
2|ومضَة سَعادة
هيك ضاهر عندكم البارت !!
اشتقت للايام يلي كنت نزل فيها كل يوم 😂😂😂😂
مزيج بين الحماس و الهروب من الواقع - الامتحانات -
تروح تذاكر اخيرا ، استمتعوا بالبارت ✌✌
- - - -
السعادة ليست باهضة الثمن كما يعتقد البعض و ليس من الصعب الارتقاء إليها ؛ السعادة بالنسبة لي في التعب الذي أتكبّده لأحضن حلمي ، في دموع القهر التي أذرفها كلّما تقرّبت خُطوة منه و دفعني عنه ، في اشراقة شمس صباح تُدغدغ بشرتي و تهمس لي نسائمها أن الليل و النهار مُتعاقبان كذا البُؤس و السعادة لأُسعد في الحين
لكل مفهومه الخاص فكما أنا قد نصّبتها مُرادفا لكلمة حُلم و مُتعة ، البعض الآخر قد يراها في شخص مُعين ، أو في مُجرد الاستيقاظ و مُشاهدة الشروق و الساعدة الغامرة تكمن في الأشياء البسيطة ، يا ما قابلت أُناسا أُغدِق عليهم بالمال لكنهم كانو من أتعس الخلق ؛ الحياة تُعطينا أشياء و بالمُقابل تأخذ منّا أخرى ، قد تختار ما بين الصحة ، العائلة و الذكاء .. لا أحد يحق له منعها من المُقايضة فالأسواق أيضا بيع و شراء ، لن تُشبع معدتك الجائعة ما لم تدفع .
هُناك نوع من الأشخاص السوداويين و هم أولئِك الذين يركضون في هذا الكون الفسيح بدون أن يعلموا ما هي وُجهتُهم ، أُشفق عليهم كلّ الشفقة فإما قد تجدهم يضيعون أوقاتهم فيما لا ينفع و ضمائرهم تضغط عليهم و تُنغص مُتعتهم و إمّا هم مُصغون إلى ضمائرهم التي تأسِرهم في صندوق يقتصر على الدراسة ، العمل ، ثمّ النوم الوجيز .
أنا لست شخصا سوداويا ؛ أفضل التفاؤل و الابتسام حتى و إن كُنت واقعة في موقف لا يُحسد عليه ، الحياة كثيرا ما تسرد علينا نِكاتها السمِجة و لأتملّقها كي تمنحني علامات جيّدة أضحك عليها بتكلّف . فإن لم تنطلي عليها الحيلة أكون قد نفّست عن قلقي و اتّخذت من الضياء موطنِا لي لا يمسّ قلبي فيه ضرر جسيم .
هبطت طائِرتي القادمة من نيويورك في مطار سول منذ أقل من ساعة ؛ كُنت قد قضيت أجمل أسبوع في حياتي ، أسبوع جعلني أرى كم أصبحت قريبة من حُلمي في أن أصبح مُصمّمة أزياء معروفة ، كنت من الأوائل في الجامعة و مُنحت مِنحة لأحضر أسبوع الموضة الذي أقيم في نيويورك ، عرضت تصاميمي تحت عُنوان ' مُهرّجة الحياة ' لبعض المُصمّمين المشهورين هُناك _ بعُسر _ و قد لاقت إعجابهم ، حصلت على بطاقة عمل أحدهم و أخبرني أنه سيُسرّ بتوظيفي لديه ، لكنّي رفضت ، أنا أريد أن أصنع ماركتي الخاصة لا مُشاركة أحدهم ، أُصبح مُتملّكة حينما يتعلّق الأمر بحلمي ، أنا أريده أن يُحلّق بي في سماء النجاح وحدي لا أن يحمل غيري معي ، من يعلم يُمكن أن يجعله ثِقله ينفجر بنا فنسقط !
إستقلّيت سيارة أجرة إلى مطعم جونغ إن حيثُ اجتمع زُملائي القُدامى ، بصراحة تفاجأت عندما اتّصل بي ليو و أخبرني عن فكرة المُعلّمان ، بعد كُلّ هذا الوقت ؟ ، وافقت في الحين لأنني أحبّ الحفلات المُكتظّة ، الموسيقى ، الرقص و كلّ ما يشتهيه قلبي ، طوال حياتي أنا لم أحرم نفسي من المُتعة حتى و إن كان الأمر يعني إهمال دروسي و واجباتي ، شخص حالم يحتاج الكثير من الطاقة ليقطع السبيل المُضني و غذاءه الوحيد هو البَهجة التي لا يمنحها سوى الأصدقاء و الخرجات .
جلست بين ليو و هيوري أعزّ صديقان لديّ و انجرفنا خلف أيامنا الخوالي نُلاحق ذكرياتِها بكلّ غِبطة ، كانت حُلوة لأنهما كانا معي ، وقتها تقاسمنا الكثير من المرح ، الأسرار ، المُخطّطات الشيطانية و المُذاكرة – بالإسم فقط – التي كانت تحشُد كثيرا ممّا سلف و القليل منها ، بل و كنّا نتبرّأ منها أحيانا ثم نلقي اللوم في تردّي علاماتنا على الأساتذة المساكين .
ما إن تُداعب ذكريات الماضي أوتار ذاكرتي حتّى أتطرب لها و أُحصر في عالم وردي لا مثيل له ، أيّام الثانوية كانت لا تُنسى رغم الضّنك و الآلام التي أمطرتها عليّ الحياة مِدرارا . كأيّ مرحلة من حياة الإنسان لم تخلو المُراهقة من الانكسارات الحياتية ، البُؤس ، الضياع و الضغوطات لكنّها لم تبخل عليّ بالمُسعفين الذين هُم أصدقائي الحقيقيين ، كنّا إذا ما تعرض أحدنا إلى ضائقة كان له الإثنان الآخران ذاراعا أريكة مُريحة تُسنده إلى أن يستجمع شتاته ، لم أُحسّ حقّا بالشقاء و اللوعة الذان كان يُفترض أن أحسّ بهِما بفضل الأشخاص المُهمّين في حياتي.
لم أتوقّع أنني سأراه هُناك ؛ تعرفت عليه حالما وقعت عيناي فوق عينيه الفراغيّتين ، هو لم يتغيّر و لو قيد أنملة باطنا ! ، أستطيع التخمين بمُجرّد التعمّق في قراءة نظراتِه ، أما ظاهريا فقد أصبح جسده أكثر خشونة ، عرُض منكباه و حدّت ملامح وجهه ، غيّر تسريحة شعره أيضا إلى أخرى مُتماشية مع هذا العصر و مع طبيعة عمله ، كانت ثاني ما لاحظته بعد عينيه ، خُصلاته المفروقة جانبيا من اليمين و بعضها مُنسدل على وجهه من الجهتين ، في الماضي كان يُسدله على وجهه ببساطة . هو أصبح وسيما حرفيّا
و قد أخطأ في تهجئة اسمي ، و أبى الإعتراف بخطئه ، تلاعبت به فقط ، كُنت واثقة أنه تذكرني ، من ينسى شخصا مُتطفّلا لم يعر لوجوده اهتماما مذ صار زميلي بالفصل و في آخر يوم قبل التخرج خاطبه و كأنه صديق مُقرّب .
فليشهد الله أنّي حاولت التقرّب منه حين لاحظت أنّه يُجالس الفراغ وقت الإستراحة و طوال الوقت مُنهمك بكُتبه ، خريطة مساره اليومي من البيت إلى المدرسة ، و من المدرسة إلى البيت لكنه كان دائما يتجاهلني ، سئِمت بالطبع ثمّ أنا كان لديّ ما هو أهم من مُعالجة توحّد الآخرين !
" إذا بيكهيون ، كيف كانت حياتُك ، الجميع هُنا يشعر بالفضول "
خاطبتُه و فمي ممتلئ بالطعام ، كُنت جائعة جدا إذ أن دعام الطائر لا يُسمن و لا يُغني من جوع ، الجميع أبدى المُوافقة على دعوتي إلّا بيكهيون الذي رمقني و كأنه يُمزّقني بداخله
" ما الذي تُريدون معرفته تحديدا ! "
سأل بفكّ مُتشنّج دلالة على استياء و حرّك بصره بيني و بين الرؤوس الأخرى ، فكرت بتمعّن في موضوع شيّق يُخرجه من ردوده المُقتضبة و الأهم أن يكون بعيدا عن العمل ، أراهن أنّه سيستهلك كلّ سهرتنا الجميلة إن فتحتُه الآن
" حياتُك الشخصية بالطبع ، هل تزوجت ؟ "
رمقتُه بأعين بحجم البالون غير أنها لم تُحقن هواءً بل فضولا بحتا ؛ ليو ذو الأعين الناعِسة غمز لي بمكر و كذا فعل بوم سوك الرجل الذي تهكّم على زلّة لساني ، بالطبع أعرف الفرق بين الإثنين .. أردت اقتلاع أعينهما لأنها تسيء فهمي و تحثّ الجميع على ذلِك فها قد سُلطت الأضواء عليّ
في تِلك الأثناء بيكهيون كان يُحاول ابتلاع صدمتِه ؛ ما الذي سيحدث له لو انتقلت لطرح أسئلة الكِبار؟ ، بديهي أنه غير مُعتاد على أجواء اللعب و المُتعة
بعد بُرهة من الزمن أومأ مؤكدا ثمّ استل الجواب اللفظي بهدوء " لقد تزوجت منذ عامين "
تعالت صيحات التهنئة في المكان و بعضها ضمّت الاستهجان ؛ شعرت بالإنتشاء لأن أحلام الصغيرة ميرا تحطّمت .. أخذ الجميع يتهامسون على وضعيتهم العاطفية ما جعل المعلم جون وو يوجّه السؤال للجميع
" هل من مُتزوّجين هُنا ؟ "
عشرة من أصل خمسٍ و ثلاثين شخصا قاموا برفع أيديهم من بينهم بوم سوك ؛ و أنا .. أنا عزباء ، فعلتُها عمدا لأتحرّى عن توقعاتهم بخصوصي . ساد صمت كاسد يضجّ بالنظرات المُستغربة كأنّي أخبرتهم للتوّ أنّني رشّحت نفسي للرئاسيات القادمة !
المدعوة ميرا كانت من بين الأوائل الذي شرعوا في إبداء تعابير السُخرية
" قد أصدّق كذبة أن أسود القرن الحادي و العشرين صارت عاشبة و لن أصدق أنكِ تزوجتِ قبلي ، بل تزوجتِ "
" رأيي من رأي ميرا "
جاكسون صديق بيكهيون الذي اعتاد أن يُزعجني في الماضي قهقه ساخرا هو الآخر ثمّ ارتشف من مشروبه و ها قد ظهر المزيد من المُعارضين ، عدد جعل فكّي يسقط من صفحة وجهي ، حتّى بيكهيون ! .. هو لم يفُه بذلِك لكنّ ابتسامة تهكّمية أومضت في وجهه قبل أن يعود باردا مُجددا .
خبّأت انزعاجي بشكل جيّد تحت ابتسامة زائفة و هيئة واثقة ثمّ لدغتُها بلساني
" و لماذا لن أتزوج ؟ ، مفاتني أكثر إغراء من مفاتنك ميرا ، على الأقل لستُ أرتدي حمالة صدر مُضاعفة الإسفنج ! ، أو رُبّما اثنتان من يدري "
انصرفت لتناول طعامي بعد أن أعلنتني الفائزة بجدارة ، بقية الحضور كانو مُنشغلين بتحديد مدى صحّة ما قُلتُه و البعض لم يُعجبه استحضاري أمرا خاصا كهذا ، لم ينصرم وقت طويل حتى ردّت بسُخرية كأنها لم تتأثّر البتة
" لا أرى هذا الذي تُسمّينه مفاتنا ؟ ، أين هُو روزا ! "
اتجهت أبصار الجميع تقيس حجم صدري و تُقارنه بها ، صوت الندغ الذي رصدته أذناي لم يُشعرني بالرضى .. ليو و هيوري اللذان يُفترض أنهما صديقاي كانا يُجاهدان الضحكة جِهادا ، ما ذنبي إن كان قميصي فضفاضا مُحتشما !
" انّهما كحبّتيّ بازِلّاء "
أتاني صوتُها بسُخية جهنّميه أوقد في نفسي الغضب رغم أنني من بدأت ؛ نحن لا نُطيق بعضنا منذ الثانوية و بيننا العديد من المشاكل و تاريخ عريق من المقالب .
" قوية ميرا ، كيف سترد عزيزتُنا روزا على انتقاد كهذا ! ، هل سيدوم صمتُها طويلا لا أعتقد ، ها هي ترفع أكمام قميصها أنصح الجميع بالانبطاح تحت الطاولة و إلّا ستكون النهاية مأساوية ، شد الشعر ؟ ، هل ستُحيي الماضي ؟ "
بوم سوك ظلّ يُقلّد المُعلّقين في مُباريات كُرة القدم بدون ملل و لم يُهمل أيّ تفصيل ، كنت أفكر في القيام و البدء بشدّ شعرها بالفعل لكنني صِرت كبيرة على ذلِك فاكتفيت بالتهكّم
" معي شريط القياس ، هل تودّين المُنافسة ؟ ، بالطبع عليكِ ارتداء حمّالة صدر عادية "
قضمت شفتي بانتصار و أنا أراقب ثِقتها تنهار ؛ لقد كنّا بنفس فصل السِباحة و قد لاحظت الفرق .
" مُعظمنا شباب هُنا ، ألا تجدون الأمر مُحرجا ! "
بيكهيون أفسد مِزاجي بمُداخلته التي صبّت في صالِحها على ما أعتقد فأنا من بدأت ؛ نفخت على وجهي بغضب و شرِبت من النبيذ مُتجاهلة انتقال عدوى الإبتسام إلى ميرا . لم يكُن الحديث مُحرجا على الإطلاق بل هو المُتحفّظ هنا ، لقد اعتدنا مُطارحة مواضيع أكثر خصوصية و نحن في الثانوية !
حين طوت الدقائق على ذلِك الموضوع الذي كاد أن ينتهي بشجار طاحن ، التفت إلى بيكهيون الذي كان يشرب العصير بملل و على حين غُرّة منه بادرت
" أراهن بحياتي على أن زواجك مُدبّر "
نفث بعض القطرات خارج فمه مُتفاجئا قبل أن يُتمتم " آسف "
عمّ الصمت و كُلّهم آذان صاغية تترقّب الجواب بلهفة ؛ هو حقّا مِحور اهتمام الجميع الليلة لكن لِحُسن حظّه جلجل صوت أقدام صرف انتباهنا عنه إلى الواء ، كان جونغ إن الذي لم يُوفّر ثانية في التذمّر و هو يمشي نحونا
" اللعنة على العائلة ، هل تصدّقون أن والدي هددني بسحب بطاقة الائتمان إن لم أرافقه إلى حفلة شريكه الجديد ؟ ، و بالطبع كي يُعرفني على ابنته .. لقد ضحيت بالكثير في سبيل الحضور "
تريّث بجانب ليو و ارتشف النبيذ الذي كان يحتضنه كوبه دفعة واحدة ثمّ سأل
" هل فاتني الكثير ؟ "
" كُنا بانتظارك حتى نبدأ الحفل "
دخل بعده ثلاث رجال اثنان يحملان مكبّر صوت و الآخر مشغّل المُوسيقى ، قامو بنصبها في نهاية القاعة بعيدا عن الطاولتين و انصرفوا
نصف الموجودين قاموا للرقص و انا من بينهم ، استمتعت كثيرا بتبادل الاهانات مع جاكسون و اغتياب البعض في أذن هيوري ، أوّلهم بيكهيون الذي لم ينجح أيّ مخلوق في اقناع على الرقص . كان يعقد ساعديه مُتجهّما كأنّ الطيور تنقر من رأسِه !
تدافعت الدقائق و بدأ الزُملاء يُغادرون ، فمن هم من ينتظره غدُ عمل شاق و من هم من لديه انشغالات أخرى ، غادر المُعلّمان أيضا و المُزعجة ميرا التي تلقت اتّصالا ما ، بعد مضيّ ساعتين بقي عشر أشخاص فقط .
حان الوقت أخيرا لنبدأ اللعب ، لعبة الصراحة التي كانت تقتصر فقط على القاء الأسئلة ارتقت إلى مُستوى آخر بإضافة إلى المشروب .. سهلة للغاية ، على الجميع أن يملؤوا كؤوسهم بالنبيذ ، نجعل القنينة في المنتصف ثمّ نلفّها لاختيار السائل الذي سيختار بدوره من سيسأل ، إن رفض الأخير الإجابة عليه أن يشرب .
بعض الأشخاص الذين كانو في الطاولة الأخرى انضمّوا إلينا و صِرت أجلس قُبالة بيكهيون مُباشرة ، لقد تم ارغامه على تضييع المزيد من الوقت لذلِك ازداد تجهّما
و وقع الاختيار عليّ ، سُعِدت كثيرا لأنني سأوّل من يفترس بيكهيون .. تظاهرت بالتفكير بينما أمرر عدستي بين وجوههم و لمحتُه يشيح برأسه ، هو لا يرغب حقا في أن يتم سؤاله .. لقد استل المعلّم الكثير منه بالفعل
" بيكهيون "
" لماذا أنا ؟ ، هناك الكثير ثمّ نحن لسنا مُقرّبان ! "
هتف مُتذمّرا و شحذني ببصره ؛ حثّني على سحب اسمه و البقيّة كانوا يحثّونني على المضيّ ، لم أعتبر برأي أحد فقد سبق و قرّرت
" بما أنّها البداية سيكون سؤالا سهلا ، ما الذي تضعُه كصورة شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي "
" ما هذا السؤال روزا ؟ "
هيوري لكزنتي بكتفها و جونغ إن زفر باستهجان
" أنتِ مملّة حقّا "
" هيّا اعترف ، أهي صورة زهرة ؟ ، صورة الغروب ؟ ، الشروق ؟ ، حِصان ؟ "
ألحّيت في السؤال و جسدي يميل عفويا إلى الأمام ، ذلِك ما يحدث معي عندما أتحمّس ، جاكسون صار يُقهقه بقوة و يضرب قدميه في حين احمرّ وجه بيكهيون . أظنّ أن الجواب لن يكون أفضل من اقتراحاتي السابقة وهو ما توحي إليه شخصيّتُه
" بُرج إيفل "
أجاب باحراج ليضحك الجميع بقوّة ، توالت الأدوار ، سُئِلتُ كثيرا و شربت أكثر ، تِلك الفوهة لماذا لا ترسو مُشيرة إليّ ، بعد عشرة أدوار وقع الاختيار عليّ أخيرا و كان نفس خياري الأوّل
" هل كانت مرّتك الأولى مع زوجتِك "
" من حرّضكِ عليّ بحق الجحيم ؟"
هسهس يصرّ أسنانه بغضب ، أظنّ أنني تجاوزت الحدود لكنّ الشباب أيّدوا سؤالي و ترقّبو ردّه ، كما توقعت هو لم يفعل و شرب كأسه .. مُمِلّ
End pov
Baekhyun's pov
أنا أريد قتلها حقّا ؛ منذ أن أتتت و هي تتعمّد إحراجي ، جعلتني أعود بذاكرتي عشر سنوات إلى الخلف أتذكّر ما إن كُنت قد أخطأت معها في شيء .. بعد آخر سؤال طرحته عليّ تناولت المشروب الذي كان أمامي و خرجت لأستنشق هواءً نقيّا ، توقّفت في بداية الدّرج و استندت إلى السور أشاهد السّماء المُظلمة
ما هي إلّا فترة وجيزة حتّى نده عليّ احدهم بصوت خافت مُستحي
" بيكهيون ! "
استدرت و رمقتُها بضجر ، لا أصدق أنها لحقت بي إلى هُنا ! ، كُنت سأفسِد علاقتي السطحية بها قبل أن تسبقني إلى المُبادرة
" آسفة لأنّني جعلتُك تشعر بالسوء ، لم أقصد .."
ابتسمت بتوتّر ثمّ تابعت و هي تقترب من مكان وُقوفي " حسنا أنت تبدو شخصا لا يتقبل المُزاح رغم ذلِك واصلت إزعاجك ، أنا لا أمتلك أيّ ضغينة تجاهك يُمكنك سؤال أصدقائي ، أرجو أن لا تُكن الضغينة لي أيضا "
صارت واقفة أمامي تنظر إليّ برجاء ، نُقطة ضعفي هي أعين الجِراء اللامعة تِلك خاصة و إن كانت تمتلِك لونا ساحرا ، عندما أدركت أنني حدّقت فيهما بما فيه الكفاية حمحمت مُشيحا بصري عنها
" حسنا "
شزرت إليها خلسة و لمحتُها تبتسم برضى ؛ ابتسمت بخفة أيضا و استسلمت للصمت ، أنا شخص هادئ بطبعي ، في أحيان كثيرة أريد التحدث لكن لا أعرف كيف أبدأ
" إذا يا رجل الأعمال الشهير أخبرني "
كسر صوتُها الذي جاء عاليا الصمت ، عندما نظرت إليها أردفت مُستفهمة " هل استحوذ عليك العمل أم أنك استحوذت عليه ؟ "
زفرت بارهاق و أجبت
" أظنّ أنه من فعل "
لم أجد من داعي للإخفاء فالجميع يعلم أنّ حياتي مُتضرّجة بالعمل ، لا أمتلك الوقت حتّى لنفسي
" اوه إذا تعترف أنني كُنت مُحقّة ، لا داعي للإطراء أعلم أن مكاني في الولايات المُتّحدة الأمريكية ،لقد وُلِدت هُنا بالخطأ "
نفضت الغُبار الوهميّ عن كتفيها بمرح ليعم الصمت بعدها ، كُنت أتساءل عن المكان الذي تأتي منه بكلّ تِلك الطاقة و القدرة على التعامل مع الجميع ؟ ، بالكاد أحافظ على علاقة جيّدة مع ثمان أشخاص !
" ما الذي تفعلينه للإستمتاع ؟ "
سألت باهتمام و ناظرتُها أترقّب الإجابة عسى أن تُغيّر من روتيني شيئا
" الخروج عن المُعتاد ، تجاهل الالتزامات و اختراق القوانين "
أطرقت رأسي في حيرة من أمري ، بصرف النظر عن الثانية و الثالثة الأولى تبدو مُتاحة لي ؟ ، الخروح عن المُعتاد ليس أمرا صعبا
" لقد عادوا للرقص ، هل تريد المُشاركة ؟ "
بحماس قاطعت خلوتي التي كانت في وقت خاطئ ، رقتُها بأعين جاحظة و الرفض يتسلّل ليستولي على تعابيري
" هيّا يُمكن اعتباره خُطوة للخروج عن المُعتاد "
أمسكت بذراعي و سحبتني إلى الداخل على عجل ، هل قُلت أنّ الخروج عن المُعتاد سهل ؟ ، أسحب كلامي .. واصلت الإجهار برفضي لكنها كانت مُصرّة .. سكنّا في المُنتصف حيث كان الجميع يرقص بعشوائية و بجنون ، مُعظمهم ثمل
جاكسون كان مُستمتعا مع هيوري و ذلِك ليو قذفني بنظرات لم أرتح لها ! ، روزا فرقعت أصابعها أمام وجهي تُخرجني من شرود قبل أن تهتف " هُزّ مؤخّرتك سيد بيون "
راحت تُقهقه بهيستيرية و هي ترقص مع الإيقاع ، لم تكن بذلِك السوء . وجدت نفسي أمام خياران إما البقاء واقفا كالأبله أو أن أهزّ مؤخّرتي كما قالت .. كِلاهما مُحرج لكن الشّباب الذين يرقصون بلا قواعد و خارج الإيقاع حفّزوني على الثّاني ، لا بأس التصرّف بجنون في خضمّ جو جنوني ، من سيلحظُك ؟
" هيّا "
" أخبرك من الآن ، أنا فاشل في الرّقص لذلِك لا تضحكي "
أعتقت نفسا مُتفحّما من شدة التوتر و سلّمت جسدي للأغنية الصاخبة راجيا أن تُحسن العناية به ؛ حاولت تفادي نظراتِها و قهقهات جاكسون الذي ما فتئ يشير إليّ بسبابتِه غير مصدّق أنني أرقص ، هي حتما مُعجزة لتجعلني أقدم على هكذا تصرّف أرعن
" أنظر إليك ، أنت ترقص بشكل جيّد .."
صنعنا تواصلا بصريا و نحن نرقص بلا قيود ، شكرتُها بصمت لأنّها قامت بإضفاء بعض المُتعة على يومي و أشعرتني بالسعادة و الحياة ؛ لست قادرا على القيام بأمر مُماثل كلّ مرّة ، أحتاج العديد من الأشخاص اللحوحين في حياتي ، أشخاص يُتقون فنّ تضييع الوقت ، كجاكسون و روزا.
****
وصلت إلى المنزل منتصف الليل ، لم أكن أرى سوى الطريق المؤدّي إلى الغرفة ، السرير و الوسادة .. مونبيول زوجتي كانت بانتظاري في غُرفة الجلوس ، أنفقت عليها كلمة " مرحبا " و أكملت السير ، تِلك المجنونة استنزفت طاقتي ، أشعر بالألم في عمودي الفقري و في قدميّ .. إلــهي أتحدث و كأنّني عجوز عُمره قرن !
مونبيول لحقت بي و اغترفت وجهي بين يديها بقلق
" بيكهيون هل أنت بخير ؟ "
" سأكون كذلِك بعد أن أنام "
أجبت و قد تمكّن الإنهاك من صوتي ، طبعت قُبلة صغيرة على خدّها و ولجت الغرفة ... غيّرت ملابسي في الحين و رميت جسدي المُنهك على السرير ، سأستحمّ يوم غد فقواي خائرة
قبل أن يرفّ لي جفن تذكرت أن جاكسون حدّثني عن بعض الوثائق و نحن في السيارة ، قال أنه أرسلها لي على الفيسبوك ، أحضرت اللابتوب الذي كان موجودا في مكتبي و عُدت لأستلقي واضعا إيّاه في حِجري، عندما فتحت حسابي بقيت أنظر إلى صورة بُرج ايفل ، ما الخطب معها ؟
و بينما أنا أقوم بتحميل الوثائق التي أرسلها جاكسون لاحظت أنه قد وصلني طلب صداقة جديد و رسالة أودعت في طلبات المُراسلة ' أخرى '
بمحض الفضول فتحتُها
≪ مرحبا سيد بُرج ايفل ، هل استمتعت بالرقص ! ≫
لوهلة اعتقدت أنه أحد المُطاردين ، لكن بُرج ايفل و الرقص معلومتان لن يستخدمهما الكثير في القاء التحيّة .. تِلك الفتاة لا تُصدّق ! ، أهي طريقة جديدة للحصول على معلومات اتّصال أحدهم ؟
≪ المُشعّة ! ≫
أرسلت بعفوية ثمّ سارعت أصحّح زلّة يدي
≪ أقصد روزا ! ≫
≪ شبحُها سيُطاردك إن لم تقبل طلب الصداقة حالا ≫
حسابي نظيف تماما من الغُرباء و عدد الأصدقاء الموجودين فيه لا يتجاوز العشرة ؛ استغرقت بعض الوقت في التفكير و قُمت بقبوله
كنت انقر على لوحتها المفاتيح بصدد اخبارها انني سأخلد للنوم لكنها بعثت لي صورتان حصان ، شروق و العديد من الوجوه الضاحكة
≪ أه ، بطني ، فليوقفني أحدكم عن الضحك ≫
كانت صورا استخدمتُها كصورة شخصية فيما مضى !
= = = =
رأيكم بالبارت !
الرواية سخيفة اتحملوني الامتحانات تخليني فتش عن اسباب لاضحك 😂😂😂😂
😂😂😂😂 المهم انا متت لما كنت اكتب مقطع الفيسبوك ذكرني لما كان التطبيق جديد و اول صورة شخصية حطيتها سنة 2012 كانت لكاترينا كيف 😂😂😂😂😂😂😂
اتحفوني باول صورة فايسبوك 😂😂😂😂
دمتم في رعاية الله حفظه 💞💞
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro