Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

20¦ الرابط الأخير.


أسبوعًا قد مر منذ أن أخبرته كوان عما تشعر به تجاه بيونغهو، وفي كل مرةٍ يزورها يجد أنها لم تستطع استجماع شجاعتها لتخبره.

رغم أنه يريد منها ذلك، إلا أنه يتفهم صعوبة الأمر، خصوصًا عندما يكون الأمر من ناحية الرفض، أو ربما الاعتراف بشيءٍ سيء. أنها لم تتخطى إل سونغ حتى هذه اللحظة.

في ليلةٍ ما في هذا الأسبوع، سأل: «ألم تذهبي إلى طبيبٍ نفسي؟ ماذا حصل للأول؟»

نظرت لكوب الشاي الأخضر الذي أعده لها، ونطقت: «لا، لم أجد الوقت لفعل هذا.» ارتشفت من الكوب قبل أن تجيب على سؤاله الآخر: «لا أعلم، لم أحادثه منذ أن أصبحت مع بيونغهو.»

قطب حاجبيه دون قول شيء، ثم سكب لنفسه الشاي.

وهذا فقط ما حدث.

كان الأمر ثقيلًا رغم حديثهم القصير والذي نادرًا ما يحتوي على حديثٍ مفيد، كل ما تبادلاه حينها هو سؤالها عن حياته وما هو روتينه وإن كان عمله متعبًا أم لا.

لكنه سألها بعد إدراكه عن معرفته القليلة عن عملها.

«مكتب الاستقبال في المشفى، لقد كنت محظوظةً كفاية لأجد وظيفةً جيدة حالما ذهبت لسول.» همهم لحديثها، قبل أن تقاطعه هو بردٍ غير متوقع: «لا أريد العودة حقيقةً، أنا أكره سول وكل شيءٍ يتعلق بها.»

نظر لجانب وجهها لعدة ثواني، قبل أن يلتفت نحو المرآة متحدثًا: «إذًا ماذا ستفعلين؟»

عم الوجوم لوقتٍ طويل، كما يفعل كثيرًا هذه الأيام، وأخذ يفكر في اختلاف حالهم قبل الآن.

حين تكون النباتات موجودة، حين يكون أثاثهم الشبيه بلون السماء موجودًا، حين يتمكن جونغ إن من سماع العصافير في الشرفة بجانب النباتات، حين يستمع لصدى غلاية الماء في المطبخ.

حين كل ما يملأ المكان صوت كوان وهي تتحدث وتثرثر وتتذمر عن عدم اهتمامه لكل ما هو في الشقة.

حديثها لم يتوقف يومًا، تعليقاتها لا تتوقف عن رميها نحو رأسه بينما هو لا يكلف عناء الرد حينها. لكنه أصبح العكس تمامًا، وهو تساءل إن كان هذا ما يفعله فراق شخصٍ قريب.

غضبه ناحية إل سونغ لا يبدو بأنه سيذهب في يومٍ ما.

حين لم يجد إجابةٌ منها وما وجده هو تجاهلٌ منها، أدرك أنه كذلك لا يعلم ما الذي سيفعله غدًا، الأسبوع القادم، وفي حياته بأكملها، فكيف له أن يتوقع أنها ستعرف ما الذي ستفعله بينما عقلها بالكاد يستطيع التفكير بوضوح؟

في يوم الخميس، هو عاد فجرًا للشقة.

هو لم يتوقع وجود أحدٍ حين ولج إليها، لكنه وجد بومغيو يجلس على الأريكة ويشاهد التلفاز.

«أهلًا.» ألقى التحية نحو الآخر الذي بدا مغيبًا نوعًا ما.

«مر وقتٌ طويل منذ أن رأيتك، هل حللتم المشكلة؟» تحدث بومغيو وكأنه يعرف أسرار العالم كلها.

ضحك على غبائه، ثم رمى نفسه بالأريكة الأخرى مخرجًا نفسًا عميقًا، وأجاب: «لا. لم تملك الشجاعة الكافية لحلها.»

رفع بومغيو حاجبًا، قبل أن ينطق مجددًا: «وهل أنت تمتلك الشجاعة الكافية؟»

ابتسم جونغ إن، وهمس: «لن أفكر بفعلها حتى، بومغيو. أرجوك، لا تحاول مع هذا الأمر مجددًا. إنه ميؤوسٌ منه.»

«هل رفضتك؟» سأل بومغيو وكأنه لا يعرف معنى التوقف، التوقف وفقط.

أغمض جونغ إن عينيه، تذكر انكسارها، شهقاتها التي لا تتوقف، يدها الممتلئة على غير العادة بسبب القلق، عينيها المرتجفة طيلة اليوم، وأنفاسها التي لم تعد منتظمة.

«نعم.» أجاب ببساطة.

لم يجد صعوبةً في النوم مثل هذه الليلة.

-

حين استيقظ، هو شعر وكأنه مربوطٌ بالسرير، وأمسى يحدق في السقف لعل وعسى يجد الطاقة الكافية للتحرك على الأقل.

لكن بدا التنفس أصعب ما يتمكن من فعله المرء في هذه الأيام.

هو يهاب كل ما يحدث الآن، القلق يسير في عروقه حتى أصبح لا يستطيع التفكير بأي شيء دون الإفراط بذلك، نقطة الإنفجار بدت قريبةٌ أكثر مما توقع، والغضب لا يزال يجعل يديه ترجف ووجهه يحمر ونبضه يزداد.

ربما يجب عليه التعايش مع هذا، الغضب الذي تجاهله كل تلك السنين، الذي بدا أقوى مما كان قبلًا، وإدراك وجوده لم يفعل شيئًا سوى جعل الأمر أكثر سوءًا مما هو عليه.

كان الأمر مزعجًا، شعورٌ لا يستطيع إبعاده مهما حاول، وكأنه على وشك البكاء كالطفل الحزين الذي لا يعرف ما الذي يفعل دون صوت والدته الهادئ عند أذنه وهي تواسيه في صعوباته.

عيناه تستمر بحرقه مطولًا، حتى أدرك أنه على وشك البكاء.

لماذا؟ لماذا سيبكي؟

أغمض عينيه مطولًا، وأخذ يتنفس بعمق محاولًا إبعاد ما يقف في حنجرته من ألم. لقد مر وقتٌ طويل منذ أن شعر بالاختناق هكذا، شهرٌ بالتحديد.

أخذ نفسًا عميقًا مجددًا، واستقام خارجًا من الغرفة.

-

شقة بيونغهو بدت نظيفة، مناقضٌ للأيام السابقة.

وجد قلبه يخفق دون سبب، برفقة معدةٍ متألمة، كالقلق الذي أصبح يشعر به أكثر من أي شيءٍ آخر.

توجه للغرفة بتردد، وتوقع وجود بيونغهو كما يتوقع في كل يومٍ في هذا الأسبوع، ويجد إجابته حين طرق الباب ولم يتسلل لأذنيه سوى صوتها وهي تجيب.

وجد الغرفة أنظف مما قد رآها قبلًا، وكوان تقف أمام الشرفة دون الالتفات نحوه، لكن ما استرق نظره لم يكن سوى باقة زهورٍ تستقر على الطاولة بجانب السرير.

«أهلًا.» ألقى التحية أولًا، ولم ينتظر ردها قبل أن يسأل: «هل هذه من بيونغهو؟»

«لا.» أجابت، وحين كاد أن يتوقع الأسوأ، هي أكملت: «أنا سأهديه هذه.»

قطب حاجبيه بتشوش، لكنه لم ينطق بأيٍ من تساؤلاته حول الموضوع.

«لقد أخبرته.»

جلس على الكرسي المرمي جانبًا في الشرفة، ولم يخرج أي ردة فعل حول حديثها، هو حقيقةً لا يعلم ما قد يفكر به الآن.

«لقد تفهم، هو حقًا فعل. لكن هنالك شيءٌ ما انكسر في عينيه، وأنا لا أستطيع تحمل هذا.» ازدردت ريقها وهي تتكئ على السراج: «لقد أخبرته أنه يستحق أفضل من فتاةٍ لا تستطيع التفريق بينه وبين حبيبها السابق الراحل، يستحق أفضل من فتاةٍ تهلع أمام عائلته وتحرجه أمام الجميع. أخبرني أنه لا يريد شيئًا مني سوى أن يبقى في حياتي.»

أراد رفض كل هذا، رفض كل الأفكار السيئة التي راودتها عن نفسها، تمنى أنه يملك الأحقية ليخبرها أنها أفضل ما قد يملكه المرء في حياته، وأن حياته لن تكون حياةً دون وجودها فيها.

«أنا فقط سأكون عائقٌ في طريقه، وحاولت إخباره بهذا، لكنه لم يستمع إلي.» تنهدت قبل أن تقول ما كان يتساءل عنه طيلة الوقت: «نحن انفصلنا، لكن ليس كليًا.»

عقد حاجبيه بتشوش، رغم عقله الذي يستمر بالصراخ عليه ليخبرها أن تنظر نحوه، ويستمر هو في تأمل جانب رأسها بهدوء، مدعيًا أن الحرب لا تقام داخله.

«هو سيعود لسول في غضون شهر، أنا لن أذهب معه. سنخرج معًا، لكنني.. سأعيش مع والداي.» زمت شفتيها وكأنها تفكر بكل قراراتها قبل أن تحتضن جسدها العلوي وتنظر للسماء التي تنذر بسقوط المطر.

علاقة كوان في والديها كانت غريبة، هم يهتمون بها بالطرق الصحيحة، لكن السيئة كذلك. هي لم تتعمق بهذا الأمر قط معه، ويعتقد أنه قد يكون استعطافًا نحوه لكونه لا يملك عائلة، إلا أنه هو كذلك يتجاهل الأمر.

متأكدٌ أن عائلتها لا تمانع عودتها، لكن ألن يتسألوا عن السبب؟

«هل ستكونين بخير؟» بدا سؤالٌ تافه حالما تلفظ به، لكن عينا كوان التي التفتت نحوه قالت بأنه سأل السؤال الصحيح.

«لا.» أجابت بكل صراحة، قبل أن تتقدم نحوه وتسحبه داخل الغرفة مجددًا.

حالما أغلقت الشرفة، سمع قطرات المطر التي تتساقط على النافذة، وهو اكتفى بالنظر للخارج.

كل شيءٍ كان في أسوأ حالةٍ له.

«أنا سعيدةٌ لأنك هنا، جونغ إن.» هذا ما تسلل لأذنه بصوتٍ هامس، قبل أن يجد يدين تحيط خصره بكل قوة.

أحاط هو كتفيها نحوه، ووجد دمعةً تتخذ سبيلها نحو شعر كوان دون شعوره بها.

-

في أحد أيام الأسبوع السابق، هو وجد ذاته يعترف لكوان بكل ندم.

«لقد ماتت روبي.» قال وهو ينظر لكوب القهوة التي حضره لكليهما، لكن خاصته باتت باردة بالفعل.

جونغ إن لا يزال يشعر بالندم في كل لحظةٍ يدرك أنه قد جعل أغلى ما تملك كوان يموت، يكفي أنها اعتمدت عليه كليًا وتركتها بين يديه، وكأنها لا تشك بأنه سيكون مسؤولٌ عنها.

ازدرد ريقه عندما طال الصمت، لكن الضحك الذي سمعه كان صادمًا، مما جعله يلتفت نحوها بكل بطء.

«إن قلت لي هذا الحديث قبل سنة كنت سأبكي.» نطقت والضحكة لا تزال تتضح في صوتها.

دام الصمت لعدة ثوانٍ، قبل أن تسأل جونغ إن: «هل تعلم لما بدأت بزرع النباتات؟»

رفع رأسه نحوها ثم هز رأسه نافيًا ببطء.

هي أكملت وكأنها تتوقع عدم معرفته: «عندما كنت أذهب للطبيب النفسي، هو نصحني بالاعتناء بشيءٍ ما، كحيوانٍ أليف مثلًا أو نبتة. لكنني حينها كنت قد بدأت بالفعل أعتني بك.» اتكأت على الأريكة: «أخبرني أن الإعتناء بشيءٍ ما جيد، ويجعل العقل يعمل على عدم التركيز بالذات لوقتٍ طويل، بجانب التشافي من كل الذكريات السيئة.»

«وفعلًا، كما قال، عندما كنت أعتني بك، كنت أتحسن.» صمتت لعدة ثوانٍ قبل أن تلتفت نحوه وعينيها تلمع بمزاح: «رغم كونك تشبه الجدار أغلب الوقت، لكنك كنت سببًا كبيرًا للتشافي مما أنا فيه. ولأيامٍ عديدة شعرت وكأنني أستغلك، وأنك بدوت بالفعل مكتفٍ بذاتك. لكنني كنت أنانية.»

تنهدت وتلفظت وكأنها لم تصدق أنها ستتحدث عن الأمر وأخيرًا: «لكن حين أصبحت في الثانوية، كنت عاقلًا جدًا، تملك حياتك الخاصة، والتي بدا لوقتٍ طويل أنني لست جزءًا منها، واقتنعت أنك لم تعد تحتاجني لأعتني بك. حينها فقط اقتنيت النباتات.»

حديثها كان طويلًا، وصادمًا في أقل تعبير، لكن كل ما نطق به كردٍ لها هو: «أنتِ لا تزالين جزءًا من حياتي.»

نظرت إليه كوان، قبل أن تبتسم باضطراب: «لا يجب عليك مجاملتي، جونغ إن.»

مما تركه يعقد حاجبيه معارضًا: «أنا لا أجامل.» حين طال صمتها هو أكمل: «لا أعلم ما الذي فعلته قبلًا وجعلك تفكرين بهذه الطريقة. لكنك للأبد ستكونين جزءًا من حياتي.»

وربما المفضل كذلك. هو لم ينطق بذلك.

يكتفي بقول أن كوان لم تفارقها الابتسامة بعد حديثه، وأدرك أنها ربما تحتاجه مثلما يحتاجها، لكن بطرقٍ مختلفة.

-

حين عادت كوان لعائلتها، هو أخذ جميع أغراضه التي تركها في شقة بيونغهو دون قصد، وعاد لشقته.

«أهلًا بك، هل تريد أكل البيتزا؟» هذا ما رحب به هيسونغ، ويستطيع القول أنه أفضل ترحيبٍ قد رُحِّب به قط.

حين جلس بجانب هيسونغ، هيونجين سأل بكل حذر -لا يعلم لما يكون حذرًا بما أنه سيسأل في كلتا الحالتين-: «هل ستبقى الآن؟»

ابتسم جونغ إن على ترقب ثلاثتهم لإجابته، واكتفى بالهمهمة بينما يأخذ قطعةً كبيرة من البيتزا، هي حقًا لذيذة، فقط ما كان يحتاجه بعد أسبوعين متعبين.

كانت ليلةً سعيدة، رغم كل ما كان يملأ رأسه حينها عن كوان وما يحدث حولها. وجود الرفاق ذكره بأن الحياة لا تعني كوان فقط، لا تعني ما يحمله من مشاعرٍ لم يرد الشعور بها قط.

هو نام دون أن تراوده الأحلام الغريبة المعتادة.

-

في أحد ليالي بداية أبريل، إل سونغ وجونغ إن خرجا.

عمر الثالثة عشر كان صديقًا لجونغ إن، شعر بالحرية والراحة في تلك السنة رغم إنكار الآخرين لرأيه، هو يعتقد أن الآخرين يحبون المبالغة فقط.

كان يشعر بالحماس المستمر، الرغبة في اكتشاف كل شيء، بالحصول على المتعة فقط لا أكثر، يبحث عن شيءٍ يجعل الأدرينالين خاصته يرتفع دون توقف.

هو يتمنى الذهاب في مغامرةٍ ما.

صوت المفاتيح قاطع تفكيره وهو ينظر للتلفاز الذي لا يعرف ما يعرض عليه حتى، فهو شرد في بدايته. عدم امتلاك هاتفٍ أو جهازٍ آخر يجعلك مستسلمًا للتلفاز، رغم أنه لم يستسلم، أو ربما هو قد سئم منه فقط.

«مساء الخير.» نطق إل سونغ حالما حط قدمه داخل الشقة.

وجهه لم يكن بخير، بدت ملامحه شاحبةً جدًا، الهالات أصبحت تصل لمنتصف خديه، وربما الأسوأ من هذا كله، هو أنه شعر بطاقة الأكبر الغاضبة.

ازدرد ريقه، واعتقد أن الصمت هو أفضل ردٍ لحالة إل سونغ الغاضبة، لولا أن لسانه يملك عقلًا لوحده وتحدث دون تفكير: «لا يبدو كمساءٍ جيد بالنسبة لك.»

نظر إل سونغ نحوه بصمت، قبل أن يرمي حقيبته على الأريكة، ويقترح بصوتٍ لم يبدو كصوت إل سونغ المعتاد: «هل تريد الذهاب لتشكي تشيز؟»

رفع جونغ إن حاجبيه، آخر ما اعتقد أنه يسمعه هو اقتراحٌ عشوائي كهذا.

لكن من هو ليرفض فرصةً جيدة للخروج واللعب؟ لذا هو وافق بكل سهولة.

«لماذا أنت غاضب؟» سأل مباشرةً حالما ركب كلاهما الباص. كان فارغًا على غير العادة، وجونغ إن استغل فراغ المقعد الأخير كما يفعل دومًا.

همهم إل سونغ وهو يتأمل النافذة، ولم يقل شيئًا.

اعتقد جونغ إن أن الآخر لن يتحدث، أو ربما هو يتجاهله لكي لا يفرغ غضبه فيه. لكن أليس هذا مضحكًا؟ إل سونغ لم يغضب عليه أبدًا. ربما قبل حادثة والديه؛ لأن كلاهما كانا أطفالًا على أية حال، لكن منذ الحادثة، هو لم يرى الأكبر غاضبًا أبدًا.

عدا هذا اليوم، ويبدو أن الآخر لا يريد الإنفجار عليه.

كم من مرةٍ كان إل سونغ فيها أنانيًا؟ ربما عندما بدأ بمواعدة كوان.

تنهد الأكبر فجأةً مفزعًا جونغ إن، قبل أن يلتفت نحوه ويبعثر شعره قائلًا: «لا نفكر بهذا الأمر الآن، جونغ إن. دعنا نستمتع وفقط.»

قلب عينيه منزعجًا، إل سونغ دومًا يتجاهل رغبة جونغ إن بمساعدته. لا يعلم متى سيقتنع الآخر أنه يريد مساعدته مثلما يساعده.

مثلما ضحى بدراسته فقط ليدرس جونغ إن.

حين وصل كلاهما لتشكي تشيز، وبعد دفع إل سونغ لكليهما، جونغ إن لم يضيع ثانيةً قبل أن يسحب إل سونغ معه للعب كرة السلة.

«أراهن أنني أستطيع الفوز عليك.» قال حالما وضع قرشًا في الآلة، ينظر إلى إل سونغ بتحدٍ.

رفع الأكبر حاجبه، قبل أن يشخر واضعًا قرشه هو الآخر: «يبدو أنك نسيت أني كنت أشارك في نادي كرة السلة في أيامي الدراسية.»

«ذكرني إذًا.» تحداه، قبل أن يبدأ كلاهما برمي الكرات بجنون.

كلاهما لم يتوقفا عن الضحك لثانيةٍ واحدة، بل لابد أنهم بدوا كالمجانين بينما هم يصرخون والمكان كان فارغًا عدا عدة أشخاص لتأخر الوقت.

انتهت اللعبة بفوز إل سونغ، تمامًا كما توقع.

«لقد مرّ وقتٌ طويل منذ أن لعبت كرة السلة!» علق إل سونغ والابتسامة تكاد تشق وجهه.

هو لم يعايره على الخسارة حتى، لقد كان يفعل هذا قبلًا. عندما لم تكن المسؤولية فوق كتفيه.

«لنلعب الهوكي أيضًا.» اقترح جونغ إن وهو يشير للعبة.

إل سونغ استسلم لرغباته.

لقد لعبوا العديد من الألعاب، خاصة الأطفال والمراهقين وأيًا ما يروه، ويعتقد جونغ إن أنه لم يكن سعيدًا هكذا قط. بجانب إل سونغ، والاستمتاع معًا، نسيان كل ما يحدث خارج المكان، والضحك دون مسؤوليات تثقل أكتاف إل سونغ.

عندما ذهب إل سونغ لدورة المياه، جونغ إن اشترى المثلجات لهما.

حالما خرج الأكبر ووجد علبتين من المثلجات في يديه، هو نظر إليه باستنكار: «لماذا اشتريت لكلينا؟»

قلب عينيه وتفادى الرد على سؤاله: «هل غسلت يديك على أية حال؟»

ابتسم إل سونغ قبل أن يقترب نحوه ويمسك وجنته: «أعلم أنك خجولٌ لتخبرني أنك اشتريته من أجلي وتحاول تفادي ذلك، شكرًا جونغ إني.»

«أمسكه.» دفع العلبة نحوه وتمكن من سماع ضحكة الآخر وهو خارجٌ من المكان.

مواقف السيارات كانت فارغةً من البشر، ربما عدا قطةٍ ما وكلبٍ ما يتقاسمان وجبةً ما، المنظر كان كافيًا ليجعله ينظر نحو كليهما بفزع.

لابد أنه يلهوس ويحتاج الذهاب للنوم سريعًا.

«فالنجلس هناك.» قاطع إل سونغ صدمته بإشارته لكرسيٍ خشبي يوجد في الممشى.

المثلجات كانت لذيذةً جدًا، لولا أنه شبع سريعًا منها وأمسى يتأملها دون فكرةٍ معينة تدور في رأسه، ربما عدا سبب غضب إل سونغ الغريب من العمل.

يشعر أن إل سونغ سينفجر غضبًا عليه من كثرة إصراره، لكنه فعليًا لا يستطيع عدم التحدث مهما حاول، لذا قال رغم كل شيء: «إذًا هل أنت جاهزٌ للحديث الآن؟»

تنهيدةً عميقة سمعها بجانبه الأيسر، وهو ادعى عدم سماع التعب الذي يتسلل لصوت الأكبر دون أن يشعر، يستطيع الشعور بعضلاته المشدودة، بكتفه المتيبس، بحراك قدمه دون توقف. هو لا يتمكن من الشعور بالراحة.

وحين توقع الأسوأ منه عندما فتح فمه، هو خاب أمله عند سؤال الأكبر: «ألا تشعر أحيانًا بالانزعاج من مشاعرك؟»

عندما حاول التفكير بالأمر، بالطبع قد انزعج.

لكن إن كان جونغ إن محترفًا في شيء، فهو تجاهل كل ما يتعلق بمشاعره. إن كان للتهرب إنسان، فسيكون جونغ إن. هكذا هو الأمر. منذ البداية، وحتى الوقت الحالي، وربما بعد خمس سنينٍ أو ما يقارب ذلك.

كان في يومٍ ما، يشعر، ويمتص كل ما يوجه نحوه، حتى وجد أن ذاته لم تذق المتعة، لم تذق الراحة، لم تذق عدم الاهتمام لأي ما يحدث، لذا، أقفل زر الاهتمام.

منذ فراق والديه.

فأجاب بصدق: «ربما سابقًا، حتمًا ليس الآن.»

همهم إل سونغ دون تعليق، لكنه تحدث مجددًا: «أنا فقط أمتص المشاعر.» ألقى نظرةً سريعة نحو جونغ إن الذي كان يحدق فيه دون خجل، قبل أن يعيد بصره للمثلجات: «أي أتقبل مشاعر الكل، طاقة الكل. شيءٌ كهذا، لا أعلم كيف سأتمكن من شرح الأمر، لكنه معقدٌ جدًا. المدير قال لي شيئًا تافهًا في العمل، لقد اشتط غضبًا طيلة اليوم.»

«ماذا قال؟» سأل دون تردد، ويشعر أن الأمر لم يكن تافهًا قط، لكن إل سونغ لا ينفك عن النظر في أفضل ما في الناس.

كان إل سونغ مُحرجًا بكل وضوح، أذنه الحمراء التي بانت بعد أن جعل كوان وأخيرًا تقص شعره، سبابته التي لا تكف عن طرق علبة المثلجات السائحة بالفعل، أسنانه التي تستمر بعض شفتيه بطريقته المعتادة حين يحرج أو يتوتر، بكتفيه العريضين المقوسان بطريقةٍ تجعله أصغر مما هو عليه.

بلل شفتيه قبل أن يأخذ قضمةً فجأة من المثلجات، وتهرب كعادته الدائمة: «لقد رأيت متجرًا قبل قليل، أريد شراء هاتفٍ جديد.»

تنهد جونغ إن من تصرفات الأكبر، الذي ادعى وكأنه لم يرى ردة فعله وأكمل أكل المثلجات سريعًا، أو قبل أن يصرخ: «لقد تجمد عقلي!»

ضحك عليه جونغ إن: «لماذا أنت عجلٌ هكذا؟ لا يزال هنالك الكثير من الوقت.»

نظر الآخر إليه والألم في عينيه: «إنها الثانية والنصف فجرًا، عن أي وقتٍ طويل تتحدث؟»

رفع كتفيه واقفًا ليرمي علبة المثلجات في سلة القمامة: «لن ينتهي الوقت حتى تنهيه أنت.»

حين عاد وجد إل سونغ يناوله علبة المثلجات، يعطيه أو ربما يضحي لأجله، كما يفعل دومًا.

«دعه لك، أشعر بالغثيان.» حسنًا، هو ليس الأفضل في التعبير عن مشاعره كذلك، لكنه يحاول.

ما يهم جونغ إن الآن، هو أن الآخر لا يضحي بمثلجاته، والعذر كان كافيًا ليجعله يتراجع عن قراره ويكمل مثلجاته في طريقهم للمتجر.

اعتقد جونغ إن أن إل سونغ بالفعل قد اختار ما سيشتريه، لذا كاد أن يقف خارجًا ينتظره، أو ربما داخلًا بجانب المحاسبة، فإن كان جونغ إن سيئًا في شيءٍ ما، فسيكون في التبضع، حتى وإن كان في صالحه.

لكن إل سونغ سحبه من كتفه كما يفعل دومًا، بطريقته الحنونة والتي توضح له بكم أن الآخر يريده معه، في كل مكانٍ وفي كل وقت.

«أردت استشارتك عن الهاتف.»

قلب جونغ إن عينيه، هو لا يعرف ما النوع الجيد من السيء، ثقة إل سونغ في بعض الأحيان -دائمًا- ليست صحيحة، لا يعلم متى سيستسلم.

«ما رأيك بهؤلاء؟ الوردي حقًا جذب اهتمامي.» هز إل سونغ حاجبيه وهو ينظر نحوه ببسمةٍ جانبية.

ضحك جونغ إن وأبعد ذراع إل سونغ الخانقة: «لا أعلم، الوردي حقًا لا يناسبك.»

رفع الأكبر حاجبًا متحدثًا: «ماذا تقصد؟ هو حتمًا يناسبني، ألا ترى قصة شعري اللطيفة؟»

شعره المقصود لم يكن لطيفًا، خصيصًا بمؤخرة رأسه المحلقة كليًا وشعره القصير الذي بالكاد يصل لحاجبيه. لذا لا، الوردي حقًا لا يناسبه.

لكنه ليس هاتفه، لذا هو قلب عينيه مجيبًا: «هو لا يناسبك مطلقًا. لكن لتأخذه إن أعجبك اللون.»

همهم إل سونغ دون قول شيء، واستمر بالتمشي وهو يتصفح الهواتف في الرفوف الأخرى بينما هو يقف بسكون في مكانه، جونغ إن متأكدٌ أنه لم ينزل بصره نحو السعر، التي كانت جميعها مقلقةٌ لهما.

إل سونغ لم يكن بهذا الإهمال قط.

«يبدو بأنني سأشتري هذا الهاتف، الهواتف الأخرى لا تملك مواصفاتٍ جيدة.» عاد إل سونغ وهو يعلق على جميع ما رآه ولم يعجبه، وجونغ إن هز رأسه وكأنه يعرف ما يتحدث عنه.

«إذًا ما رأيك؟» التفت نحوه الأصغر بتشوش، وأكمل: «أي لونٍ تفضل؟»

«آه..» نظر للألوان مجددًا، وهمس بينما يتأمل جميع الألوان بتركيز: «لا أعلم لما رأيي أصبح مهمًا بالنسبة لك فجأةً..»

لقد كانت ألوانًا معتادة، أسود، وأبيض، وذهبي، ووردي. ربما عدا اللون المميز الذي اقتحم بصره دون انتباهه له قبلًا. أحمر.

لذا أشار نحوه قائلًا: «هذا يناسبك. إنه رائع.»

إل سونغ لم يتردد في شرائه، هو حتى ناول المحاسب البطاقة قبل أن يتمكن من إخباره بالسعر كاملًا.

تصرفات إل سونغ كانت غريبةً طيلة اليوم، لكن بعد تأخر الوقت، وجد جونغ إن أنه لا يملك الطاقة الكافية ليزعج الأكبر بإخباره.

عندما خرج كلاهما من المتجر، أصبحت السماء تمطر. لم يكن قويًا، كان رشًا خفيفًا ولطيفًا لم يعي بذاته حتى تثاءب دون إنذار وهو يرجف مع كل قطرة تلامس ظهره.

«لنعود للمنزل.» قال إل سونغ ساحبًا الأصغر نحوه ليضع ذراعه حوله، وجونغ إن لم يجد في ذاته القوة الكافية ليعترض.

الدفء كان يحاوطه في كل مكان، لكنه وجد دفء دواخله أهم ما في هذه اللحظة.

«جونغ إن.» نادى إل سونغ فجأةً بصوتٍ منخفض، وكأنه يخاف منه سماع مناداته.

همهم دون النظر نحوه.

«أنا لن أجعلك تحتاج شخصًا آخر.» همس للرشاش، لليلة التي أصبحت باردةً دون أدنى إنذار. إل سونغ كان خائفًا، برجفة جسده، برجفة صوته رغم محاولاته التي قد حفظها جونغ إن بالفعل.

لكن لطالما كان الأصغر هو الأفضل في التعامل مع البرد.

«لا يوجد لي سواك على أية حال.» أجاب جونغ إن بكل إحراج، وحاوط خصر الأكبر، وكأن حضنه الصغير هذا سيتمكن من نشر الدفء في دواخله.

اللحظة كانت دافئة، أكثر مما ينبغي حتى.

رد إل سونغ بشد كتفيه نحوه، وكأنه أراد أن يحتويه معنويًا وفعليًا.

عندما نام في تلك الليلة، لم تراوده الكوابيس المعتادة.

عندما استيقظ من النوم في الظهيرة، وجد الهاتف على الطاولة التي بجانب السرير، ومكتوب فوقها على ورقةٍ صغيرة «إنه لك.».

عندما استيقظ من النوم بعد ثمانية أشهر، وجد كوان تحتضنه باكيةً عن رحيل إل سونغ.

عندما نام في تلك الليلة، وجهه قد رسم بخطوط عبراته الغاضبة.

-

عندما استيقظ من النوم، كانت الساعة الخامسة صباحًا وهو لا يستطيع التنفس.

الأشواك لا تكف عن وخز حنجرته، وكأنها تحاربه للخروج، لم يعي على ذاته حتى أدرك أنه يجري لدورة المياه وهو يسعل باستمرار.

لم يمر بتلك الحالة منذ وقتٍ طويل، السعال الشديد الذي ينتهي بالتقيؤ، لقد اعتقد أنه بالفعل قد تعافى من الأمر نوعًا ما.

لم يتمكن حتى من الاقتراب من المرحاض قبل أن يتقيأ على الأرضية.

سقوط الزهرة مكتملةً جعله متوقفًا لعدة ثواني.

تنفس بكل وحشية، وكأنه لأول مرةٍ يتمكن من التنفس. صدره بدا فارغًا. فارغًا بطريقةٍ جعلته يفكر، هل هذه النهاية؟ هل هذا كل شيء؟

وجد ذاته بكل تشوش يجلس على الأرضية المتسخة ويحمل الزهرة الصفراء بيديه المرتجفتين.

كانت الزهرة مكتملة، وكأنها أحد الأزهار التي في الشرفة، بلمعانها، وإشراقها، وجمالها، وازدهارها. هذا ما كان يعيش داخله، الجمال الذي كان يحتويه ويمنعه من الخروج. هذا ما خلقته مشاعره المزعجة نحو كوان.

كوان. هل هذه نهاية ما يربطهما؟ هل هذا آخر ما تمكن من ربطهما سويةً، وهو تخلص منه كذلك؟ كما فعل مع كل شيءٍ آخر يربطهما؟

لكن إل سونغ هو رابطهما الأول. لم تكن روبي، لم يكن شقتهما، لم تكن مشاعرهما، لم تكن الزهرة التي خُلِقَت داخله.

ويعتقد أنه لطالما إل سونغ يعيش داخلهما، بكل ذكرياته الواضحة التي تغزو عقل كليهما، وعدم تخطي كوان لكل المشاعر التي خلقتها إل سونغ فيها، وكل الوعود التي وعد جونغ إن بها وأخلفها، هو سيكون رابطهما الأول والأخير.

أنا لن أجعلك تحتاج شخصًا آخر.

لا يوجد لي سواي على أية حال. ربما كان يجب عليه قول ذلك حينها.

لكنه لا يجد في ذاته الندم الكافي لتغيير ذلك اليوم في ذاكرته.

----------

10/11/2023
-تمّت-

السلام عليكم
خلصت روايتي المفضلة، لكم أن تتخيلوا انكم قريتوا ٣٠ الف كلمه من الهبد اللانهائي، اللي ما يقرا روايات طويلة خليتك تنجز شيء في حياتك🤙🏻

استمتعت جدًا جدًا جدًا وانا اكتب هذي الرواية، خصوصًا شخصية ايان وتعقيدها ومشاكلها النفسية والاجتماعية كانت ممتعة، صح عذبته تعذيب بس هذي متعتي في الروايات اصلًا هه

طبعًا نهاية مفتوحة زي ما انتوا شايفين، حابه اقولكم لو ما كانت مفتوحه كانت بتصير بائسة جدًا جدًا جدًا، بس اني انقذت الوضع ع اللحظة الاخيرة -الشهر الاخير- ورقعتها وخليتها مفتوحة كذا، وفي النهاية الخيار لكم، هل جونغ إن قرب يتخطى كوان؟ ولا باقي وراه طريق طويل مع مشاعره المعقدة؟ قولوا لي وجهات نظركم ابغى اسمع اراء😔🤎

فيه اشياء كثيرة ألهمتني للكتابة، رواية انجليزية قريتها، لعبة بلايستيشن عن الاخوان عجزت اتخطى نهايتها يمكن لمدة ١٥ يوم، مرض الهاناهاكي اللي من اول ما قريته وانا ودي اكتبه، صداقة خط ٠١، ورغبتي باني اكتب حب غير متبادل واخليه واضح انه مو متبادل، عكس رواياتي الباقيه اللي تكون غامضة نوعًا ما😭

المهم سؤالنا المفضل المعتاد
مين شخصيتكم المفضلة؟ كنت استمتع في كتابة بومغيو وجونغ إن لاسباب واضحة وضوح الشمس😩

المعذرة والسموحة ايام فاينلز وكذا بس شنسوي عاد توي انا خلصت اشغال الترم كله والفاينلز بعد شهر فمعلش ع الوقت الغلط تتخطون

المهم شكرًا لكم ع الانتظار، وان شاء الله استمتعتوا مع قطار المشاعر اللي قريتوه هذا😔

إلى لقاءٍ آخر🤎

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro