتها بها الممرضة، و شعرت بيد والدها تمسح على شعرها و هو يقول بجدية
" هذا افضل، هذا افضل للجميع"
دخلت ليزا على صراخ ابنتها و نظرت اليها بحزن عميق و لكنها كانت ايضا عاجزة امام قرار زوجها و لا تستطيع أن تتجاوزه كل ما استطاعت القيام به كان التوجه إلى ابنتها المغمى عليها بسبب الابرة المهدئة و الدموع تتساقط من جفونها المغمضة لتمسح على وجهها بحزن لعل هذا يخفف عنها
في ايطاليا
عاد ماكس إلى قصر بروفاسي بعد كلامه مع بلاك، صديقه لديه وجهة نظر صحيحة قاتل إلينا لا يزال حيا و هو يجب ان يجده و ينتقم لموت زوجته منه، لا يستطيع أن يرتاح إذا لم يفعل، ضحك باستهزاء عن فكرته و هو متأكد من انه بكلتا الحالتين لن يستطيع الشعور بالراحة بعد موت زوجته
" ها قد عدت مجددا "
تمتم مارس و هو يجر قدميه إلى داخل القصر متجاهلا مناداة عمه له من اجل العشاء. صعد الدرج نحو جناحه و هو يشعل بثقل تنفسه داخل صدره، فمنذ موت الينا لا يستطيع أن ينام بتلك الغرفة.
كل شيء بها، كل صغيرة و كبيرة تذكره بها، هي بكل مكان. من ناحية الأمر يزعجه فهو غير قادر على المضي قدما من بعدها و من ناحية أخرى دخول الغرفة يجعله يشعر و كأنها قريبة منه و كانها لا تزال حية و كأنه سوف تفتح باب الغرفة في اي لحظة و تدخل اليه
امسك ماكس مقبض الباب متردد من ما إذا كان يستطيع فعل هذا من جديد و لكن شوقه لها كان اقوى به مما جعله يفتح الباب و يدخل الى الغرفة.
قام بتشغيل الضوء الصغير بجانب السرير و توجه يجلس على الكرسي بجانبه و هو ينظر إلى صورته مع زوجته التي وضعتها الينا من قبل فوق سريرهم
" ها أنا اتيت من جديد il mio"
صوت ضحكاتها جعله يلف برأسه سريعا و فجاة كان يراها جالسة على الارض و هي تقوم بطي ثيابها جانبا و هي تتذمر عن اهمية شراءها لملابس جديدة
ثم استدار نحو النافذة يراها واقفة بمكانها المعتاد و هي علبة من المثلجات التي كانت تحبها و تأكلها بكل الاوقات حتى لو كان الثلج يتساقط ليبتسم و هو يشاهدها ترفع ملعقة نحوه و كأنها تقدمها له و هي مبتسمة
ثم سمع صوت الموسيقى ليجدها جالسة فوق السرير، شعرها مرفوع على شكل كعكة و هي تعزف مغمضة العينين منغمسة بلحنها
تنفس ماكس بعمق و قد تشكلت الدموع بعينيه لا يعرف ما الذي يجب أن يفعله، هي بكل مكان لا يستطيع العيش من بعدها، و مع الأسف اكتشف قيمتها بعد ان خسرها إلى الابد
" يا الهي سوف اجن "
تمتم ماكس لنفسه و هو يحاول أن يسيطر على اعصابه، يتخيلها بكل مكان و المشكلة الاكبر هو يحب ذلك، يحب فكرة انه يتخيلها و يرى طيفها في كل مكان. تذكر ماكس نفسه عندما أستهزء بصديقه بلاك عندما اخبره بأنه كان يرى زوجته ايما بكل مكان بل حتى انه وصفه بالمجنون، و الحال ان ماكس ايضا مجنون و يعيش نفس الشيء الان
" هل ارحل ماكس؟"
رفع ماكس رأسه و هو يرى طيف زوجته الجميلة يجلس امامه و هي تنظر اليه بعيونها الخلابة، و كم اشتاق إلى تلك العيون. نفى برأسه و هو ينظر اليها قائلا بقلة حيلة
" لا، لا ترحلي، لا تفعلي انت التي تخففين وجعي و لو كنت مجرد وهم و خيال انت احسن من لا شيء il mio"
نظر له طيف الينا و هي تميل برأسها ثم مدت يدها اليه و هي تقول
" أنا احبك ماكسي "
ابتسم ماكس و هو يستمع لجملتها متذكرا بأن هذه الكلمات نفسها كانت آخر شيء نطقت به الينا قبل موتها. اغمض ماكس عيناه مكانه مستسلما لنوم هناك و لو لبعض من الوقت.
صباح اليوم التالي، ليليا كانت واقفة امام المرآة ترتدي ملابس رسمية و تعدل شعرها بعد ان وضعت بعض مساحيق التجميل و رشت من عطرها و فكتور واقف خلفها يعدل سترته و عينيه تتابع كل حركة تقوم بها
" هل سوف تذهبين إلى مكان ما؟"
سأل فكتور فجأة فنظرت إليه ليليا من المرآة قبل أن تستدير ناظرك يمينا و يسارا و كأنها تبحث عن شيء ما لتقول بلهجة ساخرة
" هل تتحدث معي؟"
" و هل هناك غيرنا بهذا الجناح يا ترى؟"
" بالطبع يوجد"
تحدثت ليليا و هي تكمل ما كانت تقوم به لتجد فكتور ينظر اليها و هو يطالبها بإجابة من عينيه لتقول و هي تبتسم له باستفزاز
" شياطينك عزيزي هل نسيتهم؟ "
قلب فكتور عينيه فزوجته لا تكف عن قصف جبهته في كل فرصة تتاح لها، هي تحاول و بكل الطرق جعله يخرج عن صمته و بروده و كأن إغضابه يسعدها و لكنه تجاهل الأمر و هو يكرر السؤال
" إذا؟"
" إذا ماذا؟"
" هل سوف تذهبين إلى مكان ما ؟"
وضعت ليليا المشط و اعادت شعرها إلى الخلف قبل ان تستدير نحو فكتور و هي تقول بيننا ترفع كتفيها بملل
" مقابلة عمل "
" ماذا؟ مقابلة عمل؟ و لماذا لم تخبريني؟"
ضحكت ليليا بسخرية و هي ترتدي حذاءها بينما تنظر إلى فكتور باستغراب
" عفوا! و من حضرتك لكي اخبرك ؟"
" زوجك Caro، رسميا، قانونيا و حقيقيا "
ضغط فكتور على اخر كلمة متعمدا جعلها تتذكر ما حصل بينهما تلك الليلة لعلها تتوقف عن مضايقته و التصرف و كأنهم لم يقتربوا من بعضهم البعض لتلك الدرجة
بمجرد سماع ليليا لما قاله فكتور رمت فردة حذاءها الثانية نحوه و لكنه تجاوزها بسهولة و نظرات البرود لا تزال تعتلي وجهه
" لا تكرر ما قلته الان ايها الوغد، لقد اخبرتك الف مرة بأن لا تفعل و ان تنسى ما حصل تلك الليلة امسحها من عقلك لانني قد فعلت "
سخر فكتور من كلامها فهي كاذبة فلو انها قد مسحتها بالفعل لما احمرت خدودها الان و لم تكن لتتوتر و هي تعاتبه
" إذا اي عمل هذا Caro اخبريني، ناقشي الموضوع معي أنا زوجك "
قلبت ليليا عيناها و هي تقف من مكانها بغضب مقتربة منه إلى ان وصلت اليه ثم انحنت تحمل فردة حذاءها ليمسك بها فكتور و هو يشير إلى ليليا لتجلس مكانها من جديد، حاولت سحب حذاءها من يديه و لكنه منعها مشيرا بيده لها كعلامة نفي
" إذا ؟"
عندما لح فكتور كثير قررت ليليا الجلوس و الخضوع فهي لم تكن في حالة جيدة من اجل شجار جديد. جلست مكانها لينحني فكتور امامها ممسكا بقدمها و هو يلبسها حذاءها بكل تركيز
" لقد مللت من الجلوس بالقصر دون القيام بأي شيء، و بما انني قد درست التصميم و تخرجت منه فكرت بالحصول على وظيفة ما تشغلني قليلا "
" هل قدمت على مكان ما؟"
" بضعة اماكن عبر الانترنيت و اليوم سوف اذهب من اجل المقابلات "
" لا تذهبي، تعالي معي "
كان فكتور قد البسها حذاءها و لكنه لا يزال يجلس مكانه على الارض مقابلها بينما عيونه تنظر إلى داخل خاصتها لتتنهد بعمق قبل ان تقول
" اتي معك؟ إلى أين؟"
" إلى العمل، أنا أعرض عليك العمل في شركة بروفاسي معي "
رمشت ليليا بعدم تصديق لما يقوله فكتور الان، هل سوف يسمح لها بالعمل و الاهم هل سوف يسمح لها بالعمل في شركة عائلته؟
" هل تمزح معي الان؟ انت تمزح اليس كذلك "
" لا ، أنا لا امزح اتحدث بكل جدية Caro، إذا اردت العمل حقا اعملي معي "
" و ماذا سوف افعل بشركة بروفاسي؟"
" الشركة لديها فرع تصميم، هو نفس الفرع الذي تتدرب به هيرا على ان تكون عارضة أزياء و بما انك مصممة هذا سوف يكون جيدا من اجل الشركة سوف تكون فرصة لكلينا "
فكرت ليليا قليلا و لكن سرعان ما وافقت و هي تفكر بأنه إذا رفضت هذا العرض من المحتمل أن يقف فكتور في طريق كل عرض عمل آخر قد تسعى اليها و بهذا تخسر فرصة العمل تماما
" موافقة و لكن بشرط "
مدت ليليا يدها و هي تنظر إلى فكتور الذي عقد حاجبيه و هو ينتظر سماع شرطها، هي ليست بوضع لكي تقوم بوضع اي شروط و لكنه مستمع جيد و يريد معرفة ما يدور برأسها الجميل هذا
" لا يجب لأي احد بالشركة أن يعرف حقيقة انني زوجتك "
" لماذا؟"
خرجت الكلمة من فم فكتور على شكل صرخت لم يستطع التحكم بها لتعقد ليليا حاجبيها هذه المرة قبل ان تشرح له
" لا اريد لاحد أن يقول بأنني قد حصلت على العمل بسببك، أنا جدية للغاية بشأن عملي و اعلم بأنه جيد للغاية و لا أحتاج إلى اي واسطة "
" اوه هذا ما تقصدين "
" ما الذي ظننته انت.."
تحدثت ليليا و هي تقف من مكانها بسرعة لتشعر بدوار فترنحت مكانها ليقف فكتور بسرعة ممسكا بها و هو ينظر اليها بقلق
" هل انت بخير ؟"
مسدت ليليا جبينها و هي لا تزال تتكىء على صدر فكتور قبل أن تومىء ببطء و هي تقول
" أنا بخير، لقد وقفت بسرعة لهذا السبب "
" لقد تكرر الأمر عدة مراة Caro هل تريدن أن نذهب إلى زيارة الطبيب او على الأقل لنستدع الطبيب روبرت إلى القصر "
ابتعدت ليليا عن فكتور و هي تشعر بأنها افضل الان قبل أن تتوجه لتحمل حقيبتها و هي تجيبه ساخرة
" لا تكن شخصا مدللا للغاية فيكتور، ابسط شيء لنتصل بالطبيب. أنا بخير وقفت و لم اكل اي شيء بعد فاصابني الدوار شيء طبيعي، قم بقراءة بعض الكتب و سوف تفهم، فقط ثقف نفسك حبيبي "
غادرت ليليا الغرفة ليلحق بها فكتور و هو يحرك راسه يمينا و يسارا بقلة حيلة من زوجته و كلامها القاسي الذي لا ينتهي أبدا
بالجهة الأخرى من القصر، كانت هيرا تقف امام النافذة و هي تمسك بأوراق تحاليل كانت قد قامت بها بعد ان ساءت حالتها آخر مرة. نظرت إلى الأوراق تقرأها مرة تل و الأخرى غير قادرة على ان تستوعب ما كتب بها، لا تستطيع تصديق ما تراه
" هيرا حبيبتي الجميع بانتظارك على الإفطار "
تحدث رونالد و هو يدخل غرفة ابنته بعد ان طرق على الباب مرتين و لكنها لم تجبه. و بمجرد سماع صوت والدها اخفت هيرا الأوراق خلف ظهرها ثم نظرت نحو والدها بابتسامة و هي تقول
" أنا قادمة ابي "
" هل انت بخير أميرتي؟"
" بخير، بخير سوف ألحق بك الان "
اكدت هيرا ليومىء رونالد لها قبل ان يبعث لها قبلة طائرة ثم اغلق الباب خلفه لتتنهد هيرا براحة لكون والدها لم يرى ما بيدها و لكن بنفس الوقت كان جسدها يرتعش بسبب الخبر الذي حصلت عليه الان.
توجهت هيرا مسرعة نحو سريرها و رفعته قليلا واضعة التحاليل اسفله و عدلت المكان من جديد و هي متأكدة من ان هذا المكان الوحيد الذي لن يبحث به احد، ثم توجهت مغادرة غرفتها لتقابل ماري التي كان و كأنها ذاهبة لمكان ما
" اووه، إلى أين انسة ماري من الصباح الباكر؟"
" سوف التقي بجوليا، لقد اتفقنا البارحة ان نفطر صباحا مع بعضنا البعض و كما تعلمين لقد مرت مدة طويلة منذ ان جلست معها "
" اووه جميل "
" هل تريدين القدوم معي ؟ تعلمين بان جوليا تحبك كثيرا و سوف تسعد بحضورك "
" لا حبيبتي، كما تعلمين بمجرد جلوسنا سوف تبدأ بشتم روميو و التحدث بسوء عنه و بما انه اخي الوحيد أنا لن اقبل بسماع كلمة سيئة عنه و بهذا المعدل سوف نتشاجر "
تحدثت هيرا موضحة فضحكت ماريا على كلامها لانه صحيح، فعندما تحدثت مع جوليا على الهاتف البارحة كانت غاضبة من روميو لذلك قررت ماري أن يلتقيا ليتحدثوا عن الأمر
" هل سوف تبقين بالبيت؟"
" سوف اخرج بعد قليل، سأتوجه إلى المقبرة لزيارة الينا ثم سوف أذهب إلى الجامعة من اجل بعض الأوراق "
سماع اسم الينا بنفس الجملة مع كلمة مقبرة كانت لا تزال تزرع الحزن بقلوب هيرا و ماريا إلى الان بالرغم من مرور ثلاثة أشهر عن ذلك الحادث.
جلس الجميع حول طاولة الطعام ما عدا ماكس الذي خرج من القصر مباشرة متجاهلا كعادته محاولات الجميع لتحدث معه، كان الجميع يعلم بأنه و مثل عادته سوف يذهب إلى القبر لزيارة الينا و لكن الأمر كان صعبا للغاية فهو الان و بالرغم من وجود مشاعره قد اصبح باردا مع الجميع و هذه المرة هو يفعل ذلك عن قصد، سابقا كانوا يلقون اللوم على مرضه و انعدام مشاعره و لكن الان هو بارد لانه يريد أن يكون كذلك و هذا اسوء من حالته السابقة.
اوقفت ماريا سيارتها امام المطعم الذي اتفقت عليه هي و جوليا و هو مطعم جوليا و روميو المفضل منذ ان كانا أطفالا، ابتسمت ماريا بداخلها فجوليا غاضبة من روميو و لكنها حضرت إلى مطعهم المعتاد من اجل الجلوس
" اطفال اقسم "
تمتمت ماريا لنفسها و هي تحمل حقيبتها و تغلق السيارة بينما تمشي نحو باب المطعم. عندما كانت على وشك الدخول المطعم شاهدت الشيء او لنقل آخر شخص توقعت وجوده بهذا المكان.
ليون ألفارو، لقد كان يجلس بهذا المطعم بالذات على احد الطاولات مع ديفيد و اشخاص اخرين لا تعرفهم. من بين كل المطاعم بإيطاليا الم يجد مكانا آخر ليكون به؟ الم يكن في نيويورك؟ متى حضر إلى هنا؟ فكرت ماريا و هي لا تزال متصنمة و مصدومة من رؤيته من جديد لانها لا تزال غير مستعدة لذلك، ليس الان.
قررت ان تعود إلى السيارة و الرحيل بعيدا لكنها لسبب مجهول منعت نفسها عن فعل ذلك فهي اقوى من ان تظهر ضعفها لشخص مثله، و بالأخير هو المخطىء في حقها و هو من يجب عليه أن يخجل منها و يتجنبها لا العكس.
بكل شموخ رفعت ماريا رأسها عاليا و وضعت نظارتها الشمسية فوق شعرها و مشت بكعبها العالي إلى داخل المطعم ثم جلست على طاولتها المحجوزة مع جوليا، فهي طاولة روميو و جوليا و لا احد يجلس بها، لقد قام روميو بشراء هذا المطعم لكي لا يجلس اي احد بمكانه الخاص هو و جوليا و لكنه لا يزال ينكر فكرة انه يحبها
جلست ماريا مكانها و هي تشعر بجسدها بأكمله يرتعش بالرغم من انه لا يظهر لاي شخص و لكنها تستطيع الشعور بذلك، بل كانت قادرة على الشعور بصوت نبضها يتردد بداخل أذنها و قد كان قويا جدا
لاحظ ديفيد وجودها فجأة ليقوم بالتلويح لها و هو يدعوها للقدوم و الجلوس معهم فقد كان يعرفها جيدا عندما كان في نيويورك مع ليون
" ماري، ماري هل هذه انت حقا؟"
عندما سمع ليون اسم ماري استدار بسرعة يبحث عنها بعيناه فهو كان يجلس بالعكس و ظهره باتجاه الباب لذلك لم يلاحظ وجودها سابقا. كانت تجلس على بعد طاولات منه و كانت تبدو جميلة للغاية بل كانت اجمل مما يستطيع ان يتذكر، جميلة بشكل يؤلم قلبه
شاهدها و هي ترفض بأدبها المعتاد دعوة ديفيد للانضمام إلى طاولتهم، و لسبب مجهول فكرة وجودها بهذا المكان للقاء رجل ما قد أزعجته بل أشعلت النيران بداخله و دون أن يعلم ما الذي كان يقوم به وجد ليون نفسه يقف من مكانه و بدأ يمشي متوجها اليها
" ماريا "
حملت ماريا لائحة الطعام التي بالاصل تعرفها عن ظهر قلب و بدأت تقرأ كل ما يوجد بها حرف بحرف و كأنها تريد أن تحفظها غير ناظرة نحو ليون الذي كان ينحني على طاولتها و نظراته تخترق رأسها و قد كانت تستطيع الشعور بذلك دون النظر اليه حتى
" ما رأيك بالانضمام إلى طاولتنا ؟"
متجاهلة كلامه كليا قلبت ماريا الصفحة و هي لا تزال لم تنظر اليه و لو مجرد لمحة و كأن غير موجود هنا الان، و كأنه مجرد هواء غير مرئي مما ازعجه للغاية
" أنا اتحدث معك ماري "
امسك ليون بيدها لتبعدها بسرعة و كأنها قد تعرضت لماس كهربائي مما صدمه للغاية فهو لم يتوقع هذا التصرف منها، ليس بعد بكاءها بالمشفى، يبدو و كأنها لا تتذكر ما حصل يومها فكر ليون بداخله
" ماذا تريد؟"
و اخيرا تحدثت معه، نظرت إلى وجهه ببرود شديد و عيناها على عكس ما تعود عليه سابقا، عيونها لا تحمل أي نوع من المشاعر مما جعل ليون يبلع ريقه بتوتر و هو يقول
" اريد ان ادعوك لكي تجلسي معنا، ليس عليك البقاء بعيدة فقط لانني موجود "
قلبت ماريا عيناها على كلامه و حملت لائحة الطعام بين يديها من جديد و هي تجيبه بصوت جاف
"لا اريد "
امسك ليون اللائحة و رماها على الطاولة الأخرى بجانبهم و هو يقول بقليل من الغضب من تصرفها معه، هو لا يستطيع أن يلومها و لكنه لا يستطيع أن يتحمل ما يحصل ايضا
" ماذا تقصدين بلا اريد؟"
" لا اريد تعني لا اريد "
" هل هذا بسبب ما حصل سابقا؟ اليس كذلك؟ انت لم تنسي بعد ؟"
بمجرد ان تفوه ليون بتلك الكلمات تمنى لو انه يستطيع استرجاع ما قاله فورا، هو لم يقصد هو ان يذكرها هو فقط كان منزعجا من الطريقة التي تعامله بها و اراد ان يرجع الصاع صاعين ليسمعها و هي تتحدث بهدوء هذه المرة مجيبة اياه
" نعم، بسبب ما حصل، أنا لا استطيع حقا "
نظر لها ليون بصدمة و ندم، كانت ملامح الحزن تظهر عليها حتى ان الدموع بدأت تتشكل داخل عيونها
" لا تستطيعين ماذا؟"
رمشت ماريا بعيونها عدة مرات مبعدة الدموع و هي تقول مضيفة
" انا لا استطيع تقبل وجودك بحياتي من جديد و لا اظن بأن سوف استطيع القيام بذلك مجددا "
تصنم ليون مكانه و كأن العالم قد توقف من حوله، لقد فعل كل ذلك عن قصد، اراد فعل ذلك للانتقام من موت اخته، إذا لماذا هو الذي يشعر بالالم الان؟ لماذا قلبه الذي يعتصر الان؟ فكر و هو يستمع لها و هي تضيف
" أنا لا استطيع تحمل دخولك لحياتي مرة اخرى لا كحبيب و لا حتى كصديق .. انا حتى لا استطيع تقبلك بحياتي كمجرد شخص أعرفه "
و بدون اذن منها سقطت دمعة صغيرة من عين ماريا و مسحتها بسرعة قبل ان تأخذ طريقا فوق خدها و هي تبتسم بسخرية على حالها مكملة
" لقد احببتك يا ليون، هل هذا ما تريد سماعه؟ نعم لقد احببتك، احببتك حقا و بقوة .. و لكن عندما كنت كالغبية واقعة بحبك انت كنت تتسلى بي "
كل كلمة كانت تنطق بها ماريا كانت تنغرز بقلب ليون كالسيف الحاد تشق فؤاده و لم يكن يملك القدرة على قول شيء فقط واقف مكانه كالصنم يستمع إلى كل ما تتفوه به بصمت. تنفست ماريا بعمق و هي تقول مضيفة بجدية
" لذلك انا الان لا استطيع فعل هذا بعد الآن، أنا اريد ان اعيش مجددا، ان احيى بعد ان كسرت مشاعري، بعد كسرت روحي و كرامتي، اريد ان ابني نفسي من جديد بعد ان دمرت كبريائي و حطمت قلبي "
عضت ماريا شفتها السفلية بقوة إلى ان شعرت بطعم الدماء، مانعة نفسها عن البكاء لان ذلك لن يفيد احد، و لكن ذلك لم يوقفها بل اكملت كلامها و هي تشاهد تعابير الالم تحتل ملامح وجه ليون الواقف امامها
" فقط اسمح لي بان أنسى، اسمح لي بان اعيش بدونك، انا لست جيدة بذلك و لكنني احاول ان اتعايش و اعلم بانني سانجح يوما ما فلا احد يموت من الفراق "
ضحكت ماريا بسخرية ثم مسحت وجهها بكلتا يديها و كأنها تحاول السيطرة على نفسها ثم أطلقت زفيرا قويا قبل ان تقول بجدية تامة
" انت رحلت مرة بعد ان حققت هدفك لذلك لا حاجة باقترابك مني من جديد لانني لا اريدك بعد الان و لن اريدك أبدا.. ثق بي . لقد كسرت اجمل شيء بي و لا يوجد شيء اخر لكسره .. لذلك لا تحاول اكثر و ابتعد .. فقط ارحل فهذا هو الافضل"
اكملت ماريا كلامها ثم حملت حقيبتها و خرجت من المكان تاركة الجميع منصدم فقد سمع ديفيد و اصدقاء ليون كلامها لكونهم كانوا قريبين جدا منهما. عندما استوعب ليون رحيلها ركض خلفها و هو يحاول إمساك بيدها و لكن رون حارسها الشخصي ظهر من العدم و وجه سلاحه ضد رأس ليون و هو يقول
" هل تعلم كم اردت فعل هذا يومها؟ الان لنرى من سوف يوقفني؟"
وجود سلاح موجه عند رأسه لم يوقف ليون الذي تمسك بذراع ماريا اكثر و هو يسحبها اليه لتضربه على صدره مرة ثم الأخرى ثم قالت باسف على حالها و هي تنظر إلى داخل عينيه المفتوحة بصدمة و وميض من الالم و الندم بداخلها
" هل تظن بانه كان سهلا؟ هل تظن بأنني لا أتألم ؟ انا اموت كل يوم و ابكي كل ليلة احاول معرفة ما كان ذنبي .. و لكنني لا أجد سببا.. لان الشخص الذي غدر بيننا و كسر الثقة كان أنت ، فانت من لم يكن اهلا لان يحمي الحب الذي وهبته اياه و انت من كان جبانا ليترك الجميع و يأخذ حقه مني "
" ماري.."
نطق ليون اسمها بصعوبة و هو يشعر و كأن قلبه بحلقه يريد ان يتحدث بل يريد ان يبرر لها لكنه لا يعرفه ما الذي يجب عليه قوله و لا فعله هو حقا عاجز امامها
" انا آسفة لأن اخي قتل اختك و اسفة لانه تزوج بالاخرى و اسفة لان والديك عاشا بصدمة و اسفة لانك تعذبت و اكثر شيء أنا آسفة عليه هو نفسي التي اهلكتها و رميتها من اجلك "
بمجرد انهاء كلامها ابعدت ماريا ذراعها عن يد ليون الذي تجمعت الدموع بداخل عينيه و لكن ذلك لم يوقفها و لم يكن ليخدعها من جديد لقد تعلمت درسها جيدا و بأسرع طريقة
" اشتاق لك نعم و لكنني لن اسامحك، ابكي بسببك نعم و لكنني لن أنسى ما فعلته و سأظل كذلك حتى لو اصلحت كل شيء، اتعلم لماذا؟ لانني حقا كنت قد أحببتك يا ليون، لقد كنت مستعدة لترك الجميع خلفي من اجلك.. بينما انت لم تكن قادرا على ترك كبرياءك من اجلي و لم تكن قادرا على نسيان انتقامك من اجلي "
ختمت ماريا كلامها ثم استدارت لتتفاجىء بوجود جوليا واقفة خلفها و على ما يبدو انها قد شاهدت كل ما حصل قبل قليل، اقتربت جوليا من ماريا و ليون و هي تنظر اليه بحدة ثم نظرت إلى ماري المنهارة قبل ان تقول موجهة كلامها لرون
" انت، ألست مكلفا بحمايتها؟ إذا لماذا لم تطلق رصاصة داخل رأسه بعد ؟"
" من دواعي سروري سيدتي "
تحدث رون حارس ماريا الشخصي و هو يبتسم بشر لتضع ماريا يدها فوق سلاحه منزلة اياه و هي تشير له برأسها كعلامة نفي و هي تقول لجوليا محاولة إلهاءها
" عزيزتي الأمر ليس كما تظنين "
" حقا؟ إذا هذا الوغد لم يزعجك؟ و هو ليس السبب بالحزن المرسوم على ملامح وجهك الان؟ مممم!! "
" حقا جوليا، لا تقلقي، لا شيء مهم "
" بل هو مهم و للغاية. سقوط دمعة من عيونك ثمنه كبير يا ماريا "
قالت جوليا بجدية ثم نظرت نحو ليون و هي تقول ببرود لاذع موجهة كلامها اليه هذه المرة
" انت، اسمع إلى ما سوف اقوله جيدا، كائنا من كنت عد إلى مكانك فباتصال واحد تجد كل عائلة بروفاسي هنا و سوف يجعلونك تدفع ثمن دموعها غاليا "
تجاهل ليون كلام جوليا و عيونه لا تزال تنظر إلى تلك التي احبها و كسرها و الاهم من كل هذا لقد كسر قلبه معها
" ليون هيا لنرحل "
خرج من شروده على صوت ديفيد الذي كان يسحبه بعيدا قبل أن تنفذ جوليا كلامها و يحضر افراد عائلة بروفاسي و تندلع حرب ما هنا إذا اكتشفوا ما حصل مع ماريا
نظرت ماريا إلى جوليا التي لا تزال تنظر اليها و حاجبيها معقودين ببعضهم البعض لتبتسم ماريا رغم الالم الذي بداخلها و هي تقول
" صدقيني جولي هو ليس بشخص مهم هيا لنرحل "
" نرحل ؟ لماذا قد نرحل نحن؟ هذا مطعم خطيبي و ابن عمك، إذا كان احد ما سوف يرحل فهو الوغد الذي يقف خلفك "
نظر ليون إلى جوليا بحدة و التي بدورها بادلته نفس النظرات بحدة اكبر و كأنها تتحداه بأن يتجرأ و يقوم بشيء ما
" هيا لندخل إذا "
سحبت ماريا جوليا إلى داخل المطعم فهي عنيدة للغاية و قادرة على خلق مشكلة بسرعة البرق و المشكلة الأكبر هنا هو إذا حصل شيء مع جوليا بالضبط اول الحاضرين سوف يكون روميو و لن يوقفه اي شيء عن قلب المكان رأسا على عقب.
عند قصر بروفاسي، غادر فكتور و ليليا إلى الشركة معا و بقي روميو و ديمن و هيرا مع آباءهم. حينما كان الجميع منشغلا بالاكل كانت هيرا تلعب بخاتم الخطوبة في اصبعها، لا تزال غير قادرة على استيعاب ما يحدث معها إلى الان و لا تصديق التحاليل التي وصلتها هذا الصباح
رفعت رأسها فجأة تنظر إلى ديمن الذي كان يتحدث مع والده و ينظر إلى هاتفه بين الحين و الاخر و يبدو أنه كان يتحدث مع شخص ما او لنقل فتاة من الفتيات خاصته لتضحك بسخرية على وضعها المزري هذا
فجأة علمت بأنها قد اكتشفت ما تريده بعد الان، لقد توضح كل شيء امام عيناها خصوصا بعد ان حصلت على تحاليلها الطبية
" ديمن "
نادت هيرا اسم ديمن الذي تجاهلها و هو يبتسم مع هاتفه و قد همهم لها لتقول بجدية تامة
" أنا اريد ان افسخ الخطبة بيننا "
تحدثت هيرا مضيفة و هي تزيل الخاتم من اصبعها و تضعه امامه على الطاولة ليعم الصمت التام الأرجاء ما عدا صوت الخاتم يتدحرج فوق الطاولة
اختفت ابتسامة ديمن بلمح البصر و رفع رأسه ينظر إلى وجه هيرا بعدم تصديق، لا يعلم هل ما سمعه صحيح أم أنه كان يتوهم
" ماذا؟ ماذا قلت؟ أظنني اخطأت السمع اليس كذلك؟ "
نظر ديمن إلى والده و عمه ثم إلى روميو و هو يضحك ليجد ملامح الجميع جدية و هم يتابعون ما يحصل بهدوء
" لا لم تخطىء عزيزي ، أنا اتحدث بجدية، أنا اريد أن افسخ الخطبة "
" ماذا؟ الست انت من ركضت خلفي لسنوات تتوسلين لي من أجل عقد هذه الخطبة؟ عن اي فسخ تتحدثين الان؟"
تحدث ديمن بغضب و هو يضرب الطاولة امامه ليجلس روميو باستعداد للوقوف بأي لحظة إذا حصل شيء ما، بينما عادت هيرا إلى الخلف متكئة على الكرسي و هي تقول بغرور و هدوء تام
" ممم نعم، هذا صحيح و الان لم اعد اريد ذلك. ممممم! لنقل كان الامر مثل الحصول على لعبة ما و بعد فترة قصيرة اكتشفت بأنني لا أريدها حقا "
" لعبة؟"
كرر ديمن خلفها بصوت خافت غير مصدق لما يسمعه بينما استدارت هيرا تنظر الى والدها الذي كان يتابعها بصمت لتقول سائلة اياه و هي ترمش عيونها ببراءة
" ابي حبيبي هل استطيع فعل ذلك؟"
" اي شيء تريده أميرتي ينفذ "
اكد رونالد كلام ابنته لينظر مايكل إلى ابنه الغبي الذي و بسبب تصرفاته السيئة خسر الفتاة الوحيدة التي احبته لنفسه و لكنه اعمى لدرجة انه لم يستوعب ذلك إلى الان
" ما الذي تقوله انت يا عمي؟ هل أنا لعبة؟ متى ما ارادت ابنتك نعقد الخطبة و متى ما أردات نلغيها؟"
" عزيزي ديمن انت من أضعت فرصتك لقد سكت لسنوات و أنا انظر بصمت و أفكر بأنه بيوم من الايام سوف تستيقظ و لكنك لم تفعل "
" ما الذي تتحدث عنه؟ هل جننتم جميعا؟"
وقف ديمن من مكانه غاضبا ليسقط الكرسي الذي كان يجلس عليه مما جعل روميو يقف مكانه بسرعة و هو ينظر اليه بتربص
" ما الأمر ديم؟ هل جرحت مشاعرك ام ماذا؟ أليس هذا ما اردته دائما؟ أنا فقط أعطيك حريتك التي سعيت من اجلها دائما "
تحدثت هيرا بكل هدوء و هي لا تزال مكانها تنظر إليه بصمت دون أن تبدي أي انزعاج أو غضب او حتى حزن صغير
" نعم ... اردت .. هذا بالطبع ما اريد "
توتر ديمن و هو لا يعلم ما الذي يجب ان يقوله، هل حقا اراد هذا؟ لنقل انه حقا اراد إذا لماذا هو منزعج الان؟ لم يستطع ديمن ان يستوعب ما الذي يدور بداخله حقا
" حسنا، رائع هذا المسألة محلولة إذا لا يوجد اي مشكلة "
قالت هيرا و هي تبتسم واقفة من مكانها قبل أن تغادر المكان تاركة الجميع ينظر اليها بشيء من الصدمة و عدم التصديق ليهمس ديمن و هو يجلس فوق الكرسي الذي وضعه روميو له من جديد
" ما اللعنة التي حصلت هنا قبل قليل ؟"
" اعتذر cugino و لكن الخطأ خطاك منذ البداية "
نظر ديمن نحو روميو ثم نظر امامه إلى المكان الذي كانت تجلس فيه هيرا و لمح الخاتم الموضوع جانبا ليحمله بيده ضاغطا عليه و هو لا يزال غير قادر على استيعاب ما حدث قبل قليل.
بنفس الوقت بشركة بروفاسي، كان مساعد فكتور قد قدم ليليا على مكان عملها و عرفها على القسم بنفسه لان فكتور قد وصاه لفعل ذلك. بالحقيقة اراد فكتور فعل ذلك بنفسه و لكن شرط ليليا منعه و لكي لا يجعلها تهرب من اليوم الاول قرر السماح لها بفعل ما تريده على الاقل حاليا
" لينتبه الجميع لي، هذه ليليا ألفارو و قد انضمت إلى الفريق اليوم لذلك اهتموا بها "
تحدث مساعد فكتور و هو يشير نحو ليليا التي ابتسمت ثم عرفت عن نفسها بسعادة
" مرحبا جميعا، أنا ليليا ألفارو المصممة الجديدة"
" يمكن الجلوس على المكتب الفارغ هناك"
تحدثت امراة، بالثلاثينات على ما يبدو من ملامحها، كانت ذات الشعر الأشقر القصير بلهجة جافة و هي تشير إلى مكتب فارغ لتومىء ليليا متوجهة إلى مكانها، اقترب منها بعد الاشخاص يرحبون بها بينما ظل اخرين في اماكنهم غير مهتمين و لكنها لم تكن لتفكر بمثل هذه الأشياء فهي مجرد أشياء تافهة بالنسبة لها
ابتسمت ليليا و هي تجلس على مكتبها و تشعر بالسعادة تغمرها فمنذ ان تزوجت فكتور هذه اول مرة حقا تشعر بها بالسعادة و سوف تتمسك بها بكل قوتها.
بالجهة الاخرى بالمطعم، كانت ماريا و جوليا جالستين مع بعضهم البعض و قد اخبرت ماريا جوليا عن كل شيء و عن قصتها مع ليون لتبقى جوليا متصنمة و فمها مفتوح بسبب الصدمة و هي تسمع لكل ما يقال لها
" يا إلهي أنا لا استطيع التصديق حقا، و الاهم من كل هذا لا استطيع ان افهم كيف لا يزال حيا يرزق إلى الان "
تحدثت جوليا بجدية لتفتح ماريا عيناها و هي تنفي برأسها عدة مرات قبل ان تضيف ممسكة بيد جوليا بين خاصتها و هي تتوسلها
" عزيزتي جوليا، هو يكون آخ ليليا و أنا لا استطيع افساد زواج اخي بسبب ما حصل معي. كما تعلمين علاقة فكتور و ليليا بالأصل سيئة بسبب ما حصل مع كاثرين إذا وصلهم اي خبر عما قام به ليون سوف يكون الوضع مزري جدا هذه المرة. لذلك عديني بأنك لن تخبري اي احد عن هذا الموضوع "
سحبت جوليا يداها من بين خاصة ماريا و حملت عصيرها ترتشف منه ببطء شديد و هي تنظر حولها دون النطق بحرف واحد لتكرر ماريا بإصرار شديد
" هيا جولي، عديني "
" ممم "
" اريد ان اسمع صوتك و انت تقولينها "
قلبت جوليا عيناها و هي لا تزال غير راضية عن الشيء الذي اكتشفته قبل قليل و لو كان الأمر بيدها لكانت قد اتصلت بفكتور الان و اخبرته بكل شيء و ليقتل الوغد ايضا ما الذي سوف يحدث؟
" حسنا اعدك "
" شكرا "
ابتسمت ماريا و هي تنظر إلى جوليا عالمة بأنها قد وعدتها رغما عنها و لكنها تثق بأن جوليا لن تكسر وعدها أبدا و هذا اجمل ما بها فهي صديقة وفية للغاية مثل الينا بالضبط. شعرت ماريا بالحزن و هي تتذكر الينا و صداقتها معها
" هيا لنتحرك الان اريد شراء بعض الفساتين "
تحدثت جوليا و هي تقف من مكانها لتقف ماريا خلفها و هي تحمل حقيبتها بينما تقول بتساؤل
" بما ان فترة النميمة في روميو قد انتهت لنتصل بهيرا لتلحق بنا ما رأيك ؟ "
" بالطبع، لنتصل بمحامية اخيها الحبيب لترافقنا "
ضحكت جوليا بصخب، فهي تحب هيرا كثيرا و هيرا تحبها ايضا و لكن عندما يكون الموضوع روميو يتشاجران دائما.
عودة إلى شركة بروفاسي، كانت ليليا تقوم بالعمل المطلوب منها، فمنذ الدقيقة التي جلست بها قامت لاورا ذات الشعر الأشقر و التي تبين انها مديرة القسم بإعطائها العديد من المهام و دون اي تذمر وافقت ليليا بصمت فهي هنا من اجل العمل
" جميعا استمعوا لي، لدينا اجتماع للقسم مع المدير و على ما يبدو أن الجميع يجب ان يحضر "
تحدثت لاورا و هي تشير إلى جميع الموظفين و الذي كانوا بالاصل ما يقارب العشر اشخاص او اقل ليومىء الجميع لها بصمت و هم يتوجهون إلى حيث أخبرتهم لتلاحظ ليليا لاورا و هي تعدل هندامها امام المرآة و تضع احمر الشفاه فوق الموجود لتسمع صوت شخص ما بجانبها يقول
" سوف تلتقي بالمدير بعد قليل لذلك تجهز نفسها "
" اووه"
تعجبت ليليا و استدارت تنظر إلى امراة بعمر الأربعين تقريبا و هي تمد يدها لها قائلة
" أنا نيف زوجة هنري "
" هنري؟"
" الشخص الذي أحضرك إلى القسم هذا الصباح"
" اوه حقا!! اسفة لم أكن اعرف اسمه، تشرفت بمعرفتك نيف أنا ليليا "
" اعلم عزيزتي الشرف لي، و الان لنذهب سوف تشاهدين اسوء دراما مبتذلة بالتاريخ بعد قليل "
ضحكت ليليا على كلام نيف و هي تشاهد لاورا تركض بالكعب نحو مكان الاجتماع لتمسك ليليا بقلم و دفتر صغير و هي تمشي مع نيف بهدوء. جلس الجميع في أماكنهم و سرعان ما وقف الجميع عند دخول المدير فرفعت ليليا رأسها و هي تقف كذلك لتنظر بصدمة لوجه زوجها الذي دخل القاعة و عيناه تبحث بالارجاء و كانت تعلم جيدا عمن كان يبحث الان. اللعنة! فكرت ليليا بداخلها فهي لم تكن تعلم بأنه مدير القسم الذي تشتغل به
التقى نظر فكتور بنظر ليليا و ابتسم بخفة لها لكنها لم تبادله الابتسامة بل نظرت إليه و كأنها تلقي بأسهم من أعينها لا نظرات
" تفضلوا بالجلوس جميعا "
تحدث فكتور و هو يشير للجميع بالجلوس مجددا ليمتثلوا بصمت، ثم بدأ يتحدث بشكل واضح و رسمي عما يجب عليهم القيام به في هذا الموسم و الشيء المطلوب منهم. كانت ليليا تأخذ ملاحظاتها بصمت و هي معجبة نوعا ما بهذا الجانب من زوجها
كانت واعية للغاية لمحاولات لاورا لإغراء فكتور امام الجميع فهي تضحك كل دقيقتين و تعيد شعرها الى الخلف كل مرة نظرت فيها الى وجهه، دون ان ننسى يدها التي كانت تلمس ذراعه بين الحين و الاخر لتقلب ليليا عيناها بسبب التصرفات التي تحصل امامها ليس غيرة بل قرفا
فجأة شعرت بالقرف حقا فقد كانت تشعر بأنها على وشك التقيء بحق. وضعت ليليا يدها فوق فمها عندما شعرت بالغثيان و لكنها تحاملت على نفسها لا تريد القيام بأي فضيحة في اول يوم لها
فكتور الذي كان يراقبها بسرية منذ دخوله انتبه بأنها ليست على ما يرام لذلك قرر ان ينهي الاجتماع
" حسنا جميعا، هذا كل شيء لهذا اليوم أشكركم على مجهودكم "
وقف الجميع مغادرين القاعة بينما وقفت لاورا بجانب فكتور و قبل أن تقترب منه و تتحدث معه بأي هراء جديد اشار بيده نحو ليليا و هو يقول برسمية تامة
" انسة الفارو هل تستطيعين القدوم إلى مكتبي ؟"
ليليا التي لم تكن تشعر بأنها بخير نظرت إليه بتعجب و هي تشير إلى نفسها
" أنا؟"
" نعم، بما انك جديدة بهذا القسم اريد ان أطلعك على بعض الاشياء الاساسية"
اومات ليليا و هي تتوجه خلف فكتور لتلحق بها لاورا و لكن فكتور الذي سمع خطواتها خلفهم وقف و استدار ينظر اليها و هو يقول بهدوء
" لاورا أنا اريد التحدث مع الانسة الفارو بمفردنا لو سمحت عودي الى عملك"
رمشت لاورا بعدم تصديق و هي تشعر بالاهانة لتومىء برأسها و بمجرد أن استدار فكتور من جديد أمسكت بذراع ليليا و هي تقول بصوت خافت و حاد بنفس الوقت
" لا تحاولي القيام بأي شيء معه هو لي "
استغربت ليليا من الوضع و لكنها لم تهتم كثيرا. و ذهبت لاورا بعيدا و لكن ليليا كانت تشعر بحالة اسوء خصوصا بعد ان اقتربت منها لاورا كثيرا و هي تضع عطرا سيءا للغاية و قد قلب معدتها اكثر من السابق لتضع يدها فوق فمها محاولة السيطرة على غثيانها
بمجرد فتح فكتور لباب مكتبه، تسارعت خطوات ليليا داخل المكتب و نظرت حولها لتجد بابا آخر بداخل المكتب و بدون الحاجة إلى تفكير ذلك سوف يكون الحمام لتركض إلى الداخل و بدأت في التقيء
فكتور الذي كان خلفها اغلق باب مكتبه و ركض وراءها إلى الحمام يمسك بشعرها الطويل إلى أن تنتهي و يده الأخرى تمسح على ظهرها برقة. جلست ليليا بوهن على الارض غير قادرة على الوقوف ليساعدها فكتور على ذلك و هو يعانق جسدها بيده ثم بدأ يغسل وجهها بيديه الاخرى و هي تتكىء عليه مستسلمة تماما بسبب التعب الذي تشعر به
" هل انت بخير Caro؟"
لم تكن ليليا قادرا على التحدث او التفوه بحرف واحد حتى، كل ما استطاعت القيام به كان تحريك رأسها كعلامة ايماءة ليحملها فكتور خارج الحمام إلى مكتبه و وضعها فوق الأريكة الأنيقة ثم ذهب لجلب كأس من الماء البارد و هو يسألها بقلق شديد
" هل اطلب الطبيب Caro؟ انت لا تبدين بخير "
ليليا التي كانت تجلس مقابله كان هناك شيء واحد يشغل تفكيرها، و هو احتمالية انها قد تكون حاملا فهي متأكدة من انها دورتها قد تأخرت و لكنها كانت تظن ان ذلك بسبب الضغط و التوتر الذي تعيشه. نظرت إلى فكتور الذي مرر أنامله فوق خدها بلطف و هو يكرر
" هل أناديه Caro؟"
" تنادي من؟"
كانت شاردة في تفكيرها لدرجة انها نست وجود فكتور معها لتسمعه يقول بجدية
" أنادي الطبيب بالطبع "
" لا لا مستحيل "
رفضت ليليا رفضا قاطعا حضور الطبيب متحججة من كونها اكلت أشياء كثيرة هذا الصباح و هذا سبب الغثيان، بالرغم من ان فكتور لم يصدق ما تقوله و لكنه فعل ما تريده و هو يجلس بجانبها على الأريكة بينما يده اليسرى تربت على ظهرها ظهرها بهدوء
" هل تشعرين بتحسن الان؟"
أومأت ليليا و هي ترتعش حرفيا، خائفة بل مرتعبة من فكرة انها قد تكون حامل، لقد أقاما علاقة لمرة واحدة فقط و لا يمكن ان تكون سيئة الحظ لدرجة ان تحمل من اول مرة لها اليس كذلك؟ فكرت بداخلها و هي تنظر إلى وجه فكتور القلق عليها.
بالجهة الاخرى، كان ليون يجلس بالسيارة بجانب ديفيد الذي كان يقود السيارة بصمت إلى أن اوقفها امام شاطىء فارغ تماما ثم نظر الى صديقه الذي كان لا يزال صامتا منذ أن تحركوا من امام المطعم
نزل ليون من السيارة و توجه إلى الشاطىء ليجلس على الرمال و ديفيد بجانبه و كلاهما ينظر إلى البحر بصمت، لم يرد ديفيد ان يسأل ليون عن اي شيء كما انه لم يستطع أن يتركه لوحده بهذه الحالة فقد كان يبدو و كأنه في حالة من الصدمة
بعد مرور بعض من الوقت سمع ديفيد صوت ليون التي همس و هو لا يزال ينظر إلى البحر امامه بشرود
" حاولت أن لا اقع و وقعت"
استدار ديفيد ينظر إلى ليون بتعجب و هو يسأله غير عالم ما الذي يتحدث عنه صديقه الان
" وقعت؟ اين وقعت؟"
هز ليون رأسه على سؤال ديفيد و هو يضيف بهدوء
" بالحب .. وقعت بحب الشخص الذي لا يجب لي الوقوع بحبه"
تنهد ديفيد و هو يربت على كتف ليون كعلامة منه لمواساته و هو يسأله
" لماذا لا يجب لك الوقوع بحبها؟ ما الشيء الذي يمنعك؟"
" العائلة.. العائلة هي الشيء الذي يفرق كلانا بل و يجمعنا كذلك نحن بالاخير اعداء"
" يمكنك المحاولة معها"
" ليس لدي فرصة بعد الان.. لقد دمرت آخر امل موجود من ناحيتي بقلبها .. أنا و بيدي هاتين كسرت قلبها بأبشع الطرق"
" إذا كنت تحبها لهذه الدرجة لماذا فعلت ذلك؟"
" لكي أحقق انتقامي"
" و هل فعلت؟"
" نعم فعلت و لكن الثمن كان غاليا للغاية "
تنهد ديفيد بحزن على وضع صديقه بينما نظر ليون إلى الارض و هو يهمس لنفسه بصوت خافت للغاية
" الثمن كان غاليا للغاية، خسرت الشخص الوحيد الذي احبني لنفسي و خسرت قلبي معه. بالاخير أنا الخاسر و ليس ماري.. أنا الخاسر و ليس انت .. فقط أنا"
بالمركز التجاري عند ماريا و جوليا، كانت الفتيات يقمن بالتجول عندما حضرت هيرا و هي تحمل ملفا غريبا في يدها
" هيرا و اخيرا اتيت لقد ظننت لوهلة أنك لن تاتي "
قالت جوليا و هي تعانق هيرا التي بادلتها العناق و هي تقبل كلا خديها قائلة
" و هل تظنين بأني قادرة على ان ارفض دعوة زوجة اخي المستقبلية؟"
ضحكت هيرا على جوليا التي قلبت عيناها بسبب ما قالته لها و هي تتذمر
" لا تذكريني بذلك الوضع الذي احاول جاهدة تناسيه "
" مع الأسف لا تستطيعين عزيزتي بل روميو لن يسمح لك بذلك "
" اخيكي الحبيب يهتم بنفسه و عاهراته فقط حلوتي انا مرتبتي بعد الاكل "
قبل ان يحتد الكلام بين هيرا و جوليا كالعادة تدخلت ماريا بينهما و هي تقول
" اهلا هيرا اين تأخرت؟ و ما هذا الملف الذي بيدك ؟"
" اوه لا شيء، لقد كنت بالجامعة كان لدي بعض الأشياء للقيام بها "
تحدثت هيرا متعمدة تجاهل ما قالته ماريا عن الملف و هي تضعه بحقيبتها لتقول مغيرة الموضوع
" هل جربتم الفساتين بعد ؟"
" لدي عقدت من تجربة فساتين الزفاف بعد ان تم اختطاف الينا آخر مرة"
تحدث جوليا و سرعان من ندمت على كلامها فهي و بدون قصد ذكرت هيرا و ماريا بصديقتهم لتقول ماريا بهدوء عندما شاهدت اسفها
" لا تقلقي، نحن بخير "
اومات هيرا و هي تضع يدها على قلبها شارحة
" مكانة و معزة الينا سوف تبقى دائما موجودة بقلوبنا لا شيء قادر على تغيير ذلك "
أومأت جوليا و توجه الثلاثة من اجل اكمال جولتهم عندما وصلت جوليا رسالة مفادها ان تحضر إلى مكان معين و ان روميو من بعثها، بالاول تعجبت من الأمر و لكنها متعودة على كون روميو يراسلها من هواتف أصدقاءه في حال نفذت بطارية هاتفه
" حسنا يجب أن اذهب يبدو ان أخاك الحبيب يريد التحدث معي في امر مهم "
" اووووه هل التحدث فقط؟"
غمزت هيرا جوليا التي قلبت عيناها من جديد و هي تقول بعدم اهتمام
" صدقيني حبيبتي لقد وقفت شبه عارية امامه و لم يقم بأي شيء لذلك نعم فقط التحدث "
" يييع يال القرف لا اريد سماع التفاصيل عن علاقتك مع اخي "
تحدثت هيرا و هي ترسم ملامح القرف على وجهها لتضحك جوليا عليها قبل أن تمشي في طريقها، لتتوجه الفتاتين إلى احد المقاهي للجلوس قليلا
" إذا ما الأمر معك يا هيرا ؟"
تحدثت ماريا بهدوء و هي تنظر إلى وجه هيرا الذي و بالرغم من ابتسامتها لم تكن على ما يرام و ماريا اكثر شخص يستطيع أن يكتشف ذلك. ضحكت هيرا و هي ترتشف رشفة من مشروبها الدافء قبل ان ترفع يدها امام ماريا. نظرت ماريا إلى يد هيرا بعدم فهم و لكن سرعان ما استوعبت الامر و قالت بشبه صراخ
" ما الذي فعله ذلك الاحمق من جديد؟"
" لم يفعل أي شيء بالحقيقة أنا من فعلت هذه المرة"
تحدثت هيرا بهدوء و هي تنظر إلى ماريا التي كانت تنظر اليها بحزن شديد
" هل انت متأكدة من قرارك هيرا؟"
" أجل أنا كذلك، علاقتي مع ديمن كانت خطا منذ البداية لقد وضح الأمر لي عدة مرات و أنا كنت عنيدة مصرة بأنني قادرة على تغييره و لكن الان اكتشفت بأنه لا يجب علي القيام بشيء من اجل شخص لا يريدني "
" لا اصدق بأن ديمن الغبي يكون اخي، من اين ورث كل ذلك الغباء "
تمتمت ماريا بغضب مما جعل هيرا تضحك بقوة ثم اكملا حديثهما لتخبرها ماريا عن لقاءها مع ليون هذا الصباح و عن كل ما حصل. و حينما كانت الفتيات مشغولين بالحديث قاطعهم اتصال من روميو
" princepissa اعطي الهاتف لجوليا اريد التحدث معها"
" جوليا؟ ما الذي تتحدث عنه انت؟"
" الست مع جوليا الان ؟"
" لا لقد غادرت منذ اكثر من ساعة تقريبا بعد ان ارسلت لها رسالة لتقابلك "
" ماذا؟ عن اي رسالة تتحدثين الان؟ أنا لم ارسل اي رسالة "
صرخ روميو في الهاتف لدرجة ان هيرا اضطرت لتبعده عن اذنها قليلا و هي تشعر بالصدمة مما يحصل الان لتبدأ في التحدث شارحة له بهدوء
" روميو عزيزي، لقد كانت جوليا معي أنا و ماريا فجأة وصلتها رسالة نصية منك مفادها أن تلتقيا بمكان ما و قد غادرت بعدها مباشرة لتراك "
" هل إنزو معها ؟"
سأل روميو لتسحب ماريا الهاتف من يد هيرا و هي تجيبه بسرعة
" لا ليس معها، يبدو أن زوجته في المشفى في انه موعد ولادتها لذلك حضرت لوحدها هذا الصباح"
" ماذا؟ ألم تجد زوجته يوما آخر لتلد به ؟"
قلبت ماريا عيناها على كلامه الغير منطقي و مررت الهاتف إلى هيرا مجددا و التي بدورها سألته
" لماذا تسأل عنها بالاصل؟ ما الذي يحدث؟"
" كنت مع بعض الأصدقاء و عندما عدت إلى مكاني وجدت اتصالات منها حاولت الاتصال بها بعدها و لكن الهاتف يبدو مغلقا "
" اي اصدقاء هؤلاء؟"
" هيرا هذا ليس وقته، هل لمحت العنوان المكتوب بالرسالة يا ترى؟"
سأل روميو و هو يتمنى ان تجيبه جوابا يريحه لكن هيرا نظرت إلى ماريا و يبدو أن كلاهما لم تنتبها لذلك لتنفي برأسها و هي تجيبه بأسف
" مع الأسف لم افعل "
" ماذا عن ماري؟"
" و لا حتى ماري"
" حسنا سوف اجدها بطريقتي إلى اللقاء "
" إلى اللقاء"
نظرت هيرا الى ماريا بعدم فهم، فقد كانت جوليا معهم قبل ساعة فقط و الان هي مختفية و هذا ليس بشيء يبشر بالخير بتاتا
عودة الى شركة بروفاسي، دخل ديمن مكتب ماكس الذي كان مشغولا مع الاوراق التي بجانبه ليرفع ماكس رأسه ينظر الى ديمن بعدم فهم فقد دخل المكتب دون ان يطرق الباب حتى بل توجه يجلس على الكرسي مقابل مكتب ماكس و وضع قدميه على الطاولة الصغيرة ثم تنهد بعمق
" ما الذي تفعله أنت هنا؟"
تحدث ماكس بجفاف فتنفس ديمن بعمق ثم أدار رأسه نحو ابن عمه ينظر اليه بصمت قبل أن يقول بجدية
" اتيت من اجل شيء ما"
" بالطبع اتيت من اجل شيء ما فأنت لا تحضر أبدا إلا إذا اردت شيءا "
أومىء ديمن موافقا كلام ماكس ثم اعتدل بجلوسه و نظر إلى ابن عمه بجدية قبل أن يسأله
" اريد منك ان تخبرني حقيقة ما حصل بين هيرا و دافني "
رفع ماكس حاجبه من سؤال ديمن و عاد يتكىء على كرسيه بينما ينظر إلى وجه ديمن ببروده المعتاد
" إذا قررت و اخيرا ان تخرج رأسك من مؤخرتك و تضعه مكانه "
قلب ديمن عيناه بسبب كلام ماكس و لكنه لم يهتم فماكس هو ماكس وغد بارد مع مشاعر او بدونها لا فرق
" فقط اخبرني الحقيقة "
" اسال هيرا، أليست خطيبتك؟"
" لا ليست كذلك لقد ألغت خطوبتنا هذا الصباح "
ارتفعت شفة ماكس العليا قليلا كعلامة على ابتسامته و هو ينظر إلى وجه ديمن الذي يبدو و كانه حقا منزعج من الأمر الذي حصل
" بالحقيقة كنت اعلم ان هيرا سوف تفعل ذلك يوما ما "
" ما الذي تقصده؟"
" هي ذكية للغاية لا اعلم كيف وقعت بحب شخص مثلك من الاساس "
" أتوسل إليك لا تتحدث كإلينا .."
توقف ديمن عن التحدث بمجرد أن استوعب ما قاله بينما فتح ماكس عيناه بقوة عند سماعه لاسمها و الذي لا يزال يؤثر به إلى الان و كأن الأمر قد حصل البارحة ليعتذر ديمن بسرعة
" أقسم بانني لم اقصد ذلك ماكس أنا حقا اعتذر "
اومىء ماكس برأسه ثم اخذ كاس من الماء بجانبه شربه دفعة واحدة مما جعل ديمن يمسح على وجهه بندم على غباءه و ما تفوه به فبالرغم من ان الجميع قد حذره من ذلك ها هو يذكره بزوجته الميتة
" لا يهم، بخصوص الموضوع الاخر انت حقا يجب ان تتحدث مع هيرا بشأنه "
" هي لن تخبرني، ليس بعد ان لغت وجودي من حياتها"
توسل ديمن لماكس الذي ظل ينظر اليه و هو يفكر للحظات قبل أن يقوم من مكانه ثم عاد و هو يضع كأسي من الويسكي العتيق امامهم و هو يقول بنبرة جادة
" سوف تحتاجه "
حمل ديمن الكاس و شربه دفعة واحدة و هو يعلم ان ما سوف يسمعه الان سوف يكون سببا في تغيير العديد من الأشياء اولها نفسه
" اولا و قبل كل شيء لا تقاطعني "
اومىء ديمن و هو يجلس برزانة بينما ينظر إلى ماكس بجدية و الذي بدأ التحدث اخيرا
" دافني لم تكن أبدا الشخص الذي تظنه يا ديمن، انها ابنة الشخص الذي خانت والدتك والدك معه "
" ماذا؟"
صرخ ديمن و هو يقف من مكانه ليقلب ماكس عيناه هذه المرة و هو يرفع حاجبه و يتكىء إلى الخلف على الكرسي قبل أن يضيف مكملا حديثه
" لقد دخلت العائلة.. بل لنقل أنها قد تقربت منك تحديدا لانك انت الشخص الذي تسبب بموت والدها "
جلس ديمن مكانه و هو يستمع بهدوء لما يقال له الان غير قادر على تصديق أذنيه
" كل شيء كان مدروسا و انت كنت الهدف الأول و الأساسي و بالصدفة سمعت هيرا محادثة لها مع شخص ما و كانت تتجهز لقتلك. يومها قابلت هيرا صدفة و أخبرتني ما حصل، لقد لحقت بك لإنقاذك و لكنها تقابلت مع دافني و قامت الأخرى باستفزازها "
" فقامت هيرا بقتلها "
قاطع ديمن كلام ماكس مكملا و هو يشعر بالصدمة لينظر له الاخر بعدم تصديق و هو يقول
" هل انت غبي؟ لماذا تقاطعني اولا؟ و ثانيا من تظن نفسك لتقتل هيرا شخصا من اجلك؟"
رمش ديمن بعدم فهم لما يسمعه ليتنهد ماكس بعمق و هو يقول بجدية
" لا تقاطعني مجددا"
اومىء ديمن بصمت و شرب كاسا آخر لعل المشروب يخفف من حدة الاشياء التي يشعر بها الان
" هيرا لم تفعلها، هي لم تقتل اي احد، لقد كان السلاح فارغا يومها لأنني أنا من أعطيتها اياه عندما طلبته "
" إذا من قتل دافني؟ لقد كنت هناك.. لقد رايت كل شيء"
" لقد كان قناصا على ما يبدو و كأن الشخص الذي وضعها بطريقنا منذ البداية قد قرر الاستغناء عنها عندما لم تقم بمهتمها على أتم وجه و قتلها و ذلك كان اسهل طريقة لعدم فضح شخصيته و من يكون"
رمش ديمن و هو يشرب كأسا آخر من جديد لا يستطيع التصديق، لقد ظلم هيرا لسنوات و ذلك لكونه لم يستطع ان يوقف غروره و يجلس معها لدقائق ليعرف حقيقة ما حصل. و الان لقد خسرها حقا و كيف لن يفعل و هو كان يفعل اي شيء تكرهه عنادا بها.
" يا الهي ماذا سوف افعل الان ؟"
همس ديمن لنفسه و هو يمرر يده داخل شعره بقلة حيرة لا يعلم ما الذي يمكن ان يفعله لإصلاح وضعه مع هيرا.
عند جوليا، بعد وصولها إلى المكان الذي كان مكتوبا بالرسالة اكتشفت ان المكان كان مصنعا قديما و بالتأكيد لا يمكن لروميو ان يحضرها لمكان كهذا أبدا. لتستوعب ان كل هذا مجرد فخ و عندما كانت على وشك الهرب شعرت بيد تمسكها من شعرها و تسحب بعيدا لتسقط حقائب التسوق من يدها و هي تصرخ متألمة
" ما الذي يحصل هنا.. اتركني؟"
رماها الشخص ارضا و قبل ان تحاول التحدث شعرت بالصفعة تل و الأخرى تتوالى على خديها إلى ان بزقت الدماء من فمها
" انظروا من لدينا هنا؟ جولييت ميغيل بجلالة قدرها "
سمعت جوليا صوت شخص تعرفه جيدا و كيف لا تفعل و هي تكون سامنثا الفتاة المهوسة بروميو إلى حد الجنون لدرجة انها قد دخلت المشفى بسبب ذلك
" متى غادرت المشفى ؟"
تحدثت جوليا و هي تبزق الدماء ارضا ليركلها الرجل الضخم مقابلها على بطنها مما جعلها تصرخ متألمة
" أنا فقط من اسال الاسئلة هنا يا حلوة "
أومأت جوليا بتفهم و هي تمسك ببطنها بينما تنظر إلى سامنتا بخوف فهي مجنونة و يبدو أن الرجل الضخم بجانبها مجنون ايضا و هذا ليس بشيء يبشر بالخير بتاتا
" سمعت انك عقدت خطوبتك على روميو "
ضحكت جوليا بسخرية فمنذ خطوبتها مع روميو و حياتها من سيىء إلى اسوء
" صديقيني لم يكن بإرادتي "
" هل تقصدين بأن روميو من اراد ذلك؟ هو لا يحبك ألا تسمعين؟ هو يحبني انا .. فقط أنا "
" اجل .. اجل و تستطيعين اخذه إذا أردت.. أنا موافقة "
نظرت سامنتا نحو جوليا بنظرات غل و هي تشعر بأن جوليا تسخر منها حاليا لتمسكها من شعرها و هي ترفع رأسها عاليا بينما تقول بكره واضح
" هل تظنين الأمر مزحة؟ سوف اقتلك هنا و الان، و لن يكتشف اي شخص ذلك "
بالوقت الذي كانت سامنثا تمسك جوليا من شعرها، كانت جوليا قد اخذت حفنة من التراب من على الارض و نفخته بوجه سامنثا التي تركتها بسرعة و هي تصرخ بألم و هي تمسك عيونها ليركض الرجل الضخم نحوها لمساعدتها و بهذا الوقت استغلت جوليا الموقف و ركضت بعيدا و هي تحمد الله انها ترتدي سروالا و ان هاتفتها بجيب سروالها لتخرجه و تتصل بروميو عدة مرات على امل مساعدتها من هذا الموقف الذي وقعت به سببه
" اين انت روميو؟ اجب هيا سوف اموت بسببك ايها الحقير"
كررت جوليا الاتصال به لعدة مرات و لكن سرعان ما تم الإمساك بها و سحب الرجل الضخم الهاتف من بين يديها راميا اياه ارضا مما جعله ينكسر لعدة قطع، ثم ظهرت سامانثا من خلفه و هي لا تزال تضع يدا على احدى عيناها لتقول بغضب
" ألقي بها إلى الاسفل "
فجاة و بدون سابق انذار امسك الرجل الضخم جوليا من عنقها و رفعها عاليا لدرجة ان قدماها لم تعد تلامس الارض ثم حركها الى الحافة لتنظر جوليا إلى الاسفل بخوف شديد فهي لا تريد ان تموت الان و بالطبع ليس بهذه الطريقة
" سامنثا اتوسل اليك لا تفعلي فقط اخبريني ماذا تريدين و سوف افعله اقسم لك "
ضحكت سامنثا و هي تشاهد خوف و تخبط جوليا لتقول بحقد بالغ
" الشيء الوحيد الذي اريده منك هو ان تموتي "
" لا .. لا .. لا"
صرخت جوليا بهلع تحاول التمسك بذراع الرجل الذي يمسك بعنقها لكنه و بمجرد سماع ما قالته سامنثا حتى ترك جسد جوليا لتقع من الطابق الثاني مرتطمة بالأرض مباشرة.
نظرت جوليا إلى فوق و هي غير قادرة على التحرك بينما تشعر بشيء ساخن يسيل من رأسها و علمت أن هذه دماءها، فسقطت دموعها من عيناها و التي بدأت تنغلق شيءا فشيئا و آخر شيء فكرت به كان نفسها التي خذلتها منذ البداية بسبب روميو بروفاسي ثم اغمضت عينيها باستسلام لظلام الذي يحيط بها.
عند ليليا، كانت تحسب الدقائق المتبقية لانتهاء عملها و ذلك بسبب تفكيرها العميق في مسألة الحمل. هل يعقل ان يحصل هذا معها؟ هل يعقل ان تكون حامل حقا؟ فكرت ليليا و هي تقضم أظافرها بتوتر شديد.
بمجرد ان انتهت ساعات العمل لم تستطع ليليا الصبر اكثر من ذلك حملت حقيبتها و ركضت الى الخارج دون ان تسلم على اي احد من الموجودين مما اثار غضب لاورا بسبب تصرفها و استحلفت لها غدا على ما قامت به.
بمجرد نزولها وجدت ليليا حارسها الشخصي المكلف بحمايتها من قبل فكتور و الذي يبدو ان اسمه إميليانو كان يقف بجانب سيارة سوداء ينتظرها ليأخذها الى المنزل كما امره فكتور
" سيدة بروفاسي تفضلي "
بمجرد سماع ليليا لما نطق به إميليانو ركضت نحوه و هي تشير له بالصمت و إلا سوف يفضحها منذ اول يوم لها و هي تقول بصوت منخفضة
" يا رجل لقد فضحتني امام الجميع "
" عفوا؟ لا افهم ما الذي تتحدثين عنه يا سيدتي "
كان إميليانو ينظر إلى ليليا بعدم فهم فهو يقوم بما طلب منه و لا يفهم سبب غضب ليليا الغير منطقي لتقلب الاخرى عيناها و هي تقول له بجدية
" فقط ليليا "
ظل إميليانو ينظر لها بعدم فهم لتحرك الأخرى راسها يمينا و يسارا بقلة حيلة و هي توضح له قائلة
" نادني ليليا فقط "
" مستحيل "
اعترض إميليانو بسرعة لتنفخ ليليا الهواء من فمها و هي تنظر اليه لا تعلم ما الذي يجب ان تفعله معه فهو حقا شخص صعب التعامل معه و على ما يبدو ان زوجها قد تعمد ان يضعه ليكون حارسها الشخصي
استدارت حولها لتجد ان زملائها من العمل يغادرون الشركة مما جعلها تفتح الباب بسرعة و تدخل السيارة و هي تقول لاميليانو
" هيا بسرعة بسرعة سوف انفضح امام الجميع "
اومىء الاخر و هو يتوجه إلى مكانه مستغرب من تصرفات ليليا فلو كان شخص آخر لافتخر بل تفاخر امام الجميع و لكن هي تحاول الهرب و الاختباء و لا تريد لاحد ان يعرف حقيقتها. غريب! فكر بداخله و لكنه لم يقل اي شيء
تحرك إيميليانو بالسيارة في طريقه إلى قصر بروفاسي عندما قاطعته ليليا و هي تقول بثبات
" اريد التوقف عند الصيدلية لو سمحت "
اومىء إميليانو و امتثل لأمرها متوقفا عند اول صيدلية جاءت في طريقهم لتخرج ليليا راكضة إلى الداخل و هي تفكر بأنها يجب أن تكتشف اليوم حقيقة ما يحصل معها لا تستطيع الانتظار اكثر
عندما كانت ليليا داخل الصيدلية اتصل إميليانو بفكتور مخبرا اياه بكل شيء حصل معهم اليوم، و لان فكتور كان ايضا بسيارته عائدا إلى القصر، توجه مباشرة إلى الصيدلية يريد ان يعرف ما الذي حدث مع زوجته
" اريد اختبار حمل لو سمحت "
تحدثت ليليا مع الصيدلانيّة لتومىء الأخرى و هي تضعه بالحقيبة الورقية ثم اخبرتها بالسعر و لكن توتر ليليا كان عاليا لتنفي برأسها و هي تقول مضيفة
" هل يمكنك جعله اثنين... لا بل ثلاثة من أنواع مختلفة حسنا؟"
اومات الصيدلانيّة و هي تقول بما طلبته ليليا و أعطتها اياه لتدفع الحساب ثم وضعته داخل حقيبتها مخبأة اياه و الحمد لله انها قد خبأته بسرعة لانها بمجرد أن رفعت راسها وجدت فكتور يدخل الصيدلية و هو يبحث عنها بعينيه و سرعان ما توجه إليها عندما وجدها ليضع يده على جبينها ثم على خديها و كأنه يتأكد من حرارتها و هو يقول
" ما الذي حصل Caro؟ هل انت بخير؟ هل يؤلمك شيء؟ هل تريدين الذهاب إلى المشفى؟"
خجلت ليليا من تصرفه و هي تشاهد ان جميع من كان بالصيدلية يساعدهم و يتحدث عنه و يبدو و كأن الجميع كان معجب بفكتور حاليا لتبعد يديه و هي تقول بتوتر واضح من ان يتم فضحها الان
" بخير بخير هيا نذهب "
" هل انت متاكدة؟ هل اطلب لك شيء من هنا ؟"
" لا لا لقد اخذت دواء لمعدتي و أخبرتني الصيدلانيّة انني سوف اصبح افضل بعد اخذه على ما يبدو ان ما حصل معي كان بسبب البرد "
نظر فكتور إلى زوجته بشك و لكنه لم يستطع ان يكسر خاطرها و خصوصا و هي مريضة حاليا ليمسك بيدها و هو يغادر الصيدلية معها. بمجرد خروجها نظرت إلى إميليانو نظرات غاضبة لكونه قد اطلع فكتور على مكانها و لكن الاخر لم يهتم كثير لذلك فهو يقوم بعمله
عندما خرجا كانت ليليا تتوجه إلى سيارتها و لكن يد فكتور منعتها و هو ينظر اليها باستغراب
" ما الذي تفعلينه الان؟"
" لم افهم؟"
" إلى اين تذهبين ؟"
" السيارة؟"
" سوف نذهب بسيارتي هيا Caro "
" و لكنني حضرت بسيارة"
تجاهل فكتور كلامها و هو يسحبها خلفه ثم فتح لها الباب و ساعدها على الجلوس و من بعدها اغلق الباب و توجه إلى مكان السائق ليجلس بجانبها و هو يقول بجدية
" عندما اكون موجودا تركبني معي، لقد بعثت لك سيارة لانك من طلبت ان تبقى علاقتنا سرية في المكتب و لكن غير ذلك كنت سوف احب ذهابنا إلى العمل سويا "
نظرت ليليا الى وجه فكتور الذي كان يبدو جديا في كل كلمة يقولها لتتنهد و هي تستدير إلى الجهة الأخرى ناظرة إلى النافذة، لا تريد ان تفكر في طريقة تعامله معها و لا خوفه عليها فهي يجب ان تكرهه إلى آخر يوم في حياتها و لا يجب ان تضعف لاي تصرف من تصرفاته، و خصوصا و هي إلى الان لا تعرف حقيقة حملها لان ذلك سوف يصعب الأمر للغاية بل سوف يعقد الوضع اكثر مما هو عليه حاليا
بقصر بروفاسي، كانت هيرا جالسة بغرفتها تشاهد أوراق الغاء تسجيلها من الجامعة التي احضرتها هذا الصباح. بعد ان اكتشفت تحاليلها قررت انها يجب ان تسافر في اقرب فرصة ممكنة لكي لا يكتشف اي أحد الحقيقة.
" هيرا، حبيبتي كيف حالك؟"
رفعت هيرا رأسها لتشاهد والدها يقف عند باب غرفتها و هو يحمل بين يديه كعكة شوكولا و هو ينظر اليها بابتسامة لتبتسم الاخرى له و هي تخفي ما الاوراق تحت غطاء سريرها ثم تقدمت من والدها و هي تقول بحماس
" هل هذه كعكتي المفضلة؟"
" ما رأيك؟"
تحدث رونالد و هو يبتسم بإشراق مع ابنته الصغيرة و الوحيدة و هو يرفع شوكتين بين يديه لتقف هيرا تنظر إلى والدها لدقائق و هي تتذكر طفولتها معه حيث كان يحضر كعكتها المفضلة و شوكتين و يجلس معها يتحدثان كثيرا و هما يأكلان إلى ان تشعر بتحسن
توجهت هيرا نحو والدها و عانقته بقوة بسبب تأثرها من انه لم ينسى ما يفعله معها عندما تكون في حالة سيئة ليقبل رونالد رأسها و هو يقول
" هيا لنجلس قبل أن تقع الكعكة ارضا "
" بسرعة هيا "
ضحكت هيرا و هي تسحب والدها من يده ليجلس كلامها على الأريكة بغرفتها، و بدآ الاكل بصمت و قد كانت هيرا مستمتعة للغاية بمذاق الكعكة اللذيذ و هي تنتظر من والدها أن يبدأ الحديث في اي دقيقة
" إذا ألن تسألني؟"
تحدثت هيرا و هي تنظر إلى والدها الذي كان يأخذ قطعة و يضعها بفمه ثم رفع كتفيه و هو يقول بهدوء
" لا اريد ان اضغط عليك فأنا اثق بك اكثر من ثقتي بنفسي "
توقفت هيرا عن الاكل و هي تنظر إلى والدها بهدوء، ثقته الكبيرة بها جعلتها تشعر بتأنيب الضمير بسبب الشيء الذي كانت مقدمة على فعله دون اطلاع اي شخص عن اي شيء
" ألم تحزن بسبب قراري ؟"
" أبدا "
تحدث رونالد و هو ينظر إلى ابنته بجدية ثم وضع يده على خدها يمسح فوقه بحنان أبوي و هو ينظر اليها بعيون كلها فخر قبل ان يضيف
" أنا اثق بكل قراراتك هيرا، انت ابنتي الذكية و اعلم انك لا تقومين بأي تصرف إلا إذا فكرت به كثيرا "
" أنا حقا حاولت يا ابي و لكنه.. لكن هو الذي لم يحاول و لو لمرة واحدة معي "
تحدثت هيرا بصوت مختنق لا تريد ان تبكي، ابتسم رونالد بحزن على حال ابنته ثم مسح على شعرها الجميل و هو يقول لها بحب
" أنا اعلم لذلك لم أتدخل أبدا كما طلبت مني. هل ظننت انني كنت احب رؤيتك تتعذبين؟ ديمن ابن اخي و احبه للغاية لدرجة ان افديه بحياتي و لكن انت ابنتي و قطعة من قلبي أنا أتخلى عن حياتي من اجلك دون تفكير حتى "
تأثرت هيرا بسبب كلمات والدها لتسقط دمعتها و التي قام رونالد بمسحها بإبهامه و هو يحرك راسه مشيرا لها بأن لا تبكي و هو يضيف
" اعلم بانك تحبين ديمن و اعلم انك لا تزالين تفعلين و لكن صدقيني القرار الذي اخذته هو احسن قرار اخذته إلى الان. إذا كان الشخص الذي نحبه لا يريدنا نتركه يرحل و لا نفكر به أبدا مهما كان الأمر مؤلما لا نفعل "
" هل هذا ما حصل معك و مع امي ؟"
سألت هيرا والدها الذي تغيرت ملامح وجهه بمجرد سماعه لكلماتها ثم تنهد بعمق قبل ان يومىء و هو يأخذ من الكعك الذي بيده و يضعه بفم هيرا
" نعم بالضبط، هي أرادت الرحيل، هي ارادت تركي وراءها و أنا احترمت رغبتها "
" الم تندم يوما على قرارك هذا؟ الم تفكر في البحث عنها؟ بيوم ما؟ الم تحن أبدا ؟"
" هل ندمت على قراري، مممم في بعض الاحيان نعم فعلت خصوصا عندما اكون عاجزا في بعض الحالات معك او مع روميو لانه و في بعض الحالات يجب وجود الام بحياة الاولاد و لكنني قررت ان اخذ مكانها و اكون معكم الاب و الام و الصديق اردت ان أعوضكم بكل ما اقدر. بالطبع افكر بها لقد كانت زوجتي و أحببتها و لكنها احبت نفسها اكثر و قررت الهرب بعيدا و من أنا لكي امنعها، احن لها و لكن كلما اتذكر فعلتها و كيف كان روميو يبكي ليليتها مثل المجنون و هو يركض بالحديقة حافي القدمين يبحث عن والدته اتراجع، احن نعم و لكن كلما اراكي تبكين في الرواية غير قادرة على مشاركتي باشياء خاصة اتراجع"
بكت هيرا و هي تعانق والدها الذي وضع الطبق جانبا و هو يبادلها العناق مقبلا رأسها قبل ان يضيف
" الحب الذي ينسينا انفسنا و يقلل من شأننا ليس حبا هيرا بل مرض، و اي مرض يجب معالجته و لو كان الامر مؤلما للغاية "
" اشعر و كأنني سوف احبه إلى الابد "
" لا لن تفعلي، صدقيني. كل ما في الأمر انك سوف تتعذبين ببادىء الأمر و لكنك سوف تتعودين و سوف يأتي حب آخر، حب حقيقي ينسيكي حب الطفولة هذا "
" ماذا لو كان هذا هو حبي الحقيقي؟ ماذا لو كنت اقوم بخطأ الان ؟ ماذا لو خسرت فرصتي الوحيدة؟"
" كل ما سوف اخبرك به هو ان تفعلي الشيء الذي تشعرين بأنه جيد و يكون لصالحك لا تفكري كثيرا اقدمي على فعل الشيء الذي يدور ببالك، انت ابنتي الشجاعة ابنتي التي لا تخاف شيءا و أنا اثق في كل قرارتك "
قبلت هيرا والدها و هي تنظر اليه بحب، رونالد كان أكثر من ومجرد اب لها، هو ايضا صديقها الاول، فارس أحلامها الاول، بطلها الاول، هو الشخص الذي تكون معه على طبيعتها، الشخص الذي تبكي على كافه دون اهتمام، الشخص الذي يستمع لها و لا ينتقدها، الشخص الذي ينصحها من قلبه، الشخص الذي يزور الحقيقة امامها و هي تعلم بأنها لم تكن لتحصل على اب افضل منه أبدا
بعد ان اكمل رونالد و هيرا الحديث اخذت الطبق و توجهت الى الطبق السفلي لكي تضعه بالمطبخ عندما لمحت ليليا تدخل القصر قبل فكتور و تسللت إلى احد الحمامات لتتعجب من الامر فهي تملك حماما خاصا بجناح فكتور لماذا لم تستعمله يا ترى؟ فكرت و هي تكمل طريقها
بمجرد توقف سيارة فكتور امام بوابة القصر استغلت ليليا ان زوجها كان مشغولا باتصال هاتفي لتدخل القصر راكضة و بعد ان خطت خطوتين بالدرج لكي تصعد إلى غرفتها تراجعت و هي تتوجه إلى احد الحمامات الموجودة بالطابق الاول فهي لا تريد المخاطرة و ان يدخل فكتور الغرفة و يجدها تحمل الاختبار و يكتشف الأمر
توجهت ليليا و قامت بالاختبار و جلست تنتظر لمدة خمس دقائق كما طلب منها و هي ترتعش حرفيا بينما تدعي ان لا تطلع النتيجة التي تتخيلها حاليا. سمعت ليليا اصواتا من الخارج لتتوتر و تحمل الاختبار الذي لم تظهر نتيجته بعد و هي تحاول ان تخبئه بينما تتوجه إلى غرفتها.
عندما كانت تغادر الحمام اصطدمت هي و هيرا ببعضهم البعض ليسقط الاختبار ارضا و عندما نزلت كلتاهما لاخذ تفاجأت الفتاتين بالنتيجة فهي إيجابية لتنظر الفتيات لبعضهم البعض في حالة من الصدمة
فجأة سمعت كلتاهما صوت فكتور الذي يدخل القصر مما جعل وجه ليليا يسحب كليا و هي تنظر إلى هيرا بتوسل بينما تنفي برأسها غير قادرة على النطق بحرف و يبدو ان هيرا فهمت قصدها لتقوم بالدعس على الاختبار بقدمها و هي تقف مع ليليا و تنظر إلى فكتور بابتسامة و هي تستقبله
" هل انتما بخير ؟"
" بخير فكتور انت كيف حالك؟"
" أنا بخير اشكرك "
تنفست ليليا الصعداء بسبب ما حصل معها و سرعان ما تمايل جسدها و هي واقفة ليسرع فكتور نحوها و هو يمسكها خوفا من ان تسقط
" هل انت حقا بخير Caro ؟ ما الذي يحصل معك هذه الفترة؟ "
" انه بسبب معدتي لقد قالت الصيدلانيّة ذلك يجب ان اتحسن بعد اخذ الدواء "
تحدثت ليليا و هي تتمسك بذراع فكتور تشعر بالتعب الشديد و الخوف و العديد من المشاعر بداخلها لا تستطيع وصفها، دون اي تردد حملها فكتور بين يديه و هو يتوجه بها إلى جناحهم و هو يقول
" حسنا لنذهب إلى الغرفة سوف أعطيك الدواء بنفسي "
اومات ليليا و هي تضع يديها حول عنقه ثم نظرت إلى هيرا التي لا تزال مكانها تدعس على الاختبار تحت قدمها لتشكر بصمت مما جعل هيرا تومىء لها بتفهم ثم حملت الاختبار بعد ابتعادهم و وضعته بجيب سروالها
عندما كانت على وشك صعود الدرج شاهدت ديمن يدخل القصر و هو يجر قدميه و كأنه مهموم، كانت تود الذهاب اليه و سؤاله عن حاله و لكنها قررت التراجع لانها في كل مرة قامت بها بذلك كان يهينها و يقلل من شأنها و هي حاليا لا طاقة لها لمجادلته و لا لشجار معه
رفع ديمن رأسه ليشاهد هيرا و هي تصعد الدرج، لم تستدر و لم تنظر اليه و لكنه يعرفها و لا يمكن ان يخطىء بها و لو كانت تقف بين ألف واحدة. توجه اليها و امسك بيدها يوقفها على الذهاب لتستدير الأخرى ناظرة اليه بعدم فهم و قبل أن تتحدث عانقها ديمن بقوة شلت حركتها لان هذا لم يحصل أبدا
" أنا آسف هيرا، أنا حقا اسف "
فكرت هيرا انه يتحدث هكذا بسبب الغاء الخطوبة و هذا قد فاجأها قليلا فهو من الاول كان رافضا للأمر ما الذي تغير الان؟
" إذا كنت تحاول أن تغير رأيي بخصوص الخطبة فأنا لن اغير موقفي ديمن "
نفى ديمن رأسه عدة مرات و هو يعانقها بقوة اكبر غير قادر على اخبارها بشيء و بنفس الوقت لا يريد ان يخسرها مع العلم انه متأخر للغاية
" لا تتركيني هيرا، أنا حقا اعتذر "
تنفست هيرا بعمق و هي تشاهد دخول ماكس القصر بعد مدة قصيرة من دخول ديمن و رفع كتفيه لها و كأنه يخبرها عما حدث مع ديمن لتشعر بشيء من الغضب بداخلها فهي لا تريد لديمن أن يعتذر فقط لانه اكتشف الحقيقة بل تريد له ان يعتذر لانه يعرف خطأه بحقها
" ابعد يديك عني حالا "
نفى ديمن برأسه مثل الاطفال الصغار المتعلقين بوالدتهم يمنعونها من الخروج من المنزل لتقوم هيرا بدفعه بعيدا و هي تحاول السيطرة على نفسها قبل أن تقول بصوت جاف
" تعتذر لكونك اكتشفت حقيقة حبيبتك الخائنه اليس كذلك ؟"
" بل أنا اعتذر عن كل شيء"
" لانك اكتشفت الحقيقة ، هذا كل شيء، لانك علمت ما حصل قررت انني و اخيرا استحقّ اعتذارا، هل أنا رخيصة بنظرك لهذه الدرجة ديمن ؟"
" لا لا اقسم ليس كذلك "
" انظر الي جيدا ديمن لانك لن تحصل على فرصة كهذه من جديد، أنا هيرا بروفاسي و أنا لا انتظر منك اعتذارا مزيفا ديمن، انت خسرتني منذ البداية بسبب تصرفاتك أنا فقط تحملت كل ذلك لكوني كنت احبك"
" كنت؟"
" نعم كنت و لكن قلبي لم يعد يحتمل كل هذا العذاب، و أنا بشر و أنا استحقّ ما هو افضل لي و اكتشفت ان ما هو افضل لي يكمن في بعدي عنك "
" و لكنني حقا اريدك .."
" ديمن، انت فقط تشعر بتأنيب الضمير الان و هذا ليس مشكلة، أنا قمت بما قمت به من اجل عائلتي ايضا و انت لا تحتاج الاعتذار على اي شيء "
" هيرا أعطني فرصة سوف أعوضك عن كل شيء "
" أعطيتك سنوات من عمري ديم، سنوات طويلة كنت امامك و لكنك مع الأسف لم تستغل فرصتك و الان لم تعد لك فرصة مع الاسف، ليست كل القصص مخلدة بنهاية سعيدة هذا ما يقال و اكتشفت ان قصتي معك لا نهاية سعيدة لها، نهايتي السعيدة بمكان آخر "
" لا تقولي هذا هيرا، سوف اصلح كل شيء، و نكمل الخطبة بل سوف أقوم بتجهيز اكبر زفاف لنا "
" انت لا تحتاج لفعل اي شيء ديمن، قصتنا كانت صفحة و طويتها هذا الصباح و هذا قرار لا رجعة فيه. أنا لا اريدك ان تقوم بشيء فقط لكونك تشعر بالحزن على حالي و ما حصل معي، أنا قد حزنت على نفسي بما فيه الكفاية و لا احتاج لشفقتك فقط احترم قراري و اتركني "
" هيرا .."
" كما فعلت دائما تجاهل وجودي لان هذا ما سوف اقوم به، من الان فصاعدا نحن فقط ابناء عم لا شيء غير ذلك "
ختمت هيرا كلامها و هي تتوجه الى الدرج مكملة طريقها الى غرفتها تاركة ديمن المصدوم خلفها بينما كان ماكس ينظر بهدوء لكل ما حصل دون النطق بحرف و سرعان ما غادر المكان متوجها إلى زوجته او لنقل المقبرة التي يزورها متذكرا تصرفاته معها و هو يشعر بالحزن و الحسرة على كل ما قام به سابقا و مع الأسف هو لا يملك الفرصة حتى لتصحيح خطأه
قبل التوجه إلى غرفتها توقفت هيرا عند جناح فكتور و طرقت الباب لتفتح ليليا الباب باستغراب لان لا احد يحضر إلى غرفتها ما عدا فكتور و الخدم. عندما اكتشفت ليليا ان الطارق هو هيرا سحبتها إلى داخل الغرفة و عانقتها بقوة و هي تقول
" أنا حقا أشكرك على ما قمت به قبل قليل "
بادلتها هيرا العناق و هي تنظر حولها عن ما إذا كان فكتور موجودا لتنظر اليها ليليا باستغراب و لكن سرعان ما فهمت ما الذي يحصل لتقول مطمئنة اياها
" لقد ذهب ليرى والده انه ليس هنا "
" جيد، تفضلي "
تحدثت هيرا و هي تمد اختبار الحمل إلى ليليا التي ترددت في إمساكه، ظلت تنظر إليه لبعض مرات غير عالمة بما الذي يجب أن تفعله الان و لكن سرعان ما خرجت من شرودها و عادة إلى الواقع و هي تأخذه
" حقا، أشكرك و لا اعرف كيف أكافئك على مساعدتك هذه "
" لا داع حقا"
أومأت ليليا و هي تنظر إلى الاختبار بصمت و فجأة تجمعت الدموع بعينها و هي ترفع الاختبار بيدها امام هيرا و هي تقول بسخرية عن وضعها
" أنا حامل "
" انت حامل "
" نعم أنا كذلك مع الاسف "
تنهدت ليليا لا تعلم ما الذي يجب ان تفعله الان، هي في ورطة و ليست اي ورطة بل ورطة كبيرة و لا تعرف كيف تتصرف او تخرج منها لتسمع صوت هيرا يقول
" إذا هل ستوف تخبرين فكتور؟"
مسحت ليليا الدموع التي نزلت على خديها بسرعة و هي ترفع كتفها بقلك حيلة قبل أن تتحدث بصدق
" لا اعلم، أنا نفسي لا اعلم ما الذي يجب ان افعله و كأنني في صدمة لا استطيع التصديق إلى الان "
" لا استطيع التدخل في هذا الأمر و لكن نصيحة مني لك فكري جيدا قبل فعل اي شيء قد تندمين عليه لاحقا "
أومأت ليليا و هي تعانق هيرا مرة أخيرك قبل ان تغادر هيرا الغرفة، ركضت ليليا نحو خزانة ملابسها و بحثت عن صندوقها الخشبي الذي تضع به جميع الأشياء المهمة لها وضعت الاختبار و أغلقته مخبئة المفتاح تحت الثياب ثم توجهت إلى سريرها و استلقت فوقه
نظرت ليليا إلى السقف و فجاة حولت نظرها إلى بطنها المسطحة ثم رفعت يدها ببطء و تردد و وضعتها فوقها و بهذا الشكل تقوم بأول تواصل مع طفلها الذي إلى الان لا تعرفنا الذي يجب أن تفعل معه هل تبقيه ام تجهضه؟
بعد فترة من التفكير كانت ليليا قد نامت دون ان تشعر ليدخل فكتور الغرفة و التي على غير العادة كانت هادئة مما اثار استغرابه. وضع فكتور سترته جانبا و توجه إلى غرفة نومه ليجد زوجته الجميلة نائمة فوق السرير ليقترب منها و يستلقي خلفها و هو يضع يده حولها مقربا اياها منه و هو ينتفس عطرها الذي يحب للغاية
شعرت ليليا بوجوده مما جعلها تفتح عيناها و فجأة لم ترد ان تدفعه بعيدا، ليس اليوم ليس هذه الليلة، هي تريد مواساة و تريد شخصا بجانبها حتى لو لم يكن يعرف بالأمر فلا يهم
" فكتور "
" Caro أنا اسف هل أيقظتك ؟"
نفت ليليا برأسها و هي تتمسك بيده التي حول خصرها و يده على بطنها بسبب طريقة نومهم لتنظر إلى يده و بدأ قلبها يضيق بسبب المنظر
" هل انت بخير Caro؟"
" هل من الممكن أن نبقى هكذا لبعض ؟"
تفاجىء فكتور من طلبها و لكنه بنفس الوقت كان سعيدا للغاية فهذه اول مرة تقوم بمبادرة معه و لا ترفضه ليقبل شعرها و هو يقول
" بالطبع Caro، اي شيء تطلبينه "
تمسكت ليليا بذراع فكتور فوق بطنها و هي تفكر بأنه من الممكن ان تكون هذه اول و آخر مرة يتواصلان بها مع طفلهم، بينما عانقها فكتور و هو يشعر بأن هناك امل من علاقتهم المستحيلة هاته و هو بالطريق الصحيح و سوف يصبر عليها إلى ان تفتح قلبها امامه تماما.
بالجهة الأخرى، روميو اصبح كالمجنون حرفيا، لقد قصة اليوم بأكمله يبحث عن جوليا بكل مكان محتمل و لكن لا اثر لها، لا يعرف اين اختفت و هذا يقلقه خصوصا بعد ما قالت هيرا ان شخصا ما قد بعث رسالة لها على اساس انه هو و هذا قد أخافه حقا فهذا يعني ان احتمال اصابتها بسوء مرتفع للغاية
فجأة رن هاتفه و كان جاك والد حواليا يتصل به، اللعنة هو لا يريد أن يجيب ماذا إذا سأله عنها؟ ما الذي سوف يخبره اياه؟ هو لا يعرف اين هي حتى؟ فكر و هو يجيب على الهاتف عندما رن جاك من جديد
" اين انت؟"
" هنا "
" ما الذي تقصده هنا روميو ؟ اين انت ايها اللعين "
تعجب روميو من طريقة تحدث جاك معه فهو لم يتحدث معه هكذا من قبل أبدا مما جعله يضحك باستهزاء و هو يرفع حاجبه قائلا
" هل اهنتني قبل قليل؟"
" لن تكفيني إهانتك فقط بل سوف اقتلك "
" هل جننت ام ماذا يا جاك؟ ام انك مخطىء بالرقم؟ أنا روميو، روميو بروفاسي خطيب ابنتك "
" أنا اعلم جيدا من انت و مع من أتكلم فأنت السبب في حالة ابنتي حاليا "
و اخيرا استطاع جاك أن يجذب انتباه روميو، فبمجرد أن الموضوع بخصوص جوليا حتى استعاد وعيه و هو يقول بلهفة
" جولي، اين هي؟ منذ الصباح ابحث عنها؟ أعطها الهاتف اريد التحدث معها "
" هل تمزح معي الان؟"
" ما الذي تتحدث عنه جاك؟"
" جوليا بالمشفى و هي بين الحياة و الموت الان "
توقف العالم حول روميو عند سماعه كلمات جاك لدرجة ان تمايل بوقفته و كأن الخبر كان ثقيلا عليه لهذه الدرجة، تسارعت انفاسه و بدأ طنين غريب يتكرر في أذنيه غير قادر على استيعاب ما الذي يقال على الهاتف هو متأكد من أن يخبره بشيء ما الان و لكنه لا يستطيع تميز ما يقال له
" اين.. اين هي؟"
تحدث روميو بصعوبة و هو يتوجه إلى سيارته ليومىء بعد سماع اسمه المشفى و هو يحرك سيارته إلى هناك بسرعة كبيرة متصلا بوالديه يخبره بما حصل
" ابي، ابي أتوسل اليك ساعدني "
كان روميو يتحدث و هو يقود السيارة و لكنه لم يكن في وضع جيد و كان يعلم بانه سوف يموت إذا اصاب جوليا شيء ما
" روميو، بني ما الأمر ؟ ما الحصل؟"
" ابي انها جولي يا ابي، أتوسل اليك ان تأتي أنا لا استطيع أن افقدها يا ابي "
" اهدء و اخبرني اين انت "
" أنا متوجه إلى المشفى "
" أنا قادم "
بمجرد ان انهى المكالمة كان روميو قد وصل المشفى خرج راكضا تاركا السيارة امام باب المشفى دون اغلاقها حتى و هو يركض الى حيث اخبره جاك ليجده يجلس امام باب العمليات و هو يمشي ذهابا و ايابا ليركض اليه و هو يقول بخوف واضح
" ما الذي حصل؟ لماذا هي هنا؟"
جاك الذي كان غاضبا من روميو للغاية، تفاجىء من حال روميو و خوفه البالغ ليرمش عدة مرات و هو غير مصدق لما يراه، لقد كان بوضع مزر حقا، وجهه شاحب للغاية و تنفسه يتسارع بشكل واضح حتى ان جسده كان يرتجف
" انها بغرفة العمليات الان "
" و لكن لماذا؟"
تحدث روميو و هو يشعر بأنه ليس بخير أبدا، كان يشعر بأنه سوف يدخل احدى نوباته بأي لحظة و الشخص الواحد القادر على إخراجه منها كان جوليا و لكن الان لا وجود لجوليا
" اهدء قليلا سوف اخبرك "
ساعد جاك روميو على الجلوس و بدأ اخباره عن كل ما حصل، على ما يبدو ان احد المتشردين الذي عادة ما ينامون بالمصنع الذي وقع به الحادث قد رأى كل شيء و احضرها إلى المشفى و بما أن المشفى يخص عائلة روجر استطاعوا بكل سهولة الوصول إلى والد جوليا و اتصلوا به لاخباره بالقدوم
" و لكن.. و لكن.. "
كان روميو يشعر و كأنه يختنق بسبب ما يسمعه وقف مثل المجنون و توجه يحاول فتح باب غرفة العمليات يحاول فتح ليحضر والده بتلك اللحظة يعانقه من الخلف و هو يسحبه نحوه
" اهدء روميو، اهدء "
ظل جاك يشاهد ما يحصل بعدم تصديق، كان يعلم ان روميو يحب ابنته و لكنه لم يكن يعرف ان الامر قد يصل إلى هذه الدرجة. كان يعلم بأنه متعلق بها و لكن هذا كان شيء جديد بالنسبة له ، شيء لم يتوقعه بتاتا
" جاك اتصل بروبرت لو سمحت "
" لقد اتصلت به، هو بالطريق لرؤية جوليا انه خالها "
" جيد "
تحدث رونالد و هو يجلس ارضا مع روميو بحضنه يعانقه من الخلف و هو يهمس له بأذنه بأن يتنفس و يهدأ. لينطق روميو بصوت يشرح كل الخوف الذي بداخله
" أنا لا استطيع فقدانها يا ابي، أنا لست قويا مثل ماكس يا ابي، أنا حقا اموت من بعدها، أنا لا استطيع العيش بدونها اقسم لك "
" لن يحصل اي شيء لا تقلق "
عندما كان رونالد يقوم بتهدئة ابنه فتح باب غرفة العمليات ليخرج الطبيب اولاً و هو ينظر حوله قبل ان يقول
" هل انتم عائلة المريضة ؟"
" أنا والدها "
" و أنا خطيبها "
تحدث جاك و روميو و هما يتوجهان إلى الطبيب الذي بدأ يتحدث عن حالة جوليا و عن انها قد تعرضت لضرب عنيف، و لكن الاسوء كان إصابة رأسها فبسبب وقوعها تعرضت لنزيف داخلي و لكنهم استطاعوا أن يعالجوا الأمر و هي بحاجة إلى ان تبقى تحت المراقبة هذه الليلة لذلك سوف يبقونها تحت المراقبة في غرفة العناية المركزة
" هل استطيع رؤيتها ؟"
تحدث روميو بلهفة و لكن الطبيب حرك راسه نافيا و هو يشرح له
" مع الأسف لا احد يستطيع دخول الغرفة ما عدا الطبيب المكلف بحالتها لان وضعها حساس للغاية و هذه الليلة سوف تكون ليلة حساسة للغاية بالنسبة لوضعها "
بعد دقائق أطلعتهم الممرضة على غرفة جوليا ليتوجه لها الاربعة؛ روميو، جاك، رونالد و روبرت، وقفوا امام الغرفة ينظرون لها بين الأجهزة و الفصل بينهما زجاج يشاهدنها من خلاله
" جولي، cuore ، ابقي معي أتوسل إليك، ابقي و لا تتركيني بهذا العالم لوحدي "
تحدث روميو و هو يضع يده على الزجاج يساعدها و هو لا يعلم ما الذي يجب ان يفعله غير داميا لا يستطيع فعل اي شيء حتى لو اراد. بالنسبة لجاك فبسبب نفوذه استطاع الوصول إلى سامنثا و الرجل الذي معها إلى السجن مباشرة.
إلى الصباح، ظل الاربعة بالمشفى بانتظار اي خبر عن حال جوليا، ينظرون اليها بصمت يشاهدون الطبيب يدخل بين الحين و الاخر يراقب حالتها و يغادر.
بعد مدة حضر الطبيب المكلف اليهم و وقف امامهم ليركض الجميع اليه لمعرفة ما الذي حدث
" هل ابنتي بخير ايها الطبيب؟"
" استطيع ان اقول انها قد تعدت مرحلة الخطر، لذلك سوف تغادر غرفة العناية المركزة إلى الغرفة العادية حيث يمكنكم زيارتها و لكن المريضة تحتاج إلى الراحة التامة لذلك لو سمحتم لا تقفوا فوق رأسها جميعا فلتدخلوا واحد تلو و الاخر لمدة قصيرة "
" بالطبع "
اجاب جاك و هو يومىء بينما كان روميو ينظر إلى الممرضين الذين يحركون سرير جوليا الطبيب إلى الجناح الذي امر به والده، بينما توجه روبرت يتحدث مع الطبيب مطلعا اياه انه خال المريضة و بنفس الوقت طبيب لذلك يريد معرفة تفاصيل حالها فتوجه معه من اجل التفاصيل
بعد ان تم وضع جوليا بالجناح الطبي، قامت الممرضة بتعديل الأجهزة من حولها و تركتها نائمة مغادرة الغرفة ثم اخبرت جاك
" المريضة قد تستيقظ في اي لحظة إذا احتجتم إلى اي شيء اضغطوا على الزر و سوف اكون هنا خلال لحظات "
" اشكرك "
تحدث جاك بينما تجاهلها روميو و هو يدخل الغرفة بهدوء لا يريد إصدار أي صوت، فقط يريد رؤيتها لعل هذا يريح قلبه الذي ينبض بجنون.
وقف امام سرير المشفى حيث كان جسد جوليا مستلقيا و هو يشاهد حالها، كان اثر الضرب واضحا على وجهه بينما شاش ابيض يلف رأسها. يدها اليمنى كانت بها شاء كذلك و ذلك بسبب الضرب و لكنها لم تكن مكسورة حسب كلام الطبيب.
" كيف فعلوا هذا بك؟ كيف فرطوا بك ؟"
تحدث روميو و هو يقترب من السرير ليجلس على ركبتيه و هو يمسك بيدها اليسرى حيث كانت ابرة السيروم ملتصقة بها يقبلها و هو يبكي بسبب ما يراه شاعرا بالذنب لانه لم يجب على هاتفه عندما اتصلت به، بل شاعرا بالذنب على كل ما قام به معها سابقا
" أنا اسف حبيبتي، اسف cuore ، أنا خذلتك عندما احتجتني بينما كنت دائما بجانبي "
شعر روميو بيد فوق كاف ليرفع راسه و يجد جاك مع لمسه ثم قال
" هي سوف تكون بخير لا تقلق "
" هي سوف تكون بخير اليس كذلك؟ هي لن تتركني "
اومىء جاك و هو يشعر بالأسف على حال روميو، فهو بالعادة الشاب المدلل الذي لا يهتم بشيء و بارد للغاية و الان امام جوليا هو الطفل الصغير الذي فقد والدته قبل سنوات و هذا الجانب لا يعرفه احد ما عداها
حضرت عائلة بروفاسي لروية جوليا صباحا بعد ان اتصل رونالد مخبرا مايكل بكل ما حصل معهم مساءا، قاموا بمواساة جاك و روميو ثم غادر كل إلى عمله بينما ظل روميو بالغرفة يقف بالركن ينظر اليها بصمت ينتظر استيقاظها
و بمساء اليوم التالي و اخيرا فتحت جوليا عيناها، كانت جوليا المستلقية تحرك اصابعها دلالة على استيقاظها ثم فتحت عيناها تنظر إلى السقف بصمت و كأنها تحاول اكتشاف مكانها او ما الذي حدث معها و فجأة توضحت كل الصور امامها و تذكرت ما حصل معها
" جولي "
بمجرد رؤية حركة اصابعها اقترب روميو من جوليا و هو ينظر اليها بلهفة، لقد فتحت عيناها! فكر روميو و هو يشاهد خطيبته تنظر إلى السقف بشرود و لكنها لا تتجاوب معه بالرغم من انه قد ناداها عدة مرات
فجأة دخل جاك الغرفة ليلاحظ ان فتاته الصغيرة قد استيقظت اخيرا
" جوليا، ابنتي انت مستيقظة؟"
تحدث جاك بسعادة و هو يركض نحوها و يمسك بيدها لتنظر جوليا الى والدها بمجرد أن ناداها على عكس ما قامت به مع روميو.
" ابي "
بمجرد رؤية جوليا لوالدها بدأت بالبكاء، لقد عاشت مأساة بيوم الحادث كانت تظن بأنها سوف تموت و لن تستطيع رؤية والدها من جديد و هذا كان من اكثر الاسباب التي اخافتها حقا
" لا تبكي يا قلب والدك انت، لا تبك حبيبتي أنا هنا، انت بأمان الامان"
ضغط روميو على الجرس بعد رؤيتها تبكي خائفا من انها تبكي بسبب الالم و كما قالت الممرضة سابقا لقد حضرت بثوان و بدأت بفحصها دون تردد
اخبرتهم الممرضة انها بحال افضل و هي تحتاج إلى الراحة فقط، شكر جاك الممرضة بينما اقترب روميو من جوليا و امسك بيدها منحنيا لتقبيلها لتقوم بشيء قد صدمه حقا، ابعدت جوليا يدها من بين يديه دون النظر إلى وجهه حتى
" جولي، حبيبتي، هذا أنا روميو "
و كأنه هواء امامها تصرفت جوليا و كأنه غير موجود و هي تنظر إلى الجهة الأخرى تشاهد المطر من النافذة التي بغرفتها. لسبب غير معروف بالنسبة لروميو اكتشف بأن اياً كان ما حصل مع جوليا يوم الحادث لقد كسر شيءا مهما بينهما و هو لا يعرف ما هو. كل ما يعرفه ان جوليا خاصته ليست نفسها جوليا السابقة بعد الان.
هلوووو يا حلوين
مثل ما وعدتك بنهاية الأسبوع (سبت أو احد) سوف يتم تنزيل بارت جديد من الرواية حسب متى انتهيت من البارت
البارت سوف يكون طويل جدا و يحتوي على العديد من الاحداث اتمنى تكونوا مركزين
بالنسبة للأحداث ما رأيكم في التطورات
ما الذي تظنون انه قد يحصل بالقادم
اي كوبل متشوقين له
كوبلكم المفضل
احبكم♥️
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro