09: La Bonne Entreprise
----؛ ☆ ؛----
الخامس وَالعشرين مِن فبرايرِ، عام 1993
يوم فقدان الهوية
.
- ما الذي الذي, تهذين بِه، أيريس؟
استمر بِالنظرِ إليها يبتلعُ غصته وَمشاعره المُرهفة، لربما أدرك الآن بِأن جرعات الستلازين نبذت ظله إلى عالمِها.. وَلِسببِ ما ترتبطُ هي وَشبيهتها بِظله ارتباطًا ذو كراهية مُمتدة الجذور.. لَكن عُقدة استطونت ما بين حاجبيه فسأل: عَن أي.. أي عقاب تتحدثين؟
- لطالما استقبلنا بِاللا وعي ظلال الفصام المنبوذة، وَحرصت جنية ريش الليل على التخفيف عليها حتى تعدلُ عَن قرار العودة لِلواقعِ، وَتتلاشى بِصمتِ بِوفاةِ صاحبها.
أجابت تسقي رُبع فضوله بِشرحِ الحال العادي، ثُم تغيرت ملامحها لِأخرى مُنزعجة عِندما استردت:لكن ظلك كان غاضبًا بما فيه الكفاية لِغزوِ أحلام لَم تُكتب لها أن تكون كوابيس، وَقرر إخافة أصحابها.
انتظرت ردًا، أو سؤالًا مُتحيرًا حتى.. لكنها هزت رأسها في إدراكِ أن هذا تايهيونج، وَالكلام ثقيل على لسانه. فأكملت قائلةً: رُغم نبذه، إلا أنه كان يصرخُ بِشكلِ دائم عل صوته يصلك، يبحثُ بين الأحلام وَالكوابيس عَن رابطِ يُعيده إليك..
حينها أدار جسده لِينظر لِظلِه بِفضولِ، أكان صراخه هو ذلك الهمس الذي كسر حاجز الستلازين؟
أعليه رمقه بِتدنِ لِخطاياه، أم التعاطف معه لِأنه عاد إليه بِلهفةِ؟
لقد جاء ركضًا مِن عالمٍ آخر ليُلازم صُحبته، يحملُ عَنه ذكريات مكروهة وَيتمسكُ بها لِانها الشيء الوحيد الذي يملكه له..
يكادُ يتخلى عَن عقلانيته لِوطأة فكرة أن شيئًا ما -ليس بِالضرورةِ إنسان – أكترث لِأمره.
- رُغم أن التخلصَ مِن الظلالِ مُحرم علينا وَعائد إلى الالهة..
أنبأت تُقاطع لحظات تفكيره العميقة، تُذكره بِالذنبِ الفادح الذي ارتكبه ظله، ثُم تُكملُ:
إلا أن أمره لنا فيه شأن عقابًا له.
- لا..
أجاب هائمًا بِعيني ظله يتسحضرُ الذكريات بِصلحِ غريب.
أما أيريس استنكرت إجابته تِلك وَأعادت بِتساؤل خلفه: لا؟
حينها أعاد حُدقتيه إليها بِدمعٍ عالقِ وَابتسامةً مُرغمة: هو ظلي الخاص.. إن إن فقدته سأفقد هويتي
- أنتَ لا تُدرك أن قُدرته تِلك تجعله خطرًا بِما فيه الكفاية لِأذية غيرك!
- هو.. كان غاضبًا لِأن.. لأن تم التخلي عنه
أنبأ مُدافعًا عنه وَمُتعاطفًأ مَع ذاته، وَقال: مثلي..
لِذلك بقت أيريس مُتصنمة، الكلمات لا تخرج مِن فاهها. الظل يُقابلها بإبتسامةٍ كريهة، يُعلنُ نصره عليها.
يتحججُ بِأن إيقاف الدواء جاء نابعًا مِن قلبِ تايهيونج وَليس لِوسوسته له،
بِأنه الحُب الحق الذي لَن يسلبه إلا آلامه المُترسبة،
بِأن تايهيونج لا يُريده أن يكون وحشًا حتى وَإن كان فعلًا
لِأنه المرساة الوحيدة التي يملكها.
إلا أنها ترفضُ الاقتناع بِأن هذا هو الحُب الذي سيبقيه على أطرافه لِلغدِ وَيُبقي على عقلانيته.
فتمسكت بِأي حبل لِتُعيده لِرشده وَقالت: ذلك لا يُغير مِن آثامه وَ وجوب مُعاقبته!
فأخذ تايهيونج برهةً كي يصيغ له عُذرًا، ثُم أبرم عهدًا في حقِ ذاته: ارتكب ما ارتكب لِيصل لي.. لي، مادام بِجوارِي فهو لَن لَن يُسبب المزيد مِن الـ مِن الفوضى..
-الظلال ليست عاطفية كما تعتقد، وَهذا تحديدًا لَن يلبث حتى يُلطخ عقلك وَيوجب عقابك أنت الاخر.
أشارت لِظله بإنفعالِ إذ بدأت تفقدُ زمام السيطرة على الوضع وَأعصابها، ثُم أعادت يدها إلى جوارِها وَأخذت نفسًا عميقًا وَقالت: أنه سئ.
- لِما لا تعتقدين بِأن أن عقلانيتي تعتمد على القُدرة لِلنظر لِلأشياء السيئة وَالإشارة بِأنها شيء.. شيء سئ؟
سأل يُعيد رسم أبتسامته الواهنة، عينيه تلفظُ "أنقذيني" وَفاهه ينطقُ عكسها وَذلك أربكها حيال ما إن كان عليها تركه وَتصديق عهده أم المُثابرة في إنقاذه.
فأخبرته لِمرةٍ أخيرةٍ بِوهنِ مأخوذٍ مِنه: أنه العدو..
- فقدت ما .. يكفي مِن الوقتِ غير مُدرك مَن هو العدو.. أمضيت نصف عُمري.. بِالفعلِ، لا أعرف الفرق بين قتل نفسي، وَالدفاع عنها..
يتفوه الآن بِتراهاتٍ تنفي قُدرته على حفظ وعده.
فأخذت تِلك إجابة، وَنظرت إليه بِخيبةِ قبل أن تلتفت تاركةً إياه في فوضى.
" كُلهم يرحلون عاجلًا أم آجلًا"
كان ذلك ظله الذي أحترق نصره في وجه تايهيونج، يهمسُ مُخففًا عَنه كما يعتقد:
" إلا أنا.. أنا الباقي الوحيد لك"
- أجل.. أنتَ الباقي الوحيد
***
- إذًا، أتخلصتِ مِنه؟
طرحت حائلةً بين أبتسامة الأمل وَوجهها، كما لو أنها تعلم مُسبقًا الإجابة
ثُم استردت قائلةً: أخبرتكِ أن علينا أخذه دون إذن ذلك البشري.
- ميو ريا، تعرفين أنه مِلك إنسان وَذلك يُحرم علينا مُحاسبته دون الرجوع له
- أصبتِ!
رفعت سبابتها مُشيرةً إليها ثُم ضمته بِاستنكارِ كأنما تُفكرُ بِأمرٍ ما، وَقالت:
لَكن ذلك لا ينفي حقنا بِمُعاقبة الإنسان كذلك!
نظرت لها أيريس بِعدمِ تصديق إذ أدركت مُرادها.
ظِلال الفصام أبدية، تُلازم صاحبها مادام لُفظت معه إلى بئرِ الحياة
الطريقة الوحيدة لِلتخلص مِنها هو نبذها بِاستمرارِ وَذلك في حياةِ صاحبها
إنما إن وافته المنية، فسيحترق الظل معه.
- لا يُمكنكِ قتله..
أردفت شاردة تُحاول الإسراع بإصاغة عُذر مُقنع..
عينيها مُثبتة على الأرض وَرأسها مُنخفض بِخيبةِ.
حينها نظرت إليها ميو ريا بِفضولِ ساخرِ، وَأوسعت عينيها تُجاريها بِقولِها: لِما لا؟
لَم تترك لها مجالًا للإجابة حتى، إذ أمالت رأسها مُستردة: أباركته الآلهة بعد لفظه بِلعنةِ؟
ضغطت الأحلام شفتيها في خطٍ مُستقيمِ، تُدركُ صحة ما تقوله ميو ريا وَأن لا أستثناء يُلقى على تايهيونج.
وَلكن لِسببِ ما، تشعرُ بأن لا عدل في إنهاءه هكذا.. الكون لَم يكُن عادلًا بِالنسبةِ له.
- أرى أنكِ لازلتِ عاطفية كما عهدتك دومًا، لِذلك لا تخرجين مِن اللا وعي.
أنبأت ميو ريا بِجديةٍ، فحركت أيريس رأسها لِلجانبِ الاخر تكتمُ شجن أُحيك لها وَلعاطفتها.
أمدت ميو ريا نفسها في شهيقِ تلاه زفير، ثُم أخبرتها: الكون لَم يُلقي به وحيدًا لِلقاعِ، بل خلق الكثير مِن الحالات اليائسةِ
قربت إبهامها وَسبابتها تُشيرُ لِكمٍ ضئيلِ: بِنسبةِ أمل كهذه لِمُجاراة تيار الحياة.
- لكننا خُلقنا بِقدرةِ لِمنحهم فُرصة!
سارعت بإخبارِها نتاج تجربتها الثلاث سنوات الماضية: كُله بِالعقلِ، ما إن نُقنعه بأن هُنالك نسبة..
أوقفت كلامها تُقلد حركة ميو ريا بِضم الإبهام وَالسبابة ثُم أكملت: حتى وَإن كانت ضئيلة كهذه، فسوف يندفعُ مُحاولًا الخروج مِن القاعِ!
- ألا يبدو ذلك أفضل مِن مُراقبةِ الكوابيس تتدحرج بِاستمرارِ؟
سألتها بِنظرةِ ترجي وَنسبةِ أمل. ترغبُ بِاستئصالِ الألم وَالشجن مِن عقولِ الورى.
فالعودة لِلا وعي علمًا بِأن قُدرةَ كخاصتها بإمكانها إنقاذهم- ستثقل كاهلها.
- أنسيتِ أنه نظام الالهة؟
أسقطت بنايات آمالها وَمعها أبتسامة الرجاء تُذكرها أنه وَمهما كانت قُدرتها.. فهي لازلت وليدة قُدرة أعظم مسئولةً عَن شئونها. وَأستردت تُلقي عليها جمرًا: نحنُ نجمع نتاج فوضى البشر لِتحريك الغايات، وَلا نجمع فوضى البشر ذاتها.
- ميو ألورا.. -
- أيريس
قالت تُصححُ هويتها، كأنما تُلقي بِحكمة الآلهة في خلقها عرض الحائط وَتتخلى عَن كونها جنية الأحلام. فرفعت نظرها عَن الأرض مُشددةً: أُدعى أيريس.
----؛ ☆ ؛----
// يتبع //
.
ميو ريا ما لحقت تظهر خمس دقايق على بعض حتى وخلتني أكرهها ؛-؛
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro