11
* هل تثقين بي ؟ *
وقفت الينا بجسم يرتعش و هي تنظر اليه يقف امامها، عيناه لا تظهر اي تردد او ندم، يبدو و كأنه حسم امره. صوت فتح زمام المسدس جعل عيناها تنزلق نحو يده التي كانت توجه المسدس نحوها هل هذه النهاية حقا؟ هل سوف تموت؟ هل حقا انتهى كل شيء؟
قبل مدة
نيويورك
كانت ماري عائدة من جامعتها مثل العادة و لكن الشيء الغير المعتاد هو ان ليون لم يتحدث معها طوال اليوم و هذا شيء غريب بالنسبة لها لانهم يتحدثون مع بعضهم البعض يوميا بشكل مستمر. حتى عندما عادة إلى إيطاليا كانا على اتصال دائم ببعضهم البعض.
فتحت هاتفها تشاهد صورة الخلفية التي كانت عبارة عن صورة حيث يعانقان بعضهما البعض و خذيهما ملتصقان ببعضهم البعض و الابتسامة مرسومة على ملامح الاثنين لقد كانت الصورة اثباتا لحب ماري تجاه ليون و العكس صحيح.
عندما كانت ماري تبتسم و هي تشاهد الصورة و هي مبتسمة اتصلت بها صديقتها من الجامعة مقاطعة تفكيرها
" ماري عزيزتي اين انت ؟"
" لقد غادرت الجامعة قبل قليل و الان أتوجه عائدة إلى منزلي لماذا ما الأمر؟"
" هل هذا يعني انك قريبة نوعا ما من الجامعة؟"
" نعم نوعا ما أنا كذلك لماذا ؟"
" هل تستطيعين العودة الى الجامعة من جديد، لقد سقط سلسالي بالمسرح و أنا خائفة ان يأخذه احد تعلمين سوف يبدأون التنظيف في اي لحظة و ذلك آخر شيء لي من والدتي أرجوك ارجوك"
" و لكن.."
" تعلمين ان منزلي بعيد للغاية غير ذلك كنت سوف احضر بنفسي "
" حسنا حسنا سوف اذهب "
" اشكرك ماري انت الأفضل "
اغلقت ماري الهاتف و حولت اتجاه سيارتها عائدة من جديد إلى الجامعة فهي شخص طيب القلب للغاية و لا تستطيع كسر الاشخاص حولها و هذا ما يجعل عائلتها تخاف عليها اكثر من اللازم.
منذ ان كانت طفلة و الجميع يخاف عليها لانها شخص ذات قلب بريء و طيب و تصدق الناس بسهولة، ماري لم تولد من اجل الحياة الصعبة و المشاكل بل دائما ما كانت مولودة داخل حياة وردية بالرغم من ان الحياة مع عائلة بروفاسي لا علاقة لها باللون الوردي بتاتا.
" ماري لا شيء يؤذيني بهذا الحياة غير كسرت قلبك يا ابنتي لذلك انتبهي لنفسك جيدا و صوني قلبك لان لا شخص بهذا الكوكب يستحق الحب الطاهر و النقي الذي تملكين بداخلك، انت ابنتي البريئة انت نقطة العسل بحياتي و حزنك سوف يدمرني اكثر من ان يدمرك "
ابتسمت ماري متذكرة كلمات والدها لها عندما كان يودعها قبل سفرها، لطالما كان والدها مايكل يخاف عليها اكثر من الجميع، بعده مباشرة يأتي ديمن و الذي قد قتل ابن زعيم المافيا الالمانية الذي كان يضايق اخته، بالنسبة لفكتور لطالما كان شخصا لا يظهر مشاعره لمن حوله فهو شخص عقلاني للغاية و هو من وضع حارسها الشخصي خلفها منذ الأزل.
دخلت الجامعة الفارغة تطرق كعبها بالرواق و هي تخطو بخطواتها نحو مسرح الجامعة حيث اخبرتها صديقتها ان سلسالها قد وقع تأمل ان تجده بسرعة فهي تريد العودة إلى منزلها و الاستلقاء و الاتصال بحبيبها ليون لعله يجيب
فتح باب المسرح لتتصنم مكانها من المنظر الذي تشاهده امامها، رمشت بعيناها غير مستوعبة لما تراه الان. كل المسرح مزين بالشمع و البوالين البيضاء و ذات اللون الذهبي و ما ان خطت خطوة إلى الداخل بدأ بعض الاشخاص فوق خشبة المسرح يعزفون لحنا موسيقيا رقيقا على الات البيانو و الكمان.
رمشت ماري لا تستطيع أن تفهم ما الذي يحصل، هل دخلت المكان الخاطىء يا ترى؟ عندما كانت على وشك المغادرة من جديد أوقفتها صديقتها التي اتصلت بها قبل قليل طالبة منها القدوم و هي تزيل جاكيت الفرو من فوق كتفيها لتبقى بفستانها الصوفي الأسود الطويل الذي يوضح رشاقة جمسها
" هيا اذهبي"
تحدثت الفتاة بحماس و هي تعدل شعرها مع فتاة اخرى تدرس معهم بنفس القسم و هن يديرونها نحو الأمام
" اذهب؟ إلى أين اذهب؟"
" أخطي إلى الأمام هيا ماري "
بدأت دقات قلب ماريا تتسارع و كان قلبها سوف يتوقف بسبب ما تشعر به، و سرعان ما بدات تتسارع انفاسها و ارتعش كل جسدها و هي تعض شفتها تحاول منع نفسها من البكاء
خطت خطوة تل و الأخرى و هي تسمع صوت دقات قلبها بداخل أذنها، تجمعت الدموع في عيناها و هي تنظر حولها إلى الورد الأحمر يزين كل مكان بطريقة رومنسية و راقية، غير مصدقة لما تراه، لا يمكن اليس كذلك؟ و لكنها تأكدت و هي تراه يقف عند نهاية الطريقة.
انه هناك، حبيبها ليون يرتدي ملابس رسمية جعلته يبدو وسيما للغاية و هو يحمل وردة بيضاء واحدة بيده و هي وردتها المفضلة زهرة الغاردينيا، رفعت نظرها من الزهرة إلى وجهه لتجده يبتسم بحب و هو ينظر نحوها دون ان يرمش حتى
" ليون "
همست ماري بصوت منخفض بالكاد استطاعت سماعه، لتتسع ابتسامة ليون اكثر و كانه قد سمع نداءها ليبدأ التحدث و اخيرا
" زهرة الغاردينيا تذكرني بك، ليس لانها زهرتك المفضلة بل هي تذكرني بشخصيتك "
وقفت ماري مكانها تستمع لما يقوله لينفي برأسه يحثها على التقدم نحو و هو يقول مكملا يشاهد اقترابها منه بخطوات مرتجفة و دموعها تسيل فوق خدودها بالرغم من ابتسامتها المشعة التي دائماً ما تأسر قلبه
" هي الزهرة تفوح منها رائحة الشغف، هي نبتة صعبة التأقلم مع ما حولها من طقوس بالضبط مثلك ماري. حبيبتي ماري "
ابتسمت ماري اكثر و هي تقترب بخطوات بسيطة تشاهد حبيبها يقف بنهاية الطريق و هو يضيف بحب
" هذه الزهرة تدل على الاحتفاظ بالذكريات الجميلة والحب الذي لا ينسى ولا يمكن أن يتكرر تماما مثل قصة حبنا التي لن تتكرر ابداً "
لم تستطع ماري أن تتقدم اكثر و هي تسمعه يتحدث بحب و ينظر لها بتلك الطريقة فكل جسدها يرتجف لتضع يدها فوق فمها كمحاولة منها لتوقف عن البكاء و لكنها لم تستطع ليتقدم ليون هذه المرة منها و هي يبتسم إلى ان وقف مقابلها مباشرة ليمسك كلتا يديها و هو يكمل كلامه و الدموع تملىء عيونه ايضا بينما يهديها الزهرة
" Dolce metà"
- نصفي الأجمل -
" منذ اللحظة التي التقينا فيها، عرف قلبي أن موطنه معك "
سقط دموع ماري اكثر من كلامه و تمسكت بيدي ليون بقوم اكثر تحاول الاستناد عليه
" في هذا العالم الفوضوي، أنت الشيء الوحيد الثابت في حياتي. "
ضحكت ماري بالرغم من بكاءها ليبتسم لضحكتها ثم رفع يده اليمنى يمسح دموع الفرح التي تزين خدودها الوردية الجميلة و هي يكمل بحنان و رقة
" حبنا هو قصة تنتظر أن تُكتب. هل ترافقيني في هذه القصة لبقية حياتي؟"
اغمضت ماري عيناها كليا و جلست القرفصاء ارضاً غير قادرة على الوقوف اكثر من لينحني ليون معها و هو ينظر اليها بحب و قد سقطت دمعته كذلك و هو يضيف
" هل ستجعلين حياتي كاملة وتقولين "نعم" للأبد؟"
" يا الهي ... ليون "
" هل هذا نعم ؟"
" نعم نعم نعم "
اومات عدة مرات برأسها لتتسع و تشرق ابتسامة ليون و هو يضع يده على خد ماري و يقربها منه مقبلا شفتيها برقة و صوت التصفيق يتصاعد من حوله حيث أن جميع أصدقاءهم بالجامعة كانوا موجودين و لكن ماري لم تنتبه لذلك حتى
" أنا أحبك كثيرا ليو كثيرا كثيرا "
همست ماري بعد أن ابتعد ليون عن شفتيها ليمسح الدموع من على وجهها و هو يجيبها
" و أنا بالرغم من كل شيء احبك ماري لا تنسي هذا "
" أبدا "
كررت ماري خلفه و هي تشاهد الجميع يغادر قاعة المسرح تاركين كلاهما لا يزالان بمكانهم ليساعد ليون ماري على الوقوف و التي رفعت يدها اليسرى بوجهه و هي تقول بصوت لعوب
" الا تظن بأنك قد نسيت شيءا "
ابتسم ليون و هو ينقر انفها بحنان قبل ان يقول
" لا لم افعل بل انت التي لم تنتبه "
عقدت ماري حاجبيها بعدم فهم و هي تشاهده يفتح ربطة صغيرة كانت موجودة على جذر الزهرة ليسقط الخاتم الالماسي بين كفيها. شهقت ماري من جمال الخاتم و أشرقت عيناها مثل الأطفال و تحمست و هي ترى كيف كانت كلمة dolce metà محفورة بحروف أنيقة داخل الخاتم. ليضحك ليون باتساع اكبر و هو يركع امام حبيبته ثم وضع الخاتم بيدها اليسرى مقبلا يدها بكل حب
" هل احببته؟"
" لقد وقعت بعشقه "
اجابت ماري و هي تمرر يدها على الخاتم الأنيق باصبعها لينقر ليون انفها مما جعلها تنظر نحوه و هي تسمعه يقول بجدية مصطنعة
" لا يسمح لك بالوقوع بعشق شخص او شيء آخر غيري "
امسك ليون يد ماري و توجه كلاهما نحو خشبة المسرح ليجلسا أرضا و هي تضع راسها بحضنه و هو يعانقها بقوة مقبلا راسها و جبينها بين الحين و الآخر بينما كانت ماري ترفع يدها اليسرى عاليا تشاهد الخاتم بحب و عدم تصديق بعد ان التقطت العديد من الصور
" dolce metà"
همهمت ماري و هي لا تزال على حالها ليبتسم ليون على صغيرته و هو يضيف
" كيف تظنين سوف تكون حياتنا بعد الزواج؟"
توقفت ماري عن ما تفعله و استدارت تنظر إليه بعد أن اخذت وقتا طويلا بالتفكير قبل أن تبدأ الحديث
" سوف اخبرك الحقيقة منذ الان "
اعتدل ليون مكانه منتظرا أن تتحدث عن الحقيقة التي تخفيها عنه منذ ان تعرفا على بعضهم البعض لتكمل
" سوف تجد ثيابي في خزانتك و بعضا من ثيابك في خزانتي فانا صراحة فوضوية و لا اجيد طي الملابس لانني لم اتعود على ذلك من قبل "
ارتعشت عيون ليون و ارتسمت ابتسامة رقيقة فوق شفتيه و هو يسمع كلامها و هي تتحدث مثل الأطفال بينما تعيد شعرها الطويل خلف اذنيها و هي تكمل
" سوف تجد أربطة شعري بكل مكان في البيت، الحمام، المطبخ، الطاولة كل مكان حرفيا "
" حتى السيارة "
قاطعها ليون و هو يرفع يده اليسرى يريها ربطة عنقها التي قد نستها من قبل في سيارته و قد وضعها هو بيده لتومىء ماري بجدية و هي تضيف ببراءة أطفال
" قد تغضب بالبداية... اممم لا سوف تغضب في البداية و لكنك سوف تعتاد على الأمر و تخبأها بهدوء بعد ذلك "
اومىء ليون و هو يستمع لكلامها و كانه يوافق على ما قالته فقد كانت تنظر اليه بعيون براقة لم يستطع أن يرفض بعد النظر اليهما
" مممممم... لدي مزاج غريب نوعا ما "
" كيف ذلك ؟"
" حسنا احيانا تأتيني نوبات ضحك و مزاح سوف اجعلك تمسك ببطنك من كثرة الضحك و بعدها بدقائق اكتئب و ابدء بالبكاء "
عقد ليون حاجبيه لما تقوله لتنتبه ماري لمنظره مما جعلها تنفي بسرعة مانعة اياه من الحديث و هي تكمل شارحة
" لا تخف لست مجنونة و لا ملبوسة او شيء مما يدور ببالك هذا مزاجي الغريب فقط، جميع عائلتي يعرفونه و متعودين عليه و سوف تتعود انت ايضا على الامر "
دون ان ينبس بكلمة واحدة اومىء ليون و هو يستمع لكل ما تقوله بحنان، وضعت اصبعها فوق خدها تحركه ببطء و هي تفكر بجدية محدثة نفسها
" ماذا ايضاً فكري ماري هيا ؟"
ابتسم ليون غير قادر على منع نفسه لتقول الأخرى مضيفة
" لا تتوقع ان تستيقظ صباحا لتجد أميرة جميلة نائمة بجوارك تحضنك و كل ما يحصل بالأفلام و الروايات فانا لا استطيع النوم بتلك الطريقة "
ضحك ليون بقوة بينما كانت ملامح الجدية مرسومة على ملامح ماري و هي تضيف
" لا تضحك أنا جدية ليو، أنا أفضل النوم على بطني "
" و أنا لا أمانع "
" عندما تكون نائما قد تشعر بشخص يلعب بلحيتك، او شعرك، او يشد خديك حتى و لكن لا تخف هذه أنا لم أتمكن من النوم "
" يا الهي كل هذا "
" بالطبع كل هذا، و أخيرا و ليس اخراً إذا رايت شخصا يتمشى بالارجاء حافيا يرتدي ثيابك فهذه زوجتك الجميلة "
" ممممم و ما هو آخر شيء؟"
" أنا بارعة بالاكل فقط و لكن لا استطيع الطبخ"
" مممم "
اومات ماري بجدية و هي تنظر الى ليون الذي كان يبتسم فقط غير قادر على النطق بشيء لتساله
" الان حبيبي اخبرني هل لا زلت تريد الزواج بي ام تفضل ان اعطيك فرصة لتعيد التفكير بالامر ؟"
بالكاد استطاع ليون إمساك ضحكته ليقول بعد أن ضحك بقوة لفترة و هو يجيبها قائلا
" سوف أجيبك على كل ما قلته منذ الان، بالنسبة لمسألة كونك فوضوية أنا لا أمانع الأمر فانا متعود على جمع اغراضي و ترتيبها و ترتيب اغراضك لن يشكل مشكلة بالنسبة لي، اما بالنسبة لربطة شعرك فأنا منذ الان املك الكثير منها وجدتها بسيارتي و مكتبي و قد وضعتها بمكان آمن من اجلك فاذا أضعت خاصتك يوما سوف أعيرك من التي املك "
اتسعت ابتسامة ماري لكلامه و مالت برأسها قليلا ليبتسم ليون على براءتها و هو يكمل
" بالنسبة لتغير مزاجك فهذا ليس بشيء قد يخيفني او يبعدني، اولا أنا متعود على ذلك من أختاي و ثانيا لقد عرفتك منذ مدة و اعرف تصرفاتك و مزاجك بل أحفظك مثل خريطة يدي"
" بالطبع يجب ان تفعل "
" بالنسبة لطريقة نومك أنا لا أمانع اي طريقة كانت ما دام سوف استيقظ لأجدك بجانبي، إزعاجك لنومي امر لابد منه فنحن سوف نكون شركاء حياة إذا لم تستطيعي النوم تستطيعين ان توقظيني و سوف اساعدك على النوم من جديد. بالنسبة لامر ارتداءك لملابسي فهو امر مثير و يجعلني لا أطيق الانتظار لرؤية ذلك "
ضحكت ماري بقوة على حماسه لتضرب صدره بخفة و هي تنفي برأسها ليمسك ليون يدها مقبلا كفها و هو يكمل
" أنا لا احتاجا طباخا بحياتي، بل احتاج شريكة حياة تشاركني كل شيء دون اي تصنع و نعيش الحياة مع بعضنا البعض بكل حذافيرها لذلك لا حاجة لتفكير بأي شيء أنا وافقت على كل شيء منذ أن أوقعت كأس القهوة عند لقاءنا الاول قلت هذه هي الفتاة التي اريد ان اكمل حياتي معها، هذه هي الشخص الذي اريده بجانبي إلى النهاية "
ارتمت ماري بحضن ليون معانقة اياه بقوة ليبادلها الاخر العناق و هو يقبل عنقها بقوة لتفعل ماري المثل و هي تشعر بالسعادة و كانها قد لمست القمر بهذه اللحظة بالذات بينما اغمض ليون عينيه و هو يشد على عناقها هذا لا يعلم متى قد يحصل عليه من جديد
في نفس الوقت في إيطاليا
اغلقت الينا هاتفها و اعادته مكانه ثم تحركت نحو السرير تمشي على رؤوس اصابع قدمها دون ان تصدر اي صوت، استلقت بجانب ماكس على السرير و تنهدت بعمق و هي تنظر الى سقف الغرفة الأبيض
عقلها اخذها بعيدا، اولا الى طفولتها ثم الى اليوم الذي علمت فيه انها يجب ان تتزوج احدا من عائلة بروفاسي، تذكرت كيف تحولت حياتها كليا بدقيقة واحدة، قرار واحد غير مصير الجميع.
شهقة صغيرة تسللت من بين شفتيها عندما شعرت بيد ماكس تحاوط خصرها و هو يقربها منه الى ان اصبح يضع رأسه على صدرها بينما يديه تتشبت بجسدها و كأنه يمنعها من الهرب.
أنزلت عيناها تدرس وجهه بدقة، لقد كان نائما بسبب مسكن الالم الذي خلطته بماءه، هي تعلم بأنه لا يشعر بشيء و لكنها لم تستطع ان تتجاهل فكرة انه مصاب و حتى لو هو لا يشعر بجسده او من حوله الا ان جسده يحتاج عناية خصوصا بهذه الحالة
مررت اصابعها من خلال شعره مستمتعة بملمسه الجميل ضد كف يدها ثم تنهدت تنهيدة عميقة و كأنها تفرغ الثقل الذي بداخلها و هي تنظر الى وجهه الوسيم في نومه لتهمس له
" هل كان بسببك ام كان بسببي لا اعلم، و لكن ما أعلمه انا و انت لا يمكن ان نكون مرهما لبعضنا البعض "
شعرت بماكس يدفن رأسه بعنقها أكثر و كأنه يحاول أن ينفي ما قالته الان لتبتسم بسخرية فحتى بنومه يرفض ما يقال له. ظلت تخلل يدها داخل شعره شاعرة بجسده يهدىء بسبب حركتها تلك و كأن الأمر قد أعجبه لتظل على حالها لفترة الى ان نامت دون ان تشعر.
بالجهة الأخرى في قصر ميغيل كانت جولي مستلقية على الأريكة بالصالة تشاهد التلفاز بعد العشاء. توجه والدها لينام و لكن لكونها تهلك نفسها بالتفكير كثيرا هذه الفترة قررت أن تشاهد احد الافلام لعلها تتوقف عن التفكير بكل ما يحصل حولها و لو قليلا
رن هاتفها لتجد اسم اخت خطيبها يزين الشاشة مما جعلها تتعجب، اوقف الفلم و حملت الهاتف مجيبة
" نعم؟"
" جوليا كيف حالك ؟"
" أنا بخير و انت كيف حالك؟"
" بالحقيقة أنا لست بخير "
عقدت جوليا حاجبيها بعدم فهم فهذا اول اتصال لها او حتى حديث لها مع اخت خطيبها
" هل كل شيء بخير؟"
" لا لان حبيبك السابق قد هدد اخي بل لقد دعسه بالسيارة و لكن الحمد لله ليس هناك اي إصابات بليغة؟"
" حبيبي السابق؟ اي دعس و اي سيارة و اي حبيب أنا لا افهم اي شيء "
" جوليا اليوم عندما كان والدي و دان يغادرون شركة بروفاسي دعس روميو أخي لدرجة انه ارتمى إلى الخلف هو لم يصب اي إصابات بليغة و لكن ذراعه قد جرح بسبب وقوعه"
" ماذااااا؟"
صرخت جوليا بعدم تصديق و هي تعتدل بطريقة جلوسها بينما تستمع لأخت خطيبها تضيف
" أنا لا اريد التدخل و لكنني لا استطيع ان ارى اخي يهان و يعاني هكذا، إذا كان هناك اي شيء بينك و بين حبيبك السابق ارجو منك أن تحليها بأسرع وقت لان روميو ليس بشخص طبيعي يجب اللعب معه و الجميع يعرف ذلك "
" اولا روميو ليس حبيبي السابق بل صديقي السابق نحن مجرد اصدقاء بل كنا مجرد اصدقاء. ثانيا ليس هناك اي داع للقلق بهذا الشأن فأنا بنفسي سوف احل هذا الامر مرة واحدة و اخيرة "
اغلقت جوليا الخط و توجهت بملابس نومها القطنية القصيرة نحو الخارج مخبرة انزو الذي كان يقف حراسة على باب منزلها
" إلى قصر بروفاسي مثل العادة "
" هل هكذا؟"
نظرت اليه بغضب ليتحرك دون ان يتفوه بكلمة و اومىء برأسه و هو يركب السيارة و خلال فترة قصيرة كانت السيارة تقف عند القصر لتخرج جوليا غير قادرة على انتظار ان يفتح انزو الباب لها. توجهت مباشرة إلى الداخل تبحث عنه لتقابل رئيس الخدم الذي حياها بهدوء و هو يزيح بنظره بعيدا عنها
" اين هو ذلك الغبي ؟"
" عن اي غبي تتحدثين انستي؟ لا يوجد اغبياء بهذا القصر "
" بالطبع يوجد علي واحد بهذا القصر و هو الوغد روميو اين هو ؟"
" انه بالحديقة الخلفية للقصر بالقرب من المسبح "
أومأت جوليا و هي تتوجه إلى حيث اخبرها رئيس الخدم و هو متوعدة لروميو فهذا الأمر فاض عن حده.
اول من رأى جوليا قادمة باتجاههم كان فكتور الذي قال بكل هدوء و هو يشير برأسه نحو الخلف
" لا داع لتهور روميو و لكن قطتك قادمة نحونا و هي تبدو غاضبة للغاية "
" قطتي؟ اي قطة هاته؟"
تحدث روميو بعدم فهم و هو يستدير ليبزق الماء من فمه و هو يشاهد جوليا مسرعة نحو مكانه و هي ترتدي ملابس قطنية عبارة عن شورت قصير للغاية و قميص يظهر بطنها المسطحة بشكل واضح
وضع الكاس على الطاولة و حمل سترته من فوق الكرسي و هو يتوجه باتجاه جوليا ليقابلها بنصف الطريق و هو يضع سترته فوق جسدها بينما يستدير حوله ليجد جميع الحرس قد أداروا ظهرهم غير ذلك كان سوف يقتلع أعين اي شخص يراها هكذا بينما افراد عائلته أكملوا حديثهم دون ان يستديروا اليهم من جديد
" هل جننت؟ كيف تحضرين إلى هنا في هذه الساعة و بهذه الملابس ؟"
تحدث بغضب من بين اسنانه و هو يضع الجاكيت فوق كتفيه بينما يمسكه بيده و اليد الأخرى فوق كتفيها يحثها على التوجه نحو القصر من جديد
" احضر متى ما اريد و ارتدي ما اريد من انت لتسألني مثل هذه الاسئلة"
" أنا من سوف يعيد تربيتك cuore و لكن الان تحركي معي"
" لا اسمح لك بأن تشكك في تربيتي هل تسمع "
صرخت جوليا و لكن روميو لم يهتم كثيرا بل حملها فوق كتفه و توجه إلى الأعلى غير مهتم لضربها له على ظهره و لم يتوقف إلا عندما وصل إلى جناحه ليضعها ارضا و يغلق الباب خلفه
" ما اللعنة التي ترتدينها ؟"
" اكرر من جديد روميو بروفاسي انت لا يحق لك ان تسألني مثل هذه الاسئلة لا تنسى انني مخطوبة و سوف اتزوج عن قريب الشخص الوحيد الذي يحق له فعل ذلك هو ابي و زوجي لا اي شخص آخر "
عض روميو شفته السفلية بغضب و هو ينظر نحو جوليا و كانه سوف يدق عنقها بأي دقيقة الا انه تحكم بنفسه و هو يقول باستفزاز
" اوووه حقا سوف نرى بشأن ذلك "
رمت جوليا جاكيته ارضا و رفعت اصبعها عاليا بوجهه و هي تقول بغضب
" انت من تظن نفسك؟ من تحسب نفسك لتفعل ما فعلته اليوم ؟"
رفع روميو حاجبيه دلالة على انه قد استوعب سبب غضبها الان و وضع كلتا يديه بداخل جيوب سرواله و هو ينظر إلى جوليا من رأسها إلى احمد قدميها متأملا اياها فقد كانت تبدو مغرية للغاية بشكلها هذا و عصبيتها التي لطالما أثارته ليتنهد بقوة بدون أن يشعر
" كيف تسمح لنفسك بأن تدعس خطيبي ؟"
" لم اقتله اليس كذلك يجب أن تشكريني "
غمز روميو جوليا عند آخر كلمة و هو ينظر إلى جسدها لتقلب عيناها على حركته تلك باشمئزاز و لكن الأمر قد أثاره بطريقة اكبر و قد كان خير دليل على إثارته بداخل سرواله الذي بدأ يظهر تصلبا طفيفا لم تنتبه له جوليا و لكن شعر به روميو بكل تأكيد
" اتسمع الي جيدا يا ابن بروفاسي أنا هنا من اجل هذا الأمر لمرة واحدة و اخيرة لذلك فكر جيدا بكل كلمة سوف تنطقها فهذه اللحظة سوف تكون اللحظة الحاسمة بكل ما يحصل الان "
حديثها و نبرة صوتها الجدية جعلته ينظر إلى وجهها بتركيز و يستمع بسكون تام
" كلانا يقف بنهاية هذا الطريق أنا بالشمال و انت بالجنوب، كلانا بأماكن مختلفة لماذا لا نتقاسم مشقة هذا الطريق الذي يفصلنا "
ارتعشت عيون روميو و هو يستمع لكلامها لتخطو جوليا خطوة واحدة نحوه و هي تضيف بصوت احن
" انا مستعدة ان اقطع هذا الطريق كاملا و بالمقابل ان تعانقني بالجهة الاخرى "
بلعت جوليا ريقها و هي تشاهد كل ما يقوم به، كان روميو يقف مقابلها متصلبا فقط ينظر اليها و هو صامت، لا شيء و كأنه صنم حرفيا. ظل كلاهما على هذا الحال لما يقارب الدقيقتين و لكن لا شيء قد تغير لتتنفس جوليا بعمق و هي ترفع رأسها عالية مبعدة الدموع فهي لا تريد أن تبكي ليس امامه
" هذا ما يحصل دائما، انت لست مستعدا لهذا حتى، اذا ما الذي تنتظره مني ؟ ما الذي تتوقعه ؟ بل ما الذي تريده ؟ كفى !! حقا كفى!! أنا لا اريد ان أخوض في هذا الأمر اكثر لقد اخبرتك اكثر من مرة اتركني في حالي، أنا لا اريد شخصا جبانا في حياتي بل أنا لا أريدك في حياتي روميو"
و اخيرا رمش روميو مرتين و هو يستمع لها بهدوء لتضحك باستهزاء و هي تقترب منه و تشير باصبعها نحوه مضيفة
" شخص نرجسي مثلك يا روميو لا يريد لشخص أن يسحب منه ممتلكاته و لكن استيقظ جيدا و انظر إلي أنا جولييت ميغيل أنا لست بشيء تملكه بل أنا الشيء الذي لن تملكه بحياتك لا حبيبة و لا صديقة بل لا شيء "
رفعت جوليا بغرور متوجهة نحو الباب و هي تضيف بعد ان فتحت الباب و هي تشاهده من الخلف متصلب مكانه
" ابتعد عن حياتي كليا فمن الان و صاعدا أنا لن اكون جزءا من حياتك أبدا، صحفتنا تلك احرقها روميو فانا قد احرقت قصتنا الغير موجودة منذ زمن "
ظل روميو مكانه لفترة يستعيد كل ما حصل معه منذ ان بدأت علاقته مع جوليا إلى هذه الدقيقة، جوليا هي جزء لا يتجزء من حياته، هي ليست مجرد صديقة بل هي اكبر من ذلك لقد كانت موجودة بكل فصل في حياته كيف يستطيع ان يحرق صفحتها من حياته، كيف يمكنه أن يتصرف و كانها لم تكن موجودة
استدار ينظر نحو الباب الذي غادرته قبل قليل ليمسح على وجهه محاولا ان يسيطر على الغضب الذي يتصاعد بداخله و لكنه لم يستطع فقد بدأ يصرخ و يكسر كل ما يوجد حوله، هو شخص لا يستطيع ان يؤمن الحب لاي شخص آخر، هو شخص فاقد لذلك الشعور بسبب والدته و لا يستطيع أن يحب من جديد فصدمة طفولته لا تزال موجودة و قد اثرت على كل حياته
جوليا التي كانت تنزل الدرج توقفت فجاة عندما سمعت صوت صراخه و تكسيره، نظرت امامها لتجد فكتور يركض نحو الدرج و توقف لبرهة ينظر اليها و لكن على عكس توقعاته نزلت الدرج ليمسك بذراعها عندما كانت بجانبه و هو يقول
" تعلمين ان روميو يحتاجك عندما يكون بهذه الحالة "
ابعدت جوليا يدها عن فكتور و رفعت رأسها بشموخ و هي تجيبه قائلة بصوت بارد للغاية
" ليتعود على اصلاح نفسه بنفسه فأنا لا اعرف شخصا اسمه روميو بروفاسي منذ هذه اللحظة "
اكملت جوليا طريقها تاركة فكتور مصدوم و لكن سرعان ما ركض إلى غرفة روميو، كان يكسر كل شيء تطىئه يده، كان كالمجنون حرفيا يصرخ و يضرب كل شيء عرض الحائط ليقترب منه فكتور و سرعان ما دخل رونالد و مايكل الغرفة كذلك ليمسك فكتور جسد روميو من الخلف محاولا أن يوقفه عن التحرك بينما توجه مايكل يحضر ابرة مهدئة التي كان الطبيب روبرت يصفها له منذ ان كان طفلا بينما جلس فكتور و روميو ارضاً بمساعدة رونالد الذي كان يصرخ
" اين جوليا لقد كانت بالقصر اليس كذلك ؟"
اسم جوليا فقط اوقف حركة روميو لما يقارب دقيقة و التي بفضلها استطاع مايكل ان يعطيه الحقنة ليهدأ جسده شيءا فشيئا، اخذ رونالد راس طفله و بدأ يمرر يده على شعره و هو يقول مشيرا إلى فكتور
" اي هي ؟ اتصل بها هيا ؟"
" لا اظن بأنها سوف تحضر يا عمي "
" ما الذي تقصده ؟"
" لقد حصل كل هذه بعد ان غادرت غرفته "
" ماذا ؟"
قبل أن يتحدث رونالد من جديد همس روميو بصوت يغلب عليه النوم بسبب المهدىء و هو يقول
" لقد رحلت جوليا يا ابي... هي ايضا رحلت... مثل والدتي رحلت جولي خاصتي و لن تعود... رحلت cuore خاصتي يا ابي"
و اغمض عينيه غارقا بالنوم ليتنهد مايكل بعمق و هو يحرك راسه يمينا و شمالا و هو يقول بجدية
" جوليا ليست مجرد صديقة طفولة بل هي هوس من الطفولة لشخص مثل روميو و زواجها او رحيلها ليس بشيء قد يتقبله لا اليوم و لا أبدا "
نظر رونالد لاخيه و هو يقبل راس ابنه و يمسح على شعره بينما يشعر بغصة بداخله و الذنب يتآكله، فلو انه منع زوجته او حتى قام بالبحث عنها بعد رحيلها لما حصل ما حصل مع كلا طفليه، روميو بهذه الحالة و هيرا التي لا تقبل الرفض قد تبدو فتاة قوية و لكنها مكسورة بداخلها
و بالحديث عن هيرا كانت تقف عند الشرفة في غرفتها و هي تشاهد ديمن الذي كان يبدو نوعا ما سكرانا و فتاة ما تمسك به من خصره تساعده على المشي نحو القصر، كان ديمن يضحك بقوة و هو يضع يده حول عنقها بينما يقبلها و يضحك بين الحين و الآخر
ظلت هيرا على حالها تشاهد ما يحصل بصمت فقد حصل ذلك معها عدة مرات و تعلم بانه سوف يحصل من جديد و لا قدرة لها على منع ذلك، خصوصا و انهم ليسوا مخطوبين رسميا حتى مما يجعله عازبا
سقطت دمعتها لتضحك باستهزاء على ذلك و هي تمسح دمعتها تلك و تحدث نفسها بكسرة
" مع ان البكاء ان لا يغير شيء ها انا ابكي مجددا بسببك "
لم تمر هذه الليلة على احد في قصر بروفاسي مرور الكرام، كل شخص كان يعاني بطريقته الخاصة كما كان الحال دائما إلى ان يجد كل شخص دواءه.
عند جناح ماكس و الينا، أشعة الشمس التي سقطت فوق وجهها جعلتها تتذمر و هي تتحرك محاولة الحصول على طريقة تجعلها تعود الى نومها فهي لم تنم بشكل كاف لكونها ظلت مستيقظة تفكر لمدة من الوقت.
يد مرت على شعرها و قربتها من جسد دافىء جعلتها تبتسم بنومها و هي تقترب من ذلك الجسد ذو الرائحة المميزة التي اصبحت تحفظها، لقد كان ماكس، و على ما يبدو لقد كان يتحدث مع شخص ما بالهاتف
شعرت به يقرب جسدها منه مما جعلها تفرد يديها معانقة اياه و هي تضع رأسها بالفراغ بين صدره و عنقه، رائحته دائما ما كانت تثملها، ليس عطره بل رائحة جسده تجعلها تشعر بشيء غريب، و كأنها..
فكرت بداخلها و هي لا تزال مغمضة العينين بنفس الوضعية، ما الذي تجعلها رائحته تشعر؟ لقد علمت ما كان الشعور لكنها ترفض الرضوخ له، لقد كان شعورا بالانتماء، و كأنها و أخيرا عثرت على منزله
شهقت بهلع و هي تبتعد عنه فاتحة عيناها بصدمة من الفكرة التي مرت بداخل رأسها، كيف يمكن لشخص مثله ان يجعلها تشعر بالانتماء؟
ماكس الذي كان يتحدث بهاتفه نظر إليها بعدم فهم بسبب استيقاظها الغريب، عيونه كانت تدرسها مما جعلها تبعد عيناها عنه لا تريد له ان يرى ما يمر بداخل رأسها
"ti chiamerò più tardi"
-سوف اتصل بك فيما بعد-
تحدث ماكس بلغته الايطالية المثيرة بصوت لا يزال يحمل بحة نومه و هو يغلق هاتفه ليعدل من طريقة جلوسه و هو يسند ظهره ضد مقدمة السرير قبل ان يقول
" كابوس ؟"
رمشت عدة مرات، هل ما فكرت به يعد كابوسا؟ هي لا يحب لها ان تفكر به بأي طريقة جيدة لكن لماذا دائما ما يميل قلبها الى هذا التفكير؟
وضع ماكس يدا ضد خدها مما جعلها تميل برأسها ضد كف يده و هي تنظر الى داخل عينيه، لم يكن هذا ما يجب عليها ان تفعله، لم يكن يجب ان تميل ناحيته، هو العدو لعائلتها، هو العدو لوالدها و حاليا يجب ان يكون عدوها كذلك
" il mio، لا يمكن لشيء ان يؤذيكي بوجودي تعلمين هذا؟"
كلامه الواثق جعل القشعريرة تمر بداخل جسدها الذي خانها و هو يقترب منه لتستلقي على صدره ثم تنهدت بعمق و هي تجيبه
" أعلم ذلك فإذا احتاج شخص فعل ذلك سوف يكون انت، لا يمكن لأحد ان يؤذيني غيرك "
" brava ragazza"
-فتاة جيدة-
مع انها لا تفهم الايطالية و لكن كونها اسبانية فالعديد من الكلام يشبه بعضه البعض، هو لم ينفي كونه لن يؤذيها كل ما قام به كان الثناء عليها و كأنه يخبرها ان كلامها صحيح، بوجوده لا يسمح لأحد بإيذاءها، لا احد غيره.
" انا لست من تظنه ماكس "
همست بصوت ضعيف و لكنه سمعها، علمت ذلك عندما وضع يده على شعرها يمسح فوقه قبل ان يسأل
" و انا لست من تظنين il mio"
رفعت رأسها تنظر اليه، ما الذي يقصده؟ هل هو اسوء مما يبدو عليه؟ إبليس وسط مجموعة من الشياطين هذا ما وصفه به والده عندما تحدثا معا، ما الذي لا تعرفه عنه اكثر، لا تريد ان تعرف حقا
" سيحضر والديك اليوم إلى ايطاليا "
تمتم ماكس و هو لا يزال على وضعه ليتشنج جسدها و هذا بالطبع لم يخفى عن نظره الا انه لم يود التطرق الى الامر على الاقل الى الان
" هل تسألني ام تخبرني ؟"
تحدثت الينا و هي تبتعد قليلا لكي تنظر الى وجهه متمنية و لو لمرة ان تفهم ما يدور بداخله و لكن ذلك صعب، حقيقة ان لا مشاعر بداخله تصعب الامر فقط
" انها مملكتي الينا انا و عائلتي فما الذي تظنين؟"
تحدث ماكس و هو يتحرك من السرير لتشهق بصدمة عندما اكتشفت بأنه كان عاريا كليا أسفل الغطاء ليحمر وجهها و لكن جسده دائما ما كان نقطة ضعف لها مما جعلها تتنهد و هي ترطب شفتيها بلسانها
ماكس الذي بالجهة الاخرى بالرغم من سماعه لشهقتها الا انه لم يهتم كثيرا و لماذا قد يفعل و هي تحفظ جسده كما يحفظ خاصتها، و خير دليل على كونها قد اعجبت بما تراه هو إحمرار خديها و لسانها الذي كان يمر فوق شفتيها المحمرة و المنتفخة من الشيء الذي قاما به البارحة
" هل أعجبك ما ترين؟"
رمشت الينا عندما انتبهت بأنها كانت تنظر الى جسده دون ابعاد نظرها لثانية ، شاهدت الابتسامة الساخرة على شفتيه مما جعلها تقلب عيناها فهو يبدو مستمعا بما يحصل الآن
قبل ان تفتح فمها لتتحدث كان ماكس مقابل لها مباشرة و هو يمسك بفكها بين يده لينحني مقبلا شفتها بقوة، كانت منصدمة و لكن لم تستطع الاعتراض على ما يحصل فرفعت يدها حول عنقه مقربة اياه منها و هي تترك له المجال لإدخال لسانه داخل فمها.
بينما كانت منغمسة بما يحصل سرعان ما صرخت متألمة بسبب أسنانه التي عضت شفتها السفلية مما جعلها تضغط على شعره من الخلف محاولة إبعاد رأسه و لكن الأمر كان مؤلما لها فقط لانه كلما كان يبعد رأسه كانت لا تزال شفتها بين اسنانه التي اصبحت تضغط بشكل اقوى
شعرت بالدموع تمتلىء بعيونها و لكنها لم ترد ان تبكي امامه، الشيء الاول الذي تعلمته من كونها ابنة زعيم مافيا ان الدموع تجعل الذي امامك يشعر بالرضى مما يعني ضعفك
ابتعد ماكس اخيرا و مرر لسانه فوق شفتها ماسحا الدماء من فوق شفتها و هو ينظر الى ما قام به بفخر مما جعلها تدفع جسده بعيدا عنها قبل ان تصرخ
"Du Bastard, warum hast du das getan?"
-أيها الوغد لماذا فعلت ذلك-
رفع ماكس حاجبه متعجبا من اللغة التي تصرخ بها فقد كانت تبدو غاضبة للغاية بشكل مثير و هي تقف فوق السرير لا ترتدي شيءا ما عدا قميصه بينما جسدها لا يزال يحمل العلامات التي زين بها جسدها ليلا و حاليا شفتيها النازفة توضح ما قام به صباحا
"Hey, ich rede mit dir, kannst du nicht hören?"
-انت، أنا أتحدث معك، ألا تسمع ؟-
خرج من افكاره بسبب المخدة التي التصقت بوجهه و صراخ إلينا الذي كان يعلو اكثر ليحمل سرواله من الارض مرتديا اياه و هو يجيبها
" هل تقومين بهذا كلما غضبت ؟"
" ماذا؟ ما الذي اقوم به؟"
كانت الينا غير مستوعبة عن ماذا كان يتحدث بالضبط فهو من الأشخاص الذين لا تستطيع فهمهم، لاحظت كيف كان يقترب منها ثم وقف امامها مباشرة مما اعطاها رؤية اوضح لعضلاته و لكن سرعان ما شعرت به و هو يمرر اصبعين فقط من اسفل قدميها الى فوق بكل هدوء و هو يجيبها
" هل تتحولين لقطة مثيرة كلما غضبت؟"
رمشت الينا عدة مرات قبل ان تنفجر ضحكا بسبب كلامه فقد توقعت كل شيء و اي شيء سوى ما قاله، بعد مدة توقفت عن الضحك عندما شعرت به يحاول إبعاد القميص الذي تلبسه و لكن حسب ما تذكر فهي لا ترتدي اي شيء غيره
" ما الذي تفعله ماكس ؟"
صرخت الينا و هي تمسك بالقميص من الاسفل تمنع تعرقل حركة ماكس في ازالته لينظر لها بتعابير طبيعية و هو يجيبها
" اريد قميصي "
" منذ متى ترتدي قميصا لكي تريد واحدا ؟"
" منذ الآن "
قلبت إلينا عيناها لتشعر به يسحبها الى الاسفل و هو يضع يده خلف عنقها و عندما كان على بعد بوصة واحدة من شفتيها وضعت كف يدها حاجزا بينهما و هي تقول
" لا تفعل لا استطيع الشعور بشفتي بسببك "
" اذا لا تقلبي عيناك امامي مجددا "
حاربت الينا رغبتها بقلب عيناها بسبب كلامه و ظلت تنظر اليه بعيون مركزة قبل ان تشعر به و هو يبتعد عنها و كأن شيءا لم يكن، تنفست بعمق و هي ترمي نفسها فوق السرير من جديد تشاهده و هو يدخل الى الحمام
تأففت الينا قليلا و هي تبحث عن هاتفها لتجد العديد من الرسائل مبعوثة على المجموعة التي كانت بها هي و ماري و هيرا حيث ان ماري قد ارسلت لهم صور خطوبتها و صور الخاتم و الزهرة و غيرها من الصور لتصرخ الينا و هي تجلس على السرير
" اااااااه لا اصدق "
خرج ماكس من الحمام و الشامبو برأسه و هو يفتح عينا واحدة و هو يقول
" ماذا؟ ما الذي حصل ؟ "
رفعت الينا راسها من الهاتف إلى زوجها لتنفجر ضحكا على شكله مما جعله ينظر اليها و هو يرفع حاجبه
" يا الهي سوف التقط صورة لك انتظر دقيقة "
نظر اليها ماكس نظرة حادة لتنزل الهاتف و هي لا تزال تحاول السيطرة على ضحكتها حيث اصبح وجهها احمر كليا و هي تسمعه يكرر
" لقد سألتك ما الذي حصل؟ لماذا كنت تصرخين قبل قليل ؟"
توقفت الينا عن الضحك و فتحت عيناها بقوة و هي تحاول التفكير في كذبة ما لانه لا يجب لاحد ان يعرف ما الذي حصل او يحصل مع ماري
" اووه لقد رايت ان عرض عازفي المفضل سوف يكون خلال فترة قريبة و تحمست "
حسنا هي لم تكذب فذلك قد حصل فعلا، ابتسمت بوجه ماكس و وضعت الهاتف و هي تتوجه نحوه تعيده إلى الحمام
" هيا اكمل استحمامك لا نريد ان يدخل الشامبو إلى عينك اليس كذلك ؟"
دخل ماكس لتغادر الينا و عندما كانت على وشك اغلاق الباب امسك بيدها و هو يقول
" ممم هل تحبين هذا العازف كثيرا ؟"
ابتسمت الينا للطافة زوجها و نظرت اليه بحب و هي تومىء برأسها قبل ان تتحدث موضحة
" يعجبني عزفه للغاية و لكنني لا احبه "
" اووه "
" أنا لا احب احدا سواك يا ماكسي "
نظر ماكس لزوجته مطولا قبل ان يغلق الباب بنفسه و يدخل مكملا استحمامه لتحمل الأخرى هاتفها و ترتدي بنطالا فهي لا تريد لماكس ان يقتلها إذا غادرة الغرفة بقميصه فقط ثم ركضت نحو جناح هيرا
دخلت الجناح لتجد هيرا لا تزال نائمة، ابعدت الستائر جاعلة من الغرفة تضيء بعد ان كانت ظلاما دامسا لتصرخ هيرا بغضب و هي ترمي مخدتها نحو الستائر المفتوحة
" من الحيوان الذي فتح الستائر؟"
" هيا ايتها الدبة استيقظي يجب ان تري هذا "
فتحت هيرا عيناها بالكاد تحاول ان تتاكد من انها تسمع صوت الينا حقا و لا تتخيل
" هل جننت الينا، هذه غرفتي لا غرفة زوجك "
" اعلم انها غرفتك و الان انظري لهذا "
" انظر لما.."
قبل ان تكمل هيرا كلامها ادارت الينا الهاتف تريها الصور لتفتح هيرا عيناها بصدمة و هي تعتدل بطريقة جلوسها و قد اختفى اثر النوم حرفيا لتأخذ الهاتف و تبدأ تقلب بالصور واحدة تل و الاخرى
" يا الهي يا الهي هل هذا حقيقي "
" اجل انهم لطيفين للغاية "
" هل رايت الخاتم؟"
" لقد احببته يبدو انه تصميم خاص "
" لقد قالت بالرسائل انه تصميم خاص "
" اتصلي بها "
اتصلت الينا لتجيب ماري التي كانت لا تزال نائمة في سريرها لتبتسم و هي ترى الينا و هيرا معا بالشاشة
" استيقظي هيا اريد تفاصيل "
" لقد ارسلت كل شيء "
تفوهت ماري و هي تعانق مخدتها لتصرخ هيرا و هي تنفي
" لا يكفي اخبرينا هيا اريد الاستماع إلى التفاصيل ينقصني بعض الحنان و الرومانسية بهذا القصر "
" لماذا ما الذي حصل مع ديمن ؟"
" لا تهتمي لديمن الان و اخبرينا "
تحدثت الينا و هي تجلس جوار هيرا و كلتاهما يستمعان لماري و هي تخبرهم بتفاصيل كل ما حصل معها البارحة لتقول هيرا باعجاب
" لم اكن اعلم ان صهرنا قد يكون رومانسيا لهذه الدرجة "
" يجب له ان يعطي دروسا لمن يقبعون بهذا القصر "
" أوافقك الرأي "
ضحكت ماري على ما تسمعه لترفع يدها و هي تريهم الخاتم و تقول بحب
" لقد صممه احد مشاهير المصممين، و وراءه قصة حسب كلام ليون "
" قصة اي قصة هاته ؟"
" يقول ان الحجر الالماسي الكبير يمثل حب ليون لي بالرغم من كل شيء، و شكل الجذوع الذي تدور حول الخاتم تدل على الصعاب الموجودة بقصة الحب الحقيقة بينما الأحجار المرصعة الصغيرة حوله توضح ان هناك نور وراء كل ظلام "
عقدت الينا حاجبها على عكس هيرا التي كانت معجبة بما تسمعه و هي تتأمل الخاتم لتقاطعهم الينا قاىلة
" هل أنا الوحيدة التي لم تطمئن لهذه القصة ام ماذا؟"
" لماذا ما الذي حصل ؟"
سالت ماري بفضول و لكن سرعان ما قاطعتها هيرا و هي تجيب
" لا تهتمي لها لا تنسي بأن ماكس جليد بروفاسي يكون زوجها انها تفتقر لهذه القصص "
قلبت الينا عيناها بينما ضحكت الفتاتين و لكن كانت الينا بالرغم من سعادتها لا تزال غير مرتاحة و لا مطمئنة لما تسمعه.
بنفس الوقت كان فكتور بجناحه يرتدي ثيابه في غرفة تغيير الملابس عندما انتبه ان زوجته المصونة لم تجهز نفسها بعد و الفطور سوف يكون جاهزا بعد قليل، توجه ينظر اليها ليجدها تجلس على جانب النافذة تشاهد الخارج بصمت
" ألن تجهزي نفسك؟"
سمعت ليليا صوته و كلامه لتقلب عيناها دون ان تستدير نحوه او حتى تكلف نفسها و تجيبه. و لكن فكتور كان شخصا مختلفا عن باقي افراد عائلته، لطالما كان شخصا عاقلا و صبورا ليقترب منها إلى ان وقف بجانبها ليكرر بصوت هادىء من جديد
" Caro الن تقومي بتجهيز نفسك من أجل تناول الافطار ؟"
" توقف عن مناداتي هكذا "
تحدثت ليليا بغضب فكلامه و طريقة حديثه تزعجها للغاية بل تجعلها تكرهه اكثر من ما تفعل حاليا
" انت زوجتي و أنا حر بمناداتك كما اريد "
" زوجتك بالإجبار أنا فدية لديك، أنا فدية قاتل اختي لا اظن ان لك الحرية بفعل ما تريده معي "
" انت فديتي و أنا حر التصرف بها "
بلغ غضب ليليا اقصى درجاته لتقف من مكانها و تدفعه بعيدا، بالرغم من انها استعملت قوتها إلا ان فكتور كان مثل الحائط لا يتحرك أبدا و لكن هذا لم يمنعها من الصراخ بوجهه
" انت لا شيء و لا يحق لك فعل شيء، انت مجرد شخص قاتل لا رحمة لديه و أنا لست اختي لأطيع كلامك و لست مثل باقي البنات التي تعرف لذلك لا تتجاوز حدودك معي و ليلزم كل منا جهته و تتدخل بحياتي كما تفعل مع خاصتك "
" إذا انتهيت من مسرحيتك القصيرة هاته جهزي نفسك الجميع يجب ان يحضروا للإفطار "
" هل انت مجنون ام تريد أن تجعلني مجنونة ؟"
تجاهلها فكتور و هو يتوجه ليقف مقابل المرآة و يبدا بتسريح شعره بكل هدوء ليس و كانه ترك ليليا الغاضبة خلفه لتقترب منه و هي تقول ناظرة اليه من خلال المرآة
" عائلتك تلك لا تعنيني و أنا لا اعتبرها عائلتي، إذا اردت ان تشاركهم الاكل فانت حر اما بالنسبة لي ليبقى الجميع بعيدا عني قدر المستطاع "
رش فكتور عطره و استدار ينظر اليها ليقول بهدوء
" إذا انت لن تفطري "
" ليس من شأنك "
" آخر تحذير إذا لم تحضري إلى طاولة الإفطار لن تحصلي على اكل "
" لا اريد هل تفهم ؟"
حررت ليليا بثقة و هي تنظر اليه بتحد تام ليرفع فكتور كتفيه و هو يقول ببراءة قبل ان يغادر
" كما تريدين Caro موتي جوعا "
توجه فكتور إلى الخارج تاركا اياها تلعنه للمرة الألف كارهة الوضع المزري الذي تعيشه، عندما لم يكن موجودا كانت تشعر بالقليل من الحرية و لكن الان هو موجود بكل مكان و هذا لا يعجبها بتاتا
" اين زوجتك فيك؟"
تحدث مايكل مشيرا لابنه الذي جلس على الطاولة بهدوء و بدأ يضع الاكل في طبقه و هو يجيب ببرود
" بالغرفة "
" الن تأتي لتناول الافطار ؟"
" ليس اليوم و لكن سوف نرى إلى كم من الوقت سوف تستطيع مجابهتي و الاهم مجابهة الجوع "
اومىء مايكل غير عالم ما الذي يقوله ابنه حاليا و لكنه يعلم بأن هناك امر ما سوف يحدث و لكن هذا لا يهم.
نظر فكتور نحو روميو الذي كان يجلس بمكانه و هو يمسك كأسا من القهوة السوداء و بجانبه صحن اكل فارغ. ليشير برأسه نحو عمه الذي تنهد بقلة حيلة و هو ينفي براسه لانه و بالرغم من النفوذ و العز و النقود و السلطة و كل ما يملكونه إلا ان عائلة بروفاسي لم تحصل على راحة البال و الطمأنينة و لا الحب.
نزلت ليليا الدرج متوجهة إلى المطبخ لتجد رئيس الخدم يقف عند باب المطبخ يمنع دخولها لتنظر اليه بعدم فهم و هي تتحدث
" ما الذي تفعله انت؟"
" سيدتي هذه تعليمات السيد فكتور إذا اردت ان تأكلي يجب ان تجلسي على طاولة الطعام غير ذلك لن تحصلي على اي شيء "
" ماذا؟ هل جننت؟"
تحدثت بعدم تصديق لما تسمعه فهذا لم يكن الشيء الذي ظنته او استنتجته من كلام فكتور و لكن إذا كان يظن انه سوف يجعلها تفعل ما يريده فهو مخطىء إذا كان عنيدا فهي اعند منه، توجهت عائدة إلى غرفتها من جديد.
بالخارج تقدم احد الخدم يخبر فكتور بما حصل بالمطبخ ليضحك فهو يعلم ما الذي يمكن أن تفعله با يستطيع ان يتكهن و الأمر ممتع بالنسبة له
" كل شيء بخير فيك؟"
" نعم ابي لا تقلق ما الذي كنت تقوله؟"
" كنت اقول انه بعد حفلة خطوبة هيرا و ديمن سوف نجهز حفلة استقبال من اجل زواجك تعلم بأن لا احد يعلم عن الزواج السريع الذي حصل و حان الوقت ليعلم الجميع بذلك "
" كما تريد يا ابي لتنتهي خطوبة ديمن على خير و بعدها لنقرر الوقت الذي تريده "
بالجهة الأخرى من القصر، غادرت الينا غرفة هيرا عائدة إلى غرفتها من جديد من اجل تجهيز نفسها. في طريقها إلى جناح ماكس او لنقل جناحهما الان، لفت انتباهها الجناح الغربي المغلق كليا و الذي لم تجرا يوما او لنقل لم تفكر يوما بالذهاب إلى هناك و لكن دائما ما جذبها شيء ما إلى هذا المكان.
و اليوم، قررت ان تزوره فهي تعلم ان ماكس سوف يغادر من اجله عمله لذلك لم تنتظر اكثر من ذلك و توجهت إلى الداخل مصممة على استكشافه اليوم، إلى ان وصلت امام بوابة الجناح و بدون اي تفكير فتحت الباب و دخلت إلى الداخل.
لقد كان جناحا كبيرا للغاية كخاصة ماكس او اكبر حتى، الغرفة الاولى كانت غرفة نوم يبدو من شكلها انه يتم تنظيفها كل يوم مما اثار إعجابها فقد كانت الغرفة أنيقة للغاية. نظرت حوّلها لتجد صورة سامويل مع امراة جميلة للغاية و التي تكهنت بانها والدة ماكس كانت الصورة كبيرة للغاية و معلقة فوق السرير.
اقتربت إلى داخل الغرفة اكثر تشاهد كل تفاصيلها ليلفت انتباهها حائط توجد فوقه العديد من الصور المعلقة تجمع سامويل و افا مع طفل صغير يبتسم بحضن والدته و بالطبع الينا لا تحتاج ذكاءا لتعرف بان الطفل الصغير بالصور يكون زوجها
" لقد كان طفلا جميلا سابقا و اصبح رجلا وسيما حاليا "
همست لنفسها ثم مررت يدها على وجه ماكس الطفل في الصور و على ابتسامته بالتحديد و كأنها تتلمسها لتبتسم و هي تقول بشرود
" يا الهي لديه ابتسامة جميلة للغاية "
لم تر الينا زوجها ماكس يبتسم و لو لمرة واحدة حتى، و بعد رؤية هذه الصور الان حزنت على وضعه فبسبب ما حصل معه لقد نسي ماكس كيفية الابتسام كذلك. تنهدت بعمق و هي تتحرك حولها تشاهد باقي الأشياء ثم غادرت غرفة النوم لتجد غرفة اخرى داخل الجناح نفسه مجهزة بالأدوات الموسيقية، اعجبت كثيرا بكل شيء و بدأت التجول و استطلاع كل شيء حولها بإعجاب تام، و لكن فجأة توقفت مكانها عندما وقع نظرها فوق حامل كمان خشبي انيق و خلاب بشكل كبير و الأجمل من ذلك كان هناك كمان بلون بني غامق فوقه
اقتربت الينا اكثر تريد ان ترى الكمان عن قرب لتمرر أناملها فوقه بكل رقة و نعومة لتلاحظ شيءا منقوشا على جانبه piccolo لم تفهم الينا معنى الكلمة و لكن هذا لا يهم كثيرا لانها اعجبت بالكمان كما هو لتتمتم لنفسها
" انه جميل للغاية، لم ارى بمثل هذا الكمان من قبل، من صاحبه يا ترى ؟"
بجانب الكمان كان هناك دفتر مقطوعات موسيقية و كان مفتوحا على صفحة ما، نظرت نحو المقطوعة باستغراب فهي لم تستطع ان تتعرف عليها و لكن الفضول جعلها تريد أن تجرب و تعزفها و هذا ما فعلته. متناسية كليا كونها قد دخلت هذا الجناح سرا، متناسية انها بقصر بروفاسي حملت الينا الكمان و استعدت من اجل ان تعزف المقطوعة الموسيقة امامها
بجناح ماكس، بحث عن الينا بكل الجناح و لم يجدها ليفكر بانها قد تكون قد سبقته من اجل الافطار ليتوجه نحو الخارج مقررا اللحاق بها. و لكن عندما كان ماكس يتوجه باتجاه الدرج تصلب مكانه و هو يستمع للحن موسيقي يعرفه جيدا للغاية، تصلب فكه و توجه إلى الطابق العلوي باتجاه جناح والديه
كان تقريبا يركض نحو الجناح و عندما دخل إلى الداخل وقف مكانه قليلا، كانت زوجته الجميلة جالسة على الارض و شعرها المنسدل مسحوب لجهة بينما الكمان على الكتف الاخر و هي تعزف الكمان بعيون مغمضة منسجمة للغاية.
ازال حذاءه و اقترب منها بهدوء غير مكترث لدماء التي كانت تزين قميصه الابيض بسبب جرحه الذي يبدو ان قد فتح بسبب ركضه إلى هنا و لا لحالته التي يرثى لها ليجلس مقابلها و عيناه تتابع عزفها بينما يناظرها بعيون مشتاقة
و كانها قد شعرت بوجوده، فتحت الينا عيناها لتجد ماكس بمنظره ذلك يجلس بالمقابل لها لتقفز إلى الخلف من الخوف و هي تشاهد حالته تلك غير مستوعبة
ما الذي تفعله الان او ما الذي كانت تفعله
" اعزفي "
" ماذا؟"
" اعزفي "
كرر من جديد و هو لا يظل على حاله فرمشت بعدم فهم غير مستوعبة لكل ما يحصل الان ليقول بنبرة صوت اول مرة تسمعها و كانه صوته مخنوق و كانه يكابح نفسه لينطق كلامه
" هيا il mio اعزفي من اجلي"
ختم كلامه هذا المرة و هو يستلقي على الارض بجانبها واضعا راسه فوق فخدها و هو يغمض عيناه لتبتسم الينا و هي تمرر يدها فوق جبينه قبل ان تقول بحماس
" إذا كان من اجلك سوف اعزف لك مقطوعتي السرية "
" ليس هذه المرة، الان اعزفي المقطوعة التي كنت تعزفين قبل قليل "
" اووه... حسنا "
اومات الينا و بدات العزف من جديد نفس اللحن مرة اخرى، كان ماكس يستمع لموسيقاها التي بدات عزفها من جديد ظل على حاله يسترجع العديد من الذكريات بداخله و كأن الأمر يشبه الأحجية بعقله إلا ان هناك شيء ما ينقص تلك الأحجية بداخله، و لكن الأمر الذي لا يعرفه احد هو كون الينا هي القطعة التي تلتئم داخل قلب ماكس و تقربه من الشعور و المشاعر الذي فقدها مع فقدانه لوالدته اولا، أخيه ثانيا، و والده اخيرا، الينا هي القطعة المفقودة و هذا ما يجعل ماكس بدون ان يدري مهووس بها.
بعد مدة، انتهت الينا اخيرا عزفها لتنظر نحو زوجها الذي كان مستلقي ارضاً و رأسه موضوع على فخديها و كانت ملامحه الهدوء و السكون تظهر على ملامحه. ابتسمت الينا ابتسامة رقيقة ثم مررت يدها فوق شعر الأسود قبل أن تسأله برقة و هي تشاهد الاسم المحفور فوق الكمان
" ماكسي، ماذا يعني هذا الاسم المكتوب هنا؟"
دون الحاجة لفتح عينيه نطق ماكس و هو عالم ما الشيء الذي تتحدث عنه الان الينا
"Piccolo"
" نعم ماذا تعني هذا الكلمة؟"
" صغيري تعني صغيري هذا لقب امي لي لقد كان هذا هديتي لامي و لكنها لم تستطع أن تعزف به أبدا"
صمت ماكس قليلا و كانه يسترجع ذكرياته و نظر نحو الكمان و الاسم المحفور عليه ليضيف
" كنت قد جهزت هذه الهدية لوالدتي مع والدي و لكنها لم تستطع ان تمرر أناملها الرقيقة فوقه و لا ان تعزف لحنها الجميل على أوتاره و كانه لم يكن مقدرا لها أبدا "
جلس مكانه مقابلها ثم نظر إلى عيناها مباشرة قبل ان يضع يده على خدها و هو يمرر إصبعيه برقة فوق غمازتها قبل أن يضيف بصوت هادىء
" يبدو انه كان مقدرا لك "
" و انت مقدر لي ماكسي "
اجابته الينا و هي تميل برأسها نحو يديه، مما جعله يغرق داخل عينيها الرمادية و كانه يفكر بشيء و لكن مثل عادته قررت البقاء صامتا ثم اومىء براسه بصمت و هو يقف مكانه مرتبا ثيابه ثم مد يده نحو زوجته التي أمسكتها و هي تقف معه و الكمان باليد الأخرى، انحنى قليلا ينظف ثيابها ثم عدل شعرها و قرر المغادرة إلى عمله. عندما كان على وشك الخروج سمع صوت الينا الرقيق يناديه من الخلف
"Piccolo"
استدار و نظر لها بعينين مصدومتين قبل ان تقول بابتسامة مشعة مضيئة حياته كعادتها
" نحن لا ننسى الشخص بعد ان نفقده ماكسي فهو بداخلنا، نحن فقط بحاجة لإحياء ذكراه فهذا الحل الوحيد لكي نستطيع التقدم بالحياة "
" فقط لا تفعلي il mio، هذا لقب امي من اجلي ارجو منك أن تحترمي الامر"
وقفت الينا و تقدمت منه مسرعة بعد ان وضعت الكمان مكانه، ثم وضعت كلتا يديها حول وجهه ثم تحدثت بهدوء
" أنا بالطبع احترم والديك ماكسي و لو انني لا اعرفهم، و بالطبع سوف احترم ذكراهم أنا فقط اردت ان اذكرك بأننا لا نفقد الاشخاص بعد الممات بل هم يعيشون بقلبنا دائما "
اومىء ماكس و هو يشير اليها للخروج معه ثم اغلق الباب خلفه، امسكت بكف يده و كلاهما يتوجهان نحو الدرج لتتوقف فجأة و هي تقول مستوعبة ملابسها
" يا الهي يجب ان اذهب لتغيير ثيابي "
" حسنا "
عندما وصل كلاهما إلى طابق ماكس وقفت على اصابع قدميها و وضعت كلتا يديها حول عنقه لتقبل خده بعمق جعلته يغمض عينيه لوهلة و كانه يريد ان يحفظ هذه اللحظة بداخله لفترة اكبر
غادر ماكس القصر مباشرة بعد ذلك بينما كانت الينا لا تزال تجهز نفسها للخروج ايضا عندما سمعت صوت طرق على الباب لتدخل هيرا الغرفة و هي تبتسم برقة
" عزيزتي كيف حالك ؟"
" بخير هيرا انت كيف حالك ؟"
ابتسمت هيرا و هي تجلس فوق الاريكة الموجودة بجانب الغرفة بينما تشاهد الينا التي كانت تعدل من ميك اب خاصتها
" انا بخير كما تعلمين سوف تنعقد خطوبتي قريبا و أردت ان استغل بعض الوقت لكي تساعديني في اختيار اغراض الخطوبة "
" عزيزتي احب القيام بذلك حقا و لكن لدي موعد مهم و يجب ان أغادر "
" سوف تلتقين بأهلك "
توقفت الينا عن الشيء الذي كانت تقوم به و استدارة تنظر نحو هيرا بتعجب لتقول
" هل الجميع يعلم بأن والدي بإيطاليا حاليا؟"
" بالطبع الينا ما الذي تظنين، الجميع يعلم منذ ان وطأت الطائرة التي كان اهلك على متنها الى البلاد "
" هل لأن والدي يعتبر عدوكم ؟"
نبرة السخرية كانت ظاهرة في كلام الينا و لكن هيرا تجاهلت ذلك و هي تجيبها
" تعلمين ان هذا العالم الذي نعيش به يختلف عن العالم الطبيعي، العدو يبقى عدوا الى النهاية "
" ماذا عني ؟ الست عدوة لكم ايضا؟ الست ابنة عائلة لوشيس؟"
نفت هيرا برأسها و هي تقترب من إلينا الى ان اصبحت تقف خلفها مباشرة لتضع كلتا يداها فوق كتفي الينا حيث كانت الاثنتين ينظران لبعضهم البعض من المرآة
" انت حاليا الينا بروفاسي، انت جزء من هذه العائلة لذلك لا يمكن ان تكوني العدو، غير ذلك كان ماكس سوف.."
توقفت هيرا عن الحديث لتكمل الينا بصوت جاد للغاية عالمة ما الذي سوف تقوله
" يقتلني أليس كذلك ؟"
" لا تفكري بهذا الآن، لا شيء من هذا سوف يحدث هيا سوف اغادر لكي لا تتأخرين اكثر، أخبريني عندما يكون لديك وقت فارغ لنلتقي و نبدأ بالتجهيزات "
غادرت هيرا متوجهة نحو الاسفل لتقابل والدها، و سرعان ما نزلت الينا جاهزة ثم سلمت عليهم جميعا متوجهة نحو الخارج.
كانت تجلس بأحد سيارات عائلة بروفاسي و هي تشاهد المدينة من النافذة، بالرغم من حصولها على كل شيء هي تشعر بأن شيء ينقصها و مع الاسف تشعر بأن الشيء الذي ينقصها يكتمل بوجود ماكس فقط
" سيدتي تفضلي "
خرجت من دوامة أفكارها و هي تنظر على يمينها الى باب السيارة قد فتح من قبل السائق و هي ينتظر خروجها، ابتسمت بهدوء و هي تدخل الفندق الذي يجلس به والديها
بمجرد ان وصلت الطابق الذي يمكث به أهلها شاهدت الحرس يطوقون المكان كليا مما جعلها تسترجع حياتها كيف كانت سابقا
" من هنا "
تحدث الحارس الذي يعتبر ذراع والدها الايمن و هو يسير أمامها لتلحق به الى ان وقفت امام باب الجناح ليطرق طرقتين و هو يتحرك جانبا
" تفضلي"
بمجرد ان تحرك فتحت ليزا والدة الينا الباب و قد كانت مثل عادتها جميلة للغاية بشعرها البني الذي يصل الى كتفيها و ثيابها المهندمة للغاية، بينما احمر شفاهها الناعم كان اللمسة الخاصة بوالدتها
" صغيرتي "
تحدثت والدتها و هي تقبلها قبل ان تدخل الاثنتين لتصادف والدها الذي كان يقرأ صحيفته بالركن الثاني من الغرفة مباشرة بجانب النافذة الكبيرة التي تظهر جمال المدينة
"إلينا عزيزتي كيف حالك ؟ هل كل شيء على ما يرام؟"
تحدث والدها و هو يطوي صحيفته قبل ان يشير لها بالاقتراب، و كما طلب اقتربت منه لتقبل خديه بهدوء و هي تجلس مقابله لتجلس والدتها بجانبها
" بالطبع كل شيء بخير"
" اخبرتني البارحة بأن لا احد يشك بك هل انت متأكدة ؟"
نظرت الى والدها بهدوء قبل ان تومىء بصمت و هي تجيب
" انا كذلك ابي، لا احد يفكر بشيء عني لان الجميع يعتقد بأنني احب ماكسيمس "
" و هل تفعلين ؟"
صوت ليزا المتساءل قاطع حديث فرناندو و الينا اللذان نظرا نحوها قبل ان تسألها الينا معتمدة عدم الفهم
" افعل ماذا ؟"
" هل تحبينه ؟"
هذا هو السؤال الذي كانت الينا تتهرب منه دائما ، لم تستطع حتى ان تسال نفسها عن ذلك و الان ها هي والدتها تلقي السؤال مباشرة امامها و الذي كان بمقام صفعة بوجهها
" كيف يمكنني ان احب شخصا اخذني عربون صلح بسبب عملهم و حتى لو فكرت بالوقوع بحبه هو لا يشعر بشيء حتى اذا لما يجب ان أسبح ببحر نهايته الوحيدة موتي"
أبتسم فيرنانديز بفخر عند سماع ما قالته ابنته و هو يلاحظ جديتها، ابنته لا يمكن ان تقع بحب شخص لا يشعر مثل ما ماكس لان ابنته كانت على عكس زوجها تقدر المشاعر للغاية
" هذه اميرتي الذكية "
" إلينا صغيرتي انت لا تحبينه و بنفس الوقت لا تكرهينه اليس كذلك؟"
تنهدت الينا و هي تمرر يدها داخل شعرها بقلة حيلة قبل ان تجيب
" هو لم يؤذني بشيء و لكنني لا استطيع انتظار اليوم الذي سيستيقظ فيه و يقرر قتلي بالنهاية انا دائما ساكون العدوة بعينه"
" يجب ان تحمي نفسك ما دمت هناك بالاخير روحك لا تعني لهم اي شيء "
" سأفعل اعدك يا أبي لا تقلق "
" مثلما اخبرتك مسبقا، اجعلي الجميع يظن بأنك واقعة بحب ماكسيمس هذا الحل الوحيد لبقائك حية وسط عائلة بروفاسي "
قطع حديثهم اتصال على هاتف والدها الذي ارجع بعيدا لكي يجيب مما جعل ليزا اشتغل فرصة غيابه و عدم سماعهم لتقترب من طفلتها و تضع كفها فوق يد الينا قبل ان تتحدث
" الم تشعري بأي شيء ناحيته؟"
" امي ما الذي .."
قاطعت ليزا ابنتها و هي تبتسم لها بحنية بينما تكمل
" الينا انا والدتك و انا قد عشت ما تعيشين قبلك، لا تنسي بأن زواجي من والدك كان نفس زواجك، بنفس الهدف، مجرد معاهدة صلح "
عضت الينا شفتها فهي كانت تعلم ذلك، و الحياة التي تعيشها والدتها و والدها هي اخر شيء قد تريد الحصول عليه و لكن بنفس الوقت هي تعلم بأنها لا يجب ان تحب ماكس فهو لن يشعر بها بتاتا بل سوف يستغل ذلك لمصلحته
" كيف تريدين مني ان اشعر بشيء ناحيته و هو حتى لا يشعر بنفسه، اردت ان اقع بالحب مثل الباقي، اردت ان اعيش مثل الباقي، اللعنة فقط أردت ان اتنفس براحة مثل الجميع دون التفكير بشيء و لكن بدون سابق انذار وجدت نفسي محكوم علي بداخل زواج منذ ان كنت بالسادسة عشر"
" الينا حبيبتي..."
" اعلم بانه ليس بذنبك و لكنه ليس ذنبي ايضا ما الذي فعلته انا سوى أنني كنت ابنتكم "
حاولت والدتها تغيير طريقة السؤال لتغمز ابنتها و هي تقول
" و لكن ماكس وسيم الا يغير هذا شيء؟"
شقت ابتسامة وجه الينا عندما سماع ما قالته والدتها ليظهر وجه ماكس بمخيلتنا مما جعلها تتنهد بعمق و هي تجيب
" في بعض الأحيان اشعر بأنه ليس كما يبدو عليه، في بعض الاحيان اريد ان احتضنه و اخفف عنه لعله يفتح قلبه امامي و لكنني اتذكر كلام والدي و أتوقف هو لم يردني لشيء سوى لكي يسيطر على عائلتي و نفوذها"
خيم الحزن صوت إلينا عندما نطقت اخر شيء مما جعل والدتها تحاوط كتفها معانقة إياها بشكل جانبي و هي تحاول التخفيف عنها الان ان علاقتهم المتباعدة جعلت الوضع يبدو غريبا للاثنتين
" حبيبتي.."
" انا متعبة يا امي، لا أستطيع التفكير براحة فهو يشوش تفكيري من ناحية و ابي من ناحية اريد فقط ان ابتعد عن الجميع دون ان اخسر قلبي فلا عودة من ذلك الطريق اذا فعلت"
" والدك يريد حمايتك فقط"
ابتعد الينا عن والدتها و وقفت مقابلها و هي تتحدث بصوت يحمل الغضب و الحسرة بنفس الوقت
" اعلم بانه يريد ذلك و لكن لماذا لم يحميني قبل الزواج لماذا لم يمنع ما حصل منذ البداية"
" تعلمين بان عائلة بروفاسي قوية و كانوا قادرين على انهاء حياة الجميع.. "
ضحكت ساخرة اوقفت حديث ليزا لتشاهد ابنتها تنظر نحوها ببرود و هي تجيبها
" بالطبع لذلك انا حاليا كنت كبش الفداء التي تضحي بحياتها من اجل الجميع كل ليلة انام و انا لا اعلم هل سوف يقتلني احد عند نومي فقط لانني ابنة عدوهم، هل سيتم تسميمي ما الذي قد يحصل لي؟"
" الينا..."
قبل ان تتحدث ليزا دخل فيرناندو الغرفة ليمرر عيناه بين زوجته و ابنته الواقفتان و هما يتناقشان بشيء ما
" ما الذي يحصل؟"
نظرت الينا نحو والدتها التي نفت بهدوء مشيرة لالينا بالصمت لتبتسم بحسرة و هي تجيب والدها
" لا شيء ابي "
جلس من جديد و استدار ينظر نحو الينا التي جلست بجانبه بجدية
" استمعي لي جيدا الينا، المسدس لا يزال معك أليس كذلك ؟"
أومأت الينا بصمت لا تريد اخباره بأنها استعملته كذلك ليضيف
" اذا أحسست بأي نوع من الخطر في احد الايام لا تفكري بقلبك، لا استعملي عقلك جيدا. لقد جعلت من حارسي الشخصي و ذراعي الأيمن ان يدربك طوال حياتك لكي لا تكوني نقطة ضعف، انت اقوى مما يظننون، عند الخطر لا تفكري بشيء سوى نفسك "
كلام والدها كان منطقي للغاية و لكن كيف تخبره بأن المصيبة انها لا تشعر بأي خطر، المصيبة الاكبر انها تشعر و كأنها وجدت ملاذها مع ماكس الذي يعتبره والدها اسوء اعداءه
بعد وقت طويل من الحديث، عادت الينا الى القصر لتصادف ماكس يقف بسيارته بنفس الوقت. من النافذة شاهدته و هو يغلق باب سيارته بينما هاتفه بيده و هو يتحدث باللغة الايطالية و كان يبدو بأنه يعطي الأوامر كما يفعل دائما
تذكرت كلام والدها، والديها حضرا الى ايطاليا من اجل حفل خطوبة ديمن و ايضا حفل استقبال و اعلان زفاف فكتور و غير ذلك العديد من زعماء المافيا موجودين حاليا بالبلد فقد دعى مايكل والد فكتور الجميع لان هذا هو البرتوكول المتبع
جميع المدعوين يكرهون بعضهم البعض، و قتلة لا رحمة لهم و لكن بسبب الصفقات التي فيما بينهم يجب ان يظهروا و كأنهم مسالمين و كل شيء على ما يرام
خرجت من شرودها من جديد على صوت السائق الذي تحدث و هو يشير من النافذة
" سيدتي الزعيم يناديكي "
نظرت الى المكان الذي يشير له لتجد ماكس يمد يده حقا لها مما جعلها تتوجه اليه بهدوء. بدون سبب بمجرد ان وقفت مقابله وجدت نفسها تعانقه بقوة بينما كلتا يداها خلف عنقه و هي تستنشق رائحته الزكية
" il mio هل فعل والدك شيء؟"
تشنج جسدها عندما استوعبت الشيء الذي قامت به لتنفي برأسها و هي تبتعد عن عنقه لتنظر الى داخل عينيه قبل ان تهمس له بكلمات كانت أصدق من ان تكون مجرد تمثيل و هذا ما قد ازعجها
" لقد اشتقت اليك "
شعرت بأنها سوف تبكي بأي لحظة، لماذا تشتاق اليه؟ لماذا كلما تراه ترغب بأن تحضنه؟ اليس هذا ما حذرها منه والدها؟ اليست هي من وعدت نفسها بأن لا تستسلم ؟
قاطع اتصال اعينهم صوت هيرا التي كانت تتشاجر مع ديمن لينظر الاثنين نحوهما
" لماذا لا تريد ان تأخذني الى التسوق ؟"
ديمن كان مثل عادته متجاهلا اياها كليا و هو يلعب بهاتفه لتقترب منه هيرا و هي تحاول اخذ هاتفه
" انا اتحدث اليك الا تسمع ؟"
صراخ هيرا كان عاليا للغاية مما جعل ديمن ينظر نحوها بملل و لكن الامر جعل من غضبها يتضاعف لتاخذ الهاتف من يده بثانية و بالثانية الاخرى كانت قد رمته بالارض كاسرة اياه الى قطع صغيرة
" انت لم تفعلي ما اظن انك قد فعلته الان"
و اخيرا نطق ديمن و هو ينظر الى هاتفه الذي كان على الارض الان لتنظر اليه هيرا و هي تكمل صراخها
" و اخيرا نطقت "
" ما لعنتك؟ هل انت مجنونة ام ماذا؟"
" نعم عزيزي انا مجنونة و افتخر، خطوبتنا سوف تنعقد بالفترة القريبة لماذا لا تستوعب يجب ان توفر لي القليل من وقتك "
اقترب منها ديمن بسرعة و وضع يده فوق عنقها دون ان يضغط ليشعر بسلاح خلف رأسه و صوت روميو البارد يقول
" ابعد يدك cugino "
تنهد ديمن و هو يبعد يده عن عنق هيرا التي كانت تنظر اليه بعدم تصديق قبل ان يقاطع صدمتها و هو يضيف
" ابعد اختك المدللة من امام وجهي قبل ان اقتلها بحق "
تجاهل روميو كلام ديمن كليا و هو يقترب من اخته التي كانت متصلبة مكانها ليضع كفيه ضد خدها و هو ينظر اليها بحنان
" principessa انت بخير ؟"
-اميرة-
أومأت هيرا برأسها و هي تعانق اخوها بينما عيناها تشاهد مغادرة ديمن بعيدا. توجهت الينا نحو هيرا محاولة تلطيف الجو و هي تقول بحماس مصطنع
" جميلة بروفاسي هل نذهب لتسوق؟"
ابتسمت هيرا و هي تبتعد عن حضن اخيها بينما تجيب على صديقتها بحماس حقيقي
" بالطبع لنذهب "
نظرت الينا نحو ليليا التي كانت تقف عند حديقة القصر تشاهدهم بصمت لتسألها بتردد
" هل تريدين الانضمام الينا يا ترى ؟"
و قبل أن تتيح لها فرصة الرد تحدث فكتور نيابة عنها و هو يرفض بجدية
" لا زوجتي لن تذهب إلى أي مكان ؟"
" من انت لتقرر عني ؟"
" زوجك Caro هل انت صماء ام ماذا لقد قلت ذلك الان فقط "
" انا سوف اذهب و انت لا يحق لك أن تخبرني بما افعل او لا افعل"
توجهت ليليا نحو السيارة و جلست بداخلها دون ان تنظر الى الخلف ليبتسم فكتور بفخر على ذكاءه فهو قد جعل ليليا تذهب و تقترب من الفتيات دون ان تشعر بذلك حتى، هو يعلم بأنها تعانده بكل صغيرة و كبيرة و إذا طلب منها عدم القيام بشيء سوف تفعله و العكس صحيح
" احسنت فيك يبدو انك تروض زوجتك بالطريقة العكسية "
" هي عنيدة و أنا الوحيد الذي يعرف الطريقة التي يجب التعامل بها معها "
اومىء فيكتور لوالده ثم تحدثت هيرا مخبرة الينا و هي تضع هاتفها في حقيبتها
" جوليا تنتظر عن محل الفساتين المعتاد لنلحق بها "
استدار روميو نحو صوت اخته عند سماع اسم جوليا و لم يكن هذا الامر ليخفى عن نظر الينا ليقول موجها كلامه لثلاثة
" ما الذي تفعله هناك؟"
" تقوم بتجربة فساتين الزفاف كما تعلم فإن.."
" لا تخبريني فقط لا تفعلي "
تحدث روميو و هو ينفي برأسه ثم توجه نحو ماكس الذي كان على وشك دخول القصر ليبدا الاثنان بالتحدث بشكل جدي عن الأعمال
بمحل الفساتين كانت الفتيات مستمعات بتجربة كل ما يعجبهن بينما يتحدثن عن العديد من المواضيع بحماس و صخب ما عدا ليليا التي كانت تجلس بزاوية بالمحل تشاهد ما يحصل بصمت، بالرغم من انها لم تكن اختاً وحيدة إلا ان اختها لم تكن يوما محبة و لذلك لم تستطع ان تتشارك اي ذكريات او لحظات فريدة معها مما جعلها تتحسر على نفسها. فجاة ظهرت جوليا مرتدية احد فساتين الزفاف و الذي كان جميلا للغاية
" جولي انت تبدين رائعة للغاية"
تمتمت هيرا ليوافقها الينا و ليليا مومئتان برأسيهما و لكن ذلك لم يساعد على رسم ابتسامة على شفتي جوليا التي كانت تشاهد نفسها بالمراة بحالة من الصدمة و كأنها غير مصدقة لما يحصل
" أريد ان اجرب ايضا "
صرخت هيرا و هي تقف باحثة عن فستان زفاف لنفسها قبل ان تمد واحدا من اجل ليليا التي نفت بأدب و الاخر من اجل الينا التي قالت مستهزئة
" عزيزتي قد تكوني مخطئة، انا بالاصل متزوجة و من ابن عمك لا اظن انه سوف يعجب بفكرة شراءي لفستان زفاف جديد"
رفعت الينا يدها اليسرى مظهرة خاتم زفافها لتقلب هيرا عيناها بملل و هي تجيبها
" لم اطلب منك الزواج من جديد، كل ما طلبته هو ان نقوم بتجربة الفساتين "
" ولكن.."
" هيا الينا لا تقتلي المتعة من اجلي هيا لنستمتع قليلا"
توجهت الفتيات لتجربة فساتين الزفاف و اخذن العديد من الصور لانفسهن و قد كان الوضع مريحا للغاية حتى من اجل ليليا التي و لاول مرة تبدا بالتفاعل مع اي احد منذ زواجها الى ان رن هاتف الينا
" اعتذر منكم انه اتصال مهم يجب أن اجيب على هذا"
توجهت الينا الى خارج المحل و هي لا تزال ترتدي الفستان الابيض الذي اختارته جوليا من اجلها هذه المرة لتجيب على هاتفها
" نعم ابي "
" اين انت الينا اخبريني حالا اين انت؟"
صراخ والدها الغريب جعلها تعقد حاجبيها بقلق لتسأله بعدم فهم
" ابي ما الذي حصل؟"
" الينا اين انت لماذا لا تتحدثين ؟"
" انا في.."
و قبل ان تكمل كلامها شعرت بيد تحمل منديلا ابيضا توضع على انفها و فمها مما جعلها ترمي الهاتف ارضا محاولة التحرر و لكن مع الاسف كانت تستنشق المخدر الذي وضع بالمنديل لتشعر بجسدها يتلاشى بين اصبحت رؤيتها مظلمة كليا لتسقط مغمى عليها
بعد ان لاحظت الفتيات اختفاء الينا قاموا بالاتصال بماكس الذي حضر مع الباقي الى المتجر مباشرة
" ما الذي حصل هنا؟"
نطق فكتور و هو يعانق هيرا التي كانت ترتجف بسبب ما حصل لتسقط دمعتها و هي تخبره بكل ما حصل منذ حضورهم الى ان تلقت اتصالا و لكن عندما لحقوا بها وجدوا هاتفها على الارض و هي غير موجودة
" ماكس لقد وجدنا حارسا الينا الاثنين ينزفان "
" و انا قد شاهدت الكاميرات بالمحل، لقد اختطفها احد ما "
أومأ ماكس بسكون ليدخل فيرناندو المحل و هو يصرخ بجنون
" ابنتي... اين ابنتي؟ من الذي اختطفها ؟"
نظر له الجميع ببرود بينما اقترب منه ماكس الى ان اصبح مقابله ليقول بجمود
" اذا كنا نحن قد اكتشفنا انها قد اختطفت الان، اذا كيف كنت تعلم بذلك ؟"
نظر فيرناندو و ماكس لبعضهم البعض قبل ان يصرخ والد الينا بغضب
" انها ابنتي بالطبع اعرف كل شيءٍ عنها"
" حقا؟"
اقترب لوك الحارس الشخصي الذي كلفه ماكس بحماية الينا عندما كانت خارج البلد، ثم وقف بجانب ماكس و همس بأذنه بصوت لا يسمعه غيره
" جهاز التتبع الموجود بالقلادة قد حدد مكان زوجة حضرتك "
اومىء ماكس و هو يغادر ليلحق به الباقي بسيارتهم مع فرناندو بالطبع بينما اخذ لوك الفتيات نحو القصر مع سيارتين من الحرس
" اين انا؟ الى اين تأخذني ؟"
تمتمت الينا بصوت متالم و هي تستعيد وعيها بينما تضع يدها على رأسها لينظر لها احد الخاطفين من المرآة و هو يقول
" اخرسي "
نظرت الى جانبها و حاولت فتح البابين و لكن لا فائدة لتصرخ بغضب و هي تقول
" هل تعلم من اكون؟ هل تعلم ابنة من اكون، كيف تجرا على اختطافي؟"
" ابنة لوشيس نعم نعلم "
" اذا انت تعلم من ابي و رغم ذلك قمت بخطفي "
" والدك القذر يجب ان يتعلم درسا "
ضحكت بسخرية و هي تجلس بغرور ليس و كأنها مخطوفة قبل ان تسأل من جديد
" اذا السؤال الثاني، هل تعلم زوجة من اكون ؟"
نظر الخاطفين لبعضهم البعض قبل ان يجبها الشخص الذي كان يقود السيارة
" انت غير متزوجة "
ضحكت الينا بسخرية و هي ترفع يدها اليسرى امامهم بينما تتحدث باستمتاع هذه المرة
" اجابة خاطئة ثمنها سوف يكون حياتك"
" ما الذي تهذين به؟ "
سرعان ما سمعت صوت سيارات سريعة تحاوط السيارة التي كانت تجلس بها الينا مما جعلها تضحك بقوة اكبر و هي تشرح لهم بفخر
" أعرفكم زوجي و عائلته "
نظر الخاطفين حولهم ليجدوا العديد من السيارات الفخمة تحاوطهم من جميع الاتجاهات لتنظر الينا بين الجميع الى ان وجدته، لقد كان هنا من اجلها، لا لقد حضر لينقذها
" و هذا زوجي ماكسيمس سامويل بروفاسي "
ختمت كلامها بسحب حزام الامان من مكانه و وضعه على عنقه السائق الذي ترك المقود و هو يحاول تحرير نفسه فلم يعد يشعر بأنه قادر التنفس مما جعل صديقه يضطر لإيقاف السيارة
بمجرد ان توقفت السيارة فتح الخاطف الباب و اخرج الينا ساحبا اياها اليه و كأنه يريد ان يحمي نفسه بها، بينما السائق فتح الباب و سقط على الارض محاولا التنفس
" ابتعدوا او سوف اقتلها "
وضع السلاح ضد راسها و هو يشاهد كيف كان افراد بروفاسي يقتربون منه بكل برود
" انا لا امزح سوف اقتلها "
" ما رأيك cugino هل سوف يفعل ؟"
تحدث روميو باستمتاع و هو يشاهد رجفة الخاطف الذي يسحب الينا الى الخلف معه ليجيبه ديمن بكل هدوء
" لا أظن انه يعلم كيفية استعماله حتى "
غضب الخاطف بسبب سخرية الاثنين منه ليصرخ بغضب و هو يطلق رصاصة بالسماء قبل ان يضع المسدس برأس الينا و هو يمسك شعرها من الخلف بقوة جعلتها تصرخ بألم و الدموع تمتلىء في جفونها
توقف الجميع عن التحرك، لان ذلك الخاطف المجنون كان يقف حاليا خلف الهاوية مباشرة و هو متمسك بإلينا بقوة، لذلك حفاظا على حياتها طلب منهم فكتور التوقف قبل ان يهمس لماكس
" ماكس ما الذي يجب ان نفعله ؟ اذا تقدمنا قد يسقط كلاهما بالهاوية "
نظر ماكس الى إلينا التي سقطت دمعتها بسبب إمساك الخاطف لشعرها بقوة مبالغ بها، ثم استدار الى فكتور و هو يجيبه
" انا الذي سوف يفعل "
" ما قصدك ؟"
حمل ماكس مسدسه و وجهه نحو الخاطف و الينا و هو ينظر بجدية للاثنين.
وقفت الينا بجسم يرتعش و هي تنظر اليه يقف امامها، عيناه لا تظهر اي تردد او ندم، يبدو و كأنه قد حسم امره. صوت فتح زمام المسدس جعل عيناها تنزلق نحو يده التي كانت توجه المسدس نحوها هل هذه النهاية حقا؟ هل سوف تموت؟ هل حقا انتهى كل شيء؟
" ماكس.. افعل شيء.. "
همست الينا بقلة حيلة و هي تنظر الى زوجها بعيون دامعة لينظر اليها بسكون قبل ان ينطق
" هل تثقين بي؟ "
ارتجفت شفتيها و هي ترتعد خوفا، هل تثق به؟ لا تعلم حقا، هل تفعل؟ العديد من المواقف مرت مثل الشريط برأسها ثم سقطت دمعتها قبل ان تومىء بصمت. ابتسم ماكس ببرود و هو يرمي سلاحه ارضا و يركض بسرعة نحوها معانقا جسدها ليسقط كلامها من الهاوية تحت صراخ الجميع من خلفه.
بارت جديد و احداث جديدة اتمنى ان تكونوا مستعدين من اجل الاحداث القادمة لان لان الرواية سوف تتطور من الان فصاعدا
رأيكم بالبارت الجديد؟
اي الثنائيات تفضلون ؟
بما ان جميع الثنائيات قد تم الكشف عنها حاليا اي ثنائي متحمسين من أجله؟
لحظات من عرض زواج ماريا و ليون
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro