Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

خريفُ الخيبة| ٠٥

مُنذ أن جاهَرت برغبتي في البَقاء خارِج نِطاق العِشق الَّذي يشمُلهما مُنذ شهرين، انفكَّا عن توزيعِ دعواتٍ غبيَّة لي لحُضور أيٍّ مِن مواعيدِهما الغَراميَّة، لكنَّهما لم يتخلَّيا عنِّي خِلال الكريسماس، واحتِفال رأس السَّنة، اقتَنت لي نايون صُندوقًا مِن مساحيقِ التَّجميل، في حينِ جلبَ لي بيكهيون دُبًّا محشوًّا، كِدتُ أنتحِب لمَّا رأيتُه، كأنَّه يُخبرني أنِّي مُجرَّد طِفلةٍ بنَظره.

قلَّصت أمِّي مِن مساحَته ضِمن أحاديثنا، ومِن الواضِح أنَّها تلقَّت الموعِظَة مِنه، فهِي لا تُبالِي عادةً بأحاسيسي، الآن لا تذكُره أمامِي سِوى لتُفضفِض لي عن جَفائِه معَها، إذ ما تخطَّيا مرحَلة القُبلة بحجَّة أنَّه يُريد التروِّي، بالطَّبعِ هِي تُريدُ المَزيد!

سافَرت نايون إلى دايجون بعدَ أن ورَدها خبرُ انتِكاسِ والِدتها؛ هِي امرأةٌ عجوز تعيشُ بمُفردِها في قصرٍ وحيد، لا يُحيط بِها سِوى الخَدم، أخبرتني أنَّها قد تُطيل الغِياب هذِه المرَّة، ما استَطعت مُرافقَتها بسببِ مدرستي؛ العائِق الوحيدُ في حياتِي، وملاذِي الوحيد حالِيًّا، فلستُ مخوَّلة بالتخلُّف، مُذ أنِّي لا أمتلِك مَن ينوبُ عنِّي.

في ذاتِ الأمسِيَة، وجدتُ بيكهيون بمنزِلنا، حيثُ احتلَّ المَطبخ وحوَّله إلى فوضى ساكِنة، بدَا مرآه الخلفيُّ جذَّابًا، لاسِيما وسع ظهرِه البيِّن، بفضلِ القميصِ البسيطِ الَّتي يدثِّر جسَده. مكَثت أتأمَّله، آملةً أنَه لن يرصُدني ما لم أحدِث أيَّة ضجَّة، لكنَّه كان مُلِمًّا بوصولِي مُنذ البِدايَة، وتظاهَر بالانشِغال، إلى أن ضاقَ ذرعًا بسُكوني، واستَدارَ نحوي.

«ما الَّذي تنتَظرينَه لإلقاءِ التحيَّة عليّ؟ أم أنَّك غير سعيدةٍ برُؤيَتي؟»

اعتَصمت بحبليّ حقيبَتي، كي لا أتهاوَى في فجوتيه، ودنوتُ مِن منبتِه مُحافِظةً على ملامِح جامِدة، ذلِك أكثَر ما أجيدُه.

«لماذا أنتَ هُنا؟»

كُلَّما أُبصره أتذكَّر لقطات مِن قبلتِه الحميمَة معَ أمِّي، فيطفَح الألَم في فُؤادي. مسَح يداهُ المَبلولتان في المريلة الَّتي تُحيط بخصرِه مُفصِّلةً قوامَه، ثُمَّ استَخرج هاتِفه وخاطَبني.

«أردتُ أن أطهُو لأحدهم، وأنتِ الشَّخص الوحيد الَّذي تبادَر على ذِهني».

تأمُّله أصابَني بالخُمول، حدَّ عجزي عن إرسالِ يدي نحوَ جيبي، فاختَطفتُ جِهازَه الخاصّ، وأجبت على مقالِه.

«يُفترضُ أنَّ أمِي قد أخبرتك بأنَّها فاشلةٌ في الطَّبخ، لستُ بحاجةٍ لمن يخدِمني، فأنا أجيد العناية بنفسي، ليست أوّل مرة اترك فيها بمفردي».

قطَّب حاجبيه باستِغراب، وقطَّر الكلِماتِ على مهلٍ كي أستَوعِبه.

«لم تُخبِرني أنَّك مَن تتولَّين المهمَّة».

«ربَّما لا تظنني جديرة بالثَّناء».

هززتُ كتِفيّ بضجرٍ ثُمَّ توجَّهت إلى غُرفَتي، وأفرغتُ دفاتِري على المَكتب، عازِمةً على القِيام بواجِباتِي، لكنِّي لم أستطِع التَّركيز، رغمَ أنِّي عاجزةٌ عن سماعِ الفوضى الَّتي يُحدِثها، مُجرَّد التَّفكير في أنَّه موجودٌ يجلدُ قدميَّ لتأخُذانني إليه. ما لبِثت وأن انسَقت خلفَ خفقاتِي الآثِمة، وجثمتُ بجانِبه أراقِبه يقطِّع الخضار ببراعَة. مُذ أنَّ والدتي جاهلةٌ بفنونِ الطَّبخ، اضطررتُ لتعلُّمِه من أجل رفاهيتي الشَّخصيَّة؛ الحلويَّات هي مجال خبرَتي.

أمالَ رأسَه ناحِيتي، علِمتُ أنَّه على وشكِ التفوُّه بتعليقٍ ما، لذلك سلَّطتُ بصري على ثغرِه الدَّاعي إلى اقتِراف الفَواحِش.

« تبدين أكثر نضجًا من عمرك صغيرَتي؛ فأنتِ تعتَنين بأمِّك جيِّدًا على حساب نفسك، رغمَ أنَّه دورُها».

خاتمةُ كلامه مسكٌ دوَّخ حواسي، وبصعوبةٍ استَطعت أن أخطَّ له على شاشَتي.

«لا يوجد الكثير ممَّا يُمكنني القيام به، لذلِك أحرص ألا أكون عبئًا على أحد».

أطلقَ سراحَ السِّكين، وغزَل الحُروفَ على هاتِفي..

«أحيانًا تخسرين حقوقك في مُحاولةٍ مِنك لئلَّا تكوني عبئًا على غيرك، ما تزالين صغيرةً على رعايةِ شخصين».

سُرعان ما مسَح على شعري بتؤدة، مُخفِّفًا على الحُزنِ الَّذي اعتَراني.

«ساعديني لننتَهي بسُرعة».

الشُّعور بالاهتمام هو ما افتَقرت إليه طوال حياتي، لطالمَا رجَّحت راحة والدتي على راحَتي، ولطالَما تنازلت عن غنائِمي لها، إن طالبت بها، ها أنا ذا أحصل على وجبةٍ دافئةٍ صاغَتها أنامل غير أنامِلي، ربَّما لا أتربَّع على قائمة أولويَّاته، ولن أكون المفضَّلة لديه يومًا، غيرَ أنَّه وسَّمني بأهمٍّية كافية ليسخِّر لي بعضًا من وقته!

تناوَلت ما أعدَّه بامتِنان، وما عثرت على طريقةٍ لشُكره، لقد استَنفدت جميعَ قبلاتي، ولا يسعني عبور الحدود مرَّة أخرى، فما خلفَ حواجز المستحيل جِنانٌ غانية أخشى الاعتياد عليها فأُلعَن.

تحدَّثنا بواسِطة هواتفنا بينَما تجمعُنا طاولةٌ واحدة، عن مدرسَتي وزملائي اللَّذين لا تربِطني بهم علاقةٌ وطيدة باستثناء جوان، وعن عملِه وكم يغدو مرهقًا خلال نهايةِ الأسبوع، ما عهِدته غيمةً غنيَّة بالكلم، فخلالَ لقائنا الأول ظننته كتابًا مخطوطًا بحبر شفَّاف، لا يسع أحد قراءته، ما أزال أعتقِد أنَّه يخفِي الكثيرَ تحتَ قناعه الوسيم، لست مَن تُخطئ رائحَة الشَّجن.

«هل واعدتِ من قبل؟»

السُّؤالُ العفويّ الَّذي وثَب نُصبَ عينيّ أثارَ ارتِباكِي، وبكبرياء رددت:

«لم يلفت أيُّ شاب انتباهي».

«علِمت أنَّك بريئَة مذ أنَّك تسدِّدين القبلات بعشوائيَّة».

حاكَت شفتاه الحُروف ببطء، رغمَ قدرتِه على انتهاج الطَّريق الأسهل، ربَّما ودّ إيصال صورةٍ معيَّنة له. عقَدتُ حِبالي حولَ جِذع الصَّمت مُحرجةً مِن خِطابه، وشرَدتُ في أفكاري الخاصَّة إلى أن اهتزَّ هاتِفي. حينَما أطَّرته بجفنيّ، التَمست هيمنةً طاغيةً في سحنتِه.

«لا يمكنك إثارة الفساد في نفس أحدهم بقبلة، ثمَّ الفرار كما فعلتِ معي، لا يمكنكِ فعلها مع غيري!»

شاورت نفسي عن سؤالي الموالي، وحسبت التَّبعات خشية أن أعكِّر مزاجه، لكنِّي تخطَّيت مخاوفي ووضعت لبناته على الشَّاشة.

«أخبِرني عن علاقتك السَّابقة التِّي كاد كيونغسو يفشيها لأمِّي».

مضى وقتٌ طويل على موعِدهما الأوَّل؛ حوالِي السِّتة أشهُر، لكِنِّي لا أزالُ أفكِّر في ما سمِعتُه مِن نايون آنذاك. صدَقت مخاوفي، إذ نظَّف شفتيه بالمنديل الَّذي كانَ مُستلقِيًا بمُحاذاة يده، ثمَّ نهض مُستعِدًّا للرَّحيل.

«تأخَّر الوقت، لديك مدرسة غدًا».

احترمت رغبته في الكتمان ولم ألحَّ عليه، أنا محظوظةٌ لأنَّ استهتاري ما خرَّب علاقتنا الوديَّة. رافقتُه إلى الباب، وقبلَ أن يهمَّ بالغياب، خاطَبني بلغة الإشارة.

«ليلة سعيدَة».

طلعت ابتسامةٌ خالصةٌ على أساريري، عجِزت عن أسرِها خلف قضبان شفتيَّ طويلًا؛ من المُؤثِّر أن تتعثَّر بشخصٍ يتبنَّى كلَّ ما بوسعه ليميط المسافَة بينك وبينَه، رغمَ أنَّك لستَ عصرًا ذهبيًّا في حياتِه، وما هُو بمجبرٍ على مُجاراتِ تعاليمك.

سبقَ وأن عادَت العلاقة بيني وبين بيكهيون إلى سابِق وديَّتها، إذ أدركتُ أنَّه لا يستحقُّ أن أتنمر عليه، لمجرَّد غُصَّة ما في نفسي، أو أن أصُبّ عليه غضبي مِن الحياة، قد يصير فردًا من العائِلة وعليّ أن أتقبله لو رغبت بالعَيش في السَّلام. مرَّ يومان مُنذ أن سافَرت أمِّي إلى دايجون، كانَت تتَّصلُ بي في كلِّ ليلةٍ لتتحرَّى عن أموري، في حينِ ظلَّ بيكهيون يتفقَّدني من حين إلى آخر متسائلًا كيف أبلي في غياب الرَّاشدة عن البيت، رغمَ علمه أنَّها مجرَّد غلاف، أما المضمون فيُنافيه تماما، أنا الراشدة هنا رغمًا عنِّي.

قبل أن أخلد إلى النوم مختتمةً يوما دراسيا منهكًا، ارتَجف هاتفي معلنًا عن وصول رسالة من جوان، الوجوهُ المتوسِّلة في دبرها نمَّت لي أنَّها تنضوي على رجاءٍ لن يروقني.

«صديقَتي العزيزة، ذات الفؤاد الفسيح مثل الفردوس، والوجه الملائكيّ، لقد صارَ هيونجين مقدِّما لإحدى بطولات الملاكَمة وطلبَ منّي أن أذهب لمشاهدته، لكنِّي لا أريد الوقوف بمفردي مثل المزهريَّة طوالَ العرض، رافقيني أرجوك!»

انتعل محيَّاي ملامح الاشمئزاز، مذ أنِّي لست من هواة العُنف.

«لا أحبّ منظر الدِّماء، وأصواتَ الأنين رغمَ أنِّي لا أسمعُها».

«فلتعصبي عينيك، أريدك بجانبي، لن نمكث هناك كثيرًا».

علمت أنّ هذا النقاش لن ينتهي إلا بخضوعي فأنا لا أستطيع مقاومَة توسُّلاتها، لذلك استَسلمتُ دونَ أن أزهِق جُهودي.

«حسنًا سأرافِقك».

كنت بحاجةٍ لأشتِّت ذِهني عن حبيب والِدتي، الَّذي أخذ يحتلُّني شيئًا فشيئا، دون أن أدري عن المكانة التي يزحف نحوها ناويًا اغتنامها. وخِلال الأمسيَة المواليَة، حيثُ عزفت السَّماء أنغامَ الشِّتاء الشجيَّة وعصفت الرِّياحُ الزَّمهرير بشغف، تناهينا إلى شارعٍ منعزل، أركانُه رثَّة، كأنه تعرض للإهمال، حينذاك راودني سؤال وجيه، أي بطولة هذه الّتي تعقد في مكانٍ كهذا!

تراصَّت قدمانا أمام عتبةِ مبنًى متصدّع يهدِّد بالانهيار في أيَّة لحظة، وقدَّمت جوان التّذكرتين للحارس، اكتشفت أمرهما للتو؛ كُنت غبيَّة لأظنَّ أن الدُّخول مجَّانيّ، الرِّواق الَّذي تردَّد فيه صدى خطانا مظلمٌ إلى حدٍ ما، ولكنَّ الصَّالة الَّتي قادنا إليها مبهرةٌ، كاد فكِّي يسقط لأناقتها، تتوسَّطها حلبةٌ مسيَّجة بقفصٍ حديديّ، ومدرَّجات مكتظَّة بالمتفرِّجين من ثلاثِ صُفوف.

تشبَّثت بكمِّ صديقتي الَّتي كانت تبحث بعينيها عن أثرٍ لهيونجين، واستَجوبتُها بصمت.

«إلى أين أحضرتني هذه المرَّة جوان!»

«مباراة ملاكمة!»

شاركتُها شكوكي الموبوءة في رِسالةٍ على اللَّاين.

«ولماذا تعقد في مكانٍ مشبوه كهذا، كأنَّ أحدهم يحاول التستُّر عليها».

بطَّنت قواطعها بكلتيّ شفتيها منذرةً ممَّا هو آت، ترقَّبت ردها بفارغ الصّبر إلى أن اغترفته عيناي مِن الهاتِف.

«نسيت إخبارك أنَّها ليست قانونيّة تماما».

عقِب لحظاتٍ صوَّبَت خطأها.

«أقصد أنَّها غير قانونيّة، فالقواعِد مختلفة عن القواعد النظاميّة، في كُلِّ ليلةٍ هُناك مُتنافِسان ورِهان، مِثل مُنافسات الخُيول».

في مُنتصفِ حلقَة الصَّراحَة الَّتي شبَّت بيننا في توقيتٍ غير مُناسب، فرَّت نظراتُها مِنِّي، وانقضَّت على الحلبَة، اقتَفيتُها مُتقصِّيةً ما شدَّ انتِباهها فإذا بهيونجين مُتربِّعٌ مُنتصَفها بطلعةٍ أنيقَة، مُطوِّقًا مُكبِّر صوت؛ بدا في خضمِّ الحديث.

«من سيفوز اللَّيلَة، ومن سيُنقل إلى المُستشفى».

نظرَت إليَّ موثِّقة ما تفوَّه به زميلنا في الثَّانوية، قبل أن ينسحِب خارج القفص ويوصِده بإحكام، راودتني رغبة ملحة في العودة إلى منزلي بدل هذهِ المهزلة، خشية أن تُداهِمنا الشرطة وتجرَّنا إلى المخفر، غير أنَّ جوان دفعتني نحوَ مقاعدنا القريبةِ من الحلبة، كانَت الجَولة قد بدأت بالفِعل، وما تجرَّأتُ على مُشاهَدة أيَّة لقطة.

أخبَرتني صديقَتي في رِسالة أنَّ الملأ يصيحون باسمِ فال، ما يعنِي أنَّه المُرشَّح الأوَّل للفَوز، وانطلاقًا من علامة استفهامٍ أعدَمتُ خوفي، وفتَّشت عنه، صدمتُ لرؤية بيكهيون مُنهالًا بالضَّرب على الرَّجل العالق معه بالحلبة، أخذت وقتا لأستوعب أنَّه منافسُه، وأنّ حبيب والدتي مشتركٌ في بطولةٍ غير قانونيَّة!

حينَما ترفَّع عن جسدِ ضحيَّته، ولمَحت شفته المَجروحة، استَذكرت الكدمة الَّتي حاول إخفاءها عنَّا بما أوتي من غِياب، ربطت الأحداث ببعضِها وتوصَّلت إلى خلاصةٍ منطقيَّة، لقد خُدعنا من قبل هذا الرَّجل الَّذي بدا راقيًا في دورِ الشِّيف الثريّ، والشّخص العَطوف الصَّالح. عضَّت الخيبة آمالي العاليَة عليه، وندِيت مُقلتايَ، بينما نظراتي مسلَّطة عليه، كأنَّه بُقعةُ النُّور الوحيدَة وسطَ الدُّجى.

ما لبِث وأن عثَر عليَّ بينَ المُتفرِّجين، فتحطَّمت ابتسامتُه المُظلمة وتزعزعت صلابتُه. دونَ سابق إنذار نهضت عن مقعَدي وصرَّحت لقدميّ بأخذي بعيدًا عن هذا المَكان. تمسَّكتُ بحِزامِ حقيبَتي المُعلَّقة على كتِفي، بينَما أحاوِل استِذكار الطَّريقِ الَّذي قدمنا مِنه، وقبل أن أفكَّ قُيودَ السُّكون حولَ كاحِليّ، تقهقر جسَدي إلى الوَراء، وارتَطم بصري بوجهِه المُكفهرّ.

«ما الَّذي جاء بك إلى هنا؟»

أفلتُ مِعصمِي مِن قبضتِه، وبأنامِل مُرتجِفةٍ حبرتُ له خيبَتي.

«لقد حذّرتك من أن تتلاعب بمشاعر والدتي، لكنَّك خدعتنا في جميع الأحوال، وثقتُ بصدقِك، حتَّى أنِّي اعتبرتك صديقًا لي!»

لم يكُن يحمِل أيّ أداةٍ قد تُسهِّل علينا التَّحاوُر، وما تنازل لاستِعارةِ هاتِفي، اليَوم أرى له أبشَع أوجهه.

«لم أخدع أحدًا يا صغيرة، لجميعنا جوانِب مظلمة نحرِص على بقائها دفينَة».

في كلِّ موقفٍ يستدعي صوتًا عاليًا قادرًا على وصف القهر المتراكِم في صدري، أمقت عجزي عن الكَلام، والصَّمت الذي حُكم عليّ به مؤبَّدا، أمقت حاجَتي إلى الكتابَة، وما قد تنهش منه السُّطور، أمقُت يدايَ وفشل ما تنسجانِه في النّفاد إلى أذهان البعض، كلُّ ما أكتنِزه من أسى يختزله الصَّمت، فيبانُ هيِّنًا.

«أتخبرنِي أنَّ إبراحك لذلك الرَّجل بالضرب في مباراة ليست قانونية مجرد جانب مظلم؟ هل تصدّق ما تتفوه به حتّى؟»

صرَخ رغم أنَّه فاقد للحقِّ في الثَّوران، فأنا أسيرة الأكاذيب هنا.

«هل سيروقكِ المنظر لو كنت الطَّرف الَّذي تعرَّض للضَّرب؟»

لفحت أنفاسُه وجهي بحَرارة، وما حلَّت عيناهُ قيودَهما حولَ مرآي، مثل أوَّل لِقاءٍ بينَنا ما اقتدرتُ أن أقرَأ ملامِحَه، كأنَّها مزيجٌ مِن السُّخط والوَجل. قاوَمتُ التعرُّضَ للغِوايةِ مِن قِبل ترائِبه العارِيَة، والنَّدى المُنسابِ بينَ رُبوعِها، ونَقرتُ على لوحةِ المَفاتيح.

«لا يمكنك ادّخار شوائبك لنفسك، حينما تهمّ بإدخال أحدهم إلى حياتك، تنميق صورتك بمِثاليَّة زائِفة نوعٌ من الكذِب، أنتَ رجلٌ أنانيّ».

مسَحتُ دمعةً ثارَت على خدِّي، وباستِهزاءٍ رمقتُه بينَما أعرِضُ عليهِ آخر ما ألَّفتُه.

«أراهِن أنَّ حبيبتَك السَّابقة تخلَّت عنك ما إن اكتَشفت أمرَك».

استَعر الغيظُ في أوداجِه الَّتي برَزت، وعلى حينِ غرَّة ضيَّق الخناق حولَ كتفيّ، كأنَّه يشتَهي لو سحقِ عظامَي بعضلاته السَّميكة.

«لا تتحدَّثي عنها كأنَّك كُنت حاضِرةً في ماضِيّ، ولا تنظري إليّ بتلك الطَّريقة».

خفقتُ صدرَه العاري بقبضتي الواهية، أحثُّه على الابتِعاد عنّي، فقُربه يغتالُ شِغافي، والعَجيبُ أنَّه انصاعَ لطلبي، علمت أنِّي جرحته إذ نضَح الألَم في مُقلتيه الحالِكتين، لم يكُن عليَّ أن آتِي على ذِكرِ سيرتِها، لكِنِّي تشبَّثت بموقِفي، واستَعرتُ صوتَ ترجمَة غوغل.

«فلتعد إلى الحلبَة فال!»

-

هايز خفافيش 🍒

وهيك احنا وصلنا لنص الرواية 💃💃 اتمنى انكم مستمتعين لحتى هالنقطة

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

مينجونغ!

توقعاتكم للفصل الجاي 👈👉

سي يو 🍁

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro