11¦ شقيقٌ أصغر.
هو لم يعرف كيف يعيش مع هذه المعلومة. أنه يحمل شعورًا في رئته، شعورًا مؤلمًا، يستمر بوخزه، بإيلام حنجرته، إعاقة تنفسه.
ذاك الشيء الذي لم يعتقد أنه قد يملكه، خصوصًا لكوان.
كوان التي تعيش حياتها بعيدًا في سول، مع من يملك قلبها، يملك شغفها، يملكها بكل ما فيها، بكل عيوبها وبكل ما هي عليه.
الغيرة كلمةٌ قوية عليه، وهو بالكاد يستطيع القول أنه قد شعر بالغيرة نحو أي شخص.
هو لم يغار من بومغيو وعائلته، هو لم يغار من هيسونغ وشقيقه الذي يستمر باللعب معه وكأنهم أقرب الأصدقاء، هو لم يشعر بهذا الشعور قط.
لذا لا، هو لا يشعر بالغيرة ناحية بيونغهو، هو لا يتمنى أن يكون الآخر شخصًا سيئًا لكوان، هو لا يتمنى أن تعيش كوان حياةً بائسة معه فقط لتعود إليه. هو ليس بهذه التفاهة، كوان لن تكون خاصته قط، وهو لن يكون خاصتها. رغم تحكمها الكبير به حاليًا، رغم المشاعر الكثيرة التي زرعتها داخل جونغ إن، هو ليس لها.
لا يعلم لما بدأ الشعور بالنمو داخله فجأة، عندما أصبح يعيش بعيدًا عن كوان، عن اعتنائها به، عن حنانها الذي كان يشبه حنان شقيقةٍ لشقيقها الصغير، عن كل المشاعر التي لم تكن بذاك السوء.
هو ممتن، لكل التضحيات، لكل ما فعلته لأجله. رغم معاناتها في العلاج من رحيل إل سونغ، الذي جعلها تصل للذهاب لطبيبٍ نفسي فقط لتتعالج من الصدمة التي أصابتها، والتي لم تقف حتى في طريقها لتعتني بجونغ إن، وكأنه الشخص المهم الوحيد في حياتها، وكأنها ليست هي من احتاجت العناية بل هو.
هو يذكر ذلك اليوم، حين أتت وهي بالكاد تتنفس، بالكاد تتماسك في وعيها، واحتضنته بقوة باكيةً على كتفه رغم أنه لم يكن من محبي العناق، خصوصًا مع حبيبة شقيقه، إلا أنها احتضنته، تقول شيئًا لم يتمكن جونغ إن من فهمه لشدة بكائها وشهقاتها التي يذكر أنها آلمتها حتى أصبح صوتها مبحوحًا اليوم التالي.
كانت تعتذر.
فقط تعتذر، وتعتذر، وتعتذر، حتى استطاع جونغ إن سحبها من كتفيه والنظر إليها بكل قلق، حينها حاولت ابتلاع شهقاتها، هامسةً بصوتها الحزين الغير ثابت مطلقًا: «إل سونغ قد رحل. أنا أعتذر.»
واحتضنته مجددًا بشكلٍ أقوى.
يذكر صدمته حينها، أنه بقي لعدة دقائق يحدق في الحائط دون أي تعبيرٍ يكفي ليشرح ما يشعر به.
لكنه لم يكن بتلك الصدمة، لم يكن كلحظة فقدانه لوالديه، التي لا يتذكر حتى كيف كانت ردة فعله حينها، لكنها في كلتا الحالتين لم تصل لتلك المرحلة.
ما شعر به حينها هو الغضب، الليالي التي وعده إل سونغ أنه لن يذهب، سيبقى معه رغم رحيل والديه، لن يتوقف عن الاعتناء به كشقيقه الأصغر، جميعها ذهبت هباءً منثورًا، ولم يبقى لجونغ إن سوى ذاته، التي يعتقد أنه بدأ بفقدانها من تلك اللحظة.
لم يتمكن من مقاومة الدموع رغم محاولاته. لكنه شعر بنبضه، استمع لأنفاسه العالية، شعر بوجهه الذي يصبح دافئًا في كل لحظةٍ تمر، والرجفة التي تستولي على جسده بطريقةٍ لا يشعر بها إلا نادرًا.
أراد أن يخبر كوان أن تبتعد عنه، أن تتوقف عن الحديث، تتوقف عن كل هذا الاعتذار الذي لا يفهمه، ويعتقد أنه لا يريد فهمه حتى بعد أن أصبح بالغًا.
فقط لتتوقف، وتبتعد عنه كما ابتعد الجميع.
لكنها لم تفعل.
يعتقد أنها اتخذت الخيار الخاطئ، لكن من هو جونغ إن ليستطيع قول هذا.
-
ليلة الأربعاء التي وعد جيسونغ به قد أتت، وهو سيذهب لشقة الآخر التي تبعد نصف ساعة عن شقته، وربع ساعةٍ إضافية مع المواصلات والانتظار الطويل.
لذا هو لم يصل حتى أصبحت الخامسة المساءً بالفعل وهم من المفترض أن يتقابلوا منذ ساعة. هو سيلوم تأخيره على بومغيو الذي لا يتوقف عن محاولة الاعتناء به رغم رفضه المستمر.
هو حقًا ندم على ترك الآخر إخباره بما يشعر به، لكنه شاكرٌ لأن المياه عادت لمجاريها.
بعض الشيء.
ولسوء حظه، كان مصعد المبنى معطل، واضطر لصعود الدرج حتى الدور الخامس، هو بالفعل قد فقط كل طاقته، وجسده الضعيف بالفعل يكاد لا يحمله حتى شقة جيسونغ، لكنه بمعجزةٍ ما استطاع الصعود، ورن الجرس يحاول استعادة أنفاسه.
«أهلًا! أنت متأخر.» رحب جيسونغ بكل إشراق، وكأنه يتحدث عن خططهم لهذا اليوم.
دفع الآخر وهو يجاهد للتنفس مقتحمًا شقته، هو يعلم علمًا تامًا أنه سيندم على وقاحته في تلك اللحظة، لكنه يعاني بالفعل من الأكسجين الذي لا يصل لرئتيه ومن ارتجاف ساقيه التي تنذره أنها ستستسلم في أية لحظةٍ أسفله.
«واه أنت حقًا لا تستطيع التنفس!» قال جيسونغ مجددًا وكأنها ليست معلومة القرن، ورأى جونغ إن يسحب ذاته ببطئٍ للأرض بجانب الباب وهو يشعر بقدميه تستسلم كليًا. الآخر، وكأنه أدرك الأمر وأخيرًا، أنذر ذاهبًا للمطبخ: «سأجلب الماء!»
بعد أن استرجع القليل من أنفاسه، استطاع استيعاب محيطه الذي يتسم بالبساطة والأناقة، تمامًأ عكس ما توقعه من جيسونغ. الجدران كانت رمادية اللون، والأرائك تحمل اللون النيلي، أو ربما لونٌ أخف من ذلك. تلفازٌ كبيرٌ جدًا يكاد لا يصدق وجوده، وعدة أجهزة موضوعةٌ بشكلٍ مرتبٍ عشوائي، بجانب السجادة التي تحمل لونًا رماديًا كذلك، والستارة السوداء رغم كل هذا.
هو حقًا لا يحب هذا النوع من الألوان، وحتمًا لن يصمم ديكورًا كهذا، لكنه جميلٌ ومتناسق رغم كل اعتراضاته.
هو بالفعل أصبح نفسه طبيعيًا بعض الشيء حين أتى جيسونغ بعلبة الماء الباردة، كما يحبها بالطبع.
بينما هو يشرب منها سمع جيسونغ يقول: «يبدو أنه لا يجب علي سؤالك إن كنت تريد شيئًا لشربه.»
كاد أن يختنق جونغ إن بالماء، هو حقًا يتمنى أن يتوقف جيسونغ عن إضحاكه بينما هو يشرب، هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، اختنق بالكولا مرةً وبصقها على سونغمين التائه في عقله، كانت ليلةً مثيرةً للاهتمام، هو لا يتذكر ما الذي قاله حتى.
لكن جيسونغ شخصٌ ممتع.
«توقف عن المزاح وأنا أشرب، هذه المرة الرابعة التي أكاد أختنق فيها!» تذمر جونغ إن بينما هو يستقيم للجلوس بكل احترامٍ في شقة الآخر.
ابتسم الآخر وكأنها كانت خطته من الأساس، ثم أشار له بالجلوس على الأريكة.
همهم جونغ إن جالسًا قبل أن يتحدث عما كان يدور في رأسه: «المكان يبدو أنيقًا، وغاليًا كذلك. هل أنت غني ولم تخبرنا بذلك؟» تساءل آخر حديثه وهو يدعي أنه يحلل جلسة الآخر التي كانت فوضويةً للغاية.
شخر الآخر بسخرية قبل أن يغوص أكثر في الأريكة مجيبًا: «تقصد رفيقا السكن هم الأغنياء. أنا فقط فتًى يحاول إكمال واجباته والحصول على ماله الخاص دون الاعتماد على أحد.» صمت قليلًا قبل أن يبرر: «ربما عدا الشقة الغنية هذه، لكن هذا لا يعني أنني لن أكون شاكرًا لهما. أنا من اشترى هذا التلفاز الضخم، وأحاول شراء حاجات المنزل غالبًا.»
رفع حاجبيه بانبهار، هو حقًا لم يتوقع أن جيسونغ يملك رفيقا سكنٍ جيدين كفايةً ليتفهموا وضعه المادي، الأمر بدا غريبًا نوعًا ما، لكنه جيسونغ؛ لذا لا شيء طبيعي يدور حوله على أية حال.
«إنها أحد صفاتي المميزة.» تردد صوت جيسونغ في عقله عندما حادثه أثناء العمل عن أكل البيتزا التي تبقى دومًا من قبل الزبائن.
هز رأسه بطريقةٍ ما قبل أن يسأله: «إذًا ما الذي تفعله؟ نحن لم نتحدث عن الهوايات مطلقًا، وقد لاحظت أن هنالك الكثير من آلات العزف هنا.»
هو لم يكذب، هنالك بيانو صغير موضوعٌ على المنضدة التي بين الأريكتان الكبيرتان، ويوجد مزمارٌ على طاولة التلفاز، وبجانب التلفاز تمامًا يوجد حقيبة غيتار تتكئ على الحائط. كان منظرًا مثيرًا للاهتمام، هو لم يرى منظرًا كهذا قبلًا.
«آه نعم العزف، هو ما عرفنا على بعضنا. لقد كنت أعزف الغيتار في أحد القاعات عندما كنت لا أزال أدرس، وتشانغبين قد دخل صدفةً للقاعة ووجدني أعزف، تستطيع قول أنني قد سحرته بعزفي المثالي.» وجه جيسونغ الواثق تركه يضحك رغم صعوبة ذلك، هو حقًا يشعر أنه يتشافى عندما يكون بصحبته هو وسونغمين.
«إذًا تشانغبين أحدهما، من الآخر؟»
ابتسم جيسونغ ببشاشة، وكأنه لا يصدق أن جونغ إن مهتمًا كفايةً ليريد معرفة من يعيش معه: «تشان، هو أكبرنا وأفضلنا. بالطبع هو دومًا ينكر ذلك رغم معرفة الجميع بهذه المعلومة عنه، لكنه جيدٌ في صنع الموسيقى، بينما تشانغبين جيدٌ في إيجاد كلماتٍ جديدة ومميزة، يستعمل ذكائه كثيرًا. أنا فقط أجيد الكتابة سريعًا.»
جونغ إن يشعر وكأن الآخر يقلل من قدراته، لكنه لم يستمع لأغانيه كي يعلم على أية حال، لذا اكتفى بالهمهمة وتغيير الموضوع، ربما الآخر لم يجد راحته بالحديث عن هذا الأمر: «لقد سمعت أن سلسلة هاري بوتر قد أصبحت في نتفليكس، هل تريد مشاهدته سويةً؟ أنا لم أشاهده قبلًا.»
اتسعت عينا جيسونغ وكأن الآخر قد قال أن السماء لونها أخضر، واستقام سريعًا للمطبخ وهو يصرخ: «سأحضر العديد من المفرحات، ستكون هذه ليلةً طويلة!»
ضحك جونغ إن بينما هو يستمع للأزعاج الذي بإصداره وهو يبحث عن المفرحات.
يبدو أنه وجد صديقًا جديدًا.
----------
قررت اتكلم عن شخصيتين منبوذتين في رواياتي ياعزتي المهم مالهم حضور فلا احد يتحمس
المهم احد شاف الحلقه جديده؟ غايز انا مت ع ايان البنت حرفيًا خير😭😭😭
لا وكل شوي انسى ان وهو ولينو اولاد اقول اشبهم يجننون كذااااا اف شخصيه ايان هي حب الطفوله مقدر اتخطى💔
وضعه مع تشانغبين مشكوك في امره الف بس ما الومه يع يجنن ومينهي اوني تعبت💔
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro