الفصل الخامس و العشرون
مساء الخير على قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل و الاحداث التي هي في تصاعد
*
سكارلت :
السير نحو الحافة سهل للغاية ، أجل هو سهل لأننا نسير اليها بدون ادراك ، نقفز و نضحك بفرح و صخب و فجأة تأتي كفين و تدفعنا عنها و أنا الآن أشعر أنني أهوي نحو قاع مظلم ، أريد فقط أن أصل للأرض فألتطم بها و ألفظ أنفاسي الأخيرة و لكنني لا أصل ...... أنفاسي ضائقة ، باكية ، هامسة تصرخ بصخب
خرجت من عيادة الطبيبة و أنا أحمل ببطني ثمرة حبي و بذات الوقت أحمل غصتي بقلبي ، أحمل جرحي و الذي لا يمكن سوى أن ينزف و لكنني للآن غير مصدقة ، غير مستوعبة لما يحدث ، لا أستطيع تحديد مشاعري ، لا أريده و أريده ، لا أريد أن أكون أنانية و أخرج عن وعدي له ، هو سيتهمني و يعتقد أنني فعلتها متعمدة حتى أربطه بي و لكنني رضيت أن أكون مجرد ظل بحياته
سرت ناحية موقف الحافلة و هناك لم أستطع سوى أن أتخذ لي مكانا على المقاعد الفارغة و الباردة ، جلست هناك و بدون أن أدرك الوقت أنا راقبت الجميع ، أريد أن أبكي و لكنني لا أستطيع ، أريد أن أصرخ إلا أن صوتي لا يخرج ....... أريد و أريد و لكن لا يوجد لدي طاقة لفعل أي شيء ، حتى أنفاسي التي تعبر صدري تستهلكني
و كل شيء حولي يقع ببطء ، كل شيء يصيبه الدمار فهل هذه النهاية ، هل سيتغير ذلك المسار الذي رسمناه معا ؟ أساسا هل تحدثنا بمستقبلنا ؟ لا نحن لم نفعل ، أنا فقط خضعت له و كلما ثرت و بكيت هو صمت و حدق بي ثم عندما يهدأ وجعي ، عندما يسكن ألمي هو يفتح لي ذراعه فأجدني أسير مرغمة إليه ، لا يوجد لي مكان غير حضنه
رن هاتفي بجيب سترتي و كم تمنيت أن يكون هو و لكن عندما رفعت الهاتف أمام عينيّ لم يكن هو ، كانت أمي ...... ما الذي تريدينه مني يا من رميتني و رحلتي ؟ لما تتصلين بي بهذا الوقت تحديدا ؟ لما تظهرين لكي تثبتين أن الأم ليست سوى كذبة و أنانية كبيرة ..... لا أريد أن أكون مثلها ، لا أريد أن أنجب و أترك طفلي بين جنبات الحياة حتى و لو أوهمت نفسي و قلت أنه بالغ ، ناضج و يستطيع تحمل مسؤوليته بنفسه
أقفلت الخط ثم أقفلت هاتفي و استقمت لأسير نحو المكتبة ، الحياة لا تتوقف و إلى أن أحدد موقفي و قراري أنا سأكون قوية ، سأكون قاسية و صارمة ، سأحدد موقعي بحياة الجميع و على أساسه أنا سأتخذ قراري فلا يزال بيدي و ليس بيد حبيبي
*
تشانيول :
اختفى الصخب من حولي ، حياتي ما عادت تشبه حياة أي أحد و هاهو قلبي يقودني نحو السعادة التي وجدتها أخيرا ، الكمال الذي سعيت له كثيرا ، الآن أشعر أنني أمسكه بيدي فلا يمكنني التخلي عنه بسهولة ........ إنهما الماء و الهواء و أنا بدونهما لا يمكنني أن أكون كاملا ، قوانين الحياة ستحرمني الحياة إن غابت احداهما
صعدت لسيارتي و اتصلت بماغي و ماهي سوى برهات قليلة من الزمن حتى أجابتني بصوت يرن سعادة
" حبيبي .... "
" أهلا ماغي .... هل أنت متفرغة ؟ "
" أممم ...... ليس بعد "
" حسنا سوف أقوم ببعض الأمور ثم أمر عليك بمكتبك حسنا ؟ "
" حسنا "
و ما كدت أقفل حتى سمعت هتافها
" تشانيول هل ستصحبني للعشاء ؟ "
عندها أعدت الهاتف على آذاني و ابتسمت ، أحب لطفاتها ، نعومتها و طلباتها التي تكون عبارة عن أسئلة ، إنها مراعية جدا و بذات الوقت أحب قوة سكارلت ، اصرارها و عدم ترددها بقول ما ترغب به ، أليستا تكملان بعضهما ؟
" هل تريدين أن أفعل ؟ "
" أجل ...... أخشى أنه أمامي رحلة عمل لأسكتلندا "
و ابتسامتي بدأت تختفي لأن أمامي لم يظهر سوى ذلك الرجل
" هل ستقابلين وليام ؟ "
" إنه صديق فقط تشانيول "
" منذ متى و هو صديق ؟ تصدقين الآن أنا أصبحت أحب تشارلي جدا "
و هي قهقهت تستمتع باظهاري لغيرتي عليها و لكنني منزعج جدا فتشارلي ابتعد و لم يحم حولها مثل ذلك الوليام
" لا تكن غيور .... وليام رجل لطيف و أعتقد أنه يحاول العودة لزوجته "
" لا تثقي بكلامه "
" أنا لا أفعل ثم لا تخف لا أملك الوقت الذي يجعلني أتسكع معه هناك "
" متأكد أنه سيجد الوقت "
" هيا تشانيول لا تكن طفولي "
" طفولي ؟ "
" أنا لست لعبة يحملها من أراد ..... أنا امرأة لي كياني أولا تثق بي ؟ "
" بل كل ثقتي منصبة بك "
" اذا دعنا من هذا و أخبرني هل سنخرج للعشاء ؟ "
" ما رأيك أن نعده في المنزل "
" أريد الخروج ...... هيا أعرف مكانا جيدا "
" حسنا ماغي لك حرية الاختيار "
" اذا سوف أنتظرك أن تأتي "
" حسنا حبيبتي "
أقفلت الخط ثم استغربت عدم تجول سكارلت حولي اليوم ، حتى أنها لم تأتي لمكتبي عندها حاولت الاتصال بها و لكن هاتفها مقفل فأبعدت الهاتف و حدقت فيه ببعض الغربة ..... ربما نست أن تشحنه
وضعت الهاتف بجيب سترتي الداخلي ثم وضعت حزام الأمان و شغلت المحرك لأغادر الجامعة ، قررت احضار هدية لماغي و سكارلت ، فجأة أحببت أن أهديهما و يجب أن تكون هديتين متشابهتين و متعاكستين بذات الوقت ، مثل الماء و النار ، الجرأة و الخجل ...... مثل كل المتضادات المتشابهة
وجهتي كانت مركز التسوق و هناك سرت بين المتاجر ، و لكن المكان قد حددته ، دار مجوهرات أفرجت عن مجموعة جديدة و لا شيء ثمين مثل قطعة صغيرة تمثل الكثير من المعاني
دخلت للمتجر و أُستقبلت بحفاوة كوني أبتاع الكثير من الهدايا لأمي في عيد ميلادها و عيد زواجها من أبي ، أيضا أختار الكثير من القطع المميزة لماغي و هي ليست كأمي ، دائما ما تكون سعيدة بكل ما أقدمه لها حتى و لو كان مجرد ورقة تحتوي كلمات
سكارلت كذلك لا يمكنني انكار شخصيتها المتميزة ، فهي فتاة مكافحة ، جادة و ترفض معضم مساعداتي المادية لها و إن قبلت بشيء سيكون شيء رمزي و هذه أول مرة سوف أهديها هدية ثمينة و غالية
اقتربت من المعروضات الجديدة و حدقت بها لتتحدث العاملة
" لقد أفرجنا عن مجموعة جديدة تحمل قطع رقيقة للغاية "
عندها رفعت نظراتي لها و ابتسمت
" اذا هلا جعلتني أطلع عليها "
" في الحال سيدي "
رحلت هي و أنا واصلت مشاهدتي لما يعرض و لكن في كل ما رأيته لم أجد أبدا روحا لماغي ولا حتى سكار ، سمعت طرق الحذاء و عندما رفعت رأسي كانت العاملة تحمل لوحة معروضات متوسطة الحجم ، ابتسمت لتضعها أمامي و أنا حدقت بها
أول قطعتين وقعت عينيّ عليهما كانتا متجاورتان ، متشابهتان و متضادتان ........ الشمس و القمر ، أولم أقل من قبل أن ماغي هي شمسي و صباحي الذي يشاهده الجميع ، ألم أقل أن سكارلت هي ليلي الأسود الذي يتزين بقمر فضي يبعث ضوءا خافتا في حياتي ؟ .......... و القطعتين كانتا كذلك ، قلادة بها قرص شمس ذهبية اللون و بقربها قلادة أخرى بها قمر فضية اللون
ابتسمت و لمستهما بخفة ثم رفعت نظراتي للعاملة
" أريدهما لذا غلفي كل واحدة لوحدها رجاء "
أخذتهما ثم سألتني
" هل تريد أي شيء خاص عليهما ، اضافات تكتب عليهما ؟ "
" لا ....... "
" سوف أغلفهما أرجوا أن تستمتع برؤية بقية معروضاتنا لغاية ذلك الوقت "
" شكرا لك "
و هكذا هي غادرت حتى تجهزهما و أنا واصلت تجولي و بعد مرور وقت هي عادت لتقترب مني بينما تحمل كيسين ورقيين ، فخمي المظهر و يحملان اسم المجموعة و لكن تحت اسم المجموعة هناك دونت أسماء القلادات ، الشمس مع كيس أبيض اللون و القمر مع كيس ليليُ اللون
سلمتها بطاقة ائتماني و هي سلمتني الكيسين ، أخذتهما منها و هي أخذت ثمنهما ثم أعادت لي البطاقة و ابتسمت
" أرجوا أن تزورنا مجددا سيدي "
و أنا أومأت بينما أبتسم ثم غادرت ، استقليت سيارتي ثم وضعت كيس الشمس بقربي على المقعد و الكيس الآخر وضعته داخل تابلو السيارة و أقفلته ، أخذت العلبة من كيس الشمس ثم فتحتها ليظهر قرص الشمس المعلق بالقلادة الذهبية و أنا ابتسمت ثم أعدته لمكانه و انطلقت نحو مكتب ماغي
الشمس تسير نحو المغيب و عليها أن تأخذ قسطا من الراحة فافتتاح مقراتهم في أسكتلندا أصبح قريبا و أنا بالتأكيد سوف أرافقها كما فعلت معي ........ و إلى وقتها يجب أن أمهد الطريق لسكارلت ، أعلم أنها ستئن ببكاء كعادتها و سأكون كاذبا اذا قلت أن أنينها ذلك لا يعجبني ، أبدا هو يعجبني كثيرا و يجعلني أشعر أنني عالمها و كل ما تحتاجه بدنياها
بعد مدة وصلت و توقفت في الموقف الموجود في الشارع ثم نزلت ، أخذت الكيس معي و دخلت لأستقل المصعد و بعدها وصلت للدور الذي يوجد به مكتبها و مقر شركتها السائرة يوما بعد يوم في طريق النمو ، بعد أن فتح أبوابه خرجت و سرت ناحية مكتبها و مساعدتها وقفت لتبتسم
" مرحبا سيد بارك "
" أهلا .... هل ماغي متفرغة ؟ "
" لديها ضيف و لكن أخبرتني أن أجعلك تدخل "
" حسنا ..... "
اقتربت من الباب و قبل أن أفتحه هي تحدثت من خلفي
" سيد بارك هل تريد أن تشرب شيء ؟ "
عندها التفت لها و نفيت
" ليس هناك داعي سوف نخرج "
أومأت بابتسامة مجاملة و جلست تعود لعملها و أنا فتحت الباب ، مباشرة دخل في مجال نظري تشارلي و هو يجلس مقابلا لها ، هي كانت تحمل أوراقا بكفها و تتحدث بجدية كبيرة بينما لم تبعد عينيها عنها و هو كان يحدق فيها بطريقة غبية و لكنها أغضبتني بشدة
" مرحبا "
قلتها بصوت غاضب بارد و هي بسرعة رفعت رأسها عن الأوراق و ابتسمت لتتحدث
" تفضل حبيبي "
ابتسمت مرغما و الآخر استقام ، أقفلت الباب ثم تقدمت و جلست مقابلا له ، مقابلين لها ، جلس هو كذلك ثم تحدث
" كيف حالك تشانيول ؟ "
" بخير تشارلي .... ماذا عنك ؟ "
" بحال جيدة ما دمت مستمتعا بالعمل مع ماغي "
و هاهو الحقير يحاول استفزازي و ماغي تحدثت بسرعة
" لا تصدقه إنه يتذمر منذ ساعة لأنني أرغمه على التحقق مرة أخرى من القوائم "
و أنا شعرت أنها تبرر لي لذا ابتسمت لها و تمسكت بكيس الهدية حتى انتهت مما تفعله مع ذلك المعتوه و هو وضع أوراقه و تحدث يحدق بنا
" ما رأيكما أن أدعوكما للعشاء "
و قبل أن تحرج ماغي و تقبل بسبب ذلك أنا أجبته
" شكرا لك و لكن نحن نمتلك خططنا "
" على الأقل كن أكثر لباقة "
قالها و هو يستقيم ليأخد أوراقه و أنا استقمت
" أفضل أن أكون صريحا "
عندها رفع كفه لنا يلوح
" حسنا سوف أغادر لأنني أشعر أنه سوف يتم ركلي قريبا "
و ماغي ابتسمت بحرج
" جيد أنك تعلم "
غادر و هي عبست بينما تحدق بي فالتفت و اقتربت لأسند نفس على مكتبها و أشرت لها أن تستقيم ففعلت ، كانت ترتدي تنورة بذلة قصيرة و هذا لم يعجبني ففتحت قدمي قليلا و هي اقتربت أكثر لتقف بينهما و أنا وضعت الكيس على الطاولة خلفي ، ابتسمت هي و وضعت كفيها معا تحتضنان رقبتي و عندما دنت تحاول تقبيلي أنا قرصت مؤخرتها بقوة فصرخت و أنا بسرعة استقبلت شفتيها بين شفتي حتى لا يسمع صراخها المفاجئ
ابتعدت عنها و هي عبست تعكر حاجبيها
" ما الذي دهاك ؟ "
" قصر تنورتك "
" أرجوك تشانيول لا تبدأ "
" أنا لم أقل شيئا أساسا "
سحبت نفسها من حضني و لكنني بسرعة عندما التفتت عدت و سحبتها لي ، أسندتها على قدمي و وضعت فكي على كتفها و حدقت فيها بجانبية
" هل غضبتِ ؟ "
و بعبوس لطيف حقا هي أجابتني
" قليلا "
" اذا لدي هدية لك "
التفت بجانبية و توسعت عينيها بفرحة
" ما مناسبة الهدية ؟ "
" الكمال "
استغربت و أنا بسرعة أنسيتها عندما قبلتها و هي بسرعة استجابت لتضع كفها اليمين على وجنتي و بادلتني ، امتدت كفي نحو فخذها و لمستها بخفة و هي سحبت نفسها لتجيبني بلهاث
" توقف تشانيول ليس هنا ..... "
عكرت حاجبي و هي أبعدت كفي عنها و استقامت لأنها لو طاوعتني لم أكن لأتوقف ، عندما ألمسها لا أدري ما الذي يصيبني فلا أجدني سوى غريق بها ، و لكي أشغل نفسي أنا أخذت الكيس الورقي من خلفي و أخرجت منه العلبة ثم فتحتها و وجهتها نحوها
" ما رأيك يا شمسي ؟ "
توسعت عينيها و بفرح هي أخذتها
" إنها رائعة حبيبي "
مرة أخرى لن تجد نفسها سوى مرتمية بحضني و أنا ضممتها لي و أغمضت عينيّ ، إنها جنتي وغطائي الأبيض
*
سكارلت :
بعد ما أنهيت عملي في مكتبة السيد دادلي أنا خرجت ، وجدتني أريد بشدة أن أتناول شطيرة و مشروبات غازية ، ربما هي لهفة نفس و تأثيرات نفسية و لكنني استجبت لها ، مررت على مطعم طعام جهاز و اشتريت شطيرة ثم قنينة مشروبات غازية كبيرة و حملت الكيس لأكمل طريقي نحو شقتي و لكن بمجرد أن وضعت قدمي على الرصيف و هممت بفتح الباب بعد أن أخرجت المفتاح سمعت صوتا خلفي
" آنسة كروي ..... "
التفت فقابلني رجل أربعيني ، كان يقف بقرب سيارة سوداء كانت متوقفة هنا و أنا لاحظتها منذ سرت بالشارع ، استغربت و اقتربت خطوتين ليقترب مني هو كذلك و تحدث
" هناك من يريد مقابلتك و التحدث معك "
قالها و أشار على السيارة من الجهة الخلفية ، في الواقع هي تبدو فخمة للغاية ، أعتقد من بداخلها شخص مهم و لكن أنا لا أعرف أي شخص من طبقة ألائك المهمين ، ترددت و أجبته
" من ؟ "
" تفضلي معي آنستي ؟ "
اقترب ليفتح الباب الخلفي و أنا تبعته و دنوت قليلا عندها ظهرت من خلفه تلك المرأة القاسية ، السيدة بارك والدة تشانيول و أنا وجدت نفسي متصنمة في مكاني و هي تحدثت
" لا تستغربي يا سكارلت "
و هنا انتابني بعض الخوف ، كيف تعرفني و تعرف اسمي ؟
" عفوا و لكن كيف تعرفينني ؟ "
" ليس مهما كيف أعرفك ..... هيا اصعدي فبيننا حديث طويل "
و أجل وجدتني مرغمة على الصعود ، أقفل السائق الباب و هي حدقت في الأكياس ثم التفتت لجانبها و السائق صعد ليشغل المحرك و لا أعلم أين هي ستأخذني ، لقد سارت السيارة لوقت طويل قبل أن تتوقف بنا أمام أحد المطاعم الفاخرة
نزل السائق و اقترب ليفتح الباب و قبل أن تنزل تحدثت بتكبر .... تبا لها
" ضعي تلك القمامة خارجا "
نزلت و أقفل الباب خلفها عندها فتحت الباب من جهتي قبل أن يفتحه السائق و عندما نزلت هو قرب كفه مني فسلمته الكيس فأقفل الباب من خلفي و أنا حدثته بتحذير
" لا تلمسه "
حدق بسيدته المتعجرفة تلك و هي أومأت له ليعيد نظراته لي
" حسنا آنستي "
سارت هي تدخل و أنا تبعتها و هاهو بذخها يظهر ، الجميع يحييها باحترام و يعاملها بتملق ، تبين أنه مطعم كوري و الجميع يلقبها بالأميرة ، تبا لها و تبا لعائلتها كلها و تبا لي أنا التي لهثت خلف ابنها ولا أزال أريده بشدة
دخلنا و تم اقتيادنا من طرف احدى المضيفات لغرفة خاصة ، جلسنا و وجدتني مقابلة لتلك المرأة التي في يوم ما صرخت في وجهي لأنني كدت أوقع على ثوبها الشراب ، ابتسمت و أخذت قائمة الطعام لتقربها مني
" اختاري ما تريدين أكله ..... أعتقد أنك كنت على وشك تناول العشاء "
" لا بأس يمكنك أن تتكلمي فطعامي ينتظر "
أشارت لتلك المضيفة و هي خرجت لتقفل الباب و هاهي تصبح جدية أكثر و تحدثت
" ما العلاقة التي تجمعك مع ابني ؟ "
رمقتها بنظرات واثقة لأجبها بدون خوف أو حتى توتر
" مجرد أستاذ وطالبته "
عندها ابتسمت ثم أخذت حقيبتها ، فتحتها و رمت لي عدة صور ، ثم فوق الصور هي رمت بصورة للجنين ولا أدري حتى كيف حصلت عليها و تحدثت بتحدي
" و هل طالبة عادية تحمل من أستاذها ؟ "
رفعت نظراتي ناحيتها و بسرعة أخذت صورة جنيني ، شعرت أن عينيّ ضعفت و استدعت دموعي
" كيف علمتِ ؟ "
همست بها و رفعت نظراتي ناحيتها
" هل تعتقدين أنني مجرد أم عادية ؟ ....... أنا لا أكاد أفوت أي حركة من حركات ابني بدون أن أكون رقيبة عليها منذ لمست تغيره و تهربه المصّر من تحديد موعد الزفاف و بالتالي أصبحت أنت هدفي "
" يمكنني أن أقدم بحقك شكوى "
" افعلي فهل تعتقدين أنك تستطيعين فعل شيء لي ؟ "
و أجل وجدتني ضعيفة ، لا حول لي و لا قوة و هي عندما وضعت كفي على الطاولة و حاولت مسح دموعي بالكف التانية وضعت كفها على كفي و ربتت عليها
" اسمعيني أنا لا أريد أذيتك ....... لا تهمني ماغي بل كل ما يهمني هو أن أحصل على حفيد لأضمن أن سلالة عائلتنا ستكون مستمرة "
حدقت بها و سحبت كفي لأحتضنها بنفسي
" الحمل حدث خطأ "
" لا شيء يحدث في هذه الحياة صحيح ، حتى أنت في يوم ستجدين تشانيول يقول أنك مجرد خطأ "
عندها حدقت بها و شعرت بدقاتي تتسابق داخل صدري ، امتلأت عيني بالدموع من جديد و هي ابتسمت تتصنع اللين
" أنظري سوف نجعل تشانيول يرضخ للأمر الواقع و يتزوج بك ......... "
فنفيت برفض
" مستحيل "
" بلى سوف أتحدث مع معارفي و ننشر الأمر على أنه فضيحة و نثبت حملك و هكذا هو سيكون مضطرا للزواج منك و ماغي سوف تختفي من حياتكما "
عندها استقمت و بغضب أجبتها
" لا يمكنني فعل هذا به ...... "
و هي استقامت و أسندت نفسها على الطاولة
" سوف أدفع لك بقدر ما تشائين ...... صدقيني بين ليلة و ضحاها سوف تصبحين من أغنى الأغنياء ، أنت فقط احتفضي بالجنين و بعد أن يولد سلميه لي و أنا سأهتم بالباقي "
نفيت و وضعت كفي على بطني ، أنا لا أدري ما الذي يحدث لي
" أنا لن أخون تشانيول .... نقودك لا تهمني و إن قررت الاحتفاظ بالطفل فأنا لن أنتظرك لا أنت و لا حتى تشانيول أن تقدما و لو سنتا واحد "
تركتها و حاولت الخروج من هناك و بمجرد أن وضعت كفي على مقبض الباب هي تحدثت من خلفي بتهديد
" إن فكرت بالتخلص من الجنين صدقيني لن أتركك و شأنك ..... "
التفت لها و ابتسمت بسخرية
" للأسف القرار ليس بيدك .... إنه بيدي وحدي "
فتحت الباب و هي صرخت بغضب من خلفي
" صدقيني لن أرحمك اذا قتلت حفيدي "
و أنا لم أهتم لها ، غادرت ذلك المكان المقيت و خرجت ، اقتربت من سيارتها و طرقت الزجاج من جهة القائد و عندما فتح أشرت لسائقها
" سلمني طعامي "
و هو رفع الكيس و سلمه لي و أنا غادرت ، و ها أنا أجد نفسي أقف بين خصمين قويين ، تشانيول و والدته التي ظهرت من العدم ، تريد الجنين و مستعدة لفعل أي شيء من أجله و لكن أنا حتى الآن غير قادرة على اتخاد قراري ...... و هو قراري وحدي في النهاية
عدت لبيتي عندما استقليت الحافلة و التي استغرقت وقتا طويلا حتى وصلت للشارع الذي أقطن به ، لجأت إلى مكاني الصغير و لم أفتح هاتفي ، أطفأت النور و جلست وسط سريري و على النور الخافت الذي يدخل من الشارع أنا تناولت عشائي الذي أصبح باردا .......... أرضيت شهيتي التي اتسعت فجأة و ها أنا أحاول التصرف كشخص طبيعي ليتما أجد لي حل
لجأت للنوم و بما أن بعد غد يوم عطلة فأنا قررت أن أجعل حتى من يوم غد عطلة ، استغرقت في النوم و صباحا لم أستيقظ إلا بوقت متأخر ، أخذت حمامي ثم عدت لفراشي ، تمددت داخله و أخذت هاتفي و وجدتني أشاهد مجموعة فيديوهات أطفال ، حديثي الولادة و بعمر السنة
شعرت بالحنين و وجدتني أقاوم دموعي ، إنه شعور بائس أقسم ...... صحيح أنني لم أرده و هو أتاني بوقت ليس مناسب أبدا ، أمي و ما فعلته معي هي و أبي و تخليهما عني أمر يجعلني أفكر مليون مرة قبل اتخاد أي قرار بشأنه و لكنني ضعيفة ، قلبي يخفق بشدة
وضعت الهاتف جانبا و حاولت اللجوء للنوم مرة أخرى إلى أن يحين موعد العمل ، مر الوقت و لم أستطع النوم ، فقط كنت أحتمي بغطائي مسافرة للمستقبل ، كل الاحتمالات درسها و تخيلها و أنا كلما مر الوقت يضيق تنفسي ...... أحتاج مكان لتصفية ذهني ، هل أذهب برحلة ؟
و بينما أنا أفكر سمعت طرقا على الباب ، استغربت و التفت ناحيته ، ثم أبعدت عني الغطاء و استقمت لأسير ناحيته ، ربما هي جارتي السيدة ماري فكلما رأتني هنا تحضر لي بعض الطعام المطبوخ منزليا
هذا كان اعتقادي و لكن بمجرد أن فتحت الباب لم يكن سوى تشانيول ، شعرت بالضعف و عيني بسرعة امتلأت بالدموع فما وجدته سوى مقتربا ليضمني حتى بدون أي كلمة ، لم أسيطر على نفسي و أصابتني حساسية مفرطة بسبب الضغط الذي أعيشه و هو ربت على رأسي و همس لي
" سكار لا تبكي حبيبتي "
*
تشانيول :
لاحظت غياب سكارلت اليوم و أمس هاتفها كان مقفلا و أنا حاولت مرارا و تكرار أن أتصل بها و لكنها لم تجبني و بعدها كان هاتفها مقفلا فاعتقدت أنها تريد وقتا خاصا لها ، احترمت رغبتها لكن عدم ظهورها اليوم أصابني بالقلق و لكنني كنت قد وعدت ماغي أنني سأقلها للمطار و في طريقي من هناك إلى هنا أنا قررت أخذ حبيبتي الصغيرة لمكان حتى أبهجها به و أعوضها عن رحلة باريس التي خربتها
جلسنا على طرف سريرها و وضعت كفي على وجنتها المليئة بدموعها
" سكارلت لا تجعليني أشعر بالذنب تجاهك ....... منذ أحببتني و أنت لا تفعلين شيء سوى البكاء "
عندها عبست أكثر و وجدتها مرة أخرى تلجأ لي و أنا لا يمكنني سوى ضمها ، وضعها داخل قلبي و الاقفال عليها ، في هذه اللحظة أتمنى لو كنت رجلا طبيعي ، رجلا ليس أناني و يسعى خلف سعادته فأكون اما مع ماغي أو معها و بكلى الحالتين سوف تتجنب شعور الألم ...... قبلت رأسها و تحدثت
" سكار أنا لدي مفاجأة لك "
و هي بصوتها الباكي أجابتني
" فقط لا تبتعد عني و تذهب ..... ابقى على الأقل اليوم "
و أنا ابتسمت
" أنا قررت أخذك برحلة صغيرة "
ابتعدت عني و هاهي تستخدم ظهر كفيها معا لتمسح دموعها كطفلة شقية تستعد لتلقى حلوى حتى نرضي دموعها
" رحلة صغيرة ؟ "
" أجل ...... قرية كاسل كوب بمقاطعة ويلتشر "
توسعت عينيها و دموعها تحولت لفرحة
" هل أنت جاد ؟ "
" أجل هيا بسرعة اجمعي أغراضك حتى نغادر "
" رائع ....... أنا أحب المكان بالرغم من أنني لم أزره من قبل "
عندها ابتسمت و ضممت وجنتيها بكفي معا
" معي ستزورين جميع الأماكن سكار "
عبست بدون داعي و وجدتها مرة أخرى تضمني و تلجأ لحضني و أنا قبلت رأسها
" هيا سكار لا تجعلينا نضيع مزيدا من الوقت في الدموع "
عندها ابتعدت عني و ابتسمت و أنا لم أقاوم شعوري و اقتربت أقبلها ، و كم أحبها عندما تتعلق بي و تحاول مجاراتي ، عندما تملأ الفراغ الذي لم تستطع ماغي تغطيه ....... ابتعدت عنها و استقمت
" هيا سوف أنتظرك في السيارة "
عندها هي أيضا استقامت و بضيق تحدثت
" و لكن نحن تجاهلنا عملي "
عندها ابتسمت و نفيت
" و هل تعتقدين شيئا كهذا يفوتني ، السيد دادلي حاول الاتصال بك منذ الأمس حتى يخبرك أنه بعطلة لغاية الاثنين و عندما لم يستطع اتصل و أخبرني أن أبلغك عندما أصادفك في الجامعة "
و هي ابتسمت ببهجة ثم تركت كفي التي كانت تتمسك بها و اقتربت لخزانتها
" سوف أجمع أغراضي حالا "
و أنا سرت ناحية الباب و لكن قبل أن أخرج و أقفله من خلفي ابتسمت
" سكار .... لا تنسي ثوبك الشقي "
حدقت بي و لكن ابتسامتها التي ارتسمت لم تكن شقية كما تعودتها في لحظات كهذه ، أومأت ثم أشاحت بنظراتها ناحية الخزانة و رأيت تنهيدتها و ساورني شعور بائس و لكن تجاهلته ...... هي حزينة و في رحلتنا سوف أبعد عنها الحزن
نزلت للسيارة و بواسطة تطبيق خاص بمحطة القطار أنا حجزت تذكرتين لمقاطعة ويلتشير ، مرت مدة بعدها رأيتها تنزل بينما تحمل حقيبة ظهر و تضع قبعة على شعرها البندقي الطويل ، ترتدي بنطال جينز أزرق و سترتها السوداء و أنا وجدتني أبتسم
اقتربت و فتحت الباب لتتصعد و أنا أخذت منها حقيبتها و وضعتها بالمقاعد الخلفية و هي وضعت حزام الأمان لنغادر ، الوجهة كانت نحو منزلي ، نزلنا ثم تركتها خلفي بغرفة المعيشة و صعدت لأجهز أغراضي و أبدل ثيابي ، و كعادتي في كل رحلة كهذه ، بنطال جينز و قميص خيطي بعنق أسود و بعض الغيارات ، حملت حقيبة ظهري مع سترتي القصيرة والمناسبة للأجواء الشتوية ثم خرجت و وجهتي كانت المكتب ، حملت حقيبة آلة التصوير و بعدها غادرت
نزلت للأسف و سكار كانت تتجول ببضجر في المنزل و عندما رأتني اقتربت فسلمتها آلة التصوير
" سوف أطلب سيارة أجرى لتقلنا للمحطة "
" ألن نذهب بالسيارة ؟ "
" الرحلة في القطار ستكون ممتعة "
عندها ابتسمت و أنا طلبت سيارة الأجرة ثم اتصلت بمدبرة المنزل و أخبرتها أنني سأضع المفتاح بأحد الاصيصات الموجودة بقرب الباب ، المنزل يحتاج لتنظيف و لكن أخبرتها ألا تدخل للغرفة الواقعة في نهاية الممر ، إنها الغرفة التي أعمل فيها على صوري
غادرنا بعد وصول سيارة الأجرى و أعتقد أنها ستكون رحلة لا تنسى ، وصلنا للمحطة و خرجنا للرصيف السادس لنجلس على مقعد هناك ننتظر قطارنا و سكار وضعت كفها على كفي فرفعت عيني و حدقت بها ، ابتسمت و قربت كفها مني لأقبلها و هي عينيها بسرعة امتلأت بالدموع و بسرعة أنا احتضنت وجنتها ، اقتربت منها و نفيت
" هل تعلمين أنني رأيتك يوم كنت تبكين هناك ؟ "
أشرت للرصيف المقابل و هي حاولت الضغط على شفتيها لتمنع دموعها من الخروج
" لقد التقطت لك صورا و وجدتني غارقا بك أكثر "
عندها ضمتني ، تمسكت بي و خرج صوتها باكي ، يبدو أن المكان يجلب لها ذكريات سيئة
" تشانيول ....... تشانيول أنا "
" أنت ماذا حبيبتي ؟ "
و شعرت بكفيها يتمسكان أكثر بسترتي ، كأنها تخاف أن أبعدها عني و لكنني لن أتركها تحت أي ظرف
نهاية الفصل الخامس و العشرون من
" اشباع هوسٍ "
سكارلت اي القرارين ستتخذ حسب آرائكم ؟؟؟
إلى أن نلتقي في الفصل القادم كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro