بارت 8
سونغهون : هاه.. لا أعلم ما يجب علي أن أقول الآن بعدما سمعت كل هذا
وونيونغ : لا أريدك أن تحكم علي، أنت على الأرجح تظن أنني مجرد فتاة مدللة متعجرفة متصنعة ذات شخصية صعبة الإحتمال و فيني كل الصفات السيئة التي تكرهها، و لكنني في داخلي شخص آخر تماماً يختلف عما أظهره من الخارج، و لكن لا أحد يعلم ذلك، لا أحد يعلم كم أعاني في الواقع!
قالت وونيونغ جملتها الأخيرة بنبرة صوت مهزوزة و مكسورة لتعاود البكاء مرة أخرى ليشعر سونغهون بالأسف الشديد نحوها بصدق
ليقوم سونغهون بعمل حركة غير متوقعة، ليقوم بإمساك وجه وونيونغ بيده برومانسية لتنظر هي له مباشرةً و يصنعا تواصلا بصرياً بينما كانت الفتاة مصدومة من ذلك التصرف
ليقوم سونغهون بمسح دموع وونيونغ بإبهامه برومانسية ليتحدث إليها بعدها بنبرة رجولية هادئة بهدف طمأنتها و التخفيف عنها قليلاً ليقول
سونغهون : لن تعاني وحدكِ بعد الآن، أعدكِ بذلك، لأنني سأكون دائماً بجانبكِ و سأحميكِ مهما كلفني الأمر، لأنني رغم كل شيء سأظل في الأول و في الآخر زوجكِ وونيونغ! و لن أسمح لأي شيء أن يجرح مشاعركِ أو ينزل دمعة من دموعكِ الغالية تلك مهما كان! ثقي بي!
قال سونغهون لتصدم وونيونغ منه أكثر و تتسارع نبضات قلبها بقوة لا إرادياً بينما هام كليهما في عيني الآخر غير مدركة أن قلب سونغهون أيضاً ينبض مثل قلبها بقوة لسبب كلاهما يجهلاه
شعرت وونيونغ لوهله أنها تريد أن ترمي نفسها في أحضان سونغهون و تبكي بشدة، و لكنها سرعان ما عادت للواقع حين إستوعبت نبضات قلبها القوية نحوه مما جعلها تفسد ذلك الموقف الرومانسي بينهما و تبعد وجهها عن يده و تقول
وونيونغ (بإنزعاج) : يا! لمَ تقول لي هذا النوع من الكلام؟! أتحاول أن تتقرب مني أم ماذا؟!
سونغهون (صُدم من رده فعلها) : ماذا؟!
وونيونغ (بتحذير) : أنا لم أطلب منك أبداً أن تقف بجانبي ولا أن تحميني! لذا من الأفضل لك ألا تحاول أن تتقرب مني مستعملاً مثل ذلك الكلام المعسول مرة أخرى بارك سونغهون! أفهمت هذا؟!
سونغهون (مدافعاً) : لم أكن أحاول التقرب منكِ!
وونيونغ : لا تجرؤ على التفكير في ذلك حتى! و إلزم حدودك معي! كوننا متزوجين بالإجبار لن يجعلك مسؤولاً عني ولا عن مشاعري لذا إهتم بشؤونك الخاصة فقط و إتركني وشأني!
قالت وونيونغ بنبرة حادة صادة محاولة سونغهون للتخفيف عنها و التقرب منها ثم نهضت من مكانها و مسحت دموعها بيدها و نزلت للأسفل تاركة سونغهون وحده و هو منزعج بشدة من رده فعلها و توبيخها له
سونغهون (لنفسه بغضب) : أشش اللعنة! أستحق ذلك لأنني حاولت أن أكون لطيفاً مع فتاة متصنعة و مزعجة مثلها!
قال سونغهون لنفسه منزعجاً ليحاول بعدها أن يأخذ نفساً عميقاً و أن يهدأ حين شعر ببعض نسمات الهواء على بشرته لينظر بعدها للأفق و يشرد مع تفكيره قليلاً
Sunghoon pov
هاه.. يا إلهي..
بغض النظر عن وقاحة وونيونغ معي قبل قليل..
إلا أنني أدركت فجأه من كلامها أنها في الواقع.. فتاة طيبة و نقية و قد عانت في حياتها كثيراً عكس ما كنت أظن حين إعتقدت أنها مجرد فتاة مدللة و مزعجة!
الناس كانوا دائماً ما يظلمونها بالحكم بشكل خاطيء عليها مثلما فعلت أنا أيضاً! لأنهم لم يكونوا يعرفون شخصيتها الحقيقة!
هي في الحقيقة رقيقة جداً و حساسة و نقية و تتمنى فقط أن يحبها أحدهم لنفسها و ليس لما يستفيده منها!
هذة أول مرة لي في حياتي أراها بهذا الحزن و الضعف و اليأس، و أتمنى أن تكون الأخيرة
و لكنني بجدية لم أستطع السيطرة على نفسي..
لوهله شعرت في داخلي أنني أود أن أدفنها بين أحضاني و أدعها تبكي إلى أن تنتهي و تشعر بالراحة
لوهله شعرت أنني أردت أن أحميها من العالم بأسره كي لا تنزل دمعة واحدة من عينيها الجميلتين مرة أخرى
مهلاً! هل قلت على عينيها جميلتين للتو؟! بجدية ما الذي يحدث لي؟! ما خطبي؟!
لماذا أشعر بقلبي ينبض بقوة و مشاعري كلها تضعف حين أنظر في عينيها و لو بالخطأ؟! ماذا حدث لي؟!
يبدو أنها محقة، علي أن ألزم حدودي معها و ألا أحاول التقرب منها مرة أخرى
هي لا تستحق على أي حال
End pov
فكر سونغهون مع نفسه ثم قطع حبل أفكاره حين قرر النهوض و النزول لكي ينام حيث تأخر الوقت، متجاهلاً مرة أخرى مدى قوة نبضات قلبه ناحيه وونيونغ للمرة الثانية
**
و في غرفة النوم، كان كل من سونغهون و وونيونغ نائمان معاً على سريرهما بينما كان بينهما مسافة كافية و كلاهما كان مصدراً ظهره للآخر أي ينامان في إتجاهان متعاكسان ليقرر سونغهون أن يتحدث فجأه بعدما أخذ يفكر قليلاً في ما سيقوله
سونغهون : وونيونغ
وونيونغ : ممم؟
سونغهون : مازلتِ مستيقظة؟
وونيونغ : أجل
سونغهون : أردت فقط أن أقول لكِ.. أنني أشعر بكِ و أتفهمكِ تماماً أكثر من أي شخص آخر على الإطلاق، لأنني أنا أيضاً عانيت من طفولة مؤلمة لقلبي مثلكِ، و بالصدفة قامت مربية بالإعتناء بي و تربيتي أنا و شقيقتي الصغرى غارام أيضاً مثلكِ، لأن أبي و أمي طالما كانا مشغولان في عملهما، إما ذلك و إما أنهما يتشاجران معاً حين يعودان للمنزل دوماً، لذلك إضطررت لتعلم العديد من الأشياء وحدي كوني كنت منعزلاً و إنطوائي و أحب القراءة، و لذلك لطالما كان لدي إحساس بالفراغ و الوحدة حتى عندما كبرت
وونيونغ (تفاجئت بعض الشيء) : أنت أيضاً تشعر بالوحدة؟!
سونغهون (تنهد) : هاه.. أجل.. بعدها أمي و أبي تطلقا و زاد ذلك الشعور بالفراغ و الوحدي عندي أكثر، و لكن ذلك الشعور لم يكن الشيء الوحيد الذي زاد، بل زاد معه أيضاً ألم قلبي أكثر و أكثر، و مع الوقت ذلك الألم تحول لبرود شديد و جعل مني شخصاً بارداً قد يتهمه الناس أحياناً بأنه عديم الإحساس أو عديم المشاعر، و أصبحت لا أريد أن أقع في الحب ولا أريد أن أواعد ولا أن أتزوج، بل أتساير مع الأمور فقط أنني سأرث شركة والدي و ثروته و سأعيش تلك الحياة المفروضة علي لأنني للأسف لا أمتلك طموحاً خاصة بي كوني نشأت في عائلة غنية جداً و كل شيء كنت أطلبه دائماً ما كنت أحصل عليه على الفور بأقل جهد أو أحياناً بلا أي تعب على الإطلاق
وونيونغ : أوه..
سونغهون : كل تلك الظروف جعلتني حين كبرت غصباً عني أصبح شخصاً إنطوائياً و بارداً و كتوماً جداً لمشاعري، و تلك النشأة و التربية أثرت على شقيقتي الصغرى غارام بالسلب أيضاً حيث جعلت منها شخصاً سيئاً جداً، فهي متنمرة في مدرستها و تعامل الطلاب الآخرين بمنتهى السوء و اللؤم، و لكن بسبب تدليل أبي المستمر لها كونها الصغيرة ذلك جعلها تتمادى أكثر و دائماً ما تتستر على أفعالها خلف ماله و سلطته و علاقاته القادرة على حمايتها و إخراجها من أي مأزق أو مشكلة تتورط فيها بسبب طيشها و تصرفاتها الغبية، مثلما قام أبي من فترة قريبة برشوة إدارة مدرستها لكي يتستر على جرائمها لأجل أن تقبلها وكالات الترفيه و تتمكن من تحقيق حلمها بأن تصبح آيدول كيبوب مشهورة في المستقبل
وونيونغ : و لكن لمَ لم تتدخل في هذا الموضوع كونك شقيقها الأكبر؟
سونغهون : تدخلت بالطبع، و العديد من المرات أيضاً، و إعترضت بشدة و أخبرت أبي العديد من المرات أن هذا خاطيء و يجب على غارام أن تعدل من سلوكها لا أن تتمادى في أفعالها و تختبيء خلف سلطته
وونيونغ : و ماذا كانت رده فعل والدك؟
سونغهون (بسخرية) : هه، مثلما يفعل دائماً، لا يهتم برأيي أبداً و يخبرني أن أخرس و ألا أتدخل لأن الموضوع لا يخصني
وونيونغ : كيف لا يخصك الموضوع؟! هي حرفياً شقيقتك الصغرى! و أنت تحدثت لأجل مصلحتها في الأول و في الآخر!
سونغهون : أجل هذا صحيح، و لكن أبي لا يرى ذلك
وونيونغ : والدك ذاك يظن أنه دائماً على حق، خصوصاً حين إتخذ مع أبي قرار تزويجنا من بعضنا بالإجبار
سونغهون : أوه أتفق معكِ في هذة النقطة بصراحة
وونيونغ : و لكنك على الأقل لم يكن لديك شيئاً تخسره، على عكسي، فعلاقتي بجاي أصبحت أكثر تعقيداً الآن بسبب ذلك الزواج الإجباري اللعين
سونغهون : معكِ حق، أنا فعلاً لم أواعد من قبل أبداً
وونيونغ : حقاً؟
سونغهون : أجل
وونيونغ : لماذا؟ أعني، أنت وسيم و غني و مشهور و كان هناك العديد من الفتيات اللاتي كانوا يركضن ورائك بالفعل قبل أن نتزوج و حتى بعد زواجنا، تشه
سونغهون : أنا في الواقع شخص متحفظ جداً و متدين و أذهب للكنيسة من حين لآخر، و لكنني في الأساس لا أرى أن الحب ذاك شيئاً رائعاً بسبب ما كنت أراه من أمي و أبي، أصبحت أراه ليس سوى تفاهة و إضاعة للوقت
وونيونغ : أهذا يعني أنك لم تعجب بأي فتاة أبداً من قبل؟
سونغهون : لأكون صريحاً معكِ.. لقد فعلت، أنا في الحقيقة كنت معجباً للغاية بعارضة صينية تدعى نينغ نينغ في السر، و كنت أتمنى لو أستطيع أن أتقرب منها لأنني رأيتها كفتاة أحلامي و أجمل فتاة رأيتها في حياتي، و لكنكِ بالطبع أفسدتِ لي كل خططي و طموحاتي
وونيونغ : يا! ليس أنا! بل والدي و والدك!
سونغهون : أنتِ في الأساس فيكِ كل الصفات التي أكرهها
وونيونغ (بإنزعاج) : يا! بارك سونغهون!
سونغهون : و لكن علي أن أعترف.. مما قلتيه لي اليوم، ذلك جعلني أدرك أنكِ في الواقع لست سيئة للدرجة التي ظننتك عليها، لذا أعتذر منكِ على حكمي المسبق عليكِ و على فهمي الخاطيء لكِ
وونيونغ : حسناً، قبلت إعتذارك
سونغهون : جيد إذاً، عمتِ مساءاً
قال سونغهون مغلقاً الموضوع ليسود الصمت حينها بينهما بينما كانت وونيونغ تفكر في كلام سونغهون بعمق لتدرك بعدها هي الأخرى أنه في الواقع ليس بهذا السوء الذي كانت تظنه عليه أيضاً
ليتضح أن كلاهما كان فاهماً الآخر بطريقة خاطئة فقط، مع بعض الإنطباعات المسبقة و التسرع في الحكم
لتشعر حينها وونيونغ بالذنب بسبب معاملتها القاسية لسونغهون قبل قليل لتقرر أن تتحدث فجأه مرة أخرى و تعتذر له على تصرفها
وونيونغ : سونغهون
سونغهون : نعم؟
وونيونغ (بصدق) : أنا.. آسفة لأنني تصرفت معك بوقاحة قبل قليل
سونغهون (قاصداً إستفزازها) : لا عليكِ، نحن متزوجين منذ أكثر من شهر و أصبحت معتاداً على وقاحاتكِ الآن
وونيونغ (إنزعجت) : يا! لقد كنت أعتذر منك بصدق!
سونغهون : هههه، حسناً حسناً، لقد قبلت إعتذاركِ
وونيونغ : جيد إذاً!
قالت وونيونغ مغلقة الموضوع ليعود الصمت بينهما مجدداً في إجتياح الغرفة، بينما ظل كلاهما يفكر في الآخر لا إرادياً
حيث كلاهما أدرك أن الآخر ليس بهذا السوء الذي كان يظنه، بل في الواقع كلاهما أدركا كم هما متشابهان، و كم هناك بينهما من أشياء مشتركة، و لكن كان أهم شيء من هذة الأشياء المشتركة بينهما هو شعورهما بالوحدة، بجانب بالطبع ذلك الزواج الإجباري الخانق الذي يربطهما
ليقرر بعدها كلاهما أن ينام أخيراً بعد ما كان آخر شيء فكرا فيه هو بعضهما البعض
**
و في اليوم التالي، بالفعل أتى أفراد العائلتين لزيارة العروسين لأول مرة في المنزل بهدف تناول الغداء معاً، ليتعرف الجميع على بعضهم
حيث عادت والدة وونيونغ السيدة جانغ من تايوان أخيراً لتعانق إبنتها بإشتياق بينما كان برفقتها إبن أختها الوحيد الذي يكون إبن خالة وونيونغ و بمثابة أخيها الأكبر كو جونغمو الذي عاد من نيوزيلاندا
السيدة جانغ (بإشتياق) : وونيونغ عزيزتي! إشتقت لكِ كثيراً يا إبنتي!
وونيونغ : و أنا أيضاً يا أمي
جونغمو (ممازحاً) : ماذا عني؟ ألم تشتاقي لي أنا أيضاً أم ماذا؟
وونيونغ (قاصدة إغاظته) : على الإطلاق
جونغمو (قاصداً إغاظتها) : ولا أنا أيضاً
ليتعرف سونغهون على حماته السيدة جانغ و قريبه جونغمو بينما تعرفت وونيونغ لأول مرة على حماتها السيدة ليم و زوجها الجديد السيد ليم بالإضافة إلى غارام شقيقة سونغهون الصغرى
السيدة ليم : أنتِ هي وونيونغ زوجة أبني إذاً؟
وونيونغ : أجل سيدتي
السيدة ليم : سيدتي؟ لماذا تنادينني ب "سيدتي"؟
وونيونغ : إذاً بماذا تريدينني أن أناديكِ؟
السيدة ليم (بإبتسامة حنونة) : ناديني بأمي مثلما تنادين والدتكِ يا إبنتي
لوهله ظنت وونيونغ أن السيدة ليم لم تحبها و لكن سرعان ما غيرت رأيها حين رأت إبتسامتها الحنونة لها و نبرتها الدافئة التي توحي بأنها أحبتها و إرتاحت لها
وونيونغ : أوه بالتأكيد، آسفة
السيدة ليم : لا تعتذري يا إبنتي، لا عليكِ
غارام (متدخلة) : لم أكن أتذكر منذ الزفاف أنكِ بهذا الطول
قالت غارام متدخلة في حوار السيدة ليم و وونيونغ بنبرة شبه ساخرة و نظرة تبدو و كأنها محتقرة أو قاصدة بها الإهانة بينما كانت تكتف ذراعيها بطريقة توحي بالتكبر لتحول وونيونغ نظرها لها و تقول
وونيونغ : أرى أنكِ طويلة القامة أيضاً مثل شقيقكِ؟
غارام : و لكنني على الأقل لا أبدو مثل الزرافة القبيحة
قالت غارام بوقاحة لتتسع حينيها عيني وونيونغ لأنها حين ردت على غارام كانت نيتها طيبة و حاولت تلطيف الجو بذكر أن كلتاهما متشابهتين في جزئية الطول، غير متوقعة من الأصغر أن تقوم بإهانتها
كانت وونيونغ على وشك أن ترد بينما صُدمت السيدة ليم هي أيضاً من تعليق إبنتها و لكن سبقها سونغهون حين تدخل في الحوار فجأه و قال
سونغهون (موخباً غارام) : أظن أن طول زوجتي هو أمر لا يخصكِ، أليس كذلك؟ كما أنني أحب طولها لذا لا تتدخلي أنتِ في ما لا يعنيكِ أيتها الطفلة المتطفلة!
وبخ سونغهون شقيقته لتنزعج منه و تترك ثلاثتهما حينها و تذهب لتجلس بعيداً بينما حاولت السيدة ليم أن تعتذر لوونيونغ نيابة عن إبنتها
السيدة ليم : أعتذر منكِ على تصرف غارام الوقح يا إبنتي، لا أعلم ما بها حقاً!
وونيونغ : لا عليكِ سيدتي، أقصد! أمي!
سونغهون (معلقاً) : تصرفات مراهقين مزعجة
عبر سونغهون عن إنزعاجه من تصرف شقيقته الصغرى الذي لم يكن هناك أي داعٍ له على الإطلاق ليصدح بعدها صوت والده السيد بارك فجأه و هو يقول
السيد بارك : هيا يا رفاق! ألن نتناول الغداء أم ماذا؟
السيد جانغ : أوه صحيح، أنا أتضور جوعاً
السيد ليم : و أنا أيضاً
سونغهون (إنتبه) : أوه صحيح! تفضلوا جميعاً على مائدة السفرة
دعا سونغهون الجميع بأدب أن يجلسوا على طاولة السفرة ليفعلوا ذلك فعلاً و كل يأخذ مكانه
ليجلس السيد بارك على رأس الطاولة بينما جلس على يساره سونغهون و بجانبه زوجته وونيونغ و بجانبها إبن خالتها جونغمو بينما جلس على يمينه السيد جانغ و بجانبه زوجته السيدة جانغ و بجانبها السيدة ليم و بجانبها زوجها السيد ليم و في النهاية تجلس غارام على رأس الطاولة من الإتجاه الآخير بينما بقى الكرسي الذي بجانب جونغمو شاغراً
ليتفاجأ الجميع من شكل الطعام الشهي و يتحمسوا كثيراً لتناوله، غير مدركين أن سونغهون تعب كثيراً في تحضيره وحده بينما حاولت وونيونغ جاهدة مساعدته و لكنها كانت فقط تزيد الأمور عليه سوءاً
السيد بارك : واو! ما كل هذة الأصناف الشهية!
السيدة جانغ : أنا متشوقة جداً لأن أتذوقها!
سونغهون : بالهناء و الشفاء
ليبدأ بعدها الجميع في تناول الطعام، ليجدوا أن مذاقه رائع جداً، لتشعر السيدة ليم بالفضول حول إن كان ذلك طبخ كنتها وونيونغ أم طبخ إبنها سونغهون لتسأل وونيونغ قائلة
السيدة ليم (بتطلع) : وونيونغ عزيزتي، هل هذا الطعام اللذيذ هو من طبخكِ أنتِ؟
سألت السيدة ليم بنبرة لطيفة و لكنها دون قصد أحرجت وونيونغ قليلاً أمام البقية لتنظر لسونغهون لوهله طالبة منه أن يتدخل و يساعدها و لكنه عوضاً عن هذا قرر ألا يتدخل لتضطر أن تتعامل مع الأمر بإحترافية في ردها
وونيونغ : أممم.. في الواقع ذلك الطعام اللذيذ هو من طبخ زوجي العزيز، فهو يمتلك موهبة لا مثيل لها في الطهو، حتى أنني أتعلم منه بعض الأمور هههه
و لمن لا يفهم بالضبط لماذا تتصرف وونيونغ بهذة الطريقة، فسونغهون قد أخبر وونيونغ مسبقاً هذا اليوم أن والدته و زوج والدته كلاهما لا يعرفان بأمر الزواج الإجباري و يظنان أنهما متزوجين عن حب، لذلك طلب منها أن تتصرف و كأنهما متزوجين عن حب فعلاً كي لا ينفطر قلب والدته و تشعر بالحزن و السوء على حاله بسبب ما فعله والده به
و لم يكن لوونيونغ خياراً آخراً سوى أن تقبل و توافق على التمثيل على حماتها كما كلاهما يمثل على الناس جميعاً في الخارج أمام العامة و الصحافة و الموظفين في الشركة و الكل، و بالطبع السيد بارك و السيد جانغ تعجبهما تلك التمثيلية كثيراً و هما كذلك يمثلان معها
السيدة ليم : إذاً دعيني أجرب أن أتناول طعاماً من يديكِ الرقيقتين هذين في مرة، إتفقنا؟ لابد أنكِ تصنعين طعاماً ألذ من طعام سونغهون حتى
قالت السيدة ليم مجاملة لتتوتر حينها وونيونغ و كادت أن تختنق بسبب الطعام الذي حاولت بعله و لكنها تمالكت نفسها بينما حمحم سونغهون بإحراج قاصداً السخرية و قام بتغطية فمه بيديه لكي لا تظهر إبتسامته الساخرة التي حاول التحكم فيها و إيقافها
وونيونغ : أحم، أجل بالطبع، يوماً ما
قالت وونيونغ ليسود بعدها الصمت قليلاً بين أفراد العائلتين التي أصبحتا عائلة واحدة الآن ليتحدث بعدها السيد بارك قائلاً
السيد بارك : لماذا هذا الصمت؟ فليفتح أحدكم أي موضوع
السيد جانغ (لجونغمو) : جونغمو بني، أخبرني كيف حال العمل؟
جونغمو : جيد، لقد توصلت لإتفاق مع شركائنا في نيوزيلاندا و كل شيء سيسير كما نريد في خلال هذا الشهر
السيد جانغ : ممتاز إذاً، كما هو متوقع منك
السيدة جانغ (شارحة للجميع) : جونغمو إبن أختي أفضل مثال لوريث العائلة الذي يستحق مكانته، لقد قام بالتوصل للعديد من الإتفاقات الناجحة لشركتنا مع العديد من المستثمرين من خارج كوريا
السيد بارك (بإهتمام) : أوه حقاً؟ لا عجب أنه مجتهد
جونغمو (برضا) : شكراً سيدي
السيدة جانغ : هو حتى أفضل مني في الإدارة، و أحياناً يأتي لتايوان ليقوم بمساعدتي في إدارة الشركة، وجوده كالنعمة حقاً
السيدة ليم : هذا مثير للإعجاب حقاً!
سونغهون (بصوت منخفض لوونيونغ) : يبدو أن والدتكِ فخورة جداً بإبن خالتكِ
وونيونغ (لسونغهون بنفس النبرة) : أوه أرجوك، إنها تحبه أكثر مني
سونغهون : أوه أرى ذلك فعلاً
وونيونغ : هي حتى أرادت أن تزوجنا لبعضنا في الماضي و لكن حمداً للرب أن كلانا إعترض بشدة على حدوث ذلك الزواج
سونغهون : أوه واو، مثير للإهتمام
عرف سونغهون معلومة جديدة عن زوجته للتو، مما جعل نظرته لجونغمو تتغير و لكنه رغم ذلك لم يشعر بأي تهديد من وجوده بل بالعكس شعر بالراحة لسبب ما
غارام : أما أنا، فقُلبت في تجارب أداء وكالة CJ ENM لأجل أن ألتحق كمتدربة فردية ببرنامج إقصائهم الجديد المسمى "Stardom"
السيد ليم : تريدين أن تصبحي مغنية؟
غارام : بل آيدول، هذا هو حلمي منذ الصغر
سونغهون : و ماذا يكون ذلك البرنامج بالضبط؟
غارام (شارحة) : إنه برنامج إقصاء تنافسي بين خمسين متدربة من جميع أنحاء كوريا و خارجها بتصويت المشاهدين لإختيار أفضل و أشهر 10 عضوات ليترسمن في الفرقة النهائية
سونغهون (بسخرية) : أشعر بالفضول حول معاييرهم حقاً ليقبلوا بعديمة موهبة مثلكِ
السيد بارك (موبخاً سونغهون) : يا! لا تكلم شقيقتك هكذا!
غارام (بإنزعاج) : أجل! توقف عن إحباطي و تحطيم طموحي! ذلك يجرح مشاعري المسكينة!
سونغهون : واو تمتلكين مشاعر؟ أنا متفاجيء حقاً
السيد بارك : يكفي سونغهون!
غارام (مكملة كلامها متجاهلة سونغهون) : المهم أن البرنامج سيعرض على قناة Mnet بعد شهرين من الآن، حيث أننا سننتقل للمسكن بدئاً من الشهر القادم و سيصادرون منا هواتفنا
وونيونغ : أشعر بالفضول حول الأغنية التي قمت بتجربة أدائكِ بها؟
غارام : قمت بغناء أغنية "Glass bead" لفرقة جيفريند السابقة
ليكمل بعدها الجميع تناول الطعام بينما إهتز هاتف وونيونغ في جيبها فجأه لتفهم أن أحدهم قام بإرسال رسالة لها لتخرج هاتفها من جيبها و لكن تبقيه تحت الطاولة لكي لا يراه أحد لتقرأ الرسالة التي وصلتها من جاي الذي إستطاعت أن تتوقع هويته بسهولة
"لمَ لا تأتين قليلاً؟ إشتقت لكِ كثيراً حبيبتي" كان محتوى رسالة جاي لوونيونغ، لتشعر حينها وونيونغ بالأسف كونها لا تستطيع أن تترك ذلك التجمع العائلي و تذهب لأحضان حبيبها كما ترغب بشدة لتكتب له رسالة أخرى رداً عليه تقول فيها "آسفة حبيبي، لا أستطيع، و لكنني أعدك أنني سأعوضك عن هذة المرة! لذا من فضلك لا تغضب! إتفقنا؟ أحبك!" ثم أرسلتها
بعد أن أرسلت وونيونغ رسالتها قامت بإغلاق هاتفها و أعادته لجيبها مرة أخرى لتعتدل في جلستها غير مدركة أن سونغهون كان يراقب ما كانت تفعله بطرف عينيه بتركيز و إستنتج بالفعل أن جاي قد راسل وونيونغ و طلب منها أن يراها
لتحاول بعدها وونيونغ أن تندمج مجدداً مع المواضيع التي كان أفراد العائلة يتحدثون فيها بعشوائية و يضحكون محاولة عدم التفكير في جاي و الشعور بالذنب و الندم بينما قرر سونغهون العكس أن يفكر في جاي قليلاً مما ضايقه
**
أما عند جاي، كان وحيداً في شقته كالعادة لتصله رسالة وونيونغ ليقرأ محتواها و يجد أنها تعتذر له على عدم تمكنها من المجيء لسبب يجهله عكس ما توقع و تمنى تماماً، و كذلك تعده أنها ستعوضه عن هذة المرة و تخبره بأنها تحبه
ليقوم برمي هاتفه بملل يخالطه الإنزعاج قليلاً و يزفر و يأخذ في التفكير في العديد من الأمور التي حدثت معه مؤخراً
ليسرح بعدها جاي مع نفسه حين أخذ يسترجع فجأه ما حدث بينه و بين يوجين في الماضي و تحديداً قبل حوالي شهرين من الآن
Flash back
كانت الساعة قرابة العاشرة مساءاً و كان جاي جالساً وحده في شقته كالعادة ليسمع أحدهم يقوم برنين جرس بابه لينهض ليرى مَن الزائر الذي أتى فجأه
ليفتح جاي الباب و إذ به يجد يوجين أمامه و كانت تبدو غاية في الجمال على غير العادة حيث أن إطلالتها كانت رائعة جداً و تناسبها ليستغرب جاي من رؤيته لها
جاي (بإستغراب) : يوجين؟
لم تقل يوجين شيئاً، هي فقط إستمرت بالنظر له منتظرة رده فعله ليقرر هو حينها ألا يدعها تقف على الباب أكثر من هذا
جاي : تفضلي
سمح جاي ليوجين بالدخول لتدخل يوجين فعلاً و يغلق جاي الباب و يجلس بعدها كلاهما على الأريكة في غرفة المعيشة بجانب بعضهما بينما كان جاي ينظر ليوجين منتظراً منها أن تشرح له سبب زيارتها المفاجئة له
يوجين (موضحة) : أتيت لأنني أردت الحديث مع وونيونغ في موضوع مهم، فهي لا ترد على إتصالاتي ولا رسائلي، و مررت لأراها في منزلها فلم أجدها لذا توقعت أنها بالتأكيد ستكون هنا عندك
جاي : فهمت
يوجين : إذاً.. أين هي؟
جاي : في الواقع هي ليست هنا أيضاً
يوجين (بتفاجؤ) : ماذا؟ حقاً؟
جاي : أجل، لم نتقابل اليوم أصلاً
يوجين : إذاً أين قد تكون إختفت؟!
جاي : لا أعلم، و لكن ربما قد تكون ذهبت لتروح عن نفسها في مكان ما قليلاً كالشاطيء مثلاً
يوجين (تنهدت) : هاه.. أوه يا إلهي
جاي (بفضول) : و لكن يا ترى ما هو ذلك الموضوع المهم جداً لدرجة أن تأتي إلى هنا خصيصاً لتبحثي عن وونيونغ كي تتحدثي معها فيه؟
يوجين (حاكية) : هي لا تستمع لي أبداً جاي! لقد تعبت من حبيبتك هذة! دائماً ما أنصحها مليون مرة حول عدم القيام بشيء ما و في النهاية أجدها تذهب و تفعله ولا كأنني حذرتها!
جاي : لماذا؟ ماذا حدث هذة المرة؟
يوجين : لا يجب علي إخبارك في الواقع لأن الموضوع عنك
جاي : أوه حقاً؟ و فيما تتحدثان عني من وراء ظهري؟
يوجين : لا شيء، إنها فقط أحاديث الفتيات هذة، تعرف
جاي : أحاديث الفتيات إذاً؟
يوجين : أجل
جاي : و لكنني مهتم حقاً لأعرف رأي صديقة حبيبتي المقربة بي؟ لأنكِ إن كنتِ تكرهينني بالتأكيد ستجعلين وونيونغ تنقلب ضدي من حين لآخر كما نرى في مسلسلات نتفليكس، أليس كذلك؟
يوجين : أوه لا، أنا لا أكرهك على الإطلاق، لذا لا تقلق
جاي : فما هو رأيكِ بي إذاً؟
يوجين (بتوتر و إحراج حاولت إخفاءه) : أنت.. كحبيب لوونيونغ.. أرى أنك.. في الواقع.. مثالي!
جاي (لم يتوقع) : مثالي؟!
يوجين (موضحة) : أجل، أقصد! أنت تحبها و هي أيضاً تحبك، كما أنك تعاملها بشكل جيد كما تحب هي، و علاقتكما مستقرة، كما أنها لا تشتكي منك، لذا أرى أنك تبدو كالحبيب المثالي في الواقع، هذا ما قصدته!
جاي : فهمت
كانت يوجين تتحدث بطريقة مريبة كأنها تتجنب النظر في عيني جاي كما لو كانت تخفي شيئاً عنه ليشك جاي في الأمر و يشعر نحوها بشعور غريب
ليسقط جاي عينيه على الفتاة التي تجلس قبالته لتأخذ عيناه في تفحصها من رأسها لأخمض قدميها ليلاحظ فجأه مدى جمال إطلالتها ليرفع عينيه مرة أخرى و ينظر لوجهها الذي بدى ملائكياً خصوصاً مع ذلك المكياج الخفيف الذي ناسبها كثيراً ليقول
جاي : لمَ تبدين في غاية الجمال هكذا فجأه؟
يوجين (بتفاجؤ) : ماذا؟!
جاي : لم يسبق لي أن رأيتكِ بهذا الجمال من قبل، لدرجة أنني.. بصراحة.. شعرت بمشاعر قوية في داخلي تتحرك نحوكِ
يوجين : ماذا تقصد؟!
جاي : حسناً.. أنا شاب و أنتِ فتاة، و نحن هنا معاً في شقتي، و وحدنا، هذا يجعلني أفكر في العديد من الأشياء
قال جاي جملته بنبرة هادئة و لكن جذابة ليقترب بعدها من يوجين ببطء بينما تجمدت هي مكانها و تسارعت نبضات قلبها بشدة
إقترب جاي لدرجة تبدو كما لو كان على وشك تقبيل يوجين بينما أغلقت يوجين عينيها شاعرة بأنفاسه الساخنة قربها بينما إرتفعت درجة حرارة الجو بينهما مثلما تسارعت نبضات قلبيهما
يوجين : أنا..
جاي (مكملاً عنها) : أنتِ كنتِ تنتظرين هذة الفرصة منذ مدة طويلة، أليس كذلك؟
لم تنطق يوجين بحرف واحد لأنها كانت مشتتة و مشاعرها كلها في حالة هيجان بينما كانت تنتظر من جاي بشدة أن يقوم بأخذ الخطوة التالية
جاي : يوجين.. أنتِ تحبينني،.. صحيح؟
حاولت يوجين التماسك بشدة أمام نبرة صوت جاي المثيرة و عدم الرد عليه ليعتبر جاي سكوتها علامة على أنه محق فعلاً طالما لم تنكر و لم تصده أو تمنعه عن ما يفعله الآن أبداً
ليأخذ جاي حينها تلك الخطوة الجريئة التي كانت تتمناها يوجين كثيراً في داخلها، ليأخذ شفتيها الناعمتين مع خاصتيه في قبلة عميقة بطعم الكرز لتبادله يوجين إياها فوراً ما إن قبلها كما لو كانت تنتظرها بشدة
ليتعمق جاي بدوره في القبلة أكثر و أكثر بينما حاوطت يوجين رقبته بذراعيها برومانسية و أمسكت بوجهه لتزيد من مدى إثارة القبلة و معبرة له عن رغبتها في المزيد
لتتحول تلك القبلة العميقة للعديد من القبل الشغوفة المتتالية لتستقلي يوجين على الأريكة بينما جاي فوقها و كلاهما لا يستطيع التحكم في مدى رغبته في شفتي الآخر
ليحمل بعدها جاي يوجين و يأخذها من على الأريكة و يتجه بها نحو غرفته في الداخل لينزلها على سريره ليعتليها بينما إستمر كلاهما في تبادل القبل بسرعة أكبر في خلال هذا الجو الحار لتقول يوجين حينها
يوجين (معترفة) : أنت محق! أنا أعترف! أنا أحبك فعلاً! و أحسد وونيونغ على إمتلاكك! و لم أعد أستطيع كتم مشاعري نحوك بعد الآن جاي! لقد تعبت! أنا حقاً أحبك! و أعشقك سراً و أتمناك! أتمناك لدرجة أنني أريدك! و أريد أن أشعر بلمساتك و قبلاتك لي على كل إنش من جسدي! لم أعد أقدر! أرجوك!
كان جاي في الواقع مصدوماً مما سمع للتو، لقد تلقى إعتراف حب من صديقة حبيبته المقربة تخبره فيه أنها تتمناه بشدة و تحسد صديقتها على إمتلاكه، و ليس هذا فقط، بل و تريده أيضاً
و لكن جاي هو أيضاً لم يستطع إنكار أنه شعر بالإثارة من مدى جمال و جاذبية يوجين الليلة، و لم يستطع المقاومة كذلك، لذلك قرر أن يستسلم لها مثلما قررت هي الإستسلام له لليلة واحدة
ليقرر جاي أن يجعل يوجين تنول ما تريد، ليخلع بعدها تيشيرته ليصبح عاري الصدر و يعاود بعدها تقبيل يوجين برغبة على شفتيها و رقبتها بينما كانت يديه تتسللان بإحترافية على جسدها بهدف تجريدها من ملابسها بالتدريج
لتصبح يوجين بعدها لا ترتدي شيئاً سوى ملابسها الداخلية المتكونة من حمالة صدرها و سروالها الداخلي، ليريح جاي حينها جبينه على جبينها لوهله بينما أغمض كلاهما عينيه ليتحدث جاي بنبرة هادئة قائلاً
جاي : لم أكن لأتخيل أن شيء كهذا سيحدث بيننا أبداً
يوجين : أنا فعلت، كل ليلة، في أحلامي
جاي : و لكن ماذا عن وونيونغ؟ هي صديقتكِ المقربة و أنا حبيبها
يوجين : أنت هو السبب الوحيد الذي يجعلني أغار منها! و لكنني كنت أستمر في كتم تلك المشاعر و دفنها في داخلي! و لكنني لم أعد أستطيع التحمل بعد الآن لذلك أعترف! أنا أحبك!
جاي : منذ متى؟
يوجين : لا أعرف حقاً، و لكنني أعرف أن قلبي ينبض بجنون و مشاعري تهيج حين أراك أمامي! و أشعر بالغيرة الشديدة حين تحدثني وونيونغ عنك! لماذا هي ملكك أنت و ليس أنا؟! أنا أحسدها بشدة و أتمنى ما لديها! أتمناك أنت! و أريد أن أكون ملكك!
جاي : أأنتِ متأكدة؟
يوجين (بنبرة هادئة و مثيرة) : أجل! أرجوك! أشعرني بحبك و لو لليلة واحدة! أريد أن أشعر بشفتيك على كل إنش من جسدي! أريد أن أشعر بلمساتك لي! و أريد أن أشعر بك بداخلي! أنا أريدك جاي! أرجوك! أنا أعشقك!
جاي لم يكن مصدقاً ما كان يسمع فعلاً، يوجين تتوسله لأن يقيم علاقة حميمية معها بينما هما قطعاً شوطاً بالفعل
فلم يعد أمامه خيار آخر، فهو لم يكن يستطع تحمل مدى إثارتها و جمالها على أي حال، ليستسلم لها تماماً حينها ليحدث بينهما ما حدث
**
و في صباح اليوم التالي، كانت الساعة قرابة السابعة، إستيقظت يوجين أولاً لتجد نفسها في غرفة غير مألوفة بالنسبة لها لتبدأ في محاولة الإستيعاب لتنظر بجانبها فتجد نفسها نائمة بين أحضان جاي على سريره بينما كانت لا ترتدي شيئاً حيث كانت ملابسها كلها مبعثرة على الأرض من حولها
يوجين (لنفسها بنبرة مبحوحة) : لا..
لتدرك حينها يوجين ما حدث بينها و بين جاي البارحة و تصدم بشدة حين تذكرت أنهما قاما بخيانة وونيونغ و أقاما علاقة معاً
يوجين : اللعنة!
لتنهض يوجين من على السرير على الفور و تهرع لإرتداء ملابسها الداخلية ليستيقظ جاي بعدها هو الآخر عندما شعر بحركتها حوله في الغرفة
جاي (ببعض النعاس) : يوجين.. إلى أين أنتِ ذاهبة؟
يوجين (بغضب) : إلى أين أنا ذاهبة؟! أتظن أنني سأبقى معك للحظة واحدة أخرى بعد ما حدث بيننا بالأمس؟!
جاي (بعدم فهم) : مهلاً، ما هذة النبرة الآن؟
يوجين : ألست مستوعباً ما حدث جاي؟! لقد قمنا بخيانة وونيونغ!
قالت يوجين بينما كانت ترتدي تنورتها ليعتدل جاي في جلسته و يستفيق أكثر و يرد على يوجين قائلاً
جاي (بلا مبالاة) : ممم.. في الواقع جسدكِ أعجبني أكثر من جسد وونيونغ، أنتِ مثيرة أكثر منها
يوجين (بتوبيخ) : إخرس و لا تتحدث عن جسدي أيها اللعين!
جاي (بإنزعاج) : يا! هل أنتِ مجنونة أم ماذا؟! أم تعانين من إنفصام في الشخصية؟! البارحة كنتِ أنتِ من أتيتِ لمنزلي في وقت متأخر و ظللت تتوسلينني حتى أقيم علاقة معكِ!
يوجين (تشعر بالضغط و التوتر) : أتيت في الأساس لكي أتحدث مع وونيونغ!
جاي (بنبرة ساخرة) : أوه حقاً؟ أشك في هذا
يوجين : أنت من تقرب مني أولاً أصلاً! و حاولت إغوائي حتى وقعت في شباكك!
جاي : و أنتِ لم تمنعيني! بل بالعكس، إعترفتِ لي أنكِ تحبينني! و تغارين من وونيونغ بسببي!
يوجين (ناكرة) : هذا ليس صحيحاً
كانت يوجين تتذكر كل شيء و متأكدة من صحة كلام جاي، و لكنها كانت تنكر إستنكاراً لفعلتها و ليس تكذيباً لجاي
يوجين (بلوم) : لقد سحبت كلامي، أنت حبيب خائن و لست مثالياً أبداً كما قلت
جاي : يا، لمَ تلقين باللوم كله علي؟ أنتِ أيضاً خائنة! لقد خنتِ صديقتكِ المقربة و نمتِ مع حبيبها إن لم تكوني منتبهة!
كانت يوجين منزعجة بشدة و لم ترد سماع أياً من كلام جاي ذاك أبداً لتغطي أذنيها و بعدها تنهار
يوجين : يكفي! ما حدث بيننا بالأمس لم يكن سوى مجرد غلطة! و ستبقى سراً بيننا! أنا لن أخبر وونيونغ و أنت لن تفعل أيضاً! و بذلك سيعود كل شيء لطبيعته كما كان و سنغلق هذا الموضوع تماماً و إلى الأبد! أفهمت؟!
جاي : و لكنني رغم ذلك لا أستطيع نسيان كم أنتِ منافقة، بجدية لم أتوقع أن تكوني ذات وجهين
يوجين : ذات وجهين؟!
جاي : بالطبع! ماذا تسمين نفسكِ حين تتظاهرين بأنكِ تهتمين لمصلحة صديقتكِ المقربة و تهتمين لحياتها العاطفية برفقة حبيبها بينما أنتِ في الأصل تغارين منها بشدة و تحقدين عليها لأنكِ واقعة في غرامي؟!
يوجين : قلت لك أنها كانت غلطة! لقد إنسقت وراء مشاعري نحوك و قضيت معك ليلة دون أن أتعمد ذلك! و الآن سينتهي كل شيء! و كلانا سينسى تماماً ما حدث بالأمس!
قالت يوجين بعدما إرتدت آخر قطعة من ملابسها و كانت تبحث عن حذائها لكي ترحل، بينما نهض جاي من على السرير و لم يكن يرتدي سوى بنطاله أي كان عاري الصدر
ليقف قبالة يوجين و يعترض طريقها لتنظر هي له محاولة ألا تنظر بالخطأ لعضلات بطنه المثيرة و ألا تضعف مرة أخرى كما حدث ليلة أمس
جاي : و لكن هذا لا يعني أنكِ ستنسين مشاعركِ نحوي
يوجين : يجب عليك أنت أن تنساها!
جاي (هز رأسه نافياً) : أنا مستغرب حقاً! كأنني أتحدث مع شخص آخر تماماً غير التي كانت برفقتي البارحة!
يوجين : لأنني لست منافقة كما تقول جاي! وونيونغ صديقتي المقربة و أنا أحاول أن أنقذ ما يمكن إنقاذه بعدما إقترفت تلك الغلطة الحمقاء معك!
جاي : إستمري بالكذب على نفسكِ، من كلامكِ لي بالأمس لم يبدو لي أبداً أنكِ تهتمين بوونيونغ أو تحبينها حتى و لو قليلاً!
يوجين : و أنت أيضاً لا يبدو لي أنك تحبها! بل تبدو لي كزير نساء خائن!
جاي : و أنتِ تبدين لي كعاهرة!
رد جاي إساءة يوجين له بإساءة لها على الفور لتنصدم هي و تغضب و تقوم بصفعه بقوة على وجهه و تتخطاه بعدها و تغادر الغرفة و تذهب
ليشعر جاي بعدها بالغضب الشديد و الإهانة بسبب صفع يوجين له، و لكنه حين جلس مجدداً على السرير و بدأ بالتفكير قليلاً حتى شعر بالذنب حيال ما فعله مع يوجين بالأمس و خيانته لوونيونغ مع صديقتها المقربة
أما بالنسبة ليوجين، فما إن غادرت شقة جاي حتى صارت تركض في الشارع و هي تبكي نادمة على تلك الغلطة التي إقترفتها في حق صديقتها المقربة و شعرت بالغضب من نفسها كونها ضعفت لمشاعرها أمام جاي و سلمت نفسها له و نامت معه بعدما إعترفت له بحبها و بغيرتها الدفينة من وونيونغ
شعور يوجين بالندم كان صادقاً، لذا أقسمت أنها ستدفن تلك الذكرى الجميلة مع جاي للأبد و ستسعى جاهدة من الآن فصاعداً لكي تصبح فعلاً صديقة جيدة و مخلصة لوونيونغ، و لكي تثبت لجاي أنها لست عاهرة كما نعتها قبل قليل
أما بالنسبة لجاي، هو أيضاً سرعان ما قرر أن يتخطى الموضوع و ينسى الأمر و يعود لحياته العاطفية الطبيعية برفقة وونيونغ كما لو لم يكن أي شيء قد حدث
End flash back
تلك الذكرى تفسر سبب غضب يوجين من جاي و تعاملها الجاف معه و صفعها ليده حين حاول لمسها و تحذيرها له من محاولة التقرب منها مرة أخرى
و ذلك يفسر أيضاً سبب إخبار يوجين لوونيونغ أنها لا تعرف مدى إنحراف و سوء تفكير الشباب حول الفتيات، لأن جاي قام بنعتها بالعاهرة حين إقترفت معه تلك الغلطة و نامت معه بعدما إنساقت وراء مشاعرها نحوه
ليوقف جاي نفسه عن تذكر الأمر أكثر من هذا ليقرر بعدها أن يخرج قليلاً ليروح عن نفسه برفقة بعض من أصدقاءه
**
أما بالعودة لوونيونغ و سونغهون، إنتهى الجميع من تناول الطعام و جلسوا معاً قليلاً في غرفة المعيشة بهدف إكمال أحاديثهم
بينما جلس السيد بارك بجانب إبنه على جنب و حاول التحدث معه بسرية بنبرة هادئة في أذنيه كي لا يسمعهما أحد من الجالسين المشغولين في أحاديثهم معاً ليسأله قائلاً
السيد بارك : أخبرني، كيف حالك مع وونيونغ؟
سونغهون : من أي ناحية؟
السيد بارك : أقصد من ناحية حفيدي المستقبلي
سونغهون (بملل) : أوه يا إلهي، أخبرتك بكل شيء مسبقاً بالفعل
السيد بارك : ماذا تعني؟!
سونغهون : أعني أنه لم يحدث بيننا أي شيء! لم ألمسها!
السيد بارك (حاول تمالك أعصابه) : يا! هل أنت مجنون أم تتعمد أن تقودني أنا للجنون؟!
سونغهون (بلا مبالاة) : لا هذا ولا ذاك
السيد بارك : لماذا لا تريد أن تقترب منها؟! ها؟! أهناك فتاة أخرى في حياتك أم ماذا؟!
سونغهون (مغيراً الموضوع) : دعني وشأني أبي! لست في مزاج جيد لأسمع منك هذا الكلام المزعج!
أغلق سونغهون الموضوع مع والده تاركاً إياه يشعر بالغضب من تصرفات إبنه
أما بالنسبة لوونيونغ، طلبت منها السيدة ليم أن تلحق بها لتذهبا و تدخلا معاً لغرفة نوم سونغهون و وونيونغ لتغلق بعدها السيدة ليم الباب لتصبحا على إنفراد
وونيونغ : أهناك خطب ما؟
السيدة ليم : كلا، فقط أردت أن أعطيكِ هذا
لتخرج بعدها السيدة ليم علبة صغيرة من جيبها و تقوم بفتحها لتجد وونيونغ فيها خاتماً غالياً غاية في الجمال على عكس زهرة بيضاء رائعة و به فصوص جميلة و براقة
وونيونغ (بتفاجؤ) : ما هذا؟
السيدة ليم : هذا الخاتم هو هديتي لكِ عزيزتي، إشتريته خصيصاً لأجلكِ على ذوقي الخاص لذا أتمنى أن يعجبكِ
وونيونغ : و لكن ما المناسبة؟
السيدة ليم : المناسبة هي كونكِ أنتِ الفتاة التي إختارها إبني من بين العديد من الفتيات لتصبحين زوجته و حبيبة قلبه و شريكة حياته، فلقد أحببتكِ كثيراً فور رؤيتكِ، و لكن ما جعلني أحبكِ أكثر هو كون إبني يحبكِ و إختاركِ أنتِ، لذا أتمنى من هذة الهدية المتواضعة أن تعبر عن مشاعري و عن مدى سعادتي بكِ يا كنتي الجميلة
قالت السيدة ليم بنبرة حنونة و لطيفة و هي مبتسمة بينما كانت وونيونغ غير مستوعبة لما يحدث معها للتو، لتقوم السيدة ليم بأخذ الخاتم من العلبة و ألبسته لوونيونغ في إصبعها
السيدة ليم : يبدو مناسباً تماماً، ما رأيكِ فيه؟
وونيونغ : لقد.. أعجبني كثيراً
السيدة ليم (برضا) : هههه، يسعدني سماع ذلك
قالت السيدة ليم لتأخذ بعدها وونيونغ في حضنها و تعانقها بحب عناق الأم لإبنتها بينما تحدثت و قالت
السيدة ليم : أنا أثق أنكِ الإنسانة الصحيحة التي ستجعل من إبني أسعد رجل في العالم، لذلك أحبكِ كثيراً يا عزيزتي
كلمات السيدة ليم العاطفية كانت صادمة جداً بالنسبة لوونيونغ، لتضطر بعدها وونيونغ مبادلتها العناق و الرد عليها قائلة
وونيونغ : شكراً على ثقتكِ الغالية يا سيدتي، أقصد يا أمي
كانت وونيونغ في داخلها تشعر بالذنب و الحزن الشديد لجهل السيدة ليم بالحقيقة و ظنها أن زواجها هي و سونغهون زواج حب و تعتقد أن سونغهون يحبها كثيراً بينما في الحقيقة زواجهما هو زواج بلا حب و قد حولاه لزواج مفتوح كذلك في السر
و لكنها رغم ذلك لم تستطع أن تنكر أنها أحبت حماتها السيدة ليم كثيراً و رأت أنها إمرأة طيبة بقلب نقي و شعرت معها بحنان الأم تماماً
**
و في نفس الوقت في مكان آخر تماماً، و تحديداً في إحدى المستشفيات الخاصة، كانت الممرضة تتفحص حالة ذلك المريض الذي كان مستلقياً على الفراش، هيونينغ كاي
الممرضة : أصبحت بحالة جيدة سيد هيونينغ
كاي : هل يمكنني أن أخرج؟
الممرضة : لا أعتقد ذلك
كاي : هل يمكنكِ أن تسألي الطبيب من فضلكِ؟
الممرضة : حسناً، سأتأكد منه
كاي : شكراً لكِ
قال كاي لتخرج بعدها الممرضة من الغرفة تاركة إياه برفقة شقيقته الصغرى التي نهضت من على الأريكة بهدف التحدث معه، هيونينغ باهي
باهي : لمَ أنت مصمم على الخروج بهذة السرعة؟ قال الطبيب مسبقاً أنك مازلت لم تتعافى بالكامل
كاي : الشركة تحتاجني باهي، لا يمكنني أن أتغيب عن الشركة و العمل أكثر من هذا
باهي : و لكن صحتك من المفترض بها أن تكون أهم حتى من العمل!
قالت باهي ليرن حينها هاتفها فجأه لتنظر فيه و تجد أن المتصل يكون الشخص الذي إنتظرت مكالمته طويلاً
كاي : مَن المتصل؟
باهي (متجنبة الإجابة) : سأعود سريعاً
قالت باهي متجنبة الإجابة على شقيقها الأكبر لتخرج بعدها من الغرفة بهدف الرد على هاتفها تاركة إياه في الغرفة وحده
ليتنهد بعدها كاي بسبب شعوره بالخنقة من جو المستشفى الكئيب ليلتقط هاتفه من جانبه و يقرر أن يفتحه ليعرف أخيراً أخبار الدنيا التي فاتته طوال فترة دخوله في تلك الغيبوبة
ليقابل كاي أول خبر جعله يصدم بشدة و يعقد حاجبيه بإنزعاج و غضب و غيرة حين رأى ذلك الخبر الذي ضايقه و جعله يتمنى لو كان خبراً مزيفاً
ليشد كاي على قبضته بغضب حين رأى ذلك الخبر الذي يصرح بزواج حبيبته السابقة وونيونغ من وريث مجموعة بارك سونغهون، مما جعله يجن جنونه فقط من مجرد قراءة العنوان و يقوم برمي هاتفه بقوة على الأرض لتنكسر شاشته من شدة غضبه بعدما عرف بذلك الخبر
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
وونيونغ؟
سونغهون؟
جاي؟
يوجين؟
السيد بارك؟
السيد و السيدة جانغ؟
السيد و السيدة ليم؟
غارام؟
جونغمو؟
كاي؟
باهي؟
معاملة السيدة ليم لوونيونغ؟
علاقة جاي و يوجين؟
لماذا غضب كاي لهذة الدرجة؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro