الفصل السادس
خيم الظلام على المملكتين وفتحت ألابواب على مصراعيها للمؤامرات كأن الليل هو الغطاء ألامثل للشبهات والجرائم المقترفة ...
مملكة شيلا
تنكرت بثياب خادمة وخرجت من القصر برفقة حارسها.إمتطت حصانها وأسرعت تريد أخويها تزف لهما خبراً.وصلت منزليهما بأمان وأنتظرتهما لحين عودتهما في مجلس الضيوف و ما إن أتيا حتى أمرا الخدم بإخلاء المكان وألقيا على كل منهم التحية والإحترام
سألتهما الملكة
-كيف حالكما
أجاب الأخ الأكبر زعيم العشيرة
-نحن بخير جلالتك ..
قال ألاخ الأصغر باللغة الصينية
-أشتقت إليك جلالتك ..لم أرك منذ فترة
بادرته اللغة نفسها وأجابته باسمة
-أشتقت إليك أيضاً ..لم تتعلم الكورية إلى ألان؟!!
أجابها بقرف
-بل أعرفها نحن نعيش بينهم منذ سنوات علا إنني أكره كلامهم على لساني ...
-هذا بسبب تلك الفتاة الكورية التي رفضتك
لاذ بالصمت فالحديث عن مشاكله يزعجه وتدخل الزعيم يقول على عجل
-فلندخل في صلب الموضوع ..ماأتى بك هنا فأنتي لا تأتين إلا إذا كان هناك خطر ..
أومأت
-نعم...خطر سيهلكنا إن لم نوقفه
-هل يعلم الملك بخروجك ؟
-كلا...ليس لدينا وقت..أعلمني جاسوسي إن ملكنا سيتحالف مع غوغوريو ..
صدم الاخوان وهتفا بصوت واحد
-ماذااااااا...!!
_نعم...فلنتصرف في الحال ..أخبرا ألامبراطور بما يدور خلف ظهره
قال الأخ الأصغر
-امبراطورنا في حالة حرب الآن ﻹحتلال الجوار لا أظنه سيحشد جيشاً ﻷخافة الملك
قال الزعيم
-لا نريد حرباً الآن سأخبره ونتعامل معه بطريقة أخرى
عاجلتهما الملكة بقولها
-فالتسرعا..أتعلمان إن حدث مانفكر به ..سُيقضى علينا لا سيما أن علاقة غوغوريو قوية مع الممالك الأخرى إن أتحدوا جميعاً بقواهم سنلغى من على وجه الأرض
الزعيم
-لن يحدث أي من هذا فأمبراطورنا سيدق أعناقهم إن تجرأوا كوني مطمئنة ..
نبهها الأخ الأصغر بقوله
-فلتبتعدي عن السياسة الآن ..
علقت الملكة معترضة
-ماذا...هذا هو السبب في إدخالي إلى القصر ..أن العب دوري السياسي وأزودكم بالمعلومات
الزعيم
-إنتهى دورك الآن ..وستلعبين دور آخر ..دورك كزوجة ..إجعلي الملك يحبك إستغلي فرصتك وقيديه من جديد
علقت على كلامه بنفاذ صبر
-هل تحسب أنه سيحبني ..حتى لو بعد ألف سنة ..
الأخ الأصغر
-نحن سنتولى الأمور من هنا فلتعودي قبل أن يكتشف الملك خروجك .
في القصر
سار الملك مع أمين سره وأتباعه متوجها لجناح الملكة كي يحادثها في أمر ما.وقف أمام المكان وتوترت الخادمة عندما طلب رؤيتها
-أعلمي الملكة أني أود رؤيتها
تلكأت الخادمة مختلقة كذبة
-ج..جلالتك...إنها نائمة لاتريد إزعاجاً
تجاهل كلامها وشق طريقه لغرفتها ومع محاولة الخادمات لمنعه إرتابه شك ما في إن أمراً ما يحصل.صرخ امين سره بهن ففسحن له المجال خوفاً ليدخل.إقترب من السرير وقلوب الخادمات تطرب رعباً من إكتشاف أمرهن لكنهن فوجئن بما رأينه وأرتحن من زوال الخطر.إطمأن قلبه لرؤيتها نائمة ليغادر المكان كما دخله.لقد حالف الحظ الملكة هذه المرة لسرعتها في العودة الى القصر وإلا فالملك لن يتركها حتى يحقق بشأنها وعندها عليها إختلاق تبريرات تعرف أنها لن تعطي مفعولها أمام شكوكه ناحيتها.
مملكة غوغوريو
مكان موحش مظلم ملئ بالحراس الملكيين ورائحة الدم وأصوات السجناء المعذبين تملئ المكان وسيد تشوي مقيد اليدين ورجلان يعذبانه بالسياط ويصيحان به
-أعترف قمت بمساعدة المتمردين ببيعهم السيوف هيا أعترف
أجابهم وهو يضغط على حروف كلماته متألماً
-ليس..هناك...مااعتر...ف به...لا..أعلم ماتتحدث...عنه ...أنا برئ
الحارس
-برئ ؟هه أخبرنا بمكانهم وسنطلق سراحك
أصر على موقفه بثبات قائلاً
-لو..كنت أعلم ..ما تتحدث عنه ﻷخبرتك ..وحتى لو كنت أعلم لن ..أخبركم
-ترفض الإعتراف إذاً وقد شاهدك أحد رجالنا وأنت تبيع سيوفا عديدة لمجموعة رجال في الليل..إنهم متمردون وأنت ساعدتهم وهذا هو ثمن حياتك ..أعترف وسنطلق سراحك
زاد إصرارا وأحجم عن الأعتراف فهو حقاً يجهل مايجري لكنه لاينكر بيعه السيوف لمجموعة رجال أتوا أليه في الليلة السابقة..صاح بهما
-فلتعذباني كما تشاءان فأنا لم أقترف جرماً
هاج الحارس وأمر الآخر بزيادة الضرب حتى أفقداه وعيه .
في منزل سيد تشوي
أون سون ووالدتها كانتا وحيدتان في المنزل تبكيان بحرقة وتدعوان الله برجاء غير منقطع أن يفرج عن عزيزهم وحبيبهم ويرده إليهما سالماً وفجأة طرق الباب في ساعة الفجر وهرعت أون سون تفتحه لتجد والدها في حالة يرثى لها ملابسه ممزقة والدم يغطي أنحاء جسده فصرخت فرحة
-أمي....عاد أبي
أسرعت والدتها وحملتاه إلى الداخل لتداويان جروحه الكثيرة كان فاقداً قدرة الكلام ومصدوماً مما تعرض إليه وماإن عولج وأسترد عافيته بتناوله حساءاً دافئاً أرخى حواسه وأستعاد وعيه قليلاً ليحكي لهما ماجرى
-فقدت وعيي بعد تعذيبي وأفقت بعدها إثر سماعي صوتا ينادي إسمي فتحت عيناي ﻷرى رجلا ملثما ومن حولي من الحراس جثث هامدة والأرض أصبحت بحراً من الدماء قال لي إنه سينقذني ﻷني ساعدتهم ...في ذلك اليوم سلمت مجموعة رجال سيوفاً ودروعاً بدون حتى أن أسألهم عن حاجتهم لها وتبين أنهم متمردين ضد حكم الملك وأحد حراس الملك كان يراقبني على مابدا ووشى بي.طلب مني الملثم مغادرة البلدة إلى أخرى وعلينا الأخذ بكلامه
بكت زوجته لحاله وسألته
-هل قاموا بكل ذلك ﻹنقاذك ؟
-قالوا لي إن هذا مقابل مساعدتي لهم..إستعملوا تلك السيوف في قتل حراس الملك عند مهاجمتهم أحد المناطق وجاءوا ليس فقط من أجلي بل ﻹيصال رسالة للملك بقتلهم الجنود وأنقذوني ...
سألته أون سون مستفسرة
-إذا هل علينا مغادرة منزلنا أبتي ؟
-نعم ..غداً سننتقل ﻹحدى المناطق القريبة ونختفي عن الأنظار وإلا سأتهم بالخيانة كل من رأوا وجهي من الجنود والحراس قد قتلوا ..ولا يعني بإني معصوم من الخطر..ربما نجا أحدهم وهو في طريقه للوشاية بي فلتستعدوا ...أون سون عزيزتي الحياة أصبحت مريرة للغاية علينا أن ننجو بأنفسنا
قالت زوجته محتجة
-كيف سنغادر وأنت بهذا الحال
-سأتغلب على ألمي وأحميكما
قالت أون سون مستعرضة قواها
-كلا أنا من ستحميكما لاتقلقا ..
في قصر ملك غوغوريو
كان الملك في حظرة زوجته وأحد أتباعه حين أبلغه
التابع بإن السيدة يون وصلت بأمان لمقرها فتنهد الملك مرتاحاً وقال
-حمدا لله ماذا عن مباحثاتنا معهم هل تجري جيداً ؟
التابع
-كل شئ يجري سراً وفقاً للخطة..لكن مولاي المتمردون قد تمركزوا في البلاد بشكل واسع وقتلوا مجموعة من رجالنا
الملك
-أرسلت أخي لقمعهم لابد من السيطرة على تلك المنطقة التجارية
بمغادرة التابع دخل ألاميران كيم جو و ميونغ جو ورغم إنهما شقيقين إلا إن ألفرق بينهما واسع جدا فولي العهد كيم جو لايملك الذكاء..الغرور،والتكبر،والكسل أهم ميزاته وكمراهق كل همه المتعة واللهو عكس شقيقه الاصغر ميونغ جو الذي يلاقي إستحساناً من الجميع حتى ﻷخوته غير الأشقاء فهو مصدر فخر وأمل لهم و الوزراء في البلاط يرونه الوريث المثالي للعرش بدل كيم جو بسبب شخصيته العبقرية وحنكته؛فهو محباً للقراءة والكتابة سياسي منذ صغره محباً للخير والتعاون مع الجميع وهو يقف في مواجهة كبيرة بين ولي العهد والوصي على العرش عمه تشونغ،ورغم نيله إستحسان من في القصر إلا إن الملك لايتجرأ على كسر القوانين في جعل إبنه الأصغر وريثا له مع علمه التام بصفات ولي عهده لكن وضع في ذهنه أملا في أن يصبح إبنه الأكبر شخصية جديرة بالحكم يوماً ما.
قدما أحترامهما لوالديهما كعادتهما كل يوم وتوجها بعدها لمهاجعهم وفي طريق ميونغ جو لمح عمه من بعيد يعانق إحدى الخادمات فشعر بالاشمئزاز وقال لمعلمه وصديقه المقرب التابعين له
-هل تظنان بأني سأتغلب على عمي في المستقبل ؟
معلمه
-ثق بقدراتك وامشي في الطريق الذي تراه مناسباً لك
وافق صديقه المعلم بأن قال
-نعم ثق بنفسك كما أثق بك والمعلم
حسم الأمير ميونغ جو قراره المستقبلي وقال
-نعم سأثق بنفسي كثيراً ﻷقضي عليه فعند صعود أخي العرش سيتلاعب به عمي بلا شك ..أخي لايفقه شيئاً سأجهز نفسي لحماية أخي والجميع منه
المعلم
-أتمنى أن يمتد بي العمر ﻷراك تحقق كلامك
قال صديقه معلناً وفاءه
-سأظل بجوارك مولاي وأحميك لذا فقط ثق بنفسك وبنا.
في آليوم التالي شدت عائلة سيد تشوي رحالها وغادرت المنطقة إلى أخرى بحثاً عن الأمان والسلام وخسر فيها دكانه الذي كان قد سرق أشيائه وقلب أون سون تعلق أكثر بتنفيذ مخططاتها بعد رؤية مملكتها والناس فيها يتعرضون للإذلال والتنكيل .
مملكة شيلا
صباح جنوني للملكة التي سمعت بخبر مقتل أتباعها ونجاة سيدة يون لتحطم أثاث غرفتها وتفرغ غضبها على كل من حولها ولإسكات ثورتها طلبت رؤية حارسها الذي ما إن سمع أوامرها حتى جن هو ألاخر لمطلبها
"ملكتنا جنت أخيراً لتطلب مثل هذا الطلب آه..ليس أمامي مخرج سوى التنفيذ "
شق طريقه نحو مهجع سيدة يون القديم وبصحبته رجلان سيافان ضخام البنية قاموا بسحب وصيفات السيدة وألقوهن على الأرض ليتم ذبحهن بدم بارد وحارس الملكة يتطلع إليهن متلذذاً مجرداً من الشفقة والرحمة بعدها تركوا المكان غارقاً في الدماء البريئة ليظل مهجوراً تسكنه أرواحاً ذاقت طعم الذل والهوان،ولما وصل خبر الفاجعة لمسامع الملك ثارت ثائرته و قرر المضي قدماً بتنفيذ إنتقامه وتحالفه آلذي وجد فيه مفره من أيادي المغول.
مملكة غوغوريو
مضى تسعة أشهر وحان موعد إنجاب سيدة يون لطفلها.زارها الملك بخفية في هذه الأشهر وتحمس كثيراً لإنجابها فبعدها سيعيدها للقصر بعد أن تم تحالفه السري بنجاح مع شيلا وبعودتها سيحشد جيوشه ليحرر المناطق تحت سيطرة المغول ويعيق تحركهم في قصره ليبين لهم مدى قوته لكن رغباته منيت بالفشل إذ توفي الأمير الصغير فور إنجابه وعشيرة(....) المغولية أعلمت أمبراطورهم بتحركات الملك فقام بقطع الطرق التجارية بحراً بينهم وبين مملكة غوغوريو وإرسال تهديداتهم مما جعل ملك غوغوريو يسحب تحالفه ويصبح ملك شيلا وحيداً مجدداً محاطا باعداءه من كل حدب وصوب مسلماً أمره وحياته ومملكته إليهم .
في جهة أخرى ..في قرية ريفية
حملت أون سون دلاءها متوجهة للبئر بين الأحشاش والأشجار المحيطة به من كل جانب..ملئتهم بالماء ليتسلل إلى أذنيها صوت أقرب مايكون الى الصراخ والاستنجاد.تركت مابيدها متعقبة مصدر الصوت لترى رجل يضرب فتاة بعنف حتى أدماها وخارت قواها و لم تتحمل رؤية هذا المشهد الفظيع لتنفجر غريزتها وتؤلبها لإنقاذ الفتاة المسكينة
-هيه...أنت ..أبتعد عنها
إلتفت الرجل وسألها
-من أنتي ...اذهبي من هنا
وقام بضرب الفتاة مجدداً ..دفعت أون سون الرجل بعيداً عن الفتاة وأمسكت بيدها للهرب لكنه قفز على الاثنتين ودفع أون سون أرضاً وأخذ بيد الفتاة المستنجدة يشتمها ويضربها وعندما رفع سيفه يريد به قتل الفتاة أحس بألم ودم ينزف من بطنه ليستدير ببطئ ويقابل أون سون ألتي أستلت سيفها وطعنته في ظهره ليهوى على الأرض صريعاً لا نفس يخرج منه ولا حركة.اقتربت من الفتاة تساعدها وبدنها يرتجف وكذا لسانها
-هل....هل أنتي على مايرام
أجابتها الفتاة بجزع
-نعم ...نعم شكراً لك
-من كان ؟
-سيدي ...كان سيدي وأنا عبدة لديه هربت منه فعثر علي ...
-أهربي بعيداً جدا هيا هيا
نهضت الفتاة شاكرة لها واختفت تاركة أون سون تتطلع للجثة مرتعبة خائفة مرتجفة وأسرعت للبئر تمسح الدم عن ملابسها وسيفها.ملئت الدلاء وعادت للمنزل وكأن شيئاً لم يحدث.أخذت والدتها ملابسها لتغسلها ورأت بقع دم لتسألها بعصبية
-أون سون فسري لي ماأراه
اضطربت وتلعثمت
-إنه...لقد....ج...جرحت بينما كنت اتدرب
-حقاً...أين الجرح اريني اياه
تحسست يدها ورقبتها فأبعدتها خشية إكتشاف أمرها و علامات شك طغت على وجه والدها رافضاً تصديق قصتها لتقول خاتمة الموقف
-أمي...أنا بخير ..سأذهب الآن
لم تمضي فترة منذ إن خرجت مع والدها لعمله عند أحدهم وكسابق مهنته حداد ليجمع أكبر قدر من النقود لشراء دكان له إلا وتناقل أهل القرية أخبار قتل أحد التجار حيث وجدوا جثته بين الاحشاش لتتصبب أون سون عرقا وتنتفض.حاولت جمع شتات نفسها وإخفاء مظاهر الخوف والتوتر لكنها فشلت مما جعل شكوك سيد تشوي تقع في محلها.إنتهى من عمله وأنتهت هي الآخرى من عملها آلذي أشاد به صاحب المكان كثيراً بقوله إنه اول مرة يرى فيه فتاة تمارس عملها في الحدادة وببراعة لا يتقنها إلا الماهرون...إنتحى بها ركناً بعيداً قرب نهر القرية وهناك أجبرها على الاعتراف بكل شئ.
-لا تخبري والدتك ...كيف تشعرين الآن ؟
-لا أشعر بالذنب لقتله فهو يستحق لكن أشعر بالخوف من المستقبل إن كان علي قتل المزيد من أمثاله
-هذه أول عملية قتل لك ...في المستقبل ستقتلين الكثير فهل أنتي مستعدة لتعذيب نفسك ذهنيا وجسدياً؟
-إن كان هذا سيحمي الناس من حولي فلا أخاف شيئاً ولا يهمني إن تعذبت طالما ساتمكن من حمايتكم جميعاً
عانقها والدها وربت على ظهرها مطمئناً إياها أن كل شئ سيكون بخير أو هذا ما يوهم نفسه به.
بعد مضي عشر سنوات ....
خلال تلك السنوات شهدت مملكة شيلا فترة حرب مع إحدى الممالك إستطاع ملكها إحراز النصر والحفاظ على وجوده بمساعدة المغول تبعتها فترة سلام .أما غوغوريو فحلت الطامة الكبرى ..تفشى الوباء وأستعبد الناس من قبل النبلاء ومرض السلطة نخر جسد ملكهم وأصبح لعبة بيد الوزراء والنبلاء والمجاعة والموت وجدت طريقها لمنازل الفقراء ولاسلام ولا إزدهار حل في تلك البلاد المنكوبة فهي ألان بيد أتباع الملك يسيرونها كيفما يشاؤون وهيهات من يعصم الشعب منهم.
في جبال مملكة غوغوريو ..كوخ قديم
وضعت الغسيل على الحبل ومسحت العرق عن جبينها وتمثلت صور أمام ناظريها صور تلك المرأة المجهولة ذات العباءة السوداء ألتي لم تتح لها فرصة التعرف عليها ...تلك المدة لم ينقطع الملك عن زيارة سيدة يون وأبنتها لكنه أكتشف من قبل الملكة وقطع زياراته بسبب الضغط المتواصل عليه ..لم يكن هو الزائر الوحيد بل هناك شخص آخر أو بالاحرى أمرأة رفضت سيدة يون إخبار إبنتها عن حقيقتها ..هذه المرأة ساعدتهم كثيراً وفي كل مرة تحاول سونغ هي إكتشافها أو رؤية جانب منها تفشل في مسعاها ولم تعرف السبب جراء فعلة والدتها حتى الآن.هذه العائلة الصغيرة التعيسة هي الأخرى لم تسلم من الوباء وتأثرت به سيدة يون كثيراً.
أسرعت خادمتهم لسونغ هي ألتي لا تزال تعلق الغسيل على الحبل ووجهها لا يبشر بخير
-مولاتي ...سونغ هي...سيدة يون إنها إنها
تركت سونغ هي مابيدها واهرعت لوالدتها.دخلت الغرفة حيث يون مستلقية على فراشها والمرض قد تمكن منها وسلبها قوتها فبدا وجهها شاحباً والتجاعيد تكسوه وتحولت من تلك الجميلة إلى إمرأة عجوز لاحول لها ولاقوة .هزت جسد والدتها بقوة وهي تبكي
-أمي...أستفيقي ...أمييييي...
فتحت عيناها ببطئ وتحدثت بصعوبة
-أنصتي لقولي...لم يتبقى لي الوقت ...وعليك معرفة ..الحقيقة ...
-لا تقولي شيئاً لان ..فل...فلتنامي
-لا...تكرهي والدك...
علقت بكره واضح
-هو السبب في حالتنا هذه ..كيف لا أكرهه ..كيف...
-قبل سنوات لست أنا من حاولت تسميم ولي العهد...
سونغ ها وهي تحاول إستجماع قوتها لتركز في قولها قاطعتها بصوت خفيض
-أمي...ماهذا....
-لا تقاطعيني ...الملكة أتهمتني وزورت الادلة لتخرجني من القصر...وأنا حاولت مجاراة لعبتها لحماية والدك وحمايتك...كنت أملك دليلا قاطعا يثبت تورطها ويفضحها لكني...لم أجرؤ فهي من عشيرة (....)ووالدك سيُقضى عليه إن أتهمها بشئ..حتى لوكانت هي الفاعلة فلن يجرؤ أحد على تصديقي ومصيرنا سيكون الهلاك ...لذا حفاظاً على سلامة الجميع أثبت أني الفاعلة ...والآن ..سأموت يا أبنتي جدي ذاك الدليل وأستعمليه ﻹنتقامك ..إنتقمي لنفسك ومن تلك الشريرة إسترجعي حقك..إسترجعي حقنا كلنا.
-أمي...ماهو هذا الدليل ...أمي
هزتها بقوة لكنها لم تستفق وغادرت روحها جسدها علها تجد السكينة في مكان ما مخلفة وراءها إبنة سبيلها الوحيد في الحياة هو الإنتقام .
ملحوظة :غيرت أسماء الأميرين فكما علمت إن الاسماء التي إخترتها كانت أسماء ملوك حقيقين أنذاك في جوسون وقصتي هي وحي من الخيال..منعاً للتلاعب.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro