الفصل العاشر
مرحبا بيكم يا أحبائي
شكرا لكل من يستجيب للتحدي و يضع صوته
.
استمتعوا
أمسكت أفروديت بثوبها و تقدمت للداخل لترفع نظراتها نحو علو سقف هذا المكان ثم تجولت بنظراتها مفتتنة بسحره و قبل أن يتقدمن وصيفاتها خلفها أورولينا أمسكت الباب بكفيها و وقفت تمنعهم
أورولينا : سنكون أنا و الأميرة لوحدنا
قالتها و أقفلت الباب و التفت لأفروديت ، طائر الأركيو تقدم بسرعة نحو أفروديت و أخفض رأسه لتبتسم هي بصدق لأول مرة منذ أن وطأت قدمها تراب " أطلنتس " ، رفعت كفها و ربتت على رأسه بهدوء و هو أصدر صوت تودد و هذا ما جعل أورولينا تخصها بتلك النظرات المنزعجة
وضعت كفها على سيفها و شدت على مقبضه و سحبته بخفة ليلمع و تقدمت بهدوء من خلفها ، أمسكته بكفيها معا و رفعته عاليا عندها أصدر طائر الاركيو صوتا صاخبا و فزعا
التفتت أفروديت و عينيها توسعت خوفا مما تراه و لكن أورولينا قطعت رأس الحية التي كانت قريبة من قدمي أفروديت و تفتح فمها استعدادا لمهاجمتها
وضعت أفروديت كفها على قلبها و تراجعت للخلف بينما تحدق بتلك الحية الكبيرة التي قطع رأسها عن جسدها ثم رفعت نظراتها نحو أورولينا
أورولينا : أعداؤك كثر يا أميرة
تنهدت أفروديت و كانت ستقع لتقترب منها أورولينا بسرعة و أمسكت بذراعها لتسندها و هي تحدثت بقلة حيلة و تعب
أفروديت : لم يعد بامكاني مقاومتهم صدقيني
رفعت نظراتها نحو أورولينا التي رأت تجمع الدموع بعينيها المحيطيتين ، شعرت بضعفها و هشاشة روحها التي تقاوم ، فأي أميرة ستحتمل الابتعاد عن موطنها بدون رغبة منها و فوق هذا تسمى بالخائنة ؟
أورولينا : لا يجب أن تكوني ضعيفة ...... بيكهيون لن يسمح لك
تمسكت بكفيها و ترجت نظراتها
أفروديت : ساعديني أرجوك
أورولينا : و فيما أساعدك ؟
أفروديت : أريد العودة لموطني
أورولينا : عندها ستبادين أنت و هم
أبعدت أفروديت كفيّ أورولينا عنها و صرخت بقهر
أفروديت : لما الجميع يهددني ؟ ما ذنب شعبي حتى يسلط عليه العقاب ؟ ألا يكفي ضعفهم الذي تم تسليطه عليهم باستخدامي ؟
أورولينا : خذي نصيحتي و أتركي نفسك لبيكهيون ، صحيح أنه يبدو قاسي و صارم و لكن صدقيني اذا استطعت استوطان قلبه فستحمين وطنك و تستعيديه لتكوني ملكة على " أطلنتس " و ميونوسيا " معا
أفروديت : أنا لا أريد أي مُلكٍ ، لا أريد أية مناصب فقد أنهكتني و سرقت مني أيامي و هويتي
تنهدت أورولينا و أعادت سيفها لغمدها و تحدث
أورولينا : فلتعلمي أنني أكثر من يشعر بك لأن هذه الألقاب سرقت مني عمري و حبي و جعلتني أسلمه بثغر باسم لامرأة أخرى لا تريده و عندما فتحت عيني و أدركت أنه كان هناك رجل مستعد للتضحية بكل ما فيه من أجلي أنا ، كان الأوان قد فات و وجد لنفسه حبا جديدا يداوي تلك الجروح التي خلفتها أنا بأنانية
أفروديت : لو فقط يمكننا تغيير أقدارنا أو حتى اختيار حياتنا لكنت اخترت أن أكون فتاة بسيطة لا تقيدها أي أساطير ولا أي قوى
قالتها لتنظر نحو البلورات الزرقاء الموضوعة على ذلك العمود القصير بقرب التاج و عليهما زجاج يحميهما ، تنهدت أورولينا و شعرت أن قلبها يرق لهذه الفتاة الضعيفة التي بجانبها ، على الأقل هي قوية و لا تزال تتمتع بحريتها و لكن أفروديت سُرقت من نفسها
أورولينا : اخضعي يا أفروديت فأنت مجد " أطلنتس " و بيكيهيون لن يفرط بك
نزلت دموعها بهدوء و اقتربت لتضع كفها على الزجاج تحاول لمس البلورتين من بعيد و تحدثت بقهر و قلة حيلة
أفروديت : و هل زواجه مني متعلق بمجد أطلنتس ؟
أورولينا : زواجه منك هو شرط و خطوة مهمة في تتويجه يا أفروديت
أغمضت عينيها بألم فلوهلة تأملت أن كل ما كان يريد الوصول إليه هو قلبها ، و لكن أدركت أن قلبها و هي طريقه للوصول إلى طموحه و مجد عظيم ....... و ببساطة هو مالك ظالم
اقترب طائر الأركيو من أفروديت و رفع جناحه ليلوح عليها و يلمسها بنعومة كأنه يحاول مسح دموعها و هذا ما جعل أورولينا ترمي عجرفتها بعيدا و تدرك أن أفروديت عندما تم اختيارها من قبل القدر كان من أجل نقاء روحها و قلبها و الذي جعل من طائر الأركيو يعاملها هي وحدها بكل تلك الميزة
تنهدت و وجدت نفسها تقترب منها لتقف خلفها و تمسك بذراعيها و تربت عليهما و تحدثت
أورولينا : كوني قوية يا أفروديت ولا تسمحي لأي كان أن يكسرك ، القدر منحك فرصة لتكوني عظيمة فاستغليها و أنقذي شعبك و أمتك
أومأت لها بهدوء و تحدثت
أفروديت : الزمن و المَلِكُ يحاولان اقناعي أن أخي هو من غدر بي من أجل المُلك
أورولينا : بيكهيون سيجعله يندم صدقيني لأنه فعلا من حاول أذيتك
و لكن أفروديت نفت و تحدثت
أفروديت : و لكن عندما وقعت من الدرج كان هناك رجل سمعت فقط صوته و قال أن بيكهيون يتمنى لي اقامة جيدة في ذلك المكان
التفتت إلى أورولينا و الأخرى ابتسمت بسخرية
أورولينا : أنت ساذجة و تمتلكين قلبا رقيقا يجب أن تستبدليه فبيكهيون إن كان يريد اذاءك ما كان ليجلبك و يستخدم المياه المقدسة ليعالجك
أفروديت : من الصعب أن أصدق أن أخي هو من فعلها .... إنه أخي
أورولينا : أنت حرة لكن استغلي الفرصة التي بين يديك
أفروديت : لا يمكنني
أورولينا : لتواجهي بيكهيون يجب أن تكوني قوية و لتكوني ملكته يجب أن تتخلي عن ماضيك
قالتها لها و تراجعت تداري خيباتها المتتالية ، التفتت و سارت نحو الباب لتفتحه و غادرت المعبد تترك أفروديت هناك وحدها مع طائر الأركيو الذي عاد يحاول التربيت على رأسها و دموعها فهي روح " أطلنتس " ، هي ملكته المنتظرة
تمسكت أفروديت بالطائر تعانقه فهو الحضن الحنون الوحيد لها هنا ، إنه روح " أطلنتس " و هي تحتمي بحضن أطلنتس في هذه اللحظة بدون أن تدرك
**
وصلت عربة تشانيول و توقفت بقرب القصر الكبير لينزل و بعدها أمسك بذراع أميا التي كانت تضع برنسا أبيضا على كتفيها بينما خصلاتها كانت حرة بدون أي زينة عليها
نزلت من العربة و أبعدت كفه عن ذراعها و تحدثت
أميا : أستطيع السير بمفردي
تشانيول : امشي أمامي أميا و اخرسي
سارت معه يدخلان القصر لتحدق هي بكل ما حولها ، لا تنكر أن هذا القصر أكبر و أكثر روعة من قصر " مينوسيا " و لكن هناك حزن طاغي يسيطر عليه ، سارا في الحديقة عندها التقيا أورولينا التي كانت قادمة من ناحية المعبد
توقفت هي بمكانها تنظر نحوهما و هما كذلك و في تلك اللحظة تصرفت أميا حسب طبيعيتها المتهورة و اقتربت لتمسك بكف تشانيول بكلى كفيها ، شابكت أناملهما معا و هو عانق أناملها لتحدق نحوها بتحدي ، حتى لو صدته و كرهت تصديقه مرة أخرى و لكنها الآن أمام امرأة أخرى تضع عينيها عليه
تقدمت أكثر نحوهما أورولينا و وقفت لتحدق بكفيهما و ابتسمت بسخرية لتعود و ترفع نظراتها و وضعتها على أميا
أورولينا : لا تكوني طفلة فالرجل الذي تتمسكين به تمسك بي لسنوات عديدة و أنا من تركه لك
شعر تشانيول بالاهانة و شد على كف أميا و تحدث
تشانيول : ليس لك الحق في إهانتي أميرة أورولينا ، صحيح أنني رُفضت من قبلك و لكن أنت عانيت من نفس الأمر فلا يجب أن ترميني بتلك الكلمات و الأهم لا تظهري ضعفك فأنت لم تعودي تهمينني
قالها ثم سحبها ليسير و لكن أورولينا تحدثت
أورولينا : الأميرة أفروديت بالمعبد هذا اذا كانت هذه الفتاة هنا لرؤيتها
التفت لها بجانبية و تحدث
تشانيول : خطيبتي اسمها أميا أميرة ... أورولينا
قالها ثم عاد لسحب أميا التي فضلت عدم التدخل و لكن هناك ما أزعجها ، خصوصا عندما لمست غضبه من كلماتها ، هي كانت حبه و ردة فعله تثبت أنها لا تزال كذلك لذلك بمجرد أن وصلوا إلى أعلى الدرج هي سحبت كفها من كفه و وقفت في مكانها
أميا : هل كنت تحبها ؟
قالتها ثم رفعت نظراتها نحوه لتظهر دموع الضعف التي تتجمع بعينيها ، حدق بهما و حاول التقدم منها و رفع كفه يحاول وضعها على وجنتها و لكنها تراجعت و تحدثت باصرار
أميا : فقط قل نعم أو لا
ترك كفه تقع لجانبه و تحدث
تشانيول : نعم
و على اثر كلمته تلك نزلت دمعتها و تحدثت بقهر
أميا : اذا لما استغليت مشاعري ؟ لما تقربت مني و جعلتني أبدوا كحمقاء و أنا أعتقد أنك كذلك وقعت بحبي من أول دمعة ؟
لا يسعه نكران أنه استغل مشاعرها لأنه حقيقة استغلها و لكن بالمقابل هو فعلا وقع بحبها من أول دمعة ، خرجت منها شهقة ضعيفة و تحدثت باصرار رغم دموعها و ضعفها
أميا : لا أريدك أن تقترب مني مرة أخرى ولا تطلب أحضاني أو قبلي لأنني لن أكون بديلة لأحد
قالتها و مسحت دمعتها بظهر كفها و سارت نحو باب المعبد الكبير و الذي كان مفتوحا ، حدق بها من الخلف و شعر أنه يتألم أكثر منها ، كونه غير قادر على اثبات حبٍ طرق قلبه منذ فترة وجيزة هو أمر يجعله ضعيفا رغم قوته
دخلت هي و رأت مجموعة من الوصيفات خلف أفروديت و كذلك رأت طائر الأركيو فتراجعت بخوف للخلف و نادت بصوت تقهقر بسبب دموعها
أميا : أفروديت ........
التفتت أفروديت على اثر صوت أميا بعدم تصديق و توسعت عينيها عندما ظهرت من بين النور ، لقد شعرت أن جزءا من روحها عاد ليسكن جسدها
أفروديت : أميا ؟؟ .... هذه أنت ؟
أميا : أفروديت أنا اشتقت لك
ابتعدت الوصيفات و أفروديت مشت نحوها و أميا ركضت بخفة نحوها و عانقتها لتتمسك بها بشدة و خرج صوت بكائها العالي ، كل شيء ينهش في روحها الصغيرة ولا شيء سيحفز الطفلة التي بداخلها على البكاء أكثر من حضن أفروديت
أميا : أميرتي أنا تائهة و ضائعة
تمسكت بها أفروديت كذلك الجريح الذي يتمسك بهمسة أمل في الحياة و تحدثت
أفروديت : كيف أتيت إلى هنا أميا ؟
ابتعدت عنها و حدقت في عينيها لتزيد شهقات بكائها و أفروديت وضعت كفيها على وجنتي أميا لتتحدث
أفروديت : أميا .....
و بتلك اللحظة ظهر هو من بين النور مرة أخرى كما ظهرت أميا و هي حدقت فيه باستغراب لتعود و تحدق نحو أميا
تشانيول : أميرتي أفروديت
أفروديت : هل هربت معه من مينوسيا ؟
و لكن تشانيول تقدم أكثر و تحدث
تشانيول : هي لم تهرب من مينوسيا بل حاول الأمير كاي قتلها و أنا أنقذتها بدون أن يعلم أنها حية
تركت أفروديت وجنتي أميا و وضعت كفها على فمها لتزيد الدموع بعينيها و حركت رأسها تنفي ، كيف لشقيقها أن يكون بكل هذه الفظاعة ؟
و لكن أميا عادت و اقتربت منها تضمها و تتمسك بها ، في هذه اللحظة كل واحدة منهما هي حبل نجاة للأخرى و لكن أفروديت لا تزال غير قادرة على استيعاب مدى الظلام الذي يسيطر على شقيقها
أميا : لا يهمني كاي بقدر ما تهمينني أنت أميرتي فانسيه أرجوك ، لا تفكري به ولا تشفقي عليه
تمسكت أفروديت بأميا و نزلت دموعها الغزيرة ليصدح صوت الرعد القوي خارجا ثم بدأت الأمطار الغزيرة في التهاطل ، و في تلك اللحظة التفت بيكهيون و حدق نحو الخارج و أدرك أن أفروديت ليست بخير فترك مساعديه الذين كانوا يتحدثون و خرج من قاعة الحكم
سار بسرعة و هو يضع كفه على سيفه و خرج ليسير تحت دموعها و صعد بسرعة عبر درج المعبد ليصل إلى هناك و وقف على الباب ليرى أفروديت بحضن أميا و هي تبكي ، فاقترب بسرعة بينما دموعها قد بللته
تجاهل الكل ، تجاهل تشانيول و الخدم و أبعد أميا عن أفروديت ، حدق بعينيها ثم احتضن وجنتيها لينفي و تحدث
بيكهيون : لا يمكنك أن تبكي لغيري أفروديت منذ الآن
قالها ثم ضمها لحضنه بقوة ، أما هي فقد فقدت قوتها ، فقدت طاقتها و لم يعد بامكانها تحمل المزيد فلما كل شيء يعاكس رغباتها ؟
اقترب تشانيول من أميا و سحبها ليخرجان و لكن هي رفضت و تعلقت عينيها بأميرتها أما الحراس و الوصيفات فقد غادروا
أفروديت : أرجوك قل أنك فعلت كل شيء ، قل أنك من آذيتني و أخي لا يعلم بشيء
بيكهيون : الكذب لا يمكن أن يجعلك مرتاحة هو فقط سيضعفك
أفروديت : و لكنني أريد أن أكون ضعيفة
بيكهيون : أنت لا يمكن أن تكوني ضعيفة فأنت روح " أطلنتس "
حلق طائر الأركيو فوقهما و أصدر أصواته الحزينة و أميا وقفت مكانها تحدق بهما ، هي لمحت عشقه القاسي لأميرتها و من المستحيل أن يتركها مهما كان الأمر
**
وقف كاي باستعداد و براموس وقف خلفه ليتحدث
براموس : هل أنت متأكد أنك ستكون قادر على حماية نفسك ملكي ؟
كاي : أجل ....... سوف أفاجئه بمملكته
براموس : ملكي اسمح لي باسداء نصيحة لك
التفت له كاي و ارتفع حاجبه و ابتسم بسخرية و تحدث
كاي : بالتأكيد براموس
براموس : اظهر بمظهر النادم و الضعيف يا ملكي
شد كاي على سيفه و تحدث
كاي : ثمن اذلالي لنفسي أمامه سأجعله يدفعه غاليا
ابتسم براموس من خلفه و من بعدها دخل بيرايموس للقاعة ليقدم تحيته للملك باحترام و تحدث
بيرايموس : القوارب جاهزة يا ملكي
عندها تعكرا حاجبي كاي و عاد ليلتفت نحو براموس و تحدث
كاي : لا أفهم لما يجب علي استخدام القوارب و أنا أدري أن الممر مقفل ؟
براموس : هذا حتى نظهر بعض الضعف
كاي : حسنا يا براموس حد اللحظة أنت لم تخن ثقتي لذا فقط سأتبع نصائحك يا حكيم " مينوسيا "
فتح الباب مرة أخرى و دخلت والدته كلارا عندها انسحب كل من براموس و بيرايموس ، و هي تقدمت من ابنها لتحدق فيه بعينين خائفتين
كلارا : ابني توقف و لا تذهب إلى هناك
أمسك هو بكفيها و قربهما منه يقبلهما ثم حدق بعينيها و تحدث
كاي : مينوسيا تعيش بالظلام يا أمي ولا يمكنني تركها هكذا
كلارا : ماذا ان أخذك مني كما أخذ شقيقتك
غضبت نظرات كاي و اشتعلت حقدا ليترك كفي والدته و تحدث
كاي : لا تذكريها ، إنها خائنة و في الوقت المناسب ستنال جزاءها
كلارا : و لكنها ابنتي .... أنا أم
و كاي صرخ يمثل القهر
كاي : و أنا كنت شقيقها فلما لم تفكر بنا ؟ لما لم تفكر بجدي ؟
نزلت دموع والدته بقهر أكبر و بقلة حيلة و كاي عاد ليتحدث بهدوء
كاي : ستدفع الثمن يا أمي فجزاء خيانتها لنا كان حياة جدي الملك العظيم " مينوموساين "
تركها خلفه و خرج و هي وضعت كفها على قلبها و تمتمت بضعف
كلارا : و لكنها ابنتي و أنا لا أستطيع تصديق أنها فعلت بنا ذلك
خرجت من القاعة و من بعدها دخل براموس ، أفقل الباب و سار بذلك الظلام ليصعد الدرجات و يصل للعرش ، انحنى قليلا و وضع كفه عليه يلمسه بخفة ثم تحدث
براموس : قريبا ستكون لي ..... قريبا جدا كل تلك القوى ستكون لي
اعتدل بوقوفه ثم جلس على العرش و رفع رأسه بشموخ و نظرات اشتعلت حمرة
أما كاي فقد استقل القوارب و رافقه نائبه بيرايموس و انطلق أسطوله نحو ممر أعمدة هيرقل المقفل
**
أقفل باب قاعة الحكم بعد أن دخل عبرها بيكهيون و تشانيول ، وقف هناك يضغط على كفه ثم تحدث بغضب
بيكهيون : كاي سيدفع الثمن أقسم
تنهد تشانيول و اقترب ليربت على كتفه و تحدث
تشانيول : لا يجب أن تتسرع ولا أن تضعف لدموعها يا صديقي فأنت الملك
بيكهيون : أعلم
ابتعد عن كف تشانيول ثم صعد نحو عرشه و اعتلاه ليحدق بتلك النظرة الباردة و تحدث
بيكهيون : أمنوا مداخل المملكة جيدا
تشانيول : إنها مؤمنة
بيكهيون : اذا احرص على آخر التجهيزات فلا أريد لحلفائنا أن ينتقدوا أي شيء
غادر تشانيول ينفذ المهمة و بيكهيون أغمض عينيه و رفع كفه نحو السماء و في تلك اللحظة تحركت الأمواج بشكل قوي و تحركت قوارب أسطول كاي الذي كان يقترب لمشارف أعمدة هيرقل ، أصابت البحر عاصفة هوجاء و علت الأمواج ، عندها اقترب بيرايموس من كاي و تحدث
بيرايموس : ملكي نحن نتعرض لعاصفة يجب أن نعود
كاي : لا يمكننا العودة
بيرايموس : يجب أن نعود و إلا خسرنا جيشنا
كاي : تقدموا
بيرايموس : لا نستطيع
عندها التفت له و أمسك بثيابه من الأمام ليقربه منه و تحدث يصرخ بوجهه
كاي : تقدموا
استمروا في تقدمهم و لكن كلما قطعوا مسافة أكبر كلما علت الأمواج و اشتد الظلام و بقرب الممر انقلب أكثر من نصف عدد القوارب و ضاع نصف جنوده في أعماق البحر فتقدم بيرايموس مرة أخرى
بيرايموس : ملكي نحن فقط نضعف يجب أن نتراجع
حدق كاي نحو الجبلين المقفلين و صرخ بقهر ليعود و يلتفت لبيرايموس و أمسك بعنقه يحاول خنقه
كاي : كل شيء حدث بسبب حفيدتك الخائنة
حاول بيرايموس ابعاده عنه و لكن لم يستطع حتى تدخل جنود آخرين و أبعدوه عنه
كاي : أطلنتس يجب أن تباد .... أنا سأبيدها
الفتت للجبلين بينما بيرايموس كان يحاول استعادة أنفاسه ، أغمض عينيه و حاول التركيز ليستخدم قوته في التنقل و اختفى و لكن بسرعة عاد و سقط بوسط القارب
هرع نحوه الجنود و حتى بيرايموس و هو تحدث بغضب أكبر
كاي : ما الذي يحدث ؟
رفع بيرايموس رأسه نحو السماء و نفى بخوف ليتحدث
بيرايموس : إنه الملك الأسطوري و الذي لا يمكن أن يهزم و بامتلاكه لأميرتنا قوته ستزداد كل يوم
**
ابتسمت أميا بحزن و هي تجلس على طرف سرير أفروديت الواسع و الملكي بينما تمسك بكفيها ، تنهدت أفروديت و تحدثت
أفروديت : هل فعلا أنت من قلت عن موقع " مصب الروح " لهما ؟
أميا : أجل ، المحارب استغل مشاعري الغبية تجاهه و أنا ركضت لجدي كالبلهاء و هو أخبرني
أفروديت : اذا لما قال ذلك الرجل أن بيكهيون هو من فعلها ؟
أميا : واضح جدا يا أميرتي .... شقيقك شخص لا يستحق حبك ولا ثقتك
حزنت ملامح أفروديت أكثر و تحدثت بينما تحدق نحو الشرفة
أفروديت : الجميع يريد استغلالي يا أميا
أميا : رغم صعوبة ما سأقوله و لكن ملك " أطلنتس " لا يبدو كذلك
عادت تحدق نحوها بانزعاج و تحدثت
أفروديت : إنه الأكثر قسوة يا أميا فلا تدعي المظاهر تخدعك ....
أميا : و لكن هو أظهر ضعفه تجاهك
أفروديت : ذلك لم يكن ضعفا بل محاولة لخداعي مجددا ...
تنهدت أميا فهما معا وقعتا بالفخ و وجدتا نفسيهما محبوستين ضمن أسوار هذه المملكة
أميا : ما الذي ستفعلينه الآن ؟
أفروديت : سأخضع يا أميا ... من أجل مينوسيا و شعبها أنا سأخضع له و سأكون روحا لأطلنتس
ضمتها أميا لتربت على ظهرها و تحدث
أميا : لنخضع لعل خضوعنا ينتهي بتمردنا
تمسكت بها أفروديت و لكن في تلك اللحظة فتح الباب و دخلت منه كبيرة الوصيفات لتقدم لها تحيتيها باحترام
" أميرتي أفروديت الملك يطلب حضورك من أجل البدأ في استقبال الوفود "
ابتعدت أفروديت عن أميا و شعرت أن روحها ستغادرها و أنها الآن ستخون " مينوسيا " و جدها الملك " مينوموساين "
وقفت في مكانها لتقف أميا و هي حدقت بالوصيفات و تحدثت تتصنع الثبات و القوة
أفروديت : أنا قادمة
سارت نحو الباب لتخرج عبره و الوصيفات كن خلفها ، فتح باب الجناح لها و هي تنفست بقوة و خرجت تسير في ذك الممر الطويل و الذي تزين بانكسار أشعة الشمس التي تسير نحو الغروب ، ابتلعت حزنها و ألمها و تجردت من كل شعور سيرهق قلبها
وصلت بقرب باب القاعة و وقفت ليفتح لها الباب على مصراعيه ، إنها الحياة من تفتح لها أبوابها و لكن هي لا تريدها ، فلما على أعظم الملكات أن يقابلن أحضان المجد بالرفض ؟ لما عليها أن تقاسي كثيرا حتى تصبح بدون قلب و تصبح السلطة هي أهم ما تملك في هذه الحياة ؟
تنفست ليرتفع صدرها و أدركت أن بعد دخولها إلى هناك لا يمكنها التراجع ، ستحمي " مينوسيا " بينما ترفع اسم " أطلنتس "
تقدمت تدخل و القاعة كانت مليئة ، الجميع واقف على الجانبين و هي تسير بشموخ في ذلك الممر حتى وصلت بقرب ملكها ، قدمت له تحيتها باحترام و هو وقف من على عرشه و نزل بهدوء ليقف بجانبها و التفتا للجميع ، إنهما من سيحكمان العالم
**
وضعت أميا قلنسوة البرنس على رأسها و خرجت من القصر ، وقفت و التفتت تحدق نحوه من جديد ، ابتسمت بألم ثم تنهدت و عادت تسير في نفس تلك الطريق التي سلكتها العربة في طريق قدومهما
سارت في ذلك الطريق و لأول مرة هي ترى سحر هذه المملكة الغريبة ، سارت على الجسر الذي يربط الجزيرة المركزية بالحلقة الثانية ، رفعت رأسها نحو السماء و تنهدت عندما تذكرت جدها و الذي دائما كان يركض خلفها و كانا يتشاجران ، ابتسمت ببؤس عندما تذكرت أنها ميتة في أعين الجميع هناك
أخفضت رأسها و سارت حتى تصل لقصر تشانيول و الذي لا يوجد مكان غيره حتى يحميها ، اقتربت منه و لكن فجأة شعرت بشيء ضربها بقوة من الخلف ، توقفت في مكانها لتنهال عليها كرات الطين تلطخ برنسها الأبيض
التفتت و رفعت كفيها تحمي وجهها و لكن الطين أصبح يملأها و الكلمات القاسية تتسلل لمسامعها
" انها لقيطة من مينوسيا "
" هيا اقذفوها لتدرك مكانتها فمن هي لتبقى بقصر القائد ؟ "
عندها هي تركت كفيها يسقطان و سمحت لكرات الطين أن تلطخها ، فما الذي يمكن أن يصبها بعد الذي أصابها ؟ إنها ميتة بالفعل و ما يفعلونه بها لن يكون ذو تأثير كبير
" غادري يا عاهرة ...... "
رفعت رأسها و حدقت بهم جميعا ، نساء ، رجال و أطفال و لكنهم ابتعدوا عندما هرعوا اليها الحراس الذين في قصر تشانيول ، أخذوها للقصر و عندما دخلت بتلك الحالة تفاجأت الخادمة و ركضت اليها
" سيدتي ما الذي حدث لك ؟ "
و بدون أن تجبها هي مشت نحو تلك الغرفة التي خصصت لها
" سيدتي أرجوك ...... "
وصلت للغرفة و دخلت لتلتفت و حدقت بالخادمة و تحدثت
أميا : أتركيني و شأني
قالتها و أقفلت الباب بوجهها ثم اتكأت عليه لتخرج شهقاتها المقهورة ، انزلقت تجلس على الأرض و ضمت نفسها تبكي بقهر ، لما لم يدعها تموت بعمق البحر ؟ لما لم يترك روحها و حتى جسدها يحتميان بعمق ذلك المكان ؟
**
تحرك كاي ذهابا و ايابا في قاعة ملكه و مساعديه يقفان أمامه ليقف و يحدق ببراموس ثم اقترب ليمسك به من ثيابه و شد عليه ليتحدث
كاي : جد حلا لتحرير قوتي
حدق به براموس ببرود و تحدث
براموس : وحدها الأميرة من ستستطيع تحرير قوتك و تحرير مينوسيا من الظلام
تركه كاي يدفعه نحو الخلف ، إنه يشعر بالانهزام فهو كان يمتلك جميع مفاتيح القوى و لكنه فرط بها ليسلمها لعدوه
كاي : اذا نحن محبوسين داخل مينوسيا ؟
بيرايموس : للأسف يا ملكي و إن استمررنا هكذا ستسوء الأحوال
كاي : تحكموا جيدا في مخازن المؤونة لا نريد أن ندخل في مجاعة
بيرايموس : المخازن لم تكن ممتلئة لذا لن نستطيع الاستمرار طويلا
كاي : تدبر أمورك حتى تنفرج هذه الأزمة
**
اذا الظلام خيم على مينوسيا و المجاعة تطرق على أبوابهم ، تم حبسهم بداخلها و لا يوجد أي سبيل إلا اذا وفت أفروديت بوعدها و أصبحت روح " أطلنتس " و ملكة لها روحا و اسما
دخلت أفروديت لجناحها الملكي ثم سارت نحو الغرفة و عندما حاولت الوصيفات اللحاق بها هي أوقفتهم لتتحدث
أفروديت : غادرن الآن
قالتها و أقفلت الباب تضع عليه كفيها معا ، تنهدت ثم فتحت عينيها و ابتعدت لتبعد ذلك التاج و تحرر خصلاتها الذهبية ، تقدمت من المرآة و وقفت تحدق بنفسها ، وضعته بقرب المرآة على وسادة حمراء مخملية ثم عادت لتنظر لنفسها
على دموعها أن تجف و على قلبها أن يقسو ، يريدها قوية و هي ستكون كذلك ، يريدها قاسية و سيكون قلبه أول من ستقسو عليه ، لن تهزم بعد الآن و لكن بالمقابل ستهزم و تقمع رغباته بها
فتح الباب و هي تحدثت بغضب
أفروديت : لقد قلت أنني لا أريد أن يكون معي أي أحد
و عندما التفتت لم يكن سوى هو ، ابتسم بجانبية و ارتفع حاجبه و هي انحنت له تقدم تحيتها له باحترام ، ترك الباب و تقدم ليقف مقابلا لها ، وضع كفه تحت فكها و رفع وجهها ليجعلها تحدق فيه ، و هاجمته بقسوة مقلتيها المحيطية ، تناوبت نظراته عليهما و ابتسم
بيكهيون : لقد أبليت جيدا يا أميرتي
قالها و حاول الاقتراب منها و لكن هي بسرعة وضعت كفها على كفه و أبعدتها لتبتعد كلها و تحدثت توليه ظهرها
أفروديت : لو سمحت سيدي الملك نحن حتى الآن لا تربط بيننا أي علاقة مقدسة و يجب وضع المسافات بيننا
أغمض عينيه يحاول امتصاص غضبه بينما يضغط على كفه ، لقد رفضته و صدته رغم تحذيره لها و لكن هي نفذت ما أمرها به لذا فتح عينيه ليتحدث
بيكهيون : لن يطول الأمر يا أميرتي
قالها و التفت ليخرج من هناك بغضب و أقفل الباب بقوة خلفه ، رفعت رأسها بشموخ فهاهي قد حققت أول نصر لها ضده ، هاهي قد أخرست تلك الدقات الخائنة و تغلبت على نفسها باختبارها الأول
**
دخل تشانيول إلى القصر و بحث عنها و لكن لم يجدها و قبل أن يتقدم نحو الممر الذي بنهايته تقع غرفتها تقدمت منه الخادمة و تحدثت
" سيدي السيدة أميا عادت بحالة يرثى لها ... لقد كانت مليئة بالطين و تبكي و عندما سألت الحراس أخبروني أن بعض الأهالي اعتدوا عليها "
حدق نحوها بغضب و تحدث بسخط
تشانيول : ماذا ؟
" انتشر الخبر بسرعة كونها من مينوسيا و الناس يكرهونها حتى الحديث السيئ بحقها بدأ يقال كونها ليست سوى جارية لك أو فتاة هوى سيدي "
تشانيول : اللعنة .....
قالها بغضب ليتقدم للممر و ترك الخادمة خلفه ، وصل لباب غرفتها و توقف بقربه ، رفع كفه ثم وضعها عليه و نادى باسمها
تشانيول : أميا ......
و هي بالداخل كانت تجلس بركن الغرفة و لا تزال مليئة بالطين ، ضمت نفسها أكثر و عادت دموعها لتظهر ضعفها و عادت تسمع صوته
تشانيول : أميا أخبريني فقط من فعل بك هذا
رفعت رأسها من على حضنها و تحدثت بصوت مبحوح
أميا : ابتعد عني و أتركني لوحدي
تشانيول : أميا أرجوك
أميا : أنت السبب ، أنت ضعفي و مصدر الظلم الذي سلط على حياتي
فتح الباب عندها قابله مظهرها ، برنسها الأبيض و الذي تلطخ بالطين و هذا ليس سوى دليل أنهم يتهمونها بشرفها ، إنهم يحولونها لمجرد جارية أو فتاة هوى و هو عندما عاد و أنقذها كان قد توجها ملكة لقبله
اقترب منها بسرعة و انحنى أمامها ليمسك بذراعيها و هي تحدثت
أميا : هل أنت سعيد و أنت تراني أعاني بسببك ؟ هل أنت سعيد لأنك تذل مينوسيا عبر اذلالي أيها المحارب ؟
احتضنت كفه وجنتها الملطخة بالطين و تحدث يحدق بعينيها الرمادية المليئة بالدموع
تشانيول : كفي عن اتهامي فأنا أعاني بسببك
وضعت كفها على كفه و أبعدتها عنها لتتحدث بغضب و صوت عالي باكي
أميا : من يعاني بسبب من ؟ من خان من ؟ و من كسر قلب من ؟
استقام و جعلها تستقيم كذلك بينما يسمك بذراعيها و حدق بعينيها و شعر أنه تعب من مقاومة هذا التيار ليصرخ بوجهها
تشانيول : أعترف أنني جعلتك تعانين ، أعترف أنني خنتك و تركتك خلفي ليكسر قلبك و لكنني نادم أميا .... نادم لدرجة الجنون
أميا : كاذب محترف أنت فلما تندم ها ؟ لما و أنت تُكن عشقا مجنونا لأميرتك ؟
ترك ذراعيها و أمسك وجنتيها ليتنفس بغضب و قوة و هو يحدق بعينيه الجميلتين و الممتلئتين بدموع قهرها منه
تشانيول : أنا أحببتها ، تعذبت كثيرا و أنا أنتظر أن تنظر نحوي
تعلقت كفيها بكفيه و صرخت عليه حتى تبعده و حتى يخرس لأنه فقط يزيد جروح قلبها
أميا : أصمت ولا تخبرني .. لا أريد أن أعلم
عندها هو رفض تركها و صرخ أكثر ليقترب من وجهها و أنفاسها
تشانيول : و لكنني عشقتك أنت ، رميت بكل تلك السنين وراء ظهري عند رؤيتي لأول دمعة منك ، أصابني الجنون و أنا أحاول اقناع نفسي أنك ستكونين لرجل آخر
شدت على كفيه و نفت بين كفيه و أخرجت كلمتها تلك بهمس
أميا : كاذب ..أنت مجـ ...
و هو لم يتركها لتكمل اتهامها الباطل له و قربها منه ليلتهم شفتيها بجنون ، قبلها بقوة و قسوة حتى يثبت لها عشقه الذي تملكه نحوها ، لقد تغلبت على الأميرة بقلبه فلما لا تريد ادراك ذلك ؟ لما لا تزال غير قادرة على الشعور به أو حتى بنظراته ؟
حاولت مقاومته و ضربت صدره ليبتعد عنها و لكنه فقط يتمسك بها أكثر و يقربها منه أكثر ، تنقل بين شفتيها الناعمتين و هي تحررت أخيرا من تعنتها ، بل تحررت من حذرها و عقلها الذي سيطر عليها بالأيام الماضية و بادلته قبلته المليئة بالمشاعر
حاولت مجاراته بقوته و لكنه محارب و هي مجرد أنثى ضعيفة و تاهت أنفاسها داخل أنفاسه ، ابتعد عنها ببطء و هي كانت شفتيها منفرجة بخفة بينما تغمض عينيها ، دموعها تملأ وجنتيها الملطخة بالطين و هو فقط بكل حركة تزيده جنونا بها ، لقد خلصته من عجرفة المقاتل ، خلصته من حزن رافقه طويلا و زرعت نفسها بقلبه لتكون فرحته و سعادته
لامس أنفه أنفها و هي همست له
أميا : أنا أكرهك
فتحت عينيها و هو حدق بهما و بكل اصرار أجابها
تشانيول : و أنا أحبك
نهاية الفصل العاشر من
" روح أطلنتس "
أتمنى أنه نال اعجابكم
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro