14
* يا ليتنا لم نحب *
الجميع يتحدث عن الحب و عن حلاوة البدايات و لكن لماذا لا يخبرنا احد عن ألم الحب؟ لماذا يتحدث احد عن النهايات؟ لماذا لا يحذرنا احد من جرح القلب؟ لماذا لا يخبرنا احد كم ان كسر الفؤاد مؤذ؟ لماذا لا يجعلنا احد نستيقظ من عالمنا الوردي؟ هل لان العاشق لن يستيقظ من وهم عشقه بسبب اي شيء كان؟ هل لان الحب الاعمى ام لانه يجعل العاشق اعمى امام معشوقه؟ ام فقط لان الجميع يصمت و ينتظر منك ان تكتشف ألمك لوحدك؟ يا ليته كان ألما هينا بالرغم من انه لا يظهر للعيون و لكنه قاتل للقلب... يا ليتنا نعلم النهاية عند البداية لنبتعد و لا نتأذى... يا ليتنا لم نحب.
ماريا بروفاسي و التي كان يجب أن يكون اليوم هو يوم زفافها تحول ليكون اسوء يوم بحياتها، كانت ماريا جالسة مكانها و هي تسمع ما يقوله ديفيد صديق ليون، كل كلمة كان ينطق بها كانت تنغرز بقلبها اكثر فأكثر و كأنها سكين، نظرت إلى نفسها فقد كانت ترتدي فستان زفافها و فكرت بداخلها بعدم تصديق كيف لن يحضر؟ لماذا لن يحضر؟
فجأة وقفت من مكانها و اقتربت من ديفيد بعد ان ابعدت الطرحة البيضاء الطويلة من فوق من شعرها فقد كانت منزعجة لدرجة كبيرة و لا تستطيع أن تتحمل أي شيء و الطرحة كانت تزعجها اكثر لتقول بعد ان وقفت امام ديفيد مباشرة
" اريد رؤيته "
فتح ديفيد عينيه فهو لم يتوقع من ماريا أن تطلب مثل هذا الطلب ليسأل بعدم فهم و كانه يريد ان يتاكد من الشيء الذي يسمعه الان
" ما... ماذا؟"
بعيون جامدة كررت ماريا و هي ترفع راسها عاليا محاولة تقوية نفسها
" اخبرتك بأنني اريد رؤيته "
" لا اظن بان هذا.."
قاطعت ماريا كلام ديفيد و هي تتحدث بغضب و هذا شيء غريب لان ماريا شخص هادىء للغاية و لم يشهد اي احد انها قد غضبت من اي شخص من قبل او انها تصرفت بطريقة غير لائقة مع اي احد سابقا
" هذا الأمر لا يعنيك لتظن اي شيء به ، هذا بيني و بينه و أنا يجب ان ارى بأم عيني ما ان كان بخير... من الممكن ان يكون قد اصابه شيء"
ارتجف صوت ماريا و هي تنطق كلامها الاخير فبالنسبة لها لا يوجود شيء آخر قد يمنع ليون من الحضور ما عدا إصابته بشيء ما او موته
" ماري الامر ليس كما تظنين "
" اذا خذني اليه حالا "
تحدثت ماريا و هي تتوجه مع ديفيد بسيارته كانت تجلس داخل السيارة و هي تفرك يديها معا، منذ الصباح كانت تنتظره و لكنه لم يحضر لم يتصل لم يقم بأي شيء و بالأخير لا يحضر لماذا؟ لقد كان كل شيء بخير البارحة، لقد تعشت معه في افخم المطاعم في نيويورك و رقصا معا، لقد اخذها لشراء المثلجات المفضلة لديها و تحدثا في السيارة معا لوقت طويل قبل ان يوصلها الى منزلها لو كان سوف يتخلى عن فكرة الزفاف لكان اخبرها اليس كذلك؟ كان من الممكن ان يمهد لها عدم موافقته
عندما وصل ديفيد بسيارته الى العمارة التي يعيش بها ليون لم تستطع ان تنتظر اكثر و خرجت من السيارة قبل ان ينتهي ديفيد من صفها بمكانها، ركضت نحو الداخل و لكن سرعان ما بدات صعود الدرج بعد ان انتظرت المصعد و لكنه تاخر و هي لم تكن تستطيع أن تنتظر اكثر، ازالت حذاءها العال و رمته ارضا و هي تصعد الدرج حاملة فستانها بين يديها و هي تحاول ان تتماسك و ان لا تبكي. وقفت امام باب الشقة اخيرا و لسبب غير مفهوم كان الباب مفتوحا جزءيا و يال صدمة ماري التي دفعت الباب بيديها المرتجفة لتشاهد آخر شيء قد توقعته، حبيبة ليون السابقة واقفة عند المطبخ الأمريكي الموجود بشقته و هي تحمل كاسا من الماء ترتشف منه و هي لا ترتدي اي شيء آخر ما عدا قميص ليون، و ليس اي قميص بل القميص الأبيض الذي طلبت ماري تصميمه خصيصا من اجل زفافها هي و ليون
" اوه انت هنا "
تحدثت لاورا و هي تنظر باتجاه ماريا بتشف و ابتسامة صغيرة مرسومة فوق شفتيها، نظرت لها ماري بدون ان تسقط اي دمعة من عينيها بل وقفت ماري تنظر حولها و كانها تبحث عن أجوبة لكل ما يحصل معها الان ليخرج ليون بدون قميص من احد الغرف و هو يقول
" لقد اخبرتك سابقا بانه يجب ان..."
توقف ليون عن الحديث عندما لمح ماري بفستان زفافها تقف وسط شقته، لانت عيون ليون لرؤيتها لدقيقة ثم عاد تصلبه و هو يضغط على يده و نظر بعيدا دون اي اهتمام مما جعل شهقة صدمة تغادر شفتي ماريا بسبب ما حصل الان، هو لم يكن باردا معها أبدا حتى بنظراتهن إتجاهها دائما ما كان حنونا. اقتربت منه ماري و هي لا تزال تشعر بصدمة بسبب كل ما يحصل معها الان كانت تتحرك نحوه و هي تشاهده بعيون ذابلة إلى ان وقفت امامه مباشرة ثم رفعت يديها اللتان ترتعشان لتضعها فوق خديه و جعلته يدير راسه لكي يقابل عيناها قبل ان تتحدث بصوت تظهر عليه الغصة و الالم
" انت حي .. انت حي ترزق "
دون ان ينطق ليون بأي حرف نظر إلى وجهها بصمت بينما يديه قد تشكلت على شكل قبضة يضغط على نفسه و كانه يمنع نفسه من القيام بأي شيء ليسمع صوت ماري الحزين يسأله من جديد
" هل هددك احد؟"
ضحك ليون باستهزاء و هو يرفع كتفيه بعدم اهتمام بينما يقول ببرود لم تكن ماريا معتادة عليه من قبله
" لا "
" هل مات احد ؟"
" لا "
" هل تعرضت لحادث؟"
" لا "
كان كل جواب لليون هو لا فقط و بنبرة صوت باردة جامدة جعلتها تفقد اعصابها كليا و هي تدفعه بيديها إلى الخلف قبل ان تصرخ بوجهه غاضبة
" اذا لماذا ؟"
" لماذا ماذا؟"
" لماذا لم تحضر ؟ لماذا تركتني انتظرك بفستان زفافي؟ لماذا تخليت عني؟"
ضحك ليون باستهزاء و هو يشاهد ماري تقف امامه مانعة نفسها من البكاء و هذا شيء قد استغربه ليون فهو كان يتوقع بكاءها و توسلاتها بهذا الوضع و لكنها كانت اقوى مما تصوره عقله
" الا تعلمين حقا؟"
" لا .. لا اعلم .. اعتبرني غبية ك، اعتبرني لا افقه اي شيء و اخبرني ما الأمر؟ ما الذي حصل؟ ما الذي غيرك؟ لماذا فعلت ذلك ليون؟"
ضحكت لاورا التي كانت لا تزال بالمطبخ تشاهد ما يحصل ثم قالت متدخلة بالحديث بين ماري و ليون
" يكفي دراما يا ماريا هو لا يريدك و هذا واضح للغاية "
" انت اخرسي "
تمتمت ماري و هي لا تزال تنظر إلى وجه ليون الذي لم يبعد نظره عن وجهها و لو لثانية واحدة و لكن لاورا تجاهلت ما قالته ماريا و هي تضيف بسخرية و شماتة
" هو لا يحبك و قد كان الامر مجرد لعبة انتقام الا تفهمين؟"
" قلت لك اخرسي .. فقط اخرسي .. اخرسي"
صرخت ماري و استدارت تدفع الطاولة الزجاجية الصغيرة التي كانت على يمينها لتسقط ارضا منكسرة أشتاتا تحت صدمة الباقي ثم تنفست بعمق و كانها تحاول السيطرة على نفسها و اعادت شعرها الطويل إلى الخلف بكلتا يديها ثم عادت مجددا نحو ليون لتقف امامه وجهاً لوجه و هي ترفع اصبعها بوجهه بينما تقول بغضب واضح
" لا شيء يبرر فعلتك ليون... لا شيء.. لانني لم اقم بشيء يستحق الانتقام من اجله "
ظل ليون صامتا ينظر الى ماري و كانه غير موجود هنا، فقط صامت كالجماد مما جعل الغضب يسيطر على ماري اكثر لترفع يدها عاليا و تصفعه بكل ما اتيت من قوة إلى ان استدار وجهه إلى الجهة الأخرى و هي تسأله بحدة
" اجبني ايها الوغد تحدث هيا لا تظل صامتا تحدث قل شيءا اي شيء فقط لا تظل صامتا "
تنهد ليون و هو يمسح ببرود فوق خده الذي صفعته قبل قليل قبل أن يقول بصوت جامد
" انتهت اللعبة يا ابنة بروفاسي"
رمشت ماريا عدة مرات و هي تسمعه يتحدث معها و كأنه يعرف من هي عائلتها هي لم تخبره يوما عن حقيقة عائلتها بل لم تخبره اي شيء حاولت دائما اخفاء تلك الحقيقة فما يفعلونه لا يمثلها بالاخير هي تحب عائلتها بالرغم من كل شيء
" لماذا تتحدث بهذه الطريقة؟ ابنة بروفاسي؟ لماذا تناديني هكذا؟"
" بالطبع ابنة بروفاسي الست كذلك؟ عزيزتي أنا اعلم العديد من الاشياء عنك ليس لقبك فقط بل ابنة من تكوني و ما هي حقيقتك؟"
" حقيقتي؟ من انت؟ من تكون ؟"
" ليون... أنا اكون ليون ألفارو هل الاسم يذكرك بشيء ما ؟"
تحدث ليون بهدوء و هو يشاهد التغيرات التي تظهر على ملامح وجه ماريا بينما ظلت واقفة بمكانها صامتة قبل ان تقول بهدوء و كانها تعيد جمع الاشياء بداخل رأسها
" ألفارو ؟ انت ماذا تقرب كاثرين و ليليا الفارو؟"
ضحك ليون و هو يصفق لماري فهي قد استطاعت بسهولة أن تربط بينه و بين كاثي و ليلي ليقول بسخرية
" ذكية احببت ذلك و الان بالنسبة لسؤالك انا اكون اخ كاثي التي قتلها اخوكي فكتور و ايضا اخ ليلي التي تزوجها غصب عنها "
لفترة من الوقت بقيت ماريا تنظر اليه بصمت دون القيام بأي حركة، كانت تستطيع مشاهدة شريط كل ما حصل معها و مع ليون يمر امام عيناها بتفاصيله، كان الأمر مثل الفلم و كأنها بهذا جمعت بين ما حصل مع اخوها فكتور و بين ما يحصل معها الان مما جعل ماري تضحك بقوة و هي تصفق كما فعل ليون بالضبط مما جعله يعقد حاجبه لثوان بعدم فهم و هو يسمعها تتحدث باستهزاء
" إذا كل هذا كل ما حصل بيننا كان من اجل الانتقام؟ لقد كان هذا هو مخططك ؟ الانتقام من اخي عن طريقي؟"
ظل ليون صامتا يشاهدها تتحدث بجمود و هي تدور حول ليون و كأنها تراه لاول مرة على حقيقة و كأن الغشاء الذي كان يلبسه قد سقط اخيرا لتظهر حقيقته التي لم تكن تراها بسبب وقوعها بحبه
"أتعلم ماذا ليون؟ انت لا تستحق أن اخبرك بأي شيء، فأنت لست رجلا يستحق ذلك، فلو كنت رجلا حقيقيا لذهبت إلى اخي و انتقمت منه مباشرة و لكنك ماذا فعلت؟ ركضت وراء اخته الصغيرة و هذا الخطأ منذ البداية كان خطئي بالحقيقة، أنا من صدقتك و أنا الغبية التي احبتك و لكن اتعلم شيءا يا ليتني لم احبك ليون غياردو .. اووه اعتذر لا وجود لليون غياردو من الاساس أنا كنت واقعة بحب وهم و ها قد عدت إلى الحقيقي"
وقفت تنظر اليه لفترة و وجهها بالرغم من ان علامات الحزن تحتل كل ملامح وجهها إلا انها كانت اقوى مما تخيل ليون و لم تذرف و لو دمعة واحدة امامه بل تنهدت بعمق و توجهت الى خارج الشقة دون النطق بكلمة اخرى ليهمس ليون من خلفها و هو ينظر الى خيالها إلى ان اختفت كليا من امام ناظريه
" يا ليتك لم تفعلي ماري يا ليتك لم تفعلي"
نزلت ماري من شقة ليون بالدرج و كأنها بسبب الصدمة قد نسيت وجود المصعد، كل خطوة تخطوها كانت تتذكر بها كل ما حصل معها لقد كان كل شيء امام عيناها هي التي لم تستوعب، هي الغبية فقط لا أحد آخر تستطيع لومه، فقط نفسها.
عندما وصلت عند باب العمارة وجدت حارسها الشخصي رون يمسك بديفيد من قميصه و يسأله عن مكان ماريا بعد ان علم من صديقتها ما الذي حصل معها لتقترب ماريا من كلاهما ثم قالت بصوت خال من اي مشاعر و هي توجه كلامها لرون
" رون خذني إلى المنزل "
دفع رون ديفيد و استدار ينظر اليها بتعجب و صدمة، حالتها كانت سيئة بالرغم من انها لا تبكي و لكنها كانت تبدو كالجثة دون اي روح ليومىء الاخر و هو يوجهها الى السيارة لتركب بالخلف بصمت و هي تشاهد اضواء المدينة دون النطق او فعل اي رد فعل منها
" رون لقد اخبرتك بأن تأخدني اي المنزل "
نطقت ماريا اخيرا عندما توقفت السيارة عند شقتها بنيويورك ليستوعب رون قصدها من كلمة المنزل اخيرا ليومىء و هو يفتح منضدة السيارة بجانبه يتاكد من وجود جواز السفر مكانه ثم اخذ هاتفه يتصل بالمطار من اجل تجهيز طائرة بروفاسي الخاصة.
طوال الطريق كان ينظر رون إلى ماري بين الحين و الاخر و لكنها كانت جامدة لا تقوم بأي حركة فقط ساكنة مما جعله يقلق، فهو لم يكن يريد لاي من افراد العائلة ان يروها بهذه الحالة فقد كان يعلم ان الجميع سوف يكون مشغولا بحفل خطوبة ديمن و هيرا و كان يأمل بأن لا يراهم اي احد عند عودتهم
بإيطاليا، دوما ما كان ديمن يعلم ان هيرا شخص مجنون و لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن ليخطر على باله أبدا هو ان ترمي بنفسها امامه مباشرة و الامر الذي صدمه اكثر انه لم يفكر مرتين قبل أن يرمي بنفسه معها، هو لا يستطيع ان يحبها، من المستحيل ان يفعل بالرغم من انها قريبته و بالرغم من كل شيء إلا انها قد قتلت دافني حبيبته ، هيرا قد فعلت ذلك و قد شهد على ذلك بنفسه، لقد رآها بعينيه.
سقط ديمن و هيرا بمسبح الفندق و لم يتعرضوا لاي اذى لان غرفة ديمن كانت في الطابق الاول. نظر ديمن الى وجه هيرا و قد كان كلاهما مبتل كليا و لكن الشيء الذي جعله مصدوم كان ضحكة هيرا المرتفعة، لقد كانت تضحك بقوة كالمجنونة كما جعله يغضب لان ضحكتها هاته تحرك بداخله احاسيس لا يريد أن يشعر بها
" هل جننت أم ماذا ؟"
صرخ ديمن بوجهها و لكن هذا لم يوقفها بل كانت هيرا تضحك بعدم اهتمام ولاي شيء و كانها قد حصلت على الجائزة الكبرى لتجيبه و هي غير مكترثة لغضبه و لا لصراخه العال
" لقد اخبرتك يا ديمن "
" ماذا.. أخبرتني بماذا؟ انت ما الذي تتحدثين عنه؟ و حبا بالله توقفي عن الضحك"
كلما كان ديمن يتحدث و يغضب اكثر كلما كانت ابتسامة هيرا تتسع اكثر فأكثر ليمسك بها من كلتا يديها و هو يهزها قليلا قبل ان يصرخ بغضب و حدة اكبر
" لا تضحكي "
صمتت هيرا هذه المرة، و توقفت عن الضحك بل رمشت بعيناها الجميلتين و كانت تنظر إلى داخل عينيه بصمت بينما قطرات المياه تنزل بشكل مغر على وجهها نزولا إلى عنقها و قد كان ديمن يتابع مسار نقطة المياه التي كانت تنزل على طول عنقها إلى ان تختفي اسفل فستانها داخل صدرها مما جعله يبلع ريقه
اقتربت هيرا منه اكثر مستغلة تشتت انتباه و ما يحصل الان ثم وضعت يديها الاثنين فوق خده و رفعت قدمها اكثر فهو اطول منها و لكن ذلك لم يمنعها من فعل الشيء الذي كانت تريد فعله، وقفت على اصابع قدميها و قبلته بكل رقة تملكها، مرة بعد الأخرى اخذت هيرا وقتها بين كل قلبة و الأخرى، مما جعل جسد ديمن بأكمله يتصلب بسبب ما تقوم به و لسبب لم يستطع أن يفهمه لم يكن قادرا على ابعادها، و لكنه لم يبادلها قبلاتها بل كل ما قام به كان إغماض عينيه تاركا اياها تفعل كل ما تريده دون اي اعتراض منه
ابتعدت هيرا عنه اخيرا و نظرت الى وجهه لقد كان ديمن مغمضا عينيه مما جعلها تبتسم ثم همست له قائلة و هي تأكد له
" لا تنكر مجددا ديم انت لي اردت ام لم ترد "
خرج ديمن من شروده اخيرا بسبب صوتها و كلامها ليفتح عينيه و ينظر اليها ببروده المعتاد و هو يقول بنبرة باردة بعد ان استعاد وعيه
" واثقة من نفسك اكثر من اللازم اليس كذلك؟"
ضحكت هيرا بقوة ثم ابتعدت عنه و توجهت بخطواتها تخرج من المسبح لتكمل بثقة و هي تحمل احد الفوط البيضاء الموضوعة على الكراسي بجانب المسبح و هي تجيبه و كأنها تخبره بأمر واقع
" حبيبي من يرمي بنفسه وراء شخص آخر دون اي اهتمام لحياته لا حاجة لسؤاله أكثر، فالأمر واضح وضوح الشمس انت فقط شخص اعمى لا يرى "
ضرب ديمن يده فوق المياه و هو لا يزال بمكانه يستمع لكلامها الذي كان يزعجه اكثر فأكثر قبل أن يصرخ خلفها و هو يشاهدها تغادر
" هيرا بروفاسي انت مجنونة لعينة "
ضحكت هيرا بقوة فهي حقا دائما ما تستمتع بإغضابه و بدون أن تستدير اجابته باستفزاز اكبر و هي تقهقه
" و انت كذلك ديمن بروفاسي و انت مجنون لعين حبيبي "
غادر ديمن المسبح بعد مغادرتها ليجلس فوق الكراسي و هو يشاهد المسبح متذكرا كل ما حصل معه هذه الليلة إبتداءا من حفل الخطوبة الذي حصل دون اي رغبة منه إلى آخر لحظة جمعته بهيرا داخل هذا المسبح و هو يمرر اصابعه فوق شفتيه و كأنه يتذكر قبلة هيرا الرقيقة له ليشعر بأيد رقيقة توضع فوق كتفه فاستدار ينظر خلفه ليجد نفس الفتاة التي كانت معه بغرفته قبل حضور هيرا
" هل انت بخير ديمن ؟"
" نعم أنا بخير و لكن ما الذي تفعلينه انت هنا؟"
" بالحقيقة لقد رأيت ما حصل هنا فقد كنت متوجهة إلى سيارتي عندما شهدت سقوطكم من الشرفة و اقتربت للاطمئنان عليكم فحصل ما حصل"
اومىء ديمن متفهما ثم جلست الفتاة و هي تنظر إلى ديمن الذي مرر يديه بداخل شعره المبتل لتمد له احد الفوط الموجودة بجانبها قبل ان تضيف سائلة من جديد عندما التزم الصمت التام
" هل انت تحبها؟"
" لا بالطبع لا افعل "
تحدث ديمن بحدة و جدية جعلت الفتاة تعقد حاجبها بعدم فهم فقد رات كل ما حصل بأم عيناها و لكنه ينكر الأمر الان كيف يمكن ذلك
" و لكن ما حصل قبل قليل"
" لقد أنقذتها لانها ابنة عمي و فرد من افراد عائلتي فقط لا غير، و أنا مستعد لان اضحي بنفسي من اجل اي شخص من العائلة و لكن هيرا طفلة و تظن ان ما يحصل بيننا بسبب الحب و لكنني لا استطيع ان احبها لانني بالأصل لا اراها امراة فكيف اقع بحبها "
" ماذا؟ ما قصدك بانك لا تراها امراة؟ انها شابة و فاتنة و مثيرة و أنا اعلم بان نصف شباب الجامعة متيمين بحبها"
عقد ديمن حاجبيها و ضاقت عينيه بسبب ما سمعه و رفع رأسه ينظر إلى الفتاة الجالسة مقابله بتعجب قبل ان يسألها بشك
" و انت كيف تعلمين ذلك ؟"
" أنا مع هيرا بنفس الجامعة و أنا بصف عارضي الأزياء كذلك و يجب ان أتخرج هذه السنة و لقد التقينا أنا و انت بأحد الحفلات سابقا و لكن يبدو انك قد نسيتني "
اومىء ديمن بعدم اهتمام فهو زير نساء و هذا شيء معروف للجميع و وجوده مع الفتيات شيء من عاداته لا شيء غريب او غير طبيعي بذلك لتسأله الفتاة من جديد
" اعلم انه لا يجب لي التدخل و لكنني اظن بانك تكن لهيرا مشاعرا انت فقط لا تريد الاعتراف بذلك "
ضحك ديمن و هو ينفي برأسه قبل ان ينحني ليصبح قريبا من وجه الفتاة مقابله و هو يعيد احدى خصلات شعرها الى خلف أذنها و هو يقول بصوت مغر
" هيرا ليست و لن تكون أبدا ذوقي و كوني مجبر على هذه الخطوبة جعل الأمر اسوء، فأنا لن اقع بحبها لانها تمثل كل شيء اكرهه بالفتاة، مدللة، مغرورة، متكبرة، و تظن بأنها تملك العالم بين كفيها و لكن هذا ليس حقيقي هي بالنسبة لي شخص تافه لا تعرف ما الذي يجب ان تفعله بحياتها لذلك حياتها مملة مثلها "
ضحك كل من ديمن و الفتاة بسبب ما قاله دون أن ينتبهوا ان هيرا التي كانوا يتحدثون عنها الان كانت واقفة على بعد خطوات منهم و هي تحمل فنجان شاي ساخن كانت قد طلبت من احد الاشخاص بالفندق تجهيزه لكي تقدمه لديمن لكي لا يمرض تستمع لكل ما يقال عنها
لقد سمعت هيرا كل كلمة قالها ديمن، و كان كل شيء يقوله ينغرز بقلبها و كأنه سكين و ليس مجرد كلام، هي تحبه نعم و لكنها تحب نفسها اكثر، ظلت واقفة مكانها تشاهد خطيبها المصون يقبل الفتاة التي تجلس بجانبه ليس و كأنه قد عقد خطوبته هذه الليلة.
و دون الحاجة لأن تهين من نفسها اكثر وضعت هيرا الفنجان فوق احد الطاولات و استدارت متوجهة إلى خارج الفندق مانعة نفسها من البكاء او اسقاط دمعة واحدة فهي قد وعدت نفسها سابقا بأنها لن تبكي على ديمن من جديد و هي عنيدة لان تطبق هذا الوعد حتى لو كانت لوحدها إذا كان لا يحبها ما فائدة كل مجهودها، ما فائدة كل ما تفعله فبالاخير هو لا يراها امراة حتى اليس هذا ما قاله
ركبت سيارتها و عادت إلى قصر بروفاسي و هي لا تزال ترتدي ملابسها المبللة لتدخل القصر بأرجل متكاسلة و جسد متعب و قلب حزين، لقد فعلت كل ما تستطيع فعله من اجله، حاولت معه بجميع الطرق، و لكن على ما يبدو ديمن لن يتغير أبدا، إذا ما الفائدة من كل هذا الأمر؟ ما الداعي لكل هذا الحب؟
دون ان تقوم بأي شيء آخر دخلت إلى غرفتها لتجد الينا نائمة فوق سريرها و يبدو انها ايضا كانت تبكي فهي تنام بثيابها و اثار الدموع تزين ملامح وجهها النائم، اقتربت هيرا لتنام هي الاخرى بجانب الينا دون أن تنطق بأي حرف لعل النوم يبرد قلبها المجروح.
بعد منتصف الليل ك، بعد ان كانت هيرا و الينا غارقتين بالنوم شعرن بشخص ما يطلب منهم الاستيقاظ بصوت منخفض مما جعل الينا تفتح عيناها اولا و هي غير مستوعبة لكل ما يحصل الان، نظرت حوله و هي تحاول أن تستوعب ما الذي تفعله بهذا المكان او حتى عن مكان وجودها لتتذكر فجأة انها و بعد ما حصل مع والدها و مع ماكس هذه الليلة لم تكن قادرة على العودة إلى غرفتها لذلك توجهت إلى غرفة هيرا لتتحدث معها و لكنها لم تجدها بأي مكان و بقت الينا تبكي في مكانها إلى ان نامت دون ان تشعر
" ما الأمر؟ ما الذي يحصل؟"
" سيدة الينا اعتذر على إيقاظك بهذه الساعة و لكن يجب عليك الحضور معي انت و الانسة هيرا حالا "
نظرت إلينا إلى المرآة الكبيرة مقابلها بعد أن أشعلت الضوء بجانبها لتجد السيدة جو او الجدة جو كما تناديها هيرا و هي المربية الرئيسية بقصر بروفاسي التي كانت تنعتني بالأطفال سابقا و هي حاليا لا تزال تعمل بالقصر إلى الان
" ما الأمر؟ ما الذي يحدث بالضبط؟ و كم هي الساعة الان ؟"
نظرت الينا حولها لتجد ان الساعة كانت تشير إلى الخامسة صباحا و لكن الظلام كان لا يزال يحل بكل مكان لتمرر الينا يدها بداخل شعرها و هي تقول بتعب شديد تريد العودة إلى النوم فقط لان ليلتها لم تكن جيدة أبدا
" جدة جو الوقت لا يزال ليلا فلنؤحل الحديث إلى الصباح "
نفت الجدة جو و هي تقول بصوت خافت للغاية و قلق شديد من ان يكتشف احد من افراد العائلة ما الذي يحصل بالقصر الان و هي تتحدث بتوتر كبير
" سيدتي انها الانسة ماريا "
بمجرد سماع اسم ماريا فتحت الينا عيناها بقوة و اعتدلت بالسرير و هي تنظر إلى الجدة جو بعدم فهم قبل ان تسال و القلق قد بدأ يتملكها
" ما الأمر؟ ما بها ماري؟"
" بالحقيقة لقد احضرها رون "
" احضرها؟ ما الذي تعنينه بأحضرها رون؟ إلى اين احضرها؟"
" بالحقيقة انها هنا بالقصر "
" ماذا؟ هنا بالقصر؟"
صرخت الينا بصوت عال لتقوم الجدة جو بوضع كف يدها فوق فم الينا و هي تنفي برأسها بسرعة طالبة من الينا ان تهدا قليلا و هي تخبرها بأن ابنها رون و الذي يكون حارس ماري الشخصي قد احضر ماريا معه و قد كانت بحالة سيئة و هي الان تجلس بغرفتها و لم تكن حالتها جيدة أبدا
" هيرا ... هيرا هيا انهضي "
فتحت هيرا عيناها بتعب شديد و هي تشعر بأن جسدها ساخن للغاية بسبب تعرضها للهواء الباردة بعد ان سقطت بالمسبح و نامت بثيابها المبتلة لتجلس الينا بجانبها و هي تقول بجدية محاولة جعل هيرا تستفيق موضحة لها
" هيرا عزيزتي ماري هنا بالقصر لا اعلم ما الذي حصل و لا ما الذي يحصل و لكن يبدو انها بحاجتنا لذلك استفيقي و هيا نذهب "
" ماذا؟ ماري؟ مستحيل "
تحدثت هيرا بصوت متعب للغاية و بدات بالسعال و لكن سرعان ما وقفت من مكانها و ركضت خارج الغرفة نحو جناح ماريا و توجهت الينا خلفها بينما كانت الجدة جو معهم ليتوجه الجميع الى غرفة ماري حيث وضعها رون عندما احضرها و هو يشكر الله ان جميع افراد العائلة بنوم عميق الان و قد كان يقف عند باب الغرفة بعد ان طلب من امه ان تبحث عن الانسة هيرا و ملامح القلق تظهر على وجهه
دخلت الينا و هيرا الغرفة بسرعة ليجدوا ماريا تجلس فوق سريرها صامتة و هادئة بشكل غريب و كأنها مصدومة من شيء ما و هي تنظر امامها دون ان تبدي بأي رد فعل. كانت ترتدي فستان زفافها و هذا شيء لم يستغربه الفتيات فقد كانوا يعلمون أنها سوف تتزوج اليوم و بما ان حفل خطوبة هيرا اليوم لم ينتبه اي احد لكل ما يحصل
جلست هيرا ارضا مقابل ماري و أمسكت بكلتا يديها و التي كانتا برادتين بشكل غريب فمررت هيرا يديها فوقهم و كانها تحاول أن تدفأهم و هي تقول بقلق واضح
" ماري حبيبتي اخبريني ما الأمر ؟"
ظلت ماريا على حالها صامتة فقط و لا تقوم بأي شيء لتستدير الينا طالبة من الجدة جو المغادرة فهي و هيرا سوف يعتنون بالأمر، و شكرت الينا رون على إحضاره لماريا ثم اغلقت الباب بالمفتاح لا تريد لاحد ان يدخل و يرى ماريا على الاقل ليس الان ثم اقتربت من ماري و هيرا لتجلس على السرير بجوار ماري و اعادت شعرها إلى الخلف و هي تسألها بقلق
" ماري انت تخيفينا عزيزتي هل انت بخير؟"
" هل حصل شيء ما بالزفاف؟"
سألت هيرا و بمجرد ان نطقت بكلمة زفاف ارتعش جسد ماريا كليا و شعرت به الفتاتين اللتان يجلسان بجوارها لترتعش شفتها و هي تقول بصوت مخنوق
" لقد لقد كان كذب مجرد كذب ... كان كل شيء كذب.. كان مجرد خداع"
عقدت الينا حاجبها و هي لا تفهم اي شيء و هي تعانق ماريا من جانبها بينما تمرر يديها فوق ذراعها و هي تقول بعدم استيعاب
" ماذا ؟ اي خداع؟ و عن اي كذب تتحدثين؟ هل تتحدثين عن ليون ؟"
بمجرد ان نطقت الينا اسم ليون، تصلب جسد ماريا و ابتعدت عن الينا ثم نهضت ماري من مكانها و كأنها غير مستوعبة لكل ما يحصل إلى ان وقع نظرها على المراه لتشاهد صورتها و هي ترتدي فستان زفافها الابيض لتشعر بالاختناق فحأة و كأن يدا ما تضغط على رئتيها تمنعها من التنفس مما جعلها تتنفس بصعوبة و كأنها تمر بنوبة هلع بينما تقول بصوت مخنوق حرفيا هذه المرة و هي تحاول ازالة الفستان بكل ما اتيت من طاقة
" انا انا اختنق ...ابعدوه عني .. هذا الفستان انه يخنقني "
تفاجأت كل من الينا و هيرا لما يحصل الان، و لكن سرعان ما استفاقت هيرا و اسرعت تحاول فتح الفستان من الخلف و لكن بسب حركة ماري المتكرر انكسر رأس السحاب مما جعل فتح الفستان شبه مستحيل الان لتلعن هيرا بغضب
" اللعنة ماري توقفي قليلا أنا احاول اخراجه عزيزتي فقط اهدئي "
نفت ماريا برأسها و هي تضع يدها فوق صدرها الذي يصعد و ينزل بسرعة كبيرة و كأن قلبها سوف يخرج من مكانه فهي غير قادرة على التوقف لتضيف بهلع حقيقي بينما تشعر بأنها سوف يغمى عليها بأي دقيقة الان فهي غير قادرة على التنفس
" لا استطيع... ساموت ... أنا لا استطيع التنفس .. ساعديني ارجوكي ... فقط أبعديه "
كانت الينا تبحث بالارجاء ليقع نظرها على مقص موضوع جانبا و سرعان ما ركضت تحمله بيدها و توجهت نحو ماري لتقف خلفها ثم بدأت تقص الفستان من الخلف مع مساعدة هيرا ليتمكنوا اخيرا من نزعه عن جسد ماري التي ما ان خرجت من فستان الزفاف حتى اخذت نفسا عميقا و كأنها و اخيرا تستطيع التنفس و لكن سرعان ما وقعت تسقط على الارض بينما كان كل جسدها يرتعش لتجلس هيرا و الينا على جانبيها ينظرون لها و قبل ان يتحدث اي احد نطقت ماري اخيرا و هي تهمس بصوت منكسر كليا
" ليون ألفارو هذا اسمه الحقيقي "
" ألفارو؟ الم يكن ليون غياردو ام أنا مخطئة؟"
تحدثت الينا بعدم فهم بينما جلست هيرا مصدومة تنظر إلى ماري فقد كانت سريعة البديهةو استوعب ما الذي حدث او يحصل لتقول بعدم تصديق
" هل هذا يعني انه.."
" اخ كاثرين و ليليا نعم "
مررت الينا نظراتها بينما ماريا و هيرا فهي لا تعرف ماللذي يحصل الان بالضبط و الصدمة التي كانت تعلو ملامح وجه هيرا جعلتها تشعر بالفضول اكثر
" هل من الممكن ان توضح لي احداكما ما الامر؟ و ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"
" يبدو ان ليون هو اخ ليليا زوجة فكتور "
" إذا؟ ما المشكلة؟"
لم تستطع الينا ان تفهم لماذا كانت هيرا و ماريا منصدمتين لهاته الدرجة لتضيف هيرا شارحة
" فكتور قد قتل كاثرين اخت ليليا ثم تزوج ليليا و أحضرها إلى القصر لتكون فديته، و بما ان ليون اخ الفتاتين فهذا يعني انه فعل كل ما فعله من اجل ان ينتقم "
بعد ان استوعبت الينا الحقيقة اخيرا وضعت يدها فوق فمها بسبب الصدمة و هي تقول بعدم تصديق
" الحقير اسوء من عائلة بروفاسي حتى"
قلبت هيرا عيناها بسبب كلام الينا و ساعدت كلتاهما ماريا على الوقوف و وضعتها الينا فوق السرير بينما توجهت هيرا تحضر لها بيجامة قطنية من الخزانة ثم ساعدتها الينا على ارتداءها لان هيرا كانت تسعل بقوم و هي تشعر بأنها قد اصيبت بالمرض
استلقت ماري فوق سريرها و هي تعانق قدميها بشكل جنين داخل بطن امه و كانها تحاول العودة لذلك الوضع و تهرب من كل ما يحصل حولها و معها فهي و بسبب الصدمة لم تستطع البكاء، تريد ان تبكي و تفرغ كل حزنها مع كل دمعة سوف تذرفها و لكن هذا لا يحصل هي غير قادرة على البكاء
توجهت إلينا إلى غرفتها فهي كانت لا تزال ترتدي فستانها من الحفل، دخلت الغرفة بكل هدوء دون إشعال الضوء حتى لا تريد لماكس ان يشعر بها لتتفاحىء بضوء الغرفة يضيء و زوجها ماكس يجلس فوق الكرسي بركن الغرفة مقابل السرير و هو ايضا لا يزال يثياب الحفل و نظر اليها بعيون زرعت القشعريرة بجسدها
" اين كنت ؟"
تنفست الينا بعمق و تعمدت عدم النظر اليه فهي لا تزال غاضبة منه بسبب ما حصل بالحفل لتتوجه الى منضدتها مقابل المرآة و بدأت تضع مجوهراتها فوق قبل أن تقول
" عند هيرا "
" لماذا؟ اليس لديك غرفة لتنامي عند هيرا؟"
ضحكت الينا بسخرية و هي تزيل فستانها رامية اياه ارضا قبل ان تتوجه لترتدي بيجامتها و هي لا تزال تنظر إلى كل مكان بالغرفة ما عدا وجهه و هي تقول بجفاف
" الست متأخرا على هذا السؤال الساعة ما بعد الخامسة و انت تذكرت الان ان زوجتك لم تحضر الغرفة "
" هل تظنين بأن ما تقومين به سوف يغير ما يحدث بيننا ؟"
و اخيرا استدارت الينا و نظرت اليه، كانت ملامح التعب تظهر على وجهه بالرغم من انه لن يستطيع الشعور بالتعب و لكن جسده سوف يتعب لتقول بعتاب
" لا.. أنا لا اظن شيءا لأنني اعلم ان لا شيء بيننا قد يتغير، على الاقل ليس اليوم، انت اهنتني امام الجميع و لكنك لم تكلف نفسك و تعتذر مني حتى، بل انت تجابهني و تتحداني كذلك "
" انظري الي il mio انت.."
وقف ماكس من مكانه و اقترب منها و لكنها قاطعته و هي تنفي برأسها بينما تقول
" لا تفعل، ليس اليوم، أنا حقا لا اريد ان اسمع اي شيء منك ماكسيمس، اتركني انام بسلام او سوف اعود و اكمل نومي بغرفة هيرا "
عندما ظل صامتا ينظر نحوها فهي لا تناديه بماكسيمس إلا إذا كانت منزعجة حقا منه، بعد مدة من الصمت أومأت الينا و هي تتوجه إلى السرير و استلقت على جانبها بعد ان سحبت الغطاء نحو مغمضة عيناها، شعرت بماكس يستلقي على الجهة الاخرى و كانت تستطيع الشعور بنظراته تخترق رأسها من الخلف و لكن ذلك لم يغير اي شيء ظلت على حالها إلى ان نامت
بعد ان شعر ماكس بأن الينا قد نامت اخيرا، اقترب منها ببطء لا يريد ان يوقظها ليضع راسها بشعرها و هو يتنفس رائحتها الزكيّة و مد يديه بهدوء شديد حول جسدها يقربها منه فلسبب لم يستطع ماكس أن يفهم هو لم يكن قادر على النوم بدونها ليستطيع الان و اخيرا ان يغمض عينيه و ينام.
صباح يوم جديد و لكن حالة ماريا لم تكن قد تغيرت، كانت مستلقية فوق سريرها مغمضة العينين و لكنها في الحقيقة لم تكن نائمة فقط كانت تريد البقاء لوحدها و لا تريد مواجهة او التحدث مع اي شخص كان، حتى عندما دخلت الينا صباحا للاطمئنان عليها رفضت ماريا الاستيقاظ او التحدث حتى مما جعل الينا تفقد الامل و تتحرك خارجة و لكنها قالت قبل ان تغلق الباب
" اعلم بأن الامر صعب للغاية و لكنك اقوى من هذا يا ماري، قلبك مجروح و لكن صدقيني هذا الجرح هو الذي سوف يقويكي "
فتحت ماريا عينينها بعد ان اغلقت الينا الباب ثم استدارت تنام على ظهرها و هي تنظر إلى السقف بجمود، و كأن مشاعرها في حالة من الصدمة لا تستطيع الشعور بشيء هي متؤلمة للغاية و حزينة و لكنها لا تعرف كيف تتصرف مع نفسها لذلك لا تريد أن تتعامل مع اي شخص حولها على الاقل ليس الان.
بعد ان اكتشف مايكل ان ابنته الصغيرة ماريا قد وصلت القصر تفاجىء فهو لم يكن يعلم بل اكتشف ذلك صدفة بعد ان شاهد رون مع والدته بالمطبخ ليخبره رون ان الانسة ماريا ارادت ان تقوم بمفاجأة لهم لذلك لم تخبر اي شخص كما طلبت منه هيرا ان يقول بالضبط. عندما توجه مايكل لرأيت ماريا وجدها نائمة و غرفتها مظلمة للغاية ليجلس فوق السرير بجانبها و يقبل برأسها دون ان يزعجها ثم غادر بصمت كما دخل.
حالة هيرا كانت سيئة مثل حالة ماريا، فهي لا تعاني من المرض فقط بل كان قلبها يؤلمها للغاية على حالها و ما تعانيه مع ديمن كل يوم، و بالرغم من انها قررت التخلي عنه و لكن الأمر لا يزال صعبا فلا احد قادر على محو شخص من حياته بين ليلة و ضحاها و خصوصا لو كان الشخص موجود حولك بكل مكان اليس كذلك
عندما كانت هيرا تنزل الدرج شاهدت مايكل يخرج من غرفة ماريا مما جعلها تنفزع فهي تعرف ان مايكل عمها لو علم ما حصل مع ابنته سوف يقتل ليون دون اي رحمة و بهذا الوقت آخر ما يريدونه هو اي مشاكل مع عائلة الفارو
ركضت هيرا نحو مايكل و امسكت بيده و هي تسعل بقوة مما جعل مايكل يمسح على ظهرها ببطء و هو متفاجىء من مرضها
" هيرا principessa هل انت بخير ؟"
" أنا بخير و لكن ما الذي تفعله هنا عمي؟"
" لقد اتيت لرؤية ماري"
" اوه "
همهمت هيرا و هي تسحب عمها مع قبل ان تضيف بينما بحة صوتها كانت توضح مدى مرضها
" لنتركها نائمة لقد حضرت ليلا و هي بحاجة لبعض الراحة انت تعلم يا عمي كيف تكون حالة ماري بعد اي سفر "
" اجل اجل لقد قبلتها فقط و اطمئنيت عليها و لكن انت لا تبدين بحالة جيدة "
" أنا بخير يبدو انني قد اصبت ببعض البرد بعد حفل البارحة"
" هل أخذك إلى الطبيب؟"
" لا يوجد هناك اي داع لدي ادوية خاصة للبرد بعد اخذها سوف اكون بأفضل حال "
نزل مايكل الدرج مع هيرا متوجهين إلى طاولة الإفطار حيث كان الجميع مجتمع هناك ما عدا فكتور و ليليا اللذان ذهبا من اجل شهر العسل و بالطبع ليليا لا تعلم شيءا فهي لم تكن لتوافق على شيء كهذا و لكن فكتور ليس بشخص ياخذ رأي من حوله
" صباح الخير جميعا "
تحدث مايكل و هو يسحب الكرسي الذي بجانب روميو و المقابل لديمن من اجل هيرا فهو مكان جلوسها المعتاد ثم قبل راسها و توجه ليجلس مكانه
" صباح الخير ابي و لك ايضا صباح الخير انسة هيرا "
تحدث ديمن بسخرية و هو ينظر الى وجه هيرا و لكن و لاول مرة تتجاهل هيرا وجوده كليا و كانه هواء لا وجود له و استدارت تتحدث مع الباقي
" صباح الخير "
لاحظ جميع من كان على الطاولة الأمر كما لاحظوا بحة صوتها التي تدل على مرضها ليستدير روميو نحو اخته و هو يضع كف يده فوق راسها يتحسس حرارتها و هو يقول بقلق شديد
" صغيرتي ما الامر؟ هل انت مريضة ؟"
نفت هيرا براسها و هي تضع الاكل بطبقها ببطء متجاهلة للمرة الثانية ديمن الذي مد طبق معجناتها المفضلة اليها و هي تأخذ من الأطباق الأخرى دون ان تنظر اليه حتى مما جعله يعقد حاجبيه و يده لا تزال مرفوعة و الطبق بيده
" أنا بخير روميو "
" أميرتي هل اطلب الطبيب روبرت ؟"
هيرا التي كانت تاكل نفت براسها و هي تنظر إلى والدها بابتسامة و لكن ملامح المرض كانت واضحة للغاية على وجهها مما جعله يقلق فهي دائما ما كانت تسوء حالتها عند المرض منذ ان كانت طفلة
" لا داع لذلك ابي لدي الادوية اللازمة سوف اخذها بعد الانتهاء من الطعام "
الينا التي كانت تتابع ما يحصل بصمت نظرت نحوها هيرا و ابتسمت لها بعد ان غمزتها و كانه تخبرها بانها سوف تطلعها على كل شيء لاحقا مما جعل الينا تومىء موافقة دون التحدث ليكمل الجميع الحديث عن قدوم ماريا ليلا و عن وصول فكتور للجزيرة الخاصة و لكنه بعث الطائرة مجددا و طلب عدم الذهاب إلى هناك إلا إذا اتصل بالربان.
وقف ماكس و هو يمسح فمه بمنديل بينما ينظر إلى هاتفه و كانه يقوم بشيء ما، دون ان ترفع الينا راسها سالته و هي لا تزال تقطع ما كان يطبقها قبل أن تضع الاكل بفمها
" إلى أين ؟"
سوال غريب من الينا فهي لا تسال ماكس مثل هذه الاسئلة مما صدمه حقا و صدم كل من حوله فلا احد يسأل ماكس عن اي شيء فهو غني عن التعريف و الجميع يعرف بانه لا يجب على مثل هذه الاسئلة
" إلى الجحيم هل تريدين القدوم حبيبتي ؟"
استهزء ماكس بزوجته التي ضحكة باسفزاز و هي تنظر اليه و الابتسامة الباردة لا تزال تزين شفتيها قبل أن تجيبه ببرود اكبر من خاصته
" اوه حبيبي إذا لا داع لتأخيرك اكثر من هذا رحلة ممتعة "
رمش ماكس بعدم تصديق لما يحدث فهو الشخص الذي يتعامل ببرود مع الآخرين لا العكس، نظر إلى أفراد عائلته الذي كان كل شخص منه يتظاهر بانه يقوم بشيء و لم يستمعوا لما حصل ليومىء ماكس براسه و هو يغادر مع مايكل نحو الشركة
" ما الذي حصل لتو ؟"
سال روميو بهمس لا يريد أن يخاطر بعودة ماكس و ان يسمعه يتحدث عنه ليقول ديمن بسخرية مصطنعة بينما كانت عيناه بين الحين و الاخر تتوجه نحو هيرا التي حرفيا لم تنظر اليه و لو لمرة واحدة على عكس عادتها فهي دوما ما كانت تتابعه بنظراتها كلما كان موجودا بمكان ما، دائما ما حرصت على اعطاءه الأطباق التي يحبها و تضحك على كل ما يقوله و لكن اليوم شيء غريب
" مشاكل داخل عش الزوجية على ما يبدو "
تجاهلت الينا كلام الاثنين و توجهت تحمل هاتفها بعيدا بعد ان اتصل بها والدها يحثها على ان تتوقف عن الفكار التي تدور برأسها و ان تعود لوعيها
هيرا التي كانت مريضة للغاية لم تستطع أن تاكل اكثر من لقمتين فهي لم تكن تشعر باي رغبة بالاكل و بالطبع لا رغبة لها بالجلوس مقابل ديمن و التعامل مع الجميع و كأن كل شيء بخير و هي تموت بداخلها وقفت مكانها ليقول ديمن بسرعة و هو ينظر بين وجهها و طبقها الذي بالكاد لمسته
" انت لم تأكلي اي شيء "
تجاهلته من جديد و هي تضع المنديل فوق الطاولة قبل ان تقول و هي تنظر نحو والدها و اخيها و كأن لا وجود لديمن بتاتا
" سوف اذهب لارتاح قليلا "
" اذهبي أميرتي "
تحركت هيرا مغادرة و هي تسعل بقوة، كانت تشعر بالمرض الشديد، با دائما ما كان مرضها يكون سيءا و ذلك منذ ان ذهبت والدتها و تركتها، كان المرض دائما ما يتمكن منها لذلك كان والدها يحرص دوما على ان تكون بأحسن الحالات
خطت هيرا خطوات متثاقلة و هي تنظر إلى الينا التي تقف بعيدا و هي تتحدث على الهاتف و لكن صورة الينا لم تعد واضحة امام نظرها، حتى انها بدأت تسمع اصوات صفير غريب باذنها مما جعل توازنها يختل.
ديمن الذي كانت متعجب من حالة هيرا اليوم، فهي متغيرة للغاية عنه بل و كأنها ليست نفسها هيرا التي يعرفها. كان يتابع كل ما تقوم به و لم يخفى عنه انها كانت تتعمد تجاهله و تجاهل وجوده و لكنه لم يستطع الجلوس مكانه و هو يشاهد ترنحها و اختلال توازنها ليركض بسرعة نحوها يمسكها مقربا اياها منه
" bambina هل انت بخير ؟"
تحدث ديمن بقلق واضح و هو يمسك بجسدها بينما يده الأخرى تبعد شعرها عن وجهها و هو يتحسس حرارتها لتبعد هيرا يده بتعب و هي لا تزال تسعل بقوة ليقترب منها رونالد و روميو بسرعة
" روميو.. خذني إلى غرفتي "
تحدثت هيرا بتعب و هي تحاول التملص من بين يدي ديمن الذي كان يمسك بجسدها بإحكام و هو مصدوم من انها حتى بهذه الحالة تريد الابتعاد عنه بل تنادي اخيها ليمسك بها
اقترب روميو يحاول إمساك اخته و لكن ديمن منعه و هو ينظر اليه بحدة ليرفع روميو حاجبه بانزعاج شديد
" أنا سوف اخذها "
" لقد قالت روميو قبل قليل الم تسمع ؟"
" و لكنني خطيبها "
" و أنا اخوها "
كان رأس هيرا يتثاقل اكثر فأكثر و التعب بجسدها يزداد و كان شجار ديمن و روميو يشق رأسها لتبتعد عن ديمن الذي يمسكها تريد الذهاب بنفسها و لكن سرعان ما اختل توازنها من جديد و سقطت ارضا ليصرخ الثلاثة بهلع لترفع هيرا رأسها حيث اصبح وجهها اصفر اللون و شاحب للغاية تنظر نحو الأيدي الممدودة نحوها لتمسك بيد اخيها الذي حملها دون تردد و توجه إلى غرفتها و رونالد يمشي خلفه و هو يتصل بالطبيب روبرت
اقتربت الينا من ديمن الذي كان مصدوما مما حصل و ظل ينظر إلى يده بعدم تصديق لقد رفضت مساعدته، تجاهلته حتى انها لم تنظر إلى وجهه لمرة واحدة و لكن أليست هذه هيرا نفسها التي رمت بنفسها من شرفة الفندق من اجل اثبات مشاعره و مشاعرها؟ مالذي تغير يا ترى؟
" يبدو أن هيرا و اخيرا استفاقت من وهم حبها "
استدار ديمن ينظر نحو الينا التي كانت تنظر اليه بكل هدوء مما جعل ديمن يغضب و هو يستدير اليها قائلا
" ما الذي تقصدينه؟"
" اقصد ان الاحداث قد تغيرت في قصتكما منذ الان و منذ هذه اللحظة لن يكون اي شيء مثل السابق من الافضل لك لو تعودت على ما حصل اليوم لان القادم سوف يكون ممتعا بالنسبة لي "
" ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه؟"
صرخ ديمن ما خلف الينا التي تجاهلته كليا و هي تتوجه للاطمئنان على هيرا مع الطبيب روبرت الذي حضر إلى القصر. بعد ان عاينها الطبيب اخبرهم ان هيرا مريضة للغاية بسبب تعرضها للبرد و يجب ان ترتاح أعطها بعض الادوية و وضع لها مصل محلول عندما حاول ديمن الدخول الى الغرفة لرؤيتها اوقفه الطبيب روبرت و هو يقول بصوت متأسف
" اعتذر ديمن و لكن هيرا طلبت عدم دخولك تحديدا إلى الغرفة "
انصدم رونالد و روميو مما يحصل بينما غضب ديمن من الأمر ليقول بعدم اهتمام
" حتى و هي مريضة تستطيع إغضابي "
توجه يفتح باب غرفتها ليمسك روميو بالباب و هو ينظر إلى ديمن بعيون جادة ليقول ديمن بعدم فهم
" cugino ما الذي تفعله ؟"
" بل ما الذي فعلته انت cugino ؟"
" ما الذي قد افعله يا ترى ؟ إلا نكون مع بعضنا البعض بكل مكان ؟"
" ديمن أتمنى إلا تكون قد قمت بشيء لاختي لانني استطيع أن أتساهل معك بكل شيء إلا بخصوص هيرا "
" ما الذي تقوله انت ؟"
" كما سمعت "
تجاهل ديمن كلام روميو و فتح الباب يدخل غرفة هيرا بالرغم عنه ليجد هيرا نائمة بسبب الدواء غير شاعرك بكل ما حصل او يحصل حولها.
عند فكتور، بعد ان انتهت الحفلة حمل زوجته و توجه مباشرة إلى جزيرة عائلة بروفاسي و هي جزيرة موجودة وسط البحر لا يوجد اي طريق للوصول اليها ما عدا الطائرة الخاصة او عن طريق الباخرات لا شيء آخر
طوال الطريق كانت ليليا نائمة و لم تشعر بأي شيء، حتى ان فكتور حملها إلى الطيارة الخاصة و لكن نومها كان ثقيلا للغاية فقد نائمة كالجثث مما اضحك فكتور. عندما حملها مغادرا الطائرة عند وصولهم إلى الجزيرة استيقظت ليليا اخيرا لتجد نفسها بحضن فكتور. بالاول لم تبد اي رد فعل فقد كانت لا تزال تحت تاثير النوم اعادت رأسها إلى كتفه و هي متشبثة بعنقه و لكن سرعان ما استعادت وعيها لتنظر حولها بعدم فهم قبل ان تبدا بضرب فكتور من اجل ان يفلتها
" أنزلني هيا بسرعة "
" الم تكوني نائمة؟"
تمتم فكتور و هو يطيع زوجته واضعا اياها ارضا لتنظر حولها بعدم فهم، كانت بمكان لا تعرفه فهي لم تطء قدمها مثل هذا المكان سابقا و لسبب غريب ذعرت من المكان خصوصا و ان الطائرة التي نزلوا منها كانت تبتعد تاركة اياها مع زوجها البغيض كما تصفه
" اين نحن؟ لا بل اين انا؟ إلى اين أحضرتني انت؟"
" هيا Caro اركبي السيارة سوف اخبرك عندما نصل إلى المنزل"
تحدث فكتور و هو يفتح السيارة بالمفاتيح عن بعد لتقف ليليا امامه مانعة اياه من التحرك و هي تنفي برأسها بهلع بينما تقول بغضب مصطنع فهي كانت خائفة اكثر من كونها غاضبة
" اخبرتك سابقا لا تناديني هكذا، و ثانيا هل جننت؟ عن اي منزل تتحدث انت؟ "
تجاهل فكتور ليليا و هو ينزل يدها بعيدا متقدما بخطواته مما جعلها تنظر حولها لقد كان كل شيء عبارة عن بحر و رمال لعنت ليليا زوجها بسرها و هي تتوجه إلى السيارة لاحقة به و هي تمتم
" انت تعلم بأن ما قمت به يسمى عملية اختطاف و هي جريمة يحاسب عليها القانون "
ضحك فكتور بقوة و هو يقوم بتشغيل السيارة متحركا نحو وجهته بينما يستمع إلى زوجته التي تلعنه بين الحين و الاخر و مرات تعود لسؤال عن مكان تواجدهم و لم تصمت دقيقة واحدة إلا عندما وصلوا إلى المنزل اخيرا
" اين نحن؟ لماذا اوقفت السيارة هنا؟"
تنفس فكتور بعمق و هو يحاول أن يصبر فآخر شيء يريده هو أخافت زوجته التي تخافه من الاساس ثم توجه يفتح باب السيارة من ناحيتها لترفع حاجبيها بتعجب و هي تقول
" أنا لست مرتاحة لأفعالك هاته فلتعلم "
" أنا أعلم Caro"
" جيد لا تنسى إذا "
اومىء فكتور بصمت و هو يفتح الباب بينما باليد الأخرى يحث ليليا على الدخول ثم اغلق الباب و أتكىء عليه يناظرها بصمت و هي تنظر إلى كل شيء بتعجب و استغراب. كان يبدو ان ليليا معجبة بالمكان و لكنها لم تكن لتعترف بذلك أبدا
" إذا ما هذا المكان؟"
" هل أعجبك؟"
تحدث فكتور و هو يضع المفاتيح فوق الطاولة ثم بدأ يزيل سترته و هو يشعر بالتعب الشديد فلم يكن قادرا على النوم بالطريق لتقول ليليا بغضب
" و ما دخل إعجابي بالمكان؟ لا تنسى اننا بعلاقة زواج بإجبار لذلك توقف عن هاته الحركات "
اومىء فكتور و هو يصعد الدرج لتلحق به ليليا و هي تحمل فستانها الطويل بين يديها فلم يكن يساعدها على المشي بأريحية
" أنا أحدثك لماذا لا تجيب؟"
" أنا متعب Caro لنتابع الحديث غدا"
" لا سوف تخبرني الان او سوف أغادر "
تجاهل فكتور كلام ليليا كليا و هو يدخل احد الغرف ثم ازال حذاءه و رماه بعيدا ثم استلقى فوق السرير و هو يقول بتعب بينما عيناه تغمض لوحدها
" لا مكان لديك لذهاب على هذا المكان، هذه جزيرة معزولة و سوف تذهبين إلى البحر إذا استطعت المشي كل هذه المسافة ثم سوف تعودين لا مكان آخر "
" ما الذي تقوله انت؟ هل سوف تبقيني هنا ضد رغبتي؟"
" هذا شعر عسلنا استمتعي به Caro"
تحدث فكتور و هو ينام إلى ان ثقلت انفاسه لينام بحق، ظلت ليليا تتحرك مكانها بعدم تصديق و لكن بما انه قد نام و هو غير خائف من هروبها هذا يعني ان كلامه صحيح و هي لن تستطيع الذهاب إلى اي مكان
نزلت الدرج و تأملت المكان من حولها، كان المنزل جميل بشكل لطيف و المنظر الذي يطل عليه خلاب للغاية، خرجت إلى الحديقة و تأملتها و لكن سرعان ما شعرت بالملل و التعب لتعود إلى الغرفة التي ينام بها فكتور لتحاول فتح فستانها و لكنها لم تستطع بسبب العقد الذي بظهره مما جعلها مضطرة بان تستلقي فوق السرير على حالها و هي تنظر إلى وجه فكتور المسالم و هو يغط بنوم عميق.
تذكرت بينها و بين نفسها انه و منذ اختفاء ابن عمه لم يكن ينام مثل الخلق، كلما كانت تحاول ملاقاته كان مشغول بالبحث عن ماكس و كان التعب يشمل ملامح وجهه، رفعت ليليا يدها و بدون ان تلمس وجه فكتور مررت يدها فوق وجهه و هي تنظر إليه بتأمل و حسرة
" بالنظر اليك هكذا تبدو شخصا مسالما للغاية و بالطبع وسيم و لكن هذا لا يغير حقيقة ما فعلته بكاثي و أنا لن استطيع يوما مسامحتك على ذلك، ما بيننا لن يغيره شيء إلا الموت "
همست ليليا و هي تشعر بقلبها يعتصر بسبب حالها و ما وصلت اليه، ابتعدت لسنوات عن كل شيء لتجد نفسها بالاخير وسط دوامة لم تحسب يوما حسابها
" قصتنا بدأت بسبب موت و يبدو انها سوف تنتهي بموت آخر لا امل منا على ما يبدو"
اغمضت عيناها مستسلمة لنوم بجانب زوجها و هي لا تريد أن تفكر بالمستقبل و ما الذي قد يحصل بالمستقبل حاليا كل ما تريده هو النوم و الراحة فهي متعبتك للغاية من كل شيء.
باليوم الموالي، استيقظت هيرا و هي تشعر بتحسن بسيط و لكن على الاقل افضل من اليوم السابق، دخلت الينا لتطمئن عليها ثم جلست بجانبها و هي تقول
" كيف تشعرين يا حلوة؟"
" افضل من البارحة"
" هذا جيد و لكن ماري لا تبدو بخير "
اعتدلت هيرا بالجلوس و هي تستند على مقدمة السرير قبل أن تتحدث
" هل ذهبت لرؤيتها؟ كيف كانت؟"
" جامدة حرفيا، لا تقوم بأي حركة فقط نائمة فوق سريرها و تنظر إلى السقف بجمود"
وقفت هيرا من مكانها و توجهت مغادرة غرفتها نحو جناح ماري مع الينا التي تلحق بها و هي لا تعرف ما الذي قد تقوم به هيرا
دخلت هيرا الغرفة و توجهت إلى النوافد بغرفة ماري تفتح الستائر مما جعل ماري تسحب الغطاء فوق وجهها، اغلقت الينا الباب خلفها و هي تشاهد ما يحصل بين بنات بروفاسي بتعجب
" انهضي "
تحدثت هيرا و لكن لا اجابة من ماري مما جعلها تتوجه نحو سريرها و تسحب الغطاء رامية اياه بعيدا ثم كررت بإصرار اكبر هذه المرة
" ماريا بروفاسي انهضي من هذا السرير حالا "
و اخيرا تحدثت ماري و هي تنظر نحو هيرا برود تام و قد كان صوتها عبارة عن همس بالكاد استطاعوا سماعه
" لا اريد "
" انهضي ماري حالا "
" اخبرتك لا اريد انا متعبة "
توجهت هيرا نحو ماريا و حاولت سحبها من السرير بالرغم من انها مريضة و بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها لكنها لم تستطع تجاهل ابنة عمها فهن كالاخوات، كانت ماري تسحب يدها من بين يدي هيرا و هذا ما ازعجها اكثر مما جعل هيرا تصفع ماريا بكل قوة جعلتها تجلس على سريرها و هي تضع يدها فوق وجهها بصدمة
نظرت الينا نحو الإثنيتين بعدم تصديق ثم تمتمت و هي تشعر بالأسف نحو ماري
" ما بال هذه العائلة مع العنف يا ترى"
كانت ماريا تنظر نحو هيرا بصدمة و لكن اقتربت منها هيرا اكثر و سحبتها لتقف ماري هذه المرة من سريرها و هي لا تزال غير مصدقة لما حصل قبل قليل لتقول هيرا بجدية
" انت ماريا بروفاسي و اللعنة، و تعلمين جديا ان بنات بروفاسي لا يبكين على اي شيء و خصوصا بنات بروفاسي لا يبكين من اجل وغد لذلك اجمعي اشتات نفسك حالا و عودي الى وعيك سوف يريد والدك و اخوك رأيتك و بالطبع لن تريدي لهم ان يروك هكذا "
تنهدت ماري بتعب نفسي و هي تجلس فوق سريرها قبل ان تتحدث بصوت حزين
" انا متعبة هيرا أقسم بأنني متعبة "
" ماري انظري الي "
وضعت هيرا يدها تحت ذقن ماري و جعلتها ترفع رأسها فنظرت لها الأخرى بصمت و هي تسمع هيرا تسألها بجدية
" من انت؟"
" هيرا ارجوك "
" هيا اجيبيني من انت ؟"
" ماريا انا ماريا مايكل بروفاسي "
تحدثت ماريا ببرود و هي تنظر نحو هيرا التي ابتسمت عند سماع جوابها و هي تومىء لها ثم اضافت
" جيد انت تذكرين ذلك على الاقل، و الان تحركي نحن لسنا من نبكي خلف عاهر بل نحن من نجعله يبكي "
ارتجف جسد ماريا ثم نظرت نحو هيرا ليتعانق الفتاتين بقوة ثم تحدثت ماريا بصوت جامد و عيون واعدة
" ساجعله يتمنى الموت و لا يجده "
" بالضبط هذا ما سوف تفعلينه و هذه ماري التي اعرفها "
ابتسمت ماري بشر و هي تتوجه الى الاستحمام و كأن شيءا لم يكن
لتقول الينا بتعجب و هي تقترب من هيرا
"لماذا انا لست مطمئنة لما حصل هنا قبل قليل؟"
سعلت هيرا بضع مرات ثم ابتسمت و هي تنظر إلى الباب المغلق خلف ماريا و هي تقول
" ليون ألفارو سيعلم ما معنى اللعب مع احد بنات بروفاسي "
" ماذا ستفعلن هل ستخبرن ماكس و الباقي؟"
ضحكت هيرا بقوة مما جعلها تسعل من جديد ثم نفت براسها و هي تجيب على سؤال الينا
" لا عزيزتي هذه مسألة ماري لوحدها و هي فقط من ستجعله يدفع الثمن"
" هذا يبدو سيءا"
" هذا سيء حقا ذلك الوغد سيندم على ما فعله كليا"
" أحسست بأن روميو امامي الآن "
ضحكت هيرا بغرور و هي تغادر غرفة ماري مع الينا ثم ارجعت شعرها الى الخلف
" هذا شيء وراثي عزيزتي"
"واضح واضح"
"و انت لست هينة يا قطة اعلم ما تفعلينه لماكس"
"ماكس زوجي و انا حرة لالعب به قصدي العب معه"
ضحكت الفتاتين لتغمز هيرا إلى الينا و هي تقول
" ماكرة "
" اوه يبدو انك قد تحسنت bambina "
سمعت هيرا صوت ديمن خلفها مما جعل جسدها يتصلب و الابتسامة تنمحي من فوق شفتيها تلقائيا و بدون أن تستدير و لا ان تجيبه توجهت نحو غرفتها و هي تقول
" الينا عزيزتي لنلتقي عند البوابة سوف اغير ثيابي و نذهب إلى الجامعة معا "
" حسنا حلوتي لنفعل "
غادرت هيرا دون التحدث مع ديمن مما جعله يغضب مثل الأطفال و هو يريد اللحاق بها مما جعل الينا تضحك و هي تجيبه بخبث
" ماذا حصل ديمن؟ هل انت منزعج من شيء ما؟"
" هل رأيت ما الذي فعلته؟ لقد تجاهلت وجودي حرفيا "
" إذا؟ اين المشكلة؟"
" ما الذي تتحدثين عنه الينا، هيرا لا تتجاهلني أبدا "
" حسب ما رأيت لقد فعلت البارحة و اليوم هذا يعني ان هيرا تستطيع تجاهلك "
" لا هي لا تستطيع شيء ما قد تغير "
تحدث ديمن بعدم فهم و هو يمرر يده بداخل شعره بعصبية لتضحك الينا على حاله فزوجها منذ البارحة لم يعد و هي قد تعودت على حالات الاختفاء التي يقوم بها بين الحين و الآخر لكن ابناء بروفاسي يبدو انهم لا يستطيعون تحمل ذلك
" بالطبع هناك شيء تغير ديمن انت فقط من تستطيع اكتشاف ذلك راجع نفسك و راجع كل ما قمت به معها و عندها فقط سوف تكتشف "
بنيويورك، دخل ديفيد منزل ليون الذي كان مظلم للغاية و قوارير من النبيذ و المشروب فارغة و ملقاة بكل مكان بينما كان ليون ينام على الأريكة و حاله مزر
" استيقظ ليون ما هذا؟ والدك كان يحاول الوصول اليك منذ البارحة "
ليون الذي كان ينام على بطنه جلس بتكاسل و بدأ يمسح على وجهه بتعب ليقول ديفيد و هو يضع القوارير الفارغة بعيدا ليستطيع الجلوس بجانبه
" رائحتك كريهة للغاية يا رجل اذهب و استحم "
" ما الذي تريده ديف؟"
" والدك يحاول الوصول اليك و لكن هاتفك مغلق و هو قلق للغاية و يقول ان الموضوع مهم للغاية "
اومىء ليون و هو يبحث بين الاغراض عن هاتفه ليكتشف بأنه مطفىء حقا، وقف و توجه يضعه بالشاحن ليقوم بتشغيله من جديد و سرعان ما تصلب كليا و هو ينظر لصورة ماريا على شاشة الهاتف و هي مبتسمة بشكل مشرق
" ليون هل تستمع لما اقوله؟"
اقترب ديفيد من ليون يريد معرفة سبب تصنمه مكانه لينظر إلى الهاتف و سرعان ما شعر بخيبة من الامل و هو يقول
" الم يكن الأمر قاسيا للغاية عليها ؟"
" لا.. لم يكن هي لم تذرف دمعة واحدة "
وضع ليون الهاتف و توجه إلى الحمام من اجل الاغتسال ليتوقف مكانه و هو يسمع صديقه يقول من الخلف
" يا رجل، لقد غادرت البلد بأكمله ليلتها لم تستطع ان تنام بنفس المدينة التي توجد بها و تقول بأنها لم تبكي"
" غادرت؟"
همس ليون لنفسه و ارتعشت عيونه و لكن سرعان ما ابعد اي مشاعر قد تسيطر عليه و هو يتوجه ليستحم بينما الأفكار تحتل تفكيره كل شيء قد تغير بين ليلة و ضحاها، لقد خطط لكل شيء إلا شيء واحد لم يخطر بباله و لو لجزء من الثانية ان يقع بحبها
بعد ان انتهى من الاستحمام طلب من ديفيد أن يحجز له تذكرة عودة إلى إيطاليا ما دامت ماريا غير موجودة هنا لا داع لبقائه هنا بعد الان
عند هيرا و الينا، كانت الفتاتين قد انتهين من حصصهم و متوجهين للعودة و يتحدثون فيما بينهم ليقترب ديمن من هيرا و هو يتحدث مع روميو ثم مد يده نحو حقيبتها و كانت تمدها له مثل عادتها و لكنها توقفت مكانها، منذ ان كانت طفلة كان ديمن دائما ما يحمل حقيبتها كان الأمر طبيعي للغاية بينهم و لكن كل شيء قد تغير
تنفست هيرا بعمق و هي تكمل طريقها مع الينا دون رفع راسها مما جعل ديمن ينصدم و هو يشاهدها تمر بجانبه تاركة يده ممدودة لوحدها. تقدم ديمن نحوها كالمعتاد مطالبا بالحقيبة و لاول مرة ترفض هيرا و تكمل طريقها
" bambina الحقيبة؟"
"لا داعي لذلك أنا سوف احملها شكرا"
تحدثت هيرا برسمية و تابعت طريقها، ديمن الذي كان دائما يحتج انه يحمل حقيبتها بكل مكان تصنم بمكانه مصدوم مما حصل و نظر اليها بغير تصديق كيف؟ ماذا؟ لماذا؟ فكر بينه و بين نفسه و سرعان ما لحق بها يريد ان يعرف السبب و هو يحاول حمل حقيبتها إلا انها رفعت يدها و دفعته بعيدا و هي تقول بحدة
" اخبرتك انني لا اريد شكرا "
" هيرا... هيرا ما الذي حصل؟"
" لا شيء فقط نضجت قليلا اليس هذا ما تريده؟"
"أنا لم اقل.."
صمت ديمن للحظة يحاول معرفة ما الذي حدث ثم تذكر ما قاله يومها بعد الحفل عن كونها غير ناضجة و طفولية ليقول مكملا
" هل استمعت لحديثي تلك الليلة؟ هل كنت هناك؟"
فكرت هيرا بالإنكار و لكنها ليس شخص لا يقبل المواجهة رفعت راسها تنظر إلى وجه ديمن المتساؤل و هي تقول بجدية
" نعم "
ضحك ديمن بسخرية و هو ينفي براسه كل ما حصل و حاول أن يشرح لها
" أنا لم اقصد ..."
" لا يهم بعد الان "
تحدثت هيرا بجدية و هي تتخطى ديمن لتتوجه لسيارة روميو و تجلس بداخلها تاركة الثلاثة يناظرونها بعدم فهم، رفعت الينا كتفيها بخيبة امل و دون النطق توجهت نحو السيارة التي خصصها لها ماكس حيث كان لوك يفتح الباب بانتظارها بينما نظر روميو إلى ديمن
" مهما كان ما حصل يا ديمن لا يبدو ان هيرا مستعدة للمسامحة هذه المرة "
" و لكن..."
حاول ديمن التبرير ليتوجه روميو نحو سيارة ليغادر الجميع مما جعل ديمن مجبرا على المغادرة و هو يتذكر كل ما حصل يومها، هل كسر قلبها؟ و لكن .. توقف عقله لا يستطيع التفكير بأي شيء فما يحصل معه الان لم يحصل سابقا حسنا هذا ما اراده دائما و لكنه يشعر بشعور غريب لا يعرف ما هو
بعد دخول القصر ركضت هيرا نحو ماريا التي كانت تجبس على طاولة الغداء مع الجميع سعيدة بوجودها و خروجها من غرفتها لتعانقها بشدة و هي تشجعها بصوت منخفض لم يسمعه اي شخص ما عدا ماريا
بعد الغداء كانت ماريا جالسة بالحديقة تنظر نحو المسبح بصمت و تصرفاتها كانت غريبة للغاية، فقد كانت باردة و غير مهتمة بأي شي لتجلس الينا بجانبها و هي تمد لها كأسا من القهوة
" شكرا "
تمتمت ماريا و هي تأخذ الكاس من الينا ليجلس الفتاتين بجانب بعضهم البعض بصمت دون التحدث بأي حرف فقط ماريا كانت تتنهد بعمق بين الحين و الاخر لتستدير الينا ناظرة اليها قبل ان تسألها
"ماري عزيزتي هل انت بخير؟"
ارتشفت ماريا رشفة من قهوتها قبل ان تومىء بصمت و هي تقول بهدوء
" بافضل حال "
" لا تتصنعي القوة ماريا اذا اردت البكاء ابكي و بعدها كوني قوية و لكن افرغي حزنك ابكي اصرخي اكسري و لكن افعلي شيءا "
نظرت ماريا نحو الينا لفترة ثم نظرت امامها و هي ترتشف من قهوتها من جديد قبل أن تتحدث بجدية
" بنات بروفاسي لا تبكين يا إلينا انت تعلمين القاعدة"
ضحكت الينا بسخرية و هي تضع كأس قهوتها فوق الطاولة قبل أن تأخذ كأس ماريا واضعة اياه فوق الطاولة ايضا قبل أن تمسك بذراعي ماريا مديرة اياها نحوها قبل أن تتحدث بجدية فإلينا بالرغم من كل شيء تعتبر ماريا و هيرا اخوات لها
" ماريا، عزيزتي، هذه قاعدة غير منطقية أبدا من يريد البكاء ليبكي ما الذي قد يحصل يا ترى ؟ "
" لا يجب اظهار ضعفك لاحد "
" و ما الغلط من اظهار الضعف؟ ما الغلط في البكاء؟ نحن مجرد بشر و حتى البكاء من حقنا بل هذا ابسط حقوقك يا ماريا بعد كل ما عانيته "
ارتجف جسد ماريا و مررت يدها فوق صدرها و هي تشعر بدقات قلبها تتسارع قبل أن تهمس بصوت خافت و الحزن واضح عليه
" لقد استغلني لكي ينتقم من عائلتي و انا كالغبية وقعت بفخه و أحببته "
تنهدت الينا على حال صديقتها و عانقتها بقوة مقربة اياها منها و هي تمسح على شعرها بحنان ليبقى الفتاتين جالستين بصمت فلا داعي لقول شيء آخر
بالجهة الأخرى توجه روميو نحو غرفة اخته يريد التحدث معها بعض ان لاحظ تغير حالها و خصوصا في علاقتها مع روميو، طرق روميو على باب جناح اخته التي كانت تجلس على سريرها و هي تقرا كتابا
" هل استطيع الدخول؟"
" بالطبع تستطيع "
ابتسمت هيرا و هي تضع كتابها جانبا قبل ان تقف مقتربة من أخيها و هي تأخذ كأس الشاي الدافئ من بين يديه ليجلس كلاهما فوق الأريكة
" إذا ؟"
" إذا ماذا؟"
اجابت هيرا بعدم فهم و هي تسعل بقوة بسبب مرضها ليمرر روميو يده على ظهرها قبل ان يضيف بهدوء و هو يبتسم لها
"إذا ألن تخبري أخاك الحبيب و الوحيد ما الذي يحصل معك يا حلوتي بل و تحديدا مع ديمن؟"
صمتت هيرا لمدة لا تعلم ما الذي يجب قوله فهي لا تستطيع أن تنكر اكثر من ذلك و بالطبع هي لا تسطيع اخفاء شيء عن اخيها لتقول باستسلام
"لا شيء حقا فقط قررت ان لا احب شخصا لا يريدني"
"هل انت متاكدة ؟ لقد مضت سنوات على حبك لديمن هل من السهل ان تمضي قدما؟"
" لا، ليس سهلا و لكنه ليس مستحيل إذا كان هناك شخص لا يرغب بي فسوف أتحامل على نفسي و اوقف ذلك الحب الذي لن يحدث اي شيء فقط معاناتي"
ظل روميو متصنما و هو يسمع ما تقوله اخته، هل هذا يعني ان جوليا شعرت بهذا الشيء؟ هل هذا ما حصل بينه و بين جوليا ؟ هل اختارت نفسها لانه أذاها بسبب ما يقوم به؟ و لكنه لم يعدها يوما بشيء هو لا يستطيع أن يحب جوليا كما انه لن يحبها غيرها هو غير صالح للحب.
بعد ان توجه روميو نحو غرفته و هو شارد بكل ما حصل وصله اتصال من ديمن الذي اخبره عن وجود دان خطيب جوليا باحد الحانات التي تعود للعائلة يحتفل لان غدا خطوبته الرسمية على جوليا، مما جعل روميو يتوجه إلى هناك مباشرة دون تفكير
دخل روميو مباشرة متوجهة نحو الطابق العلوي حيث كان ديمن يتواجد ليدخل بسرعة و هو يقول
" اين هو ؟"
" cugino انت هنا إذا "
تحدث ديمن باستفزاز و هو لا يزال على حاله ليمسكه روميو من قميصه رافعا ديمن من الكرسي و هو يقول بغضب
" هذا ليس وقته ديمن اخبرني اين الوغد؟"
" حسنا حسنا اهدء هو بالطابق الثاني بغرفة الشخصيات المهمة الثالثة "
توجه روميو إلى هناك مباشرة ليلحق به ديمن و هو يضحك بقوة و استمتاع من كل ما يحصل او ما الذي سوف يحصل. فتح باب الغرفة حيث كان دان يحتفل مع اصدقاءه و بعض الفتيات فغدا خطوبته الرسمية و بعد اقل من اسبوعين حفل زفافه على جولييت ميغيل الفتاة التي كانت محرمة على الجميع و لكن هو استطاع الوصول لها
بمجرد دخول روميو الغرفة شاهد دان يرقص مع فتاتين و هو بحالة من السكر ليشير روميو إلى الجميع بالمغادرة دون النطق بحرف و قام الجميع بما امر به روميو فلا احد يريد ان يعارض روميو بروفاسي
جلس روميو على احد الكراسي و كان دان يقف مكانه و هو يتمايل قليلا بسبب شربه الكثير ليسمع صوت روميو الحاد
" الم أحذرك من قبل؟"
تذكر دان ما حصل معه من قبل بسبب روميو الذي حاول اكثر من مرة ابعاده عن جوليا و لكنه لم يبتعد بل عانده و قام بالخطبة
" روميو ما الذي تفعله هنا؟"
" انت بممتلكات عائلتي إلا تعرف؟"
نفى دان و هو يتحدث بجدية فبالرغم من ان روميو صديقه و لكنه يعلم ان روميو شخص محنون و يستطيع الانقلاب على اي كان
" لا لم اكن اعلم و أنا لست هنا لاثارة اي مشاكل"
"انت بالفعل اثرت المشاكل عندما تجاهلت تحذيري للجميع و قررت الاقتراب من جوليا"
"روميو أنا حقا احبها "
بمجرد سماع ما نطق به دان ثار روميو و جن جنونه و هو يقف من مكانه منقضا عليه و بدأ يضربه بقوة بينما كان ديمن جالسا ياشهد ما يحصل باستمتاع
" لا يحق لك ان تحبها "
بالرغم من كل ما يصيبه بصق دان الدم من فمه على الارض و هو يتحدث بغضب
" ما الذي تهذي به انت؟ لقد وضعنا الخواتم و غدا خطوبتنا الرسمية حيث سوف نعلن يوم الزفاف انت لن تستطيع منع ذلك يا روميو"
صمت روميو و هو ينظر إلى دان ثم ضحك ضحكة شريرة ليضع ديمن يده فوق عينيه و هو يحرك رأسه بأسف على الشيء الذي سوف يحصل الان ليصدر صوت إطلاق نار و صراخ بعده.
على جزيرة بروفاسي، كانت ليليا تشعر بالملل الشديد فهي لا تقوم بأي شيء ما عدا مشاهدة التلفاز او قراءة الكتب، خرجت حول المنزل مرة او مرتين و لكنها لم تجد اي شيء ممتع للقيام به لتعود الى المنزل بصمت
دخل فكتور المنزل و هو يضع هاتفه بجيب سترته الإيطالية الأنيقة قبل أن يجلس على الأريكة بجانب قدمي ليليا المستلقية و لكن ذلك لم يجعلها تسحب قدمها كل ما قامت به كان قلب الصفحة التي تقراها و هي تنظر نحو كتابها بهدوء شديد
" غيري ثيابك سوف اخدك من اجل العشاء بمطعم جميل"
تعجبت ليليا من كلامه فهي لم تكن تعلم ان هناك مطعم على هذه الجزيرة لتقول بعدم تصديق
" مطعم؟ هنا؟"
" اجل"
" هل حقا يوجد مطعم على هذه الجزيرة ؟"
ضحك فكتور بقوة فقد كانت متعجبة للغاية و شردت ليليا بشكله فقد كان وسيما للغاية و لكنها لا تستطيع الوقوع بحبه حتى لو أردات
" هذه جزيرة سياحية العديد من السياح يزورونها المنطقة التي نحن بها الان هي منطقة خاصة لا يستطيع أحد دخولها لذلك لم تري اي شخص و لكن يوجد سكان محليين يعتنون بالمكان"
" اوووه"
تعجبت ليليا مما تسمعه لتغلق كتابها و هي تضعه جانبا قبل أن تقول بغرور
" و اين يوجد هذا المطعم؟"
" على الجهة الخلفية من الجزيرة "
اومات ليليا و توجهت تغير ثيابها و هي تخطط للبحث عن طريقة للهرب من هذا المكان لتبتسم لنفسها على ذكاءها. ارتدت فستانا ليليا فستانا أحمرا أنيقا و توجهت تحمل حقيبة صغيرة بين يديها متجاهلة يد فكتور التي ندها لها عند الدرج لتتجه نحو السيارة و هي تشير إلى فكتور و كأنه سائقها
" هيا سوف نتأخر "
ضحك فكتور و هو يتوجه ليجلس بجانبها متوجها إلى الجهة الخلفية من الجزيرة ، انبهرت ليليا مما تراه فقد كان كل شيء بسيط و تقليدي و بالرغم من ان عدد السكان كان أقل من العادي و لكن على الاقل يوجد بشر بهذا المكان الذي حبسها به فكتور
طلب فكتور الاكل لكلاهما و لكن ليليا اوقفت النادل و اختارت اطباقا اخرى بالرغم من انها لا تعرف ما كانت و لكنها قررت فقط معاندته و هذا الشيء عوضا عن ازعاج فكتور بل جعله يبتسم بصمت و هو ينظر اليها بهدوء
شعرت ليليا بنظراته فاستدارت تنظر الى البحر خارج المطعم الذي يتواجدون به قبل ان تتحدث
" لماذا لم تخبرني ان هناك اماكن بهذه الجزيرة سابقا؟"
" و من اين ظننت الطعام يأتي ؟"
لعنت ليليا غباءها فقد ظنت ان فكتور من كان يطبخ و لكنها لم تعترف له بشيء فقط رفعت كتفيها بعدم اهتمام ثم وضع النادل الطعام مقابلهم لتفتح ليليا عيناها باشمئزاز و هي تشاهد طبقها فقد طلبت محارا غير مطبوخ
" كلي Caro؟"
تحدث فكتور و هو يقوم بقطع شريحة اللحم بطبقه على شكل قطع صغيرة، نظرت ليليا إلى زوجها لتلمح ابتسامة صغيرة على شفتيه مما ازعجها لتحمل شوكتها و هي تقلب الطبق
" سوف اكل عندما اريد "
" حسنا كما تريدين"
كانت نظرات ليليا لطبقها نظرات اشمئزاز و لم تستطع أن تأكل شيء لتضع يدها فوق فمها مانعة نفسها من الاستفراغ ليأخذ فكتور الطبق من امامها و يبدله بطبقه لترمش ليليا بعدم فهم و هي تشاهد فكتور يمد الطبق نحو النادل الذي قدم له طبق شريحة اللحم مثل التي وضعها فكتور بجانبها لتكتشف بأن النادل قد جهز الطعام الذي طلبه فكتور اولا و لكنه احضر ما ارادته ليليا لان فكتور اشار اليه بذلك
دون شكر فكتور حتى بدأت ليليا الاكل بصمت مع زوجها، بعد ذلك احضر النادل طبق الحلوى الشهيرة بالمطعم لتنظر ليليا إلى فكتور و هي تقول بعدم فهم
" أنا لم اطلب هذا "
" هذا طبق المطعم الشهير أنا طلبته لانني اردت منك تجربته اعلم بأنك تحبين الحلويات بشكل خاص "
نظرت ليليا إلى زوجها بعدم تصديق فلا احد يعلم ذلك سوى اخوها، لان والدتها لم تهتم بها يوما بل كانت تمنعها عن اكل الحلويات لتكون رشيقة مثل اختها.
" لماذا تفعل ذلك؟"
" افعل ماذا؟"
نظر فكتور نحو ليليا بعدم فهم و هو يرتشف من نبيذه الأبيض بهدوء مما جعل ليليا تنزعج و هي تشرب كأسها دفعة واحدة من اجل الحصول على بعض الشجاعة ثم قالت غاضبة
" لماذا تهتم بما أريده و لا أريده ؟"
" انت زوجتي "
" اللعنة عليك و على زواجك هذا لا تصبني بالجنون "
" Caro.."
قاطعته ليليا و هي تشير الى النادل لاحضار اقوى مشروب موجود بالمطعم لينظر النادل نحو فكتور و كأنه يطلب الإذن لتلقي ليليا المنديل الابيض عليه مما جعله يومىء نحو النادل الذي احضر ما طلبته ليليا لتشرب اول كأس دفعة واحدة و هي تقول
" انت قاتل اختي "
صمت فكتور و هو يصب لنفسه القليل من المشروب و يرتشفه دفعة واحدة مثل ما قامت ليليا دون التحدث لتضيف ليليا
" أنا لا استطيع أن أمثل لقد فعلت ذلك لسنوات ، مثلت كثيرا امام والدتي لكي تحبني، مثلت امام اختي لكي تتقبلني ، مثلت امام ابي لكي لا ينزعج على حالي و مثلت على اخي لكي لا يتشاجر من اجلي لقد مثلت طوال حياتي لكي ارضي من حولي و لكنني لا استطيع القيام بذلك اكثر من هذا"
نظر فكتور نحو ليليا و هي تشرب من جديد كأسا آخر دفعة واحدة ليقوم بالمثل و هو يستمع لما تقوله بصمت دون ازعاجها
" أنا تعبت من كوني يجب ان اكون الفتاة المثالية التي تهتم بالجميع ، و عندما ظننت ان حياتي تغيرت و كل شيء على ما يرام و لمست الحرية وجدت نفسي اعود لنقطة الصفر و اجد نفسي اصبحت مجرد فدية بشيء لا علاقة لي به "
"ما الذي تريدنه Caro؟"
" اريد ان اعيش حياتي بسلام، اريد ان اعيش حريتي"
" و كيف سوف تحصلين على حريتك هاته "
" بالابتعاد عنك، بالعودة إلى حياتي السابقة "
" هل سوف تكونين سعيدة بالابتعاد عني؟"
" اليوم الذي سوف أتحرر فيه منك سوف يكون اسعد يوم بحياتي"
بعد انهاء اكثر من قنينتين من المشروب توجهت ليليا الى خارج المطعم و هي تغني بصوت عالي بينما تترنح بمشياتها و قد سكرت كليا، كان فكتور كذلك بحالة من السكر و لكن حالة ليليا كانت اسوء
عندما كانت تتمشى سقطت ارضا و انكسر كعبها ليتوجه فكتور نحوها ليجلس بجانبها، اعادت ليليا شعرها إلى الخلف و نظرت اليه بقرف و غضب و هي تضربه بخفة على وجهه و لكنها لم تجب على سؤاله لها
"هل انت بخير Caro؟"
وقفت ليليا محاولة الذهاب لينخفض فكتور مقابلها من اجل حملها و لكنها منعته و هي تدفعه بعيدا و بسبب سكره سقط ارضا ليسمعها تقول غاضبة
"ماذا تفعل انت؟"
" انكسر كعبك و اردت أن أحملك كمساعدة"
قلبت ليليا عيناها و هي تزيل الحذاء و ترميه نحو فكتور ثم وقفت حافية القدمين و هي تقول بغضب طفولي
" لا داعي لذلك "
ثم ذهبت بطريقها بدون حذاء مما جعل فكتور يحمل حذاءها و هو يبتسم في سره ليتبعها و هو يشير نحو حراسه باحضار السيارة
" عنيدة و لكنني على ما يبدو احبك "
سحب فكتور ليليا باتجاه السيارة غير مهتم لصراخها بأنه يخطفها ليتوجه السائق نحو البيت من جديد. بمجرد دخولها توجهت ليليا نحو المشروب من جديد ليحاول فكتور سحبه من بين يديها و لكنها اصرت على جعله يشرب معها إلى ان سقط كلاهما ارضا بسبب حالة السحر التي وصلا لها
كان فكتور مستلقي على الارض و ليليا فوق ذراعه و كلاهما ينظر إلى السقف بينما ليليا تغني اغنية ما لم يتعرف عليها لتستدير ليليا تنظر نحو فكتور بشرود قبل ان تقول
" انت وسيم للغاية "
ضحك فكتور بسكر ثم استدار ينظر إلى وجهها و اعاد احدى خصلات شعرها المتساقطة على وجهها خلف أذنها قبل أن يجيبها
" و انت جميلة للغاية"
ضحكت ليليا بقوة بالرغم من انها سكرانه و قالت بتعجرف
" اعلم ذلك عزيزي، الجميع يراني جميلة"
" أنا لا اراكي مثل الجميل، بالنسبة لي أنا أرى الطفلة الجميلة التي قابلتها قبل سنوات، ارى الامرأة القوية التي تدافع عن حقوقها، بالنسبة لي اراكي مختلفة عن الجميع انت الأجمل بعيني بل لا يوجد اجمل منك "
ارتعش جسد ليليا لما تسمعه و اعتدلت تجلس ليجلس فكتور و هو يميل برأسه إلى الجانب و هو لا يزال يطالعها بعيون شاردة و بدون سابق انذار اقتربت ليليا من فكتور مقبلة اياه اول قبلة لها
" ما الذي تفعلينه؟"
تحدث فكتور و هو يبعد ليليا عنه و يقف مكانه بالرغم من انه بحالة من السكر إلا انه يعلم أن آخر شيء تريد ليليا القيام به هو تقبيله
" انت لست بوعيك Caro؟"
وقفت ليليا ثم اقتربت من فكتور و هي تقبل هده و عنقه قبلات متتالية ثم اسقطت سترته ارضا و هي تقول
" لا يهم "
" ليليا لا تفعلي لا اريدك ان تكرهيني اكثر مما تفعلينه الان "
" بكلتا الحالتين أنا أكرهك فكتور و ما سوف نقوم به لن يغير شيء انت زوجي و أنا حاليا احتاجك "
" لا تفعلي.."
قاطعت ليليا كلامه و هي تقبله بشغف ليبادلها بينما يديه كانت تتحسس جسدها دون انقطاع اتصال شفتيهم، ابتعدت ليليا لدقيقة محاولة استرجاع تنفسها مما جعل فكتور يضع رأسه في فجوة عنقها يستنشق رائحتها كالمغيب. كان فكتور كالمدمن الذي وجد جرعته بعد مدة من الانقطاع.
" يا الهي رائحتك مسكرة Caro"
كانت العديد و العديد من المشاعر تتضارب بداخل ليليا و لكنها لم تكن قادرة على التحكم بنفسها اكثر من ذلك وقفت مكانها ليتبعها كالمخدر و هو يشاهدها تفتح فستانها من الخلف ليسقط بين قدميها و كان فكتور يتابع كل ما تقوم به بتأن و تنفسه يتسارع اكثر فأكثر لتضحك ليليا بدلع و هي تقترب منه، وقفت على اصابعها و وضعت كلتا يديها خلف عنقه تقبله بشغف لم يستطع فكتور ان يصبر اكثر من ذلك ليحملها بين ذراعيه دون انقطاع قبلتهم المثيرة و هو يتحرك معها الى الغرفة بالطابق العلوي.
" افتحي الباب Caro بسرعة "
تحدثت فكتور بلهفة لتبتعد ليليا عنه و تفتح الباب ليستغل فكتور ذلك الوقت و بدأ يقبل عنقها مما جعلها تضحك بقوة ثم ضربته صفعة على وجهه بعد أن عضها من عنقها لتقول
" حيوان بروفاسي ماذا فعلت؟"
" اريد ان استغل هذا اليوم بحذافيره "
" استغل زوجي العزيز لانها لن تتكرر "
رمى فكتور ليليا فوق السرير و توقف لبرهة ينظر اليها بعيون مشعة تأكلها حرفيا، كانت جميلة للغاية و شعرها البني الطويل منسدل فوق السرير مثل حورية بحر مغرية. بدأ يفتح ازرار قميصه بينما عينيه تنظر إلى كل جزء من جسدها صدرها الممتلىء حيث كانت لا ترتدي حمالات صدر بسبب الفستان، نزولا إلى قدميها البيضاء الرشيقة و سروالها الداخلي الأسود ليصبح اللون الأسود و من هذه الدقيقة لونه المفضل فقد كان يبدو مغريا مع بشرتها البيضاء مما جعله يلعن
" اللعنة Caro انت اجمل من ما يمكن ان أتخيله "
اتكأت ليليا فوق يديها و هي تعض فوق شفتها السفلية تشاهد زوجها يرمي قميصه و بدأ يفتح زر سرواله لتقول بإغراء و هي تميل برأسها قليلا إلى الجانب
" هل تخيلتني من قبل؟"
" كل يوم، بكل مكان، بكل الطرق الممكنة "
ضحكت ليليا بقوة و هي تسحب فكتور من سرواله الذي فتح زره ليسقط فوقها و لكنه كان يضع يديه فوق السرير لكي لا يضغط عليها بثقل جسده، مررت ليليا أناملها فوق وجهه بكل هدوء مما جعله يغمض عينيه غير قادر على تحمل ما يشعر به ليسمعها تهمس بأذنه قبل عضها بإغراق
" إذا ما الذي تنتظره من اجل ان تبدأ بالتطبيق "
نظر فكتور و ليليا لبعضهما البعض، كانا يعلمان بأنهما متأثران بسبب الخمر و يعلمان بأن ما يحصل فقط بسبب ما شرباه و لكن لا احد منهم كان مستعدا للابتعاد و لا للانسحاب ليس بعد الان ليقبل فكتور شفتيها ببطء شديد ثم وضع جبينه ضد خاصتها بينما كان كف يده الايمن يبعد شعرها خلف أذنها و عيناه لم تفارق عينيها ثم قال
" اعلم بأنك سوف تكرهيني بعد هذا و لكنني لم ابدء الامر و لا استطيع التوقف الان"
" أنا أكرهك بكل الحالات فيك و لكنني لن استطيع أن أسيطر على مشاعري الان و صدقني سوف أكرهك غدا و لكنني لا استطيع التوقف كذلك "
تحدثت ليليا و هي تميل برأسها نحو كف يده ثم ختمت كلامها بتقبيله دون أن تفصل اتصال عيناها بخاصته ليقول و هو ينحني نحوها
" اتركيني احبك هاته الليلة و غدا اكرهيني كما تريدين"
و بدون اعطاءها فرصة لتحدث او الاعتراض التصق فكتور بليليا مقبلا شفتيها بقوة و شغف و حب و لهفة و كأنه يمتص كرهها أو ربما خاصته و قد أحكمت يديه امساكها رافضا تركها.
مع كل حركة كان فكتور يقوم بها كانت ليليا تحس بجسدها يخونها بل كان متشوقا لمبادلته بقبل أقوى و أكبر. مما جعلها تبادله كل قبله المجنونة بكل ما تملكه. احست بيداه تاخذ مسارا لذيذا فوق جسدها بطريقة مثيرة، و كأنه يحاول التعرف على كل تفاصيل جسمها.
" لا أظنني سوف أستطيع أن أنسى كل تفاصيل هذا الجسد المغري و المضي قدما بحياتي "
شهقت ليليا بقوة عندما أفلت فكتور شفتيها حيث بدأ يقبل ببطئ شديد عنقها نزولا إلى صدرها و هو يتلذذ بكل حركة يقوم بها، كان صدرها يتحرك بقوة محاولة استرجاع الهواء لداخل رئتيها، بينما كان فكتور منغمس برسم خط من القبل العميقة فقد كان كشخص عطشان و لا يروي شيء عطشه غير تلك القبل. يديه تحركت بحرية فوق نهديها يعصرهما كفاكهة محرمة وقعت بين يديه و هو الان يريد أن يكتشف سبب تحريمها، كانت مخدرة لدرجة أنها لم تلاحظ إزالته لسرواله الداخلي و وجوده عاريا فوقها.
"أظنني سوف ادمن هذا Caro و لن يستطيع شيء غير جسدك أن يلبي رغبتي بك"
همس فكتور باذنها ببحة مغرية و هو يمتص شحمة أذنها، قبل أن يعود لنهديها ليعطيهم كل تركيزه من جديد و قد كان لسانه يتحرك على جلد نهديها ببطء و اغراء، قام بالعجائب ليجعلها على وشك فقدان صوابها، ثم عضها عضة حب قوية جعلتها تصرخ بنشوة مقربة رأسه إليها، ضاغطة على شعره.
"اااه....فكتور هل انت حيوان ام ماذا"
همست ليليا بصعوبة بسبب تنفسها الذي صار أصعب بسبب ما يقوم به و هي تنظر اليه ليرمش بعينيه مثل الطفل الصغير و هو يقول ببراءة
" اكتشفت بأنني احب رائحة جسدك و عضك يجعلني انتشي "
" سوف تدفع ثمن كل اثر تجده غدا بجسدي "
" رقبتي بين يديك غدا و لكن الان جسدك تحت رحمتي و أنا اريد إشباع كل رغباتي بك فهذه الفرصة لن تأتيني من جديد "
كان كلاهما عاريا فوق السرير، و كانت ليليا مخدرة بفعل لمساته اكثر من المشروب غير مهتمة لما يكن أن يحصل غدا أرادت أن تستلم نفسها لزوجها الوسيم على الاقل هذه الليلة و ان تنسى كل ما حصل او يحصل معها و لو ليوم واحد
" افتحي ساقيك المثيرتين Caro"
تحدث فكتور بنبرة لعوبة و هو يمرر يديه فوق سيقانها و لسانه يمر على سائر عوقها و كأنه يلحس مثلجاته المفضلة لتطيعه ليليا دون تردد.وضع فكتور كلتا رجليها فوق كتفيه ثم و بدون سابق انذار وضع رأسه بعضوها مداعبا إياها بطريقة افقدتها صوابها، فقد كان يمرر لسانه و كأنه طفل صغير أخد حلواه المفضلة.
"اه..اللعنة ما الذي تفعله"
تأوهت ليليا بقوة عاضة شفتها السفلية بينما رأسها يتحرك في كلتا الاتجاهين بفضل المتعة التي تحس بها غير قادرة على فتح عيناها كانت تمسك شعر فكتور بين قبضتي يديها و بدون وعي منها كانت تقربه لها اكثر و اكثر. كانت تحاول التحدث و لكنها لم تكن تعلم ما الذي يجب أن تقوله وضع أصبعه بداخلها مما جعلها تصرخ بسبب المتعة و قد كان جسدها يحترق بفعل حركات أصابعه، لقد كان يثيرها و لم تكن قادرة على الصمود، كانت مستعدة على القيام بكل ما يريد فقط لكيلا يتوقف عما يفعل فهي الان تحتاج إليه بل تحتاجه و بشدة.
" اللعنة فكتور مهما حصل لا تتوقف "
صرخت ليليا و هي تشعر بأنها سوف تموت إذا توقف الان و سرعان ما شعرت بنشوتها، شعرت بالتعب الشديد بعد ذلك و ارادت ان تتوقف للحظة لتستعيد طاقتها و لكن يبدو ان فكتور لم يكن مستعدا لتوقف الان
" اعطني وقتا لأتنفس "
تحدث ليليا و هي تحاول استرجاع تنفسها ليبعد فكتور اعصابه و وضعها بفمه مما جعلها تبلع ريقها بسبب حركته و عندما اغمضت ليليا عيناها لدقيقة فقط شعرت به فجأة يتموضع فوقها لم تعلم ما الذي يحصل أو بالأحرى لم يعطيها وقت لتفكير لتحس به بداخلها بسرعة و قوة.امسكت به من عنقه، غارست أظافرها بجلده ليقبلها مانعا صراخها لقد كانت ضيقة كاللعنة.
"هل أنت بخير Caro ؟"
سأل فكتور بصوت حنون، فأومأت ليليا برأسها غير قادرة على التحدث. بقي ساكنا لمدة بداخلها بدون حراك، يحاول جعلها تتعود على حجمه ، ليبدأ بعدها بالتحرك ببطء شديد، و كل ما قامت به ليليا كان التمسك به أكثر و وضع قدميها حوله مقربتا إياه منها.
كان صوت تأوهاتهم و صراخهم يملأ الغرفة، الشيء الوحيد المسموع داخل الجدران الأربعة كان صوت ارتطامهم ببعض. بدأ يسرع وتيرة تحركه ليجعلها تحس و كأنها تحلق بالسماء. أحست بنشوتها لتعض كتفه بقوة بفعل الشعور اللذيذ الذي جعلها تعيشه، كانت ستفقد عقلها بسبب حركاته التي لم تتوقف بل كانت أقوى و أسرع من ذي قبل لتحس بنشوتها الثانية و لكن هاته المرة شاركها قاذفا بدخلها بقوة، صرخ الاثنان بأسماء بعضهم البعض.
بقي كل من فكتور و ليليا على حالتهم تلك يحاولون استرجاع أنفاسهم، بينما شعور السخونة يضرب بداخلها. أحست بتعب و إرهاق شديدين، لتبدأ جفونها الانغلاق ببطء شديد و قد كان فكتور يقبلها بسائر وجهها بينما يهمس بكلمات لم تستطع تحديدها. كل ما ارادته كان النوم و الراحة، لم ترد التفكير بما حصل الآن أو ما سيحصل غدا ستفكر بكل شيء عند استيقاظها، و بعد ثوان أخذها النوم لتدخل إلى عالم الأحلام تاركة خلفها كل شيء.
" إذا كان بإمكاني إعطاءك شيء بهذه الحياة سوف أمنحك القدرة على رؤية نفسك بعيني حينها فقط سوف تدركين كم انك شخص استثنائي بالنسبة لي Caro"
همس فكتور و هو يشاهد زوجته الجميلة بحضنه ثم سحبها نحوه و هو يعانقها بقوة و كأنها سوف تهرب بأي دقيقة ليغمض عينيه و ينام بعدها و هو يعلم بأن هذا الأمر لن يحدث من جديد و هي لن تسمح له حتى بالنوم بجانبها لذلك هو يريد ان يستغل كل دقيقة يملكها معها.
بقصر بروفاسي، كانت الينا تجلس بغرفتها لوحدها، لقد مرت أيام عديدة منذ رحيل ماكس عن القصر دون أن يتصل او يخبرها بذلك، و أسبوع منذ ان اعترفت الينا بحبها لماكس، أسبوع منذ ان نبذها والدها، أسبوع منذ ان اختفى زوجها، اسبوع و هي تلوم نفسها
لم يكن يجب لها ان تحبه و لو فعلت كان يجب عليها ان تحبه بصمت، ان يبقى حبها بينها و بين نفسها لماذا اعلنته للجميع؟ لم ترى ماكس منذ ذلك اليوم و لكن الشيء الوحيد الذي تعلمه ان شخصا مثله لا يؤثر به اي شيء حتى موت والده لم يفعل فكيف يمكن لها ان تؤثر به و هي التي عرفها منذ مدة قليلة
" الينا عزيزتي هل انت مستيقظة؟"
سمعت الينا صوت هيرا الذي كان لا يزال متعبا و التي طرقت على باب الغرفة قبل ان تدخل، وجدت الينا تجلس بسكون على الكرسي المتأرجح في الشرفة و بين يدها كأس من النبيذ الأبيض الفاخر الذي يقوم والد هيرا رونالد بتجميعهم كجزء من هواية
" جميلتي هل انت بخير ؟"
ارتشفت الينا جرعة من نبيذها و اغمضت عيناها متلذذة بمذاقه و هي تنظر نحو هيرا التي جلست بجانبها و هي تقول بصوت متعب للغاية
" أنا بخير هيرا بل انت كيف حالك؟ لقد لاحظت ما يحصل معك و مع ديمن"
" لا أعلم إذا تأخرت ام لا و لكن اظن بأنني يجب ان اقوم بما اقوم به و لكن ما الامر مع ماكس لم يعد إلى القصر منذ ايام"
ابتسمت الينا بتهكم و هي ترتشف من كأسها من جديد بينما تجيب بكل سكون
" لاحظت ذلك بالطبع"
" هل تعاقبين نفسك يا إلينا ؟"
ضحكت الينا ساخرة ثم وضعت قدميها على الطاولة مقابلها و هي تسأل بحذر مصطنع
" عفوا؟ أعاقب نفسي؟ لماذا قد افعل ذلك يا ترى؟"
" بسبب ما حصل يومها مع ماكس"
" عزيزتي انا لست بشخص يتراجع عن كلامه و اذا قلت بأنني احبه فأنا افعل و هذا يجعلني الطرف الاقوى بهذه العلاقة و ليس الاضعف "
عقدت هيرا حاجبيها و هي تنظر نحو صديقتها بعدم فهم قبل ان تسأل من جديد
" ما الذي تتحدثين عنه بالضبط؟"
تأرجحت الينا بهدوء و هي ترتشف من نبيذها بكل هدوء قبل ان تضيف بجمود
" انا قادرة على مواجهة مشاعري و الاعتراف بها بينما ابن عمك غير قادر حتى على الشعور، قد اكون حزينة على وضعه و لكن لا احد بيده القدرة على تغيير ماكس ما عدى هو بنفسه فإذا لم يكن يريد القيام بذلك ما الذي أستطيع فعله "
" الينا..."
" لا تهتمي لوضعي فأنا قد تقبلته منذ زمن و لكن نصيحة مني لك ابقي قوية هيرا و لو كان قلبك يعتصر بداخلك ابقي صامدة "
صمتت هيرا عن الحديث و بقت جالسة مع الينا لمدة الا ان لمحت روميو يتحدث مع ديمن بالحديقة و من الطريقة التي كانا يتحدثان علمت بأن امرا ما قد حصل او سوف يحصل لتقول بسرعة و هي تقوم من مكانها
" سوف اعود يا حلوتي "
ابتسمت الينا و هي تنظر الى ركض هيرا السريع نحو الخارج بعد رؤيتها لديمن، ثم تنهدت بعمق و هي تنظر الى السماء قبل ان ترتشف اخر جرعة من كأسها و هي تهمس بصوت يمثل كل ما بداخلها من مشاعر
"و كيف لغيابك أن يزيدني تعلقا بك؟ احبا هذا أم جنونا؟"
عندما كانت هيرا تركض نحو الخارج اصطدمت لديمن الذي كان يدخل إلى القصر ليمسك بجسدها قبل السقوط ليتوقف كل ما حولهما لثوان و كأن لا شيء حولهم و لكن سرعان ما عادت هيرا لوعيها و هي تبتعد عن ديمن و تتوجه نحو شقيقها
" ما الأمر؟ "
عقد روميو حاجبه و هو ينظر نحو شقيقته التي دائما ما كانت تستطيع معرفة ما بداخله دون الحاجة إلى ان ينطق بحرف ليقول ببراءة مصطنعة
" ما الأمر يا حلوتي؟"
" ما هذه الدماء روميو؟"
تحدثت هيرا ببرود و هي تسحب قميصه الذي كان يوجد عليه بعض قطرات من الدماء ليرمش روميو و بوجهها و لكن تعابير هيرا لم تتغير ليقبل جبينها و هو يقول بسعادة
" هذه ليست مجرد دماء هيرا هذه مفاجأتي للجميع غدا "
ضحك ديمن بقوة على ما يسمعه من ابن عمه ليدخل روميو القصر و هو يصفر مما جعل هيرا تنظر اليه من الخلف بعدم تصديق و عندما كانت على وشك اللحاق به وضع ديمن يده امامها مانعا اياها من التحرك و هو يقول
" هل لا تزالين غاضبة مني؟"
تجاهلته هيرا كليا و هي تحاول التخلص منه و الذهاب بعيدا و لكنه كان مصرا على التحدث معها ليقف مقابلها مانعا كل خطوة تخطيها و هو يقول
" ما الذي تريدينه من اجل أن تعودي لسابق عهدك ؟"
" شيء واحد بسيط و سهل اريد منك أن تبتعد عني "
" و لكن هيرا نحن مخطوبين "
" كما كنت تقول دائما هذه الخطوبة هي بالإجبار و انت لست موافقا عليها لذلك تصرف حسب ذلك و بغضون ايام قليلة سوف يتم إلغاءها "
دفعت هيرا جسد ديمن و خطت خطوتين لتشعر بجسدها يطير إلى الخلف لتكتشف بأن ديمن قد سحبها و دفعها الى الحائط لتجد نفسها محصورة بين الحائط و بينه، اقترب ديمن برأسه من هيرا و هو يقول بصوت خافت و جدي بنفس الوقت
" هل تريدين الغاء هذه الخطوبة ؟"
" بأسرع ما يمكن "
تفاجىء ديمن لما يسمعه فدائما ما كان يتشاجر مع هيرا و لكن لم يصلا إلى هذه المرحلة أبدا، كان يجب ان يشعر بالعادة فهذا ما كان يسعى إليه دائما و لكن لسبب غريب كان يشعر بالالم بقلبه ليقول بعدم تصديق
" تريدين حقا الابتعاد عني "
نفت هيرا برأسها و نظرت اليه بكل جدية قبل أن تقول بصوت جامد
" أنا لا اريد الابتعاد عنك فقط يا ديمن بل اريد ان اقطع كل علاقتي معك، اريد ان امحي وجودك من ماضي و ان ارسم حاضرا و مستقبلا لنفسي لا يشمل وجودك "
رمش ديمن عدة مرات بعدم تصديق، لهذه الدرجة؟ فكر بداخله و هو ينظر الى وجه هيرا الذي كان جامدا و كأنها قد عنت كل كلمة قد قالتها قبل قليل ليقول هامسا
" و لكنني جزء من حياتك، أنا ابن عمك "
" و هكذا سوف تكون و تبقى من الان فصاعدا"
" ما الذي تقصدينه بالضبط؟"
" اقصد كل كلمة فهمتها يا ديمن، انت و منذ الان بنفس مثابة ماكس و فكتور لست مميزا بالنسبة لي و لن تكون "
دفعته هيرا و توجهت تريد المغادرة ليمسك ديمن بيدها و هو ينظر اليها و كأنه يشعر بالالم و كأنه يريد البكاء و لكنه لا يفهم السبب ليقول بتردد و كأنه خاىف من سماع الاجابة
" هل توقفت عن حبي bambina؟"
" نعم هذا ما حصل بالضبط ديمن، و انت السبب بذلك انت قتلت حبك بداخلي "
تحدثت هيرا و هي تشعر بثقل كلماتها على قلبها قبل ان تصل لمسامع ديمن، و لكنها لن تتوقف الان. نظرت إلى وجه ديمن الشاحب بسبب كلماتها و لكنها ضغطت على نفسها لا تريد ان تضعف له من جديد لتشاهده يبلع ريقه و هو يقول
" هيرا أنا اعدك بأنني لن أبكيك من جديد"
ضحكت هيرا بسخرية على كلامه و على حاله ثم سحبت يدها من يده و اعادت شعرها إلى الخلف بغرور ثم تنفست بعمق و بطء شديد قبل أن تنظر إلى داخل عينيه ثم تحدثت بتحد
" بل أنا أعدك بأنني لن أبكي من اجلك من جديد يا ديمن"
و دون النطق بحرف آخر غادرت هيرا تاركة ديمن لا يزال مصدوما بسبب كل ما حصل لا يستطيع استيعاب ما يحصل.
حل المساء و كان الهدوء يعم ارجاء القصر، كل شخص بحاله، لا صوت يسمع و كأن القصر بأكمله فارغ. تنهدت الينا و هي تقف من سريرها متوجهة الى الحديقة الخلفية حيث يوجد مسبح، ظلت جالسة تشاهد انعكاسها بصمت و هي تفكر بحياتها التي لم تكن يوما ذات معنى لاحد، اذا فكرت بعائلتها فقد كانت دائما تعتبر رمزا لوالدها الذي كل همه ان يزوجها و يقوي من عمله، اذا فكرت بأمها فدائما ما تراها كالطفلة التي لن تنجب بعدها، و كأن والديها يعتبرانها خيبة امل لكونهما لن يستطيعا الحصول على الوريث الذي يجب على كل رئيس بعالمهم الحصول عليه
اذا نظرنا الى حياتها من منظور اخر، هي لا تزال متباعدة عن عائلة زوجها التي لن يتقبلوها اذا لم يتقبلها ماكس، تعلم جيدا بأن عائلة بروفاسي مترابطون فيما بينهم و لكن هي ليست دمهم بل هي من دم اعدائهم مما يجعلها دائما بالطرف الاخر، الطرف الذي يمكن ان ينقلب الجميع ضده اذا أرادوا
" لو كان الموت حلا لمت قبل عشرين عاما "
همست الينا لنفسها و هي تدخل اسفل المياه غاطسة الى الاسفل و هي تغمض عيناها، هذا ليس انتحارا و هي ليست شخص ضعيف لكي تنتحر، هذا مجرد هروب سريع من الواقع
" الينا.. الينا.."
سمعت صوتا ينادي باسمها مما جعلها تفتح عيناها و تدفع نفسها الى سطح المياه، نظرت على طرفيها لتجد ماريا تقف امام المسبح و هي تنظر اليها بتعجب قبل ان تكمل حديثها
" لقد كنت اسفل المياه لمدة طويلة هل انت بخير ؟"
" انا كذلك "
خرجت من المسبح و توجهت لتلتقط واحدة من المناشف البيضاء الموضوعة جانبا و هي تلفها حول نفسها
" كيف اصبحت ماري؟"
" لا استطيع أن اصف حالي و لكنني سوف اتحسن يوما ما "
جلست الينا على احد الكراسي و بدأت بتنشيف شعرها لتتحدث ماريا
" لم تحضري من اجل العشاء "
" لا شهية لدي حقا "
تحدثت الينا بملل و هي تتحرك بطريقها قبل ان تمسك بها ماري موقفة اياها و هي تسأل بصوت جاد
" ما الذي اصابك الينا؟ ما الشيء الذي غيرك هكذا؟ "
بنفس الوقت كانت هيرا التي لم تستطع النوم كذلك شاهدت الفتاتين من النافذة و قررت اللحاق بهما لتشاهد الينا التي كان يبدو عليها و كأنها حزينة
" أنا فقط متعبة ماريا "
" ماري ما الذي يحصل؟"
تحدثت هيرا و هي تقترب اكثر من الفتاتين لتشير ماريا نحو الينا التي لم تكن جيدة هذا اليوم و كانت تعلم بانها قد تحدثت مع والدها اليوم و لكنها لا تعلم ما الذي قد دار بينهما كل ما تستطيع رأيته هو تغير حال الينا الجذري
" الينا ما بك حبيبتي؟"
" لا شيء إلا تفهمان؟"
تحدثت الينا بغضب و حاولت الذهاب لتمسك بها هيرا من يدها بينما كانت ماريا تنظر بصمت تتابع ما يحصل دون التفوه بحرف
" الينا أنا صديقتك و نحن نحبك، لماذا تتعاملين هكذا و كأنني عدوتك؟"
ابعدت الينا يد هيرا عنها و هي تجيب بصوت مخنوق و كأنها متقززة من نفسها و هي تتذكر كيف نهرها والدها عندما اعترفت بحب ماكس، تذكرت كيف دخل ماكس الغرفة و هي ساقطة على الارض و لم يفعل شيء غادر بعد ان نظر الى عيونها الدامعة، تركها بعد ان لاحظ هيئتها الذابلة و وجهها الاحمر
" لانني العدو يا هيرا، لا تتعاملي معي بشكل جيد، بالاخير انا لن اصل يوما الى موقع ماكس داخل قلوبكم حتى لو كنت تحبيني، بالنسبة لك، و لجميع افراد هذه العائلة انا بالمرتبة الثانية لذلك كفي عن الشفقة علي لانني لست بحاجة لذلك "
فتحت ماريا عيونها بقوة و هي تستمع لما تقوله الينا بصدمة فجأة قامت هيرا بصفع الينا بقوة على وجهها مما صدم الثلاثة ثم اعادت شعرها للخلف و هي تقول بملل
" يبدو انني يجب أن اصفع كل سكان هذا القصر لكي يعودوا لوعيهم"
تنفست هيرا بعمق قبل ان تخطو نحو الينا و تعانقها بقوة و هي تمسح على شعرها بحنان بينهما تتحدث بحب
" انت لم تكوني يوما العدو بنظري الينا، لقد كنت الينا فقط بالنسبة لي و لماري على الاقل، صداقتي بك لا علاقة بها لما يحصل بين عائلتينا، بالنسبة لي انت مجرد الينا و بالنسبة لك انا مجرد هيرا لا تدخلي اشياء لا معنى لها بصداقتنا "
نزلت دموع الينا و عانقت هيرا بقوة و هي تعض على شفتيها محاولة ايقاف صوت شهقاتها، و ظلت تتمسك بها بقوة قبل ان تهمس بحسرة
" اريد ان اصدق بأن الاسم لا معنى له و لكن بعالمنا ابسط شيء له معنى، اريد ان اهرب بعيدا عن هذا الوضع، اريد ان اركض الى اللانهاية، اريد ان ابتعد عن كل شيء فأنا مجرد انسان بالاخير "
ظلت هيرا صامتة تستمع لما يجول بخاطر صديقتها بصمت و هي تمسح على شعرها بحنان لتضيف الينا بغصة
" هل حبه لي شيء مستحيل؟ هل حبي له شيء غبي؟ لماذا يتركني وسط الجحيم ؟ لماذا لا يقف بوجه الجميع من اجلي ؟ لقد نبذني والدي من اجله و هو ماذا فعل؟ لقد رحل و تركني و كأن لا قيمة لدي بنظره"
" انا اعتذر حبيبتي، انا حقا اسفة يا الينا تعلمين بأنني لا استطيع أن انصحك فوضعي سيء"
" و وضعي اسوء "
تحدثت ماري و هي تقترب معانقة الينا و هيرا و هي تعتذر منها لعل ذلك يساعد بشيء و لكن كل ما حصلت عليه كان صوت بكاء الينا الذي يعلو و هي تتمسك بها بقوة كطفل صغير وجد حضن والدته بعد ان ظن بأنه قد فقدها
" انا اتالم و لكن لا احد يهتم، اذا كان هو لا يشعر بشيء ما ذنبي انا، بالاخير انا اشعر بل انا من ينحرق فؤاده هنا "
" سوف يمضي صدقيني كل شيء سوف يمضي "
تحدثت هيرا و هي تحاول التخفيف عن الينا قليلا لعل ذلك يساعد بشيء ما فهي لا تستطيع مساعدة نفسها حتى.
بالجهة الاخرى، ماكس لم يكن في حال جيد، كان يعلم ان خطبا ما قد اصابه و لكنه لم يكن يريد الاعتراف فقرر الهرب، كان يجلس بمنزل والدته الذي ورثه و هو ينظر الى الصورة التي يعرضها التلفاز المقابل له.
كانت الصورة عبارة عن صور لزوجته ضاحكة بكل عفوية لا يوجد بها اي التباس او كذب، منذ عرفها و هي صادقة بكل شيء و هذا ما لا يستطيع ان يصدقه فهو شخص لا يثق بنفسه حتى كيف يمكن له ان يشعر بالباقي.
وضع يده على صدره مستغربا من تمرد قلبه و ارتفاع نبضاته ليقول بصدمة و هو يحاول فهم ما الذي أصابه
" ما الذي يحصل لي؟"
تحدث كلاي الذي جلس بجانبه و هو يضع حبات العنب بفمه بتلذذ
" ما بك ماكسيمس ؟"
" اظنني مريض"
تمتم ماكس لينظر كلاي نحو بلاك بحاجب مرتفع و هو يحمل ايثان بحضنه قبل ان يتحدث بلاك هذه المرة
" ما خطبك ؟"
رمش ماكس مرتين قبل ان ينظر الى الصورة ثم ينظر الى صديقه و هو يجيبه بعدم فهم
" قلبي ينبض بقوة و سرعة بدون سبب "
" هل وقعت بالحب عمي ماكس ؟"
تحدث ايثان و هو ينزلق من حضن والده ليركض و يجلس فوق قدم ماكس الذي كان يشاهد الطفل و كأنه يرى مخلوقا فضائيا
" لا تنظر الى طفلي هكذا "
تحدث بلاك و هو يقترب منهم قبل ان يحمل ايثان و يضعه بحضنه مقبلًا رأسه بحنان ابوي
" لا تنظر اليه فالصغير على حق "
تمتم كلاي و هو لا يزال يأكل ما بيده و هو يشير الى الصورة، قبل ان يضيف شارحا له
" مرضك اسمه إلينا عزيزي "
" ما الذي تهدي به انت؟"
تحدث ماكس و هو يقفل التلفاز بسرعة قبل ان يستدير ناظرا اليه بجمود
" اخبرك فقط بانك قد وقعت بالحب يا رجل "
" انا لا اقع ابدا و بالطبع لن احب احدا "
قلب كل من كلاي و بلاك و ايثان عيونهم بملل من جمود ماكس قبل ان يتحدث كلاي بسخرية و هو يجيبه
" يا الهي لقد قمت بغلطة حياتي كيف اجمع بين ماكس متبلد المشاعر و بين الحب يا الهي اغفر خطيئتي هاته "
ضحكة ايثان و قهقهته ملأت الصمت، بينما كان بلاك يبتسم باتساع لمجرد سماع صوت ضحكة طفله بينما نظر ماكس لكلاي بعيون كالصقر ليبتلع الاخر ضحكته القوية و هو يجيب بملل
" قطب بروفاسي قد يكون هذا الوضع غريبا بالنسبة لك و لكن ما يدور بداخلك مجرد مشاعر انت بالطبع لست مريضا بل انت شخص فاقد لمشاعره و الذي بدأ يسترجعها هذا كل الامر "
" لاول مرة بحياتي اوافق كلاي على ما يقوله "
تحدث بلاك و هو يضع يدا على كتف صديقه قبل ان يضيف بجدية تامة مثل عادته
" هل تشعر بشيء عند النظر الى الينا؟"
رفع ماكس حاجبه بملل واضح مما جعل بلاك يومىء قبل ان يضحك ببرود و هو يضيء التلفاز من جديد لتظهر صورة الينا مجددا و بدون اي اذن منه كانت عيون ماكس تتصنم على الصورة ليضيف بلاك بصوت ماكر
" هل لا زال الامر كما هو؟ الا تشعر الان و كان انفاسك قد توقفت؟ الا تشعر بأن العالم حولك قد توقف؟ هذا ما يصيب كل عاشق و انت لست مختلفا عن احد يا ماكس "
كان ماكس غير مصدق او مستوعب الى ما يحصل معه، فهو شخص قد عاش بدون مشاعر لسنوات اذا كيف يمكن له ان يشعر الان
" سأذهب الى الطبيب هناك خطب ما بي و لا علاقة له بتفاهاتكم "
و بدون اهتمام للوقت توجه ماكس الى طبيب العائلة روبرت و الذي يكون خال جوليا بنفس الوقت، ليفتح روبرت الباب و هو بملابس نومه و شعره مبعثر كليا
" ماكس ما الأمر؟ ما الذي تفعله هنا بهذا الوقت ؟"
دفع ماكس روبرت و ذهب إلى الداخل دون استئذان ليحرك روبرت رأسه بملل لان ماكس ابن صديقه سامويل و هو دائما ما كان يتصرف كما يحلوا له
" اريد منك ان تفحصني"
" هل انت بخير؟"
"افحصني اولا هيا ماذا تنتظر؟"
بعد ان استسلم روبرت قام بفحص ماكس لاكثر من اربع مرات و هو يكرر بملل واضح و كل ما يريد القيام به الان هو العودة الى سريره لنوم
" ماكسيمس انا اكد لك بانك بصحة سليمة و لا تشكو من اي خطب "
" هل تقول بأنني كاذب؟"
" طبعا لا "
" اذا لماذا دقات قلبي تتسارع عند ما.."
صمت ماكس بدون ان يكمل كلامه ليرفع روبرت حاجبه و هو يقول بهدوء
" قد يكون قلبك عاشق "
رفع الاخر حاجبه بسخرية فهذا الموضوع قد تكرر كثيرا في الآونة الاخيرة
" و قد تكون انت اصبحت عجوزا لدرجة لا تعرف ما خطبي"
ضحك روبرت و هو يومىء فماكس عنيد و لا احد قادر على اقناعه بما لا يريد ثم غادر ماكس بعد ان اكتشف ان روبرت لا فائدة منه.
بنفس الوقت بقصر بروفاسي، توجهت كل من الفتيات إلى غرفهن لتدخل ماريا على صوت هاتفها الذي كان يرن، لم يكن هناك اي اسم لتحمل الهاتف مجيبة
" ماريا بروفاسي تتحدث من معي؟"
صمت تام على الهاتف جعلها تتعجب قليلا و تغلق الهاتف فقد ظنت ان شخصا ما يمزح معها و لكن الهاتف قد رن من جديد لتجيب بغضب هذه المرة
" اسمع كائنا من كنت أنا لست بمزاج جيد من اجل هذه الألعاب لذلك تحدث او توقف عن الاتصال و إلا اقسم بأنني سوف أجعلك تندم "
اغلقت الهاتف كليا هذه المرة و توجهت من اجل الاستحمام لينفس ليون بالجهة الاخرى و هو يحاول الاتصال برقمها من جديد و لكن لا امل يبدو انها قد اغلقت هاتفها. لقد حظرته على جميع وسائل الاتصال و لم يستطع الوصول اليها مهما حاول لذلك قرر شراء رقم هاتف جديد و الاتصال لا يعلم السبب كل ما يعلمه انه يريد سماع صوتها
" ماري، ماري ... قادني اليك قدر وسرقك مني اخر وبين القدرين فقدت قلبي "
وضع ليون هاتفه و هو يحمل كأس مشروبه بيده يرفعه لسماء و كأنه يلقي بتحية خفية ثم شربه دفعة واحدة و هو يفكر بنفسه و بماري و بكل ما حصل معه
عند الينا دخلت بجسد متعب الى غرفتها، رمت المنشفة ارضا و كانت في طريقها الى الحمام ليوقفها صوت تعرفه جيدا من الظلام و هو يقول بنوع من الغضب
" بالله عليك ما الذي تحاولين فعله بي؟ ما الذي تظنين بانك سوف تغيرين بكلامك؟ هل تحاولين تسميم عقلي و عقل من حولي؟"
اغمضت الينا عيناها و ظهرت ابتسامة ساخرة و متعبة فوق شفتيها قبل ان تتوجه لتفتح اضاءة الغرفة و هي تقول باستهزاء
" اذا ماكسي لم يكن وضعك احسن من وضعي في هذه المدة
، هذا مريح "
نهض ماكس بسرعة من كرسيه و توجه نحوها مباشرة و هو يغلق يده حول عنقها ليس بالقوة التي قد تقطع انفاسها بل دفعها ضد الحائط الذي كان خلفها و هو يتحدث من بين اسنانه
" لماذا تحاولين تغييري؟"
لم تحاول ابعاد يده او الصراخ بل اكتفت بوضع يدها على خده و هي تنظر لعينيه بينما تقول بتعب واضح
" ماكس انا لا اريد تغيير شيء بك انا احبك كما انت"
" اذا؟ ماذا تريدين مني؟"
" انا فقط اريد مساعدتك لترى الحياة بإيجابياتها كذلك فالظلام لا يتم طرده بالظلام كما تعلم و الكره لا ينفع معه الكره بالمقابل"
صمت و هو ينظر لها لتبتسم و هي تشعر بيده ترتخي من فوق عنقها و هي تضيف
" فقط النور قادر على ابعاد الظلام من داخلنا يا ماكس و فقط الحب القادر على الوقوف امام الكره و انت سوف تعطيني الفرصة لذلك اردت ام لم ترد فانا أتسلل الى داخلك يوما بعد يوم و انت غير قادر على منع ذلك حتى"
نظر الاثنان لبعضهم البعض قبل ان يدفعها ماكس بقوة معتمدة الى ان اصطدم رأسها بالجدار بقوة، امسكت رأسها بألم و شاهدت كيف كان زوجها يتحرك كالثور الخارج عن السيطرة
وقفت بغضب من نفسها و من غباءه لتحمل المزهرية الموضوعة على الطاولة الصغيرة بجانبها و ترميها نحوه بكل قوة و لكنه نجح بتفاديها و هو ينظر اليها بحاجب مرفوع و قبل ان يفتح فمه سبقته و هي تقول
" يكفي ماكس حقا يكفي لقد تعبت، تعبت منك و مني و من الجميع الا ترى لا طاقة لي لكي اتحمل "
" و انا ما وضعي الا يهم امري لانني غير قادر على الشعور؟ انا غير مهم فقط لانني مختلف "
سقطت دموع الينا و هي تمرر يدها على شعرها قبل ان تقول بصراخ
" يا الهي لا يزال يسأل عن وضعه "
مسحت دموعها بيديها و اقتربت منه ثم وضعت يدها على خده و هي تبتسم بحزن و كانها تناشده
" انت تشعر يا ماكس انا قادرة على معرفة ذلك انا قادرة على الاحساس بذلك لا داعي للمماطلة يا ماكس "
" اذا ما الامر؟ ما مشكلتك ؟"
" مشكلتي انني انا من تعبت هذه المرة بل انا من اكتفيت"
تحولت نظرات ماكس لواحدة جليدية و هو يمسكها من ذراعها مبعدا يدها عن وجهه و هو ينطق بصوت قاتل
" هل اكتفيت مني ؟ الست انت من اصرت على اخراجي من ظلامي ؟"
ضحكت الينا بقوة و هي تدفعه مزيلة يده عنها و هي تشير الى نفسها
" لدي قلب ايضا يا ماكس و لكن قلبي حاليا تعب و استنزف بل انا لم اعد قادرة على الشعور، لدي قلب واحد و قد تحطم و كفى"
ظل الاثنان ينظران لبعضهم البعض بصمت قبل ان ينطق ماكس بصوت و لاول مرة تشعر الينا بالغضب في كلامه
" انت كاذبة، جميعكم كذلك "
كان على وشك المغادرة و لكنها أوقفته عندما عانقته من الخلف و هي تضع رأسها ضد ظهره
" انا لست كاذبة ماكس، انا حقا احبك و لكن الحب ليس كاملا و لا مثاليا لذلك نحن نتمسك به و نصر عليه ليس لانه كامل لوحده بل لانه يكمل بوجودنا، الحب الذي اشعر به لن يكون يوما كاملا اذا كنت لوحدي، اريد لك ان تحاول هذه المرة لاجلي"
سكن جسد ماكس و هو يستمع لها لتجعله يستدير لها و هي تقف على اصابع قدميها واضعة يدا خلف عنقه مقربة اياه منها الى ان الصقت جبينها بخاصته لتتحرك يدي ماكس تلقائيا معانقة خاصرتها
" ان تحب شخصا يعني تحبه ببياضه و سواده، بجيده و سيئه هذا ما فعلته انا ماكس انا احببت سيئاتك قبل ان اتعرف على حسناتك انا احببتك بطريقة جعلتني لم افكر بالسيئات خاصتك حتى "
" كيف لك ذلك؟ "
ابتسمت الينا بحزن على نفسها و على نفسه فلا احد منهما حاله احسن من الثاني
" انا اذهب الى الجحيم معك ماكس و احترق من أجلك "
نظر لها ماكس بصمت، مصدوم، غير مستوعب، غير مصدق لا تعلم حقا و لكنها تعلم بأنها اصبحت قريبة من لمس قلبه خصوصا بهذه الحالة
" انا اموت من اجلك ماكس "
الكلمات كانت كالصاعقة على مسامع ماكس، لقد سمع ذلك من قبل من والدته و قد خسرها حقا، و نفس الكلام سمعه من والده و قد خسره هل سوف يخسرها ايضا؟
" لا تفعلي، لا تحبيني "
ابتعد ماكس عنها بعيدا و هو ينفي برأسه قبل ان يدفع كل ما يراه امامه ارضا و هو يكرر بصوت مرتفع
" لا تفعلي "
سقطت الينا ارضا و هي تبكي جانبا، كانت تشاهده بصدمة فكيف كلما اصبحت قريبة منه تعود الى نقطة الصفر، تركته يكسر ما يريد بالغرفة و هي تجلس على الارض جانبا تنظر بدموع. بعد ان انتهى نظرت الى الدمار الذي حل بالغرفة و هي تسأل بصوت حزين
" تمنيت ان تحبني فقط .. هل هذا كثير؟"
" نعم انه كذلك انت الان تطلبين مني المستحيل"
نظرت اليه بعيون فاقدة الى روحها و هي تقول بصوت هادىء
" هل تعلم الى اي مرحلة قد وصلت ؟ هل تتخيل الى الوضع الذي انا به ؟"
نظر لها بصمت و سقطت دمعتها و هي تقول مبتسمة
"لقد وصلت إلى المرحلة التي لا أريد لليوم ان يمر بدونك، احتاج رؤيتك ليكمل يومي، احتاج وجودك لتشرق شمسي، اشعر بأنني قد تخطيت الحب بمراحل و لكن انت انت لا تعطينا فرصة، انت لا تعطي لنفسك حتى فرصة"
مسحت دموعها و اعادت شعرها الى الخلف و هي تتنفس بهدوء لتقول بجدية و هي تنظر اليه
" اذا كنت غير قادر على ان تحبني، اذا كنت لا تستطيع حتى تقبل فكرة حبك لي ، لا تتعجب عندما اتوقف عن حبك"
كلامها لفت انتباهه و هذا الامر ما لم يعجبه، فلماذا قد يلفت كلامها انتباهه
" ما الذي تتحدثين عنه ؟"
" لا استطيع ان احب من اجل كلانا ماكس هذا القلب لا يستطيع تحمل ذلك استطيع ان احبك اذا كنت ستحبني بالمقابل و الا.."
" و الا ماذا؟"
"و الا حبي لك سيتلاشى يوما بعد يوم الى ان يختفي بيوم ما، بيوم لن اكون قادرة على الشعور بك ماكس و هذا ما يخيفني"
" انت تهدديني الان ؟"
" انا اتحدث بجدية ماكس لا عاشق يستطيع تقبل ان حبيبه لا يحبه ، القلب يتأذى و الروح تذبل و هذه حالتي معك انت لست مستعدا لتقبل الفكرة حتى"
" انا لا اشعر الا تفهمين؟"
صرخ ماكس و كانه يحاول ان يجعلها تستوعب و لكنها وقفت من مكانها غاضبة و هي تقول
" معي تفعل انت تشعر معي يا ماكس قد لا يكون حبا ما تشعر به و لكن ثق بي و سلمني مفتاح قلبك و اعدك بانك ستفعل"
" لا قلب لي الينا"
"و انا لا طاقة لي ماكس"
توجهت الى الحمام مغلقة الباب خلفها بقوة تاركة اياه مع نفسه.
صباح جديد و يوم جديد يحمل العديد و العديد من الاحداث، بداية بجزيرة بروفاسي استيقظت ليليا و هي تشعل بثقل رأسها و ألم كبير بجسدها لتضغط بيدها فوق جبينها محاولة السيطرة على الالم الذي تشعر به و سرعان ما بدأت لمحات من ما حصل البارحة يتوالى امام عيناها مما جعلها تشهق و هي تبعد الغطاء كاشفة عندماء عذريتها و جسدها العاري
" اللعنة اللعنة ما الذي فعلته أنا؟ ما الذي فعلته؟"
تحدثت ليليا بهلع حقيقي و هي تقف من السرير بالرغم من الالم الذي تشعر به بين قدميها و كل جزء من جسدها لتتشكل الدموع بعيناها و هي تحرك رأسها بمبصر شمالا و كأنها بذلك سوف تمسح ما حصل البارحة
" ما الذي قمت به يا ليليا؟ لقد خنت عائلتك.. لقد كنت مع قاتل اختي"
سقطت دموعها و هي تحاول التحرك لتسقط ارضا بسبب اللحاف الذي تضعه حول جسدها ليدخل فكتور بنفس الدقيقة ليركض نحوها محاولا مساعدتها و لكن ذلك جعل الأمر اسوء فقد شاهدت اثار قبلاتها على عنقه و شفتيه و كأن دليل كل كل ما تحاول جاهدة انكاره
" هل انت بخير Caro؟ هل تتألمين؟"
" ابتعد عني ... فقط ابتعد "
صرخت ليليا و هي تبعد يدي فكتور عن جسدها ليتنفس بهدوء فهو كان يعلم بأن هذا سوف يحصل و لكنه يريد فقط مساعدتها لا شيء آخر حاول من جديد و لكن هذه المرة و بالرغم من محاولات ابتعادها ساعدها على الوقوف لتقول ليليا غاضبة للغاية و الدموع تأخذ مجراها على خدها
" لا تتصرف بلطف معي، بل لا تتعامل معي نهائيا "
" هيا لقد جهزت الحمام من اجلك "
" هل تسمع ما اقوله ؟"
" نعم لقد سمعت كل كلمة قلتها الان و البارحة و منذ اول لقاء لنا، اعلم ان ما حصل البارحة لن يغير شيء بيننا و اعلم بأنك تكرهيني و أنا لا احاول تغيير ذلك أنا فقط لا اريد لك ان تكرهي نفسك بسبب ما حصل، اكرهيني أنا و أنا راض "
بصمت تام استمعت ليليا لكل كلمة نطق بها فكتور و هي تشعر بالحزن بسبب كل ما حصل البارحة، هي من بدأت تتذكر ذلك بالطبع و تتذكر ان فكتور و بالرغم من انه كان بحالة سكر كذلك إلا انه حاول منعها و هذا ما جعل الأمر اسوء بالنسبة لها
" جهزي نفسك بسرعة يجب أن نعود "
استدار فكتور مغادرا الغرفة ليسمع صوت ليليا الخافت من خلفه و هي تقول
" انسى كل ما حصل البارحة لانه لن يتكرر أبدا "
ابتسم فكتور لنفسه دون ان يستدير اليها و هو يومىء برأسه ثم غادر الغرفة مغلقا الباب ليستلقي عليه و هو يغمض عينيه بأسف شديد على نفسه و هو يهمس
" انت موجودة بكل نفس أتنفسه Caro و يا ليتك فقط ترين هذا "
بعد مدة كانت ليليا تجلس على آخر كرسي بالطائرة الخاصة بعيدة كل البعد عن فكتور، فبمجرد ان انهت استحمامها اكتشفت أن كل شيء قد تم تجهيزه من اجل عودتهم إلى القصر بسبب حفل خطوبة ما و لكنها لم تسأل او تستفسر عن اي شيء فكل ما تريده الان هو الابتعاد كل البعد عن فكتور لعلها تنسى ما حصل بينهما
اليوم كان موعد حفل خطوبة جوليا و دان الرسمية حيث سوف يتم إعلان الأمر رسميا بين الجميع، قام والدها بتجهيز كل شيء بأحد افخم القاعات بإيطاليا و بالطبع عائلة بروفاسي و عائلة روجر كانا حاضرتين.
جوليا التي كانت ترتدي فستان احمر طويل و ملتصق بجسدها يحدد شكل جسمها الرشيق بشكل مثير و شعرها الطويل مرفوع على شكل ذيل حسان أنيق و مساحيق التجميل الرائعة تزين وجهها بشكل جميل و طبيعي ما عدا عيناها التي كانت مزينة بطريقة مبهرة توضح جمال عيناها
جلست جوليا مقابل المرآة تشاهد نفسها بصمت، هي حقا تريد أن تكون سعيدة و تفعل كل ما بوسعها و لكنها إلى الان خيال روميو لا يزال يحوم حولها بل كانت تراه بالمرآة يقف ببدلة سوداء أنيقة و هو ينظر اليها بشرود
" تبدين جميلة للغاية cuore"
رمشت جوليا و هي تسمع صوت روميو لتستدير ناظرة اليه و كانها لا تصدق وجوده معها الان لتستدير و هي تغمض عيناها قبل أن تقول مصطنعة القوة
" ما الذي تفعله هنا روميو؟ غادر لو سمحت "
اقترب روميو و هو ينظر إلى كل تفصيلة لها إلى أن اصبح يقف خلفها مباشرة ثم امسك يدها اليسرى مما جعلها تفتح عيناها ناظرة نحوه من المراه و هي تشاهده يرفع يدها عاليا إلى ان اصبحت امام فمه و بدأ صدرها يرتفع و ينزل بقوة و هي تشعر بأنفاسه الحارة على يدها ليقرب روميو يدها من شفتيه مقبلا الوشم الذي يزين معصمها و عيناه لا تفارق خاصتها بالمرآة
ابعدت جوليا يدها بحزن و نظرت اليه من المرآة دون النطق بكلمة واحدة فقط تريد الحصول على بعد القوة لمجابهته ليقول روميو و هو يضع دقنه على كتفها
" تبدين خاطفة للأنفاس جولي، جوليا، جولييت اي الأسماء يجب أن اناديكي بها الان "
" فقط لا تتحدث معي لا اريد غير ذلك "
" و لكنني اريد بل لا استطيع "
" لا تفعل روميو فقط لا تفعل "
قالت جوليا و هي تبعده عنها لتقف على بعد خطوات منه و هي تفتح يديها امامه قائلة بعصبية
" انه يوم خطوبتي و بعد ما يقل عن الشهر سوف ينعقد زفافي لذلك لا تفعل اخبرتك انسى وجودي انسى انني كنت يوما ما بحياتك"
" هل تستطيعين أن تنسى انت؟ انت روميو و انا جولييت هذا قدرنا"
ضحكت جوليا بسخرية متذكرة ما اخبرها من قبل عندما سألته نفس السؤال و بما ان الفرصة قد اتتها لتعيد له كلامه القاسي استغلته و اجابته بنفس الكلام الذي قاله لها من قبل
" اه تقصد القصة التي يموت ابطالها "
" نحن لن نموت "
"لانه ليس هناك نحن لذلك لا لن نفعل "
نظر لها بصمت هو يعلم جيدا ما الذي تفعله، هو يعرفها منذ الطفولة بل هو اقرب شخص لها كما هي اقرب شخص له و هو يحفظها مثل نفسه ليقترب منها و هي تبتعد إلى الخلف إلى التصقت بالحائط خلفها ليضع روميو يديه على الجانبين مانعا هروبها ثم قال بهدوء و هو ينظر إلى عيناها و كأنه يحدث روحها
" تبدين جميلة cuore و لكنّك لست سعيدة"
" لا تهتم لسعادتي روميو بالضبط كما فعلت دائما لا تهتم "
حاولت ابعاده ليسحبها منه مما جعله يتنفس رائحتها الخلابة و على ما يبدو انها قد غيرت عطرها، تنفس رائحتها المثيرة بقوة ثم قرب شفتيه من أذنها و همس لها
" سأبقى بعقلك دائما و ربما بقلبك حتى و لكن لن تستطيعي تجاوزي أبدا "
" سوف أتجاوزك بطريقة تجعلك تندم على كل شيء مضى فقط انتظر و شاهد "
استدارت جوليا تجيب روميو على كلامه و عندما انتهت انتبهت لمدى قربها منه، فاصل صغير بل شبه منعدم يفرق شفتها عن شفتي روميو و ابسط حركة سوف تستطيع الشعور بهما ضد خاصتها و لكن لا احد منهم تجرأ على التحرك ينظران لبعضهما البعض بهدوء و لكن سرعان ما خرجا من شرودهما على صوت طرق على الباب و صوت والدها يقول
" جوليا حبيبتي هل انت جاهزة؟"
عادت جوليا إلى الواقع و ابتعدت عن روميو متوجهة إلى خارج غرفتها لا تريد لوالدها أن يجد روميو بغرفتها يوم خطوبتها لتغادر الغرفة مغلقة الغرفة خلفها و هي تقف مقابل والدها
" ابنتي تبدين جميلة للغاية "
" اشكرك ابي "
عانقت جوليا والدها الذي بادلها و توجه بها إلى السيارة و هو يحدثها عن مدى سعادته و فخره بها و هي تستمع له بصمت متذكرة ما حصل معها منذ قليل لا تستطيع تميز ما ان كان ما تقوم به جائز او لا و لكنها تريد على الاقل ربح كرامتها بهذه المعركة
دخلت جوليا القاعة مع والدها ليصفق الجميع لدخولهم، نظرت جوليا إلى المكان و لكنها لم تكن تشاهد الزينة و لا تراقب الحضور بل كانت عيناها تبحث عن روميو و هي تفكر ما إذا كان سوف يحضر ام لا
اقترب العديد من الضيوف منهم اشخاص تعرفهم و اخرين لا تعرفهم يهنئونها على خطوبتها و هي تقف بجانب والدها و الجميع بانتظار قدوم دان الذي مضى اكثر من ساعتين و لكنه لم يحضر. اتصل والدها به و لكن لا شيء فقط المجيب الالي
" اعتذر على تأخري "
صوت قاطع تمتمت الحضور من حولها و لكن عوضا عن دان خطيبها المزعوم دخل روميو ببدلته السوداء الأنيقة نفسها و هو يقترب منها و الابتسامة مرسومة على شفتيه ليقف بجانبها ثم استدار إلى الجميع يتحدث
" اشكر الجميع على الحضور سوف نبدأ حفل الخطوبة الان"
اقترب رونالد محاولة ما الذي يقوم به ابنه و لكنه كان ينظر نحو جوليا بتحد فقط ليتقرب جاك من رونالد مخبرا اياه باختفاء دان كليا ليهمس روميو لرجلين
" أنا سوف انقذ شرف جوليا و اكون خطيبها "
" و أنا لا اقبل "
تحدثت جوليا بغضب و هي تشعر بأن لروميو يد باختفاء دان و لكنها لا تستطيع القيام بشيء الان ليقول والدها بتوتر
" جوليا صغيرتي الحفل مهم للغاية اعتذر منك و لكن كلام روميو صحيح إذا لم تعقد خطوبتك الان سوف يتحدث الجميع بسوء عنك"
" و لكن ابي أنا مخطوبة بالأصل "
رفعت جوليا يدها نحو والدها ليزيل روميو الخاتم راميا اياه بالخلف ثم ابتسم ببرود و هو يقول
" و الان لست كذلك الأمر بسيط للغاية "
" انت.."
عندما كانت جوليا على وشك الشجار مع روميو قاطعها والدها و هو يترجاها فالوضع سيء له و لها لتستسلم لما يحصل و هي تمسك بيد روميو الممدودة امامها و هو يسحبها وسط القاعة و الجميع يصفق لهم، ثم اخرج من جيب بدلته خاتما من الألماس ذو حجر واحد انيق للغاية و حمل يدها اليسرى و هو يضع الخاتم و شعور الفوز يغمره، مد ديمن خاتما نحو جوليا لتأخذه باستسلام و تضعه بإصبع روميو و هي تشعر بأنها و بالرغم من ان هذا كان حلمها يوما و لكنها ليست سعيدة. انحنى روميو يقبل خديها بعد وضع الخواتم تحت تصفيق من الجميع ليقول هامسا بأدنها
" اخبرتك سابقا cuore لا احد يأخد ما هو لي"
نظرت جوليا نحو روميو و شعور بالخسارة يغمرها ثم سقطت دمعة واحدة على خدها و هي تقول بحزن و حسرة على نفسها
" و لكنك لن تعطيني ما اريده "
مد روميو يده و مسح دمعتها و هو يجيبها بشيء من الحزن في صوته
" مع الأسف لن استطيع"
ابعدت جوليا يده و هي تقول غاضبة
" انت تستطيع و لكنك لا تريد هذا هو الفرق "
اقترب الجميع يقدمون التهنئة للعروسين بعد ان تم إعلان ان في اقل من شهر سوف يتم الزفاف بين جوليا ميغيل و روميو بروفاسي. بالحفل كانت ليليا تقف بفستان اسود طويل يخفي عنقها و ظهرها بينما شعرها الطويل مفرود حولها لا تريد لاحد رؤية الآثار الذي خلفها فكتور بجسدها و بالطبع لم تلمس المشروب و هي تفكر بأنها لن تفعل ذلك بتاتا بعد ما حصل بينها و بين فكتور
هيرا كانت تراقص والدها و هي سعيدة و تضحك فهي كانت تعلم بأن أخاها مجنون و لم يكن ليسمح بخطوبة جوليا على شخص غيره ان تنعقد و هي تحب جوليا للغاية و دائما ما اردت ان تكون زوجة اخيها فهي الوحيدة القادرة على السيطرة عليه
ديمن كان ينظر هيرا التي تتجاهل وجوده و كأنه غير مرئي واقف بجانب أخيه فكتور و كلاهما يشاهد امرأته من بعيد بينما ماري كانت تجلس مع والدها و هي تضع رأسها على كتفه تشاهد ما حولها بصمت و حزن متذكرة نفسها
الينا التي كانت تقف بجانب زوجها و كلاهما صامت توجهت نحو جوليا التي يظهر عليها ملامح الحزن لتقول و هي تقف بجانبها
" ما الأمر عزيزتي؟"
" ضائعة "
" نصيحة مني لك، الحب يعني ان يحبك الشخص لنفسك لما انت عليه فاذا حاول ان يغيرك او قمت بالتغيير من اجله فهذا ليس حبا بل مساومة "
" ماذا افعل الينا؟"
" لا يمكن المساومة بالحب فإذا لم يستطع ان يحبك على حالك لا داع لكي يحبك بعد التغيير لانك بهذا تغيرين من نفسك و هذا هو الخطأ "
" ماذا افعل انظري لي "
رفعت جوليا يدها اليسرى تظهر خاتم روميو الذي يزين يدها لتبتسم الينا و هي تضيف
" عودي خطوة للخلف و انتظري قدومه "
" ماذا لو لم يحضر ؟"
تحدثت جوليا و هي تشاهد روميو يأخذ التهاني من الناس و كأن شيءا لم يكن لتمسك الينا بيدها و مسحت على وشمها مشيرة له و هي تجيبها بثقة
" ثقي بقلبك فلو لم يأتي اليوم سيأتي بيوم ما "
و بمنتصف الحفل عندما كان الجميع يرقص و يستمتع صدر صوت إطلاق نار بالمكان و بدأ صراخ النساء يتعالى بالارجاء لتصرخ جوليا و هي تشعر بروميو يخفض رأسها
" ما الذي يحصل ؟"
" اخفضي رأسك الان و مهما حصل لا ترفعيه"
حمل الجميع اسلحتهم مستعدين تماما لكل ما يحصل ليقوم الرجال بتخبأة نساءهم، فالبنسبة لفكتور مثلا ركض نحو ليليا معانقا اياها فقد كانت تقف مكانها مصدومة و ترتجف و سرعان ما سقطت بين ذراعيه مغمى عليها
" Caro... Caro هل انت بخير؟"
عندما لم يظهر منها اي رد فعل فهم فكتور انها قد اغمي عليها بسبب الصدمة و ما يحصل ليحملها بين يديه و هو يحاول وضعها بمكان امن بينما كانت هيرا تعانق والدها الذي كان يحميها كالذرع حارفيا و هو يطمنها
" صغيرتي لا تقلقي "
توجه ماكس نحو زوجته و سحبها بسرعة نحو الباب الخلفي بعد أن اخبره بلاك ان المكان امن وَ يسطيع النساء الذهاب من هناك إلى السيارات التي سوف تكون بالانتظار من اجل حمايتهم
" اركضي الينا"
" و انت "
" اركضي فقط، ابتعدي الى الحد الذي تقدرين عليه "
سقطت دمعة و هي تنظر اليه بينما تكرر من جديد و شعور بداخلها يخبرها بأنها النهاية
" ماكس و انت"
" فقط اركضي"
تقترب منه و تعانقه و هي تبكي بقوة ليقبل رأسها ثم نظر الى ليو و هو يقول دون ابعاد عينيه لدقيقة عنها و هو يمسح على شعرها
" احمها بحياتك ليو "
نظر ليو الى الينا ثم نحو ماري و هيرا و هو يقول بجدية يشاهد فكتور يقترب منه و ليليا مغمى عليها بين ذراعيه
" سوف تركضان في اتجاهين مختلفين، سوف احاول تظليلهم اذا لم يكن الجميع ميتا، تذكرا لا تثقا بأحد مهما يكن و الاهم لا تتوقفا عن الركض سوف تجدون السيارات عند تقاطع الشارع الرئيسي"
توجه ليو يحمل زوجة فكتور الذي امنه عليها قبل أن يعود إلى الداخل، بدأت هيرا و ماري الركض شمالا بينما كان ديمن يتابع ما يحصل بعينيه قبل ان يبدأ حمايتهم بينما ركضت الينا بالاتجاه المعاكس و فكتور يحمي ظهرها، ظلت الينا تركض و تركض بالرغم من انقطاع نفسها الى انها لم تتوقف.
كانت تتذكر التدريبات التي اخذتها في منزل عائلتها و ما كان يعلمها ماكس طوال فترة عيشها معه و هي تركض الى ان وقعت على الارض بقوة، كانت متألمة بقوة و لكنها وضعت يدها على فمها لا تريد لاحد ان يعلم بأنها مجروحة في مكان ما فهذا يعني بأنها الفريسة المثالية
توجهت بخطوات ثقيلة لاختباء خلف احد الاشجار وسط الغابة و هي تحاول السيطرة على أنفاسها، كانت تعلم بأن ماكس سوف يجدها، هو دائما ما ينجح في ذلك و سوف يفعل هذه المرة
بعد ما يقارب النصف ساعة سمعت الهدوء في المكان مما جعلها تخرج من مكانها، نظرت حولها تحاول العثور على طريق العودة فقد ظلت الطريق عندما كانت تركض، لتبدأ بالمشي و سرعان ما سمعت صوت شخص تعرفه لتبتسم و هي تحاول الركض نحوهم لتجد ماكس يصرخ على ليو الذي فقد اثر الينا
" الم اطلب منك حمايتها؟ اين هي الان؟"
" اتفهم غضبك boss و لكن لقد طلبت منها التوجه نحو السيارات عند التقاطع كما فعل الباقي يبدو و كأنها قد اظلت الطريق "
نظرت الينا كيف كان فكتور يقف في وجه ماكس يحاول منعه من قتل ليو فهو رئيس الحرس بالنهاية و بنفس الوقت ينظر إلى زوجته التي لا تزال مصدومة بسبب ما حصل فهذه اول مرة تشهد امرا كهذا، ثم شاهدت جوليا ترجف بحضن روميو بينما هيرا بحضن والدها تبكي بقوة بينما ديمن متردد يحاول الاقتراب و لكن نظراتها الحادة تمنعه بينما ماريا تعانق والدها و هي ترتجف و يبدو ان سيارات الحماية قد أحضرتهم بعد انتهاء الاشتباك
قررت الينا الاقتراب قبل ان يقوم زوجها المجنون بقتل اي شخص بحالته هذه لتشاهد احد الرجال الواقعين ارضا يرفع سلاحه نحو جهة ماكس الذي كان ينظر الى الجهة الاخرى و هو لا يزال يصرخ
مر امام عيناها شريط حياتها مع ماكس منذ ان التقت به الى اليوم، هو كل شيء بالنسبة لها ، لقد تموضع بقلبها بدون ان تعلم حتى هل ستكون قادرة على مشاهدة موته الان يا ترى ؟
نفت برأسها عدة مرات و هي تركض من مكانها بالرغم من الم ساقها ثم صرخت بإسمه بقوة
"ماااااكس"
استدار ماكس و الباقي بسرعة عند سماع صراخها و قبل ان يستوعب اي احد ما الذي يحصل كانت تقف امامه فاتحة كلا يديها تقف كالدرع مانعة اصابة ماكس و لكن لسوء حظها كانت تعلم بان ذلك يعني إصابتها هي.
طلقة واحدة لتعود خطوة الى الخلف، ثم طلقة اخرى سقطت دمعتها بهدوء عالمة بأن هذه هي النهاية، نظرت الى اصابتها لتجد ان فستانها الأصفر يتحول الى اللون الاحمر بسبب دماءها. ابتسمت بحزن عالمة بأنها لن تراه بعد الان لقد توسطت احد الرصاصات صدرها و الاخرى كتفها لتسقط دمعة اخرى من عينها و جسدها يتهاوى ارضا و لكن قبل ان يصطدم بالارض كانت يدي ماكس تعانقها بسرعة و عيونه القلقة تدرسها بخوف حقيقي هذه المرة.
جلس ماكس المصدوم ارضا و هو يعانق جسدها غير مستوعب لما يحصل، و لاول مرة في حياته سقطت دمعة من عيون ماكس و هو يراها تنزف بين يديه غير عالم ما الذي سوف يفعله
؟"Il mio"
ابتسمت بحزن و هي تشاهده يبكي لتهمس له بصوت متعب و كأنها تأخذ انفاسها الأخيرة
" لقد .. لقد اخبرتك ... ماكسي"
قالت بصعوبة و هي تبتسم بين دمعتها لينفي ماكس برأسه و هو يتحدث بسرعة و حزن و بكاء
" لا تتحدثي حبيبتي ارجوك ... سانقذك دائما ما افعل ..اليس كذلك؟ ليتصل احد بالإسعاف ؟ احضروا اي سيارة لعينة؟ "
وضعت الينا يدها على خده و هي تشاهد تخبطه امامها ثم اكملت مبتسمة بالم
" اخبرتك بانك ستبكي عند موتي ماكس"
تساقطت الدموع من عيون ماكس اكثر و هو ينفي براسه بجنون بينما يعانقها و هو يشعر و كأن قلبه سوف يتوقف العديد من المشاعر تدور بداخله و لكنها مشاعر حزن
" لا تموتي .. اتوسل اليك لا ترحلي.. ليس انتي ايضا"
"وفيت بوعدي لك ماكس"
"وفيتي يا حياة ماكس لذلك لا تتركيني اتوسل اليك لا تفعلي "
كان ماكس يتحدث و هو يبكي فوضعت الينا يدها على قلبه و هي تقول بصعوبة بين دمعتها و ابتسامتها و ألمها و كل ما يدور بداخلها
" لا تنسى ابدا بانني الوحيدة التي سكنت هنا ماكسي انا فقط"
قبل يدها و سقطت دموعه بغزارة و هو و لو اول مرة بحياته يشعر و يا له من شعور سيء الألم ، الخوف ، القلق و الاكبر شعوره بان هذه هي النهاية
"انت فقط سكنت هذا القلب و انت فقط من ستفعل لذلك لا ترحلي لا حياة لي بدونك فما بالك بالمشاعر كوني عنيدتي كالعادة و عاندي الموت اتوسل لك"
"انا من احبتك اولا ماكس و انا ما احبتك الى الاخر"
بدات في إغماض عيناها بتعب ليصرخ ماكس بجنون بينما كان الجميع واقف ينظر ما يحصل بصدمة غير قادرين على استيعاب اي شيء
" الينا حبيتي هيا ابقي معي"
" ما... ماكسي حبي لك لن يموت حتى لو مت انا اليوم"
" لا تفعلي اتوسل اليك لا تفعلي"
سقطت دمعة من عينها على حاله و ليس على حالها و هي تهمس له
" ماكسي"
" نعم"
" من دواعي سروري الموت في سبيلك"
" لا تموتي في سبيلي انا وغد لا يستحق لا تحرقي قلبي يا الينا"
" ماكسي"
سقطت دموعه و هو يعانقها اكثر مقرب جسدها منه و هو يبكي بصوت عالي كالاطفال
" يا الهي لا اتوسل اليك لا تفعلي انت الشيء الوحيد المتبقى لدي الينا انت قلبي "
" انا احبك يا ماكس "
ابتسمت الينا و اغمضت عيناها مغمى عليها و قد سقطت يدها من فوق خده نفى ماكس و هو يقرب جسدها منه و ينفي برأسه و هو يكرر بعدم تصديق
" ليس مجددا ليس مجددا ليس انتي ايضا الينا لا ترحلي ارجوك"
صراخ و بكاء ماكس كان ما يسمع بالارجاء و هو يجلس ارضا و جسد زوجته الدامي بين ذراعيه و هو يتمسك بها كالطفل الصغير و هو يسترجع كل المشاعر التي فقد عند موت والدته و مع الاسف ها هو يستعيد كل مشاعره من جديد و لكنه في سبيل تحقيق ذلك فقد المرأة الوحيدة التي احبها.
هلووو يا حلوين♥️
اتمنى تكونوا بخير خصوصي بعد هذا البارت
•البارت طويل للغاية لانه هناك احتمال ان لا استطيع التنزيل الاسبوع القادم لذلك هذا البارت تعويض
•اعلم ان هناك العديد و العديد من الاحداث بهذا البارت و ذلك لكونه نقطة تحول مهمة بالقصة لان جميع الاوراق قد انكشفت الان و جميع الشخصيات مع قصصهم قد ظهرت
•رأيكم بالبارت يهمني و بالطبع اريد معرفة رأيكم بالثنائيات و ما الذي تظنونه عن الاحداث القادمة
•ماكس و الينا
•فكتور و ليليا
•روميو و جوليا
•ديمن و هيرا
•ليون و ماري
اراكم ببارت جديد قريبا
LOVE ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro