Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

هولدرا (الفصل الواحد والعشرون)

السلامو عليكو
كيفكم احوالكم اموركم الوانكم، وحشتوني خالص مالص فالص

هل شعرت يوما بأن الله منحك طمأنينة عميقة لدرجة ان الاحداث السيئة لم تعد مجدية لتحزنك؟
_مساحة لذكر الرب_

فيوو وصلنا البارت عشرين بسلام
والان يلا نبدأ
•••••••••••••

كانت تنظر للأعلى بفم مقوس ليدل على عبوسها، فهي لا تعرف ماذا تفعل تحديداً في هذهِ اللحظة.. وكأن شعور الندم اخذ يتسلل ببطئ إلى قلبها لتشعر بالأنزعاج من تسرعها

- رودينا!
سمعت صوت لاهث من خلفها لتستدير بأستغراب وتحدق بلانسولت الذي لحقها، ولا يبدو انه جيد في الامور البدنية فهو قد استند على ركبتيه بتعب وكأنه ركض دهراً.

لا تعلم لما لحقها الان ولما هو مُصر على ارجاعها على الرغم من انها لا تريد ذلك، لكنه لم يترك لها فرصة للكلام فرفع رأسه بتعابير مؤنبة وقد اردف بعصبية:
- بجدية ماهذهِ السخافة! انت تتصرفين بطفولية، على الاقل اتركي لي مجالا حتى اكمل كلامي قبل ان تهربين من هنا وكأنك كنت تنتظرين هذه الفرصة للتخلص مني.
تنهد بأنزعاج واقترب منها. اما هي فزمت شفتيها دون ان ترد وبقت تحدق به ليكمل كلامه
- لا داعي لتصرفك هذا فأنا بالنهاية لم اخفي هذا العمل إلا لصالحك، اعلم أنك منزعجة لأنني لم اخبرك عن هذا الامر سابقا وتصرفت وكأنني شخص جاهل لكن لم افعل هذا بأرادتي فكان علي ان اتصرف بهذه الطريقة لأجعل الامور تمر بسلام.

قطعت كلامه قائلة بأندفاع
- لا داعي لتصرفي هذا! بحق الرب الا يكفي ما مررت به من مشاكل لتأتي وتقول لي بكل بساطة ان والدتي من طلبت منك فعل هذا! الا تعلم انني حتى لم ارى والدتي قبلا لانها تخلت عني لتحمي البشرية ثم في النهاية اعرف انها كانت معك لتتفقون على امور لا اعلم ما فائدتها!
كانت تتكلم بنبرة عالية وكأنها تخرج ما يحمله قلبها من اسى، هي تعلم ان والدتها قد تخلت عنها لتحمي البشرية لكن لما تعرف الان انها كانت مع لانسولت لتطلب منه، كان عليها ان تطلب من خالتها لا من شخص غريب يعيش في جوف الارض.

- رودينا، لا تتكلمي دون ان تعرفي السبب، اخبرتك انني لا استطيع ان اتكلم الان عن هذا الموضوع حتى يحين الوقت المناسب لذلك تصرفي بعقلانية ودعي الانانية بعيداً، ليس وكأنني كنت امرح بأخفاء الامر عنك..
ضيقت عينيها بأتجاهه ولم تعرف ماذا تقول، فهو بوضوح لا يريد اخبارها عن هذا الامر وكأنه احد اسرار الدولة المهمة، حاولت تهدئة نفسها واعادة ترتيب الافكار في عقلها حتى تنتقي سؤالا جيداً لتوضيح الامور.

- هذا يعني انك كنت تعلم سابقا بأنني سأحصل على قوة الارض..مهما يكن فأنا اظن ان لديك يد في امر حصولي على هذه القوة.
همست في اخر كلامها بنبرة منخفضة لم يستطع سماعها
- نعم..لكن الامر معقد نوعا ما.

- مُعقد؟ ولهذا السبب انا اتسائل لما والدتي اعطت هذه المهمة لشخص من الأرض المجوفة.
فبوضوح ان سكان الارض المجوفة يكرهون البشر كرهاً شديدا، فلماذا يقوم هذا الشخص بفعل الامر المطلوب منه بكل جوارحه؟
- حتى لو كنت اعيش في الارض المجوفة، لا يعني هذا انني انتمي إلى سكانها او إلى افكارهم.
لم تفهم رودينا ماذا يقصد بكلماته، الا يعد واحدا من سكان الارض المجوفة؟ ام هو بشري قد عاش هنا؟ طردت الفكرة الثانية من رأسها فمن المستحيل ان يكون بشريا. فلم يُخلق من طين بالنهاية..

لا يزال امره غامضا جداً فهي بالكاد تعرف عنه شيئاً، وعلى الرغم من ذلك يتصرف معها وكأنه يعرفها منذ وقت طويل، لم تعلم رودينا اي طريقة تتعامل بها معه، فهل تثق به وتعتمد عليه او تتركه خلفها؟

- لا داعي للقلق ليس وكأنني سوف اخطفك، حتى لو هربتِ مني لن تجدي مكانا اخر لتعيشي به بسلام، فسكان الارض المجوفة لن يدعو بشريا يعيش بينهم.
ثم استدار ليرجع الى الطريق الموصل لبيتهم، ضغطت على يديها وعضت شفتيها بتفكير فليس لديها خيار اخر غير الذهاب معه.

مادامت والدتها وثقت به وهو يعرفها فهذا يعني انه شخص مختلف عن الاخرين..على مايبدو..

اخذ يسير امامها ويتكلم لكنها لم تكن تستمع لأن عقلها مشغول بالافكار،وهي مصرة على معرفة الحقيقة، حتى لو لم يخبرها لانسولت هي من ستكتشفها.

مرت تلك الليلة بببطئ فرودينا كانت تنتظر العجوز الغريب في حلمها حتى تسأله عن امور كثيرة، لكنه لم يظهر. لا تدري لماذا عندما تحتاجه يختفي هكذا. ياللخبث.

اما في الصباح فحاولت رودينا الاستيقاظ مبكرا حتى لا تواجه لانسولت وحزمت اغراضها لتخرج من المنزل بسرعة مع فاكهة صغيرة تسد جوعها، لا يزال الوقت مبكرا لكنها تحاول الوصول الى القصر سريعا لعلها تستفيد وتصلح الامر مع فولكان حتى لا تواجه المشاكل في الطريق.

وعندما وصلت ابتعدت عن اعين الحراس ووقفت بجانب الجدار العالي في منطقة مخفية واخرجت كتاب كوفين لتمتم بتعويذة تفتح لها طريقاً عبر الجدار.

كانت تتصرف بكل اعتيادية ليس وكأنها اجتازت القصر الملكي بكل بساطة وبطريقة غير قانونية وكأن هذا قصرها، وبوسط تزاحم افكارها رفعت رأسها لتلمح من بعيد فولكان، وكان يقف بجانب فرس اسود ويتكلم مع الملك امام بوابة القصر، ويبدو وكأنه مستعد للخروج حالاً.

- هل انا منسية!
قالت بنبرة منزعجة غاضبة واخذت تقترب منهم بسرعة لينتبهوا لها اخيراً، وقبل ان يتكلموا اعترضت هي:
- هل سيغادر من دوني؟ الم نتفق ان نذهب سوياً!
كانت نبرة عدم التصديق تحتل صوتها وكأنه تم خيانتها بكل حقارة، هي حتى نست تحية الصباح 

قهقه الاسد الابيض بخفة ونفى برأسه
- كلا، هنالك فرس لك ليضاً لم ننساكِ.
ثم اشار للخدم بأحضار الفرس، لم تهتم رودينا وفكرت بأن الملك يتصرف معها بلطف عكس الباقيين، هل هذه طبيعته ام انه ينوي على فعلٍ مشين؟

- لا تتعب نفسك جلالة الملك، فأنا متأكد انها لا تستطيع ركوب الفرس حتى.
عرفت صاحب النبرة الاذعة ولم تلقي له بالاً، فهي حقا لا تعرف امتطاء الفرس لكنها تمتلك حلاً، فلا شيء مستحيل عند رودينا.

وقبل ان تركب الفرس ربتت على ظهره واخرجت بيدها الاخرى كتاب كوفين دون ان ينتبه احد لتمتم بتعويذة سريعة جعلتها تشعر بالخفة، لتصعد الفرس بكل بساطة ومهارة وكأن لديها خبرة في هذا الامر. وكان فرسها ابيض اللون مع بعض الخصلات الفحمية التي جعلته مميزاً.

وارسلت نظرة منتصرة إلى فولكان الذي عقد حاجبيه بأنزعاج وكأنه علم ان هنالك امر غير صحيح لكنه لم ينطق به فلديه امور اهم عندما قال:
- جلالة الملك انها حقا بلا فائدة لما لا تغير رأيك واذهب وحدي، انا استطيع القيام بالمهمة بمفردي فلا حاجة لبشرية حمقاء.
حاولت رودينا الاعتراض سريعا الا ان الملك رفع كفه بأبتسامة لطيفة واوقفها ليأخذ هو مجرى الكلام
- ايها القائد فولكان، لقد قررت هذا الامر وانتهى، ثم لا يجب عليك العمل بأنفراد دائما، ً تحتاج إلى التعاون ليسهل الامر.
صر الاخير على اسنانه بغضب وحاول عدم اظهار ذلك لكنه كان جليا على وجههه واوضحا وضوح الشمس، لا يعلم احد ماذا فعلت رودينا عندما رافقها إلى فنرير فالرب وحده يعلم ما فعلت من مصائب كادت ان تأخذ حياتهم.

ولا يعلم لما الملك مُصر لهذهِ الدرجة وحتى رودينا شكت بالموضوع فهذا الملك لا يعرفها، إلا ان كان يعرفها لأن شخص ما اخبره، هل من المعقول أن العجوز الغريب قد امره بفعل هذا ليسهل الامور؟ او انه سمع بمغامراتها البطولية ليثق بها، او انه ينوي شراً بكليهما فأرسل رودينا مع فولكان حتى يصبح موتهم محتوماً. لكن الاعتقاد الاخير خاطئ بالطبع ففولكان رجل مهم في هذه المملكة ولن يضحي الملك به ببساطة.

ولم يعترض فولكان اكثر فأستسلم للامر الواقع حتى انفتحت بوابة القصر الشامخة بعلوها لتصدر صوتاً قويا واصبح الطريق مفتوحاً امامهم
- حظاً موفقا، انا اعتمد عليكم بمنع قيام الحرب.
وابتسم الملك ابتسامته اللطيفة وهو يودعهم لينطلق الاثنان في رحلة طويلة. ولا احد يعلم ما ينتظرهم هناك.

كان الطريق طويلاً لمملكة كلوڤي، وحسب ما سمعت فأن هذه المملكة على عداء دائم معها لهذا لم تترك لهم سوى طريق واحد ليعبر منه المرتحلون ولكن ذلك الطريق صعب نوعا ما لأنه وعر وصخري. وهنالك شائعات كثيرة ومختلفة عنه لانه كان طريقا مهجورا في السابق.

وكانت رودينا تمسك لجام فرسها بملل وهي تنظر لظهر فولكان الذي يتقدمها بعدة امتار فهو قد اخبرها ان تبقى بعيدة عنه لانه لا يريد رؤية وجهها في هذا الصباح الباكر، وكلما ارادت رودينا الاعتراض بأنزعاج وقطع رأسه لتنتهي مأساتها تتذكر انها مجبورة على تحمله حتى تاخذ قوته بعد حين، وكذلك هي مجبورة الان على مرافقته لانها تحتاج الى مقابلة صاحب العنصر الاساسي والمجهول للسوار لعله يقبل بالانضمام اليها. ولكن على الرغم من ذلك..فسبب ذهابها مع فولكان إلى تلك المملكة سخيف، وهو  منع قيام الحرب..

-  كنت اتساءل دوماً، لماذا يشعلون الحرب؟ كان الأفضل لهم ان يسووا مشاكلهم بالطرق السلمية بدلا من اللجوء إلى الحروب.
كانت تتحدث مع نفسها وهي تتأمل المكان حولها بشرود، ولم تعِ ذلك إلا عندما أجابها فولكان:
- إنها أعذار واهية، وانا أعلم أكثر من أي شخص آخر اننا حتى لو ذهبنا إلى مملكة كلوڤي فلن نكون قادرين عن منعها من أشعال الحرب، فالحرب ستستمر مادام الرجال أنفسهم يميلون إليها كعملية لحل مشاكلهم.

- أنتم لا تختلفون عن البشر من هذهِ الناحية يا سكان الأرض المجوفة.
ولم تلقَ أي أجابة على كلامها

- لما لم نأتِ بعربة؟ فركوب الفرس غير مريح البتة والعربة افضل بكثير.

بأنزعاج نطقت رودينا بعد صمت طويل حيث تعمقوا بالغابة الغربية المشهورة بأشجارها الكثيفة والتي تمنع اي ضوء من الوصول حتى اصبح المكان مُظلما وكأنه الليل، وكانت رودينا تتحرك في مكانها كثيرا فهي لم تتعود على الجلوس لمدة طويلة بهذه الوضعية.

- لم يجبرك احد على المجيء، ثم انني لا احب العربة فهي خانقة ولا احب ان ابقى في مكان ضيق ومغلق لمدة طويلة.
هل لديه رهاب الاماكن المغلقة؟ وقبل ان تسأل رودينا توقف بفرسه ولم يتحرك وكأنه رأى شيء امامه لتتوقف رودينا بدورها بأنزعاج وتمد رأسها لترى سبب توقفهم لكنها لم تستطع رؤية شيء
- مابالك؟لما توقفت؟

- أن الطريق مغلق، وهو الطريق الوحيد المؤدي إلى مملكة كلوڤي. يبدو أن تلك المملكة لا تنوي استقابلنا بالطريقة التقليدية او انها لا تريد رؤيتنا اصلاً.
نطق بسخرية وهو يدير فرسه ليستدير وتنتبه الان الى الانهيار الصخري الذي سد الطريق وكأنه جدار عالي غير قابل للصعود او سد منيع.

- الا يمكننا الذهاب من الجانب، يجب علينا الوصول مهما حدث فالملك يعتمد علينا.
نبست رودينا بقلق وهي تبحث بعينيها عن اي ممر صغير بين الاشجار او في الصخور ليتمكنوا من عبوره لكن جواب فولكان قد طرد كل الاحتمالات
- حتى لو وجدنا طريقاً فعبوره مستحيل، لأننا محصارون.
لا تعرف رودينا كيف علم بالامر لكن سمعت صوت حفيف اوراق الشجيرات الكثيفة حولهم لتخرج من بينها امراة.

لم تكن امراة عادية فهي ليست جنية او حورية او حتى ساحرة، كانت امراة بشرتها شاحبة ومائلة للرمادية ولديها اذنين بارزتين من فوق رأسها قد ثقبت احداها بقرط ذهبي مع قرنين صغيرين، تلبس ملابس غريبة وكأنها تنتمي لأحد قبائل الهنود الحمر والشيء العجيب فيها ان تمتلك ذيلاً ابيض وطويل شبيه بذيل البقرة. او انها بقرة على هيئة امراة.

وسعت رودينا عينيها وهي تحدق بتلك المراة التي تكتف ذراعيها وتبتسم بجانبية وتحدق بأستعلاء نحو فولكان
- يبدو ان خطتنا قد كُشفت بواسطة شخص يمتلك حاسة قوية.
لم تهتم رودينا لكلامها فهي لم تتحمل وفلتت منها قهقهة تلتها ضحكة عالية الصوت واخذت تضرب ظهر الفرس بخفة وهي مستمرة بالضحك
- يا إلهي نحن محاصرون بواسطة بقرة!

لم تكمل رودينا ضحكتها فملح البصر شعرت برقبتها بين اصابع هذه المراة التي تنوي خنقها مع نظرتها الحاقدة، لم تستوعب رويدنا الامر فهي تحرك بسرعة وكأنها فهد. حاولت ابعادها ولم تعاني من هذا الامر فالمراة قد ابتعدت عنها ببطئ لتنفض يديها بأنزعاج وهي تأمرهم بالنزول من فرسهم.

لا تدري رودينا لما فعلت ما امرت به ولكنها فكرت بالهروب مع فولكان من الطريق الذي اتوا منه لكن الصوت الذي بدأ بالأنبعاث من تحت الأرض جعلها تعيد التفكير بالامر بقلق مرة اخرى

- هولدرا! ...هولدرا!
وبدا ذلك الصوت يعلو شيء فشيء حتى اصبح اشبه بصياح اهل الجحيم لتحدق رودينا حولها بقلق وهي تتسائل عن مصدر هذا الصوت الغريب وماذا يعني بهولدرا؟

احست وكأنها بفلم رعب وهذا صوت الاشباح ينادون بطلاسم غريبة لكن المراة التي امامهم تنهدت بقهر وتغيرت تعابيرها من الحاقدة الى اخرى يائسة وعقدت ذراعيها حولها بضعف وهمست بصوت منخفض الا انهم استطاعوا سماعها
- انا هي هولدرا، وهؤلاء اخوتي يطلبون المساعدة، ولكنني لا اعرف كيف اساعدهم فأنا اخاف المخاطرة.
قرنت رودينا حاجبيها وهي لا تفهم ماتعني بكلامها، الى اين تريد الوصول؟

- وتريدين منا ان نخاطر حتى ننقذ اخوتك، اليس كذلك؟
عقد فولكان ذراعيه وقال بنبرة بان فيها الانزعاج وكان قد فهم الامر وكأنه يعلم ما يفكر به الاشخاص ولهذا هو حذر دائما بتصرفاته، اومئت هولدرا بيأس ليقول فولكان بنبرته العصبية
- ليس لدينا الوقت لأنقاذ اخوتك لدينا مهمة يجب علينا تأديتها بأسرع وقت، لما لا تتعبي نفسك وتنقذينهم؟ ام انها فقط خطة ماكرة للأيقاع بنا.
ثم استدار نحو طريق الرجوع ومازالت تلك الاصوات تنادي بهولدرا وكأنها استشعرت وجود اختهم فوقهم، وقبل ان يخطو خطوة بدأت اعشاب حادة بالخروج من الارض حتى بدأت بالارتفاع لتتكون على شكل سياج قد احاطهم ويمنعهم من التقدم

- لا يمكنك المغادرة حتى تأدية مرادي، وهذا احد شروط عبور الطريق إلى مملكة كلوڤي، انه امر من الملك ليعلم ان الشخص المناسب فقط من سيعبر ثم انني حقا اريد منكم انقاذ اخوتي لانني لا استطيع انقاذهم فأنا شخص ضعيف لا يقوى على مواجهة المخاطر.
مسح فولكان وجهه بفقدان صبر وفهم انهم فقط يحاولون اعاقة طريقهم لأن مملكة كلوفي تنوي حقا بدأ الحرب ولا تريد من اي شخص ان يعرقل امورها، ولهذا يضعون امور صعبة في طريق المرتحلين لمنعهم من الوصول.

ان الامر مستحيل حقا ولن يضيعوا وقتهم اكثر من هذا، سيرجعون فقط ويقولون للملك ماحدث وسيتقبل الامور بالتأكيد، لكن خطة فولكان قد تم محوها ببساطة عندما نطقت رودينا بثقة:
- حسنا لا بأس، سننقذ اخوتك لكن يجب عليك ايصالنا للطريق الصحيح.
نظر لها بعدم تصديق الا انها لم تلقي له بالاً
- ايتها البشرية بحق الرب مالهراء الذي تنطقين به، من المستحيل ان اضيع وقتي وانقذهم! وهي تستطيع ببساطة جلب شخص اخر وانقاذهم نحن لسنا مجبورين بهذا ومن الواضح انها خطة للإيقاع بنا.
الا ان رودينا لم تهتم وبقت مصرة على قرارها

- اذن ارجع بمفردك فأنا سأذهب لمملكة كلوفي حتى احصل على قوة العنصر الاساسي للسوار فأنا لن ارجع بعد ان وصلت لمنتصف الطريق كما انك لا تمتلك حق رفض طلب الملك.
ثم سارت بجانب هولدرا التي قادتها من بين الاشجار نحو طريق مخفي.

زفر فولكان الهواء بقوة وسار خلفهما بغضب ضارباً الارض بقوة فهو لا يمتلك خيار اخر لانه مأمور بالقيام بالمهمة، وحتى لو واجههم وحش ما سيتخلص منه ببساطة.

- لدي عشر اشقاء، والدتي قد اخفتهم تحت الأرض لحمايتهم من اللعنة التي حلت على قومنا، ولقد كنت معهم سابقا ولكنني استطعت الهروب بمفردي لطلب المساعدة الا انني عندما خرجت من تحت الأرض وجدت جثث قومي، ولم استطع اخراج اخوتي الاخرين لان الشخص الذي القى اللعنة وجدهم وحبسهم تحت الارض ليأكلهم واحداً تلو الاخر، واخاف النزول لانه سوف يأكلني ولا اعرف كيف اتصرف، كما انه اكل ثلاثة من اخوتي ولم استطع ايقافه. واخوتي بداوا بمناداتي كلما سمعوا صوتي ليطلبوا المساعدة.
ماهذه القصة الغريبة بحق! انها غير منطقية البتة وكأنها قصة هاربة من احد الكتب الخيالية لتتجسد على شكل واقعي امامهم حتى توقع بهم في المصيدة وتقضي عليهم ليصبحوا هم ملعونين بتصديقهم هذه الكذبة.

ولكن هولدرا بدت جدية في هذا الامر والحزن قد تخلل صوتها وكأنها تشتاق لأخر افراد عائلتها
- لا يهم الان فهل انت صادقة حول الطريق الموصل لمملكة كلوڤي؟
نطق فولكان بنبرة حادة وقد تقدمهم ليصبح امامهم حتى يستكشف المكان جيداً، فهم يسيرون في احد طرق الغابة التي احتلتها الاشجار بطريقة مزعجة ليصبح الطريق ضيقاً نوعا ما.

- انا صادقة !! أن الطريق يقع في الاسفل وهو كالممر السري في اعماق الارض ولكن يجب ان تجتازوه وهناك ستجدون اخوتي.
نظرت رودينا إلى الامام وهي تبحث عن اي شيء قد يدخلهم إلى الارض ولكن امامهم فقط جسر خشبي صغير وبالي يوصل بين منحدرين وينتهي بنهر رفيع.

وفجأة اختفى فولكان من امامها لتجفل هي بفزع عندما رأته يسقط في حفرة قد مشى فوقها سهواً وكانت متخفية تحت اوراق الاشجار بطريقة لا ينتبه اليها احد، وعندما انحنت لتنادي عليه بقلق دفعتها هولدرا بخفة من الخلف لتفقد توازنها وتتزحلق إلى الاسفل وواحست بانها ارتطمت بشيء ولا داعي للتفكير فمن المؤكد انه الديك المحروق.

- انا اسفة لكنني احتجت فعل هذا لأنني مأمورة ولكن حقا اخوتي في الاسفل والطريق الوحيد المؤدي لمملكة كلوفي هو في نهاية الممر، وعليكم ان تحذروا فالشرير قد يأتي اليوم.
واغلقت المكان عليهم بصخرة وبكل حقارة تركتهم في الاسفل في هذا المكان المظلم، نست انها تجلس فوق ظهر فولكان الا انها فزعت عندما دفعها بقسوة من فوق ظهره ليستقيم بأنزعاج وينفض ملابسه وبعد ذلك اشعل يده بنار صغيرة انارت المكان حولهم.

- انظر إلى اين اخذتنا حماقتك.

- لم يجبرك احد على المجيء معي كنت استطيع فعلها بمفردي.
وقفت هي بقلق محدقة بالمكان ذا الرائحة الكريهة الاشبه بالفواكه المتعفنة، يبدو ان جثث اخوتها قد تعفنت في الاسفل...

- على كلٍ لا نملك خيار اخر غير عبور هذا الممر فهو الوحيد الموصل لمملكة كلوڤي.
على الرغم من ان هنالك طرق اخرى بسيطة الا انهم اغلوقها بكل حقارة او وضعوا فيها اشخاص اخرين يعرقلون الطريق.

بدأوا بالسير في المكان الضيق والذي كان حقا كالممر المغطى بالطين اليابس
- اكره الاماكن الضيقة لا استطيع تحملها..
سمعت همس فولكان المنخفض، وكان من الواضح انه يهاب الاماكن المغلقة والضيقة فلقد اخبرها سابقا انه يحب الاماكن المفتوحة حتى يشعر بالحرية وأن الاماكن المغلقة تعطيه شعور الضيق ويبدو انه قد عانى من هذه الحالة بعد ان مر بحادثة سيئة زرعت الخوف في نفسه والذي لم يتم حصده حتى الان.

وكان صوت تنفسه واضحاً وكأنه يتنفس من ثقب ابرة، لم تتوقع ان يمتلك فولكان خوفا من الاماكن الضيقة وعلى الرغم من انه حاول اخفاء ذلك الا انه بدى واضحاً فهو يحدق للأسفل ويسير بسرعة ويتنفس بقوة، من كان يتوقع ان يمتلك هذا الشخص المُهيب خوفا مثل هذا؟

وفجأة قطع الصمت وهو يقول بغضب
- لا تظنين انني خائف او ما شابه انا فقط اكره الاماكن الضيقة.
على الرغم من انها لم تنطق بما تفكر به الا انه فقط دافع عن نفسه هكذا وكأنه قلق من ان تفكر بأن شخص مثله يمتلك مخاوف

- آمل أن تستعيد هدوءك، الكل خائفون لست وحدك، كل شخص يعيش في قبضة خوف ما، بعضهم يعي ذلك والاخر يحاول تجاهله. فكل شخص بالنهاية يمتلك خوف من شيء ما ولا حاجة لأخفاء هذا.
نطقت بها بدون تفكير وهي تحدق نحو الظلام امامهم، فالطريق يبدو وكأن لا نهاية له، ولا تدري كيف اتت هذه الجملة في رأسها الا انها سمعتها في مكانٍ ما وقد قالتها هكذا وكأنه تتذكرها.

حدق بها فولكان بطرف عينه وكأنه متعجب من قولها، ولكن امالها قد طارت عندما نطق بنبرته اللاذعة والتي بان بها الاختناق
- لقد اخبرتك انني لست خائف لما تتفوهين بالهراء كل مرة؟
لم تهتم لكلماته واكملت بنبرة منزعجة وكأنها تتذكر شيء ما
- انا لا اتفوه بالهراء انا اقول الحقيقة فحسب، وانت فقط تحاول اخفاء خوفك بطريقة فاشلة وجاذبة للانتباه لكن لا بأس فحتى انا اخاف من الماء.
آمل أن تفهم أنك لست وحدك من ينتابك هذا الشعور لذلك لا حاجة لأخفاء الضغف وكأنك خائف بنفس القدر من أن يكتشفه الناس فيصبح اكثر وضوحاً واشد خوفاً..

لم يجبها واخذوا يسمعون صوت اطفال من قريب
- انهم الاطفال! هذا يعني أن نهاية الممر قريبة!
جرت بسرعة نحو الصوت لتلمح ضوء ضعيف في اخر الممر وكان يدخل من فتحة بعيدة الا ان المخرج قريب، شعرت بالسعادة ترفرف بداخلها فهي لم تتوقع الامر بهذه البساطة والسهولة فهم لم يمشوا فقط لدقائق..

ولكن ذلك الامل لم يدم حتى اختفى عندما سمعوا صوت مخيف وحاد وامامهم تدحرج خاتم اسود صغير ولامع وما ان لامس قدم رودينا حتى اندفع إلى الأعلى وكانه تعرض لصدمة لينفتح بقوة ويصبح كالحبال التي احاتطهم دون ان يستوعبوا لتقيدهم بشدة وقد الصقتهم بالأرض وكأنه حديد والأرض مغناطيس.

-تدحرج ايها الخاتم..تدحرج خلف الاقدام وامام الاجساد، كن كالثعابين السامة التي تشل عندما تقيد الناس.




Stoop

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro