الفصل الخامس
صباح الخير يا جماعة .... آسفة على التأخير
استمتعوا بالفصل
.
تنهدت ثم استقامت بينما تمسك بفستانها الطويل ذو اللون الأزرق الياقوتي الناعم و الكتفين العاريين
سارت لتظهر ساقها من خلال فتحته عندما تمد خطواتها بثقل ، خرجت من غرفتها ثم سارت لتضع كفيها معها على باب جناحها و فتحته بينما ترفع نظراتها ببطء نحو الأعلى ، امتلأت عينيها مجددا بالدموع و ابتسمت من بين شهقاتها ليرتفع تنفسها
فتحت أفروديت لها ذراعيها ، فتحت لها قلب الأميرة و روح " مينوسيا " لتخبئ روح صديقتها الخائفة و الضعيفة ، لجأت لها أميا و اختبأت داخل حضنها و أفروديت ربتت على ظهرها و رأسها
أفروديت : لا تبكي يا صديقتي ، لا تحزني فأنا هنا معك
و بعد أن أخذت أميا كفايتها من حنان أفروديت هدأت و اصطحبتها معها بينما تمسك كفها كعادتها ، سارت معها في ذلك الممر الطويل لتخرج معها إلى الحديقة أين الشمس تنشر أشعتها و دفئها بعد ليلة ماطرة حزينة
أميا : أميرتي إلى أين تأخذيني ؟
توقفت أفروديت لتلتفت و تحدق بها بينما تعكر حاجبيها بانزعاج
أفروديت : أميا أنت تدركين الآن كم ذلك اللقب ثقيل لذا تجاهليه و نحن معا
تنهدت أميا بابتسامة و أومأت لها لتجيبها أفروديت بابتسامة مبتهجة تحاول ابعاد الحزن عن قلبها الصغير
أفروديت : اليوم لن ندرس و لن نقترب من المعهد
و لكن أميا كعادتها دائما تعاكسها
أميا : و لكن أريد أن أشغل نفسي عن التفكير
أفروديت : لا تقلقي أميا أنا سأشغلك
سحبتها معها أفروديت لتصل تحت تلك المظلة الخشبية التي تعانق أعمدتها الورود الملونة و الأوراق الخضراء ، و كانت هناك طاولة طعام كبيرة مليئة بكل شيء تحبه أميا
أفروديت : سنبدأ أولا بطعامنا ......
جلست أميا و جلست أفروديت مقابلة لها و لتقابل كذلك تلك الأرجوحة التي شهدت على أغرب حدث ليلة أمس ، تنفست بقوة و وضعت كفها على قلبها لتتوه داخل تلك اللحظات القصيرة لهمسات من الزمن و لم تستفق منها إلا على نداء أميا لها
أميا : أفروديت ... ما بك ؟ أين شردت ؟
نفت أفروديت لتبتسم ثم تحدثت
أفروديت : هيا لنأكل أنا جائعة
أميا : أنا لست جائعة
أفروديت : لما تعاكسينني دائما ؟
أميا : لا رغبة لدي فلا تطلبين مني مشاركتك
حدقت نحوها أفروديت بغيضت و تحدثت بأمر
أفروديت : أنا أميرتك و آمرك أن تأكلي
ضمت أميا ذراعيها لصدرها لتلعب نسمة رقيقة بخصلاتها و تحدثت بتحدي
أميا : نحن وحدنا و أنت تخليتِ عن سلطتك تلك عندما نكون أنا و أنت فقط
عبست أفروديت تتصنع اللطافة مثلما تفعل أميا لمرات عديدة و تحدثت
أفروديت : اذا ستتركنني آكل وحدي ؟
و قبل أن تجيبها أميا سمعت صوتا من خلفها لتتعكر ملامح أميا
كاي : أنا سآكل مع أختي الأميرة
التفتت أفروديت بسرعة نحو صوته ثم وقفت ، ابتسم لها ثم تقدم أكثر بينما أميا كذلك استقامت و حدقت نحوه بخوف
كاي : ألا تريدينني أن آكل معك أختي ؟
ابتسمت بفرح و حدقت بعينيه توهم نفسها أنها ترى شقيقها داخلهما لتتحدث
أفروديت : بلا أخي ... سأكون سعيدة إن شاركتنا
قالتها و التفتت لأميا ، نفت أميا بينما تهرب بنظراتها ثم حاولت الانسحاب و لكن كاي أسرع نحوها و أوقفها بينما يمسك بذراعيها معا ، ناوب نظراته بين عينيها الرماديتين ، ابتسم لها عندما لمح دموعها تلك
كاي : أريد أن أعتذر منك أميا
و هي نفت بينما تحاول السيطرة على شهقاتها و دموعها ، تشعر أنها مقيدة و بسلاسل من جحيم في هذه اللحظة التي يمسك بذراعيها ، عادت لها تلك المشاعر و هو يحاول التعدي على أنوثتها و محرماتها
كاي : صدقيني أميا أنا آسف عن كل تصرف بدر مني أمس .... ذلك لم يكن أنا
اتسعت ابتسامة أفرويت و هو ضمها له حتى يجعلها تشعر بالأمان ، و لكن هل ستفعل ؟ أحاطها بذراعيه و لكن هي ذراعيها لا تزال على جانبيها تعجز عن تحركيهما ، تشعر بالخوف و البرد يسيطر على أطرافها
بيكهيون و تشانيول كانا يسيران نحو الحديقة عندما شاهدا ذلك المنظر ، توقف تشانيول عن السير و هو يرى كاي يضم أميا و أفروديت تقف بقربهما و تبتسم ، توقف بيكهيون كذلك و التفت قليلا نحو صديقه الذي ثبت نظراته على كاي و أميا ، رسم ابتسامة خافتة ثم عاد ليحدق أمامه و تحدث
بيكهيون : أعتقد أنه يعتذر منها
لم يجبه تشانيول و لكن عاد ليسير و وضع كفه على سيفه الذي على خصره ، نفى بيكهيون و الابتسامة لا تزال على شفتيه ليتقدم خلفه حتى وصلا لمكان أفروديت
وقفا لتختل ابتسامة أفروديت عندما رأت بيكهيون ، ابتسم لها و هي أمسكت بدقاتها ، إنه يعبث بهدوئها و حكمتها في كل مرة تراه بها ، يحاول اعتلاء عرش قلبها و لكنها لا تزال تحاربه و تقاومه بشدة ، تقدم ليتحدث
بيكهيون : ابتسامتك مشرقة اليوم أميرتي
ابتعد كاي عن أميا عند سماعه لصوت بيكهيون لتنزعج ملامحه و التفت يحدق نحو عدوه ، أميا نظرت نحو تشانيول الذي يضغط بكفه على سيفه و يفترس كاي بنظراته ، فلماذا في هذه اللحظة فقط شعرت بالأمان و هي تحدق داخل عينيه الغريبة ؟ لماذا تشعر بذلك الدفء يتسلل نحوها بهدوء بمجرد أن وقف على مقربة منها ؟
هدّأت أفروديت من روعها ، هدّأت من خوفها و من توترها و من مشاعرها التي تحاول الافلات من قبضتها و ابتسمت لتتحدث
أفروديت : انظم لنا سيدي الملك
حدق بيكهيون نحو تشانيول و تحدث بينما يضع كفه على كتفه
بيكهيون : ما رأيك يا صديقي أن نقبل دعوة أميرتنا أفروديت ؟
قالها ليعود و يحدق نحو كاي بتحدي ، هو بكلماته و بحركته يجعله يدرك أن تشانيول لديه مكانة كبيرة بقلب " أطلنتس " و بقلب ملكها ، يجعله يدرك أن خصمه الذي يقف أمامه ليس بذلك الضعف
ثبت تشانيول نظراته على كاي و تحدث
تشانيول : نحن لا نستطيع رفض دعوة الأميرة أفروديت
ابتسم كاي بجانبية و أمسك بكف أميا ، حتى و هي تحاول سحب كفها تلك هو عاد و أمسك بها بقوة ليتحدث
كاي : لطالما كانت الأميرة أفروديت تجمع كل المتضادات
بيكهيون : هذا لأنها روح " مينوسيا " و " أطلنتس "
كاي : هي روح " مينوسيا " فقط
بيكهيون : لا يمكنك نكران ارتباط عمتي " فريديا " بمملكة " أطلنتس " فهي كذلك كانت روح " أطلنتس " و بما أن أميرتنا أفروديت وريثتها بكل شيء فلن نختلف عن هذه النقطة ..... أليس كذلك أميرتي ؟
قالها بتحدي لينظر نحو أفروديت في نهاية كلامه ، تحفظت هي بدون أن تجيبه ، أي كلمة قد تقولها في هذه اللحظة ستكون ضدها و ضد مملكتها ، إن رفضت ربما ستسبب أزمة بين المملكتين و إن قبلت ستكون تتخلى عن مملكتها " مينوسيا "
أفروديت : رجاءا دعونا نأكل دون أن ندخل في جدالات عقيمة ...... نريد أن نحتفل بأميا و كاي
قالتها و ابتسمت ، تقدم بيكهيون ليجلس و بقربه جلس تشانيول الذي ينظر نحو كاي ، و كاي لا يدري أي من العدوين يهاجم و لكن ما يفعله هو التمسك بكف أميا ، و هي بالنسبة له ليست سوى لعبة تعلق بها طفل لأن طفل آخر حاول التقاطها من الأرض
بدؤوا يأكلون و لكن أميا لم تقرب كفها من الطعام ، فقط صامتة بينما تحاول أن تبتعد عن كاي الذي كلما شعر بحركتها أحاط خصرها بذراعه و قربها منه أكثر بينما ينظر بتحدي نحو تشانيول
بيكهيون : أميريتي أفروديت أرجو أنك هدأت ليلة أمس بعد أن أوصلتك لجناحك
عندها توقفت أفروديت عن الأكل و ترك كاي خصر أميا ليحدق نحوها ، عكر حاجبيه بانزعاج و تحدث
كاي : هل قابلت الأميرة ليلة أمس ؟
نظر إليه بيكهيون ليتحدث
بيكهيون : بالتأكيد ...... لقد كانت تتجول في الحديقة و منزعجة
تحدثت أفروديت بسرعة
أفروديت : كنت فقط أشعر ببعض الضيق ....
كاي : هل هو بسببي أفروديت ؟
شعرت بالحرقة تسيطر عليها و نفت
أفروديت : لا .... ربما لأنني أدرس كثيرا و احتجت للراحة
أعاد كاي نظراته لبيكهيون و تحدث
كاي : على العموم نحن أخوين مترابطين يا " ملك أطلنتس " فلا تحاول لعب دور الرجل الفاضل
عندها تدخل تشانيول الذي كانت كلماته معدودة في هذا المجلس
تشانيول : ألا تعتقد أنك تتجاوز حدودك ولا تتقن اختيار كلماتك التي توجهها للملك ؟
و كاي أجابه بغضب و تحدي أكبر
كاي : إنه ملكك أنت و ليس أنا
خصتهما أميا بنظرات خائفة و حاولت الابتعاد عن كاي و هو أمسك بمعصمها ليصرخ في وجهها بغضب
كاي : ابقي هادئة أنت ....
حدقت نحوه بخوف و وضعت كفها على كفه تحاول تحرير معصمها لتتحدث بصوت خافت خائف
أميا : أتركني رجاءا
تحدثت أفروديت بانزعاج
أفروديت : رجاء فليبقى الجميع هادئا و دعونا نتجاوز هذه الخلافات فلا يعقل بعد أن حل السلام بين المملكتين تستمر هذه المناوشات
حاول تشانيول أن يستقيم في مكانه بغضب فهو أشد ما يضايقه أن يتعرض انسان ضعيف للضغط و الظلم بدون أن يستطيع فعل شيء و بيكهيون أمسك بكفه ليثنيه عن حركته ، ليس وقت الصدامات الكبيرة ، كلمات ترمى في حلبة صغيرة لا بأس بها حتى يثبتون له أنه فقط يسبح عكس التيار و لا يمكنه أن يذهب بعيدا
أميا : دعني .....
أفروديت : أتركها أخي ...
تركها كاي لتستقيم و تبتعد بسرعة تركض بخفة و هي تحمل ثوبها بكفيها ، استقام كاي ليرمق كل من تشانيول و بيكهيون بحقد ثم سار في الاتجاه المعاكس الذي ذهبت نحوه أميا
وضعت أفروديت كفيها على الطاولة أمامها و تحدثت
أفروديت : أنا آسفة سيدي الملك ..... كاي حد اللحظة لم يستطع تجاوز موت جدتي " فريديا "
وقف تشانيول بتلك اللحظة و تحدث
تشانيول : سوف أنصرف الآن سيدي الملك .... أميرة أفروديت
حدق نحوه بيكهيون و أومأ بخفة
بيكهيون : يمكنك المغادرة
غادر تشانيول و بيكهيون تابع خطواته ليعيد أخيرا نظراته نحو أفروديت ، هذه المرة لم يبتسم و لم يواتي بأي حركة غير طبيعية بل تحدث بصدق
بيكهيون : موت عمتي " فريديا " كان صعبا على الجميع صدقيني
أفروديت : و لكن جدك هو من قتلها ..... لقد خنقها بكفيه
قالتها لتنظر نحوه و تحاول التحكم في دموعها ، بالرغم من أنها ولدت بعد سنوات طويلة جدا منذ وفاتها و لكن لوحتها المرسومة التي تعلق بغرفة جدها كانت حبل وصال بينهما ، كانت تحدثها في كثير من الأحيان و تشكي لها الضغوط التي تمر بها و تسألها إن كانت هي كذلك تحت نفس الضغوط
بيكهيون : كان مرغما و مجبرا صدقيني أفروديت
كلماته تلك و رغم بساطتها و خلوها من أي ألقاب و تعظيمات إلا أنها شعرت بصدقها و لكنها نفت لا تريد الوقوع في الفخ
أفروديت : لا تحاول اقناعي فنحن بعدها دخلنا بشتاء طويل ، بظلام عميق و لم نخرج منه إلا عندما ورثت أنا عينيها
بيكهيون : و جدي عاش بشتاء أبدي من بعدها .... و تمنى فعلا أن يرى عينيك التي تجسد عينيها
قالها و وضع كفه على كفها التي على طاولة و تقرب منها و هي رفعت نظراتها لتهاجم عينيه عندما هو تجرد من أسلحته ، عندما تجرد من الألقاب و المناصب
نزلت دموعها و هو رفع كفه ليضعها على وجنتها و مسح دمعتها تلك بابهامه و هي أغمضت عينيها لتخرج منها شهقة مكتومة و تحدثت بصوت خافت هامس
افروديت : أريد الشعور بحضنها ..... أشتاق لحنانها الذي سمعت عنه من جدي ، صدقني أنا أريد أن أرمي أحمالي في حضنها لعلها تريحني
ابتسم لتفتح هي عينيها و هو أبعد كفه ليضمها له ، وضعت كفها على صدره لكي تلامس بشرتها الرقيقة جلد ردائه الحربي ، وضعت رأسها على دقاته و شعرت بالأمان و بالراحة لأول مرة ، شعرت أن هناك شخص يحمل عنها كل تلك الأحمال الثقيلة و كم تاقت هي لذلك الشعور
وضع كفه الخشنة يحتضن رأسها لتلامس نعومة خصلاتها الذهبية ، و مهما كانت قوية إلا أنها بحاجة لتشعر بالضعف بحضن رجل قوي
بيكهيون : سأجعلك تلمسين كل ما تريدينه .....
هذا فقط ما صرحته كلماته القليلة لها و لكن ما خبئ داخل صدره كان أعظم ، هو سيجعلها تشعر بحضنها عندما تحتضنها " أطلنتس " سيجعلها تحط أحمالها بحضنه هو و يريحها هو ....... إنه أناني ، فهو يريدها ملكة له و قوة له ، و وحدها من يمكنها منحه كل تلك القوة التي يبحث عنها عندما تضعف هي بين ذراعيه
**
سار بخطواته الكبيرة يحاكي ثلاث خطوات منها يتبع دموعها و شهقاتها ، يحاول تأمين خوفها ، هو حتى لا يدري لما يشعر بكل تلك الثورة ؟
بالنسبة له كانت فقط فتاة حمقاء من أول لحظة وقعت عينيه عليها ، ولكن برؤية دموعها تزين مقلتيها الرماديتين هو خسر قوته و صلابته
يتشبث بذلك الحبل الواهن أنه يكره أن يستضعف انسان أمامه و لكن الحرقة التي تملكته و هو يرى كاي يضمها كانت أشد من تلك الحرقة التي تملكته طوال حياته و هو يرى نظرات أورولينا نحو بيكهيون
نظراتها الصامتة التي تستنجد به جعلته يثور ضد عقله و يتركه خلفه ليلحق بخطواتها الهاربة ، يلبي ندائها و استغاثتها الصامتة
وصلت أميا لتلك الشرفة التي تطل على شلال و بحيرة يصب فيها ، أسندت نفسها على عمود رخامي أبيض يحمل قوسا بمساعدة عمود آخر يقف بالجهة المقابلة بينما النبتات الخضراء تتدلى و تزينه
وضعت كفيها على فمها و بكت بقهر تمنع صوت ضعفها و دموعها أن يصل لمسامع أحد
و لكن من وصل و وقف خلفها صوتها ذاك لا يطرق مسامعه فحسب بل يطرق أبواب قلبه و يرغمه على الفتح إلا أنه يدرك أنها معركة خاسرة ، يدرك أن الحرب تجردت من حرفها الأوسط و لكن سيكون مؤقت فهي لرجل آخر حتى قبل أن يسمح هو لنفسه بالاستسلام ............ و ها هو عاد ليشعر بالقهر و الضعف بين قوته ، تقدم ببطء نحوها و وقف خلفها تماما ليرتل حروف اسمها
تشانيول : أميا .....
كانت تبحر في حزنها و ألمها عندما سمعت حروف اسمها بصوته ، و لأول مرة تشعر بجمال حروفه ، أبعدت كفيها عن فمها و التفتت ببطء لتحدق فيه و تهاجمه بحزن نظراتها ، بجمال رماديتيها عندما تلمع بسبب دموعها
حدق بكل تفاصيلها و استهوته أنوثتها ، استهواه جمالها الرقيق و الهادئ فابتسم ليتقدم منها خطوة بعد و هي رفعت رأسها أكثر لتجاري نظراته ، كان محاربا منذ أن وقعت عينيها عليه ، و الآن هو قائد الجيوش بقلبها فكيف ستكون لرجل آخر ؟
و هذا السؤال الذي طرق ذهنها جعل دموعها تعود للظهور و تحدثت بصوت مبحوح ضعيف
أميا : لا أريده .... أرجوك ساعدني
و هاهي تجعله بموقف الضعيف عندما تستنجد به في أمر لا يمكنه نجدتها به ، رفع كفه ليضعها على كتفها و هي استحلت شعورها تحت يده الخشنة و لكنه تحدث
تشانيول : ستتعودين فهو قدرك .....
وضعت كفها على كفه التي على كتفها و تمسكت بها تجعله يشعر بنعومة كفها
أميا : معروفة أنا بتمردي فماذا سيحدث لو تمرد هذه المرة أيضا ؟
تشانيول : إلا هذه المرة ..... إنها المرة الوحيدة التي يجب أن تخضعي فيها
أميا : لا أريد فكل تمرداتي كانت تنتهي بخضوعي
تشانيول : اذا اخضعي لعل خضوعك ينتهي بتمردك
أبعدت كفه عن كتفها و حزنت نظراتها أكثر ثم التفتت لتعود و تسند نفسها على العمود ، لا أمل ولا حياة تنتظرها ، لقب الأميرة الذي سيمنح لها لن يجعلها سوى سجينة بين جدران مزينة
أغمض عينيه ليعكر حاجبيه و وضع كفه على قلبه ، و رغم ضعفها و حزنها إلا أنها أخضعته لسلطة عينيها و نسماتها بكل سهولة ، عاد ليفتح عينيه و ترك كفه تسقط من على قلبه ....... إنها فقط همسات أمل ، همسات حب سيعود ذلك الحرف ليتوسطه
أورولينا المرأة التي اعتقد أنه أحبها لسنوات أتت هذه الفتاة و مسحتها نهائيا من قلبه عندما جعلت دموعها تسقط عليه ، فهل كان القدر يخفي في جعبته ألما أكبر عندما جعله يلتقي بها و يمسح دموعها ؟
أخرج مشطها ليمسكه بكفه و يحدق به ثم تنهد ليتحدث
تشانيول : معي شيء يخصك
و هي بدون أن تلتفت له تحدثت
أميا : لم يعد شيء يخصني فأنا نفسي لم أعد أخصني .....
ضم كفه عليه و تحدث
تشانيول : اخضعي لعل خضوعك ينتهي بتمردك
قالها مرة أخرى و غادر من هناك ، إنها رسالة مررها لها بنصيحة ستجعلها تحزن و لكن إن كانت فطنة هي ستفهمها و تسعد .... و هي في هذه اللحظة لا تعلم و لا تريد أن تفهم شيئا
**
وقف كاي بساحة التدريب بعد أن بعث لرجليه أن يأتيا إليه ، مرت مدة كان ينتظر قدومهما فيها بينما يقف و يسند كفه على سيفه الذي يثبت رأسه مع الأرض ، وصل رجليه بينما يرتديان البرنسين الأسودين و يضعان القلنسوتين على رأسيهما
" طلبتنا أميري كاي ؟ "
أبعد سيفه عن الأرض و التفت لهما ليتحدث بنبرة غاضبة
كاي : ملك أطلنتس يجب أن يموت قبل أن يخرج من مملكتنا
نفى ذلك الرجل الذي دائما يطالب بالتخلص من أفروديت و تحدث
" عندها سنقضي على مملكتنا برمشة عين ..."
" إنه محق أميري كاي ..... يجب أن نتريث و نحاربه بالعقل و مملكتنا روحها الحكمة فلا يجب أن نتصرف بغيرها "
عندها عاد و طرق عقله كلام بيكهيون عندما نعت أفروديت بروح مملكة " أطلنتس " ، حدق برجليه و تحدث
كاي : غدا بعد الحفل لا أريد لأفروديت أن تظهر من جديد
ظهرت ابتسامة خبيثة من تحت قلنسوة ذلك الذي دائما ينادي بالتخلص منها و لكن كاي أكمل بتحذير
كاي : و اياكما أن يقترب منها أحد ...... أمرها سأهتم به أنا بنفسي
تحدث الآخر
" لا تقلق سيدي فهي روح مملكتنا "
كاي : جهزا مصب الروح من أجلها
انحنيا له باحترام ثم تراجعا للخلف و التفتا يغادران ، التفت كاي ليحمل سيفه بكفيه معا و تقدم نحو تلك الدمية الخشبية ، عكر تشانيول حاجبيه باستغراب ، فأين يعقل أن يكون مصب الروح هذا ؟ ...... و لكي يسبقا كاي بخطوة يجب أن يعلما المكان و بدقة
تراجع بخفة ليختفي بوسط النباتات الكثيفة و لكن كاي الذي كان يرفع سيفه توقف ليخفضه و التفت بجذعه ليضيق عينيه ، اقترب بحذر من الأشجار و النباتات الكثيفة ليضربها بسيفه و لكن لم يجد أي شيء ....... حرك رقبته ثم تراجع نحو الخلف
**
مشى بيكهيون خلف أفروديت و هو يضع كفه على سيفه ، لقد تجردا قبل قليل من ألقابهما ، تجردا من أحكام الحياة و خضعا لهمسات القلب و كم استلذ طعم ضعفها بين ذراعيه
توقفت و التفتت لتتحدث
أفروديت : هل ستعود لمملكتك بعد حفل الخطبة ؟
ابتسم ليومئ لها ثم تحدث
بيكهيون : كان يجب أن أعود في وقت أبكر و لكن لم أستطع رفض دعوة الملك " مينوموساين "
ابتسمت و حركت رأسها بتفهم ، موقف صعب هو الذي تجد نفسها به و لكن هاهو يتحرك مرة أخرى ليتجاوز المسافات التي أخبرته سابقا أنه يجب أن يحترمها
أمسك بكفها و حدق بعينيها ليتحدث
بيكهيون : و لكن قبل أن أغادر سأطلب طلبا من الملك " مينوموساين "
رفعت عينيها المحيطيتين لتختلط نظراتهما معا و تحدثت
أفروديت : ما الذي ستطلبه منه ؟
بيكهيون : ستعلمين بالوقت المناسب
ترك كفيها ليجعلها تشعر بذلك الفراغ يتلاعب بقلبها و رعشاته التي تحاول السيطرة عليها ثم عاد يبتسم بكل تلك الثقة و الأسرار العميقة التي تحملها عينيه ، تلك الأسرار التي تجعله مخيفا من جديد و تجعلها خائفة على مملكتها
بيكهيون : ما رأيك أن ندرس معا اليوم ؟
أفروديت : لم أخبر الحكيم " براموس " أنني سأذهب للمعهد اليوم
بيكهيون : أميرتي يجب أن تدركِ أنكِ الوحيدة المتحكمة بتصرفات الجميع فلا تدعي الحكمة و التواضع يمحيان شخصيتك
أفروديت : كلامك غير منطقي بتاتا
بيكهيون : لماذا ؟
أفروديت : لأن الحكمة لم تكن في يوم شيئا يضعف شخصية أحد ، بل العكس تماما
بيكهيون : صدقني هي ليست دائما نافعة ....
أفروديت : انها نعمة
بيكهيون : و لكنني أعتقد أنها نقمة
كان يدرك جيدا ما يقوله ، الحكمة بالنسبة لأفروديت نقمة خصوصا اذا استدعاه الأمر أن يستخدم القوة للحصول عليها
أفروديت : عموما لكل رأي و أنا يجب أن أحترم رأيك سيدي الملك
بيكهيون : اذا هيا لنذهب للمعهد
ابتسمت أفروديت و هذه المرة بصدق و اشراقة زارت ملامحها الفتانة و تحدثت
أفروديت : هيا
**
وصلت أميا لجناحها و عندما التفتت رأت كاي يسير نحوها فهعرت للداخل و أقفلت الباب من خلفها ، أسندت نفسها عليه خلفها و أغمضت عينيها و عندما فتحتهما رأته يقف مقابلا لها فتراجعت بخوف للخلف لتجد نفسها محاصرة بين حضوره و الباب
ابتسم و اقرب أكثر ليتحدث
كاي : أميا أنت أينما ذهبت و أينما اختبأت أنا سأصل لك
و هي تحدثت بخوف بينما تضم نفسها
أميا : ماذا تريد مني ؟
كاي : أنا اعتذرت منك بصدق و لكن نظراتك نحو ذلك الجندي لم تعجبني
و هي أجابته بتوتر
أميا : أي جندي ... تقصد ؟
كاي : جندي " أطلنتس " يا حبيبتي
أميا : أنا لم أنظر إليه
كاي : حسنا .... كما تريدين أنت لم تنظري نحوه سأصدقك
أميا : ماذا تريد مني اذا ؟
كاي : أتيت لزيارة خطيبتي المستقبلية
أميا : نحن رأينا بعضنا صباحا
كاي : أميا أنا حقا أريد محو صورتي تلك .... أعلم أنك كنت معجبة بي من قبل لذا لنكن مطيعين لأوامر الملك و نحاول التعود على بعضنا
و هي أشاحت بنظراتها عنه و أجابته بثبات رغم خوفها منه
أميا : كانت ترهات طفولة و ذهبت لحال سبيلها
و هو اقترب منها أكثر
كاي : حسنا ... لنحاول أن نعجب ببعضنا
التفتت لتحدق نحو عينيه تحاول الثبات و تحدث
أميا : لا أريد .... أنا أكرهك
فجأة شعرت به يمسك بذراعيها و يحدق في عينيها بنار مشتعلة
كاي : تذكري أنك من لا تريد .......
و هي تحدثت بضيق من قبضته
أميا : لا يمكنك اجباري و أنا لا يمكنني اجبار قلبي
ابتسم كاي بجانبية و قرب نفسه منها أكثر ليهمس لها
كاي : و أنا يمكنني اجبار جسدك يا صغيرة
قالها و فجأة اختفى من هناك لتقع هي على الأرض بينما تضع كفها على قلبها ، لا تعلم حتى من أين تحلت بتلك القوة لتواجهه بكرهها له و كيف كانت عمياء من قبل و لم تلحظ كل سلبياته ؟ ... ربما لأنها لم تكن قد رأت شخصا بمثالية ذلك المحارب
أميا : و ربما لأنني وقعت بحب ذلك المحارب من أول دمعة
**
كان بيكهيون يجلس و يربت على رأس طائر الأركيو بينما أفروديت كانت تجهز عدة مخطوطات قديمة ليدرساها معا ، ابتسم للطائر ثم عاد ليحدق بها هي التي تنشغل باخراجها من الرفوف الضخمة و العالية خلفهما
بيكهيون : ماذا ستجعلينني أدرس ؟
ابتسمت أفروديت و تحدثت بدون أن تلتفت له
أفروديت : ملحمة كانت تحبها جدتي " فريديا " جدا
استقام بيكهيون و أبعد كفه عن الطائر ليذهب و يقف بقربها ، حدق نحوها هي التي ترفع نفسها على رؤوس أصابعها حتى تلتقط تلك المخطوطة فابتسم و وضع كفيه على خصرها و رفعها لتخرج منها شهقة متفاجئة
بيكهيون : هيا خذيها
أخذتها و هو وضعها مرة أخر ليبعد كفيه عن خصرها و هي التفتت له بينما تعانق المخطوطة و ابتسم ليسألها
بيكهيون : لم تخبريني عن ماذا تتحدث الملحمة ؟
أجابته تحاول تصنع الثبات و الهدوء بعد حركته المفاجئة تلك
أفروديت : ملحمة سيزيف
بيكهيون : اذا هيا لندرسها
تقدمت تسير قبله نحو الطاولة و هو لحق بها ، هي نفسها الملحمة التي كان يحبها جده و جعله يدرسها مرارا و تكرارا و لكن لن تكون أبدا مكررة بالنسبة له هذه المرة
جلست ليجلس هو بقربها بدل أن يكون مقابلا لها ، فتحت المخطوطة و وضعت كفيها عليها لتبسطها ، كانت تقرأ و بيكهيون يستمع لها ، يردد بداخله حروف الملحمة لتجاري حروفها بينما يطرب مسامعه بصوتها
قرأت آخر سطر منها لترفع نظراتها نحوه و قبل أن تتحدث عن المغزى هو تحدث
بيكهيون : و بالرغم من أنها مجرد أسطورة إلا أنها تجعلنا ندرك أننا جميعا سيزيف
أفروديت : هو أخطأ و تلقى عقابه الذي لن ينتهي و لكن ما يجعلني معجبة به أنه تقبل هذا العقاب و يحاول بكل جهد رفع الحجر لقمة الجبل ليعود و يتدحرج لسفحه ثم يعود و يكرر الأمر و يستمر بفعل ذلك
بيكهيون : نحن جميعا مثله نستمر برفع الأحلامنا و طموحاتنا حتى نجعلها تصل للقمة لتعود و تدحرج أمام أعيننا
أفروديت : و لكن تلك الأحلام و الطموح هي من تجعلنا نعيش رغم أنها فانية
تنهد بيكهيون و حدق بعيدا بحزن عندما تذكر والديه ، عمه و زوجة عمه الذين توفوا في تلك المعركة بين المملكتين ليتحدث
بيكهيون : و أحيانا تجعلنا نموت ....
حزنت ملامح أفروديت و تحدثت
أفروديت : كما مات أبي قبل أن أتمكن من رؤيته
الجميع مات في تلك المعركة ، والدها طموحه قاده ليحارب مملكة أمه التي قضت عليها ، و والده كذلك كان مثله يريد اثبات نفسه لجده بينما تنافس مع شقيقه ليقضيا معا بنفس المكان فلما لم يترك والدته على الأقل ؟ لما تعلق بها و جعلها تلازمه ؟
نفض عنه ذلك الحزن و حدق نحو عينيها و ابتسم ليبعد عنهما البؤس
بيكهيون : أنا أحفظ هذه الملحمة أميرتي
ابتسمت عندما أدركت احترامه للعلم و رغبته في سماعه لصوتها و حتى الطريقة التي كان يتابع بها كل حرف تقوله
أفروديت : لما لم تعترض ؟
بيكهيون : لأن جدي كذلك كان يحبها جدا
قالها و وضع كفه فوق كفها ليبث رعشات خفيفة نحو قلبها و لكن بمجرد أن تصل هي ستكون ثقيلة ، ستجردها من نفسها و من لقبها و تتوجها ملكة له
أصدر طائر الأركيو صوتا فحدقا به معا ليقترب من المحبرة الموضوعة على الطاولة و نزلت دمعة منه لتتوسع عنيّ بيكهيون و تحدث
بيكهيون : لقد بكى دمعته السحرية
حدقت نحوه أفروديت بتساؤل و تحدثت
أفروديت : دمعته السحرية ؟
بيكهيون : أجل هي سحرية و عندما تستخدمين ريشة من ريشه لتكتبِ شيئا هو سيتحقق و لن يستطيع أي شخص قراءته إلا اذا اختلطت تربة معبد الذهب مع دموعه مرة أخرى و وضعت على الورقة
أفروديت : " أطلنتس " تمتلك الكثير من القوى
قالتها لتنظر نحو عينيه فهو جعلها أمس تتعرف على قوته ، ابتسم و تحدث
بيكهيون : لا تنسيْ قوتك أميرتي انها أعظم من قوى الجميع
عندها انزعجت نظراتها لتجيب كلماته
أفروديت : أنت لا تقصد أنني من سلالة " أطلنتس " أليس كذلك ؟
بيكهيون : أنت تنتمين لعمتي " فريديا " و هذا يجعلك من سلالة " أطلنتس " و قد منحتك من قواها أكثر من الجميع
حدقت فيه بصمت تستدعي حكمتها حتى تسعفها و لكن العقل تجرد أمامه من كل ميزاته ، استقامت لتخرج تلك الريشة التي منحها لها عندما هي فتحت له ممر أعمدة هيرقل ، عادت لتجلس بقربه و منحتها له ثم تحدثت
أفروديت : و أنا سأمنحك الفرصة لتحقق أي شيء تريده أنت
تحدث بابتسامة بينما يتأكد من عمق نظراتها
بيكهيون : هل أنت متأكدة ؟
أفروديت : أجل
أخذ منها الرشة و قرب منه المحبرة ، وضع الريشة داخلها لتمتص كل الحبر ثم أخذ ورقة و دون عليها بخط كبير جملة واحدة من ثلاث كلمات
وضع الريشة بقرب الورقة لتختفي كسراب و هي حدقت نحو عينيه ، ابتسم و لف الورقة ليسلمها لها
أفروديت : ماذا كتبت ؟
قالتها بينما تأخد منه الورقة و هو ابتسم يجيبها
بيكهيون : ستعلمين بالوقت المناسب أميرتي
نهاية الفصل الخامس من
" روح أطلنتس "
أتمنى أنكم استمتعتم
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro