بارت 19
و في اليوم التالي، إنها عطلة نهاية الإسبوع أخيراً و إنه أيضاً آخر يوم في شهر أغسطس و الذي يوافق عيد ميلاد بطلتنا وونيونغ زوجة سونغهون و حبيبة جاي
و على ذكر سونغهون، كونه يستيقظ أولاً كل يوم إستيقظ أولاً بالفعل كعادته ليتذكر على الفور أن اليوم يكون عيد ميلاد وونيونغ كما أخبرته ليقرر أن يفكر في خطة يقوم بها معها للإحتفال معاً
و ما إن وجدها حتى سعد و تحمس كثيراً في داخله، و لكنه مازال لم ينهض من السرير بعد، ليقرر أن يقترب قليلاً من ذلك الملاك الجميل النائم بعمق بجانبه مشاركاً إياه السرير
ليتأمل سونغهون جمال وونيونغ منتهزاً فرصة كونها لاتزال نائمة و لا تشعر به و لن تسمعه و هو يتحدث إلى نفسه عنها و عن مشاعره نحوها
سونغهون : لم أكن لأتخيل أبداً أنني سأقع في حبكِ بهذا العمق.. و لكن لمَ لا؟.. فأنا إكتشفت لاحقاً أنكِ فتاة نقية.. و رقيقة.. و جميلة.. و لطيفة.. و صادقة.. و تستحقين الحب بغض النظر عن كل عيوبكِ و صفاتكِ السيئة التي بالكاد أستطيع تحملها
ليضع سونغهون كفه على وجه وونيونغ الجميل و يتحسسه بلطف و رقة لكي لا يوقظها، ليكمل بعدها إندماجه و كلامه قائلاً
سونغهون : رغم كل الحزن الدفين الذي بداخل قلبكِ المرهق.. أعدكِ بأنني لن أجعلكِ تشعرين سوى بالسعادة التي تستحقينها طالما ماتزالين زوجتي و ملكي! لأن سعادتكِ هي هدفي الدائم الذي أسعى لتحقيقه، لأنني صدقاً أحبكِ كثيراً وونيونغ!
كان سونغهون يتحدث بنبرة هادئة و هو يتحسس وجه وونيونغ برفق بإصبع إبهامه، لينزله ببطء ناحية شفتيها التي نظر إليهما نظرة أشعلت الرغبة في داخله نحوهما مرة أخرى
و لكن الفرق أن سونغهون هذة المرة لم يتجاهل هذة الرغبة الشديدة في داخله، ليتجرأ بشدة و ينتهز الفرصة حين إقترب من وونيونغ و أغمض عينيه ليقوم بوضع شفتيه على خاصتيها طابعاً قبلة رومانسية رقيقة لم يستطع أن يقاومها على شفتيها الكرزيتين جعلت سائر قلبه ينبض بقوة من عشقه لملمسها الحريري و لمذاقها اللذيذ
كان يتمنى سونغهون في داخله بشدة لو تدوم هذة اللحظة للأبد ليتمكن من تقبيل حبيبة قلبه أكثر و أكثر كمان يرغب، و لكن الواقع للأسف ليس كذلك، ليبتعد عن زوجته على الفور و ينهض بسرعة و حذر لكي لا تشعر به و تستيقظ
لينجح في ذلك فعلاً و يغادر الغرفة تاركاً وونيونغ نائمة وحدها على السرير بثقل بعدما فر بفعلته التي جعلت قلبه ينبض بقوة من السعادة
و لكن سونغهون لم يغادر الغرفة فقط، بل أخذ مفاتيحه و بطاقة إئتمانه و غادر المنزل بأكلمه لكي يقوم بعمل بعض المشاوير التي خطط لها
ليأخذ سيارته و يتحرك بها نحو أقرب محل بقالة لتكون هذة وجهته الأولى، تاركاً زوجته وونيونغ في المنزل وحدها و هي نائمة و غير دارية بما يحدث على الإطلاق
**
ليصل سونغهون لمحل البقالة ليسحب حقيبة التسوق البلاسيتيكة المربعة من مكانها و يأخذ لنفسه واحدة ليدخل و يتجه نحو القسم الذي يحتوي على الأشياء التي يرغب في شرائها
و التي تكون مستلزمات صنع الكعكة، فسونغهون فكر في بدلاً من أن يشتري كعكة جاهزة باهظة الثمن من محل مشهور أن يقوم هو بصنعها لوونيونغ بنفسه و يقوم لاحقاً بشراء هدية لها أفضل
و بالفعل، إشتري ما ينقصه من المستلزمات و بعض من الأغراض الأخرى بالمناسبة، ليخرج بعدها من المحل و يضع الأكياس على الكرسي الخلفي في السيارة، ليركب هو بعدها و يتجه نحو وجهته التالية، و التي كانت إحدى المتاجر القريبة
**
ليصل سونغهون للمتجر و يساعده إحدى العمال فيه أن يشتري زينة و ديكوراً مناسباً بألوان جميلة و كذلك يشتري بالونات على شكل الرقم "21"
ليقتنع سونغهون و يشتري هذة الأشياء اللطيفة و يضعها في كيسها و يحلمها معه للسيارة ليضعها بجانب مستلزمات الكعكة التي إشتراها سابقاً، و يركب هو بعدها ليتحرك بالسيارة نحو وجهته الثالثة لليوم، و التي كانت إحدى المراكز التجارية الكبيرة بهدف شراء هدية ثمينة لوونيونغ تليق بها
**
ليصل سونغهون إلى هناك و يقوم بصف سيارته في مكان مخصص في الجراج ليدخل بعدها للمركز التجاري الذي كان كبيراً جداً و مليئاً بالطوابق و المحلات و لكن لم يكن هناك الكثير من الناس لحسن حظه بسبب أن الوقت حالياً مازال الصباح و ليس المساء بعد
كان سونغهون يتمشى و يتفرج على المحلات بتركيز و هو يحاول أن يفكر و يحسم قراره حول ماهية الهدية التي سيشتريها لوونيونغ
Sunghoon pov
رغم أننا متزوجين منذ قرابة نصف سنة الآن و لكنني مازلت لا أعرف عن وونيونغ سوى معلومات سطحية جداً، أنا لا أعرف حتى ماذا تحب!
إذاً في هذة الحالة ما الذي يجب علي شرائه لها كهدية؟ ماذا تفضل الفتيات عادةً؟
هل أشتري لها عطراً؟ أم فستاناً؟ أم بعض المجوهرات؟
مهلاً لا، لا يمكنني أن أشتري لها المجوهرات بعدما أهديتها بالأمس عقد اللؤلؤ، سيكون الأمر سخيفاً
إذاً ماذا أفعل؟ هل أتصل بكازوها لكي تساعدني في إختيار هدية بما أنها فتاة؟
End pov
بدت هذة الفكرة جيدة جداً لسونغهون، ليخرج بعدها هاتفه من جيبه على الفور ليبحث عن إسم كازوها في قائمة جهات إتصاله ليتصل بها فعلاً
《كازوها (ردت أسرع مما توقع) : مرحباً؟》
سونغهون : أوه! أممم!.. مرحباً كازوها، صباح الخير
《كازوها : صباح النور سيدي، لم أتوقع إتصالك بي في يوم العطلة》
سونغهون : صحيح، آسف إن كنت أزعجتكِ بإتصالي المفاجيء
《كازوها : أوه لا! على الإطلاق!》
سونغهون : جيد، أرحتيني
《كازوها : أهناك خطب ما؟》
سونغهون : أجل، في الواقع أحتاج مساعدتكِ في أمر مهم جداً بالنسبة لي
《كازوها (بلطف) : بالطبع، أخبرني ما هو و سأحاول أن أساعدك قدر ما أستطيع》
سونغهون (شارحاً) : جيد إذاً، إسمعي، اليوم يكون عيد ميلاد وونيونغ و أنا حالياً متواجد في المركز التجاري لكي أشتري لها هدية، و لكنني لا أعرف ماذا ستكون الهدية المناسبة لها، أنا حتى لا أعرف ذوقها ولا أعرف تفضيلاتها، لذلك فكرت في أن أتصل بكِ لكي تساعديني بما أنكِ فتاة مثلها و تعرفين ما قد تفضله الفتيات في مناسبة كهذة
《كازوها : أوه.. فهمت》
سونغهون : إذاً.. ماذا أفعل؟
《كازوها (تفكر) : مممم.. إن إشتريت لها فستاناً ربما لن يناسب ذوقها أو لن يكون على مقاسها أو ربما يكون لديها فستاناً آخراً بنفس اللون أو التصميم، لذلك من الأفضل ألا تخاطر و تشتري لها فستاناً》
سونغهون : حسناً؟
《كازوها : مممممم.. وجدتها! إشتري لها حقيبة! الفتيات عادةً لا يمتلكن الكثير من الحقائب مقارنة بالثياب، لذلك إشتري لها حقيبة جديدة ذات لون مميز و تصميم أنيق، و أنا واثقة من أنها ستحب هذة الهدية كثيراً》
سونغهون (بإمتنان) : فهمت! شكراً جزيلاً لكِ كازوها! لقد ساعدتيني كثيراً حقاً!
《كازوها : لا داعي لشكري، فنحن أصدقاء رغم كل شيء، أليس كذلك سيدي؟ أقصد! سونغهون؟》
سونغهون (ضحك بخفة) : هههه، صحيح، أنتِ محقة
《كازوها : ممتاز إذاً، و عيد ميلاد سعيد لوونيونغ بالمناسبة!》
سونغهون : شكراً لكِ
《كازوها : على الرحب》
سونغهون : إلى اللقاء
《كازوها : إلى اللقاء》
ليغلق سونغهون بعدها الخط بعدما أخذ نصيحة من كازوها، ليعيد هاتفه لجيبه و يتحرك باحثاً عن محل للحقائب النسائية ليجد واحداً كبيراً و فخماً بالفعل ليدخله على الفور دون أن يتردد ثانية واحدة
كان المحل من نفس مستوى المركز التجاري بالطبع، كبير و فخم و للأشخاص الأغنياء كفاية فقط، ليدخل سونغهون بهدوء لتقابله الفتاة العاملة بهدف مساعدته
العاملة (مستقبلة بلطف و أدب) : شرفت محلنا المتواضع سيدي، كيف يمكنني أن أساعدك؟
سونغهون : أجل، أمم.. اليوم يكون عيد ميلاد زوجتي و أريد شراء حقيبة مناسبة لها كهدية
العاملة : فهمت، يمكنني أن أساعدك في إختيار شيء مناسب
سونغهون : ياليت
العاملة (مشيرة) : تفضل معي
تحرك سونغهون نحو الداخل أكثر مع العاملة بينما أخذت هي ترشده و تفرجه على الحقائب المصفوفة على الأرفف و هي تشرح له و تحاول أن تساعده في إختيار شيء
العاملة : إذاً؟ ما رأيك؟
سونغهون : لا أعرف حقاً، أرى أن جميعها جيدة و لكنني لا أعرف كيف سيبدو الأمر من وجهة نظر زوجتي
العاملة : ماذا تحب زوجتك في العادة؟ ما هو ذوقها؟
سونغهون (متهرباً من السؤال لأنه لا يعرف) : أممم.. إسمعي، أريد شيئاً بلون مميز و تصميم أنيق
العاملة : فهمت، إذاً عليك بهذة المجموعة
قالت العاملة لتحول نظرها لمجموعة أخرى، لتلتقط بعدها واحدة من الحقائب ذات لون اللاڤندر الذي بدى لسونغهون مجرد درجة فاتحة من اللون البنفسجي من العلامة التجارية الفاخرة شانيل
العاملة : ما رأيك في هذة؟
سونغهون : أجل، موافق
العاملة : ممتاز إذاً، و أنا واثقة من أن زوجتك ستحبها كثيراً
سونغهون : أتمنى ذلك
لتتمم بعدها العاملة إجراءات الدفع لسونغهون الذي دفع ثمن الحقيبة ببطاقة إئتمانه بالطبع و من ثم أخذها في كيس بلاستيكي مناسب و غادر المحل و المركز التجاري كله لينزل للجراج و يضع الحقيبة على الكرسي الخلفي بجانب أخواتها و يركب هو بعدها ليدير المحرك و يغادر المكان كله عائداً للمنزل أخيراً
**
إستغرق سونغهون العديد من الساعات للقيام بهذة المشاوير لأجل عيد ميلاد وونيونغ مما جعله يرهق، و لكنه رغم ذلك بمجرد وصوله للمنزل حتى بدأ على الفور بالعمل مستغلاً فرصة أن وونيونغ لاتزال نائمة حتى الآن
ليقوم سونغهون بالإحتفاظ بالحقيبة في مكان آمن لن تصل له وونيونغ لكي لا تُفسَد المفاجئة، و يتجه بعدها للمطبخ ليقوم ببدء صنع الكعكة كما أراد
لتمر قرابة ساعة لينتهي سونغهون تقريباً و أثناء ما كانت الكعكة في الفرن تنضج كان هو في الخارج يقوم بتعليق الزينة التي إشتراها
و بعدما نضجت الكعكة أخيراً حتى أخرجها من الفرن و قام بتزيينها بالكريمة و كتب عليها بصوص الشوكولاتة و من ثم أدخلها الثلاجة لكي لا تفسد حالما يحين وقت الإحتفال لاحقاً
ليتفرغ بعدها أخيراً لتحضير الفطور له لأنه لم يحصل على فرصة لتناول شيء بسبب عجلته و لوونيونغ كذلك لأنها قد تستيقظ في أي لحظة الآن
**
و بالفعل، في الطابق العلوي في الغرفة كانت وونيونغ قد إستيقظت أخيراً بعدما نامت لمدة طويلة و بعمق كما لو كان عقلها الباطن يحاول الهروب من الواقع و عدم مواجهته
و على ذكر عقلها الباطن، فقد حلمت وونيونغ العديد من الأحلام المتقطعة و الغير مترابطة هذة المرة، و واحد من هذة الأحلام كان عبارة عن أن أحدهم قام بتقبيلها على شفتيها، و لكنها بالطبع لا تتذكر أي شيء بوضوح كون الحلم تلاشى مجرد إستيقاظها من النوم مثل البقية
لتنهض وونيونغ و تتجه للحمام في الغرفة لتقوم بغسل وجهها و عمل روتينها اليومي و وضع الكريمات و تسريح شعرها و كل هذة الأشياء
لتخرج من الحمام و تعاود الجلوس على السرير و هي تمسك بهاتفها و تقوم بتحديث صورة سيلكا لها في قصة حسابها على الإنستاغرام لمتابعينها إلتقطتها للتو و هي معلقة عليها أن اليوم يكون عيد ميلادها
لتغلق بعدها هاتفها متجاهلة كم الرسائل التي إنهالت عليها بمجرد أن أفصحت عن ذلك، لتخرج بعدها من الغرفة بهدف النزول للأسفل و رؤية سونغهون
**
لتنزل وونيونغ للطابق السفلي لتجد سونغهون محضراً الفطور لكلاهما على طاولة السفرة بالفعل و لكن ما جذب إنتباهها هو تفاجؤها بتلك الزينة التي كانت محضرة لأجلها في المكان أيضاً
وونيونغ (بتفاجؤ) : واو!
سونغهون (إلتفت لها) : أوه! إستيقظتِ؟ صباح الخير
وونيونغ (مشيرة على الزينة) : صباح النور، و لكن ما هذا؟
سونغهون : هذة زينة عيد ميلادكِ الذي سنحتفل به معاً
وونيونغ (فرحت) : ماذا؟! حقاً؟!
سونغهون (إبتسم) : أجل بالطبع
وونيونغ (بحماس) : واو! هذا رائع جداً حقاً!
سونغهون : عيد ميلاد سعيد وونيونغ
وونيونغ : أوه شكراً جزيلاً لك سونغهون
سونغهون : و الآن دعينا نتناول الفطور
وونيونغ : بالتأكيد
لتجلس وونيونغ على الفور على المائدة برفقة زوجها ليبدءا في تناول الفطور معاً رغم أن وقته تأخر بالنسبة لليوم بالفعل
كانت وونيونغ فرحة و متحمسة كالطفلة بسبب مفاجئة سونغهون بخطته لليوم لها، ناسية تماماً أن هناك شخص آخر يقوم بتحضير مفاجئة لها هو أيضاً
**
و في نفس الوقت عند جاي، كان هو و صديقه المقرب نيكي راكبين سيارة صديقهما المقرب الآخر سامويل بعدما إتصلا به لإقتراضها بينما هو مسافر للولايات المتحدة، لكي يقوما بإختصار المال و الوقت و تنظيم خطة اليوم التي أعدها جاي خصيصاً للإحتفال مع وونيونغ بعيد ميلادها
و بالفعل مرت بضع ساعات و كان جاي برفقة نيكي قد حجز في إحدى المطاعم ذات المستوى الجيد و قام بتجهيز كل شيء مع طاقم موظفي المطعم ليكونوا على دراية بكل شيء
و كان هو نفسه مرتباً هيئته حيث إرتدى بذلة سوداء أنيقة و قام بتسريح شعره و رفعه للأعلى كما تحب وونيونغ عليه، و إشترى لها هدية عيد ميلادها الثمينة جداً بالنسبة لكليهما بكل تأكيد لسبب ما
و بالفعل مرت ساعات اليوم الغير مهمة للغاية و صارت الساعة الآن قرابة السادسة مغرباً و كان نور النهار الأخير يوشك على الإنتهاء تقريباً
كان سونغهون مستعداً للإحتفال برفقة وونيونغ أخيراً حيث بدأ في توضيب السفرة بينما كانت وونيونغ مشغولة بالرد على بعض من رسائل التهنئة التي وردتها و كذلك الإتصالات من أفراد عائلتها و أصدقائها المقربين جداً
و ما إن تركت وونيونغ هاتفها لترتاح قليلاً حتى رن مرة أخرى لتتأفأف بملل لأنها تعبت من الرد على الناس و لكنها هذة المرة عينيها إتسعت و سرعان ما ردت على الفور حين وجدت أن المتصل يكون الشخص الذي كان ينقصها اليوم سماع صوته، و الذي كان بالطبع حبيب قلبها جاي
وونيونغ (ردت) : مرحباً حبيبي!
《جاي : مرحباً حبيبتي، عيد ميلاد سعيد!》
وونيونغ (بسعادة) : أوه شكراً جزيلاً لك حبيبي، لقد كنت أنتظر إتصالك بفارغ الصبر حقاً
《جاي : آسف لأنني تأخرت في إتصالي، هذا لأنني كنت أعد لكِ مفاجئة!》
وونيونغ (قضبت حاجبيها) : مفاجئة؟
《جاي (بحماس) : أجل! لقد حجزت في إحدى المطاعم الراقية لكي نتناول العشاء و نحتفل معاً وحدنا بعيد ميلادكِ! لذا تجهزي بسرعة و تعالي، أنا في إنتظاركِ بالفعل》
وونيونغ : أوه..
قالت وونيونغ بنبرة لا تبدو مطمئنة حين تفاجئت من كلام جاي و ليس من مفاجئته لها، لتصمت بعدها لوهله و هي تنظر لسونغهون الذي كان يأتي ذهاباً و إياباً من المطبخ لطاولة السفرة لكي يحضرها لكي يحتفلا معاً الليلة
لوهله شعرت وونيونغ أنها حائرة بين إختيارين لا تعرف أيهما تختار، و شعرت بالضيق لأنها لا تريد أن تلغي أحدهما و لكنها مضطرة، لتختار حينها واحداً فقط منهما لكي تحتفل معه بعيد ميلادها الليلة و تقول
وونيونغ (بأسف) : أممم.. أنا آسفة جداً حبيبي و لكنني لا أقدر أن آتي
《جاي (بإستغراب) : لا تقدرين؟!》
وونيونغ (موضحة) : سونغهون كان يجهز لي إحتفالاً منزلياً منذ الصباح و قام بترتيب كل شيء بالفعل، لذلك سأحتفل معه الليلة
《جاي (يحاول الإستيعاب) : أها..》
وونيونغ : أنا آسفة جداً حقاً، و لكنني أعدك بأنني سأعوضك و سأحتفل معك بشكل خاص غداً! إتفقنا؟
《جاي : همم..》
وونيونغ : أراك غداً
قالت وونيونغ مودعة جاي قبل أن تغلق الخط و تنهي المكالمة، غير مدركة أن جاي لم يكن مستوعباً لولا كلمة قالتها في ما حدث للتو
كان جاي واقف و هو مستند على السيارة و هو يحدق في الفراغ و شارد، مصدوم و غير مصدق لما حدث للتو، و هو إلغاء خطته و تفضيل وونيونغ للإحتفال الليلة بعيد ميلادها مع سونغهون و ليس معه
و لكن جاي فعلاً شعر بالإحباط و خيبة الأمل و الحزن من كلام وونيونغ الذي بدى عفوياً و عادياً جداً، و لكن في هذة اللحظة حقاً قلبه قد كُسِر
بعدما تعب و كلف نفسه ليقوم بعمل شيء مميز بهدف إسعاد وونيونغ و تأمل، هي في الآخر أخبرته بكل بساطة أنها لن تأتي و ستحتفل مع سونغهون
ليأتيه حينها نيكي من المطعم في الداخل ليقاطع شروده حين إلتفت له و هو يتحدث إليه قائلاً
نيكي (مبتسم بحماس) : يمكنني الآن فقط قول أن كل شيء صار جاهزاً بمثالية هههه
جاي (تنهد بإحباط) : هاه.. لا تتعب نفسك نيكي، لن تأتي
نيكي (بصدمة) : مهلاً ماذا؟! ماذا تعني بأنها لن تأتي؟!
نهض حينها جاي بثقل من على سيارة صديقه التي كان يسند عليها ليقوم برمي باقة الزهور التي كانت في يده في حاوية القمامة بحزن يخالطه الغضب و هو يخبر نيكي قائلاً
جاي : أعني أنها لن تأتي!
نيكي : لماذا؟!
جاي (إلتفت له) : قالت أنها ستحتفل معه! عاه! اللعنة علي و على حياتي!
كان جاي غاضباً جداً بينما كان نيكي متفاجيء للغاية و غير مستوعب لما حدث قبل قليل مع صديقه، ليدخل حينها جاي للمطعم ليتبعه نيكي لكي يحاول أن يلغي الحجز و يسترد ماله إن أمكن دون مشاكل
**
أما عند وونيونغ و سونغهون في منزلهما، حضر سونغهون كل شيء و أحضر الكعكة التي صنعها بيده خصيصاً لليوم لتتفاجأ وونيونغ و تسعد بها كثيراً
كانت كعكة منزلية متوسطة الحجم على شكل قلب بطعم الكريمة البيضاء و مكتوب عليها "عيد ميلاد سعيد أيتها الأميرة" بالشوكولاتة البنية و مزينة ببعض القلوب الصغيرة بالشوكولاتة الوردية
وونيونغ (متفاجئة) : واو سونغهون!
سونغهون : ههه، ما رأيكِ؟
وونيونغ : إنها لطيفة جداً حقاً!
سونغهون (بلطف) : سعيد لسماع ذلك
وونيونغ (بإمتنان) : شكراً جزيلاً لك حقاً!
سونغهون : على الرحب، و الآن دعينا لا نضيع المزيد من الوقت و نبدأ في الإحتفال
وونيونغ : ههه حسناً
سونغهون (يغني لها) : عيد ميلاد سعيد! عيد ميلاد سعيد! لعزيزتنا الغالية وونيونغ! عيد ميلاد سعيد!
وونيونغ (بسعادة) : واو!
صفق حينها كلاهما و هما يبتسمان، وونيونغ تبتسم بسعادة و سونغهون يبتسم على إبتسامتها
سونغهون : هيا، تمني أمنية
وونيونغ : حسناً
أغلقت حينها وونيونغ عينيها و شبكت يديها ببعضها و هدأت لتركز و هي تفكر و تتمنى في داخلها أمنية عيد ميلادها
Wonyoung pov
أتمنى..
أن أكون سعيدة في حياتي مع الشخص الصحيح الذي يحبني بصدق و قادر على إسعادي
End pov
لتفتح وونيونغ عينيها بعدما تمنت هذة الأمنية في داخلها لتنفخ بعدها و تطفيء الشمعة التي كانت في الكعكة ليصفق لها سونغهون مرة أخرى مشجعاً إياها لتبتسم له
وونيونغ : الآن أتممت الواحد و العشرين من عمري هههه
سونغهون (تذكر) : ههه أجل، أوه صحيح! كدت أن أنسى!
وونيونغ (بإستغراب) : ماذا هناك؟
سونغهون : لحظة واحدة
قال سونغهون تاركاً زوجته واقفة مكانها بإستغراب ليذهب و يحضر الهدية التي إشتراها لها صباحاً لكي يفاجئها بقا
سونغهون (يناولها) : ها هي
وونيونغ (أخذت منه) : ما هذة؟
سونغهون : هدية عيد ميلادكِ
وونيونغ : أوه حقاً؟
لم تتوقع وونيونغ أن سونغهون قد إشترى لها هدية كذلك بعد فعله لكل هذا، لذلك سرعان ما قامت بفتحها لتجدها حقيبة أنيقة و جميلة جداً من ماركة شانيل بلون اللاڤندر الرقيق الذي تحبه
وونيونغ (بتفاجؤ و سعادة) : واو سونغهون! لا أصدق ذلك!
سونغهون : هل أعجبتكِ؟
وونيونغ : هل تمزح معي؟! إنها جميلة جداً!
سونغهون (تنهد بإرتياح) : أوه حمداً للرب، كنت قلقاً جداً من ألا تعجبكِ
وونيونغ : كلا، كما أن ذوقك في إختيارها رائع و راقي، عمل جيد هههه
سونغهون : يجب علي أن أعترف، كازوها هي التي إقترحت علي أن أشتري لكِ حقيبة دوناً عن أي شيء آخر، و عاملة المحل هي التي إختارت هذة الحقيبة خصيصاً لأجلكِ
وونيونغ (بلطف) : يكفيني فقط أنها هدية منك
سونغهون (إبتسم) : سعيد بسماع ذلك
وونيونغ : إذاً فلنجلس و نتناول الكعكة!
سونغهون : بالطبع!
ليجلس حينها الزوجين معاً بهدف تناول الكعكة التي أعدها سونغهون بنفسه و التي ليست في حاجة لأن نسأل إن كان طعمها لذيذاً جداً أم لا
**
أما عند جاي، فلقد قام بإلغاء كل شيء هو و نيكي و قام بإسترداد بعض من ماله، ليركب كلاهما السيارة حيث جاي السائق و نيكي يركب بجانبه ليتحرك بسرعة و يقود في الطريق السريع عائداً أدراجه
كان جاي يقود و هو صامت تماماً و شارد نوعاً ما في كلام وونيونغ و غارق في تفكيره و في مشاعره المتخبطة التي آلمته بشدة
فجاي كان يرغب في ذلك اليوم للغاية، كان قد حسم قراره و كان يريد أن يطلب من وونيونغ أن تتطلق من سونغهون لأنه كان ينوي أن يتقدم لطلب الزواج منها رسمياً حيث أنه إشترى لها خاتماً كهدية لا تنسى في عيد ميلادها كما نصحته يوجين
و لكن في النهاية كل تأملات و تخيلات جاي تدمرت بسبب عدم مجيء وونيونغ لأنها فضلت الإحتفال مع سونغهون الليلة
ذلك جعل جاي يشعر بخليط من الحزن و الغضب يسيطر على مشاعره بشدة جاعلاً إياه في حالة لا يفهمها ولا يشعر بها أحد سواه
فجاي فعلاً فاض به الكيل هذة المرة، التراكمات أصبحت لا تحتمل، خصوصاً هذا الشهر الذي لم تكن وونيونغ تقضي فيه الكثير من الوقت معه بطريقة غريبة على غير عادتها، صار عقله يقلبه يميناً و شمالاً مع إزداد شعوره بالخطر على مكانته لدى وونيونغ
Jay pov
مازلت غير مستوعب.. بجدية لا أصدق..
هل فعلاً إختارت أن تقضي يوم عيد ميلادها معه هو و ليس معي أنا؟!
ماذا يعني ذلك؟!
هل.. هل بدأ سونغهون يسرقها مني حقاً أم ماذا؟!
تصرفات وونيونغ أصبحت غريبة جداً!
المرة الفائتة أخبرتني أنني أتخيل.. و لكن هل أتخيل هذة المرة أيضاً؟!
End pov
بسبب تفكير جاي و غضبه قام يضرب مقود السيارة بقبضته بقوة مفرغاً فيها غضبه ليخاف حينها نيكي و يحاول أن يتحدث معه لكي يواسيه قليلاً
نيكي : أرجوك إهدأ قليلاً جاي
جاي (بغضب) : كيف تقول لي أن أهدأ؟! كنت معي طوال اليوم و رأيت بنفسك ما فعلت و كيف تعبت و كم صرفت من مال لأجل أن أعد لها ذكرى لا تنسى! و لكن ماذا فعلت هي في النهاية؟! إختارت أن تحتفل معه هو في المنزل!
نيكي : أتفهم شعورك، و لا ألومك، و لكن عليك أن تهدأ قليلاً
جاي : أقسم أنني لن أمرئها ببساطة هذة المرة! و سترى!
نيكي : حسناً حسناً، فقط إهدأ الآن
جاي : أحاول حقاً نيكي و لكن الأمر ليس بيدي! أنت لا تعرف بما أشعر! هذة أول مرة في حياتي تقريباً أشعر فيها أن قلبي قد كُسِر بهذا الشكل!
نيكي : أجل أنت محبط بشدة، أرى ذلك
جاي : ليس إحباطاً فقط، بل خيبة أمل كاملة!
نيكي : أفهمك
جاي : لم أتخيل أنها قد تفعل ذلك! لقد إختارته هو علي! لماذا فعلت ذلك؟! كان من المفترض بها أن تأتي إلي أنا و تؤجل الإحتفال معه هو! أنا مستغرب!
نيكي : حاول أن تضع نفسك مكانها و تتفهم ظروفها، فهي لم تكن تعرف أنك جهزت شيئاً ضخماً لهذة الدرجة لأجلها، كما أن سونغهون ربما يكون قد دعى أفراد عائلتها و حينها لا يمكنها أن تتركهم و تذهب إليك، مثلما حدث من قبل تماماً، أتذكر؟
جاي : أجل أذكر، حينها شعرت بالإحباط أيضاً، و لكنه لم يكن بنفس الدرجة التي أشعر بها الآن!
نيكي : كما أنها وعدتك بأنها ستعوضك غداً، فحين تلتقي بها في الغد إسألها و إستفسر منها و لا تتسرع في إستنتاج الأشياء
جاي : كلما وضعت الأحداث الأخيرة بجانب بعضها لا أستطيع سوى إستنتاج شيء واحد فقط، و هو أن وونيونغ تسرق مني!
نيكي : أرجوك لا تفكر بهذة الطريقة و تمالك نفسك قليلاً، و حين ترى وونيونغ غداً أخبرها بكل ما تشعر و حل معها الأمر
كلام نيكي كان مقنع و منطقي بالنسبة لجاي، ليهدأ حينها لوهله قبل أن يرد على صديقه بنبرة هادئة حين إقتنع
جاي : حسناً.. سأفعل ذلك
نيكي : جيد إذاً، و الآن دعنا نعيد السيارة لمنزل سامويل بالضبط كما أخذناها لأنه إن وجد خدشاً واحداً فيها سيقتلنا
جاي : اللعنة عليه هو و سيارته، يظن أنه بإمكانه إذلالنا لأن لديه سيارة و نحن لا
نيكي : أممم.. و لكننا فعلاً توسلنا إليه لكي يقرضنا السيارة لأجل هذا المشوار
جاي (مغيراً الموضوع) : على أي حال، ماذا ستفعل الليلة؟ أستعود للمنزل؟
نيكي : لا أعرف بعد، ربما أسهر في إحدى النوادي الليلة قليلاً
جاي (قلب عينيه بملل) : أوه صحيح، بالطبع، لقد نسيت مع مَن أتحدث
نيكي : لمَ لا تأتي معي؟ تحتاج لتغيير الجو و الخروج من هذا المزاج السيء
جاي : لا شكراً
نيكي : لماذا؟ هناك العديد من الفتيات الجميلات هناك، ربما تجد واحدة تنسيك وونيونغ فعلاً ههههه
جاي (بإنزعاج) : أوه إخرس
نيكي : بجدية جاي، تعالى معي
جاي : كلا، سأعود للمنزل، فلقد أرهقت اليوم كثيراً حقاً
نيكي : حسناً، كما تريد إذاً
لم يرد نيكي أن يصر على جاي لأنه يعرف كم هو منزعج من كل شيء حالياً، ليلتزم كلاهما بخطة مختلفة لنفسه لقضاء بقية الليلة
**
أما في نفس الوقت عند شخص آخر ينوي عمل مفاجئة لمحبوبته أيضاً، كان جونغوون خارجاً برفقة حبيبته سوليون في موعد رومانسي بمناسبة عطلة نهاية الإسبوع
في البداية ذهبا للسينما لمشاهدة فيلم أرادت سوليون كثيراً أن تشاهده، و بعد أكثر من ساعتين إنتهى الفيلم و خرجا أخيراً للضوء و أخذا في التمشية بين الناس في ذلك الشارع المليء بالأضواء و الأماكن و الزحام
جونغوون : أرجوكِ إخبريني أن الفيلم أعجبكِ، فظهري يصرخ من الألم من نوعية تلك الكراسي الغير مريحة على الإطلاق
سوليون : أوه يا إلهي، هل أنت بخير حبيبي؟
جونغوون : أجل أجل، سأكون بخير حين يعود ظهري لطبيعته قريباً، لا تقلقي
سوليون (تضحك) : ههههه، أنا آسفة حقاً، أعلم أنك تكره جلسة السينمات و لكنني كنت أرغب في مشاهدة ذلك الفيلم كثيراً
جونغوون (بنبرة رومانسية) : لا عليكِ حبيبتي، كل شيء يهون لأجل سعادتكِ
سوليون (مشاكسة) : أوه يالك من رومانسي! ههههه
جونغوون (يضحك معها) : أيتها ال.. ههههه
ليتحرك بعدها الحبيبين و يكملا التمشية ليصلا بعدها للممشى عند النهر ليسندا على ذلك السور و يقفا معاً و هما يتحدثان
جونغوون : سوليون
سوليون : نعم حبيبي؟
جونغوون : هل فكرتِ في يوم إن كنت الرجل المناسب لكِ فعلاً؟
سوليون : بالطبع أنت كذلك!
جونغوون : حسناً.. أنتِ فتاة جميلة و أنا لست من ذلك النوع المثالي، تعرفين، لست وسيماً جداً و لست طويل القامة و لا أمتلك بنية جسدية تشبه عارضي الأزياء هؤلاء
سوليون : ما الذي تقوله جونغوون؟! كل ما قلته للتو هو لا شيء سوى مجرد أشياء سطحية حمقاء! أما الرجل المناسب يُعرَف من حبه و صدقه و إخلاصه للفتاة التي يواعدها! مثلما تفعل أنت معي تماماً! أنت مثالي جداً بالنسبة لي حبيبي! لذلك ثق بنفسك!
جونغوون (أومأ لها متفهماً) : أجل.. أنتِ محقة
سوليون (مكملة) : كما أنني أحب كل شيء فيك كما هو، أحبك تماماً كما أنت، أرى أنك وسيم جداً بالنسبة لي، و قامتك لا تهم طالما مازلت أطول مني على أي حال، و تعجبني بنيتك الجسدية و لا أريدك أن تخسر الوزن، ناهيك عن شخصيتك اللطيفة المتفهمة الطموحة، لم تتسبب في جعلي أبكي أبداً بل كنت دائماً ما تحاول التخفيف عني بعناقك و إحتوائك لي، لم تكن تسخر أبداً من مشاكلي التافهة و كنت تستمع لثرثرتي حتى بعدما تحدثت عن الموضوع ذاته للمرة المئة، رغم إنشغالك في عملك أغلب الوقت إلا أنك لم تهملني أبداً و مازلت تخرج معي في كل عطلة لكي تجعلني سعيدة حتى و أنت مرهق، و دائماً ما تشاركني مشاعرك و أفكارك و مخاوفك و تثق بي، أنت حبيب مثالي جداً جونغوون و أنا حقاً محظوظة بك كثيراً
كلام سوليون و نبرتها الأنثوية اللطيفة أثرت في جونغوون كثيراً و جعلت قلبه ينبض نحوها للمرة الغير معدودة، ليتأكد حينها جونغوون و يثق في نفسه و في الخطوة التالية التي ينوي القيام بها
جونغوون : حسناً إذاً.. في هذة الحالة..
قال جونغوون بينما أمسك بيد سوليون و سار معها قليلاً لمكان أفضل و فيه ناس أكثر لتستغرب سوليون، و لكن إستغرابها سرعان ما صار صدمة حين وجدت جونغوون يخرج علبة صغيرة بداخلها خاتم خطبة ليفتحها و ينزل على ركبته أمامها و أمام الجميع طالباً يدها للزواج بشكل رسمي
جونغوون : حبيبتي سوليون.. أنتِ أجمل فتاة رأيتها في حياتي.. فحين قابلتكِ لأول مرة وقعت في حبكِ على الفور لأنني أدركت أنني وجدت الإنسانة الوحيدة التي ستستطيع إكمال نصفي الآخر.. و كنت محقاً.. فكلما أفكر فيكِ مجرد التفكير أدرك على الفور أن لا أحد سواكِ تمكن من إحتواء قلبي مثلما فعلتِ أنتِ.. و عندما أنظر في عينيكِ الجميلتين أرى إنعكاساً لكلينا معاً سعداء في حياة أتمنى بشدة أن أحصل عليها معكِ.. لأنني أعلم أن حياتي لن تكتمل أبداً سوى و أنتِ بجانبي و معي فيها للأبد.. لذلك ها أنا أجثو على ركبتي و أسألكِ أمام هؤلاء الناس جميعاً و القرار في يدكِ.. هل تقبلين الزواج بي؟
أنهى جونغوون كلامه الخارج من أعماق قلبه أمام جميع الناس و حبيبته سوليون التي كانت تقف مصدومة لا تصدق و تضع يدها على فمها بينما دمعت عيناها بسعادة
و لكن سوليون رفضت البكاء و صممت على أن تبتسم بسعادة لجونغوون و هي توميء له بالإيجاب و تقول
سوليون : أجل.. أقبل!
ليصرخ بعدها الناس حولهما بسعادة مشجعين إياهما في مشهد درامي رومانسي بينما إبتسم جونغوون بسعادة حين وافقت حبيبته على الزواج منه بكلمة أراحت قلبه للأبد
لينهض من على الأرض و يقترب نحوها ليأخذ الخاتم من العلبة و يقوم بإلباسها إياه لتصبح من هذة اللحظة خطيبته رسمياً ليحتضنها و تبادله هي العناق
جونغوون : أحبكِ
سوليون : أنا أيضاً أحبك
ليفصل بعدها جونغوون العناق و لم يضيع ثانية واحدة ليقوم بتقبيل سوليون على شفتيها قبلة رومانسية جميلة أمام الناس جعلتهم يصفقون و يشجعونهم أكثر
لتكون تلك الليلة ذاتها سعيدة جداً بالنسبة لجونغوون رغم أنها كانت حزينة جداً بالنسبة لجاي
**
و على ذكر جاي، إنتهى يومه و عاد لشقته أخيراً، ليغير ملابسه و يقوم بعمل روتينه قبل أن يرمي نفسه على السرير بإرهاق و بؤس
ليستلقي على ظهره بينما وجهه يقابل سقف الغرفة، و يضع يده اليسرى تحت رأسه و اليمنى إستقرت على بطنه، ليأخذ في التفكير في كل ما حدث معه بعدما فشل ألا يفعل
فلا أحد حرفياً يمكنه تخيل شعور جاي الآن سوى مَن مر به، شعور أن حبه يُسرَق منه أمام عينيه و بالكاد يستطيع فعل أي شيء حيال الأمر
فجاي يحب وونيونغ فعلاً، حبه لها ليس مزيفاً، ولا يخدعها أو ما شابه
أما بالنسبة لما حدث بينه و بين يوجين فهي كانت غلطة ندم عليها و أقسم ألا يكررها مرة أخرى، و كتم السر
كذلك إختلاف الشخصية بين جاي و وونيونغ سبب آخر، مما يوضح لمَ تختلف ردود أفعاله عن خاصتها، فكل ما في الأمر أنه ثقيل قليلاً بينما هي خفيفة
و لكن سبب حب جاي لوونيونغ هو أهم سؤال قد يسأله إياه أي شخص، حتى هو لنفسه حين تبادر هذا السؤال لذهنه بعشوائية أثناء تفكيره
Jay pov
لماذا أحب وونيونغ؟
مممم..
ربما.. لأنني أعرف كم هي فتاة جميلة.. و نقية.. و لطيفة.. و طيبة.. و بريئة.. و حنونة.. و عاطفية.. و صادقة.. و حساسة
أحب فيها كل هذا
و أحب كثيراً حبها لي..
و أنها تحب أن تحضنني و تكون معي..
أحب تمسكها بي..
أشعر برجولتي و أنا معها..
و أشعر بضعفها و أحتويه..
End pov
كانت هذة بعضاً من أسباب حب جاي لوونيونغ، لأنه يعرف حقيقتها قبل أن تخبره هي إياها، أنها ليست متصنعة ولا مدللة ولا مزعجة ولا هذة الصفات التي كان يظنها سونغهون في البداية، بل لأنها طيبة و صادقة و نقية و حساسة و بريئة و حنونة و لطيفة و عاطفية و جميلة
يحب عفويتها و روحها الطفولية، و يحب كثيراً حبها له على وجه الخصوص، و كونها تحب أن تحتضنه و تكون معه
يحب تمسكها به، و يشعر برجولته و هو معها، و كذلك يشعر بضعفها فيقوم بإحتوائها
فهو بالمناسبة يميل أكثر للتعبير عن حبه بالتلامس الجسدي، حيث أن أغلب ردود أفعاله على كلام وونيونغ تكون جسدية و ليست كلامية، مثل عندما يهدئها غالباً يكون هناك بينهما تلامس كأن يمسك يدها أو يحتضنها أو يمسح على شعرها أو أي شيء من هذا القبيل
جاي أكثر جرأة من سونغهون من هذة الناحية، فرغم أن وونيونغ زوجة سونغهون رسمياً و تحق له إلا أنه مازال لم يلمسها حتى الآن إحتراماً لعدم رغبتها في ذلك
ليقاطع حينها شرود جاي و تفكيره رنين هاتفه بجانبه ليستغرب مَن قد يتصل به في هذا الوقت يا ترى، ليلتقط هاتفه و يتفاجأ بهوية المتصلة التي كانت شقيقته الصغرى جيني تتصل به أخيراً بعد مدة طويلة جداً من سفرها للدراسة في المملكة المتحدة، ليرد جاي عليها على الفور
جاي : مرحباً؟
《جيني : جاي عزيزي! كيف حالك يا أخي؟ إشتقت لك كثيراً حقاً!》
جاي : أوه حقاً؟ لا يبدو عليكِ ذلك، لم تتصلي بي منذ شهور
《جيني : أعرف، آسفة جداً، كنت مشغولة للغاية في الدراسة كما أنني دائماً حين كنت أجد وقت فراغ مناسب كان فرق التوقيت يمنعني من الإتصال بك》
جاي : حسناً، فهمت
《جيني : كيف حالك إذاً؟》
جاي : بخير، ماذا عنكِ؟
《جيني : أنا على ما يرام، و لكنك لا تبدو لي المثل من نبرة صوتك على الإطلاق》
جاي : لماذا؟
《جيني : لا أعلم، تبدو منزعجاً من شيء ما》
جاي : أوه يا إلهي، هل يبدو علي الأمر لهذة الدرجة؟
《جيني : إذاً أنت لست بخير فعلاً! أخبرني، ماذا حدث معك؟ أكل شيء بخير بينك و بين وونيونغ؟》
ما إن سألت جيني عن وونيونغ حتى إنزعج جاي أكثر حين تذكر الأمر، فهو أحياناً يكره كم شقيقته تعرفه و تشعر به و تستطيع كشف مشاعره دوماً مهما كانت
جاي (مغيراً الموضوع) : لا أريد التحدث عن الأمر، أخبريني أنتِ، كيف حال دراستكِ؟
《جيني : ممتازة جداً، سأتخرج قريباً》
جاي : هل ستعودين؟
《جيني : مممم.. مازلت لا أعلم بعد》
جاي : حين تقررين أخبريني
《جيني : حسناً إذاً، لا تقلق بشأن هذا》
جاي : حسناً
《جيني : جاي》
جاي : ماذا؟
《جيني : وقتما تشعر أنك لست بخير و بحاجة لشخص تفضفض إليه يمكنك دائماً أن تتصل بي، و لا تقلق حول إزعاجك لي وقت نومي أو ما شابه، أريدك أن تزعجني، لا بأس》
جاي (يوميء) : همم.. حسناً عزيزتي، شكراً لإهتمامكِ
《جيني : لماذا تشكرني أيها الأحمق؟ أنا حرفياً شقيقتك》
جاي : صحيح، أنتِ أفضل شقيقة قد يحصل عليها أي شخص، و لكن ليس كشقيقة حنونة فقط، بل كإبنة جيدة أيضاً، ناجحة و مستقلة و ذكية، و أنا واثق من أنكِ ستكونين حبيبة مثالية كذلك
《جيني (تضحك بلطف) : ههههه، أخجلت تواضعي》
جاي (ضحك مثلها) : هههه
《جيني : حسناً إذاً، سأتركك تنام الآن، تصبح على خير》
جاي : تصبحين على خير
أغلقت بعدها جيني الخط لتنتهي مكالمة جاي مع شقيقته التي إشتاق كثيراً لسماع صوتها و لكلامها و لشخصيتها الفريدة
فرغم أن إتصال جيني بجاي قبل قليل كان شيء عشوائي جداً و غير متوقع، إلا أن جاي صدقاً كان يحتاج لهذة المكالمة كثيراً، حتى و إن لم يخبرها بأي شيء حدث معه، مجرد إخبارها له أنها موجودة دائماً لأجل أن تستمع إليه رغم إنشغالها كان كفيلاً بجعله يشعر بتحسن
**
و في اليوم التالي، بعد إنتهاء دوام العمل و كل شيء آخر في المنتصف، أصبحت الساعة الآن الثامنة مساءً و ها هي وونيونغ أخيراً ترن جرس باب شقة جاي بهدف زيارته و قضاء بعض الوقت معه و تعويضه عن الأمس
ليفتح جاي لها الباب و هو لا يظهر عليه أي معالم للسعادة برؤيتها، لتدخل و تغلق هي الباب بعد أن فهمت أنه منزعج منها
وونيونغ (محاولة تهدئة الوضع) : إسمع، قبل أن تقول أي شيء، أعلم أنك منزعج من عدم قدومي للموعد بالأمس، و لكنني حقاً لم أستطع أن-..
جاي (قاطعها) : وونيونغ هل تعلمين كم صرفت من مال بالأمس لكي أقوم بعمل موعد عيد ميلاد رومانسي مثالي بالنسبة لكِ؟!
وونيونغ : أجل أتفهم إنزعاجك بسبب وضعي لك في موقف حرج، أنا حقاً آسفة!
حينها نظر جاي لوونيونغ نظرة مطولة توحي بأنه غير مقتنع أو لم يعجبه كلامها قبل أن يشيح بنظره بعيداً عنها لتشعر حينها وونيونغ بالذنب و تأخذ في الإقتراب منه أكثر
وونيونغ : حسناً حسناً، أنت محق، كان يجب علي أن آتي، كان يجب علي أن أحتفل معك أنت، لذلك هذا هو سبب تواجدي هنا الليلة، لكي أعوضك و نحتفل معاً كما نشاء حبيبي!
جاي : أوه حقاً؟ بعد ماذا؟
وونيونغ : أوه هيا، لا تتصرف هكذا، أنا مستعدة لأن أعوضك بأي شيء تريده مهما كان، يمكنني حتى أن أبيت معك الليلة إن أردت و فلتذهب قوانين سونغهون اللعينة للجحيم!
جاي (نفذ صبره) : المشكلة ليست فقط في عدم مجيئكِ بالأمس وونيونغ! المشكلة بادئة منذ وقت طويل! منذ زواجكِ اللعين من سونغهون! و زادت عن حدها كثيراً منذ بداية ذلك الشهر! حيث لم تكوني تتحدثين معي ولا تلتقين بي و كنت تتصرفين معي بغرابة بطريقة عجزت عن تفسيرها! كما لو كنتِ تتعمدين تجنبي! و لكنني حقاً جُبت آخري آخر يومين! حين يقوم سونغهون أول أمس بإهدائكِ عقداً غالياً و يُقَبِل خدكِ أمام الناس رغم أنني أخبرتكِ ألا تدعيه يلمسكِ أبداً بأي شكل من الأشكال! و بالأمس حين تختارين البقاء في المنزل و الإحتفال معه بدلاً من أن تحتفلي معي أنا! واللعنة منذ متى صرتما مقربين لهذة الدرجة؟!
وونيونغ : جاي إهدأ
جاي (بإنزعاج) : كلا لن أهدأ! لقد تعبت! تعبت و مللت و سئمت من كل شيء! في البداية كنت متحملاً و أتيت على نفسي و على كرامتي و وافقت على هذا الوضع اللعين الذي نحن فيه و ما كان يصبرني هو مواساتكِ لي! و لكنني لم أعد أستطيع فعل ذلك أكثر!
وونيونغ (مبررة) : الأمر ليس له أي علاقة بسونغهون، صدقني، طوال الشهر كنت مشغولة جداً في بعض الأمور التي كانت لدي لذلك لم أستطع الإهتمام بك كالمطلوب، كلها كانت مجرد مصادفات، هذا كل شيء!
جاي : أتمنى حقاً لو أستطيع تصديقكِ
وونيونغ (بخوف و حزن) : ماذا؟! لا تقل ذلك! سأبدأ في البكاء هكذا!
جاي : المرة الفائتة حين كنا في الملهى أخبرتيني أنني أتخيل، و لكن هل تصرفاتكِ الغريبة هذة المرة خيالات أيضاً؟!
سؤال جاي لوونيونغ جعلها لا تستطيع إمساك أعصابها لتبدأ في البكاء كما حذرته، لينزعج حينها أكثر
جاي : أوه أرجوكِ! ألا يمكنني أن أعاتبكِ قليلاً دون أن تبدأي في البكاء كالأطفال الصغار و لو لمرة؟!
سأل جاي لتقترب حينها وونيونغ نحوه و تقوم بإحتضانه بقوة كالطفلة الصغيرة بينما رفض هو أن يبادلها العناق
وونيونغ : أرجوك توقف! أنا آسفة جداً! أعدك بأنني لن أكررها مرة أخرى! و سأعاود الإهتمام بك كما ينبغي! و سأعوضك اليوم عن البارحة بأي شيء تريده مهما كان! فقط لا تغضب مني حبيبي! أنا أحبك!
في البداية كان جاي رافضاً مبادلة وونيونغ العناق، و لكن بسبب شدها على عناقه أكثر إضطر لأن يستسلم، لتنهد حينها مخرجاً الطاقة السلبية من داخله ليضع بعدها يده على رأس وونيونغ متحسساً شعرها برفق مطمئناً إياه
جاي : هاه.. حسناً وونيونغ، إنسي الأمر و توقفي عن البكاء، تعرفين أن دموعكِ نقطة ضعفي لذلك تستخدمينها دائماً! هذا ليس عدلاً!
وونيونغ (ضحكت) : هههههه
فصلت حينها وونيونغ العناق حين أضحكها جاي بجملته الساخرة الأخيرة، لتقوم بتجفيف دموعها بأصابعها بحرص لكي لا تفسد مكياجها
وونيونغ (بنبرة هادئة) : كلا، أنت محق في كل شيء قلته و لا ألومك على شعورك، أنا آسفة
جاي (هدأ هو أيضاً) : و أنا آسف لأنني صرخت في وجهكِ و أبكيتكِ
وونيونغ : لا عليك، تعرف أنني سأبكي حتى على شخصية كرتونية في التلفاز هههه
ليقترب حينها جاي من وونيونغ و يقوم بتقبيل جبينها بلطف، ليقوم بعدها بحملها بين ذراعيه كالمعتاد و الإتجاه بها نحو غرفة النوم، لينزلها على السرير و يستلقي بجانبها كعادتهما
جاي : للأسف لا أستطيع أن أغضب منكِ
وونيونغ : أعدك بأن كل شيء سيكون على ما يرام كما ترغب
قالت وونيونغ ليحاوطها جاي بذراعيه كلياً متحوياً إياها داخل عناقه بطريقة رومانسية
جاي : أوه بالمناسبة، ألم تقولي لي أنكِ ستعوضينني اليوم بأي شيء أريده مهما كان
وونيونغ : هههه، أجل، أي شيء تريده مهما كان
جاي : ممم.. و لكنني لست متأكداً إن كنتِ ستوافقين على ما أريد
وونيونغ : فقط أخبرني ما هو؟
جاي : حسناً إذاً..
حينها كان جاي يحاول إخبار وونيونغ بالأمر بالتدريج ليقلل من إحتمالية رفضها للأمر، بأن يبدأ بتمرير يده على شعرها بلطف و حميمية
جاي : أنا..
لينزل بعدها يده لظهرها ليقربها نحو بشده و هو يتحسس جسدها برغبة، بينما توترت هي بسبب شعورها بالحرارة بالفعل، و حين قرب رأسه من رأسها و شفتيه من شفتيها أخبرها بنبرة مثيرة و جريئة
جاي : أنا أريدكِ وونيونغ!
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
وونيونغ؟
سونغهون؟
جاي؟
جونغوون؟
سوليون؟
كازوها؟
جيني؟
نيكي؟
مشاعر جاي و تفكيره؟
ماذا ستكون رده فعل وونيونغ؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro