Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

15

* موت الحبيب *

الموت، مجرد كلمة بسيطة قادرة على زرع الخوف في قلوب الكثيرين، ليس لان الاشخاص يحاولون التهرب منه و لا لانهم لا يؤمنون به و لكن لان لا احد قادر على ترك الحياة التي يعيشوها و الاشخاص الذي يحب و الذهاب مرة و إلى الابد. الموت هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع احد تجاهله او تفاديه، الموت هو الفراق و لكن هل هذا الفراق هو البداية أم هو النهاية ؟

إلينا لوشيس أو بالأصح إلينا ماكسيمس بروفاسي فعلت كل ما تستطيع فعله من أجل الاشخاص الذي تحب، بداية من زواجها الإجباري و الذي وافقت مجبرة بسبب حبها لاهلها لتقع بحب زوجها المنعدم المشاعر نفس الزوج الذي فعلت كل شيء من أجله حتى تلقي رصاصة من أجله، ماتت من أجله، ماتت إلينا من أجل أن يعيش ماكس، فهل سوف يكون قادرا على العيش من بعدها أم ان للقدر كلمة أخرى.

" أنا أحبك يا ماكس "

آخر شيء نطقت به الينا قبل ان تفقد وعيها غير عالمة بما يحدث حولها، ماكس الذي فقد عقله بسبب ما يراه لقد توقع كل شيء و حسب حساب كل شيء إلا هذا. هل حقا سوف تموت و تتركه، هل بعد ان وجدها اخيراً سوف ترحل مثل ما رحلت والدته و والده؟

" ليس مجددا... ليس مجددا.. ليس انت ايضا... الينا.. الينا لا ترحلي.. ارجوك "

عانق ماكس جسد الينا الذي اصبح باردا شيءا فشيء و الدماء تزين فستانها بسبب النزيف و هو يضع يده فوق الرصاصة بصدرها محاولا ايقاف النزيف و هو يبكي و يتوسل لكي لا تتركه.

" ماكس.. ماكس هيا لنأخذها إلى المشفى اسرع "

اول شخص اقترب من ماكس كان عمه مايكل و الذي كان اسرع من باقي افراد عائلة بروفاسي فالجميع كان في حالة من الصدمة اولا بسبب إصابة الينا و ثانيا بسبب بكاء ماكس، غير عالمين او لنقل غير مستوعبين هل هذا يعني عودة مشاعره اخيرا؟

" عمي.. عمي... انها باردة.. انها تبرد يا عمي ... ساعدني أتوسل اليك .."

كل كلمة كان يقولها ماكس كان يقولها و الشهقات تقاطع صوته بين الحين و الاخر لم يكن قادرا على التحكم بدموعه و هو يحاول مساعدة زوجته التي لا تتحرك بعد الان و هو يعلم بأنه يفقدها، هي كالمياه تتسلل بين اصابعه و هو غير قادر على منع ذلك بالرغم من احكام غلقه ليديه.

" فكتور، ديمن بسرعة فليساعدني شخص ما ... هيا "

صرخ مايكل في أبناءه لكي يعودوا إلى وعيهم بينما توجه مايكل و رونالد نحو ماكس يحاولون ابعاده عن جسد الينا لكي يتمكنوا من مساعدتها و أخذها إلى المشفى لكن ماكس كان مثل الطفل المصدوم و كأنه عاد إلى يوم مقتل والدته فقط يبكي و هو ينفي برأسه رافضا تركها.

اقترب فكتور من ماكس و بالكاد استطاع حمل جسد الينا المتلاشي بين يديه و هو ينظر بحزن لابن عمه فالنبض عند الينا كان بالكاد يتحرك و بالكاد استطاع الشعور به و بدون التفوه بأي حرف تحرك بعيدا

بالنسبة لماكس كان روميو و ديمن يمسكون به و هم يأخذونه الى السيارة خلف فكتور فهو لم يكن قادرا على الوقوف لوحده و كأن قدميه قد تيبست و لم تستطع حمله بسبب الصدمة

" هيا بسرعة لنذهب "

تحدث مايكل و هو يركب سيارة فكتور الذي كان يقود السيارة و ماكس بالخلف و جسد الينا المغمى عليه بحضنه و هو يعانقها و يبكي دون ان يبعد نظره عنها فقط يعانقها و دموعه تنزل بصمت.

" ابي.. "

همس فكتور لوالده و هو ينظر إلى ماكس من المرآة بحزن شديد فالوضع غريب للغاية لم يتوقع احد عودة مشاعر ماكس بهذا الشكل و المشكلة الأكبر إذا ماتت الينا حقا ما الذي سوف يحصل لماكس هذه المرة؟ فهذه المرة يعني بأنه قد فقد كل شخص حقا، هل سوف يعود لسابق عهده؟ ام ان الوضع قد يكون اسوء من ذي قبل؟

" فقط قد يا فكتور .. اتمنى من كل قلبي ألا يحصل الشيء الذي يخطر ببالي الان .. فقط قد بسرعة"

اومىء فكتور موافقا كلام والده لان نفس الافكار التي كانت تدور برأس مايكل كانت تدور بعقل فكتور، و بدأ فكتور يقود السيارة بسرعة نحو اقرب مشفى ليتصل بديمن و هو بالطريق

" اخي سوف نلحق بكم الان "

" ديم .. ليلي ليست بوضع جيد احضرها بسيارتك ارجوك"

تحدث فكتور بخوف شديد فبعد رؤية ما حصل هذه الليلة مع ماكس لا يريد أن يصيب زوجته شيء، بالرغم من انها تكرهه و لا تطيق وجوده و بالرغم من العداوة التي تكنها له هو حقا يحبها و لا يريد أن يخسرها، هو ليس مستعدا لأن يفقدها بعد أن أصبحت له.

نظر ديمن نحو ليليا التي كانت تقف مصدومة من كل ما حصل، لا تستطيع أن تستوعب ان كل هذا قد حصل معها بليلة واحدة، لقد عاشت حياة مسالمة طوال حياتها و الان تجابه الموت و هي لا علاقة لها بأي شيء هي حتى لم تفعل اي شيء.

" حسنا فيك سوف أحضرها إلى المشفى ليراها احد الأطباء تبدو بحالة من الصدمة "

" نعم نعم احضرها معك لقد اغمي عليها بعد ان بدأ إطلاق النار اريد من احد الأطباء رؤيتها"

" حسنا نحن قادمون"

اغلق ديمن الهاتف و توجه نحو ليليا التي كانت ترتجف و هي تقف لوحدها ليضع سترته فوق كتفيها، رفعت ليليا رأسها تنظر إلى ديمن بعدم فهم فهذه اول مرة يقترب منها ديمن بأي شكل من الاشكال منذ حضورها إلى عائلة بروفاسي

نظر ديمن نحو وجه ليليا فقد كانت تبكي و الكحل الاسود حول عيناها يشعر بالأسف على حالها، بينما نظرت ليليا نحو السترة فوق كتفيها بعدم فهم و لكن لا قدرة لها على ابعادها او التحدث لشكره ليضع يديه حول كتفيها و هو يتوجه بها نحو سيارته لتذهب معه بصمت على عكس شخصيتها المعتادة

" هيا يا زوجة أخي لنذهب"

عند روميو كان قد ركب سيارته مع جوليا خطيبته التي تجلس بجانبه مصدومة و هي تبكي بصمت، لم يستطع أن يفرح بخطوبته معها حتى، و اخته هيرا التي كانت تجلس بالخلف و هي تبكي و تدعي بأن لا يصيب صديقتها اي اذى و ماريا التي كانت ترتجف و تبكي لاول مرة بعد ما حصل معها بسبب ليون. كانت الفتيات محطمات بسبب البكاء و بسبب كل ما حصل معهم اليوم فهذا لم يكن متوقع أبدا.

لا احد يعلم هل هذه هي النهاية، هل سوف تموت الينا؟ هل سوف يفقدونها؟ لقد اصيبت برصاصة بمنتصف صدرها بالضبط لقد رأوا ذلك بأم أعينهم و اخرى بكتفها و النزيف كان قويا للغاية.

بمجرد ان توقفت سيارة فكتور امام المشفى حتى ركض يفتح الباب الخلفي و يسحب جسد الينا من بين يدي ماكس الذي لا يزال بحالة من الصدمة ليركض فكتور بجسدها الذي اصبح ابرد من قبل ، حتى ان شفتيها قد صارت ازرق اللون و اختفى اللون من وجهها ليصرخ فكتور و هو يطلب المساعدة وسط المشفى

" نحتاج طبيبا الان "

بمجرد رؤية فكتور ركض المسعفون بالسرير المتحرك ليضع فكتور جسد الينا و هو يخبر الطبيب بكل ما حصل ليبدا الطبيب بتمرير الضوء على عيونها و هو يعاين الإصابة قبل ان يصرخ

" بسرعة يجب أن ننقلها إلى العمليات حالا "

ماكس الذي كان خلف فكتور مباشرة امسك يد زوجته و ركض مع المسعفين الذين يقومون بنقلها نحو المكان الذي صرح به الطبيب رافضا تركها، و كأنه يخاف ان يتركها فشيء بداخله يخبره بأنه إذا تركها الآن فهو لن يراها من جديد.

ظل ماكس ممسكا بيدها بالرغم من كل شيء و ركض مع المسعفين في اروقة المشفى إلى ان وصل إلى منطقة محضورة تخص الأطباء و لا يسمح لأحد آخر الدخول مما جعل المسعفين يطلبون منه ترك يدها

" سيدي يجب ان تتركها يجب ان نأخذها "

" و لكن.."

لم يهتم المسعفين بسماع ما سوف يقوله دفعوا السرير بعيدا عن ماكس فسقطت يد الينا من بين يديه لينظر اليها آخر مرة و هو يشعر بحزن عميق، ينظر اليها لاخر مرة قبل ان تغلق الابواب.

" الينا... لا تتركيني حبيبتي... أتوسل إليك.. لا تفعلي "

همس ماكس و هو ينظر إلى الباب المغلق امامه و هو غير قادر على فعل اي شيء، فبهذه الحالة لا يستطيع المال الذي يملكه و لا سلطته فعل اي شيء هو عاجز امام الموت مثله مثل الباقي فلا احد قادر على مجابهة الموت.

تقدم فكتور و مايكل من ماكس بعد ان لحقا به ينظران اليه بحزن، يريدان مساعدته و لكنهم غير قادرين على فعل اي شيء فقط الجلوس و الانتظار معه. سرعان ما ركضت هيرا و ماريا نحوهم و هن بحالة يرثى لها بسبب البكاء

" اخي... اخي اين الينا؟ هل هي بخير؟"

تحدثت ماريا و هي تتمسك بأخيها الذي عانقها و هو يقبل رأسها بحنان ثم اشار برأسه نحو غرفة العمليات خلفه لتشهق هيرا بحزن و هي تنظم لعناق فكتور و ماريا و يبكين بحزن شديد.

اقترب رونالد من اخيه مايكل مخبرا اياه بأنه قد اتصل بفرناندو مخبرا اياه بما حصل مع ابنته و بأنه سوف يكون هنا بأسرع وقت و يجب ان يكونوا مستعدين لما قد يحصل، اومىء مايكل باتفاق على كلام اخيه فحاليا الشيء الوحيد الذي كان سبب المعاهدة بين الموت و الحياة و إذا اصاب الينا اي شيء بسبب عائلة بروفاسي لن يوقف المافيا الإسبانية شيء و سوف يريدون الانتقام بكل الطرق.

روميو كان يقف بجانب جوليا التي تبكي بصمت و هي ترتجف مصدومة بسبب كل ما حصل و هي تفكر بأن ما حصل قد حصل بسبب خطوبتها لروميو فلو انها قد خطبت لدان لما حصل شيء، روميو لكونه من عائلة بروفاسي لديه العديد من الاعداء.

حاول روميو وضع سترته فوق كتفيها لكن جوليا رفضت رفضا قاطعا و ابتعدت عنه راكضة نحو والدها جاك بمجرد دخوله مما جعل روميو ينظر اليها بعدم فهم غير و لكنه لم يتحدث معها بشيء فهذا ليس وقته.

بالنسبة لديمن اقترب من فكتور يهمس له ان ليليا كانت بحالة من الصدمة عند وصولهم مما اضطرّه لاخذها نحو المستعجلات و قد أعطوها ابرة مهدئة و هي الان نائمة بأحد الغرف بهذا الطابق بعد ان قاموا بتجهيز الطابق لعائلة بروفاسي فقط.

بالنسبة لماكس بالرغم من ان الجميع حوله إلا انه كان يشعر و كأنه لوحده، يجلس على الارض امام باب غرفة العمليات و هو ينظر الى يديه التي تحمل دماءها غير قادر على استيعاب ان كل ذلك قد حصل و هو لم يستطع مساعدتها حتى، بل الينا من أنقذته بالرغم من كل ما قام به معها ضحت بحياتها من اجله. ليتذكر فجأة حدثا ما قد حصل بينهما من قبل

فلاش باك

كان ماكس و الينا يتشاجران في غرفتهم كالعادة و كانت الينا تقف فوق السرير و هي تقول بسخرية لاذعة و هي تعيد شعرها للخلف بعد أن القت مخدة نحو ماكس

" عزيزي انا لا اتلقى كلمة من اجلك لذلك لا تفكر حتى بكوني قد اتلقى رصاصة من اجلك كما يحصل بالافلام"

امسك ماكس بالمخدة ثم نظر لها ببرود و هو يجيب بتهكم اكبر من خاصتها

" لا انتظر منك شيءا اصلا"

" بالطبع لا تنتظر فأنت روبوت"

لم يهتم لها لتنزل الينا من السرير و تقترب منه و تقف على اصابع قدميها الى اصبحت في مستواه تقريبا و هي تنظر إلى داخل عيناه بينما تقول بجدية هذه المرة

" اليوم الذي اكون مستعدة لاضحي بنفسي من اجلك هو اليوم الذي سأكون قد فقدت نفسي به و كما تعلم لا انا اريد ذلك و لا انت"

دون القدرة على التفوه بحرف ظل ماكس ينظر لها بصمت قبل ان ترتفع اكثر و تقبله بعمق

انتهاء فلاش باك

شعر ماكس بغصة في قلبه بسبب الاحداث التي تذكرها، لم يتوقع بل لم يخطر بباله و لو ليوم واحد ان حديثهم قد يتحول إلى حقيقة ليضع يديه فوق وجهه و هو يقول لنفسه

" يا الهي يا الهي لا تمتحني بغيابها يا إلهي اتوسل إليك انا لا اقدر على فراقها "

بكى ماكس، بهذا اليوم و بعد سنوات طويلة بكى ماكس لاول مرة في حياته كالطفل الصغير، بكى بحرقة على كل شيء، بكى على فقدان والديه، بكى على فقدان طفولته، بكى على فقدان حياته و حاليا كان يبكي على فقدانه لحبه و حبيبته التي كانت بين الحياة و الموت من أجله بل بسببه.

صوت بكاء ماكس لفت انتباه الجميع، كان لا يزال الجميع في حالة من الصدمة بسبب مشاعر ماكس التي يبدو انها قد عادت بحق، ليقترب عمه مايكل منه جلس على الارض بجانبه و هو يعانقه بقوة دون النطق بحرف تاركا اياه يبكي و يفرغ كل ما في قلبه فقد تحمل فقدان مشاعره طول حياته و قد حان الوقت الذي يكون فيه مثل غيره و يكون طبيعيا و لو لمرة بحياته.

داخل غرفة العمليات، كان جسد الينا الساكن وسط الأطباء الذين يحاولون انقاذها بكل الطرق، كانت في حالة بين الوعي و اللاوعي لا تستطيع فتح عيونها بالرغم من انها تريد ذلك، تعلم بأن هذه نهايتها هذا القدر الذي عاشت من اجله و باختيارها ماكس من سوف تموت من اجله.

و كأنها بداخل حلم غريب، تشاهد نفسها بثوب ابيض واقفة وسط ظلام يحيط بها من كل جانب، كانت تنادي على ماكس بعلو صوتها و هي تركض من مكان لاخر تريد إيجاده و لكن لا اجابة هي غير قادرة على ذلك، كان الظلام سوف يبتلعها و لكنها تريد فرصة لتوديعه، تريد اخباره بأنها تحبه و لا تريد له ان يحزن، تريد اخباره انها فعلت ذلك من اجله و لا داع لان يشعر بالحزن عليها، تريد أن تخبره بأن يعيش حياته من بعدها و لكنها غير قادرة على الوصول إلى ماكس

فجأة كانت قادرة على سماع صوت الأطباء من حولها و هي لا حول و لا قوة لها، و كأنها عصفور صغير بقفص يحاول التحرر منه و لكن لا جدوى

" النبض ينخفض للغاية الوضع يصبح سيءا احضروا آلة إنعاش القلب سريعا"

همست الينا لنفسها و هي تسمع كل ما يدور حولها

" أنا فقط وقعت بالحب و لم اكن اعلم يوما أن الثمن سوف يكون ثقيلا هكذا"

" قلب المريضة يتوقف بسرعة يجب إنعاشها حالا"

بدأت محاولات إنعاشها مرة تل و الأخرى، تشعر بجسدها يرتفع و يسقط فوق سرير العمليات و لكنها غير قادرة على التفاعل، و كأن اتصال روحها مع جسدها يصبح أضعف و أضعف من ذي قبل، لم تعد تستطيع الشعور بجسدها بعد الان

سقط دمعة واحدة من عينيها اليسرى و هي تهمس لنفسها مرة اخيرة قبل أن يبتلعها الظلام

" ها أنا أوفي بوعدي يا ماكس أنا مت من اجلك اتمنى ان تعيش من اجلي أنا احبك ماكسي و هذا الحب قد قتلني و لكنني لا اندم على ذلك لا اندم على حبي لك ابدا "

فجأة صوت صفير واحد صدر من الآلآت من حولها و لا شيء آخر فقط صمت تام و هي تشاهد نفسها تسقط وسط الظلام و كأنها تغرق بداخل بحر من الحبر الأسود.

خارج غرفة العمليات، كان قد مر ما يقارب الساعتين تقريبا، كان الجميع مجتمعون امام باب العمليات ينتظرون بصمت فهم غير قادرين على فعل اي شيء آخر.

ليخرج الطبيب و ملامح التعب و الأسف تظهر على وجهه لتركض والدة الينا، التي حضرت مع زوجها بعد اتصال رونالد، نحو الطبيب و هي تقول ببكاء و هستيرية

" اين ابنتي؟ كيف حالها؟ هي بخير أليس كذلك ؟"

نظر نحوها الطبيب بحزن قبل ان ينزل قبعته و يقول بأسف شديد غير قادر على إبقاء اتصال عينه مع عينيها

" لقد قمنا بكل ما نستطيع و لكن مع الاسف الرصاصة كانت في منتصف صدرها .."

" لا تكمل.. لا تفعل.."

صرخت ليزا و هي تنفي برأسها ليركض فرناندو نحوها يعانق جسد زوجته و هو ينظر نحو الطبيب ثم اومىء له بينما يقول لزوجته

" اهدئي ليزا اهدئي "

" اهدء؟ هل جننت؟ انها ابنتي .. وحيدتي .. انها صغيرتي.. ارجوك افعل شيءا "

اقتربت ليزا من الطبيب و هل لا تزال تبكي و تتوسل اليه بينما تمسكه من قميصه ليقول بأسف شديد

" مع الاسف لقد فقدنا المريضة "

بدأت ليزا تصرخ بجنون و صدمة غير مستوعبة لكل ما يحصل ثم سقطت مغمى عليها ليمسك بها الطبيب و هو ينادي على الممرضة من خلفه ان تحضر المساعدة، بينما فرناندو ركض داخل غرفة العمليات و حرسه قد منع اي احد من الاقتراب نحو الغرفة فقد وقفوا بأسلحتهم كالجدار الفاصل.

ماكس كان يجلس ارضا لا يتحرك، و كأن كل شيء حوله قد توقف، ينظر امامه بصدمة دون البنس بحرف واحد. كل ما يسمعه كان صوت الينا بأذنيه كلمات مختلفة لها و صوت ضحكاتها يتردد كالطنين بداخل رأسه و لكنه غير قادر على الوقوف حتى.

حاول مايكل و رونالد التحدث مع فرناندو فقد خرج من الغرفة و هو يحمل جسد ابنته الساكن بين يديه لينظر اليهم بصمت ثم توجه إلى الخارج بعد ان طلب من يده اليمنى احضار ليزا المغمى عليها خلفه.

بمجرد رؤية هيرا جسد الينا بين يدي والدها اغمي عليها بسبب المنظر ليمسك بها ديمن بسرعة قبل ان تضرب رأسها ارضا و هو يشعر بالخوف الشديد على حالها، فكتور كان يعانق جسد اخته التي تصرخ بصدمة و هو يضع كف يده حول عينها. جوليا كانت بحالة من الصدمة و كأنها عادت ليوم مقتل والدتها الدماء و شحوب وجه الينا ذكرها بيوم مقتل والدتها ليقوم والدها بمعانقة جسد ابنته الذي يرتجف و هو يهمس بأذنها كلمات تهدأها. 

كان الوضع غريبا على الجميع، و كيف لا يكون. فجأة و بدون سابق انذار ماتت الينا. فقدت عائلة لوشيس ابنتهم الوحيدة، بينما فقدت عائلة بروفاسي اكثر من ذلك، بالنسبة لماريا و هيرا فقد فقدا صديقة مقربة، بالنسبة لديمن و روميو فقد فقدا صديقة لهم لان الينا كانت قريبة منهم، بالنسبة لفكتور، مايكل و رونالد فقد فقدوا فردا مهما من العائلة، اما بالنسبة لماكس فقد خسر كل شيء.

بالنسبة لماكس الينا كانت كل شيء، كانت زوجته التي لم يستطع أن يقدرها كما يجب، كانت حبيبته التي لم يستطع ان يعترف لها كما يجب، كانت مشاعره المفقودة، كانت أحجيته الاخيرة، الينا كانت العوض لماكس بعد موت والديه و الان هو شخص وحيد وسط عائلته.

فرناندو لوشيس، رفض اعطاء جثة ابنته لعائلة بروفاسي بالرغم من إصرارهم الشديد على دفنها في ايطاليا إلا انه قد أخبرهم بأن كل شيء بين العائلتين قد انتهى و غادر ايطاليا مع زوجته ليليتها دون السماح لاحد من افراد عائلة بروفاسي برؤيتها لاخر مرة حتى.

بنفس الليلة، توجه افراد عائلة بروفاسي نحو قصرهم مع نقصان فرد من أفرادهم. كان الحزن و الصمت يحتل قلوب الجميع، لانه و بالرغم من العداوة التي كانت تجمع بين العائلتين إلا ان الينا لم تقم يوما بتصرف غير لائق مع احدهم، كانت فتاة لطيفة، مشاغبة، جميلة كان لها معزة عند الجميع حتى الخدم مما جعل موتها يحزنهم.

عاد ماكس إلى القصر بسيارة ديمن و هو يجلس بجانبه صامت و لم يتحدث و لو كلمة واحدة. اوقف ديمن السيارة و نظر نحو ابن عمه ثم إلى والده و عمه في مراة السيارة يشير لهم نحو ماكس ليقول بهدوء

" ماكس عزيزي لقد وصلنا "

نظر ماكس إلى النافذة و كأنه قد استوعب توقف السيارة ليومىء بصمت و هو ينزل السيارة بهدوء ليسقط مباشرة بمجرد خروجه من بابها. اسرع ليو حارس الينا الشخصي الاول و يد ماكس اليمنى لمساعدته و خلفه مايكل و رونالد و لكن ماكس أوقفهم و هو يرفع يده امامهم ثم وقف و توجه بصمت إلى الداخل

اكمل طريقه نحو غرفته و هو لا يزال تحت تاثير الصدمة، ازال سترته و رماها ارضا، فتح حاملة الأسلحة ثم وضعه جانبا و هو يتحرك نحو الحمام كالمنوم مغناطيسيا. فتح الدش و دخل بثيابه يقف تحت المياه الباردة التي تنزل عليه و لكنه لم يرتجف حتى.

صدمة ما حصل كانت اقوى و اكبر من كل شيء حوله، لقد ماتت الينا بين يديه و بسببه و هو لم يستطع فعل اي شيء لحمايتها، ظل واقفا مكانه و فجأة بدأ صوتها يتردد داخل رأسه

انت الوحيد القادر على حمايتي

انت زوجي ماكس

عانقني ماكس

أنا احتاجك ماكسي

شيء بداخلي يخبرني بأنني سوف أتأذى من هذا الوضع و ان النهاية لن تكون جيدة و لكن من اجلك أنا مستعدة لخوض كل شيء

لو كان ثمن قلبك قلبي أنا مستعدة

لا تبكي من بعدي

أنا احبك ماكسي أنا حقا احبك كثيرا

سقط ماكس ارضا و هو يتذكر كل تفصيلة قد عاشها مع الينا، لقد احبته من كل قلبها، لقد فعلت كل ما تستطيع فعله من أجله هو الذي لم يستطع أن يفهمها ، لقد احبها دائما و لكنه اكتشف ذلك متأخر، اكتشف انه يحبها بعد ان فقدها.

وضع يده فوق أذنيه يحاول ايقاف الأصوات التي يسمعها، لماذا يسمع كل هذا؟ لماذا صوت ضحكتها لا يفارق مسمعه؟ لقد رحلت عن هذا العالم لماذا لا ترحل عنه؟

ضغط بيده فوق قلبه الذي كان يؤلمه للغاية و هو يبكي دون توقف، يبكي على فقدانه لشخص الوحيد الذي احبه بكل حالاته بالرغم من انها غير مجبورة على شيء لقد فعلت ذلك من اجله.

جلس و المياه تتدفق فوقه و هو يبكي على زوجته التي فقدها عندما حصل عليها اخيرا، يبكي على والدته التي ماتت امام عينيه، يبكي على والده الذي رحل عنه، يبكي على نفسه الذي اصبح يتيما و وحيدا، بكى كثيرا و دون توقف.

" ماكس... ماكس.. هيا بني قف.."

سمع صوت مايكل و رونالد و لكنه لم يكن قادرا على فعل شيء، لا يستطيع حتى الوقوف، حالته لا تسمح له بذلك.

حضر مايكل و رونالد خلفه يريدون الاطمئنان على حاله ليسمعوا صوت بكاءه داخل الحمام ، أخرجاه بسرعة و ساعداه على تغيير ثيابه و هو مستسلم بين يديهم، وضعوه على السرير لينام و لكن عينيه لم تغلق بتاتا ينظر إلى اللاشيء و هو صامت ليتصل رونالد بروبرت الطبيب الذي اعطاه مهدىء مخبرا اياهم ان جميع المشاعر المفقودة بداخل مامي قد عادت اليه بسبب صدمة موت الينا و هذا ما جعل حاله هكذا

" لقد أعطيته مهدىء الان و لكن وضعه لن يصلح بسبب مهدىء واحد، لقد تعرض لصدمة نفسية جديدة عادت بسببها مشاعره، و بما انه فاقد لمشاعره منذ سنوات الامر صعب بالنسبة له يجب له ان يتخطى ما حصل و لكنه يحتاج الوقت و الدعم "

بعد أن اخذ ماكس المهدىء غادر الجميع غرفته و تركه الجميع لينام، بدأت عيني ماكس تغمض بتثاقل عندما شاهد خيال الينا يقف بعيدا، مد يده نحوها و سقطت دمعة اخرى من عينيه و هو يهمس بصوت خافت و مشبع بالحزن

" لماذا بدوت كالأبد اذا كنت مجرد لحظة عابرة il mio"

بالنسبة لباقي افراد العائلة فوضعهم لم يكن احسن حال، هيرا التي بالاصل كانت لا تزال مريضة منذ يوم المسبح لم تستطع ان تعد لوعيها بعد رؤيتها لجسد الينا بين يدي فرناندو، لم تكن اول مرة ترى بها جثة و لكنها اول مرة ترى جثة شخص تحب للغاية. نفسيتها كانت سيئة للغاية و هي تشعر بانها تفقد كل شخص عزيز عليها فإلينا بالرغم من كل شيء كانت صديقتها المقربة

ديمن كان قلقا للغاية على حالها، فبعد ان اغمي عليها بالمشفى استيقظت و لكنها كانت تبكي كثيرا و لم تسمح له بالوقوف معها، رفضت ركوب سيارته و غادرت مع اخيها تاركة اياه يأخذ ماكس إلى القصر.

تسلل ديمن إلى غرفتها ليلا ليجدها مستلقية فوق سريرها و لكنها لم تكن
نائمة، كانت تبكي على وفاة صديقتها ليستلقي ديمن بجانبها و هو ينظر الى وجهها الباكي بحزن، بكاءها كان يؤذيه بشكل او بآخر و بدون اي مقدمات طوق يديه حولها معانقا اياها تاركا اياها تبكي بحضن و تفرغ كل حزنها، اراد ان يشاركها حزنها، اراد ان يكون معها في ألمها فهي دائما ما كانت معه و بجانبه. مرر يده على شعرها دون ان يتحدث احد منهما فقط هيرا تبكي بحضنه و هو يشد عناقه حولها.

بالنسبة لماريا، فقد كانت بحالة من الصدمة لان و بسبب ما حصل مع الينا تمكنت ماريا من البكاء اخيرا، بكت على نفسها المخدوعة في سبيل الحب، كما بكت على موت صديقتها مما جعل مايكل يقرر إبقاءها بالمشفى فقد انهارت حرفيا و لكن الجميع ظنوا انه بسبب موت الينا فلا احد يعلم شيءا عن ليون.

خبر اطلاق النار على عائلة بروفاسي كان خبرا حصريا، اكتشف ليون من الاخبار خبر موت الينا و هو اكثر من ان ماريا مقربة منها للغاية فبدأ بالاتصال على جميع المشافي يريد معرفة ما الذي حصل إلى ان يخبرونه ان ماريا بروفاسي موجودة باحد المشافي و لم يتأخر أبدا بالذهاب إلى هناك

اوقف ليون سيارته امام مدخل المشفى يشاهد مغادرة سيارات بروفاسي المشفى ما عدا سيارة فكتور فهو لم يشاهد مغادرته مما جعله يفكر بأن فكتور قد ظل مع اخته.

" ما الذي تفعله هنا يا ليون؟ لماذا حضرت من اجلها ؟"

همس ليون لنفسه و هو يتكىء على مقود سيارته ينظر إلى المشفى بصمت و لكن قلبه لم يطاوعه على المغادرة و هو يعلم بأن ماريا موجودة بالداخل. و دون تفكير اكبر دخل المشفى و توجه إلى احدى الغرف متسلل ليرتدي سترة طبية بيضاء مع قناع وجه طبي و هو يتوجه نحو الطابق الذي توجد به ماريا بعد ان سأل احدى الممرضات عنها

كانت ماريا تحت تأثير المهدىء الذي اعطاها الطبيب قبل قليلا مستلقية على السرير و هي بحالة بين الوعي و اللاوعي، دخل ليون غرفتها بالخفاء و عندما شاهدها فوق السرير و حالتها مزرية شعر بقلبه يعتصر بداخله

ابعد القناع عن وجهه و تحرك نحوها بلهفة، جلس على السرير بجانبها و عيناه تنظر اليها بقلق شديد، لقد كانت شاحبة الوجه و اثار الدموع لا تزال تزين وجهها الجميل.

" dolce metà"

بمجرد ان همس ليون حتى فتحت ماريا عيناها بتثاقل، كانت مثل الشخص المخدر بسبب المهدىء الذي اخذته و لم تكن واعية من ما إذا كانت تراه حقا ام انه مجرد تخيل من تخيلاتها

" ليون "

" حياة ليون، قلب ليون "

تحدث ليون بلهفة و هو يمرر يديه فوق وجهها لتسقط دموعها ثم رفعت يدها اليسرى التي تحمل ابرة المحلول و وضعتها على خده ليمسك بها ليون و يقبل داخل كفّها بعمق ثم نظر اليها

" انت لست هنا.. أنا أتخيلك.."

شق الحزن قلب ليون و هو يسمع صوتها المجروح يتحدث معه و لكنه لن يرد ان يحزنها اكثر لذلك وافقها و هو يقول

" نعم أنا مجرد خيال "

" أنا اتألم يا ليون.. اتألم للغاية.. لقد ماتت الينا.. و تركتني يا ليون.. لقد احببتك حقا و لكنك خذلتني "

عض ليون شفته السفلية يمنع نفسه من التحدث او اظهار اي شيء قد يوقفها عن التحدث، يريد سماع ما سوف تقوله، يريدها أن تعاتبه و لو كان تحت تأثير المهدىء

" و لكن لا تقلق سوف انساك و لو كلفني ذلك حياتي سوف افعل"

ارتعش قلب ليون بسبب كلامها، حسنا هو فعل كل شيء لينتقم لموت اخته و لكنه لم يحسب حساب ماريا او لنقل حبه لماريا، لقد كان الامر ان يكسر قلبها ليحرق قلب اخيها عليها و لكن لماذا قلبه يحترق إذا

" سوف امحيك من حياتي و لو علمت بأنني ساظل تعيسة لما تبقى من حياتي.. المهم ان تصبح شيءا من الماضي .. قد أتذكرك بين حين و اخر.. قد احن لك و لكن هذا لن يدفعني يوما لاعود لك.. أبدا "

سقطت يد ماريا لتغرق بالنوم اخيرا فقد اخذ المهدىء مفعوله اخيرا و استطاعت ان تنام و لكنها قد زرعت الخوف بقلب ليون بسبب ما قالته، لماذا فكرت نسيانها له تؤذيه؟

" معرفة انني لا استطيع الحصول عليك مؤلمة لكن الوقوع في حبك كان يستحق كل الم "

قبل ليون يدها و وضعها فوق بطنها ثم قبل رأسها، اراد أن يقبل شفتها مرة اخيرا و لكنه لم يستطع، لا يحق له ان يفعل ذلك بعد الان هو من وضع هذه الحدود بسبب فعلته و الان لا يسمح له بتخطيها.

عندما ليون كان يغادر غرفة ماريا سمع احد الممرضتين يتحدثن عن وجود زوجة فكتور بروفاسي باحدى الغرف و بأن حالتها سيئة فقد تعرضت لصدمة على ما يبدو

توجه ليون نحو الغرفة التي تحدث عنها الممرضتين و هو يشعر بالخوف الشديد على اخته، لقد كان يظن بأنها لم تكن موجودة لان الاخبار لم يذكروها لذلك ظن بأن اخته الصغيرة كانت بقصر عاىلة بروفاسي امنة

فتح باب الغرفة ليجد ليليا تتكىء على السرير و هي تبكي بمجرد رؤيتها لأخيها ركضت نحوه بسرعة غير مهتمة لإبرة المحلول التي كسرت بيدها و لا لنزيف الذي حصل بسبب ذلك كل ما كان يهمها هو رؤيتها لأخيها بعد مدة طويلة

" ليون.. اخي.."

عانقت ليليا اخوها و هي تبكي ليبادلها ليون العناق و هو يشد بيديه حولها يحاول تهدأتها

" ليلي.. حبيبتي هل اصبت؟ هل انت بخير ؟"

نفت ليليا برأسها و هل لا تزال تعانقه ليبعدها ليون عنه قليلا ينظر اليها نظرة سريعة يحاول التاكد من سلامتها ثم ساعدها على الجلوس فوق السرير و هو بجانبها

" هل اصبت؟"

" لا أنا بخير"

" لماذا انت هنا إذا؟"

" لقد اغمي علي بسبب ما حصل "

بدأت ليليا بالبكاء و هي تخبره بتفاصيل الحادث ليحزن ليون على حال اخته و هو يعانقها و يحاول تهدئتها، و كل دمعة و كل كلمة كانت تخرج من بين شفتي ليليا كانت تجعل قلب ليون يقسى من جديد و هو يفكر بأن ما قام به لم يكن خطأ أبدا بل قرر اكمال خطته إلى النهاية، فهو بالاول قد تراجع لكونه و بدون اذن منه احب ماريا و لكن رؤيته لحالة اخته جعلته يعود إلى فكرة الانتقام من كل عائلة بروفاسي.

" لا تقلقي ليلي.. قريبا سوف أنقذكم من هذه العائلة ثقي بي "

اومات ليليا و هي تمسح دموعها و سرعان ما تذكرت ان فكتور قد يعود بأي لحظة و هي لا تريد له ان يرى ليون و يتشاجرا من جديد

" ارحل الان ليون قد يعود فكتور بأي لحظة "

" سوف ارحل الان و لكننا سوف نلتقي قريبا "

عانق ليون اخته مرة اخيرة و غادر المشفى دون ان يلتقي هو و فكتور. بالجهة الاخرى دخل فكتور عند ماريا ليجدها نائمة و قد اخبره الطبيب انها سوف تستيقظ بعد ساعتين تقريبا ليعود الى غرفة ليليا.

كانت ليليا تجلس فوق السرير بعد مغادرة ليون و هي تشعر بتحسن بعد رايت اخيها مرة أخرى.

" ليلي ما الذي تفعلينه ؟"

نظر فكتور إلى طريقة جلوسها فوق السرير بتعجب و لكن سرعان ما لمح الدماء فوق يدها ليركض نحوها ممسكا بيدها بقلق و هو يقول

" ما الذي حصل Caro؟ كيف جرحت يدك هكذا؟"

سحب ليليا يدها من بين يدي فكتور و هي تقول بهدوء غير شاعرت باي الم

" كنت اريد الذهاب إلى الحمام و لكن الابرة لم ترد الخروج فسحبتها و حصل ما حصل "

ضغط فكتور على جرس الطوارىء بجانبه لاستدعاء احد الممرضين و هو يقول بقلق

" كنت تستطيعين مناداتي او مناداة اي شخص من الخارج الجرس بجانبك"

" فقط توقف ، لا تتصرف و كأنك قلق على حالي "

" و لكنني قلق Caro أنا حقا اهتم لحالك "

نظرت ليليا إلى داخل عيون فكتور غير قادرة على معرفة ما إذا كان يتحدث حقا ام يكذب، لا تعلم لماذا يهتم لها و لا تعلم لماذا تصدقه و لكن هذا ما يحصل

طرق على باب الغرفة قاطع اتصال أعينهم لتدخل ممرضة الغرفة، بعد ان اخبرها فكتور ما حصل قامت بعلاج يد ليليا و وضع المحلول باليد الأخرى بانتظار انتهاءه لكي تغادر بعد ذلك

جلس فكتور على الكرسي بجانب سرير ليليا التي استلقت على جانبها معطية ظهرها له و هي تغمض عينها لا تريد أن تراه فهو يجعلها تشعر بأشياء لا يجب ان تشعر بها، هو بالاول و بالاخير قاتل اختها و لا يجب لها أن تنسى ذلك أبدا.

بعد يومين، كان يوم جنازة الينا بروفاسي، قام ماكس بوضع قبر فارغ و وضع اسم زوجته عليه فقد رفض فرناندو تسليم جثمانها و لكن ماكس كان يحتاج إلى مكان ما من اجل وداعها الاخير. وضع قبرها بجانب والده و والدته و حضر جميع عائلة بروفاسي و قد كان الكل حزين و يبكي على فقدانها.

جلس ماكس بجانب القبر بعد رحيل الجميع و بدأ يتحدث و كانه يحدث الينا، أخبرها عن يوم مقتل والدته و أخبرها عن الكوابيس التي ظل يراها كل ليلة منذ موت والدته و كيف انه لسنوات ظل يشاهد مقتل والدته بمنامه و هو عاجز عن انقاذها بعدها اخبرها ان بعد فترة من زواجهم تحولت الكوابيس إلى ان الينا من تموت و هو عاجز عن انقاذها و هذا ما حصل بالحقيقة، لقد تحقق الكابوس فقد ماتت الينا بين ذراعيه و لم يستطع فعل اي شيء، اعتذر منها و اعترف لها بانه قد احبها و لكنه اكتشف ذلك بعد ان فقدها أخبرها بانه اسف للغاية على كل شيء

" احبك نيابة عن كل عناق فاتنا، و عن كل مسافة منعت يداي من ملامسة وجهك"

بعد ثلاث اشهر، كان ماكس يعيش كالميت، كان بارد المشاعر بالرغم من انه اصبح يشعر الان و لكن بالنسبة له ما فائدة هذه المشاعر بعد ان فقد كل من يحبهم، و بالرغم من شعوره عاد اسوء من السابق يتوجه نحو قبر الينا صباحا يبعد الاوراق و يسقيه يتحدث معها قليلا و قد اصبح الامر روتينا بالنسبة له الان.

فلاش باك

بعد موت الينا دخل ماكس نوعا من الصدمة و لم يتحرك بل لم ينطق بحرف، اخذوه الى القصر و ظل على حاله غير مصدق ما حصل لما يقارب الاسبوع، لم يستطع النوم او الاكل او حتى التحرك من مكانه كان ينظر امامه بصدمة، عندما كان غارقا في تفكيره تقدم عمه نحوه و وضع يدا فوق كتفه و هو يهمس له

" ماكس بني لا تفعل هذا بنفسك"

ظل ماكس محتفظا بصمته ليسمع صوت عمه يضيف

" ماكس صدقني هي بمكان أجمل الان"

نظر له و همس بصوت مبحوح بسبب صمته الطويل

" اريدها... احتاجها..."

"يا الهي "

وضع ماكس يده على قلبه و هو يضيف غير مستوعب

"انا أتألم هنا.. اتالم للغاية "

" هل انت تشعر يا بني؟"

سقطت دمعة يتيمة من عينيه و هو يضغط على صدره بقوة قائلا

"انه شعور سيء للغاية لا اريده.. اريد الينا فقط.. فقط الينا"

"بني استفق زوجتك قد ماتت"

"و لكن .. و لكن هي وعدتني"

"بماذا؟"

"بانها لن تتخلى عني ايضا بانها لن تتركني مثل ما فعل الباقي"

"ماكس.."

"لقد نكثت بوعدها "

"الحب لا يعني البقاء معا و لكن البقاء على العهد رغم الغياب"

انتهاء فلاش باك

تنهد ماكس متذكرا ما حصل من قبل و هو يمسح على القبر و يعدل الورد فوقه و يهمس

"لقد اشتقت اليك il mio، اشتقت لحبك لوجودك لكل صغيرة و كبيرة بك"

صمت و نظر دقيقة للقبر قبل ان يقف و يقول بصوت منهزم

"لم أتمكن من اخبارك من قبل و لكنك كنت حب ماكسيمس يا الينا، كنت القلب الذي احتاجه و الشعور الذي بداخله"

شعر بطيفها خلفه و هي تبتسم قائلة

"اعلم ماكس صدقني انا اعلم"

استدار ينظر لها بابتسامة حزينة و هو يضيف

"اشتقت لك il mio"

كان مايكل و رونالد اعمام ماكس ينظرون الى ابن اخيهم من بعيد بحزن لينطق رونالد بجدية

" الينا من ماتت و لكن الرصاصة يومها قد اخترقت قلب ماكس هو غير قادر على الموت كما انه غير قادر على الحياة"

" ليست جميع قصص الحب ذات نهاية سعيدة، فقصص الحب الحزينة تبقى بالذاكرة مترسخة اكثر من السعيدة و هذا ما حصل مع ماكس، قصة حبه انتهت في بدايتها و هذا ما يجعلها شيء لن يمحى من ذاكرته ابدا"

عند جوليا، بعد موت إلينا ابتعدت عن روميو فقد كانت تشعر بأنه لو ان روميو لم يقاطع خطوبتها مع دان يومها لما حصل ما حصل، عندما كانت بأحد الأسواق تتجول شاهدت دان خطيبها السابق يجلس مع أصدقاءه بأحد المقاهي لتتوجه اليه بغضب شديد بعد ان تخلى عنها

وقفت امامه و حملت كأس الماء الذي كان موجودا فوق الطاولة مفرغة اياه عليه مما جعل دان يقف بصدمة و هو ينظر إلى وجه جوليا الغاضب بعدم تصديق

" جوليا"

" اوه تتذكر اسمي إذا "

" ما الذي تفعلينه هنا؟"

" بل انت ما الذي تفعله هنا ؟ لم تكلف نفسك و تحضر حفلة الخطوبة ايها الوغد"

" و هل فعلت ذلك برضاي؟ لقد كنت بالمشفى بسبب حبيبك يومها"

" ماذا؟ حبيبي؟ ما الذي تقوله؟"

نظرت جوليا نحو دان بعدم فهم ليتنهد الاخر بعمق قبل ان يطلب الإذن من اصدقاءه ثم سحبها إلى طاولة اخرى جلس الاثنان فوقها ليروي لها دان ما حصل يومها

" قبل يوم الحفل حضر روميو و ديمن الى الملهى حيث كنت احتفل مع اصدقائي و بدون سابق انذار تهجم روميو علي لقد ابرجني ضربا لانني اقتربت منك و طلبت يدك لزواج بعد ان كان الامر ممنوعا على الجميع "

" ما الذي تقصده بممنوع على الجميع ؟"

" جوليا أحقا لا تعلمين؟"

" اعلم ماذا؟"

" منذ أن كنا أطفال روميو قد أطلق قاعدة بين الجميع ان لا احد يقترب من جوليا ميغيل لماذا تظنين لا احد قد اعترف لك بالإعجاب بالرغم من ان الجميع كان معجبا بك "

" و لكن لماذا؟"

ضحك دان بسخرية على سؤالها و تركها تفكر بالاجابة بينها و بين نفسها و هو يكمل

" بعد ان أهلكني ضرب أطلق رصاصة على قدمي لا اعلم حقا لماذا لم يقتلني و لكن أظنني اشكره على ذلك، لقد ظللت اتابع مع الطبيب لفترة و قبل اسبوع تقريبا ازلت الجبيرة من يدي"

" أنا لا اعرف ماذا اقول حقا"

" انت لم تفعلي شيءا جوليا، أنا من لم يكن يجب ان اضغط على اعصاب روميو للغاية "

امسك دان بيدها ليلاحظ الخاتم الذي يزينه، ابتسم بحزن فهو كان معجبا بها حقا

" بالمناسبة خاتم جميل "

نظرت جوليا نحو الخاتم بحزن و هي ترفع كتفيها بعدم اهتمام ليضيف دان

" نصيحة من صديق لك جوليا، افعلي ما يمليه قلبك عليك و لكن لا تدعسي أبدا على كرامتك في سبيل تحقيق اي شيء "

اومات جوليا لدان ثم عانقته مودعة اياه و هي تتوعد لروميو بأنها سوف تحاسبه على ماحصل، ركبت مع حارسها و سألته عن مكان روميو ليأخذها إلى حلبة سباق السيارات

توجهت جوليا إلى الداخل لتجد روميو لا يزال يرتدي ملابس السباق و هو يحمل قنينة من الشامبانيا و يوزعها على الجميع كإعلان عن فوزه لتتنهد بعمق و هي تشاهد تقرب الفتيات منه و هو غير ممانع لذلك

" نخب فوز روميو بروفاسي كالعادة "

صرخ روميو و هو يشرب من القنينة مباشرة ليصفق له الجميع تشجيعا. للحظة عادت ذاكرة جوليا إلى الماضي، لقد اعتاد على فعل هذا دائما و بعد الاحتفال سوف يذهب مع احدى الفتيات إلى احد الفنادق لمضاجعتها، هو لم يتغير و لن يتغير، خطوبتهم غير قادرة على تغييره كما لم يستطع حبها أن يغير هي فقط تتوهم.

استدارت على وشك المغادرة عندما لمح روميو وجودها، وضع كل شيء جانبا و ركض خلفها، بمجرد أن وقف امامها حتى حملها يدور بها

" لقد ربحت السباق cuore"

" أنزلني روميو "

تحدثت جوليا و هي تشير إليه لكي ينزلها ليفعل كما طلبت منه و هو لا يزال يبتسم باتساع

" إذا الن تعطيني قبلة الفوز"

تجاهلته جوليا و هي لا تزال تمشي ليمشي روميو بجانبها و هو يسمعها تقول

" لا يبدو بأنك تحتاج قبلتي لديك العديد من النساء مستعدين لإعطاءك اكثر من قبلة فقط ينتظرون اشارة منك "

عقد روميو حاجبيه بعدم فهم و هو يشاهدها تقف امام سيارتها تفتح الباب ليمسك بالباب بالجهة الاخرى و هو يسألها

" ما الأمر cuore؟ ما بك؟"

" لا شيء اترك الباب لو سمحت"

" لو سمحت؟ من اين اتت هاته الرسمية الان نحن مخطوبين"

اشار روميو إلى الخاتم الذي باصبعها لتقول جوليا بضحك

" لم اكن اظن بانك تتذكر ذلك"

" ماذا تقصدين جولي ؟"

" اقصد بان حالك مع كل الفتيات من حولك لا يدل على تذكرك لي و لا للخطوبة التي بيننا "

ضحك روميو بقوة على كلامها و هو يقول بغرور

" بالطبع اذكر فأنا من حصل عليك بالاخير لا الغبي دان"

سحبت جوليا باب السيارة منه بغضب و هي تقول بعصبية واضحة

" إذا هذا كل ما يهمك اليس كذلك، لا تريد لشخص ان يتفوق عليك"

غضب جوليا و عصبيتها شيء غير مفهوم بالنسبة لروميو فهو و برأيه لم يقم بأي تصرف قد يزعجها

" ماذا تقصدين؟ "

" اقصد بانني اعلم ما الذي قمت به مع دان"

" أنا لم انكر أبدا ما فعلته لذلك الغبي، هو من تجاهل تحذيري و اقترب منك و اخذ عقابه "

" انت نرجسي لعين هذا هو كل ما في الأمر، فكرة انني قد تخليت عنك و قررت المضي بحياتي لم تتقبلها "

اختفت ابتسامة روميو و تحولت ملامحه إلى ظلام تام و هو يهمس لها بصوت بارد مخيف

" انت لا تستطيعين فعل ذلك أبدا "

" انت لا تعرفني روميو"

" أنا لا أعرفك فقط، بل أنا احفضك "

ضحكت جوليا على كلامه المغرور و هي تشير له باصبعها فوق صدره بينما تقول بجدية مطلقة

" لا عزيزي، انت تعرف جوليا التي أنا أظهرها لك ، لا تعرف جوليا الأخرى "

" ماذا تقصدين ؟ بل ماذا تريدين ؟أنا احاول القيام بكل شيء من اجلك حتى انني قمت بالخطوبة بالرغم من انك تعلمين جيدا انني ضد فكرة الزواج"

"انت تخاف من الزواج بسبب والديك و لكنك دائما ما تنسى لا انت والدك و لا أنا والدتك "

نفى روميو راسه و هو يضعه كفيه فوق خدي جوليا و ينظر الى عيونها بينما يقول بقلق

" أنا سأكسر قلبك و هذا الشيء لا أريده أبدا جولي "

ابتعدت جوليا خطوة للخلف مسقطة يدي روميو عن وجهها و هي تنظر إلى عيونه و تجيبه

" لقد فعلت و انتهى يا روميو القلب لا يكسر مرتين لقد احببتك بكل قلبي و انت لتسلم قد حطمت كل قلبي"

" ما الذي تتحدثين عنه ما الذي تريدنه اكثر"

" لا شيء ، لا اريد اي شيء منك "

ركبت جوليا سيارتها و غادرت تبكي دون مرافقة حارسها لها، ارادت ان تكون لوحدها، تحتاج ان تكون لوحدها لتجد نفسها تقف امام قبر والدتها
تذهب إلى قبر والدتها تبكي و تتحسر لا تستطيع الشعور بالسعادة بالرغم

جلست جوليا بجانب قبر والدتها و هي تمسح على اسمها بشوق كبير، لقد فقدت امها بعمر صغير و لم تستطع ان تعوض فقدانها بأي شيء، لا شيء قادر على اخذ مكان الأم أبدا. وجود روميو معها ساعدها على التخطي و المضي قدما بالحياة و لكن وجوده الان يؤلمها كثيرا

" امي.. ابنتك جولييت حضرت من جديد لرؤيتك "

تنفست جوليا بعمق و أمتلأت عيونها بالدموع و هي تقول

" لقد حصلت على كل ما أريده منذ ان كنت طفلة و لكنني لست سعيدة بذلك، أنا لست بخير يا امي "

سقطت الدموع على خدودها و هي تشعر بأنها وحيدة و بحاجة لوجود والدتها، تريد لشخص ان يحميها و ينصحها و هذا الشخص هو والدتها فقط

" أنا احببته للغاية يا امي و لكنه يكسر قلبي، كل يوم اكثر من اليوم الذي قبله يا امي، كل ما يقوله مجرد اكاذيب و كل كلمة اسخف من الكلمة السابقة."

اعادت جوليا شعرها للخلف و هي تبعد الاوراق عن قبر والدتها بينما تنظر حولها، كانت تجلس لوحدها بالمقبرة تحاول الحصول على بعض الطمأنينة

" اشعر ان هناك جراح بداخلي تأن و تصيح، فجانب مني يقف امام طفولتي البريئة، و جانب اخر يقف امام طريق مسدود يا امي. "

وضعت جوليا يديها فوق وجهها وبكت لفترة من الوقت ثم تنفست بعمق و هي تمسح وجهها بصمت و تكمل كلامها

" لا اريد الاستسلام، احاول أن أقاوم بواسطة نفسي، فجانب مني لا يزال يحارب بينما جانب مني مهزوم منذ زمن يا امي. "

استلقت جوليا على القبر و عانقته و كأنها تعانق والدتها غير مهتمة لتراب و لا لاي شيء آخر و هي تنظر إلى السماء و تقول بحزن شديد

" لا يوجد احد يفهمني يا أمي، هناك أعباء كثيرة على أكتافي، فقط اريد ان اضع راسي بحضنك قليلا لعل كل شيء يتوقف. همومي اكثر من الجبال، و ليس لدي القوة لأسال عن حالي حتى، لو كنت معي لداعبت شعري و خففت عني قليلا يا امي. "

مسحت جوليا على القبر و هي تبكي لتقول باستسلام

" لقد تعبت يا امي تعبت حقا، و كأن قدر اسمي يلاحقني فبالاخير رواية روميو و جولييت انتهت بمأساة و مات كلاهما بالنهاية"

ظلت جوليا بالمقبرة دون ان تجيب على اي احد بالرغم من اتصال الجميع بها، ارادت الهروب من كل شيء و لو ليوم واحد فقط.

عند ماكس، كان قد توجه إلى الشركة فهو يحاول دائما اشغال نفسه بالعمل لكي لا يفكر بكل ما حصل لعل ذلك يوقف الالام التي يشعر بها. كان ماكس مشغولا بأخذ الأوراق امامه عندما فتح باب مكتبه و دخل ايثان روجر المكتب

رفع ماكس رأسه و نظر نحو ايثان بتعجب لان صديقه بلاك لن يسمح لابنه الصغير ان يذهب لمكان ما لوحده، انتظر دخول بلاك خلفه و لكنه لم يظهر مما جعل ماكس يقف من مكانه متوجها نحو ايثان و هو يسأله بعدم فهم

" ايثان ما الذي تفعله هنا؟"

" اتيت لرويتك"

اقترب ايثان من ماكس و وقف مقابله مباشرة يسلم عليه و هو يبتسم

" اتيت لرؤيتي؟ و لكن كيف اتيت الى هنا؟"

نظر ايثان إلى ماكس و كأنه شخص غبي ليجيبه الطفل بملل

" على قدمي "

قلب ماكس عينيه بسبب طفل بلاك الصغير و الذي كان لديه لسان طويل للغاية و دائما ما كان بلاك يقول ان ايثان يملك لسان والدته ايما الحاد

" اقصد كيف اتيت الى الشركة من الأصل"

" بالسيارة طبعا "

" يا الهي تعال إلى هناك بلاك المصغر حرفيا كلاي لم يكذب عندما وصفك بذلك"

اشار ماكس الى ايثان التي تقدم نحوه و هو يحرك راسه بملل و هو يقول

" عمي ماكس يبدو و كانك اصبت بالخرف بوقت مبكر "

" ماذا تقول ايها الطفل؟"

" تسال اسئلة غبية للغاية "

جلس ماكس على الأريكة و ايثان فوق قديمه قبل ان يسأله

" حسنا ايها الذكي اخبرني مع من اتيت ؟"

" معي بالطبع "

تحدث بلاك و هو يدخل المكتب بينما يمسك بيده جونيور الذي يخطو خطوات صغيرة ليقول ماكس باستغراب

" وجدته يدخل مكتبي و ايضا يتذاكى "

" بهذا الخصوص هو يشبه والدته لسانها طويل"

ضحك جونيور و هو يضع كفه فوق فمه ليبتسم بلاك بحب و هو يحمله بحضنه و يقول لماكس بفخر

" و لكن هذا يكون طفلي اللطيف انظر لجماله "

ابتسم ماكس و هو ينظر إلى الطفلين يتذكر ما الذي قام به مع زوجته و كيف طلب منها ان لا تنجب منه اطفال و الان ها هو يتحسر على ذلك ليهمس بصدق

" انه جميل "

" إذا كيف حالك ؟ لقد مرت ثلاثة اشهر "

" كما ترى "

نظر بلاك إلى ماكس من فوق إلى تحت قبل ان يجلس بجانبه و هو يجيبه ببروده المعتادة

" ارى شخصا بحالة يرثى لها "

" احسنت "

اومىء  ماكس و هو يسأله بينما يشير نحو ايثان و جونيور

" و انت كيف حالك؟"

" بخير، كما تعلم ايما سوف تنجب بأي وقت و لا اريد لها ان تنشغل بالأطفال ايضا لذلك أحضرتهم معي"

" تأخذهم إلى الشركة"

" بالطبع"

نظر ايثان لماكس و هو يجلس على كرسي ماكس و يدور به قبل ان يجيبه

" ابي خصص لي مكتبا داخل مكتبه"

نظر ماكس نحو بلاك الذي كان يومىء موافقا كلام طفله ليجيب ماكس باستهزاء

" بالطبع سوف يفعل "

" هو ابني المدلل لا استطيع أن اكسر بخاطره"

ابتسم ماكس بتفهم و هو يسمع ايثان يقول من جديد بفرح شديد للغاية

" هل تعلم يا عمي ماكس سوف يكون لدي اخت صغيرة "

" حقا؟"

اومىء جونيور كذلك و كان يبدو ان كلا الصبين سعيدين بهذا الخبر ليسألهم ماكس

" هل انتما سعيدان بذلك؟"

" بالطبع فهي سوف تكون أميرتنا المدللة"

نظر بلاك بفخر نحو ابنه ليضيف مخبرا ماكس

" دائما ما اردت الحصول على ابنة و الحلم سوف يتحقق اخيرا"

ثم نظر إلى جونيور الذي يجلس بحضنه ليقبل بلاك راسه بعمق و هو يقول

" عند ولادة جونيور كنا نظن بانه فتاة لان الطبيبة اخطات عند الفحص، و لكن لو تخطىء هذه المرة اقتلها اريد ان يكون لدي ابنة ايضا لان سيب و مارك و كلاي يضايقونني ببناتهم و أنا اريد الحصول على واحدة ايضا"

" هل تعلم يا عمي ماكس ان كلاي يريد تزويج انجل لي "

ابتسم ماكس و هو يتخيل كلاي، لان صديقه شخص تستطيع توقع اي شيء منه

" اذا هل انت موافق يا ايثان؟"

" لا "

" لماذا؟"

" لانها لا تملك عيونا كعيون الخالة الينا"

انمحت ابتسامة ماكس و هو يسمع اسم الينا من فم ايثان لينظر بلاك نحو ابنه الذي رفع كتفيه بعدم فهم و هو لا يزال يدور على الكرسي ليلعن بلاك بداخله فهو و قبل دخولهم شركة ماكس حذر ابنه طويل اللسان اكثر من مرة ان لا يذكر سيرة الينا أبدا و لكن يبدو ان لايثان رأي آخر و لا احد قادر على منعه من فعل شيء يريده

بدأ بلاك يتحدث مع ماكس بخصوص شحنة الأسلحة الأخيرة و بعض الاعمال الاخرى محاولا تشتيت انتباهه عن حديث الينا لبعض من الوقت فهو اكثر شخص يستطيع الشعور بحالة ماكس فعندما كان يظن ان زوجته قد ماتت كان يعيش كالميت و ها هو صديقه يعاني من نفس الشيء الان.

عاد ماكس إلى القبر مساءا، كما اعتاد ان يفعل طيلة الثلاثة الأشهر السابقة يبدأ يومه معها و ينهيه معها. ثلاث أشهر مرت على ماكس دون ان يشعر بها حتى، حياته اصبحت تدور في مكان واحد و هو القبر الذي يتوجه اليه عندما يستيقظ و عندما يريد الذهاب الى النوم.

لا يستطيع تقبل فكرة موتها الى الان و لكنها قد رحلت حقا، الينا ليست موجودة معه. يلوم نفسه على موتها و يلوم نفسه لكونه لم يستطع ان يودعها.

كان في صدمة منذ ان علم بأنها قد رحلت، قد تكون مشاعره قد عادت من جديد و لكن يا ليتها لم تعد، هل كان يجب ان يفقدها ليستطيع الشعور؟ فقد مشاعره مع موت والدته، و فقد سنده مع موت والده، و ها هو يفقد نفسه مع موت زوجته.

هو قد احبها بدون قلبه، احبها قبل ان يكتشف بأنه يشعر، احب كونها النور في ظلامه، احب كونها الرنين في صمته، احب كونها مشاعره و لكنه لم يستطع الاعتراف يوما، لم يكن قادرا على اخبارها بكل هذا، و ها هو كعادته يجلس بجانب قبرها يتحسر على ما فقده و ما لا يستطيع ان يكسبه من جديد

" ماكسي "

سمع ماكس صوتها الرقيق ليرفع رأسه من فوق التراب و ينظر الى طيفها بإبتسامة حزينه، كل ما تبقى له منها مجرد طيف يحادثه، هل وصل الى مرحلة الجنون حقا؟

" أتيت من جديد "

همس ماكس لطيف الينا و هو يميل برأسه مبتسما فحتى طيفها يجلب السكون لقلبه

" انت تعلم بأن بقاءك هنا لن ينفع بشيء "

" لقد وعدتني يا الينا "

صمت قليلا و هو يتنفس بقوة قبل ان يضيف

" لقد وعدتني بأنك لن تتركيني، لقد قلت بأنك ستبقين بجانبي، لماذا رحلت؟ "

" انا عند وعدي ماكس، انا معك و بجانبك، انا بقلبك ماكس "

نفى ماكس برأسه و اغمض عينيه بقوة مانعا سقوط دموعه فحالته لا يرثى لها حقا. شعر بيد توضع على كتفه ليفتح عينه بسرعة و لكن طيف الينا كان قد اختفى و كان بلاك يقف امامه فقد لحق به.

" الى متى ستظل هكذا؟"

" الى ان ألقاها من جديد"

" لقد اخبرتني الينا من قبل انها تشعر بأن نهايتكم ليست كباقي النهايات، لقد اخبرتني بأن شيءا بداخلها يخبرها بأن الاسوء سوف يحصل و لكنها كانت سعيدة و متفائلة لكونك سوف تحصل على مشاعرك و لو كان الثمن حياتها "

وقف ماكس من مكانه و هو يشعر بغضب مطلق ليصرخ بجنون

" هذه المشاعر اللعينة لا اريدها، لماذا فعلت ذلك؟ لو كانت الرصاصة قد اصابت قلبي انا لما كنت احترق هكذا، ان الامر مؤلم للغاية، لا أستطيع النوم لانني أراها في احلامها و لا استطيع التنفس لان النفس من بعدها حرم علي، لقد خذلت الشخص الوحيد الذي احبني بدون شروط او مقابل... لقد ضحت بنفسها من أجلي "

عانق بلاك صديقه بقوة و هو يضغط عليه محاولا ان يسيطر عليه و لكنه يعلم جيدا ان الامر ليس سهلا و لن يكون كذلك بالنسبة لاحد، فقدان الشخص الذي نحبه هو اقسى عقاب يمكن للحبيب ان يعيشه فالموت بالنسبة له اهون من العيش في عالم لا وجود فيه للمحبوب

" يجب ان تعود لنفسك يا ماكس، انت جزء من عائلة بروفاسي، و انت خليفة والدك هل سوف تترك كل شيء الان؟ هل سوف تتخلى عن كل شيء؟ لا تنسى انه و الى الان لم تنتقم لموت زوجتك، الشخص الذي امر بقتلك لا يزال حرا طليقا، لولا الينا لكنت الان انت من يرقد داخل هذا القبر "

احمرت عيون ماكس و ارتسمت ابتسامة جامدة فوق شفتيه و هو يبتعد عن بلاك الذي كان يشاهده بعدم فهم ليحرك ماكس رأسه يمينا و شمالا و هو يقول بصوت بارد و مخيف

" الشخص الذي تسبب بموت زوجتي هو نفس الشخص الذي قتل والدي، و لكوني اكتشفت ذلك كان من المفترض ان اموت انا و لكن الينا ذهبت ضحية هذا الامر"

صمت لبرهة مما جعل بلاك يساله بجدية

" ما الذي تفكر به يا ماكس؟"

" سوف اكتشف من الشخص الذي يختبىء في الخفاء و يحرك الجميع دون اذن مني و بعدها.."

" و بعدها؟"

" و بعدها سوف اقوم بفصل رأسه عن جسده بعد ان ازيل قلبه من مكانه بيدي هاتين "

تحرك ماكس متوجها الى سيارته بينما كان بلاك يشاهده من بعيد قبل ان يسمع تصفيق كلاي من خلفه الذي كان يكرر بعدم تصديق

" طلبت منك ان تعيده لوعيه و لكنك جعلته يعود لكونه الوغد عديم المشاعر مرة اخرى يا بلاك، لكي يسترجع مشاعره ضحت الينا بنفسها و الآن ها انت قد اعدته الى نقطة الصفر من جديد"

تجاهل بلاك كلام كلاي و هو يرحل ليركض الاخر وراءه و هو لا يزال يتحدث عن الذي حصل قبل قليل.

في اسبانيا، كان فرناندو لوشيس والد الينا في قصر وسط الغابة يعقد اجتماعا مع بعض اعضاء المافيا. كان الجميع يجلسون حول طاولة دائرية و هم يتناقشون حول ما حصل في ايطاليا و الهجوم الذي تعرضت اليه عائلة بروفاسي و كيف اثر عليهم ذلك

" هل تظن يا فرناندو اننا سوف نستطيع التحكم في ماكسيمس الان؟"

نطق شخص اخر و هو يقول بصوت يجمع بين التوتر و عدم اليقين

" ماكسيمس دائما ما كان شخصا لا يرحم فقد تمكن من قتل جده الذي كان اسوء الاشخاص في كل عالم المافيا و قد فعل ذلك في السادسة عشر من عمره، شخص لا يشعر مثله يشكل خطرا كبيرا على الجميع "

ضحك فرناندو و هو يتكىء على كرسيه بكل اريحية بينما يجيب بحقد واضح

" انا لدي الشيء الوحيد الذي يتحكم بماكسيمس "

" ما الهراء الذي تتحدث عنه، حتى ابنتك و التي كانت زوجته قد توفيت نحن غير قادرين على القيام بأي شيء الان "

" انا لدي قلب ماكس يا سادة، و هو سوف يتوسل الي عن قريب "

وقف احد الاعضاء و هو يقول بملل قبل ان يغادر

" نحن جميعا نعلم ان ماكسيمس بروفاسي لا قلب له لذلك انا سوف انسحب من هذا الامر "

غادر الجميع ليظل فرناندو لوحده، كان في قصره السري وسط حديقة في اسبانيا الذي لا احد يعلم عنه شيء ليقف و هو يشاهد الاشجار في الخارج و هو يقول بتوعد

" كما تخلصت من والدك سوف اتخلص منك ايضا يا ماكسيمس "

تحرك يغادر قاعة الاجتماع و هو يصعد الدرج الى الطابق العلوي ليفتح باب احد الغرف التي كانت غرفة مجهزة طبيا و يتوسطها سرير يحمل جسد الينا النائمة بين الآلات و فقط صوت دقات قلبها ما يستمع بالغرفة ليمسح على شعرها و هو يقول بهدوء

" حبك لماكس لم يكن شيءا غبيا يا أميرتي، لان مشاعرك هاته هي من حركت الجليد بداخل ماكسيمس، انت اصبحت نقطة ضعف لماكس دون ان يعلم بذلك حتى مما يجعلك نقطة قوة لوالدك "

قبل رأسها و غادر الغرفة مغلقا الباب على ابنته التي كانت و لمدة ثلاثة اشهر في غيبوبة، كل ما تفعله هو النوم وسط الاجهزة الطبية بدون ان يحصل اي تغيير في حالتها.

و لكن الشيء الذي لم ينتبه اليه والدها هذه المرة و هو انه بمجرد ان اغلق الباب فتحت الينا عيناها بثقل و نظرت الى السقف بشرود.

فما الذي سوف يحصل مع ماكس الذي قد قرر الانتقام لزوجته و أبيه بعد ان علم ان شخصا اخر قد هيىء مقتل والده؟

ما الذي سوف يفعل فرناندو و ما السر وراء كل هذه الكراهية ؟

ما الذي سوف يحصل لالينا التي قد استفاقت من غيبوبة دامت ثلاث اشهر طويلة؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro