Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

2| أما آن لكِ العودة؟

___
«وكانت قضيتها قضية وطن»

«الموت، كلمة تُجسّد حقيقةً هي أكثر الحقائق تصديقًا وواقعيةً في هذه الحياة، الموت هو خروج الروح عن الجسد، ليُصبح الجسد باليًا خاويًا من أي معالم للحياة، هشًا يتطاير مع نسمات الريح العابرة، يُصبح مُجرّدًا من المشاعر، يختفي منه الدفء ويعتريهِ سقيعُ الموت، تختفي معالم وجهه خلف معالم أخرى، باهتةٌ، شاحبة، وواهنة!

وهل هذا هو الموتُ الذي يُجسّدُني؟

ماتت مشاعري وتبدّلت بمشاعر أخرى أكثر.. إيلامًا! أكثر قسوةً، أكثر عذابًا لي، أنا لازلتُ أشعر، لكن مشاعري عبارة عن حممٍ بركانية ثائرةٌ ومُتأججة بصدري، تُحرق قلبي، تحرق فيّ إلى أن تآكل صدري، وأصبح مليئّا بالصدأ، أصبح كبيتٍ مهجور، خاوٍ من أي معالم تدل على الحياة، وهذا هو النوع الآخر من الموت! حينما تموت داخليًا، لكنك خارجيًا لا زلت حيًا، تتنفس، تمشي، تنظر فقط وأنت عاجزٌ عن إبداء أي ردة فعلٍ طبيعية كأي إنسان طبيعي، دون أية تصرفاتٍ مُحددة، فقط تنظر وتُشاهد الآخرين وهُم يستمرّون بحياتهم بشكلٍ عادي، بصمت، وقد فقدت الرغبة في قضاء حياتك، كإنسان! وكان هذا أكثر إيلامًا من أي شيءٍ آخر.»

تنهيدة عميقة خرجت من بين شفاتها التي كانت ترتجف بشدة، لا تعرف إذا كان ارتجافها هذا إثر ذلك النسيم الذي هبّ مُنذ قليلٍ مُداعبًا بشرتها بنعومةٍ مُربتًا عليها، أو إثر أفكارها السوداوية وذكرياتها اللعينة المُحيطة بعقلها من كُل اتجاهٍ وزاوية، كانت تجلس أعلى الكُرسيّ بجانب الشرفة والتي كان بابها مفتوحًا، بعض النسيم البارد داعبَ بشرتها بخفةٍ مرّةً أخرى، برقة جعلتها تُطبق جفنيها مُستنشقةً عبقه المختلط برائحة المطر، كان الجو شبه بارد بسبب المطر الذي تساقط على حين غفلة، لقد كانت السماء صافية طوال النهار والشمس مشرقة، لكن حين حلّ الليل كعادته حلّ بكُل ما يحملهُ من أسًى وشجن، بكُل ما يحملهُ وحشةٍ وألم، تساقطت القطرات بخفةٍ إلى تكاثرت وتحوّلت إلى زخات مطرٍ قويّة، كحياتها تمامًا، والتي كانت ما تسير بشكلٍ جيد، ولكن فجأة، انقلبت رأسًا على عقب وانتهت، لتجلس هنا بهذا الشكل البائس والباعث للشفقة تسترجع ذكريات الماضي والذي تريد دفنه حيًا لكنه يأبى ذلك، يبدو أنه وجد المُتعة في تعذيبها هكذا على الرحيل بسلام.

خائفة؟ يبدو هذا، هي فعليًا خائفة كل الوقت، والذي يمُر عليها كالسيف الذي يُقطِّعُ بأحشائها من كثرة خوفها من القادم، تخاف أن يتكرر ما حدث في الماضي، تخاف بشدة أن يحدث مجددًا وأن تُعاد أحداثه الموجعة، بالرغم من أنها الآن لم يعُد لديها ما تخاف عليه، لا لحظة! هي بالفعل لديها! نعم لديها عمتها الوحيد والتي اعتنت بها مُذ انتهت حياتها ورحلت معها روحها، التي انسحبت من جسدها بقسوة.

أمن الطبيعي أن يعيش الإنسان طوال حياته خائفًا؟ يعيش ويتنفس كل لحظةٍ من لحظات حياتهِ ذاعرًا من كُل ما يُحيطه؟ مُقيدًا بأصفاد الماضي الذي يرفض تحريره ليمضي في سبيله بسلام؟ كيف وهي تعيش داخل وطنٍ مات مُنذُ زمنٍ طويل؟ كيف ووطنها فاقدٌ لوطنيته ولأرضه وشعبه؟!

تنهيدة أخرى أكثر عمقًا صدرت منها وهي لا تزال مُغمضة العينين، تُطبقهما بقوةٍ وكأنها تُجبر نفسها على نسيان شيءٍ ما، أو تقبل أمر ما، نعم يبدو بأنها تقنع نفسها وتجبرها على تقبل واقعها، لقد سقتها هذه الدُنيا من كأسٍ مريرٍ جدًا، مرارةً لم تذُقها قبلًا، وتجزم أنها لن تذُقها أبدًا في حياتها.

نهضت من على الكرسي واهنة، مُتهالكة الجسد، ومُتعبة الروح! الروح التي ماتت منذ زمن ولكنها لا زالت حية! نفضت رأسها بقوةٍ تنفض معها أفكارها المؤلمة، ثم حملت الكرسي ترجعه مكانه أمام طاولة الزينة، الخالية تمامًا إلا من فرشاة الشعر، تُفكّر، أهذه هي مزينة فتاةٍ في سنّ العشرين؟ أليس من المفترض بأن تكون مليئةً بأدوات الزينة ومُستحضرات التجميل؟ أم أنها ليست فتاةً عشرينيّة؟ كلا! هي عشرينيّةٌ عجوز!

هي تعرف أنها لن تعيش كفتيات جيلها أبدًا، لن تكون مثلهنّ ولن تستطيع حتى، هُنّ يذهبنّ للجامعة ويقعن بالحُب، وهي تذهب للعمل وتقع في المصائب، أدركت للتو بأن الحياة لم تكُن مُنضفةً معها أبدًا، لم تكتشف هذا إلا الآن فقط؟!

أفاقت من شرودها مرةً أخرى ثم عادت حيث الشرفة، ألقت نظرة فاترة من خلالها على السماء المظلمة والخالية من وجود القمر هذه الليلة: «حتى أنت تركتني في ظُلمتي!»

همست بسُخريةٍ ثُم أغلقت الباب بضعفٍ وقد بدأت تتثائب، فها قد حان موعد نومها، يجب أن تنام باكرًا لأنها تستيقظ باكرًا لأجل يومٍ آخر ككل يوم مليءٍ بالعمل، المُهلك، وكان هذا مُريحًا لها، هذا مناسبٌ لها تمامًا، ما تريده هي أن تتعب وتكدّ طوال النهار بلا راحة، لتعود ليلًا إلى منزلها مُتهالكة، فتنام دون أن تشعر من كثرة التعب، تنام لتنسى كل هذه الذكريات والأفكار التي تُثير فيها هذه المشاعر القاسية، وهي لا تريدُ هذا، لا تريد أن تتذكر، لا تُريد أن تضعف!

سارت نحو فراشها الصغير والذي لا يتسع لأكثر من شخصٍ واحد، ألقت بثُقل جسدها عليه ثم راحت في سُباتٍ عميق.

نومًا هنيئًا يا لطيفة، فهذا أقصى ما قد تحصلين عليه، النوم الهنيء!

...................

الظلام دامسٌ حولها، موحِشٌ ومُخيفٌ جدًا، أخذت نفسًا عميقًا محاولةً السيطرة على اضطراب نبضات قلبها والذي كان يُطرق كطبولٍ تُطرق بقوةٍ بين يديّ مجنون، ثم تقدمت خطوةٌ واحدة للأمام لكنها توقفت، صوت صرخاتٍ مألوفة! كانت طفلة صغيرة! يصدح بالمكان دون أن تجد صاحبة ذلك الصوت والذي بدا وكأنها تعرفه.. هي متأكدةٌ بأنها تعرف هذا الصوت الناعم الصغير! لكن لم تُكتَمَل أفكارها حينما اندلع النور فجأةً بعينيها مما أعماهما لفترةٍ من الوقت بسبب تأثير الضوء، والذي كان قويًا جدًا، مهلًا! أليست هذه نيران؟ نعم هي كذلك!

كانت النيران منتشرة بالمكان مما أرعبها، هتفت برعبٍ وقد دخلت في نوبةٍ من الهيجان:
«النجدة!»

كان صدى صوتها يتردد في المكان ثم يتلاشى شيئًا فشيئًا إلى أن اختفى.. دون أن يُجِبْهَا أحد، زاد ذلك من هلعها وهي تتراجع للخلف، كانت مذعورة! قد بدأت الأفكار تتزاحم في عقلها وتداخلت الأحداث فيه، رأت أطيافًا مشوشة أمامها وصوتُ ضحكاتٍ صاخبة، ثُم اختفت النيران فجأةً ويظهر منزلها القديم أمامها، منزل طفولتها! والذي قد أكلته النيران منذ سنين! هل لا زال جيدًا هكذا؟ لا زال كما هو، كيف؟!

تقدمت خطوة، تلتها خطوة، وكلما كانت تقترب من المنزل أكثر كانت تسمع صوت هذه الضحكات بوضوحٍ أكبر، مما أثار مشاعرًا داخلها فقدتها منذ زمن! الحنين! حنينٌ لأيام طفولتها مع والديها، أيام سعادتها، حينها كانت هي فيها أكثر سعادةً من الآن، أوقاتٌ كانت تجهل فيها معنى الحزن! ترقرقت بعض عبرات الحنين بمُقلتيها وهي تُركز بهما على بيتها القديم! كم كان جميلًا. وطنها الصغير والذي كانت هي من ضمن شعبه مع عائلتها الصغيرة، التي اشتاقت لها اشتياقًا يُساوي حجم وعُمق الكواكب.

توقفت أمام منزلها لكنها كانت بعيدة قليلًا، على بعد خطواتٍ منه ولكنه كان واضحًا لها، بكل معالمه.. حتى تلك النباتات والتي كانت من زراعة والدتها، لازالت هنا! كانت على وشك أن تخطو بالقرب له أكثر ولكنها توقفت حينما وجدت شابًا يافعًا في الطول ويبدو صغيرًا بالعمر يتقدم من المنزل ثُم طرق عليه عدة طرقات صغيرة وابتسامة جذابا مزينة ثغره، لحظةً، هذا خالها! نعم هو خالها، بشعره الطويل قليلًا وذقنه غير الحليقة، وكالعادة، تتذكر كيف كان يُداعبها بها حينما يحملها لتُقهقه هي باستمتاعٍ بين يديه، كانت تُحبه كثيرًا.

قطع سيل أفكارها حينما فتحت امرأة صغيرة إليه مع ابتسامة اتسعت حين رأته واستقبلته بأحضانها، كانت هي.. والدتها! همست هي بنبرةٍ مُهتزة وقد تقافزت دموعها من بين جفنيها خارجًا بقوةٍ وهي تدفع نفسها نحوهما بابتسامة كانت متألمة:
«أمي!»

ولكن قبل أن تدنو منهم أكثر وجدت صاروخًا جويًا هوى على كلا منهما وما تبقى منه سقط أعلى المنزل فتفجّرت أمام عينيها نيران السعير، وكانت جهنم أمامها تنهش وتأكل بدارها! وبالديار المجاوره لدارها!

«أمي!»
هتفت وهي تنهض بقوةٍ جالسة على الفراش والعرق يتساقط من جبينها بغزارة مُختلطًا بدموعها، وكان كابوسًا آخر كباقي كوابيسها، وكان عذابًا آخر ككُل يوم، وكانت ليلةً أخرى كباقي لياليها المُعذّبة، وكانت قضيتها هذه قضية «وطن».

تُتمتم بيأسٍ وألم:
«أيا فلسطينُ، أما آن لكِ العودة؟»

وما كانت تملُك إلا صبرًا وجبرًا من عند الله لجراحها الغائرة، مؤمنةً بأن النصر آتٍ يومًا ما، فتهمس بأمل:
«يا قلبي، يا وطني، إن نصر الله آتٍ، فاصبري.»

تمت.
تصويت🌟.
١٢١٧ كلمة.

----

مرحبًا! بدايةً هذه القصة قديمة، لكنّي قُمتُ بالتعديل عليها من حيثُ «اللغة، السرد، بعض الأحداث فيها»

آمل أنها نالت إعجابكم❤️.

أي سؤال؟

أي تعديل؟

أي نقد؟

آرائكم؟

شكرًا لكم رفاقي😻❤.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro