Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

8|هيون الخارِق

هلاوز خفافيش ، هلاوز خفافيش * الثانية صدى الصوت * 😂

اتس بين ألونڨ تايم 😭😭😭

لسا في متابعين لذيس رواية ! ☺ اثبتو حضوركم 😂🎤

ما كتير كنت فاضية لها بسبب متملك، مش مصدقة اني خلصتو و نزلت 😌😌

أعتذر عن جميع الأخطاء ما دققتو ❤

Enjoy 💕

- - -
مشاعري تجاهه هي حبل مشنقتي الأبدي ، حبلٌ أتدلّى منه فوق أرض لا سطح لها ، هاوية لا قعر لها و هالَة ظُلمة مُطبق ثغرها على مخالبِها

آثارُه على عُنقي شديدة و بالكاد يمُرّر حلقي بشرا غيره إلى قلبي ، أتنفّسه رغم شحّه ، و إن تقطّع الحبل و وقَعت فلن أبرح طور الكآبة

سواء بقيت معلّقة أم سقطت ، ستكون النتيجة ذاتَها

حاولت بجدّ امرأ مُثقل بالخطايا ارتأى أن يتوب و يؤوب إلى الخالِق عسى أن يرحَمه لكن على مشارف الوداع بزَغت شمس عينيه تُلامِس شغافي

ثمّ حيكت به و سحبتني إليه ألف خُطوة، أدركت حينها أنّني مهما ابتعدت عنه فأنا في الواقِع أقترب مِنه أكثر

كمَطر صيف مُدمّر انهمر على قلبي و جرف حُصونَه المنيعة الّتي شيّدتها لمُواجهتِه كلّما تحتّم عليّ ذلِك ، و حفر في شراييني عميقا سبيلا إلى جوفي و استقرّ هُناك بوقار باسِطا ذراعيه على العرش كملِك

لن أنسى أنّ مطر حبّه الصيفي المُدمّر قد كان نافِعا شتاءً ، رواني بهُطولِه النّاعم و انسيابه بداخلي ، خصّب أرضي الجاهِلة بحُلو العواطِف الحياتية و أعدّ لي ربيعا مُزهِرا

كانت علاقتُنا مُزهِرة ، تفتّحت بتلاتُها نظِرة و صبت ذروة إغراءها

هل سنذبُل يا تُرى ؟

رغم عِلمي أنّ الطريق الذي سلَكه يشدّني من تلابيب الوَجد خاطِئ جاريتُه برحابة ، ما كان باليد حيلة ، إذ حالما حطّ بروعَة فراشة زاهية فوق وردة راقَت لها أوصدت بتلاتي عليه

إنّها على الأغلب أمنية الوردة كلّما استضافت على متنِها فراشة بذلِك البهاء

شاركت شفتاه رقصة الذّنب على أنغام انفاسِنا المسلوبة و نشيد الرّغبة من لسان المُتعة

أعترف أنّني لطالما تساءلت عن مذاقِهما ، لم أخل قطّ أنّني سأجرّبُهما و أوثّق أنّه زُلال مُسكِر

و أنا أقبّله بكلّ حبّ وضعت بالحُسبان أن يلفِظني بفظاظة حين ينتبه على ما يفعله حتّى مللت الإنتظار و اجتذبتُه إلي من ظهره بفِكر صافٍ أميل عُنقي ليتمكنّ منّي ، أعيله عليّ ، و أصفّ معه ضدّي

نسخت كُلّ حرف مبتور ، كُلّ كلِمة صامِتة و كلّ سطر محموم حبره على ثغري بثغره ، أخزّن من ملمسِه الحريري و هواءه الخانِق عيشا مُؤبّدا و ذِكرى تُحييه كُلّما نفذ

لقد أخطأنا و سنندم ، لنجعله خطأ يستحقّ إذا

لا حرب محببة سوى حرب الشّفاه في قُبلة مُفعمة بالحبّ و باسم الحبّ ، لكنّها الحرب الوحيدة التي تنتهي بخسارة الطّرفين

و ها قد سحب جيوش رغبتِه يشقّ بصر الوعي على الخطأ الفادِح الذي خُضناه بمُتعة ، و فتحنا أعيننا على سحنتينا الغائبتين جُملة و تفصيلا

فطنتي أُسِرت بثغره حيث أنظر الآن ، و يبدو أنّ المِثل معه

أو ربّما كُنّا نتهرّب من المُواجَهة ، ما حدث ليس هيّنا ، لا سيما من ناحيتي ، فهو رجل مُتزوّج و انا أعلم لكنّني صفقت ناقوس الاثم بلا تردّد ضدّ مُداهمتِه المُفاجئة ، احتفيت بِه و ضيّفتُه من ثغري و أعماقي بكَرم

تسلّقت خجلي على مهل وصولا إلى مُقلتيه و التهبت المآقي بشرره المُسلّط على ثغري ، بعض من أحمر شفاهي علِق بشفتيه و يا ليتَه كان توقيع ملكية لي عليه لا وصمة ذنب

بعد وقتٍ قصير أزال يديه عن وجهي و نظر إليّ هُو الآخر مُسبّلا عيناه ، اكتفينا بالتّحديق الأليم المليء بالحرج نأبى أن ننزاح عن بعضِنا ، و انتهَجنا الصّمت نتنافَس في اتقانِه كأنّ فِعلتنا خاطَت ألسِنتنا و صادَرت لُغتنا

ما الذي كان يُفكّر به ليُقبّلني بشغف عاشِق ؟ هل خالني زوجتَه ؟

لأبرّد هذا الجوّ المشحون و أعلِمه أنّه ما مِن داعٍ حتّى نخلد يُمّ العداوة ضربتُه بخفّة على خدّه ، كصفعة تُعيده إلى أرض الواقِع

" لماذا فعلت ذلِك ؟ "

أراح كفّه مُتقفّيا أثرها و رمقني باستغراب فتوتّر ، فهِم أخيرا أنّني لستُ غاضِبة ، و أيّ حقّ لي في الغضَب و قد كُنت شريكتَه في الجريمة ، لا لا أسميها جريمة بل عَثْرة حُلوة على إثرِها حصلت على عِدّة خُدوشٍ بقلبي ، أوّلها رغبَة في التعثّر ثانية

ركضت عدستاه تحتضِنان كُلّ رُكن من المكان دون جسدي و هو يُجيب

" خُروج عن المُعتاد "

عُذر أقبَح من ذنب ، حدّقت به في استِنكار أجلِد ذاتي الّتي حملت بعد قُبلتِه أحلاما غير شرعية و بصقت في وجه قلبي لأرعن

خُروج عن المُعتاد ؟ كم أريد ركله

أظنّ أنّه أدرك خطأه فهو لم يختلِس منّي فتَّة مُنذ أن تفوّه بذلِك الكَلام ، و ما الّذي توقّعتُه ! هُو لا يُحبّني كحبّي المُدنّس له و لا يُمكن أن يُحبّني

يجب أن أكفّ عن التأمّل لأنّه رجُل مُتزوّج و أنا لستُ فتاة قد تبني سعادتَها على تعاسَة الآخرين و لو على حِساب حُبّ يتيم يتوسّل وليّا

طمست استيائي الغير مشروع و ثنيت ذراعي باسطة كفّي أمام صدرِه القريب إليّ

" ناولني منديلك "

أطرف عدّة مرّات يُحاول دِراسة مرامي قبل أن يجتذِب منديلا من جيب بنطلونِه و يضعه فوق كفّي ، هبطت به على شفتيه أنظّف مسرَح الجريمَة في حين يرمُقني بتفاجؤ كأنّ شفتاي هُما من تجولان به ، و ربّما اقتحَم أفكاري مُتفطّنا لرغبَة مكتومَة بداخلي في أن تكون شفتاي مكان المنديل

ما هي إلّا ثواني حتّى قبَض على مِعصمي و نبَس مُتلعثِما

" يُمكنني فِعلها بمُفردي "

تخلّيت عنه في يده على مضض و مرّرت كفّي على حواف فمي أُعدّل ما أفسدَه، لحُسن الحظّ أنّه من نوعِ فاخِر و إلّا لصِرنا كالمُهرّجين !

كان يتلكأ في مسحه و عندما انتهى أبقى المنديل فوق شفتِه شاردا بالنّظر إلى الأرض ، هل تِلك ظِلال وردية على وجنيته ؟

التوقيت ليس مُناسبا لأعضّه

تصرّفت سريعا و أرحت ذراعي حول كتفِه هاتِفة " لندخل، حتّى و إن كان الحفل مملّا ، ما يزال حفل ميلادي "

لابدّ و أنّه فهم أنّي أحثّه على التصرّف كأنّ شيئا لم يحدُث إذ ابتسم يُسايرني، خطونا إلى القصر و قد اقتطَفنا من دالية الحياة ذِكرى مسمومة لا أعلم عنه لكنّني استطبتُها و سأنهش منها يوميّا ، أسمّم جسدي و عقلي ثمّ أندَم بسلام

أودعتُه لدى جاكسون و زوجتِه و التَحقت بوالدي الّذي أصرّ أن يُعرّفني على المزيد من رِجال الأعمال ، لم أستغرب أنّ جميعهم شباب ، هُو يُريد التخلّص منّي بالطّبع

كُنت المرأة الوحيدة الّتي تُشارِك مُحيط دائِرة مع ثلاثة رجال رابِعهم أبي، لم أنفكّ عن توزيع الابتِسامات المُصطنعة خِلال المُصافَحة، و قد آلمتني قدميّ من الوقوف

" ... و هذا يكون كوون هونغ بين المُدير التنفيذيّ لشرِكة داون للأقمِشة "

بسطت ذراعي للمرّة الثالثَة في زاوِية مُختلفة مُستلَّة ذاتَ الابتِسامَة

" سعيدة بلقائك "

" سعيد بلِقائِك مُجدّدا "

ابتسامَة لعوبَة ركَنت على حافّة ثغره اليُمنى ما جعلني أقطّب حاجبيّ، ليست الابتِسامَة هي السّبب بل مُفردَة ' مُجدّدا '

بإمعان النّظر أخَذ غُبار الزّمن يُزاحُ عن صورتِه المرميّة بإهمِال في أحد أركان عقلي، قبل أن أهتِف بانفِعال

" أوه ! انّه أنت حقّا، من كان يخال أنّك ستصير مُديرا تنفيذيّا؟ لقد مرّ وقت بطولِك "

نظراتُ أبي سألت فأجبت متأبّطة ذراعَه

" كُنت و هونغ بين زُملاء صفّ بالمدرسة الثّانويّة "

أتبَع همهمَة التفهّم بقهقهة طويلَة المدى لم يفهَم مغزاها غيري- لقد وَجد لي الرّجل المُناسِب-

" إذا نحن سنذهَب لاستِعادَة بعض الذّكريات القديمَة السّعيدَة عن إذنكم "

تملّصت من شوشرتِهم بدهاء ثم استوقفت هونغ بين المطاوِع لي في خطواتي

" شكرا لك ، يُمكِنُك العودة إليهم، أخبر أبي أنّ صديقاي قاما باقتراضي لما تبقّى من السّهرة "

استغرق منه التّفكير بضع ثواني ليدرك أنّه قد تمّ استغلاله، حينها لانت تعابير الصّدمة في وجهه و نشَز أحد حاجبيه عن مُستوى الآخر

" ماذا عن ذكريات الماضي السّعيدة ! "

نفَثت تنهيدة ساخِرة مزيغة وجهي عن مرآه ثُمّ رمقته ممازِحة

" أيّ ذكرياتٍ يا رجل نحن لم نكن مُقرّبين حتّى ! "

أفرجت عن صفّ أسناني في ابتسامة مُتكلّفة، و ربَتُّ على كتِفه مرّة يتيمة

" سأذهب الآن "

شعرت بالسّوء لأنّني قُمت باستغلاله، لكنّني لم أندم إذ كدت أختنق بين رجال الأعمال، أخشى أن أصاب برهاب يشملهم، باستثناء بيكهيون

تردّد صدى اسمه بين أزقّة عقلي لوحده يسبّب لي الارتعاش

اتّجهت إلى صديقيّ هيوري و ليو، قليل من المَرح و كثير من النميمة، لقد مرّت ألسِنتُنا عبر الجميع حتّى بيكهيون و زوجَته ، كِلاهما قام بمدحهما مصرّين على، أنّهما يليقان ببعضهما و قد ذاعَ دُخّان الغيرة من عينيّ كثيفا

حينما آن أوان مُغادرة بيكهيون وتدت بجانِب الباب و ودّعتُه شخصيّا بانحناءة، كأنّ الكلِم كان يذوب عند شفتيّ، لم أجرؤ على لمسِه بأيّ شكل من الأشكال ، لا أدري ما الذي يُفكّر به بخصوصي ، لقد سلّمتُه شفتيّ طوعا

أخشى أن أخسر صداقتَه !

----

توطّنت الصحوة بين جفنيّ طوال الليل للمرّة الثّالِثَة على التّوالي، أغزل من خُيوط اليوم تكهّنات الغد ، مُتوجّسة و خائِفة .

هُو لم يتّصل بي، و أنا لم أجرؤ على المُبادَرة بالاتِّصال، بالأصحّ إنّي بانتِظار اللّحظَة المُناسِبة

ما أزال لا أفهم لماذا عاملني بجفاء أمامهم تِلك اللّيلة كأنّني لا أعني له شيئا، أنا لم أبالغ في القُرب منه ، تصرّفت على سجيّتي الّتي لطالما استلّته من غِمدِه ببراعة، لماذا بدا و كأنّه يتشبّث به بأسنانه !

كرِهت نفسي كثيرا آنذاك، كرِهت أنّه أحرجني و ظننت أنّه سيتغيّر بلا أيّ سبب شأن الكثير من النّاس لكنّه فاجأني بقُبلة ، ما معناها ؟

لا يجوز لي حتّى مُحاسبتُه أو سؤاله عن السّبب، و هُنا يأتي صوتُ النّدم يقول يا ليتني ما بادلتُه لأسأل و أصرّ عليه أن يبوح

مُريب أنّه ذمّ قُربي من الذّكور تحديدا، كأنّه يغار !

مرمغت رأسي بالوِسادة أرجّ عقلي كي يؤوب إلى رُشدِه و يأتيني بفِكرة منطقيّة تفضّ اللبس، فتِلك الفِكرة هي على الأغلب أمنية عزباء أم عليّ القول عانِس !

غطست تحت الغِطاء بشكل كامِل و تأهّبت للنّوم بعد أن ألقيت آخر نظرة على لوحتي، تعمّدت أن أثبّتَها بالحائِط المُوازي لسريري، حيث إن استلقيت على جنبي الأيمَن تكون مُقابِلة لي

نظرة تحوّلت إلى تحديق مُطنِب، الفستان الّذي ارتديته يُشبِه إلى حدّ كبير الفُستان الّذي رسمني به، كأنّ بيننا نوعا من التّخاطُر

جدولي مزدحم ليوم غد، لُزمٌ عليّ أن آخذ قسطا كافيا من النوم و الاستيقاظ باكرا، لكنّني لا استطيع السّيطرة على أفكاري، لم أكن هذا النّوع من الأشخاص قبل أن يُفسدني هُو بقُبلته

تمام السّاعة الثامنة مساءً انتقيت بعشوائيّة فستانا ورديا مُشعّا ، بتعبير ألطف فاقِع ، بسيط لا يحوي أيّة رسومات أو ألوان متشابِكة شأن بقيّة القطع في خزانتي، جزءه العلوي ضيّق بعض الشيء أمّا السّفلي ففضفاض ، كفساتين البَراعِم

جالسة إلى طاولة الزّينة، أحلّي وجهي ببعض مساحيق التّجميل، كنت أبتسم بسعادة مجهولة المنبع رغم الصّداع الّذي يفتك برأسي، سببه قلّة النّوم و فرط المجهود المبذول

قد يكون نبعها اللّوحة التي رسمها بيكهيون لي، إنّها مصدر متجدد للطاقة، ستظل تسعدني إلى الأبد.

علّقت مُنتصف ذراعي حقيبَة بلون أشعّة الشّمس كآخر لمسة على مظهري، و اتّجهت إلى غرفة المعيشة حيث وجدت والدي قد شرع بتناول العشاء.

حينما وخزت الشّكوك بأنّه مراقب صدره رفع رأسه عن الصّحن متفقّدا هيئتي، التّجاعيد الّتي ارتفع منسوبها في وجهه لم تكن مطمئنة

" هل أنت ذاهبة إلى عشاء العمل بهذا الشكل ! "

أسقطت نظراتي على طول جسدي هبوطا ثُمّ صعودا مُتذمّرة

" لماذا ما به شكلي ! "

على سبيل المُبالغَة لفّقت كِذبة بيضاء

" لقد قضيتُ قرابة السّاعة في انتقاء الفُستان و هو أفضل ما لديّ "

" ذلِك واضِح "

سمعتُه يتمتِم و هو يهمّ بمُزاوَلة عشائه، علِمت أنّ المزيد على الطّريق، و سُرعان ما أجهَر دونما النّظر إليّ

" كنت أعلم أنك ستنتهين كالمهرج لذلك اتخذت احتياطاتي و اقتنيت لك ثيابا مناسِبة، ستجدين الكيس فوق الأريكة بغُرفة الجلوس "

قلبت عينيّ بمحجريهِما متأهّبة للرّحيل " حاضِر "

قبل أن أصوغ خُطوَة واحِدة، بل قبل أن أوليه بظهري حتّى ترفّع بصرُه عن الصّحن يخترِقُني

" سأشاهِد تسجيل كاميرا المُراقبة الخاصّة بالمرأب لأتحقّق من أنّك قد أخذتِ السيّارة بدَل الدرّاجة "

أملت رأسي مُشرّعة ثغري أبتسِم بتشنُّج

" حاضِر أبتاه، سآخذ السيّارة السّوداء الفخمة مِثلك "

رمَشت ببراءة عدّة مراتٍ و حالَما صارت شاشة وجهي مُتوارية خلف جُمجُمتي نفَخت عليه بغضب مُشتقّة خطواتي نحو الغُرفَة مُكرهة. بعد أن ارتديت الثّياب الجديدة الّتي كانت عِبارة عن بلوزَة بيضاء و تنّورة حمراء ضيّقة اتّجهت إلى المرأب

لماذا على أبّي أن يكون مُتسلّطا و ذكيّا بهذا الشّكل ثُمّ ما المُشكِلة مع ثيابي المُبهرجَة

أناس لا يفقهون بالموضة مِثقال ذرّة، أراهن أنّهم لو حضروا أسبوع الموضَة في باريس أو نيويورك سيموتون بأزمَة بصريّة جرّاء عدم التقبّل، لماذا لا يرضعون قليلا من الانفِتاح ؟

قُدت السيّارة لمُدّة عشر دقائِق و ها أنا مُشرِفة على المطعَم الّذي سيُجرى فيه عشاء العَمل مع صاحِب المركَز تِجاري بمُناسبَة توقيعِنا العَقد معه ، ستقوم محلّاتُهم باستِقبال مُنتجاتِنا، حُلمي الثّاني في سبيل التّحقيق، سيكون ثمَة رجلين آخرين لم أكُن مُنتَبِهة حين ذكر والدي ماهيتهُما !

Baekhyun's pov

جالس إلى مائِدة العشاء بمطعَمٍ مُطلّ على المدينَة، حيثُ تبدو الأضواء كما لو أنّ النجُوم نزَلت عن عرشٍ السّماء و حلّت بالأرض، كُنت أصغي بإمعان للمُتعامِل الجديد قُبالتي

كُل شيء كان يسير على ما يُرام حتّى لمحت وجها مألوفا ينضم إلى ثلاث رجال كانوا يحجزون الطاولة بالصفّ المجاور منسحبة عن نُقطة المُوازاة بطاولة واحدة

لماذا ملابسها أقصر من سروالي الداخلي ! هي ليست ذلك النوع من النساء، كما أنها ليست بحاجة للمال

كُنت سأولي تركيزي للموضوع الّذي جاء بي لولا يد الجالس بجانبها الّتي امتدت تتحسس فخذها مُديمَة من أمد تحديقي، لم يمضي وقتٌ طويل حتّى غرست روزا شوكَتها فوق سطحِها مُتلافيَة خلقَ جلبة حول تجاوُزِه

لم يعد الصوت يجتاز غشاء أذني جرّاء معمعة الغضب المتكوّمة عند مدخلِها

الشّوكة بيدي التوت مُتّخذة شكل السّوار بعدما واصلت شدّ طرفيها في تياّرين مُتعاكسين، خيّل لي للحظة أنّني قذفتها باتجاه ذلك الرجل، و أنّها أصابت رأسه.

كنت أبتسم بنشوة بينما جميع الأنظار مُوجّهة ناحيتي، لم أبالي لأنّة مُجرَد وهمِ أشتهيه حقيقة

لكنّ المشهد دام إذ لم تتغيّر وضعية الوقوف الّتي انتهجها الضحيّة إلى الجلوس كما كانت قبل أن أبدأ بتخّيله

لقد قذفتها و أصابت رأسه بالفعل !

ما اللّعنة !

هو يجول برأسه مكمّدا مكان الإصابة بيدِه بحثا عن المُصوّب، و أخيرا رسَى بصرُه عليّ بإشارة ممّن يُقابِل كِلينا، و يا للهول كُنت ما أزال مُتّخذا وضعيّة التصويب

اتّجه إليّ و على وجهه أمارات الغضب " ما الخطب معك ! كِدت تُحطّم جُمجمتي "

لم أظهر أيّة ندمٍ في حين دفع الإحراج عميلي للانحناء نيابةً عنّي

" نعتذر مِنك، هو لم يقصِد كُلّ ما في الأمر أنّه كان شارِدًا "

و بكلّ غُرور اختصرته في مواصلتي الجلوس فنّدت

" بلا قصدت "

تزحزح الرّجل ذا التّجاعيد الّتي تنمّ عن عُمرِه المُتقدّم، مُتلمّسا خصره كأنّه يُعدّ العُدّة لسحتي

لكنّني سبقتُه مُترفّعا عن مجلسي، التَقطت يده الحُرّة و بسطت ظهرها فوق كفّي مُسيّرا أناملي على باطِنها- كانت ما استعملَه في تحرّشِه- ثُمّ غمغمت بابتِسامة متشنّجة

" عليك أن تتوخّى الحذر حينما تهُمّ بوضعِ يدِك في مكان لا يجوز أن تمسّه، فلن تستعيدها في كُلّ مرة "

انطلق صوتُ روزا عاليا كأنّها لمحتني للتوّ، طبعا فُضولُها جعلها تحرُث خلف هُويّة مُثير المتاعِب

" بيكهيون ! لماذا أنت هُنا ! و ما الذي حدث "

قبل أن تلغي آخر إرب من المسافَة بيننا سدّدت نظرة تحذير في مرمى المُتحرّش الخائِف لأنّه التُقِط، ارتَعَش لها وجلًا، و نثرت يدَه بعبثيّة

سلّطت بصري عليها، و الّذي زحَف على مُنحنياتِها دون إذني، هي تبدو أجمل عن قُرب، كأنّها سُخّرت للتأمّل لا غير

هل اشتاقت لي! هل تذكُر القُبلَة ! هل تعجَز عن النّوم بسببها ! هل عنت لها الكثير قُرابة الكُلّ شيء ! تمامًا مِثلي، برحِم رأسي الكثير من التساؤلات

لقد اجتبيت الغياب لعلّي أهدأ و تكنّ الأحاسيس الطّائلة بصدري عن خنقي، لكنّني وجدتُ الشّوق يتنامى و يعششّ بي

عندما انتبهت لأنّي أدمت النّظر إليها حدّ المُعاينة، ثنيت ذراعي وراء عُنقي أفرُكها بتوتُّر و على ثغري حلّت ابتسامة تمويه

" لقد انفلتت الشوكة من يدي بينما أتحدّث مُستخدِما إيّاها "

" انفلتت ! لقد كانت صاروخ أرض جو يا رجُل ثم كيف أصبحت على هذا الشكل ! "

أسدلت أمامي الشّوكَة مُمسِكَة نهايتَها بطرفيّ سبابتِها و ابهامِها، لم أجِد لحظتها لكذبتي تتمّة لذلك تلعثَمت خِلال اختِلاقِها، و ابتسامتي تزداد عرضا بزيادَة منسوب الارتباك

" بسبب عضلاتي، فإن قليلا من الانفعال قد يفتعل مُشكلة "

أعتقت تنهيدَة بدَت ساخرة، و ما لبِثت أن وثّقت تخميني مُكركِرة عدستيها مِن كتِفي الأيمن إلى الأيسر

" من أين لك العضلات ؟ أنا لا أراها ! "

دنوت من وجهها، أذنَها تحديدا و همست باستياء، لقد كانت إهانَة لا تُغتفر

" المكان غير مُناسبٍ لأريكِ "

حينما تشابكت نظراتُنا كان الخَجل قد وجد طريقَه إليها، ابتداءً من نفورِها أوّلا إلى احمِرار طفيف كسى وجنتيها

" بما أنّ سوء التفاهُمِ قد حُلّ، لنعُد لاجتِماعِنا "

تدخّل المُتحرّش مُقهقِها بطريقَة سمِجة، و بدونِ أن تعيره روزا أيّ اهتِمام كأنّ صدى صوتِه يتلاشى على مشارِف الخُروجِ نبست

" أراك لاحِقا، عن إذنِك "

و بينما يتأهّب الرّجل الأربعينيّ ظاهِرا للّحاق بها همست " حبّذا لو تَقوم بتغيير مكانِك "

و حدَث ما تمنّيتُه إذ أنّه و بكلّ جُبن انتَقل إلى المَقعد المُقابل للّذي كان يحجِزه بالدّقائِق الفارِطة، هكذا عمّ السّلام بجوفي و استَطعت مُتابعة اجتماعي الخاص دون مُقاطَعة القلق

أصلح أن أكون الرّجل الخارِق، رجُلها الخارِق

إلى الحائِط المُنضوي على المِصعَد لمحتُها متّكئة و الحقيبَة مُنسدُلة من أصابِعها العشر المُتراصّة.

افترضت أنّها تنتظرني و أثبتت أنّها كذلِك حينما وقعت عيناها عليّ صُدفة في ارتِفاعِهما عن الأرض و هتفت وازِفةً إليّ

" أخيرا ! ما الذي كُنتما تتحدّثان عنه ليستغرق كُلّ هذا الوقت، لقد أتيت بعدَك و انتهيت قبلك ! "

بعد أن دُست زرّ استِدعاء المِصعد أجبت باقتِضاب مُتابِعا تتابُع الأرقام على الشّاشَة أعلاه

" تطرّقنا إلى أمورٍ عدّة "

مالت عدستيّ سويّا إلى حافتيّ عينيّ تُطالِعانِها بينما سألتُ بتردّد افتعَله انعدام شرعيّة الحقّ

" لماذا ترتدين هكذا ؟ "

مطّت شفتيها إلى الخارِج في عبوس مُفضية شكواها، و كُنت لها مصغِيا

" أبي يتصرف بغرابة في الآونَة الأخيرة، هو يجعلني أرتدي ملابِس غريبة و يُجبرني على الذهاب إلى اجتماعات العمل، أظنّ أنّه يُريد تخلّص منّي و تزويجي "

في الأخير مطّت شفتيها إلى الأمام في عُبوسٍ حرّك مشاعِري، كُنت أحدّق بها باستِياء أجهل مصدَره، بالأحرى أتجاهله، لا يُمكنني تخيّل أنّها ستتزوّج يومًا ما، إذ أنّها ستستغني عن صداقتي حتما إثر غيرةِ زوجِها، من سيمسح لزوجتِه بالتسكّع مع رجُل آخر ؟

تبدّل الاستياء غضبا نعته لي وجنتيّ المُحترقتان، سيشرع البُخار في التصاعُد من مسامِ جسدي إن لم تُقفِل الموضوع

بعد أن احتوانا المِصعَد يُقلُّنا إلى الأسفل انجَرفت في الحديث مُفسّرة وجهة نظرها أكثر

" أنا لا أمانِع الزّواج فبعد تصميم الأزياء أحلُم بأن أطبُخ الغَداء لزوجي الّذي سيتناوله رغم طعمه السيّئ لأنّه يحبّني، ثمّ أمنحه قبلة قبل أن نفترِق عند مدخل المنزل "

قفزت مُشابِكة يديها بدرامية فيما ظللت ألتزم الصّمت

" أوه ، الفِكرة لا تبدو سيّئَة "

وضَعت يدَها على كتفي و عيناه الهلاليّتان تُطارِحان ثغرها الإبتسامَة

" لقد رسمتني في عيد ميلادي أريد أن أرى ما ستهديه لي بحفل زفافي "

بالتّزامن مع نُقطة النّهاية الوهمية الّتي حُبرت في نهاية سطري انشطر مصراعا المصعد، فنفضت يدها عن كتفي بعصبية

" لن أهديكِ شيئا، أيّا يكن موعِد زفافِك فأنا سأكون مشغولا، لن أحضر، إنسي الأمر "

حالَ بينها و بين الإمساك بي و إجباري على التفسير هرولتي السّريعَة و الكعب العالي الّذي ترتديه، لذلِك كُنت من يبرَح المكان أوّلا

***

صُداعٌ ناجِم عن قلّة النّوم يكاد يفتِك بدماغي، بيدي قلم رصاصٍ لم يخدِش الورَقة خُدوشا تستحقّ المُراجَعة حتّى، أنا في حالَة فقدان إلهام حاد، أجهَل كيف سأنهي التصميمات المُقرّرة عمّا قريب

كُلّما اختليت بنفسي بُغيَة إنجاز عمل أو محض الاختِلاء، صرعت أقوالُها رجُل الأعمال في داخِلي و فرَضت جوّها بسطوَة

هي حتمًا لا يُمكنُها الزّواج، لأنّها صديقتي وحدي فقط

فجأة اقتُحِم مكتبي بقلّة أدبٍ و تهيّأ لي مظهرها مُشابِه لمظهرِها الجذّاب في المَطعَم ليلَة أمس، بلوزَة بيضاء رسميّة بأزرار، تنورة سوداء قصيرة ، شعرُها مُتّخذٌ شكل ذيل حِصان و الغُرّة مُتناثِرة برتابَة فوق جبينِها، كانت تُمسِك مُغلّفا ما بلونِ بشرتِها، صافٍ مثله

لوهلة ظننتني أتخيّلها مِن فرطِ التّفكير بها و لو كان الأمر كذلِك لعزمت على رؤية طبيب نفسي، لكنّها و بابتِسامَة عريضَة تقلّدتها وهي تتحدّث بلا انقِطاعٍ مُواصِلة الاقتِراب منّي فنّدت ظُنوني

" مرحبا بيكي، بما أنّك لم تتصل منّي و لا مرّة قرّرت المبادَرة بالزّيارة لأنّني صديقَة رائِعة عليك المُحافَظة عليها "

حينما صبَت هيكَل المكتب جلست على حافّتِه بأناقَة مُفضيَة كفّها إلى سطحِه مُلقية بصرها إلى الوراء، كذا قِسمًا من جُزئها العُلوي

" كيف حالُك إذا ؟ "

استغنيت عن القَلم فوق الوَرقة، و استرخيت على ظهرِ الكُرسيّ مُفرِجا ما اقتَدرت عليه من اللّامُبالاة، كأنّ مجيئَها لم يُفرحني و لم يكُن ذا شأن عظيم، كأنّها لا تَعدو سكرتيرتي قيمَة

" بخير، ماذا عنكِ ؟ "

وسّعت الزّاويَة ما بين ذقنِها و نجدِها الطّويل، ترفعُه بأنوثَة طاغيَة باسِطَة حاجبيها حدّ انقِباض جبينِها

" أفضل مِنك "

أطرقت برأسي مُغترِفا شُربَة رمقٍ إلى جوفي عسى أن تُطفئ النّيران المُندلِعة فيه، ثُمّ ارتَكزت نظراتِي صُدفَة على المُغلّف الّذي تُسكِنه حجرها تعلوه يدُها الأخرى، و على الأغلب رصَدت هي التّساؤلات الّتي لم تعتب شفتيّ لتُقيمَه عن مثواه مسافَة انعِدام التّماس

" إنّه العقد الّذي سأذهَب لتوقيعِه بعد انتهاء زيارتي لك "

بَدت مُتحمّسة كيومِ وقّعنا العَقد سويّا، أفترض أنّه ثاني عقدٍ ستوقّعُه، مظهرها جعلني أبتسِم بتلقائيّة قبل أن ألتحِف ملامِح عمليّة مُهرّبا نظراتي من نظراتِها إلى الملفّ

" هل يُمكنني إلقاء نظرة عليه ؟ "

" بالطّبع "

مدّته باتّجاهي ففصلت ظهري عن الكُرسي مُلتقِطا إيّاه من أقربِ ناحيَة إليّ ثُمّ أودَعت ثقلي بين أحضانِه مُجدّدا، طالعتُه بتأنّي كأنّه يخُصّني؛ كانت الشّروطُ المُدوّنة عليه عاديّة، لا شيء مُريبٌ مُتعلّق به

في خِضم تسلّقي للسّطور هُبوطا بتركيز سألت

" من صاحِب سِلسلة المتاجِر هذه؟ لم يسبِق و أن قابلتُه أو سمِعت عنه "

" لقد قابلته بالفعل "

جوابُها ساق بصري نحوَ وجهها باستِغراب، إذ أنّني لا أذكُر شخصا بهذا الاسم و الوظيفَة و لستُ ممّن يتعرّضون للنّسيان !

" هُو ذاتُ الرّجل الّذي كِدت تُحطّم رأسه بالشّوكة ليلة الأمس "

استطردت بسُخرية كأنّه لم يفعَل لها أيّ شيء، أو ربُما مُنتشية هي بعد ما حلّ بِه انتِقاما من السّماء كما تظنّ، أيّا يكُن لم أعتقِد أنّها ستُوافِق على العمل معه، لقد تفاجأت

حشَرت الأوراق البيض ضِمن المُغلّف و حاجباي مُتراصّان

" لن تُوقّعي هذا العَقد "

تنهيدَة قصيرة الأمد انبجَست من شفتيها عقِبَها صوتُها مُلقّما بالصّدمَة

" لن ؟ هل أمرتني للتوّ ؟ "

كان خطأً غير مقصود في انتِقاء الصّيغَة و لم تُفسِح لي المجال حتّى أصوّبه، حيث مدّت يدها باستِنكار

" أعده إليّ "

نبست ببعضِ الرّجاء

" سأُعرّفكِ على أشخاص أفضل مِنه و أحسن صيتا "

ظلّت تمدّ يدها مُصرّة على استعادة الملفّ، كذلِك وَضعت المِلفّ على حِجري و عقدت ساعديّ أعلن التحدّي، حينَها أخفَضت يدها مُستفهِمة

" بيكهيون ما الذي تفلعه ! "

ببراءَة صدّرت الكلِم مُجيلا بصري في الأرجاء

" أستولي عليه بما أنّك ترفضين الانصياع بالّتي هي أحسن "

" توقّف عن المُزاح "

على ذاتِ وضعيّة جُلوسِها أمالت جُزءها العُلوي ناحيتي أكثر و رغم أنّ يدها ما كانت لتصلّ إلى الملفّ دفَعت الكُرسي أبعَد عن المكتب

هتَفت باستياء و هي تستكين عن تمديد يدِها

" ياه هل جُننت ؟ "

قضمت باطِن شفتي السُفلى لئلّا أضحك، فمظهرها الحاليّ ممتِع جدّا، انعِدام الردّ جعلها تقوم من مكانِها سائِرة باتّجاهي، عندما صارت قريبَة منّي التقطت الملفّ و حضنتُه إلى صدري حتّى لا تُغافلني و تحصُل عليه

نقرت هي الأرض بقدمِها في نفاذ صبر

" أعطنيه الآن، لا تكن طِفلا "

" لا أريد "

أغارت يداها عليّ لكنّني نجحت في المُحافظَة عليه أبعِده عنها كُلّما أوشكت أن تطالَه، لمحتُها تنفُخ على غُرّتها الّتي رفرفت بعض المسافة ثمّ استقرّت على جبينِها ثانية قبل أن تشرع في دغدغتي

قهقهت بقوّة و ذراعيّ في انفِلات، بصعوبَة تمالكت نفسي و لففت الكُرسي أعطيها بظهره، كما توقّعت هي لم تستسلِم، عنيدة و أنا أعند منها، برَحت مكاني و وسّعت المسافَة بيننا

لا أصدّق أنّني أخرجت لِساني

لحظَتها هي ابتَسمت و أرى بوضوح رغبتَها في تجعيد وجنتيّ بقبضتيها اللّتين انكمشتا بينما تكبح نفسها عن القفز، أجِد ذلِك مُهينا نوعا ما !

" أنتِ تتعبين نفسك، لن تحصلي عليه "

بعد ثوانٍ كانت مُهلَة الاستيعاب خلَعت فردَة حذائها و قذفتني بِها، لحسن الحظّ تمكّنت من صدّها بيدي

كانتِقام، قلبتُها رأسا على عقِب باحِثا بعينيّ عن دائِرة المقاسِ

" أهذا مقاس أنثى؟ "

رمقتُها بسُخرية مُردِفا

" روزا عليكِ الالتِحاق بالجيش "

رغم أنّ مقاسها مثاليّ بوضوح تورّدت وجنتاها في خجلٍ غطت عليه بصيحَة غاضِبة، مُقلّصة ما صنعتُه من مسافَة ركضا، عانَت قليلا بسبب الكَعب إذ كانت قدمُها المُحتواة في الحِذاء تصبو الأرض قبل الأخرى، ما يجعلُها تعرُج

سُرعان ما أفسَدت المشهد الّذي راقَ لي بخلعِها الحِذاء، اعتَدلت بالوقوف و أبطأت خطواتِها فأبطَأت أيضا

" يبدو أنّ عدوى السُّخف انتقَلت إليك من جاكسون "

تصنّعت التّفكير لبُرهَة أتّخذ من جانبي قِبلَة ثُمّ أُبْت إليها عازِما على سحتِ وجهة نظرها

" عاشرته لثمان سنواتٍ و لم تنتقل، أرجّح أنّها مِنك "

حينما أوشكت أن تُدركني رفَعت كُلّ غرض بيدٍ، حيثُ صار طولها عديم النّفع، ظلّت تقفِز باستِماتَة مُردّدة " أعدهما إليّ " عبثا، مظهرُنا كان كقطّة و مالكها، أعجبتني الفِكرة حدّ سلبي من أرضِ الواقِع !

لم ألحَظ أنّني كُنت شاردا في ملامِحها إلّا عندما هتفت بنَبرة مُتباكيّة تستعطِفني بأعين الجرو ذات اللّمسَة الأنثوية

" لقد هدّدني والدي بطردي إن أفسدت الأمر، هل تُريد أن أطرد من المنزل ؟ "

زحزحت عدستيّ من إغرائِها بعُسر متلعثِما

" أنتِ لن تؤثّري بي "

بشراسَة قفزَت عليّ، إحدى يديها مُتشبّثَة بكتفي و الأخرى تُحاول أن تصطاد المُغلّف

استَغرقت زمنا مديدا في هضم القُرب الّذي نحن عليه و تلقّن التصرّف مِثلها، كأنّه أمرٌ عاديّ، لكنّ الأخيرة كانت وعرَة عليّ للغايَة، كطريقٍ محفوفٍ بالأشواكِ، كُلّما سلكتُه ثُقِبت عجَلات عقلي لأعلَق ضِمنَه و لا عابِر سبيل يُغيثُني

كادَت تنتشِل المِلف جرّاء انخفاض يدي، لولا أنّني تدارَكت الوَهن الّذي حلّ عليّ بحُلولِها، أرفعها أكثر مُرمّما تّصدعات وجهي ابتِداءً من عينيّ المسبّلتبن

خفقاتي هي الوحيدة الّتي عجزت عن إلحاقِها بحاشيتي، كأنّ لقلبي مملكة متفرّدة بكيانِها و إرادتها، مستقلّة عنّي

حالما أنزلت ذراعيها مخطّطة لهجمة جديدة من زاوية أخرى كبّلت مُنتصفهما بذراعيّ، ألفّهما حولَها، حينها شُلّت حركتها و أنفاسها كذلك، ما عادت تصطدِم بوجهي مُسنّنة كحدّ السّيف

سُرعان ما انصهر تصلّبها و تهافتت أنفاسُها الدافِئة عليّ بانتظام، بخاطِري أمنية صغيرة، ألّا تبرح طوقي أبدا، كم سيكون رائعا

و بينما كِلانا يُطالِ الآخر بوعيٍ نازِف، بعفويَة همَست

" لن أطمئِن عليكِ و أنتِ تعملين رفقة مُتحرّش "

ضيّقت ما بين حاجبيها ثُمّ بسطتهما مُزامنة مع فغرِها محجريّ عينيها على وسعهما

" ما فعلتَه لم يكُن صدفَة ؟ "

هَرّبْتُ عيني الثرثارتين جانبا حتّى لا تشيا بشيء و تمتمت بارتباك جليّ

" ما علاقَة هذا بذاك ؟ "

نظرة خطفتها نحوها صوّرتها لي و هي في عنفوان ابتسامة عريضة

لم يمُرّ وقتٌ يُذكَر حتّى نغَمت بنبرة ناعمة طفولية الألحان و هي تحشر رأسها بصدري محكِمة وثاق ذراعيها حول وسطي

" هيون الخارق خاصتي "

نقلت يدًا إلى كتِفها و الأخرى على رأسها، قشعريرة لطيفة ظلّت تعبر أوصالي، ليت بوسعنا تبادل الأحضان هكذا دائِما بلا دافعٍ أو سبب، فقط لتجديد ما تُريقه أعباء الحياة

انفتحت ذاكرتي على مشاهد من تِلك اللّيلة،  ارتأيت أنّه لا ضير من منحِها قُبلة فكانت من نصيب جبينها

" بيكي لقد أتيــ . "

صوتُ مألوف أجفلني، و لأنّ الباب يُقابلني استطعت رؤيتها واقِفة بصدمة و نظراتها المبثوثة من عينيها الجاحظتين معلّقة عليّ

صدمتي كان أعظم منها إذ ركبت صوتي حينما نبست عاجِزا عن القيام بأيّ حركة 

" أمي ! "

- - -

رأيكم بالفصل !

بيكهيون !

روزا !

اكثر جزء عجبكم و ما عجبكم !

فصلت و أنا بكتب مشهد الشوكة 😂😂😂✋

شو رح يصير بعدما شافتهم الام 😎 ولا بيكهيون هيعرف يرقعها !

انتظرو الفصل القادم-ليس قريبا- ماظل بالرواية فصول كتيرة حتى تخلص، هتخلص -ليس قريبا- 😂😂

دمتم في رعاية الله و حفظه 💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro