الفصل الخامس
مملكة غوغوريو
منزل سيد تشوي
أصرت والدة أون سون على أن ترافقها للتسوق وبعد عدة اعتراضات حادة استسلمت الصغيرة للقرار الظالم بحقها، فقد كانت تنوي التدرب مع والدها وعليها الآن الخضوع لإرادة والدتها عن كره
- فلتخلعي ملابسك هذه وأرتدي هذا الفستان
تذمرت أون سون وهي تراوغ
-لقد أتفقت معك على الذهاب ولم نتفق على إرتداء هذا الفستان
نفذ صبر والدتها فخلعت ملابس ابنتها بقوة فيما حاولت الأخيرة التملص منها
-دعيني لا أريد ارتداء هذا الشئ لا أشعر بالراحة فيه
-أصمتي أيتها الطفلة الشقية إلى متى ستستمرين بالعناد وبأفكارك التافهة هذه
ألبستها ملابسها في النهاية وسرحت شعرها لتعيد إليها مظهرها الانثوي الطفولي الذي أختفى بفضل ملابس الفتيان التي كانت ترتديها واعربت عن دهشتها فرحة
-كم أنتِ جميلة أكتسبت جمالك مني أنتِ الآن فتاة بحق
لوت أون سون شفتيها إنزعاجاً وأستغلت خروج والدتها للحظة من الغرفة لتخفي خنجر صغير في جيب فستانها وهمست
-خنجري الصغير أتمنى أن لا تكتشف أمي وجودك سأحميها إذا ما تعرضنا لسوء
شرد إنتباهها قليلاً
-أم علي أن أخذ سيفي آلذي صنعه لي والدي؟ ...
قطع عليها أفكارها والدتها التي سحبتها من يدها وخرجتا للتسوق.كان السوق مكتضاً ففي الفترة الصباحية يكثر المتسوقون لشراء مستلزماتهم ويقضون ماتبقى من يومهم في النوم والراحة شعرت بالملل وهي ترى والدتها تساوم البائع وأدى بها مللها إلى ترك والدتها مسافة قصيرة بعدما لمحت درع حديدي في دكان أحدهم.أقتربت منه وأخذت تتلمسه وتتخيل نفسها في زي القتال تمسك بسيفها وتحارب في الميدان ليقطع هذا الجو من التصورات وألاحلام صراخ والدتها
-أون سون أيتها الشقية كيف تتركيني وتجعليني أبحث عنك هااا ...
أجابت وعيناها مصوبتان على الدرع بإشتهاء
-شعرت بالملل
سحبتها مجدداً وأثناء شراءهما بعض الخضروات سمعت والدتها حديث سيدتين يدور بينهما بحماس
-سمعت إن هناك "شامان "لديها قدرة عجيبة على رؤية المستقبل
-حقااا...هذا مثير مارأيك أن نذهب لنستطلع عن مستقبلنا
-هيا دعينا إذا
إستدارتا للذهاب فأستوقفتهما بعجل تسألهما
-عذراً...أأين هي هذه الشامان ؟
أجابتها إحداهما بنبل
-نحن ذاهبتان إليها هل تريدين المجئ معنا؟
نظرت ﻷبنتها ألتي هي في عالم آخر من التخيلات ووجدتها فرصة جيدة لمعرفة مصير صغيرتها الذي ترثو عليه.ذهبت مع النسوة ودخلن مكان غريب ملئ برائحة البخور والتماثيل المخيفة فتسائلت أون سون مستغربة
-أمي ما هذا المكان ؟
أجابت بشئ من الخوف
-هنا...سنعرف مصيرك
-مصيري ؟؟؟
أدخل حارس الغرفة المرأتين فيما تركهما تنتظران خارجها حتى خرجتا وسمح لهما بالدخول.كل شئ بدا عادياً حتى المرأة الشامان نفسها، فهؤلاء قلة من الناس الذين يدعون برؤية المستقبل وقدرتهم على الاستبصار تجعل الناس تخشاهم وتهابهم حتى الملك نفسه إذا ما تحقق شئ مما يقولونه فمعرفة المستقبل والإيمان بهذه الخرافات والنبؤات هو ما يعيش عليه أناس هذا العصر ..جلستا أمامها ولم يرف لهذه المرأة جفن فقد ركزت كامل نظرها على أون سون مما جعلها تحتظن يد والدتها وهي التي لا تخاف حتى من السيف
سألتها الأم وهي تبلع ريقها خوفاً مما سيلقى على سمعها
-جئت...جئت من إجل ...
قاطعتها الشامان كأنها تعرف ما جائت إليه وتحدثت ووجهها يخلو من أي تعبير حي كتمثال ناطق تماماً
-أعرف مجيئك لذا لا حاجة للقول
-نعم...متشوقة لسماع ما ستقولينه سيدتي
-تنبعث من ابنتك هالة دموية
هتفت الأم متفاجئة
-هاااا ؟
-أعطيني يدك يا أبنتي
وبدون تردد أعطتها الصغيرة يدها لتمسكها الشامان وتغلق عينيها وتبحر في تنبؤاتها.إهتزت يدها فوراً ورف جفنيها لتفلت يدها وتخيفهما بتصرفاتها
سألتها الأم مضطربة
-ما...ماذا رأيتِ؟
تنفست الشامان ببطئ بعدها تحدثت بتلك التعابير الساكنة
-إبنتك ستكون نورا لهذه الأمة
قالت الأخرى متعطشة لمعرفة المزيد
-أكملي أرجوك أكملي
-ستكون هذه الطفلة وسيلة للعرش.. من سيقود هذه ألامة نحو السلام وإلازدهار ستكون هي جسره للوصول إليه
أشارت إليها وأستطردت
-لكن طريقها سيكون مليئاً بأشواك ضارة ستعيق مسعاها ..إن نجحت في إختيار الأمير الصالح فستكون حقاً نورا لهذه الأمة ...لكن إن فشلت ستكون لعنة تلعنها ألاجيال من بعدنا ومصيرنا الهلاك .
أطرقت أون سون تركز بكلامها وتستوعبه كأنه شكل معززاً لها ﻹستكمال ماحلمت به إذاً فهو قدرها الآن أن يكون مصير أمة معلق على كاهلها ولا سبيل للتراجع أو الندم هذا ماتريده حلول السلام والأمان في ربوع مملكتها حيث لن يكون هنالك مزيداً من الدم ولن يكون هنالك من سيضرب العجائز في قعر دارهن ويطردهن وسرعان ما طافت في عقلها صورة مؤلمة للعجوز وأججت حقدها وحماسها للمهمة التي هي ماضية فيها.وحسمت قرارها الأخيرة..بنبوءة أو بغيرها فهذا هو هدفها الأسمى. هذا ما تصبو إليه ولن يجرؤ أحد على كسر السيف ألذي ستقطع به الأعناق لدحر أعدائها والحيلولة بينها وبين دوافعها.
بينما والدتها ذهبت لمنحى آخر تماماً بسؤالها للشامان
-هل هذا يعني إن أبنتي ستكون ملكة يوماً ماا؟
-لا يجب على إبنتك أن تشتهي أشياءً تظر بهدفها الأسمى .
دفعت لها النقود وقبيل خروجهما أمسكت بيد الطفلة مجدداً تنذرها
-إختاري جيداً مستقبلنا يعتمد عليك .
عادتا لمنزليهما والام متمسكة بتلك الفكرة التي لن تتخلى عنها
-سأجعل منك فتاة جميلة نبيلة وأدخلك للقصر عندما تكبرين لتتقربي من الأمراء وتكونين النور حقاً لأمتنا يا لسعادتي ..
-أحم...أحم...مالذي تتفوهين به ياامرأة ..أراك سعيدة
تنحنح زوجها فأسرعت إليه وأجلسته تقص على مسامعه الخبر الذي سلب لب أون سون..فكرت بكل ماستواجهه مستقبلاً حلت عليها أفكار تجعل الجالس بقربها يخشاها..تحولت على حين غرة من تلك الطفلة التي مالبثت إن تذوقت طعم الطفولة إلى طفلة شرهة إشتهاؤها الوحيد السيف وألامة المشرقة.
لاحظ سيد تشوي شرودها وتفهمه.شرب شايه وفي محاولة أخيرة ﻹقناعها عن العدول قال
-أون سون...لا تفكري بالترهات ألتي سمعتها إنها تخاريف .
-ألا تصدق بها ؟
-أصدق بالقدر الذي أعيشه كل يوم أصدق بالأمل أصدق بأنه بعد كل مشقة ستأتي السعادة فهل تدركين أين سعادتك ؟
أغمضت عيناها تفكر بالسؤال ولاذت بالصمت ليواصل والدها الكلام
-ألحياة يا أبنتي عملة ذات وجهين إما معك أو ضدك حكمي عقلك فما تشتهينه ليس سهل المنال
أجابت بعد تفكير
-أدركت ماهي سعادتي يا أبتي
-وماهي ؟
قالت تختتم هذا الحوار والتغلب على أبيها
-سعادتي تكمن بسعادة مملكتي
ثارت أعصابه قليلاً وقال
-وهل تتوقعين أنك وحدك
القادرة على فعل ذلك ؟
-بنبوءة أو بغيرها هذا هو هدفي منذ الأساس سأحميك وأمي والناس ألابرياء سأقوم بما ليس للملك قدرة على فعله فقط إنتظر وسترى إن لم تتحقق النبوءة بأكملها فسأحقق جزءاً منها
تنهد وأدرك قدرته على ألاستسلام ليلقي عليها آخر كلماته
-حسناً إذاً خذي هذه النصيحة.. حتى وإن حوصرتي من قبل النمر..لو حافظتي على هدوئك فستتمكنين من النجاة وأعلمي إن الحبل الممدود إليك مستقبلاً سيلف حول عنقك إن لم تحسني إستخدامه
أشار لرأسه ونصيحة والدها تطرب في أذنها أنحنت له وقالت
-سأبقي ذلك معي طيلة حياتي
-إذهبي لتنامي ...
"عجيب أمرك طفلتي تفكرين بمستقبل مملكتك على حساب طفولتك وحياتك الشخصية تراهنين على حياتك في حين النبلاء وغيرهم ينامون على أسرة من ذهب أكاد أصدق نفسي بأنك لستي إبنتي من إين جئتي بهذا الذكاء والفطنة ..آه..فلتنجزي مالم أنجزه أنا ولا من قبلي ولا من بعدي "
<><><><><>>>>><><><>>>>>>><><>
مملكة شيلا
قصر الملك
في جو ومكان آخر أشتعلت فيه مشاعر الحب واللهفة المنكهة بطعم الحقد والكراهية أحتظن الملك حبيبته المنفية يودعها فما أصعب تعلقك بشخص بل ما أصعب ذلك الشعور حين تفتقد شخصاً قريباً جداً منك مقيداً بأغلال تصد عنك تقدمك تصدك عن حماية أحبائك ولا مهرب منها سوى إلاذعان لتجبر وتسلط أعدائك
-سأحميك وطفلي لن أدع مكروها يصيبكم ..لم أستطع إنقاذك...أعلم إن العبئ كبير جداً عليك لكن ..فقط أنتظريني
أجابته سيدة يون وهي تبكي
-فكرة أن أبتعد عنك الآن تقتلني ..لم أرتكب هذا الجرم إلا ﻷجل مصلحتي ولم أفكر بالعواقب
أبعدها عنه وحدق بوجهها ليلمس ذقنها بطرف أصبعه ويقول بثقة
-لا تكرري قولك أعلم جيداً من هو خلف كل هذا الصراع وأعلم جيداً فعلتك هذه ما هي إلا ﻹنقاذي
-قلت لك إنها أنا لمَ ترفض تصديقي
-لو قالوا لي بأنك وضعتي لي سماً في طعامي أيضاً لن أصدق ..مهما يكن ..سأزورك سرا كلما سنحت لي الفرصة
-كلا..
أبعدته عنها وواصلت
-لا تفعل سيكون خطراً عليك
-كوني بخير حبيبتي أنجبي طفلنا عندها سأعيدك إلى القصر
-وكيف ستفعل؟
-حتى ذلك الوقت سيكون كل شئ قد تغير
شدد قبضته غاضباً متوعداً
-وسأقضي عليهم جميعاً سأدمرهم حينها سأرجعك
مسحت دموعها وأبتسمت بعد سماع هذا لتقول
-سأنتظرك يؤسفني أنني لن أكون هنا ﻷشهد نصرك
ثم همست لذاتها
"يوماً ما يا حبيبي سأكشف خيانتها لك إنتظرني فقط "
-سأذهب ﻷودع الأميرة سونغ هي
مسح على بطنها وأبتسم يخاطب طفله الذي لم يرى النور بعد
-بني كن سالما لا تؤذي والدتك ستكون بين يدي قريباً
"حبيبتي لا يمكنني تصور حجم المعاناة ألتي تعانينها لكن ثقي بي ما أن يتم التحالف سندحر قواهم وستكونين بين ذراعي مجدداً "
خرج من السجن ومن بعيد لمحته الملكة وبإبتسامة مكر قالت
-نعم ودعها...سيكون هذا آخر لقاء يجمعكما وستعود من جديد لعبة بيدي
تم التحظير لموكب خروج السيدة يون وأبنتها من القصر وسمح لها بإختيار إحدى وصيفاتها لمرافقتها والقيام بواجبها تجاه سيدتها وأبنتها.وقفت أمام بوابة القصر تستعيد تلك الذكريات الجميلة ألتي مرت بها ونبذت كل ماهو مقيت ما سبب لها ألالم آلذي تعيشه الآن ووعدت نفسها بأنها ستعود لتأخذ بثأرها.إنحنت للملك الواقف يشهد على آخر لحظات محبوبته محطم الفؤاد مكسور الخاطر على شفا حفرة من الإنهيار وللملكة الحاقدة بجواره التي ترددت في إلانحناء لها لكنها لم ترد التخلي عن مبادئها وفعلتها عن كره وابنتها بقربها التي لا تعي ما يحصل أمامها غير مدركة أنها ستكون يوماً طرفاً في هذا النزاع السياسي الدموي.
وجهت آخر أوامرها لخادمة إبنتها.أمسكت يدها وهمست لها محذرة
-فلتغادري القصر في الحال
-سيدتي!!!
-أختفي عن الانظار لا تدعي أحد يعرف بوجودك هنا أبحثي عن مكان آخر وحاولي البقاء على قيد الحياة
دمعت عينا الخادمة وهي تستمع ﻷوامر منقذتها وسيدتها التي خدمتها لسنوات عديدة وهي الآن ستفارقها كأنهما لم يلتقيا أبدا..قالت معترضة بحزن
-سيدتي...كيف لي أن اتركك وحيدة لقد أنقذتني ولست مستعدة للتخلي عنك ...سييييدتي
-آسفة...هذه هي الطريقة الوحيدة ..لن ..لن أستطيع إنقاذ جميع وصيفاتي لكن على الأقل سأنقذك أنتِ...كوني حية مهما حدث ..ما أن تسمعي بخبر عودتي للقصر فلتدخليه ..ستكونين منقذتي أنا وأنتِ سنتخلص من الملكة بشهادتك أليس هذا ما تريدينه ..؟؟
-بلى...هذا ما أريده ..لقد قتلت زوجي لعدم طاعته وأنقذتني منها...
جثت أرضاً وأقسمت
-سيدتي سأفعل كل ما يتطلب مني ﻷرد دينك ونتخلص من عدوتنا
عانقتها سيدة يون وهي تبكي وتقول
-وداعاً أذهبي بسرعة
عانقت الخادمة الأميرة وهبت مسرعة لتنجو بنفسها مختفية عن أنظار الجميع
إستدارت يون لوصيفاتها الباكيات فأنحنين لها جميعاً إحتراما ومحبة ناتجة عن معاملتها اللطيفة لهن فهي لم تقصر معهن في شئ وعاملتهم كأحد أفراد عائلتها لكنها بطريقة ما تشعر بالتقصير والذنب تجاههم..شعوراً غامضاً بأنهن سيتأذين بسببها ولا طاقة لها على إنقاذهن..فقالت معتذرة
-سامحوني إن كنت قد أخطأت بحقكم يوماً..لن أستطيع حمايتكم من بعد الآن ...فلتغفروا لي أرجوكم
جثون متعهدات بولائهن وإحترامهن فبادرت رئيستهن تقول ناذرة نفسها للموت
-إن كنا سنموت فسنموت فداء لك أنقذتنا جميعاً من حياة البؤس وسنرد لك دينك
ركبت "المحفة" مودعة ملكها بروح منكسرة لتقاد بعيداً حيثُ مصيرها المحتوم.
ترك الملك الملكة واقفة في مكانها ليأتي حارسها الذي همست له تريد التأكد من تمام الأمور
-هل نفذت الأمر ؟
-نعم...مولاتي..سيتحقق ما تريدين..لكن ...
-لكن ماذاا؟
-آسف...لكن لمَ تريدين قتلها في مملكة غوغوريو ولمَ ليس هنا؟
أجابت بإبتسامة منتصرة
-هناك لن يستطيع إنقاذها أحد ..ستأكلها وأبنتها ومن في بطنها الكلاب والذئاب ...وبما إننا سنجعل عملية القتل كأنها من صنع أتباع تلك المملكة ..فهذا سيعني الحرب ...فور معرفة ملكنا بخبر مقتلها على أيدي أتباع ملك غوغوريو ..سيشن حرباً وهذه الحرب ستكون طريقنا للمجد ..وبهذا سنحتل كل الممالك
علق معتذرا
ً
-مولاتي...أعتذر ..أعتقد بأنكِ مخطئة هذه المرة
ثارت بوجهه
-كيف تجرؤ
توتر مرتعباً ليوضح مقصده
-الملك ذكي وسيتبين له من الفاعل بسرعة
-وكيف ذلك ؟
-ﻷنه يعد مرسوماً للتحالف معهم .
فقدت توازنها وهتفت
-ماااااا...هذا الهراء كيف حدث ...
-جاسوسنا أخبرنا ..
وجهت نظرة قاتلة لحارسها فهم مقصدها وذهب لتنفيذ مهمته التالية لتلقي كلماتها السامة
-يون ..لم يعرف أحد أصلك وعثرتي على طريقة في العيش هنا أعجب بشجاعتك حقاً ..آه...سأفقد متعتي في ألايام القادمة
ثم وجهت توعداتها للملك في نفسها
"التحالف مع ألد أعدائنا ...سترى جلالتك كيف سيتم الأمر"
جناح الملك
خاطب الملك حارسه الشخصي ملقياً أوامره العاجلة
-ستتبعهم لغوغوريو ...إن تجرأوا بفعل شنيع فأقضوا عليهم جميعاً ..
-حاضر...مولاي
خرج الحارس ليستفسر أمين السر ملكه
-مولاي ...هل تشك بها ؟
أجاب الملك وهو يرتجف خوفاً على محبوبته وأبنته
-نعم...ستفعلها ...معظم الجنود الذين أرسلتهم تمت رشوتهم هذا ما قاله جاسوسي ..تلك اللعينة ..
ثم تكلم بنبرة حزن ألهبت مشاعر أمين سره
-إلى متى سأبقى صامتاً ...يقودونني كأنني لا شئ آه...يا أبتي ماكان عليك التحالف مع المغول في سبيل عرشك ..لكنت الآن أتنعم في الحياة مع من أحب هذا ثمن ألاموات الذين قتلوا في تلك الصراعات على العرش أتحمل أثم آلاف الأرواح ...أنا أعاقب ..
فقد توازنه وجلس على عرشه وأمين سره يحاول تهدئته
-جلالتك ...هذا مقدر لك وعليك الصبر ..يوما ما ستنقشع هذه الغمة
-نعم...كيف تسير أمور مباحثاتنا مع ملك غوغوريو ؟
-كل شئ يتم سرا ..لكن أظنهم يواجهون بعض الضغوطات
-حسناً...سنرى إلى أين سنصل .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
مملكة شيلا
بعد مرور خمسة أيام
مر موكب ألاميرة في سوق المنطقة ألتي تسكن فيها عائلة سيد تشوي والتي هي ذات الطريق لمنفى سيدة يون بعد سفر متعب وشاق ..تواجدت أون سون في دكان والدها تساعده حينما سمعوا أصوات في الخارج تعلن عن إفساح المجال لموكب سيدة يون.خرجا مع الجمع ينظرون لتلك المنفية وبين همسات المارة وتساؤلاتهم تنفست يون الصعداء ﻷول مرة بعد سنين طويلة تعود لموطنها وتذكرت أحبتها الذين تركتهم
"أختي...أتمنى أن تكوني بخير "
نظرت الأميرة سونغ هي هنا وهناك و أبعدت الستارة لتلقي نظرة عن كثب لتلك الجموع الغفيرة بدهشة لم تستطع كتمانها لتسقط لعبتها خارجاً فتنبهت وهتفت والدموع تكاد تسيل
-أمي ...سقطت لعبتي .
..
أون سون بحدة نظرها أبصرت اللعبة وقالت لوالدها
-أبي سأعود في الحال
-إلى أين ؟
لم تجبه وغذت خطاها تجاه مكان سقوط اللعبة لتلتقطها وتسلمها لمالكتها لكن الموكب كان قد أبتعد كثيراً مما أضطرها لتتبعهم
"تلك الفتاة لا بد إنها تبكي لفراق لعبتها ...حسناً أنتظري سأجلبها لك"
وصل الموكب حدود القرية المهجورة لتصل بدورها أون سون وتصيح
-توقفوا أرجوكم ...
أقتربت من العربة وهي تلهث فتقدم أمامها جندي ضخم وسألها بغلظة
-ماذا تريدين؟
-لعبة الفتاة..لقد سقطت ...
أخرجت الأميرة سونغ هي رأسها من المحفة تهتف فرحا
ً
-لعبتي...
قال الجندي
-هيا سلميها بسرعة وأذهبي
ألتقت ألاثنتان تنظران لبعضهما بدهشة.. أون سون دهشة لرؤية جمال كهذا وسونغ هي دهشة لرؤية فتاة ترتدي ملابس الفتيان ..أخذت لعبتها وقالت شاكرة بخجل
-شكراً لك
-لاداعي للشكر
صاح الجندي على أون سون
-عودي أدراجك بسرعة
إستدارت للعودة وصورة الأميرة باقية في مخيلتها لا تعرف ربما يوماً سيكون هنالك لقاء وأي لقاء سيكون هذا!.
أعطى الجندي إشارة لتنفيذ الأمر وقاموا بذبح العبيد اللذين يجرون المحفة وفقدت سيدة يون أعصابها وسيطر الخوف على جسدها.لم تتوقع أن نهايتها ستكون بهذا الشكل وهي لاحول ولاقوة لها الآن، أسرعت خادمتها إليها وجلست جوارها تحميهما وظلتا تدعيان لنجاتهم،وبدون إنذار وابل من السهام رشق هؤلاء الخونة وسقطوا صرعى ليحتدم قتال دموي مع الأحياء ليفوز به أتباع الملك ويقضى به على أتباع الملكة ماعدا شخص واحد تمكن من الفرار بجلده.رفع الستار شخص ملثم لتقابله خادمة يون بسكينها مهددة ولكي يطمأنهمها كشف عن وجهه لتتعرف عليه يون حينها شعرت بألاطمئنان ..كل هذا جرى أمام ناظري أون سون المختبئة خلف أحد الاشجار شاهدة على معركة دامية إهتز على إثرها جسدها وأرتعب لتفر عائدة لدكان والدها آلذي ما إن وصلته حتى شهدت صدمة أخرى.لمحت والدها يسحب من قبل أحد الجنود فثارت وتبعتهم صارخة
-أبي ....إلى أين تأخذوه....أبي
قال والدها
-عودي للمنزل ..سأعود لا تقلقوا علي
-أبي......
إنهارت باكية ووالدها يجر بعيداً ويهان ليكون طرف مؤامرة أخرى لايسلم منها أحد.
يتبع....
معلومات :
1-الشامانية هي ظاهرة دينية تتضمن مجالات وممارسات الشامان. بالرغم من أن الشامانية موجودة بعدة أشكال حول العالم، قد يكون موطن الشامانية بشكلها النقي سايبيريا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى السكان الأصليين للأمريكيتين والذين يبدون من أصول وسط آسيوية. للشامانية أيضاً وجود في ديانة الشنتو في اليابان، وممارساتهم متعلقة بشكل رئيسي بالطقوس القروية. وفي الهند الصينية، تهتم ممارسات الشامان بشكل رئيسي بمعالجة المرضى. أما بالنسبة للشامانية في كوريا فهي متعلقة أساساً بعالم الأرواح.
الشامان هم سحرة دينيون يقولون بأن لديهم قوة تتغلب على النيران، ويستطيعون إنجاز الأمور عن طريق الجلسات تحضير الأرواح التي فيها تغادر أرواحهم أجسامهم إلى عوالم الروح أو تحت الأرض حتى تستمر بمعالجة المهمات. الغرض
الرئيسي للشامان في أي مكان هو المعالجة. يسيطر الشامان الناجح على الأرواح التي يعمل معها، ويستطيع (كما يدعي) التواصل مع الموتى. يدرب الشامان أحياناً بواسطة "سيد الشامانات" والذي يكون أكثر خبرة منه في الشامانية. يجب على الشامان معرفة كيفية السيطرة واستخدام بعض الأمور الشخصية الطقوسية، مثل قرع الطبال أو العربة التي يقودها للسفر، كما يجب عليه حفظ تلك الأشكال والأغاني الطقوسية المهمة بالنسبة إليه.
الشامانية: دين بدائي من أديان شمالي آسيا يتميز بالاعتقاد بوجود عالم محجوب هو عالم الالهة والشياطين وارواح السلف. وان هذا العالم لا يستجيب الاّ للشامان وهو كاهن يستخدم السحر لمعالجة المرضى ولكشف المخبأ والسيطرة على الأحداث. (عن قاموس المورد) هم أيضًا من زرعوا التبغ وأول من استخدموا السجائر في الاحتفالات الدينية
المصدر :ويكيبيديا
2-المحفة هي عربة ملكية من الخشب يجرها العبيد أنذاك .
3- المثل الكوري
" حتى لو أنك كنت محاصراً من نمر، لو حافظت على هدوئك فستتمكن من النجاة"
الموقف: لو أنك كنت في موقف صعب، حافظ على هدوئك وستتمكن من تخطي الأمر.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro