Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

12

* التضحية *

في التضحية بالعادة يوجد طرفين، شخص يضحي من اجلك بينما بالجهة الاخرى شخص يضحي بك. فكم هو مخيف عندما يكون الامر من الاشخاص المقربين، اذا ضحى من اجلك سوف تحزن من أجله اما اذا ضحى بك فسوف تحزن من اجل نفسك. و لكن ماذا لو ضحى الشخص الغير متوقع بكل شيء من اجلك؟ على من سوف تحزن وقتها؟ هل ستحزن عليه؟ ام ستحزن لانك ظننت سوءا به؟

هذا ما حصل مع ماكس و الينا، و كالعادة وجدا انفسهما بموقف لم يكن طبيعيا، الينا و ماكس لم يكونا الحبيبين المضحيين، بل كانا العدوان المتزوجان بسبب أسباب عملية، مما يعني ان الحب لم يكن شرطا بعقدهم و خصوصا مع انعدام مشاعر ماكس كليا كلمة الحب بالنسبة للإثنين دائما ما ستكون مجرد كلمة من حرفين يقرأها دون ان يشعر بمعناها.

ماكس Demone senza emozioni (شيطان منعدم المشاعر) كما لقبه جده اولا ثم اصبح لقبه وسط عالم المافيا، ماكس نفسه العدو الاول و بالطبع ليس الاخير لإلينا، ماكس الزوج الذي لا يجب ان تقع بحبه ابدا او تضعف من أجله.

ماكس هذا نفسه هو الشخص الذي ضحى بنفسه من اجلها دون اي تردد حتى. مضحك اليس كذلك ؟ بالحقيقة انه كذلك نوع ما، هو لا يشعر، لا يحب، لا شيء يؤثر به اذا لماذا قد يفعل ذلك أسئلة كثيرة لا اجابة لها.

" هل تثقين بي ؟"

تكررت الكلمات بأذني الينا لفترة اطول من المعتادة، كانت تغرق في دوامة افكارها و كيف انها قد أومأت مخبرة اياه انها تثق به و هي لا تعلم هل هي حقا تفعل؟ هل حقا تثق بزوجها؟ عدوها المفترض؟

المياه كانت الشيء الوحيد الذي تراه الينا بينما كان جسدها ينسحب الى الخلف و كأن شيءا يسحبه الى الاعماق، لم تقاتل من اجل حياتها و لم تحاول التخبط للوصول الى السطح بل كل ما فعلته كان الاستسلام لما يحصل و هي تشاهد اشعة الشمس التي كانت تزين سطح البحر

الكثير من التساؤلات عبرت فكرها، هل سوف تموت هكذا؟ هل انتهت حياتها عند هذه النقطة حقا؟ هل سوف يحزن احد لفقدانها؟ و لكن التساؤل الأهم الذي كان متربعا بعقلها هو، ما الذي سوف يصيب ماكس من بعدها؟ لماذا فكرت به لا تعلم، لماذا اخترق فكرها بهذه اللحظة بالذات حقا لا تعلم و لكن وجهه هو الشيء الوحيد الذي سيطر على تفكيرها حاليا

وسط دوامة التفكير التي كانت تدور بداخلها شعرت بشيء يدفعها الى السطح، او بالأصح شخص كان يقوم بذلك. تنفست بقوة الهواء بمجرد ان اخرجت رأسها من الماء، لقد نجت حقا و من أنقذها ماكس بالطبع و من غيره قد يفعل

فستان الزفاف الذي كانت ترتديه كان يصعب عليها التحرك و كان يسحبها الى الاسفل بكل مرة و لكن ظهور ماكس امامها اكد لها بأن لا شيء قد يصيبها ابدا بالضبط كما وعدها سابقا

‏" il mio هل تسمعيني؟ هل انت بخير؟ أجيبي هيا "

خرجت من أفكارها و هي تمرر يديها فوق وجهها مبعدة المياه قبل ان تعود الى رشدها و هي تومىء برأسها عدة مرات متتالية مجيبة سؤاله

" انا بخير ماكسي انا بخير "

كانت تتخبط بين الضحك و البكاء، ماكس الذي اخبرها الجميع ان تحذر منه، ماكس الذي ولدت لتكون عدوة له، ماكس الذي يجمع كل الصفات التي تختلف عنها، ماكس هذا نفسه ضحى بحياته فقط لكي ينقذ خاصتها

" يجب ان نسبح لطرف الثاني لذلك ركزي معي و.."

توقف ماكس عن الكلام و هو يشاهد كيف رمت الينا نفسها بحضنه معانقة اياه بكل قوة و هي تشهق و تبكي بغصة حقيقة مما جعله يعقد حاجبيه بعدم استيعاب و هو يسأل من جديد

" لماذا تبكين؟ هل تأذيت؟ اين أصبت ؟"

أرادت ان تخبره بأنها كانت تؤذي نفسها من اللحظة الاولى التي وافقت على الزواج به؟ ارادت اخباره بأنه من يؤديها بهذه التصرفات التي لا يفترض له ان يتصرف بها، ارادت قول الكثير و لكنها اكتفت بتحريك رأسها يمينا و يسارا و هي تنفي بصمت ليضيف بجدية كعادته

" اذا هيا اسرعي يجب ان نصل الى الضفة الأخرى سريعا "

حاولت السباحة و لكن الفستان كان ثقيلا للغاية و يعرقل اي حركة تحاول القيام بها مما جعلها تتشبث بعنق ماكس خوفا من الغرق من جديد

" ما الامر الان؟"

سأل ماكس ببرود و هو يشاهد كيف كانت تتعلق به بشدة تمنع حركته حتى

" لا أستطيع السباحة بهذا الفستان "

نظر إلى الفستان و مرت امامه صورتها قبل ان يسقطا من الحافة ليتذكر ارتداءها لفستان زفاف مما جعله يرفع حاجبه لثانية ثم قال بصوته الجاد

" بالمناسبة لماذا كنت ترتدين فستان زفاف ؟"

قلبت الينا عيناها بوجهه فهذا حقا ليس وقته و لكنه كان ينظر لها و كأنه ينتظر الاجابة منها حقا و كأن الوضع طبيعي للغاية الان

" هل نستطيع التحدث في هذا الموضوع بوقت لاحق ؟"

رمش ماكس مرتين و هو لا يزال يحمل نفس نظراته الباردة و لكنه سرعان ما مرر يده حول خصرها و هي تشعر به يحاول فتح سحاب فستان.

بمجرد ان لمسها اغلقت الينا عيناها لاعنة نفسها و جسدها الذي كان يذوب بمجرد لمسة بسيطة و لو كانت بدون اي دوافع او نوايا اخرى، شعرت فستانها يسقط عن جسدها مسحوبا الى الاعماق بينما اصبح جسدها اخف حاليا لتفتح عيناها ناظرة الى خاصة زوجها الذي لم يزح نظره عنها بتاتا

" ماكس "

بدون ان يفتح فمه حرك حاجبيه بخفة و علمت انه ينتظر منها ان تكمل كلامها و لكنها لم تعلم ما الذي يجب عليها قوله فقط اكتفت بنفي رأسها عدة مرات و هي تسبح بعيدة ليلحق بها

بالجهة الأخرى، على الحافة ركض الجميع ينظر من الحافة نحو البحر يحاولون رؤية اي اثر لاي من ماكس او الينا لكن لا شيء، ليصرخ فكتور بغضب و هو يتصل بفريق خاص من اجل بدأ عملية البحث

" اريد للفريق ألفا الحضور حالا، لا اثر لماكس و لا زوجته بعد سقوطهما من الحافة "

الفريق ألفا هو فريق مكون من اقوى الأعضاء و قد تم اختيارهم تحديدا للقيام بالمهمات المستحيلة، و قد تم اختيارهم فردا بفرد من قبل سامويل بروفاسي والد ماكس من اجل اللحظات الحرجة.

" هل جن جنون ماكس ام ماذا ؟ كيف يلقي بابنتي معه من الهاوية ؟ إذا اصاب ابنتي شيءا سوف..."

قاطع صراخ فرناندو والد الينا يد فكتور التي سحبته من قميصه نحوه و هو يتحدث بغضب تام

" اولا هو ماكسيمس بالنسبة لك، و ثانيا إذا اصابه اي شيء لن تعيش لتفعل شيء فموته يعني موتك انت و سلالتك لا يهمني إذا كان قد مات و هو يحاول إنقاذ ابنتك و لا يهمني اي شيء آخر كل ما اعلمه و يجب ان تعلمه هو ان حياة ماكس هي الشيء الوحيد الذي يبقيك حيا لذلك بموته و موت الينا لا وجود لأي صلح و موتك سوف يكون اول شيء أسعى اليه هل سمعت ؟"

ارتعش فرناندو و هو يستمع لكل كلمة ينطق بها فكتور، قد يكون هو اكثر شخص هادىء و عاقل بعائلة بروفاسي و لكنه معروف بغضبه الشديد حيث لا يمكن لاحد السيطرة عليه

اقترب حارس فرناندو الاول و هو يوجه سلاحه نحو فكتور ليوجه كل من روميو و ديمن اسلحتهم نحو فرناندو و حارسه ليفعل الحرس حولهم نفس الحركة

" كن مطيعا و انزل ذلك السلاح ايها العجوز فأنا لست بشخص ذو بال طويل"

تحدث ديمن ببرود لا يعكس شخصيته المرحة بتاتا، ليضيف روميو بجمود و هو يفتح زمام الأمام

" صدقني أنا لست بأحسن حالاتي لذلك لا تمتحن صبري "

قبل ان يتحدث حارس فرناندو بمجرد فتحه لزمام المسدس قام روميو بإطلاق النار على قدمه مما جعله يصرخ بألم و هو يلقي سلاحه ارضا ممسكا بقدمه

" اللعنة هل جننت ؟"

" اخبرتك "

اجاب روميو بكل برود مما جعل ديمن ينظر اليه باستغراب فحقا حالة روميو تسوء يوما بعد اخر و يبدو أن امر اصلاحه سوف يأخذ وقتا طويلا و شخصا واحدا

" حسنا لنهدأ جميعنا و لنبدأ عملية البحث فابنتي كذلك سقطت مع ماكسيمس "

تحدث فرناندو بهدوء و هو يبعد يدي فكتور عنه ليضحك الاخر ببرود و هو يشير إلى بعض الحراس بينما يقول

" كل ما سوف تفعله هو الجلوس في الفندق الخاص بك و غير مسموح لك بأن تخطو خطوة واحدة إلى الخارج، حاليا هناك شخص واحد مسؤول عن كل ما حصل و هو انت لذلك لا تحاول أن تتذاكى بل لا تفعل اي شيء فقط قم بالدعاء ان لا يحصل لهم شيء و إلا فلتبدأ تجهيزات الجنازة "

" ما الذي .."

حاول فرناندو الاعتراض على ما يحصل و لكن حراس المكلفين من قبل فكتور قاموا بسحبه نحو احد السيارة ليصرخ بغضب من الخلف

" فكتور بروفاسي هذه قلة احترام و تعد على الاتفاق الذي بيننا لن انسى ما فعلته أبدا و سوف أجعلك تندم "

استدار فكتور ينظر اليه بعيون جامدة كليا و هو يقول بصوت لا يحمل أي مشاعر

" انت فوق ارضنا و بميداننا كل ما تستطيع فعله حاليا هو الخضوع مثل الطفل المطيع، خطوة واحدة خارج غرفة الفندق و سوف يطلق حراسي النار على جزء من جسدك صدقني أنا لا امزح عندما يكون الموضوع يخص عائلتي لذلك لا تتحداني "

توجه فكتور مع ديمن و روميو نحو سيارته ليسوق الثلاثة نحو الطريق الذي يؤدي نحو اسفل الهاوية و هم يدعون ان يجدوا اثرا لما و الينا ليقول ديمن داخل السيارة

" ماذا لو لم يظهر ماكس يا اخي ؟"

" هذا يعني شيء واحد، الاتفاق باطل و ان مملكة لوشيس سوف تسقط مرة و إلى الابد "

" و ماذا عن الينا ؟"

" حتى إذا ظهرت الينا و لكن دون ماكس سوف يحصل ذلك و لكنها لن تستطيع العودة إلى عائلتها لانها و بزواجها من ماكس هي وقعت على انتماءها إلى عائلة بروفاسي شاءت ام ابت ؟"

" ماذا لو ظهر ماكس دون الينا؟"

اوقف فكتور سيارته مقابل البحر مباشرة و قبل ان يفتح الباب نظر نحو روميو و ديمن الحاليات بالسيارة و هو يقول بجدية

" ظهور ماكس دون الينا يعني ان الجميع سوف يحاسب على ما حصل شاؤوا ام ابو الجميع سوف يهلك وقتها "

خرج الثلاثة مع سيارة الحرس ينظرون حول الشاطىء و كل مكان على امل العثور على اي شيء و لكن لا يوجد شيء يظهر، لا اثر لاي شيء او شخص و كانهم قد اختفوا.

بالضفة الاخرى من البحر، بعد مدة طويلة من السباحة خرج الاثنين اخيرا الى اليابسة لتستلقي الينا على الرمال و هي تبتسم ناظرة الى السماء عندما تأكدت من انها قد نجت، على الاقل حاليا هي حية ترزق

"خذي"

سمعت صوت ماكس البارد و هو يرمي قميصه المبتل فوقها لتتذكر بأنها لا ترتدي اي شيء ما عدى ثيابها الداخلية السوداء

امسكت الينا القميص و اردته و هي تنظر الى ماكس الذي كان ينظر حوله و كأنه يحاول العثور على طريق للخروج من المكان الذي وقعوا به لتسمعه يقول دون النظر خلفه حتى

" لنتوجه مباشرة قد نجد سيارة او اي شيء في طريقنا أنا متأكد ان فكتور قد بدأ عملية البحث و لن يستغرق الأمر طويلا ليجدونا "

جسده المبتل جعله يبدو مثيرا اكثر من العادة، كانت عيني الينا تدرس الوشم الذي يزين كتفه الأيسر الى صدره الأيسر بشكل مثير للغاية مما جعلها تطلق تنهدا عميقا

استدار ماكس ينظر اليها عند سمع تنهدها ليجدها لا تزال جالسة على الارض و هي تنظر اليه بنظرات غريبة

" ما الذي لا تزالين تفعلينه على الارض ؟"

" الن نأخذ نفسا ماكس، لمعلوماتك لقد نجونا من الموت حرفيا"

" لقد قلت ذلك بنفسك، نجونا "

ختم كلامه و هو يقترب منها ليمد يده لها و هو لا يزال على حاله قبل ان يضيف

" اخبرتك من قبل il mio، لا يمكن لشيء ان يصيبك في وجودي "

نظرت نحو يده لمدة ثم الى عينه التي كانت تظهر جدية كلامه لتمسك بيده و هي تقف على قدميها قبل تسأله

" ماذا لو كانت هذه النهاية يا ماكس ؟"

أبعد ماكس شعرها المبتل عن وجهها و مسح خديها بيده و هو لا يزال ينظر اليها قبل ان يكرر بنفس جموده

" ماذا لو كانت كذلك ؟"

" اليس لديك شيء تريد القيام به؟"

توقف ماكس عن ما كان يقوم به و نظر لها مطولا، نظراته لها جعلتها تفكر في احتمال وجود شيء يريد، اي شيء و لو كان بسيطا و لكن كعادته كان يكسر توقعاتها

" لا "

سحبها خلفه و هو يتحرك لتحرك الينا رأسها بعدم تصديق و هي تمشي بجانبه بينما كف يدها متمسك بكفه لتبتسم لذلك المنظر و هي تضيف بشقاوة

" هل لا هي الشيء الوحيد الذي تعرفه ؟"

ماكس الذي كان يحاول البحث عن طريق العودة توقف و نظر نحو الينا بصمت قبل ان يتجاهلها مجددا و هو يتحرك يمينا لتقلب الينا عيناها فزوجها يفوز بجائزة اكثر شخص بارد و مستفز بكل الكرة الارضية

بعد ان شعرت الينا بالملل قررت التحدث من جديد فعلى عكس ماكس الينا شخص يحب التحدث و الانخراط في الكلام

" اذا لا تريد القيام بأي شيء ؟"

تأفف ماكس الذي كان لا يزال يتحرك بطريقه قبل ان يجيبها فهو متأكد من أنها لن تمل الى ان تحصل على اجابة

" لا لا شيء "

جوابه جعلها تنظر اليه بشرود، و هي تفكر كيف يمكن لشخص ان لا يريد فعل او الحصول على شيء بآخر يوم في حياته، هل حقا وضعه صعب لهذه الدرجة. بدون ان تنطق بحرف اومات بصمت و هي تتمسك بيده اكثر بينما قربت نفسها منه و كأنها تخبره بأنها سوف تكون بجانبه حتى اذا كانت هذه النهاية

بعد مرور ربع ساعة تقريبا كان الاثنين لا يزالان يمشيان بصمت مما جعل ماكس يستدير بين الحين و الاخرى ينظر نحو زوجته الصامتة بشكل غريب لا يشبهها

" و انت لو كانت هذه النهاية حقا ماذا سوف تريدين؟"

سؤاله كان خارج عن التوقعات مثل العادة، رمشت لمرات متعددة و هي تحاول التأكد من انها سمعت ذلك حقا و لم يكن مجرد خيال منها

" اذا ماذا حصل؟ هل اكل القط لسانك؟"

ابتسمت الينا باتساع عندما سمعته يتحدث من جديد لتتوقف مما جعله يتوقف كذلك لكونها كانت متمسكة به فاستدار ماكس يطالعها بعدم فهم لتقترب منه حيث لم يكن هناك فاصل بينهما ما عدا الهواء لتضع يدا خلف عنقه و الاخرى فوق صدره تشاهد كيف كان جامدا، باردا غير متؤثر بأي شيء بتاتا

مع وضعت جبينها ضد خاصته رسمت ابتسامة هادئة و هي تنظر داخل عينيه بينما تحاول ان تفكر بما الشيء الذي قد تريده اذا كانت هذه نهايتها حقا، و بدون سابق انذار وجدت نفسها تهمس له

"أريد منك أن تقبلني و كأنها اخر قبلة سوف نتشاركها، أريد منك ان تخطف أنفاسي و كأن موتي متشوق لها، أريد بقبلتك أن تحيني و كأن حياتي تعتمد عليها"

لحظة صمت مرت بين الاثنين، فلا احد منهما كان يتوقع ذلك بتاتا، هل حقا سوف تطلب قبلة منه ما اذا كان هذا اخر شيء تستطيع فعله؟

و قبل ان تسرح بتفكيرها كان ماكس يلصق شفته بخاصتها و هو يخلل يده اليسرى بداخل خصلات شعرها المبتل بينما يده اليمنى التفت حول خصرها يقرب جسدها من خاصته و هو يتنقل في قبلته بين شفتيها اخذا كل الوقت الذي امامه و بالناحية الاخرى كانت الينا تبادله بكل ما تملك من شغف و كأنها وجدت ماءا في صحراء قاحلة لتتمسك به بقوة و هي تشعر بأن قلبها على وشك التوقف حرفيا و هذا الشيء لوحده قد اخافها الى الموت

بمجرد ان افترقت شفتي ماكس عن خاصتها تنفست الينا بعمق محاولا الحصول على بعض الاكسجين و لكن بنفس الوقت شاعرة بخيبة امل من ابتعاده لتتردد في فتح عيناها خوفا من ان تفضحها مشاعرها

" هل تريدين شيءا اخر ؟"

رمشت الينا و هي تعدل شعرها و حالتها بينما تنفي برأسها و هي تنظر الى الارض متفادية النظر الى عيناه مباشرة لتسمعه يضيف

" اذا فلنتحرك "

أومأت الينا برأسها و هي تتخطى ماكس متحركة الى الامام بينما تتحدث عن بعض ذكريات طفولتها و كيف كانت تتمنى الخروج في رحلة استكشاف و لكن ذلك بالطبع لم يحصل بتاتا و قد كان ماكس المستمع الذي تحتاجه فقد كان يستمع لكل ما تقوله بصمت

" هل انت بخير؟"

توقفت الينا عن سرد قصتها و استدارت تنظر الى ماكس الذي كان يتعرق للغاية مما اخافها

" بالطبع انا بخير "

لعنت الينا مرضه فهو لن يستطيع الشعور بأي شيء بسبب ما يعانيه و لكن حالته كانت توضح انه ليس كذلك، وجهه كان شاحبا، شفتيه منعدمة اللون بينما العرق يغمر جبينه

" ماكس لنجلس قليلا "

" لماذا ؟"

" انا تعبت "

نظر ماكس حوله ثم نفى و هو يضيف بجدية

" لا نستطيع البقاء بهذا المكان، الظلام سيحل قريبا و نحن لا نعلم حتى اين نكون لذلك حاولي التحمل قليلا على الاقل الى حين نجد شخصا نستطيع الاعتماد عليه "

كان ماكس يتحدث و لكن الينا التي كانت واقفة امامه شعرت بأنه ليس بخير، كلامه لم يكن واثقا مثل العادة فقد كان ينطق كلمة و يتعثر بالاخرى بينما عيناه تتثاقل بين الحين و الاخرى مما اخافها للغاية

" ماكس.."

قبل ان تنطق بحرف كان جسد ماكس يسقط ارضا مما جعل الينا تصرخ بهلع و هي تنحي اليه

" ماكس، ماكس لا تمزح معي بهذا الشكل اتوسل اليك لا تفعل، هيا افتح عينيك هيا من اجلي "

نظرت حولها بقلق حقيقي فقد كان غائبا عن الوعي تماما و حرارته مرتفعة للغاية و لا يشعر بشيء حوله بتاتا لترتجف شفتها و هي تضرب خديه عدة مرات لعله يعود لوعيه و لكن لا شيء

" ماكس حبيبي اتوسل اليك لا تخفني هكذا، هيا عد لوعيك اتوسل اليك هيا من اجلي Amore mio"

سقطت دموعها بشدة و بدأت تبكي بشكل هستيري و هي تعانق رأسه نحو جسدها بينما تصرخ محاولة طلب المساعدة

" ليساعدني أحد ما، اتوسل لكم فليساعدني شخص ما "

على الجهة الأخرى صرخ احد الحرس و هو يشير نحو يشير إلى شيء يطوف فوق البحر ليركض ديمن يسبح إلى الشيء الأبيض و يرفعه عاليا ليخرج و هو يحمله بينما يريه لاخيه و روميو

" اليس هذا الفستان الذي كانت ترتديه الينا عند سقوطها؟"

سأل روميو و هو متأكد من انه قد رآها تلبسه، ليوافقه فكتور و هو يتفحصه باحثا عن اثر دماءا ليعلم ما إذا كان اي احد منهما مصابا او لا

" هذا هو الفستان، و بما انه نظيف لا اثر لدماء هذا يعني انهما بخير "

" كيف تكون متأكدا من ذلك ؟"

" ماكس سباح ماهر و الجميع يعلم مدى قدرة تحمله، و من القطع الموجود بالفستان هذا يعني انهم قد اضطرّوا إلى ازالته لان فستانا مثل هذا سوف يجعل السباحة شيءا صعبا لا بل مستحيلا "

" إذا أضطروا لازالته من اجل السباحة؟"

" صحيح، و لكن يبدو انهم سبحوا بالاتجاه المعاكس لذلك لا اثر لهم بهذه الجهة سوف اخبر الفريق ألفا ليبدؤوا تمشيط الجهة الاخرى اولا "

" إذا ما الذي سوف نفعله الان ؟"

" سوف نتوجه إلى المنزل الان لان لا شيء آخر نستطيع القيام به الان ما عدا معرفة ما السبب وراء خطف الينا في المقام الاول و هناك حدس يخبرني ان لوشيس يقوم بشيء كبير خلف ظهورنا "

تحدث فكتور بجدية و هو يتصل بالفريق الفا بينما يتوجه إلى سيارته ليقوم ديمن بالركوب بمقعد السائق ليجلس روميو و فكتور معه بعد ان طلب روميو من الحرس بالعودة إلى القصر

على الضفة الأخرى كان ماكس لا يزال فاقدا لوعيه و الينا بجانبه تمسح فوق راسه بهدوء و هي تدعو بداخلها ان يكون على ما يرام لتلاحظ النزيف من جرحه، لقد كان نفس الجرح الذي اصيب به من يومين و عالجته بنفسها يبدو ان سقوطهم العالي قد فتح الجرح من جديد و قد يكون ملتهبا كذلك

" ماكسي هل تسمعني؟ الظلام سيحل قريبا و قد اخبرتني بأنه يجب ان نتحرك من هنا بسرعة"

تضاعف بكاءها و هي تشاهد جسده الساكن مثل الجثة بحضنها و هذا شيء لم تتوقع يوما ان تشهده فماكس لم يكن شخصا يمرض بسرعة او يتأثر بأي شيء و لكن يبدو ان جسده شعر بالشيء الذي لا يشعر به ماكس؛ التعب، المرض...

" يا الهي فلتحفظه لي، لا احد لي من بعده، يا الهي اتوسل اليك ان تساعدني "

سمعت خطوات تقترب مما جعلها سعيدة و بنفس الوقت خائفة من الشخص القادم فقد يكون ان الاعداء خاصتهم

" هل من احد هنا؟"

صوت رجل كبير جعلها تنظر بترقب لتجد شخصا عجوزا يركب عربة مرتبطة بحصان و على ما يبدو انه قد سمع صوت صراخها و بكاءها لتبدا تحرك يدها ملوحة له و هي تبكي قائلة

" أنا هنا ساعدني ارجوك "

اقترب الرجل العجوز لينزل من العربة مع شخص اصغر سنا و الذي ركض نحو الينا الباكية و هو يردد

" هل انت بخير سيدتي؟ ما الذي حصل ؟"

" زوجي.. زوجي.."

لم تكن قادرة على تشكيل جملة متكاملة بسبب خوفها و بكاءها الشديدين ليضع الشاب يده فوق جبين ماكس و الذي كان مثل النار ليصرخ من جديد

" جدي ساعدني هناك شخص مصاب "

انخفضت الينا نحو ماكس و قبلت جبينه لمرات متتالية و هي تردد ببكاء

" لقد نجونا ماكسي، لقد نجونا حبيبي لقد نجونا"

طوال الطريق لم تفلت الينا يد ماكس ابدا، كانت خائفة لدرجة الموت، هذا لم يكن زوجها الذي تعودت عليه، هذا لم يكن الشخص الذي اخبرها الجميع ان تخشاه، لاول مرة رأت الطفل بداخل ماكس، بالرغم من كونه لا يشعر بتاتا و لكنه انسان كذلك هو ايضا يتعب و يمرض و سقوطه اليوم امام عيناها خير دليل على ذلك

" بني ساعدني على حمله "

خرجت الينا من شرودها على صوت العجوز الذي يتحدث مع حفيده و هما يحاولان حمل جسد ماكس المغمى عليه مما جعلها تقف امامهم مباشرةً بدون ان تبعد عينها من على ماكس بتاتا

" ما الذي حصل يا رجل ؟"

سمعت الينا صوت امرأة عجوز تكلم الرجل الذي ساعدهم و لكنها كانت شاردة الذهن تفكر بحالة زوجها فقط لتشعر بيد توضع على كتفها مما جعلها تجفل

" ابنتي ما رأيك بأن أساعدك لكي ترتدي القليل من الثياب ؟"

نظرت الينا نحو المرأة بعدم فهم ثم خفضت نظرها نحو ملابسها لتتذكر بأنها كانت لا ترتدي اي شيء اخر سوى قميص ماكس

لفت يداها حول جسدها و هي تنظر بين المراة و بين ماكس و كأنها مترددة، بالطبع لا تريد تركهه و هو في هذه الحالة و لكن يجب عليها ارتداء شيء ما

" لا تقلقي يا ابنتي، جورج سوف يعتني به جيدا هو طبيب متقاعد "

اللهفة في عيون الينا شعت و قد احتل الامل قلبها و هي تسمع كلمة طبيب من العجوز الواقفة امامها، الصدفة أوقعتهم مع طبيب و هذا شيء سوف تشكر الله عليه لبقية حياتها

" زوجي متعب للغاية ... هو مصاب... لقد اغمي عليه.."

قاطعت المرأة الينا عن الكلام و هي تطبطب على كتفها و كانها تخبرها بأنها تتفهم ما الذي حصل و تتفهم خوفها كذلك لتقاطعها قائلة

" هو بين ايد امينة الان، هيا سوف اعطيك شيءا لكي ترتديه و تستطيعين اخذ حمام دافىء فأنت ترتجفين "

" و لكن ماكس.."

ابتسمت العجوز بسبب اصرار الينا و خوفها الظاهر على زوجها و هي تضع كفها على خد الينا بحنان بينما تجيبها

" ماكس محظوظ لوجودك بحياته هل تعلمين ذلك؟ فحبك القوي له ظاهر للغاية من خوفك عليه و طريقة كلامك عنه "

هل قالت حب؟ لا، هذا ليس جيد بتاتا. فكرت الينا بخوف و قد واجهتها العجوز بالشيء الذي كانت تخفيه دائما و تنكره لنفسها. هي لا يجب ان تفعل ذلك، لا يجب ابدا ان تقع في حبه

" اين الحمام؟"

" انه هناك على اليمين، سوف اعطيكي بعض الملابس الى حين ان يكمل جورج معاينة زوجك "

بعد ان استحمت الينا بسرعة ارتدت الفستان الازرق البسيط الذي اعطته لها العجوز و خرجت من الحمام راكضة نحو الغرفة التي يوجد بها ماكس لتجده لا يزال على حاله لا شيء قد تغير نائم و كأنه بغيبوبة لا يتحرك حتى

جلست بجانبه على السرير و مررت يدها فوق جبينه بينما امسكت يده بين يدها اليمنى و هي تمسك بها بقوة لتسمع الشاب الصغير يتحدث

" سيدتي لقد عالجه جدي لذلك لا تقلقي "

نظرت نحو المتحدث ثم نظرت نحو العجوز الذي كان ينظر لها بابتسامة رقيقة و هو يومىء لها برأسه قبل ان يؤكد لها

" هو بخير و لكن على ما يبدو انه قد اتعب نفسه اكثر من اللازم لذلك جسده لم يكن قادرا على الاحتمال اكثر فأغمي عليه"

" ماكس لا يستطيع معرفة ما اذا كان جسده قد تعب او لا، هو هكذا لا يستطيع الشعور بذلك "

تمتمت الينا و هي تمسح برقة فوق خد زوجها النائم و لكن كلامها كان مسموعا ليقترب منها العجوز و هو يسأل بحيرة

" ما الذي تقصدينه بالضبط ؟"

" هو مريض، يعاني من analgesia لذلك لا يستطع الشعور بشيء حتى لو أراد ذلك "

و لكونه طبيبا فهم العجوز جورج ما قصدته و شعر بالاسف على كلا الزوجين، فكما يرى المشاعر التي يفتقرها الزوج واضحة على معالم الزوجة

" كل شيء له علاج يا بنتي ما عدا الموت، لذلك ابقي معه و بجانبه و سوف يجد الدواء بك صدقيني "

نظرت الينا نحو الرجل بينما الدموع كانت قد تشكلت بعيناها، هي لا تريد له ان يجد العلاج بها، لا تريد له ان يتعلق بها فهذا لن يكون لمصلحة اي منهما، هو شخص و هي شخص اخر كلاهما لا ينسجمان بل مختلفان كليا

" سوف اترككما لكي ترتاحا قليلا "

أومأت الينا و هي تنظر الى ماكس من جديد قبل ان تنحني مقبلة يده التي بين يديها عالمة بأن ما قاله الجميع صحيح، بدأ الامر مجرد لعبة لكي يقع في حبها او على الاقل لكي يميل نحوها و بهذا كانت سوف تضمن العيش لمدة اطول و لكن اللعبة انقلبت حقيقة فقط مع تغيير بالأدوار لانها هي من وقعت بحبه الان

" لماذا يظن الجميع بأنني قد وقعت بحبك شيطان بروفاسي؟ "

بالجهة الأخرى بقصر بروفاسي، كان الجميع في حالة من الفزع حرفيا، لا اثر لماكس و لا الينا بأي مكان و فريق الفا إلى الان لم يجدوا لهم اي اثر و لكن البحث لا يزال مستمرا. كان فكتور مع والده و عمه بمكتب القصر يضعون خريطة المنطقة فوق الطاولة الدائرية بينما كان فكتور يشير إلى حارسه و يده امليانو نحو المناطق التي من المحتمل أن يجدوهم به بينما ليو كان قد توجه في عملية البحث مع فريق ألفا

" هذه المناطق هي المناطق المحتمل وجودهم بها، لا يهمني إذا قمتم بطرق كل باب في المكان لمعرفة ما إذا كانوا هناك، لا يهمني ما الذي سوف تفعلونه المهم هو عودة ماكس "

عندما كان فكتور بتلك الحالة يصرخ و يعطي الأوامر كانت ليليا تمر من المطبخ نحو الدرج لتتوجه إلى غرفتها لتقف لثوان تنظر إلى حالة زوجها التي يرثى لها حرفيا مما جعلها تضحك بتشفي على ما يحصل معه لتسمع صوتا غاضبا

" هل ابتسمت الان؟"

هيرا التي كانت تنزل الدرج شاهدت ليليا تقف عند باب المكتب تشاهد ما يحدث بداخله و هي تضحك مما جعلها تفقد اعصابها، مما جعلها تركض نحوها و تمسكها من شعرها

" كيف تجرأتي على الضحك؟"

صرخت ليليا بألم و لكن سرعان ما أمسكت بشعر هيرا كذلك و شدته بنفس القوة و هي تقول بغضب

" أنا حرة افعل ما اريد "

خرج الرجال على اصواتهم ليجدوا هيرا و ليليا ممسكين بشعور بعضهم البعض و يصرخون مما جعل روميو يركض نحو اخته يمسك به يحاول ابعادها عن ليليا ليفعل ديمن المثل و هو يسحب ليليا زوجة اخيه بعيدا، اشار فكتور لحارسه بالخروج ليقول بغضب

" ما الذي يحصل هنا؟ هل هذا وقت شجاركم؟"

" الحقيرة كانت تضحك على حالكم؟"

تحدثت هيرا بغضب و هي تبكي بينما تحاول الانسحاب من بين يدي اخيها و العودة لضرب ليليا من جديد لتضحك الأخرى بصوت اعلى و هي تجيبها بتشف

" اضحك كما اريد، بل سوف اضحك و ابتسم و احتفل كلما اصاب ضرر هذه العائلة "

" اتركني روميو سوف اقتلها "

" اتركها لنرى اقسم بأنني سوف أعيد تربيتها لو اقتربت مني "

تحدثت ليليا بجدية و هي ايضا تحاول الخروج من بين يدي ديمن الذي كان يحاول السيطرة عليها ليصرخ بغضب بعد ان سمع ما قالته هيرا

" لماذا تتحدثين هكذا ؟ ما الذي فعله ماكس او حتى الينا لك ؟"

" لا يهمني من المتضرر من هذه العائلة، اياً كان يكن، ما دام هذه العائلة لها علاقة بموت اختي أنا سوف اسعد لكل الم يصيبكم، لتعيشوا ما عشته ما عائلتي لتحزنوا كما يحزن الناس حولكم"

اقترب فكتور بغضب منها و امسك بوجهها بين يديه و هو ينظر اليها بعيون حمراء بسبب غضبه و عدم نومه، و لكنه لم يستطع فعل اي شيء كان ينظر اليها غاضبة و تبكي و هي تنظر اليه بتحد

" ماذا؟ هل سوف تقتلني كما قتلت اختي؟"

" انت لا تعلمين اي شيء"

" لا يهمني اي شيء، لا يهمني معرفة اي شيء كل ما يهمني بل كل هدفي بهذا الحياة هو جعلك تعاني ما عانيته و صدقني أنا لست كاثي مجرد جسد دون عقل و لا مثل اي شخص آخر اقسم بأن اجعل حياتك جحيما "

ظل فكتور ينظر إلى زوجته غير قادر على التفوه بحرف واحد حتى، لا يستطيع ان يلومها و لكنه ايضا لا يستطيع أن يخبرها بشيء فقد وعد والدها بأنه لن يشي بسرهم أبدا و لكن كره زوجته له شيء لم يكن بحسبانه، لم يتوقع أن الفتاة التي اعجب بها منذ زمن هي نفسها زوجته حاليا، و بالتاكيد لم يتوقع الحياة التي تجمعهم لذلك ابعد يديه عنها و أدار ظهره لها و هو يقول بصوت جامد لاول مرة تسمعه ليليا منه

" اذهبي لغرفتك و لا تغادريها "

" من انت لتأمرني؟"

بالرغم من خوفها من فكتور إلا ان ليليا لم تكن شخصا يبين ضعفه لاحد بل كانت قوية الشخصية و عنيدة مما جعل فكتور يشير لكبير الخدم دون النظر نحوها و لو لمرة واحدة

" خذوها إلى غرفتها و اغلق الباب خلفها لا اريد رؤيتها هذه الليلة، لا احد يستطيع ان يستمع لاي من كلامها هذا بهذه الفترة "

اومىء كبير الخدم و توجه يمسك بيدها مع خادمتين فبدأت ليليا الصراخ بعصبية و هي تحاول التحرر و لكنها لم تستطع ليتم حبسها بغرفتها إلى ان يقرر فكتور غير ذلك

مرت ثلاثة ايام و لا اثر لا لماكس و لا لالينا، كانت عائلة بروفاسي في حالة لا يرثى لها، فمن جهة يحاولون العثور على الزوجين المختفين، من جهة اخرى يقومون بالتحقيق مع الخاطفين، و من جهة اكبر يحاولون السيطرة على فرناندو لوشيس و الذي كان غاضبا للغاية و لا ننسى انه ايضا رئيس للمافيا مما قد يشكل مشاكل بين الطرفين.

بالجهة الاخرى، و لمدة ثلاثة أيام الينا لم تتحرك من جانب ماكس ابدا، كان مريضا و يتعافى شيءا فشيء و لكنها لم تمل بل ظلت تفعل ما بوسعها و تراقبه ليلا و نهارا متأملة استيقاظه

كانت نائمة بجانبه عندما شعرت بحركة على شعرها لتفتح عيناها بتعب و كسل و هي تمطط جسدها مثل القطة، نظرت الى يد ماكس التي كانت تبعد شعرها الى الخلف لتبتسم مغلقة عيناها من جديد و لكن ذلك لم يدم طويلا فقط قفزت من مكانها عندما استوعبت بأنه كان مستيقظا و اخيرا

" ماكسي، انت مستيقظ، هل بخير؟ هل يؤلمك شيء ما؟"

رمش ماكس و هو يعتدل بالسرير بينما ينظر حوله بعدم فهم قبل ان ينطق

" ما هذا المكان؟ اين نحن؟"

كانت الينا جالسة فوق السرير تشاهد زوجها الذي و بمجرد ان فتح عيناه عاد لطبعه و بدأ يبحث يمينا و شمالا ليقترب منها من جديد و هو يكرر

" مع من اتحدث انا؟ اين نحن؟ "

دون الحاجة لقول اي شيء، وقفت الينا فوق السرير و عانقت ماكس بكل قوة و هي تبكي بسبب كل الاشياء التي عاشتها خلال هذه الايام القليلة، من كان يظن بأنها سوف تتأثر للغاية ما اذا اصابه شيء

" لا تفعل هذا مجددا اتوسل اليك "

" افعل ماذا؟ ما الذي اصابك il mio؟"

تحدث ماكس بعدم فهم و هو يبعدها عنه قليلا ليضع يديه حول وجهها ينظر اليها بتعجب ثم مسح دموعها بإبهامه و هو يضيف

" لماذا تبكين؟"

" لقد قلقت حقا يا ماكس، كنت خائفة من ان شيء قد يصيبك "

" ما الذي تتحدثين عنه؟"

" لقد اغمي عليك لمدة ثلاثة ايام كاملة، جسدك كان متعبا للغاية و قد كنت تنزف و لكن العم جورج ساعدك .."

قاطع ماكس الينا التي كانت تتحدث بسرعة محاولة شرح ما حصل له ليضع ابهامه فوق شفتيها مخرسا اياها و هو يسأل

" هل نحن هنا منذ ثلاث ايام؟"

أومأت الينا لا تستطيع التحدث بسبب اصبعه ليضيف من جديد و هو لا يزال يعقد حاجبيه

" اغمي علي و ساعدني عمك جورج ؟ من عمك جورج هذا؟"

نفت الينا مبعدة يده قليلا و هي تشرح له

" العم جورج هو العجوز الذي ساعد كلانا عندما كنا تائهين "

" اوه "

تمتم ماكس و لكن سرعان ما غادر الغرفة تاركا الينا انظر اليه من الخلف بابتسامة فها هو زوجها قد عاد الى طبيعته

عاد الى الغرفة بعد ما يقارب النصف ساعة لتنظر اليه بتعجب و لكن سرعان ما اقتربت منه لتعانقه و هي تتنفس بعمق

" ما بك؟"

سأل ماكس متعجبا من عناقها له لتضحك الينا و هي تتذكر كيف استغلت فقدانه لوعيه و عانقته كما أرادت دون الحاجة لسماع هذه الاسئلة

" لا تهتم لي "

" انت تلتصقين بس كيف لا اهتم"

" ما الذي فعلته بالخارج؟"

تحدثت الينا و هي تبتعد عن ماكس اخيرا ليجلس فوق السرير و يغمض عينيه غير مكترث

" لو انك اجبتني كنت سوف استغرب "

تمتمت الينا و هي تتسطح بجانبه، مستلقية على جانبها و هي تشاهد كيف كان يستلقي بسكون و هو مغمض العينين، زوجها الوسيم حقا شيء مختلف عن الجميع

" اريد ان أسألك شيءا "

" اذا رفضت هل سوف تقبلين و لا تسألي "

تحدث ماكس ثم فتح عينيه و نظر نحوها ليجدها تنظر اليه بإصرار عالما بل متيقنا من انها لن تهتم له و سوف تفعل ما تريد

" علمت ذلك "

" هل كنت متعلقا بوالدتك ؟"

كان هذا السؤال يدور في فكرها منذ مدة طويلة و قد تجرأت أخيرا على ان تطرحه، بالجهة الاخرى كان ماكس ينظر اليها بدون اي مشاعر تذكر و هو يجيب

" ما العلاقة الان ؟"

" الجميع يعلم بأنك قد فقدت مشاعر بعد موتها لذلك أردت ان اسال عن مدى تعلقك بها "

" لا أعلم هل كنت كذلك ام لا، لقد كنت طفلا كبر بدقيقة واحدة ليصبح ما ترينه الان "

اقتربت الينا و وضعت كفها ضد خده تداعبه قليلا ثم انحنت مقبلة خده بكل رقة و كأنها تخبره بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام لتضيف

" اظن بأنك كنت كذلك ماكس، لولا حبك الكبير لها و تعلقك القوي بها لما تأثرت لهذه الدرجة "

" قد يكون ذلك صحيح و لكن كلانا نعلم ان ذلك قد ذهب مع ماكسيمس الطفل الذي شهد على مقتل والدته "

" قد تعود مشاعرك بيوم ما ماكسي لا احد يعلم "

صمت كلاهما و ظلا يتبادلان النظرات فيما بينهما، قد ان يضيف ماكس و هو يقرأ عيناها

" كلانا نعلم ان احتمال ذلك شبه منعدم"

" على الاقل هناك احتمال "

" برأيك كيف قد يحصل ذلك مع الشخص الذي فقد مشاعره بتلك الطريقة؟ حتى موت والدي لم يؤثر بي الينا هل تظنين ان شيء اخر قد يفعل؟"

كان على حق و كانت تعلم ذلك و لكن بنفس الوقت كانت تعلم بأنه بيوم سوف يعود الى طبيعته، سوف يسترجع المشاعر التي فقدها، لن يكون على هذه الحال الى الموت

" يقال انا ما فقدت مع من تحب سوف تستعيده مع من تحب كذلك، لقد كنت طفلا يحب والدته و فقد مشاعرك معها، من يعلم قد تستعيد مشاعرك مع شخص سوف تحبه دون ان تعلم "

" لا تتأملي كثيرا il mio "

" أخبرتك من قبل ماكسي، سوف تستعيد مشاعرك و لو كان ذلك اخر شيء اقوم به في كل حياتي "

بينما كان كلاهما ينظر الى الاخر، طرف على الباب قاطعهم ليقف ماكس و يتوجه لفتحه فظهر الشاب الصغير و هو يقول

" لقد حضر ضيوف من اجلك "

هل قال ضيوف؟ فكرت الينا و هي تقوم من مكانها لاحقة بماكس الذي غادر الغرفة و كأنه يعلم من الذي حضر

" وجدتك Италия демон "

-شيطان ايطاليا-

وقفت الينا تنظر بفم مفتوح الى الشخصان اللذان يقفان مقابل ماكس، احدهم كانت قد قابلته من قبل و الذي يكون بلاك روجر صديق ماكس و لكن هناك شخص ثاني و هو الذي تحدث بالروسي و قد اقترب يعانق ماكس بعفوية و كأنهما يعرفان بعضهما منذ دائما

" كلاي توقف عن استفزازه فهذا لن يؤثر به بتاتا "

" لا تقتل المتعة يا ثلاجة روجر، اتركني اجرب حظي لعل ذلك ينفع بوقت ما "

قلب بلاك عينيه و هو يقترب من ماكس الذي كان يقف بصمت بجانب كلاي ليسأل بلاك ماكس

" انت بخير؟"

" مثل العادة "

" هل اتصلت بعائلتك لقد كانوا قلقين و هم يبحثون عنكما في كل مكان "

" سوف أراهم عندما نصل الى القصر "

رمشت الينا تنظر بين الثلاثة بصدمة و اعجاب، على ما يبدو كان الثلاثة اصدقاء و الشيء المثير اكثر هو ان كل شخص بهم كان اوسم من الثاني

" و هذه الفاتنة من تكون ؟"

تحدث كلاي و هو يحمل يد الينا مقبلا اياها بنبل مما جعلها تخجل و هي تعيد شعرها خلف اذنها بينما تجيب

" الينا لوشيس "

نظر الثلاثة نحو الينا بحواجب مرتفعة فهي دائما ما تحرص على تعريف عن نفسها للباقيين بإسم عائلتها

" احببت هذه الفتاة للغاية "

تمتم كلاي و هو ينظر نحو صديقيه ليصحح ماكس بلهجته المعتادة

" الينا بروفاسي حضرتها، و لكنها لم تتعود على الكنية بعد"

" حضرتي هنا و حضرتي اعرف اسمي جيدا "

شرحت الينا بفخر ممزوج بعصبية و هي تنظر نحو زوجها بكل تحد ليضحك كلاي بقوة و هو يتحدث

" جميلة و عنيدة و شرسة كذلك احببتها للغاية"

نظر بلاك نحو ماكس الذي كان يشاهد دون فعل او قول شيء ليقول بلاك ببروده المعتاد

" تستطيع لعن نفسك الان، ما دام قد احبها فهي بنفس لائحة ايما لديه "

" يعني؟"

" يعني سترى بنفسك، الوغد يتحدث مع زوجتي اكثر مما افعل "

نظر الاثنين نحو الينا و كلاي اللذان كانا يدردشان و يضحكان بينما كلاي يريها صورا لطفليه و زوجته و قد انتبهت الينا ان عيناه التي كانت ترمز الى عدم الاهتمام سرعان ما كانت تنبض حياة عند نطقه لاسم ميرا، ديف و أنجل

" يبدو انهما قد انسجما مع بعضهما البعض كذلك "

جلس بلاك و ماكس مقابل الينا و كلاي بينما تركهم العجوزين ليأخذوا راحتهم فيما بينهم ليضحك كلاي و هو يتحدث دون توقف

" اذا كيف انتهى بقطة رقيقة مثلك مع قطب متجمد مثله "

" العمل و العائلة كما تعلم "

ضحك كلاي بقوة و هو يستدير نحو صديقه ثم استدار نحوها

" بل الغمازة التي على خدك كانت السبب "

" عفوا؟ ما الذي تتحدث عنه بالضبط ؟"

نظرت الينا نحو الثلاثة بعدم فهم لتجد بلاك يقلب عيناه بينما ماكس يرفع حاجبه اما كلاي كان يضحك و هو يضيف

" صاحبة الغمازة خاصتي، il mio أليس هذا ما قاله ماكس سابقا عند رؤيتها "

" رؤيتي؟ متى؟"

" كلاي لمرة واحدة لا تسبق الاحداث و تفضح كل شيء "

تمتم بلاك بملل حقيقي فما قام به كلاي مع ماكس الان قد عاشه بلاك من قبل فقد اعتاد كلاي ان يفضحه دائما

" ماذا؟ انا شخص صريح "

" للغاية عزيزي للغاية "

" هل تستطيع ان تشرح لي ما الذي يحصل هنا؟"

" خلاصة الامر.."

قاطع ماكس كلاي و هو ينظر نحو الينا مباشرة بينما يجيبها بنفسه

" انت و غمازتك تلك كنتما السبب بجعل شيء يحصل بداخلي لاول مرة بعد ان فقدت مشاعري"

" شيء مثل ماذا؟"

نظرت الينا نحوه بكل جدية و هي تسأل بإصرار ليصدمها و هو يقول

" رغبة بمسح تلك الغمازة المحفورة كليا و لو اضطررت لقتلك "

بلعت الينا بقوة و هي تشاهد كيف كان زوجها يتحدث كعادته دون اهتمام لاي مشاعر او اي شيء اخر لتضحك بداخلها بسخرية فعندما كانت تريد ان تتاكد من مشاعرها ما اذا كانت تقودها الى الوقوع بحبه او لا، كان زوجها المحترم تراوده فكرة واحدة و هي قتلها، رائع فقط رائع للغاية.


هلووو يا حلوين♥️
اعتذر على التأخر بس مريضة للغاية
هذا البارت القصير تعويض عن التأخر
سوف يتم البدء بكتابة البارت الجديد قريبا و من المحتمل أن يتم تنزيله يوم السبت او الاحد
شكرا على كلامكم الحلو و على تفهمكم
اراكم بنهاية الاسبوع مع بارت جديد و اطول ♥️

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro