الفصل الرابع
مملكة شيلا
مضت ثلاثة أيام أخرى وتلك السجينة ما زالت قابعة خلف تلك القضبان معتصرة قلبها وجسدها ولا حيلة لحبيبها سوى أنتظار خبراً من تلك المملكة التي يربطها بها تاريخاً أسود يأمل بتغييره والاكتفاء بمراقبتها دون التحرك خشية أن ينقلب عليه أتباعه فبالكاد أخرسهم لإعتراضهم على قرار نفيها، وبين الفينة والأخرى يزورها الطبيب الملكي متخفياً بأمر الملك للاطمئنان عليها وعلى صحة الجنين فإن علم أحد آخر بحملها وخصوصاً الملكة فستأمر بقتلها خلسة دون تردد أو خوفاً من غضب ملكها الذي وإن كان يملك أولاد من محظياته الآخريات الثلاث ففكرة إنجاب طفل يزاحم إبنها على العرش من أكثر إمرأة تكرهها على وجه الأرض هو موت بالنسبة لها ونهاية سلطتها.لقد أستطاعت بنفوذها ووحشيتها تخييط شفاههم إلا عدوتها الوضيعة، لكانت قد قتلتها منذ زمن لولا والدها الذي تدخل إذ لم يرغب أن تبدو أمام زوجها كمجرمة وينفر منها غير مدركة إنه يأبى حتى سماع إسمها وذكرها، وما إن توفي حتى أظهرت كل ما أخفته في دواخلها من كره وحقد وإنتقام.
-هل تستمتعين بمكوثك هنا..إنه أمثل مكان لأمثالك
صوت ضحكاتها الهستيرية ملأ السجن وأيقظ من هم في سباتهم فيما راحت سيدة يون تحدق بها بكبريائها آلذي لم تفقده صامتة وصمتها هذا قد أشعل ثورة عدوتها التي اقتربت من القضبان مشددة قبضتها على الحديد وثارت في وجهها
-بحالتك هذه..لابد أن تطلبي الرحمة مني..ألن تنحني لملكتك..أيتها الوقحة
-أجئتِ لتتشمتي بي جلالتك؟..لن أنحني لك من بعد الآن..هذا يشعرني بالراحة كثيراً
لسعتها كلمات عدوتها فصرت على أسنانها وقالت بكره
-أيتها الوقحة القذرة لعبتي دورك بشكل جيد لتتخلصي مني ومن رؤيتي ..
قاطعتها-لا تغتري بقوتك وجبروتك فمهما أمتلكتي من سلطة ومال فمصيرك الزوال والفناء
-أنا والدة هذه الأمة ..إبنة التنين ..نادمة لأني أنصعت لكلام والدي ولم اقتلك..كان علي أن أفعل هذا. كيف لك أن تصمدي طيلة هذه المدة
-لا أعلم لِمَ هذا الكره الشديد لي هل لأن الملك يحبني أكثر منك ويفضلني عليكِ أم ماذا ؟
أرخت دوافعها وأفصحت بحزن عما يثقل صدرها
-أمتلكت كل شئ في هذه الدنيا سوى شئ واحد وهو الحب، في قمة الحصول عليه، اعترضتني وهدمتي كل شئ، لم أرد سواه...أنتِ السبب فيما أنت عليه
-لا يمكنني التحكم بقلب جلالته..كان بإمكانك الحصول عليه لولا تصرفاتك الشريرة..كان يمكن أن يحبك..لن تحصلي عليه أبداً أتعرفين لماذا ؟ﻷنك إمرأة حقود متسلطة أنانية لو لو فقط أنتبهتي لنفسك وأدركتي ما أصبحتي عليه لربما أحبك..لكن صفات المغول تجري في دمك ولو فكرتي جيداً لما حدث كل هذا..لديك خير في قلبك على ما أعتقد عليكِ فقط أن تظهريه..
تستمع وكل كلمة منها تهز جسدها وتؤنبها لربما وعت لحالها لربما صحى ضميرها ولكن أن تقاتل نفسك هو أقسى شئ ذلك الشعور بالتجديد في أن تولد من جديد يلوح لك من بعيد يمد يده ﻹنقاذك من الهاوية ثم فجأة يتحطم الجسر المبني للوصول إلى روح جديدة وتعود تلك الشياطين لتذكرك بجذورك
-كلا...
تراجعت والعرق يتصبب من وجهها وهي تقول
-لن أسمح لك بالتأثير علي ابداً ابداً
إستوت سيدة يون واقفة وأقتربت من القضبان لتقابلها وجهاً لوجه بعد إن أدركت كيف أثرت بها وأن هناك أمل في إصلاحها حتى لو بعد فوات الآوان..قالت بأمل
-أرى فيك خيراً يحاول الخروج فأستمعي لكلماتي وكوني تلك المرأة التي سيحبها الملك أنا سأسامحك على كل مافعلته لي في السابق
قهقهت الملكة وقالت بإبتسامة حقود
-فلتحلمي ...فات الآوان قلبي مات منذ زمن والحقد سيطر علي كل مايهمني الآن هو موتك ..أعرف أن جلالته لن يحققه لكن...سأتأكد من موتك
-بهذا سيزداد كرهه لك
-لا يهمني ...فأنا ألتنين بذاته لن يتجرأ على مس شعرة مني اترين هؤلاء المتعفنين
أشارت إلى المساجين المحتقرين وقالت
-ستتعفنين مثلهم
غادرت وما من علاج يسكن مرضها سوى إشباع روحها المظلمة بموت من تكرههم.
سجينة أخرى كانت تعاني عذاباً من نوع آخر لكنهم سمحوا لها بمغادرة عشها الصغير والتنعم بطعم الحرية الأخير بين حدائق القصر و أنهاره، وتحت شجرة كبيرة وارفة الظلال، تجمعن إخوتها يلعبن بمرح متناسين وجودها تماماً وما إن أقتربت منهم فرحة لرؤيتهم صرخوا عليها ناهرين
-إبتعدي..لا نريد رؤيتك أنتِ ابنة خائنة
علموا منطق هذه الكلمة من أمهاتهم محظيات الملك العديدات بغية إراحة وإسعاد ملكتهم وأشعروها بالمهانة والرغبة في البكاء أمامهم لولا أن دافع عنها أحد أخوتها الذكور وانتحى بها ركناً بعيداً عنهم فيما كان الملك يراقب ما يجري بينما كان يسير متوجهاً لاجتماعه وقد تقطع قلبه ونزف ألماً لرؤيتها تعاني كوالدتها.رغب أن يتحرك الآن وينقذهما مما هما فيه لكنه تذكر سيف العشيرة المسلط عليه وما عليه فعله هو إنتظار المدد ممن سيصبحون أعواناً لهم.رؤيته لولده وهو يأخذ بيد أخته ويلاعبها، أشعره بالرضى لوهلة فأقترب منهما وهمس للأمير الخامس أبنه من محظيته الثانية وابنة خالته الحنون الطيبة وخاطبه بحنان
-لا تكره أختك كن لها عوناً في المستقبل
أجاب الأمير مبتسماً
-سأفعل يا أبي فأنا أحبها ووالدتها كثيراً إنهما يعاملانني بلطف
مسح على رأسه وقبله كما قبل أبنته وقال
-أحبكما
سألته الأميرة سونغ هي وقد تلاشت سعادتها بأخيها
-أبي متى سأرى أمي ؟
-في القريب العاجل حبيبتي .
ثم دنا منه أمين سره وهمس له
-وصل المرسوم من ملك غوغوريو
-جيد سننهي الأمر إذاً..أنا متأكد من فحواها..أريد حراسة مشددة لموكب سيدة يون أثناء طريقها للمنفى..لا أحد يدري ما ستفعله الملكة من جرم آخر..لذا يجب أن نكون حذرين
-حاضر مولاي .
مملكة غوغوريو
ترجل من على حصانه الأسود بملابسه العسكرية المدرعة وسيفه ناحية خصره الأيسر مهيباً في طلته حتى أن ما أن يلمحه من بعيد إلا ويهرب منه خوفاً وإرتعاداً؛ فهو شقيق الملك الوصي على العرش قائد القوات العامة للجيش وكلمته هي القائمة من بعد الملك..ألاكثر شراسة، شجاعة، وحشية، وتسلط، ضخم الجثة عريض المنكبين صورة المقاتلين الأشاوس أنذاك، حسن الوجه واسع العينين داميتين ثاقبتين، في نهاية عقده الثالث إستطاع أن يحظى بمكانته الرفيعة في المملكة وأن يذاع صيته على قدم وساق محققاً مالم يستطع غيره من الأتباع تحقيقه.وقف أمام البوابة مطلقاً تنهيدة إلاشتياق مغتراً بنفسه
-آه..أشتقت للقصر يبدو الوضع سيئاً بدوني في الداخل...
صاح أحدهم
-إفتحوا البوابة لصاحب السمو
وفُتحت وتوالت الهتافات والتهليلات مرحبين بعودته بعد غياب طال سنة كاملة لتدريب جنده وشق طريقه لقاعة إجتماع الملك مع عدد من الوزراء.. تبادلوا الرسميات ثم أُمروا بالخروج ليفسح المجال لوساوسهم وتخوفاتهم
-أخي..القصر بكى إشتياقا لخروجك تركتنا طيلة عام في شوق إليك وعودتك الآن قد فاجأتنا قليلاً فما عودتك إلا لأمر جلل على ما أظن ؟
-إذا أنا ضيف ثقيل الضل عليكم الآن ؟
ضحك الملك وقال
-.دائماً ما تفكر بهذه الطريقة..هذا قصرك وعائلتك
-يسعدني سماع هذا..وﻷصدقك القول ماعاد بي إلا ما سمعته..أراك تجنبني الخوض في أمور الدولة
-ماذا تقصد؟
-صحيح بأني غبت فترة طويلة لكن أهذا يعني بعدم أخذ مشورتي من بعيد ؟
فهم مغزى كلامه وعلم إن حدة نقاشهما ستحتد
-إذاً أعلموك ..لم أرغب بإخبارك لأنك ستعارض حتماً
-أردت إستقبال تلك المنفية ليست لأنها إحدى مواطنينا ولكن لشئ آخر أليس كذلك؟
-أنت سريع البديهة أخي..سأقولها بصراحة أريد الصلح معهم..
فقد الآخر أعصابه وثار
ً
-أخي..لا يجب أن تكسر كلمة أبي..
-لم أكسرها بعد..أنت تريد قتالهم واتخاذها مملكة تابعة لنا بينما أريد السلام
-أي سلام..أنسيت حروبنا معهم في عهد والدي أنسيت كيف خانونا وسلموا أمرهم للمغول متناسين وطنيتهم..أنهم خونة
-سلموا أنفسهم لهم في سبيل استعادة عرشهم المغتصب
-هل تدافع عنهم الآن
بقي الملك ثابتاً محاولا ألا يفقد رباطة جأشه مفكرا بنقطة تنهي النزاع وقال بعد تفكير
- تشونغ..أريد إستئصال العدو الأكبر في البلاد..إنهم ليسوا أعدائنا ..ملكهم قد إستفاق الآن ويريد التحرر أنت تعلم لِمَ أريد التحالف معهم
ضحك مستخفا بكلماته
-..هل تظن إن أتباعهم سيسكتون..ما أن يعرفوا بخطتهم وخطتنا إلا ووجدت أمبراطورهم العظيم مكتسحاً بجنوده أراضينا ..فلتفكر جيداً ..هناك العديد من الأمراء والقبائل ممن هم مستعدون لنصرتنا في سبيل إخضاع تلك المملكة الخائنة وبالتالي بتلك القوة سنقضي على تمدن المغول في آراضينا
-لا أريد إراقة مزيد من الدماء يكفي ماعاناه الشعب من إستنزاف القوى أريد سلاما الآن
واصل الامير تشونغ مصراً
-لكن إن تحالفنا معهم سنصبح تحت رحمتهم وماهذه الثقة الكبيرة بملكهم ماذا لو خاننا كما خاننا أباه من قبل حين طلبنا مساعدتهم في قتال أعدائنا هااا .. ثم هل نسيت من زوجته ؟!قلت لك أمعن النظر في قرارك وإلا فسنندم
خرج تاركاً الملك في حيرة من إمره وأثناء خروجه، لقي فتى إمارات الذكاء والفطنة مشعتان في وجهه واخذ يبتسم إبتسامته المزيفة مرحباً به
-عمي..مرحباً بعودتك هل كنت بخير ؟
رمقه العم بنظرات إلاستصغار والتكبر وأجاب
-وكيف لا أكون بخير وأنا وصي للعرش سموك سعدت برؤيتك لقد كبرت
-وكبرت معي فطنتي وذكائي
إبتسم ثم ودعه قائلاً لأحد الخدم ممن يسير خلفه
-فلتحظروا النساء والشراب والموسيقى فقد عدت والقصر سيحتفل معي
وأطلق ضحكاته الماجنة وأنتشرت في الجو فيما
تصلب جسد الأمير الأصغر غير قادر على الحركة
-مولاي هل انت بخير
سأله العجوز خادمه ومعلمه الحنون مطمئنا عليه
-هل أنت قادر على الحركة ؟
-في كل مرة أراه يتصلب جسدي ..أنا أكرهه ..
-لمَ تقول هذا
-لا أحب المتخفين برداء الشرف والعفة وفي باطنهم سواد ينخر بدواخلهم ..أنا لن أصبح مثله ولا مثل أبي مستقبلاً ..آه..لو كنت أنا وليا للعهد ﻷستطعت تخليص العالم من براثين هؤلاء الحثالة
-من يسمعك الآن يا مولاي سيعتقد بأنك تريد العرش من أبيك
-وهل أنا الوحيد آلذي أريده ..فذاك عمي يريده ..وأبي غافل عن تصرفاته مسحور بكلماته
-ستلعب لعبة العروش إذا عندما تكبر
أبتسم بذكاء مجدداً وقال
-هه...ولمَ لا من لا يستحق العرش لابد من رميه بعيداً
-فلتقاتل الآن بسلاحك وهو العلم
-نعم فالرجل العطشان يجب أن يحفر بشكل جيد ..دعنا ندخل الآن لتحية والدي
في مكان آخر خارج القصر حيث يعيش العامة من الناس، مشت في الشوارع تتبع والدها بلباسها الصبياني آلذي أثار إنتباه الجموع الواقفة مدهوشة غير آلفة منظر معيب كهذا فتاة بزي رجل..إن هذا لهو منافي لعاداتهم وتقاليدهم بل خزي وعار تشبه النساء بالرجال ما ينتج عنه إختلال في توازن الطبيعة البشرية غير مدركين إن فعلتها الشنيعة بنظرهم ماهي الا لغرض في نفس طفلة شهدت على جرم من هم من صلبها وحز في نفسها الجلوس مكتوفة الأيدي فأندثرت معالم طفولتها لهدف وإن كان سيمحي ملامحها الأنثوية فهي لا تأبه لذلك ابداً.
تبعها الأطفال وهم يضحكون مطلقين كماً هائل من إلاهانات
-وحش...وحش...هيه هيه
وقفت تنقل نظراتها إليهم كمن يستعد للهجوم ثم قفزت أمامهم متخذة وضعية حيوان على وشك إفتراس ضحيته وقالت
-نياهاهاهاها..هذا الوحش سوف يأكلكم..فلتهربوا الآن
وهربوا خائفين فيما سبقها والدها لدكانه الصغير في حالة من الأسى والشفقة عليها.نظر إليها وهي تساعده في حمل أغراضه وقد توقع أنها ستكون حزينة باكية لما حدث تواً لكنه رأي العكس.أنتبهت لنظراته ناحيتها وسألته مستغربة
-مابك أبي هل هناك شئ؟
-هل ما زلتي مصرة على ماتريدين بعدما رأيتي مافعلوه بك ؟
-لا تقلق أنا لن أتخلى عن رغبتي لا يهمني مايقولونه عني فهي حياتي...ثم..
-ماذا؟؟
ق
الت بشئ من الحزن
-ليست المرة الأولى ألتي أهان فيها..
ثم استعادت كبرياءها وقالت
لذا تعودت أبي لهذا السبب أريد أن أريهم ماانا قادرة عليه
-حسناً ..لا أملك كلاما أقوله لقد غلبتني..الآن سأريك كيف يتم تصنيع السيوف فلتتعلمي جيداً..حسناً
بعد فترة قصيرة، مر رجلان أثارت إنتباههما هذه الطفلة الغريبة وهي تقلد أباها بضرب الحديد فوقفا وراحا يهيناهما
-هل أدركت الآن عدم مقدرة زوجتك على إنجاب الاولاد وجعلت إبنتك تلبس كالصبيان؟
لم يتوقف ابداً عن طرق الحديد وتجاهلهم تماماً حتى انقلبوا على أعقابهم خاسئين مخلفين في نفسه ألف حسرة وشعرت الطفلة بالسوء ولامت نفسها
-أبي ..لا تحزن أنا هي السبب
-كلا...لست السبب ..إنه ليس ذنبنا ..لم يعد يهمني شئ أراد لي القدر أن أكون هكذا ..ولكنه انعم علي بابنة قوية مثلك وولادتك كانت لسبب ما لربما لو حظيت بابن ﻷشعرني ذلك بالسوء..ثم ماذا لو أصبح عاقا عندها ماذا سأفعل؟..
ثم خاطب ذاته مصمماً"إبنتي..سأدربك تدريب المقاتلين العظام لتشقي بطون أمثال هؤلاء الرعاع ..أعلم أني سأعض اصابعي ندما ولكن لابد من المجازفة"
بعد قراره الخطير الذي اتخذه، أقترب منها واحتظنها
-سأجعل منك مقاتلة شرسة لا تخشى أحدا..لكن عديني أن لا ترفعي السيف بوجه الفقراء مهما حدث وأن تسانديهم
-سأفعل..أعدك
-إن كان هذا قرارك فلا أجرؤ على رفضه سنبدأ وبقوة
-شكراً لك أبي
رغم أنها تساءلت عن سبب قراره المفاجئ، إلا أنها شعرت بفرحة كبيرة وحماس للمستقبل ف
بينما علم أن قراره خاطئ وقد لايأتي بمنفعة فمهما حاول أن يجعل منها شيئا يفتخر به فستظل إمرأة غير قادرة على أن تخلد العائلة إلى الأبد.
مملكة شيلا
أُخرجت من سجنها لتلاقي مصيرها مع خادمتين اصطحبنها لغرفتها لتتزين قبل مكوثها بين يدي الملك كعادتها متوجة بتاج النقاء والعزة والكرامة بسطت ردائها وسجدت له تستمع لحكمه مع علمها المسبق به.وقف أمامها الحاجب وبيده المرسوم
-نظرا ﻹعمالك ألتي لا تغتفر ولرحمة الملك المطلقة سيتم خلعك من منصبك وتجريدك من أملاكك المعطاة من قبل جلالته ونفيك وأبنتك إلى جبال مملكة غوغوريو حيث ستقضين ماتبقى من عمرك في الشقاء والذل بعدما كنتِ معززة ويمنع عليك الخروج من منزلك ومقابلة أي كائن كان وستصلك المواد الغذائية كل شهرين وعليك الاقتصاد وإلا فلتواجهي المجاعة أي خبر تمرد وعدم الإلتزام بالقواعد والقوانين المدرجة أعلاه سيكون الموت مصيرك لامحالة..أرضخي لأوامر جلالته شاكرة إنتهى
صاحت بأعلى صوتها
-كم أنت رحيم جلالتك...فلتعش طويلاً ...فلتعش طويلاً
لم يعد العرش قادراً على حمل سيده أشتعل جسده متألماً منكسراً لرؤية عشيقته تعاني وهو يقف مكتوف الأيدي تمنى لو يأخذها يطير بها بعيداً تاركاً عرشه يُفعل به مايشاء لكنه مطوق بحبل سيلتف عليه في أي لحظة وهو بالتأكيد لا يمكن أن يترك عرشه يغتصب من أعدائه حتى لو كلف ذلك فقدان أحبته، لحقتها جمع من وصيفاتها الباكيات لحال سيدتهن العطوف.خلعن تاجها وملابسها الحريرية الحمراء وابنتها تقف لجوارها غير واعية بما يحدث وهي ترى والدتها يخلع عنها ردائها الملكي وتترك برداء أبيض لينتهي دورها في القصر كمحظية كانت يوماً ذات سلطة لتلاقي مصيرها الجديد المعتم.
أسرعت إحدى الخادمات لمهجع الملكة تحمل خبراً قاصفاً تقذفه على مسامعها
-جلالتك..سمعت للتو خبرا من خادمات سيدة يون تبادلنه سرا
بدت غير منتبهة لها وهي تكتب رسائل لأتباعها وإخوتها راسمة بسمة ماكرة خبيثة فيما واصلت الخادمة
-إنها حامل بطفل الملك..مولاتي
سقط الحبر على الورق وأتسعت عيناها مصدومة وهتفت
-مااااااذا....كيف...كيف حدث مثل هذا الشئ ؟هل أنتِ متأكدة ؟!!
-نعم...جلالتكِ..متأكدة
أطلقت ضحكاتها المجنونة وتوقفت لتقول
-فهمت الآن لمَ كتم خبر حملها...
ثم سألت خادمتها
-عذراً؟؟
-يريد تربية إبنه في تلك البلاد ليكون تحت إيديهم وعندما يأتي الوقت الذي تتحطم فيه إمبراطوريتنا سيجعل إبنها وريثاً للعرش..لكنني سأحرمه من هذه الفكرة ..يظن بإنه سينجح في مسعاه..المملكة لي ولطفلي..لن يتجرأ أحد على الوقوف ضدي..نادي لي حارسي
لم تمض عدة دقائق إلا ومكث بين يديها..همست له بضعة كلمات فأستقبلها منصاعا ليغادر مخلفا ورائه إمرأة تلبسها الشيطان ليحرضها لفعل ستبكي آلسماء دماًً لجريمتها.
يتبع
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro