بارت 23
جاي : ما أقصده هو أن هذا ليس الحل الصحيح!
وونيونغ (بتفاجؤ) : ماذا؟! ماذا تعني بأن هذا ليس الحل الصحيح؟!
جاي : لأن الموقف كله غير صحيح من البداية! حين طلبت منكِ أن تنامي معي أخبرتكِ بأن تنتبهي و أن تأخذي الحبوب و لكن يبدو أنكِ نسيتِ! و لكنني لم أتوقع ذلك! لم أضع أي إحتمال أنكِ قد تنسين لأنكِ لم تفعلي من قبل و لطالما كنتِ حذره بشأن الأمر!
وونيونغ : و لكن هذا ما حدث و إنتهى الأمر! إذاً ما المشكلة الآن؟!
جاي : هذة هي المشكلة بالضبط! أنكِ حامل! و الآن! في وقت كلانا مازلنا غير مستعدين فيه لهذة الخطوة على الإطلاق! و أنا مازلت غير مستعد لأن أكون أباً!
قال جاي صادماً وونيونغ بشدة من رده فعله و كلامه، لتعجز عن الرد بينما إستمر هو في الحديث قائلاً
جاي (مكملاً) : تقولين أنه بإمكاننا أن نتزوج بعدما تتطلقين من سونغهون و لكن هل أخذتِ رأيي بهذا الشأن؟! أنا مازلت غير مستعد بعد لمسؤولية كهذة! كما هل تستطيعين إخباري كيف خططتِ للأمر بأكلمه و كيف سيحدث؟ و كيف و متى ستطلقين من سونغهون؟ و ماذا ستقولين لأهلكِ و للناس عن سبب طلاقكما المفاجيء؟ و بعدها ظهوري في الصورة، كيف ستفسرين لهم رغبتكِ في الزواج مني؟ و خصوصاً في أسرع وقت ممكن؟ بالتأكيد سيشكون في أمركِ، و حين يعلمون أنكِ حامل مني بالفعل ماذا سيعتقدون؟ أنكِ خنتِ زوجكِ معي؟ أم أنكِ كنتِ لاتزالين على علاقة بي حتى بعد زواجكِ من سونغهون؟ و هل تعتقدين أصلاً أنكِ بحملكِ تضعين الجميع بلا إستثناء أمام الأمر الواقع؟ و أنهم لن يغضبوا و يرفضوا و يعارضوكِ؟ بالطبع لم تفكري في كل هذا لأنكِ تظنين أن الأمر سهل! تفكيركِ طفولي جداً و ساذج كالعادة! و لكن كلا وونيونغ! الأمر ليس بهذة السهولة الشديدة التي تظنينها أبداً!
وونيونغ : و لكن ماذا عن الطفل؟! إنه إبنك جاي! إبننا! لمَ لم تفكر به؟! ألا تريده أم ماذا؟!
جاي : الأمر ليس له علاقة بمشاعري الأبوية أو بهل أريده أم لا الآن، الأمر يتعلق بأننا في ورطة حقيقية بسبب إستهتاركِ و يجب أن نجد لها حلاً و نتصرف في أسرع وقت ممكن قبل أن يفوت الأوان و نندم!
للأسف مثلما كان كلام جاي عاطفياً يؤلم قلب وونيونغ بشدة، إلا أنها كانت مدركة أنه منطقياً محق، مما جعلها تشعر بالحزن و السوء و الخنقة و مشاعر أخرى عجزت عن تفسيرها
وونيونغ : إذاً.. ما هو الحل الصحيح من وجهة نظرك إذاً؟
سألت وونيونغ جاي عن رأيه حين شعرت أن عقلها شل و لم يعد قادراً على المواجهة أو الإستيعاب، لتأتيها حينها إجابة جاي القاطعة و تصدمها أكثر حتى
جاي : الحل هو أن تقومي بإجهاض ذلك الطفل وونيونغ!
و حينها فور أن سمعت وونيونغ جملة جاي حتى تسمرت مكانها و هي مصدومة بشدة و شعرت كما لو الزمن توقف بها قليلاً، غير مصدقة أن حبيبها و والد طفلها يطلب منها فعلاً أن تتخلص من أجمل شيء قد يجمع بينهما على الإطلاق، مما جعلها غاضبة بشدة و منفعلة
وونيونغ (بإنفعال) : يا! ما الذي تقوله؟! أأنت مجنون؟! إنه إبننا جاي! كيف لك أن تطلب مني فعل شيء كهذا بإبننا؟! أليس لديك أي إحساس؟! ها؟! أليس لديك مشاعر؟!
حين إنفعلت وونيونغ بغضب أدرك حينها جاي أن عليه هو أن يهدأ قليلاً، ليفعل ذلك فعلاً و يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يعاود التحدث مع وونيونغ بنبرة أكثر هدوئاً ليحاول أن يقنعها بمنطقية بوجهة نظره
جاي (مقنعاً بنبرة هادئة) : وونيونغ حبيبتي إسمعيني.. حملكِ ذاك قد أتى وقت خاطيء تماماً، وقت نحن الإثنان مازالنا غير مستعدين فيه من جميع النواحي تقريباً، و لكن إن كنت سأتحدث عن نفسي فقط فأنا مازلت غير مستعيد لا مادياً ولا إجتماعياً ولا حتى نفسياً لأن أصبح أباً و أتحمل مسؤولية طفل، هذا غير أنكِ حامل مني دون زواج و أنتِ في الأساس متزوجة من شاب آخر بالفعل مما يعني أن الوضع هكذا أصعب حتى، الوقت ضيق جداً و لن نستطيع الترتيب لأي شيء فيه، لا طلاقكِ من سونغهون ولا حياتنا الجديدة معاً ولا مواجهة الجميع بالحقيقة ولا حتى الهرب معاً و السفر للعيش في مكان آخر بعيد عن هنا، مما يعني أننا محاصران تماماً من جميع الإتجاهات و لا نستطيع فعل شيء حيال الأمر
كانت وونيونغ تستمع بهدوء لكل كلمة قالها جاي و هي رافضة في داخلها بشدة، لتنظر له بعدما أنهى كلامه نظرة مصدومة و هي قاضبة حاجبيها بإستنكار
فهي حالياً فعلاً مصدومة فيه بشدة و في كلامه، و لكن صدمتها الشديدة لم تمنعها من الفهم و الإدراك، لتظن حينها أن جاي يبدو لها أنه هكذا يحاول الهرب للمرة الثانية، كما حاول أن يفعل مسبقاً يوم الزفاف و رفض أن يهرب معها و أقنعها أن تكمل و أن تتزوج من سونغهون
و لكن رغم تفكير وونيونغ ذاك أصرت على إنكاره و تجاهله و معاودة السعي في أن تقنع جاي بوجهة نظرها بثبات مجدداً
وونيونغ (بهدوء و ثبات) : أنا لم يعد يهمني أي شيء في هذة الدنيا على الإطلاق سوى أنت و إبنك، حتى لو هربت معك و سمعتي أصبحت أسوأ من اللعنة عند الناس مازال لا يهمني، أنا لا أريد سواك، أنا لا أريد سوى أنت و فقط جاي، أنا أحبك!
جاي : أنا أيضاً أحبكِ وونيونغ، و لكن ما تفعلينه هذا لا ينفع، أرجوكِ تفهمي الموقف، يجب عليكِ أن تقومي بإجهاض ذلك الطفل بسرعة قبل أن يفوت الأوان و نتورط في شيء أكبر و أسوأ
وونيونغ (مازالت تحاول إقناعه) : كلا.. لم أقدر قادرة على التحمل أكثر، لم أعد أقدر على الصبر و الإنتظار أكثر من هذا، أنا مستعدة لأن أعترف بالحقيقة للناس كلها حالاً، و بعدها أهرب معك و أترك الناس يقولون ما يشائون أو يتفوهون بالهراء، "هربت مع عشيقها" بلا بلا بلا، لا يهمني
جاي (مازال مصمماً على وجهة نظره) : كلا وونيونغ، تفكيركِ كله خاطيء، لا يمكننا فعل هذا، الوقت غير مناسب أبداً و كلانا لن يقدر على تحمل المسؤولية
سكتت حينها وونيونغ سكوتاً قاتلاً، و هدئت هدوئاً مخيفاً، كان ذلك حين يأست و أدركت أن جاي لن يقتنع بكلامها مهما حاولت معه
و حينها بدأت وونيونغ تفهم كل شيء بشكل مختلف تماماً فجأه، فهمت أن جاي هكذا يتخلى عنها، و لا يعتمد عليه، و غير مسؤول، و جبان
و لكن أهم شيء أدركته وونيونغ للتو فقط هو أنها تحب جاي أكثر مما يحبها هو بكثير، مما جعلها متفاجئة و مصدومة أكثر و أكثر
وونيونغ : حسناً
قالت وونيونغ لحبيبها بملامح وجه خالية و نبرة صوت فارغة قبل أن تتركه و تغادر شقته دون حتى أن تودعه
**
و بعدما نزلت وونيونغ من عند جاي، صارت تمشي في الشارع وحدها، و لكن رغم معرفتها بوجهتها إلا أنها لم تكن تشعر بالضياع كما تشعر الآن في حياتها أبداً من قبل
كان الجو خريفي بارد، و كانت وونيونغ تشعر ببعض القشعريرة بسبب عدم إرتدائها لملابس ثقيلة كفاية حيث كانت تمشي في الشارع ببطء و هي شاردة في عالمها الخاص و مازالت مصدومة و تحاول إستيعاب ما حدث معها قبل قليل، لتبدأ حينها بالبكاء بصمت رغماً عنها
كانت تحاول أن تستوعب ما حصل، ليمر على تفكيرها حينها حياتها الحزينة بأكملها تقريباً، لتفكر خصوصاً في الذكريات خاصتها منذ أن قابلت جاي في رحلة الجامعة أول مرة إلى الآن مروراً بمواقفهما الحُلوة و المُرة التي مرا بها معاً
لقد دامت علاقتهما لقرابة سنتين و نصف الآن، كانا معاً لمدة طويلة كفاية، و حين أتت أخيراً حقيقة جميلة لتربطهما ببعضهما للأبد قال جاي بمنتهى البساطة "لا"
لتقترب وونيونغ من ذلك السور الذي كان يطل على نهر الهان لتتكيء عليه و تشرد في زرقة النهر قليلاً، لتسقط حينها دمعة من عينها في النهر مكونة دوامة صغيرة أفسدت إنعكاس وجهها فيه
كانت وونيونغ حينها تشعر بالخنقة، و الإحباط و اليأس، لدرجة أنها فكرت في أن تقفز و تلقي بنفسها في النهر لترتاح، و لكن خوفها من الماء دفعها للتراجع عن هذة الفكرة المجنونة، ليكون خوفها ذاك هو الشيء الوحيد الذي جعلها تتمسك ببعض الأمل في الحياة مرة أخرى و لو بنسبة ضئيلة، لتعاود حينها البكاء مجدداً أكثر
**
و في نفس الوقت عند زوج وونيونغ الذي يعشقها بشدة من كل قلبه في السر سونغهون، كان سونغهون جالس وحده و هو يشعر بوحشة المنزل من دون وونيونغ بسبب غيابها عند جاي
كان يمسك بهاتفه و هو يتفرج على صورة إلتقطها بكاميرا هاتفه لحبيبة قلبه وونيونغ حين كانا خارجين معاً لتناول شيء لذيذ في إحدى المرات ليتأملها و يشرد و يفكر مع نفسه قليلاً
كان يفكر في كل شيء في آن واحد تقريباً، كان يفكر في مشاعره نحو وونيونغ، و في حملها المفاجيء من جاي، و في إجراءات طلاقهما، و في مشاكل الشركة مع الإشاعات الضارة و الصحافة الصفراء التي كلها تقع على عاتقه وحده
كان سونغهون هو الآخر يشعر بالخنقة و الإحباط مثل وونيونغ، و لكن كان عكسها من ناحية اليأس، فهو لم ييأس و مازال متمسكاً بالأمل الذي لا يعرف عنه أي شيء ولا كيف قد يحدث و لكنه مازال متمسكاً به رغم ذلك
Sunghoon pov
رغم كل شيء يحدث الآن.. مازلت أمتلك ذلك الأمل معكِ
رغم أنني مازلت لا أعرف ما رده فعل جاي ولا ما يحمله القدر لثلاثتنا إلا أنني أمتلك شعوراً دفيناً قوياً لا أستطيع تجاهله أن هذة ليست نهايتنا.. على الأقل ليست بهذة الطريقة
قلبي يؤلمني كلما أتذكر أنني على وشك أن أخسركِ للأبد، و لكن عقلي و تفكيري يستمران في بث الأمل في قلبي مجدداً دون أي سبب منطقي، فقط مجرد إحساس
إذاً لمَ لا؟ إن كان حبكِ ناراً فمن دواع سروري أن أحترق دون الإكتراث للألم الذي سأشعر به، فقط لأنها أنتِ
فأنا أحبكِ بشدة وونيونغ!
أحبكِ.. و أريد أن أكون سندكِ.. و أمانكِ.. و ضلعكِ الذي لا يميل أبداً
فأنتِ أمنيتي.. و مطلبي.. و مدينتي.. و سكني!
أنتِ سماي.. و ليلي.. و نجمتي.. و حلمي!
أوه يا إلهي! ما هذا الذي أقوله؟!
حبي لوونيونغ دفعني للجنون حقاً! صرت رومانسياً و عاطفياً و أصبحت أقول كلاماً لم أتخيل أنني قد أشعر به في حياتي أصلاً!
ماذا فعلتِ بي جانغ وونيونغ؟! جعلتيني مجنون بحبكِ و منجذب لكِ بكل حواسي دون حتى أن أقاوم سحركِ!
و بعد كل هذا كيف من المفترض بي أن أتقبل الأمر و أستسلم و أتكفل بإجراءات طلاقتنا؟!
كيف لي أن أترككِ؟!
End pov
حالة سونغهون أصبحت صعبة و هو يدرك ذلك، لقد تخطى مرحلة اللا عودة في حب وونيونغ و هو يعلم أن ذلك لا يفعل به شيء سوى أن يؤذيه أكثر و فقط
في داخله يتمنى بشدة لو يستطيع الصراخ و الإعتراف لوونيونغ بحبه و من ثم دفنها بين أحضانه ليخبئها من العالم بأسره لتكون ملكه وحده، و لكنه للأسف لا يقدر
**
و بعد مرور بعض الوقت، كان سونغهون لايزال جالساً وحدة في غرفة المعيشة حين فتحت وونيونغ باب المنزل بنسخة المفتاح خاصتها ليلتفت لها سونغهون و ينهض بهدف إستقبالها
و لكنه تفاجأ حين رأى وجهها يبدو شاحباً و عليه علامات الدموع الجافة ليقلق و يسألها بإهتمام على الفور
سونغهون (بقلق) : ما خطبكِ وونيونغ؟! هل حدث شيء ما؟!
وونيونغ : أجل
سونغهون : ماذا حدث؟!
سأل سونغهون لتغلق حينها وونيونغ الباب أخيراً و تستعد لإخباره بما لديها بينما حاولت بشدة أن تتماسك و ألا تبكي مجدداً
وونيونغ : بإختصار شديد أخبرت جاي بكل شيء.. و لكنه رفض! و طلب مني أن أقوم بإجهاض الطفل!
لم تتحمل وونيونغ لتهتز نبرة صوتها حين عاودت البكاء مجدداً بعدما أنهت جملتها، و لكنها هذة المرة بكت في أحضان زوجها الذي كان مصدوماً بشدة مما سمعه و مما حدث للتو
فسونغهون لم يُصدم فقط بل شعر بالقهرة و الغضب الشديد من جاي و رده فعله و غباءه من وجهة نظره، و لكنه في نفس الوقت كذلك شعر بالحزن و الشفقة على وونيونغ التي كانت تبكي بشدة في حضنه دون أن تشعر و هو يحاول أن يربت عليها و يطمئنها و يهدئها قائلاً
سونغهون : لقد وعدتكِ من قبل أنكِ لن تعاني وحدكِ مجدداً لأنني سأكون بجانبكِ و سأحميكِ مهما كلفني الأمر، و وعدتكِ أيضاً أنني لن أسمح لأي شيء أو أي شخص بأن يجرح مشاعركِ أو ينزل دمعة واحدة من دموعكِ الغالية مهما كان، و لقد حان الوقت لكي أوفي بوعدي لكِ!
قال سونغهون جملته الأخيرة ببعض فقدان الصبر ليبتعد عن وونيونغ بسرعة فاصلاً العناق و يغادر المنزل و يأخذ سيارته و يتحرك بها بعيداً في لمح البصر
و بالطبع وجهته كان يسهل تخمينها، و هي منزل جاي، و هو بالفعل متجه إلى هناك بهدف الحديث مع جاي و حل الأمر بنفسه لأنه قد فاض به الكيل حقاً هذة المرة
**
و بالفعل وصل سونغهون لوجهته بعد بضع دقائق فقط من القيادة السريعة، ليصعد لشقة جاي و يقوم برنين الجرس و طرق الباب بقوة معبراً عن غضبه
ليفتح له جاي الباب بعد بضع ثوانٍ فقط ليتفاجأ بسونغهون داخلاً عليه و هو يشد و يمسك بياقة قميصه بغضب و يصرخ في وجهة قائلاً
سونغهون (بغضب) : يا! لقد نفذ صبري منك حقاً! كيف ترفض الإحتفاظ بالطفل الذي يكون إبنك أنت و وونيونغ؟! و كيف تجرؤ على إجبارها لإجهاض الطفل رغماً عنها؟! ها؟! أأنت مجنون؟!
جاي (بحده و تحذير) : أتركني!
سونغهون (ببعض العصبية) : كلا لن أتركك! لقد طفح كيلي منك بجدية! بسببك عادت وونيونغ للمنزل و هي مكسورة القلب و منهارة من البكاء بعدما كانت المسكينة سعيدة للغاية أنكما ستتزوجان و ستصبحان معاً أخيراً!
حينها نفذ صبر جاي لينزعج و يقوم بدفع سونغهون عنه بقوة مبعداً يديه عنه ليترك ياقة قميصه، ليأخذ على الفور في الرد عليه و الشرح له و الدفاع عن نفسه
جاي (مدافعاً بنفاذ صبر) : يا! لقد أخبرتها أن تفعل الحل الوحيد الصحيح لهذة المشكلة! و بما أنك واثق لهذة الدرجة أتستطيع أنت إذاً أن تخبرني كيف يمكننا أن نخرج من هذة الورطة؟ و كيف سترتبان إجراءات طلاقكما بهذة السرعة؟ و ماذا ستقولان للناس؟ و بعدها متى سأتزوج أنا و هي؟ و كيف؟ و ماذا سيفعل أهلها إن علموا بالأمر؟ خصوصاً عندما يكتشفوا أنها حامل مني؟ لقد قلت بالفعل أن الوقت غير مناسب أبداً و لا أحد فينا مستعد بعد لهذة الخطوة الجريئة على الإطلاق ولا حتى أنت، فأنت تعاني بما فيه الكفاية مع مشاكل الشركة و لا ينقصك المزيد من الإشاعات و التراهات و النميمة، فأنت تعرف جيداً بالفعل كم الرأي العام لا يرحم و كم الصحافة الصفراء مجانين، فهم حرفياً قاموا بنشر إشاعة يدعون فيها أنني أنا و أنت في علاقة! و بعد كل هذا أتيت لمنزلي بكل إندفاع و حماقة لكي تتشاجر معي؟!
قال جاي ليسكت حينها سونغهون قليلاً حين أدرك أن جاي في الواقع لديه وجهة نظر قوية و منطقية و مقنعة، ليكمل حينها جاي كلامه قائلاً
جاي : من المفترض بك أن تحاول إقناع وونيونغ أن تجهض الطفل كما قلت لها، ليس أن تأتي لمنزلي و تفتعل شجاراً معي!
إستمر سونغهون في إلتزام الصمت حين سمع جملة جاي الأخيرة ليفكر حينها قليلاً، و لكنه بمنتهى الصراحة سرعان ما إقتنع بوجهة نظر جاي منطقياً و وقف في صفه
سونغهون (تنهد) : هاه.. للأسف أنت محق، و لكنني في هذة الفترة مرهق ذهنياً بشدة و لا أقدر على التفكير بشكل سليم في أي شيء، لذلك أثيرت أعصابي على الفور حين رأيت وونيونغ منهارة من البكاء أمامي و لم أشعر بنفسي سوى و أنا آخذ سيارتي و أتجه لمنزلك بأقصى سرعتي لكي أتشاجر معك، لأنني في الأساس وعدت وونيونغ أنني لن أسمح أبداً لأي مخلوق أن ينزل دمعة واحدة من دموعها الغالية مهما كان!
و حينها بالطبع جملة سونغهون الأخيرة لن تمر على جاي هكذا مرور الكرام، ليتفاجأ بها و يسأله
جاي (بإستغراب) : وعدتها أنك لن تسمح أبداً لأي مخلوق أن ينزل دمعة واحدة من دموعها الغالية مهما كان؟!
سأل جاي بإستغراب ليرتبك حينها سونغهون و يستوعب ما قاله، ليسأله جاي مرة أخرى بينما كان ينظر له بإستنكار و عدم تصديق حين أدرك شيئاً للتو
جاي (بإستنكار) : أنت.. تحبها؟!
في هذة اللحظة أدرك جاي فعلاً أن سونغهون قد وقع في حب وونيونغ و قد حدث فعلاً ما كان يخشاه، خصوصاً حين توتر سونغهون و شعر بالإحراج و لم يستطع الرد على جاي أو قول كلمة
ليضطر حينها سونغهون لمغادرة شقة جاي دون الإعتراف له بحقيقة مشاعره نحو وونيونغ، ليترك سونغهون جاي وحيداً و هو مازال يحاول إستيعاب تلك الصدمة الجديدة التي حلت عليه
و لكن حين غادر سونغهون شقة جاي كانت شقيقته جيني في نفس الوقت قادمة لزياته بالصدفة، لترى سونغهون و تستغرب لتسأل شقيقها عن هويته ما إن رحل
جيني (بإستغراب) : أمممم.. من يكون ذلك الشاب؟
لينظر جاي لجيني نظرة مطولة بعض الشيء دون قول كلمة، ليتجاهل سؤالها بعدما أشاح بنظره بعيداً عنها و جلس يسند كوعيه على فخذيه و يمسك رأسه بيديه تعبيراً عن شعور بالضياع و المحاصرة و الندم
**
المهم، نزل سونغهون من عند جاي و ركب سيارته ليعود بها مرة أخرى لمنزله حيث كانت زوجته
ليصل سونغهون لمنزله بعد بضع دقائق ليركن سيارته و بعدها يفتح باب منزله بمفتاحه و يدخل ليصعد للطابق الفوقي ليفتح باب غرفة النوم بحثاً عن وونيونغ التي لم يجدها في أي مكان في الطابق السفلي
ليجد وونيونغ موجودة في الغرفة فعلاً ليطمئن، و لكنه سرعان ما قلق عليها مجدداً حين وجدها ملقاه على السرير بإهمال و حزن و مازالت تبكي على وسادتها بهدوء و صمت حتى الآن دون توقف و هي شاردة و تحدق في سقف الغرفة كما لو كان عقلها في عالم آخر تماماً
ليدخل الغرفة و يقترب نحوها ببطء ليستلقي بجانبها على السرير بهدوء و يقوم بمسح دموعها بإبهامه برومانسية و حنان و يطلب منها بنبرة حنونة ألا تبكي
سونغهون (بنبرة حنونة) : أرجوكِ لا تبكي وونيونغ
وونيونغ (بشرود) : سونغهون
سونغهون : نعم؟
وونيونغ (بنبرة مهزوزة) : أنا أشعر بكسرة لم أشعر بها من قبل في حياتي!
قالت وونيونغ بنبرة مهزوزة موحية بشعورها الشديد بالحزن الدفين و عدم القدرة على الثبات و التماسك، لتعاود حينها الإنهيار من البكاء مرة أخرى بمجرد أن أنهت جملتها
كان سونغهون يشعر كما لو كان قلبه يتقطع لرؤية وونيونغ في هذة الحالة و هي ضعيفة و حزينة و يائسة لهذة الدرجة، ليحاول تهدئتها بطريقة رأى أنها ستكون الأنسب لها
ليقوم حينها بأخذها بين أحضانه و يحتويها بحنان داخل عناقه لتستجيب هي له على الفور و تتشبث به كمثل الطفلة الصغيرة التي تتمسك بوالدها بشدة و تأبى أن تتركه
ليتخذا هذة الوضعية للنوم مع بعضهما الليلة، سونغهون يدفن وونيونغ بين أحضانه محاولاً إحتوائها و طمأنتها بينما وونيونغ تبادله العناق و تتشبث به بقوة بحثاً عن الأمان و الراحة و الطمئنينة و الدفء و الحب
و لكن في هذة اللحظة، و بمنتهى الصراحة، شعرت حينها وونيونغ بشعور غريب لم تشعر بشعور مثله من قبل على الإطلاق، ولا حتى مع جاي
حيث أنها فعلاً بمجرد أن إحتضنها سونغهون شعرت معه بكل تلك المشاعر التي كانت تبحث عنها، و أهمها أنها قد شعرت معه بالأمان
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
وونيونغ؟
سونغهون؟
جاي؟
جيني؟
إصرار جاي على وجهة نظره؟
تفكير وونيونغ و إدراكها حول جاي؟
إقتناع سونغهون بوجهة نظر جاي؟
إكتشاف جاي أن سونغهون واقع في حب وونيونغ؟
مشاعر وونيونغ الحزينة و بكائها؟
مشاعر حب سونغهون نحو وونيونغ؟
شعور وونيونغ بالأمان بين أحضان سونغهون؟
ماذا سيفعل سونغهون؟
ماذا ستفعل وونيونغ؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro