8¦ مقهى الاختبارات.
«جونغ إن.»
همهم جونغ إن وهو مستلقٍ على أريكة غرفة المعيشة، لقد وجد نفسه يأخذ غفوةً تحت أشعة الشمس الدافئة، المناقضة للزمهرير الذي لا يقل رغم تشغيل التدفئة في هذه الشقة.
جسده أصبح يخونه كثيرًا، والنوم في أي مكانٍ يجلس فيه بدا مغريًا طيلة الوقت؛ لذا هو فقط ينام.
هذا ما يحتوي عليه روتينه، بجانب تنظيف غرفته حينما يستيقظ والذهاب للعمل.
«ألا تكتفي بالنوم طيلة النهار؟» سأل بومغيو مقطب الوجه، يجلس عند ساقي جونغ إن الذي يحاول الجلوس باعتدال، فقط لكي لا يغفو لا إراديًا أمام بومغيو الذي بدا في مزاجٍ جاد ومعكر.
تثاءب وهو يهز رأسه بلا.
بومغيو لم يفعل شيئًا سوى تقطيب حاجبيه أكثر فأكثر، ونظر لكفيه، الذي لاحظ جونغ إن أنهما مغلقين بشكلٍ غريب، وكأنه يخبئ شيئًا ما.
«لا أريد أن أكون مزعجًا.» بدأ بومغيو، لكن جونغ إن قاطعه بشخيره.
«أنت دومًا مزعج.» سخر منه، واكتفى بالابتسام حين نظر إليه بومغيو بانزعاجٍ حقيقي.
«أنا لا أمزح، جونغ إن.» همس بومغيو وهو يعيد بصره لكفيه المغلقين.
تأمل بومغيو الذي يصرخ جسده بالتردد، في ماذا؟
الآخر نظر إليه بطرف عينيه، قبل أن يأخذ نفسًا عميقًا، ويمد يده لوجه جونغ إن، ويفتح كفه.
البتلات البرتقالية الطويلة توسطت كفه.
«متى كنت ستخبرنا عن هذا.» سأل، أو ربما هذا ما كان يجب عليه فعله، لكن حديثه بدا مغلقًا، لا يحتوي على التساؤل، أو الفضول، ربما الغضب.
حين رفع بصره لوجه بومغيو، نعم، الغضب، هذا ما يحتويه.
«أين وجدته.» اكتفى جونغ إن بقول هذا، هو لا يعلم ما قد يقوله ليجعل الآخر يهدأ، هو لا يعلم ما إجابة هذا، ما يتساءل عنه بومغيو، هو لا يعلم.
«تصحيح، هل كنت ستقول لنا بالأصل؟» السخرية بدت في صوت بومغيو الغاضب.
بومغيو المتفهم، بومغيو الذي لا يضغط على أي شخص، بومغيو الذي لطالما بقي بجانبه منذ المتوسطة، الذي شهد جميع تغيرات جونغ إن.
الذي يشهد تغيرات جونغ إن الحالية، والتي تجعله يغضب.
ازدرد جونغ إن ريقه رغم صعوبة فعل ذلك، واكتفى بالنظر للبتلات التي لا تزال تتوسط كف بومغيو.
هو يملك الكثير من الأشياء ليفكر بها، لكنه بالكاد يستطيع التعرف على أي أحدٍ منها؛ لذا هو يكتفي بالإحساس بما يتوسط صدره، الذي يأخذ وقته في التمايل داخله، وكأنه من أجمل ما يخلق في الإنسان.
وكأنه السم الذي يستمر بالانتشار داخله، بكل بطئٍ وتأني.
«أنا لست حتى غاضبًا على عدم إخبارنا، أنا فقط غاضبٌ على اختيارك. هل هذا ما تريد التعايش حتى النهاية؟» صوت بومغيو لا يزال يحمل الغضب في نهايته، لكنه أصبح مرافقًا لشيءٍ آخر.
لانكسار، أو شيءٌ من هذا القبيل.
واختار حينها جونغ إن الحديث: «أنا لا أعلم ما هذا. لا أعلم ما تعنيه تلك البتلات. لذلك عدم إخبار أي أحد كان خيارًا صحيحًا.»
وكأنه قول ذلك هو الخيار الخاطئ؛ لأن بومغيو انقلب وجهه من غاضبٍ وقلقٍ قليلًا حتى أصبح غاضبًا كليًا.
شد كفه حول البتلات، واعتقد أن هذا ما يحدث. جونغ إن يخفي هذا الجمال داخله، تمامًا كما يفعل كف بومغيو المرتجف بالبتلات.
«إذًا لتعتقد أن هذا هو الخيار الجيد، جونغ إن. لتأخذ هذا الخيار رفيقًا لك حتى النهاية، إن كان هذا ما تريده.» لسعه بومغيو بحديثه وهو يستقيم ذاهبًا لغرفته بخطواتٍ تشبه الرعد في صوته.
ربما بومغيو سيصبح الشخص الخامس ليتركه، تمامًا كما فعلت عائلته وكوان.
-
الأجواء أصبحت مشحونة، إن لم تكن كذلك بالفعل. هيسونغ يكاد لا يراه مطلقًا، هو لا يعلم إن كان يعمل طيلة اليوم أم هو مع عائلته. بينما بومغيو لا يطيق النظر نحوه حتى.
هيونجين هو الذي يحاول الجلوس معه في كل مرة.
«ألا تعتقد أن المرض طال وجوده؟ كم لك منذ أن أصبت؟ شهرًا ونصف؟» أبدى هيونجين بحساباته وهو يعد له الزنجبيل للمرة المليون.
منذ أن رأى الإبريق الذي أعدت كوان فيه الزنجبيل، هو أخذها كتحدٍ ليصنعه له مرتين في الأسبوع على الأقل، هيونجين حقًا متعلقٌ بكونه يريد الاعتناء به.
«أعتقد ذلك.» أجاب باختصار، صوته يخونه كثيرًا، بجانب جسده الذي قد اعتاد بالفعل على ضعفه الذي يزداد في كل يومٍ يمر.
سكب هيونجين الزنجبيل دون قول أي شيء في حافظة الحرارة الخاصة به، ودفعها نحوه ليغلقها ويرميها في حقيبته.
«شكرًا.» همس بشكره، وخرج دون النظر لأي شيءٍ آخر في هذه الشقة، لقد بدت خانقةً، هو لم يعد يشعر بالانتماء بعد الآن.
حين وصل، هو وجد أن جيسونغ قد تغيب عن العمل، ومن كان موجودًا لم يكن سوى سونغمين الذي بدا في مزاجٍ رائع ومثالي. منذ أن انتهى من الاختبارات النهائية، هو أصبح يعمل بجدٍ حقًا، وينشر تلك الطاقة الإيجابية في كل مكانٍ يمر فيه.
«يبدو أنك ستعمل في الاستقبال الآن.» ابتسم له الأكبر بسخرية.
شخر جونغ إن بصعوبة، ثم قال وهو يرفع أكمامه رغم برودة الجو: «ليست المرة الأولى.»
قلب سونغمين عينيه قبل أن يمسك بالمنظفات متذمرًا: «دعني أعكر مزاجك قليلًا. حقًا، لا أتمكن من تعكير مزاج أحدٍ هنا سوى جيسونغ.»
همهم جونغ إن وهو يرمي بحقيبته داخل الخزانة: «جرب التنمر على المدير، أعتقد أنه سيتقبل تنمرك بصدرٍ رحب.»
تذمر سونغمين بشكلٍ أقوى قبل أن يخرج من المكان دون قول أي شيءٍ آخر، هو حقًا يملك روحًا درامية. هو وهيونجين سيكونون أفضل الأصدقاء، وبالطبع، مع جيسونغ سيكونون الثلاثي المثالي.
تمامًا كما كان مع بومغيو وهيسونغ.
هو لا يعلم ما الذي تغير. هل هو النضوج؟ هل سبب كل هذا هو النضوج؟ هل ابتعاد ثلاثتهم يعني النضوج؟ هل اتخاذ القرارات المستمر هو النضوج؟ هل كل ما يمر به الآن هو فقط النضوج، لا أكثر ولا أقل؟
«جونغ إن، هل تريد التسكع سويةً بعد العمل؟» قاطع سونغمين أفكاره حالما اقترب من مكتب الاستقبال، ينظر إليه بتلك النظرة التي تشعر وكأنه يحدق في روحك.
هو لا يملك شيئًا بعد العمل، بومغيو لم يعد يريد التحدث معه، هيسونغ هو بالكاد يراه، هيونجين يحاول ويحاول لفهم ما يحدث ولا يجد إجابة.
لذا وافق.
-
«كنت سأقترح عليك الذهاب معي للسكن الخاص بي لكنه مخصصٌ للطلاب؛ لذا نحن سنذهب لمقهًى دومًا ما أذهب إليه في الاختبارات.» قال الأكبر وهو يخبئ يديه في جيوب معطفه البنفسجي، هو يشبه الجرو حقًا.
ضحك جونغ إن: «يالك من طالبٍ مجتهد لتذهب للمقاهي كثيرًا فقط للمذاكرة.»
رفع الآخر كتفيه دون قول أي شيءٍ عن الموضوع.
حين وصلا، رأى سونغمين يغمز للذي يقف خلف الاستقبال، وكاد أن يذعر -فمن في عقله الكامل يفعل ذلك لموظف استقبال؟- لولا أن الذي يقف خلف الاستقبال، أعاد الغمزة لسونغمين.
يبدو بأنهم أصدقاءٌ إذًا.
«أهلًا، يونغبوك.» على حديث سونغمين هو وجد بصره يعلق على بطاقة الاسم الخاص به، ووجد اسمه مكتوبًا فعلًا.
ياله من اسمٍ مميز، ولطيف.
«قهوةٌ مثلجة؟» اقترح يونغبوك، الذي كان صوته أعمق مما توقع.
«أنت تعرفني.» ابتسم سونغمين بفخرٍ أمامه، ثم التفت نحو جونغ إن قائلًا: «هذا هو الضيف الحقيقي.»
«أهلًا.» ألقى التحية فقط ليثبت وجوده.
«أهلًا بك! ما هو طلبك؟» وجه يونغبوك كان يناقض صوته العميق، هو يملك ملامحًا صبيانية، لكن بلمحةِ براءة الأطفال.
«أريد الكابتشينو من فضلك.» هو أصبح يشتهي الكابتشينو كثيرًا في هذه الفترة، رغم عدم حبه للمشروبات المرة كثيرًا، لكن هنالك شيئًا يسمى بسكر ويستطيع استعماله دومًا.
هما جلسا بعدها بكل راحة رغم ثرثرة سونغمين ويديه التي لا تستطيع عدم التحرك بينما هو يتحدث، وصوته الذي يكاد يسمع، لكنه لطالما كان يعاني من ضعف السمع؛ لذا هو لم يستغرب كثيرًا، وأكمل الابتسام لسونغمين والضحك على كل ما يقوله.
سونغمين حقًا مضحك.
«إذًا ما هي هواياتك؟» سأل الأكبر بعد أن توقف عن الثرثرة، وأخذ وقته في شرب قهوته وهو يحدق في جونغ إن.
عقد حاجبيه بتفكير، قبل أن يدرك أنه لا يعلم ما هواياته: «لا أعلم، لم أفكر بهذا الأمر منذ وقتٍ طويل.» وصمت قليلًا قبل أن يتذكر ما كان يفعله مع شقيقه قبل رحيله، ونطق: «أحب عزف البيانو؟»
لقد ضايق بومغيو وكوان على عدم تمكنهم من الحديث بشكلٍ طبيعي، وجعل أسئلتهم تبدو كحديثٍ قاطع والحديث يبدو كسؤال، وقد أصبح مثلهم.
كارما حقًا موجودة.
«لماذا لست متأكدًا؟» ضحك سونغمين قبل أن يأخذ قضمةً من كعك الليمون مكملًا: «لكن البيانو حقًا يناسبك، لقد اعتقدت أنك إن كنت من محبي العزف، فستكون عازف بيانو. توقعاتي صحيحةٌ دومًا.»
قهقه جونغ إن وهو يكمل مشروبه: «لا تنفخ ريشك في المكان.»
حينها جونغ إن، أدرك الفراغ الذي سببه رحيل إل سونغ. أدرك أن الآخر أخذ هواياته معه لتحت الأرض، وأخذ كل ما كان جونغ إن يستمتع به.
هو لا يزال يملك بيانو شقيقه، وقد أخذه معه لشقة الرفاق، لكنه لم يخرجه من الصندوق، والغبار تجمع فوقه بالفعل.
كوان ليست هنا لتتأمله وتحاول التدرب عليه كما كانت تفعل.
الرغبة في السعال كانت قوية، لكن لم تكن بالقوة التي وصلت لها حين كانت كوان هنا، تمسح دموعه التي لا مبرر لها، تطبخ له كل ما هو جيدٌ له، تشاهد مسلسلًا بجانبه.
نظف حلقه بصعوبة، قبل أن يقاطع حديث سونغمين الذي لم يستطع سماع أي شيءٍ منه لمحاولة منع ذاته من إخراج تلك البتلات التي تملأ حنجرته: «المعذرة سونغمين، أحتاج أن أذهب للمنزل.»
القلق ملأ ملامح سونغمين، وكأن مقاطعة جونغ إن له لم تؤلمه بأي طريقةٍ ممكنة: «هل أنتَ بخير؟ تبدو شاحبًا جدًا.»
ابتسم، أو حاول فعل ذلك، مع ظنه الكامل أنه فشل في فعل ذلك؛ لأن سونغمين استقام سريعًا وحمل مشترياتهم إلى طاولة الاستقبال متحدثًا مع يونغبوك الذي اكتفى بالإيماء والنظر إليه بقلق لم يتمكن جونغ إن من فهمه، وبعد إدراكٍ متأخر، وجد سونغمين قد دفع لكليهما بالفعل.
كاد أن يوبخه على ذلك، لكن الآخر ارتدى معطفه الكبير جدًا وسحبه للخارج.
«هيا، سأوصلك لمنزلك.» قال سونغمين وهو يسحبه للممشى، وكأنه شيءٌ قد اتفقا عليه مسبقًا.
«آه، أنت حقًا لا يجب عليك ذلك.» رفض جونغ إن وهو يحاول سحب يده من قبضة الأكبر الذي فقط أكمل الشد عليها.
حدق به بتلك النظرة المعتادة، وقال ببرودٍ كاذب: «أنا فقط لا أريدك أن تموت في منتصف الطريق، الليلة شديدة البرودة وأنت أضعف إنسانٍ قد رأيته. أشعر وكأن وقوع ندفة ثلج على شعرك سيميتك. وسيعتقد الجميع أنني أنا المجرم؛ لأنني آخر من قابلت.»
ضحك جونغ إن بصعوبة، كم هو صعبٌ ذلك.
وحقيقةٌ لحديثه، سونغمين بالفعل أوصله لشقته، رغم تأخر الوقت الذي ينعكس في وجهه من قبل هاتفه، ولم يذهب حتى رأى جونغ إن يدخل.
هو لا يعلم متى سيتوقف عن الاستسلام للآخرين ويستغل اهتمامهم.
----------
السلام عليكم
صليت على النبي يسطا؟
خليت بومغيو يزعل من جونغ إن ياحظكم
المهم لا اصيد احد يكره بومغيو بكنسلكم ترى الا حبحياتي اللي طول شعره مره ثانيه وموتني
بغيت افتح مناحه عن شعره بس قررت ما اضيع وقتكم المهم صلوا على النبي واشوفكم الفصل الجاي بإذن الله😔🤎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro