Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

نهاية الرحلة (الفصل الأربعون)

السلام عليكم

كيفكم احوالكم اموركم الوانكم حتوحشوني خالص مالص فالص:( ❤

اللهم دبّرني فإني لا أُحسنُ التدبير
- مساحة لذكر الله-

ويلا نبدأ
•••••••••

وحاولت رودينا فتح عينيها، ورأت دموعاً لؤلؤية تتساقط من الطائر الذي يغني بصوت مُنخفض حزين
- سأجلس هنا وأراكِ تموتين، لا تتعجلي..إنني أملك الوقت الطويل..
وشعرت رودينا بالدوار وكأن روحها تفارق جسدها
- هكذا تنتهي حياة رودينا مارش..البشرية الشهيرة..وحيدة في الغابة المحرمة..دون أصدقاء..مهزومة في النهاية من الحاكم آزوت..لقد نلت منك في النهاية..فأين قوتك التي كنت تزعمين بها؟

وتأوهت رودينا بالم وهي تحاول رفع رأسها لتنظر إلى آزوت، وأغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات ولكن وجهه كان يتموج ولم يكن واضحاً..

أنها تموت...ستُقتل على يد من قتل والديها..ستنتهي رحلتها هُنا..دون أن تنقذ سطح الأرض..

أما عند آزوت، فكان ينظر إليها ببرود على الرغم من الأبتسامة الهادئة التي تعلو فاهه، يتذكر حياته التي أُفسدت بسبب البشر.. ليشعر بنشوة الأنتقام تتصاعد لديه.

فبدأ يروي أفكاره بعدم أهتمام وهو يعرف أن رودينا لن تستطيع سماعه:
- لقد كُنتُ منبوذاً منذُ أن ولدتُ هُنا...وكُنت اتعرض للسخرية من قبل اقراني وكبار السن..أتعلمين لماذا؟ ببساطة لأنني لا امتلك قوة تكوينية مثلهم..لا أعلم لماذا أنا منبوذ على الرغم من أن لا يد لي في هذا، فالذنب ذنب والدي الذي كان بشرياً لعيناً وقد تركنا ما أن ولدت... في النهاية هي عادة لو تتغير في صفات البشر وهي الأنانية..مُضحك اليس كذلك؟
قد يظهر على آزوت أنه شخص رزين وهادئ لكن كلماته الآن، وكأنه مراهق يشتكي ثم يضحك على سخرية الحياة منه.

وأكمل قائلاً وعينيه تستمع بتعابير الألم المرتسمة على وجه رودينا:
- وكان الحقد بداخلي يتصاعد ضد البشر، بعد ان اسمع ما يحدث لسطح الأرض خاصتنا بسببهم، بسبب حماقتهم في قلب كل شيء ضدهم، فعلى الرغم من أنهم حصلوا على الأفضل في كل شيء إلا أنهم لم يحسنوا أستخدامها..وفوق ذلك يجعلوننا نتعذب مثلهم على الرغم من أن لا ذنب لنا في هذا.
لم تهتم رودينا لما يقوله بسبب الألم الذي ينهش جسدها، ولكنه اكمل بعدم أهتمام وكأن الوقت حان ليروي قصة حياته كاملة:
- كُنت أظن دائما أنه يجب أن يتم ايقافهم قبل أن نتضرر نحن أيضاً ..شخص ما..يجب أن يقف في وجهم ويجعلهم يدركوا ما فعلوه عن طريق التعذيب البطيء حتى يشعروا بالندم..ولكن لا أحد من سكان الأرض قد تصرف..بل تركوا البشر يتصرفون بأريحية، وقد طفح الكيل عندي، واخذت افكر بأنه يجب علي فعل شيء..ولكن ماذا يمكن لشخص لا يمتلك أي قوة أن يفعل؟

وصمت قليلا عندما مرت نسمة هواء باردة بشكل غير مُريح وقد أخذت معها الرائحة الخانقة للسحر الأسود:
- ولكن كان هنالك حل واحد..وهو أن أصل لمنصب مُعين، يعطيني حق التصرف مع البشر وايقافهم، فأخذت اعمل بأجتهاد واتدرب على كل شيء، متناسياً سخرية الجميع، ولكن كان هنالك عائق واحد، وهو عدم امتلاك قوة تكوينية، لهذا لم اجد حلاً آخر سوى أن اتعلم السحر الأسود .وبفضله أنا هُنا الآن! احقق حلمي!
كانت طريقة آزوت في الأنتقام همجية جداً، ولكن ما تعرض له في صغره قد سقى العدوانية بداخله حتى نمت وأصبحت شجرة خالدة لن تموت ابداً، والطريقة الوحيدة لايقاف البشر...هي التخلص منهم...للأبد..

لهذا فعل ما فعله، تعذيبهم ببطئ حتى يشعروا بالندم ثم التخلص منهم نهائيا حتى ترتاح الأرض منهم.

وعلى الرغم من أن رودينا في الجهة المقابلة..تعاني ببطئ من انسلاب روحها من جسدها..فهي لا زالت تشعر بكل شيء، تشعر بلمسات الالم المميتة، وتستمع إلى كلام آزوت رغما فلا مفر من ذلك..وترهف السمع لصوت غناء الإيجوري المُنخفض، والذي كان كالموسيقى الهادئة للعازف المُفضل لخالتها، فريدريك شوبان، مع لمسات خفيفة من منقاره ودموعه الؤلؤية الدافئة.

- مع موتك، سيموت البشر جميعهم، سينتهي نسلهم اخيراً مع موت امل نجاحهم..
وحاولت رودينا فتح عينيها الغائمة، ورأت هيئة آزوت امامها ولكنه غير واضح..ثم أغمضت عينيها مجدداً

إذا كان هذا هو الموت..فلا بأس به، حتى الألم كان يهدأ شيئاً فشيئاً، وكأن روحها ستخرج من جسدها اخيراً وستنتهي معاناتها.

لكن..هل هي تموت حقاً؟..بدلاً من الظلام..بدأت الغابة حولها تعود لطبيعتها ببطئ، ولونها المألوف بدلاً من الالوان الكئيبة المشوشة، ورفعت رودينا رأسها قليلاً ورأت الإيجوري،..ومازال يريح رأسه فوق جرحها مع صوت غنائه الحزين..عدا أن الجرح لم يعد موجوداً!

وصاح آزوت فجأة:
- اذهب من هُنا أيها الطائر..ابتعد عنها! قلت لك ابتعد عنها!
ورفعت رودينا رأسها الثقيل، وببطئ بدأت عينيها تتحرك على العكاز الخشبي الغليظ الخاص بآزوت وقد دفع به الإيجوري الذي طار بعيداً

وبقلق رفعت انظارها أكثر نحو من سبب المعاناة، والسبب في فشل البشر في إرجاع أرضهم، ورمشت بعدم استيعاب وهي تسمع آزوت ينبس بغضب:
- صوت غناء الإيجوري! كيف نسيتُ هذا؟ لا زلت اتذكر أن صوت غنائه المميز لا يقتصر على المطر فحسب بل ينقذ المُحتضر من الموت! بالطبع لقد مدكِ بالقوة الآن، تباً لهذا الطائر الكريه!
ولم تهتم رودينا بما تفوه بهِ آزوت، بل قزحيتها بدأت بالارتجاف كيديها، فنبست ببطئ وكأن الكلمات علقت في حنجرتها تأبى الخروج عندما اصبح وجهه واضحاً لها:
- آزوت..! لا..
وتوقفت عن الكلام وهي ترفع نفسها بتعابيرها المصدومة لتستند على الشجرة خلفها
- ام علي القول..العجوز الغريب!

وكان فاهها مفتوح إلى آخر حد بعدم تصديق وبخيبة أمل، بل أنها لم تقوى على التلفظ بكلمات اضافية واكتفت بالنظر إلى صاحب العبائة الرمادية الطويلة ، واللحية البيضاء الكثة والنظارة الهلالية، والمكعب الرمادي الذي يطفو فوق شعره السرح الطويل.

وفركت عينيها بقوة وأخذت شفتيها بالأرتجاف وهي تنطق:
- لماذا..! أنا..أنا لا أفهم..كيف حدث هذا؟ هل أنتَ حقاً آزوت؟
واشارت بتردد نحوه، وقد ابتسم ابتسامة بانت من تحت لحيته الكثيفة

هل كانت مخدوعة طوال هذهِ المدة؟ هل كل ما فعلته من تضحية لانقاذ شعبها كانت مضيعة للوقت! ماذا يحدث ! لمَ عقلها يأبى التصديق كما أنها توشك على البكاء!

- لكن كيف..؟
وأكملت بصوت عالٍ ومخنوق:
- الستَ أنتَ من طلب مني انقاذ سطح الأرض؟ لمَ تفعل هذا الآن؟
لم يجبها واستمر بتمشيط لحيته البيضاء بأصابعه النحيفة، وهو ينظر بعينيه الضيقة نحو البشرية المصعوقة

- وكأنني سأجيب بشرية وضيعة على هذا السؤال...دعينا الآن ننهي الأمر سريعاً، صحيح أنكِ كنتِ على وشك الموت والإيجوري أنقذك..لكن لا فرق، على العكس هذا أفضل أنا وأنتِ وجهاً لوجه!
وابتسم أبتسامة صغيرة وهو يكمل بنبرته الهادئة:
- هذا يعيد لي الذكريات..حقاً التاريخ يعيد نفسه، لكن بدلاً من سافتري حللتِ أنتِ محلها.
ولم تتحمل رودينا فأمسكت بيديها المرتجفة سيفها وصاحت:
- هذا يكفي! هذا يكفي أيها للعجوز اللعين! أنتَ من قتل والدتي..وأنا الحمقاء كنتُ أثق بك وافعل ما تقوله وأضحي بنفسي..من أجل لا شيء! أنا لا أصدق انك نفس الشخص الذي كان ينصحني بصدق كما ينصح الجد حفيده!

- للأسف..لم أفعل أنا هذا..بل نصفي الآخر من فعل.
لم تفهم رودينا ما يقوله وضغطت على سيفها بقوة وهي تصيح:
- ماذا تقصد أيها الخائن!

- كلامي واضح، لم أقم بنصحك ولا بأنقاذك ولا التكلم معك بلطف، بل نصفي الآخر..نصفي البشري إن صح القول.
وفهمت الآن رودينا ما كان يقصده...إن آزوت لم يكن شخصاً واحداً..بل أن شخصين يعيشان في جسد واحد..

نصف بشري والآخر من سكان الأرض المجوفة، ولم تخلو تصرفاته من الصفات البشرية، ولهذا كان يحن عليها ويساعدها، وربما هو من قام بنصحها بالتضحية لانقاذ شعبها، أما نصفه الآخر..النصف الحقود والهمجي..هو من قام بعمليات القتل وغيرها من الأمور الغير قانونية..

كالتعامل مع ملك هذهِ المملكة ومملكة كلوڤي لاشعال الحرب، حتى يقع كل من فولكان ورودينا بالفخ، ولم يكن الملكين سوى خدم لحاكم الأرض المجوفة، والآن فهمت رودينا كل شيء..سبب الحرب والسبب في قبول الملك الأسد لذهابها بكل بساطة مع فولكان...

عضت البشرية على شفتيها بقهر قبل ان تنحني بسرعة لتلمس الارض، وبلحظتها برزت تضاريس مرتفعة حادة، لكن آزوت تفاداها دون ان يبذل أي جهد، ورفع يده ليلمس الارض المرتفعة، فتختفي ببطئ وكأن ما فعلته رودينا كان لا شيء!

- أهذه هي قوتك التي ضحت والدتك من اجلها؟
لم تجد رودينا حلاً آخر، فآزوت مع السحر الأسود ولد شيئاً لا يُقهر، وهي لا تمتلك شيئاً غير قوتها وسيفها.

فأستدارت وبحركة سريعة منها بدأت بالجري وكأن الموت يلحقها
- اهربي..اهربي! سأجدك في النهاية!
واختفى من خلفها وكأنه شبح تبدد بالظلام، لكن صوت سخريته لا يزال ينهش اذنيها، واخذت رودينا تلهث وعند كل لحظة تتعثر بسبب الطريق الوعر، ويُجرح وجهها بسبب الأغصان الحادة التي تشابكت حولها وكأنها تحاول منعها من اكمال هروبها، ولم تستطع رؤية الطريق جيداً فكلما تعمقت بالغابة زاد الظلام وشعور الاختناق.

- أنا حقا كالحلزون، يالي من جبانة! عند كل مشكلة اهرب واختبئ داخل صدفتي..كان علي مواجهته لا الهرب!
همست رودينا لنفسها وهي على وشك البكاء، فلا تعرف ماذا تفعل الآن، ولا تريد ان تنتهي حياتها كالجبانة..فماذا سيقول شعبها؟

وبشكل مُباغت تعرضت لدفعة قوية من الخلف جعلتها تتعثر لتسقط بقوة. ولكن بدلاً من الوقوع على الأرض، هاجمتها الرياح! وحاولت فتح عينيها لتعلم بأنها سقطت من فوق مُنحدر مُنخفض بعد أن دفعها آزوت من الحافة، وأخذت تتدحرج والشجيرات تجرح جسدها.

ولم تستطع فعل أي شيء سوى احاطة رأسها بخوف قبل أن تسقط بقوة على الأرض وتتأوه بألم.

وقبل أن تحاول الجلوس تلقت ضربة على صدرها اعادتها ممدة، من قبل عكاز آزوت الغليظة، وأخذ يضغط بقوة ليمنعها من الوقوف، حتى شعرت بأن قفصها الصدري قد تحطم.

- ألاتزالي مُصرة على الحياة؟
ضغطت البشرية بألم على أسنانها وهي تحاول دفع عصاته بعيداً بكل قوة لكنها لم تتزحزح.

- آه..توقف!
صرخت بألم وضربت الأرض بشكل لا أرادي، لترتفع تلك التضاريس الصخرية وتبعد آزوت رغما عنه، وضغطت على نفسها لتستقيم وتضع يديها فوق صدرها بألم، وبيدها الأخرى مسكت سيفها وهي تلهث
- لا فائدة من المقاومة، أنتِ تعذبين نفسك فقط، دعيني اخلصك بسرعة.
وتكلم بنبرة حقد واضح وهو يتقدم نحوها ويرفع عصاته الغليظة إلى الاعلى
-توقف.!

تكلمت رودينا بصعوبة وهي تتراجع قبل أن تتكلم
- إن ما تفعله غير منطقي يا آزوت! لن تتضرر إن جعلتني انقذ سطح الأرض، وصدقني لن يدمر البشر الأرض بعد كل ماحدث.
وحل صمت ثقيل في المكان قبل أن يبدده آزوت بضحكة عالية هزت الارجاء
- هل تريدين مني تصديق كلام بشرية! ايتها الشابة الغبية الا تعلمين انني لقيت من اكاذيب البشر ما يكفي؟ان كذبتك تشبه كذبة والدي عندما كنت صغيراً، واكتفى بالهرب بعد ذلك كالجبان.

لم تصدق رودينا انه يتكلم بهذه الطريقة على والده، وتوسعت عينيها اكثر عندما بدأت هالة سوداء مُظلمة بالظهور حول عصاته
- هُراء! لقد ازعجتيني، لن اقتلك الآن فلايزال الوقت مُبكراً، بل سآخذ منك ما هو أهم من حياتك حتى.
ثم اكمل ببطئ وبرود وهو يوجه ذلك الشعاع المُظلم نحو قلبها
- سآخذ منك طموحاتك واهدافك كاملة، سأجعلك شخص فارغ لا فائدة من وجوده..ثم سأقتلك ببطئ.
وحاولت رويدنا الهرب لكن قدميها لم تتحرك وكأن آزوت قد ثبتها في مكانها لتحيط رأسها بخوف وتنكمش على نفسها.

لكن بدلاً من أن تتعرض لسحره المُظلم سمعت ضجة عالية، لترفع رأسها بسرعة، فيهاجم عينيها ذلك المنظر.

حيث كان شخص ما يقف أمامها مُباشرة، بسيفه العريض والمُضيء باللون الناري كالبركان، وقد تصدى للسحر بسيفه قبل أن تمس جسدها، فترتد الضربة على آزوت المتفاجئ وقد تفادى الضربة بصعوبة، فتنعكس على الشجرة خلفه، وما أن مس السحر الشجرة حتى ذبلت.

- بعد أن واجهت فنرير..عرفت قيمة سيفي.
ورفع السيف ليضعه فوق كتفه وينظر إلى آزوت بأنزعاج
- فولكان!
صاحت رودينا بعدم تصديق، لينظر إليها بطرف عينيه الذهبية ولم يقل شيئاً، يبدو أنه لا يزال غاضباً من ما قالته داخل قلعته..

- لقد حذرتك من المجيء إلى هُنا..لمَ لم تخبري الفريق؟ أم انك تفضلين العمل بمفردك؟ حسنا ما باليد حيلة..يجب علي اكمال ما فعلتهِ الآن.
ثم استدار لآزوت الذي ابتسم بهدوء
- حقاً أن التاريخ يعيد نفسه، لكن تغيرت المواقع..في ذلك اليوم كنت إلى جانبي والآن إلى جانب البشر..يالسخرية القدر.
وكأن ما قاله آزوت من كلام مُستفز قد اشعل غضب فولكان، بل أن وجود آزوت امامه قد اغضبه بحد ذاته، لينفجر بكلماته كما ينفجر البركان
- لم اكن إلى جانبك أبداً! فروحي ستقف دائماً ضدك حتى لو اخذت مني قوتي وجسدي رغما عني!

- يالكلماتك القوية..لماذا لم تقل هذا يوم قتلتَ سافتري؟
وبدلاً من فولكان ردت رودينا
-لم يقتلها، بل أنت من قتلها أيها الكاذب!

- لكن صديقك هو من قتلها..لقد استعمل قوته في النهاية، وتبقى الحقيقة هي الحقيقة بعد أن ماتت والدتك.

- والدتي لم تمت..قد يفنى جسدها ولكن روحها ستبقى خالدة، لقد وضعت بعضاً من دمائها بداخل عقار القوة الذي صنعتهُ، ولقد حُقنت منه..وهذا يعني إن جزء منها حتى لو كان صغيراً..لا يزال حياً بداخلي!

لم يجبها آزوت واكتفى بضرب الأرض بعصاته والتقدم ببطئ نحوهم
- قبل قليل كُنتِ خائفة..لكن عندما أتى صديقك انبثقت القوة بداخلك، ياللسخرية.
مسكت البشرية بسيفها بقوة ووقفت إلى جانب فولكان
- بالتأكيد سأكون قوية حينها..لأنني لست بمفردي.
ثم التفتت إلى فولكان وقالت بسرعة:

- لقد قالت واتريندا شيئاً ذات مرة..شخصان يمتلكان قوة الارض والنار لا يمكن ان يؤذيا بعضهما، كون النار لا تحرق من يتحكم بها، والارض لن تبتلع من يستطيع شقها..إن تعاونا الآن ستكون قوتنا كالجحيم!
وتفادى الاثنان الهجوم السحري من قبل آزوت، ولم يجبها فولكان بشيء واكتفى بالنظر إلى سيفه وتفادي السحر المُظلم.

- هذا سخيف...
نظرت رودينا نحوه بقلق وهي تمسح الدماء من على شفتيها، ليكمل ببطئ:
- ولكنه اعجبني..لنفعلها.
وابتسم بنهاية كلامه ابتسامة جانبية لتبادله رودينا وقد رجع النشاط إليها مع رغبة الانتقام.

ولكن سرعان ما اختفى الشعور عندما استطاع آزوت توجيه سحره المظلم نحوها، لتنحني بألم عندما ظهرت سلاسل حارقة معدنية واحاطت يديها بقوة، ثم ثبت جسدها بالأرض حتى لا تتحرك

- لن تستطيعي الآن استعمال قوتك..ولن تستطيعوا التخلص من حاكم الأرض فالجميع سيقف ضدكم حينها.
وضحك بسرخية ثم مشط لحيته الييضاء الطويلة، وقبل ان تجه فولكان نحوها صرخت رودينا
- لا تهتم بي..قم بما عليك فعله الآن!
والتفت آزوت نحوه وهو يرفع عصاته الغليظة ويبتسم بهدوء، وقد تصدى لسيف فولكان بعصاته الصلبة، ووجه ضربة لمعدته ولكن فولكان لم يتأثر..بل على العكس..زاد غضبه الذي كان كالوقود ليشتعل جسده بعصبية ويتحرك بسرعة

- هيا..الن تستعمل قوتك الآن لتنتقم مني؟
وابتسم المقصود بجانبية:
- كما تريد، فخامتك.
وبسرعة البرق انطلق نحوه، وقد استعد آزوت جيدا، لكن بدلاً من توجيه ضربة فولكان لآزوت..كان قد وجهها للمكعب الرمادي!

وقبل أن يتصرف الحاكم، خطف فولكان المكعب بغمضة عين من فوق رأسه ليمسكه بقوة ويرميه على الأرض ثم يدوس عليه، ليتحطم ويتبعثر بين الاعشاب الطويلة، وكأنه قطعة من الزجاج عكس ما يبدو.

- الآن..أنت لم تعد حاكم الأرض.
وحل صمت قاتل في المكان عندما تخلص فولكان من المكعب الذي يثبت بأن آزوت هو حاكم الأرض المجوفة، ويُقال أن من يستطيع أخذ المُكعب من فوق رأس الحاكم، هو من سيتولى الحكم، ويفقد الحاكم السابق منزلته وقوته، ولكن بما أن فولكان حطمه، فقد انتهى كل شيء..

وسقط آزوت على الأرض بعدم تصديق وصرخ عالياً وهو يسحب جلد وجهه إلى الأسفل وكأنه يحاول تمزيقه حتى يصدق أن ما حدث كان حقيقة.

- شخص مثلك لا يستحق أن يكون حاكم الأرض المجوفة.
واكمل فولكان ببرود وهو ينظر لآزوت الذي اخذ يتخبط كالمجنون وقد فقد وقاره وهدوئه
- كلا! كلا! تباً لكم..! اللعنة عليكم!
ثم ضرب الأرض بقوة بكفيه المرتجفين، وبقى على وضعيته لعدة دقائق ولم يسمعوا بماذا كان يتمتم مع نفسه، ولكن عندما رفع رأسه كان كالمجنون حقاً، وبحركة سريعة منه رفع عصاته الغليظة وقد توهجت ليوجهها نحو فولكان، ولم يستطع الأخير تفادي الضربة.

لكن بشكل مُفاجئ..برز جدار صخري من الا مكان أمام فولكان ليتصدى للسحر الأسود..وتحركت العيون نحو رودينا التي كانت تقف على قدميها ويديها مازالت مُقيدة وقد ابتسمت بانتصار.

- كيف هذا..! الم اقيد يديكِ أيتها الوضعية!
إلا أن رودينا لم تجبه، وكانت تفكر بامتنان بواتريندا ولانسولت وتدريباتهم، عندما كان لانسولت يثبت جسدها باستعمال المجال المغناطيسي، وواتريندا تهاجمها بالماء، حيث تعلمت رودينا أن القوة ليست حصراً على اليد فقط بل على كامل الجسد..ولأنها تحتاج إلى لمس الأرض، فقد استبدلت يديها بأقدامها.

وابتسم فولكان وهو يتخطى الجدار ووقف امام آزوت، وتكلم ببرود وهو يرفع سيفه عالياً.

- أنا لم استعمل قوتي ضدك..أتعلم لماذا؟
صمت قليلاً ليسترجع ما فعله آزوت به..عندما سيطر على عقله بالسحر الاسود واجبره على حرق سافتري بقوة بركانه
- حتى تدرك أنك ضعيف جداً ولا يستحق الأمر مني أي تعب، والآن ودع حياتك.
وقبل أن يقتله فولكان بالسيف، اوقفه صوت مُتعب مُفاجئ برز من اللامكان
- توقف يا فولكان! اياك أن تقتله..فإذا قتلته سيقف الجميع ضدك، دع الأمر لمجلس الشيوخ هم من سيحددون المصير الذي يستحقه.
والتفت الجميع نحو صاحب الشعر المجعد، وقد اخذ يلهث بقوة واستند على ركبتيه.

- لانسولت! لمَ اتيت! الا يكفيك ما تعاني منه؟
صاحت رودينا بقلق، فحقاً كان شكل لانسولت مُتعب جداً، ولكن بدلاً من ان يجيبها هو، تولت واتريندا ذلك

- رودينا ماهذا الهُراء؟ أنا لا أعرف حقاً ماذا أقول! تخرجين بمفردك لتواجهي آزوت دون أن تخبري أحد! إلى أي مرحلة من الاهمال والتهور قد وصلتِ! والكلام موجه اليك ايضاً يا فولكان!
واخذت تربت على كتف لانسولت الذي يتنفس بصعوبة وبعيون خائبة وغاضبة حدقت بهما
- نحن حقاً لم نعلم هذا يا آنسة رودينا..لو اخبرتينا من البداية لوقفنا إلى جانبك، انا حقاً خجل من نفسي. شخص بمثل قوتي لم يكن له اي فائدة تُذكر.
وظهر لايتو من خلفهم وهو يحك رأسه بأحراج، اما إيڤروس فقد قفز نحو رودينا بحماس واخذ يتلمس القيود بحذر

- ياله من أمر مُخجل! لقد تم القاء القبض على قائدتنا!
لا تعلم رودينا كيف عرفوا، ولكن رغم ذلك هي شاكرة لهم لأنهم اتوا بالوقت المناسب قبل ان يفعلوا أي شيء متهور، وبعد ذلك ثبت لانسولت آزوت بأستعمال قوته، وساعدها لايتو على التخلص من القيود، أما واتر فقد اسندتها وصعدوا فوق ظهر الإيجوري. واكتفت رودينا بالنظر إلى آزوت الخاسر من الخلف وقد صمت حفاظا على كرامته المتبقية، على الرغم من تعابير الجنون المرسومة على وجهه.

وفكرت بأنه من الأفضل أن لا يتم قتله؛ فبداخله جزء انساني كان قد ساعدها في بعض الاحيان.

وابتسمت شاكرة لرفاقها، بعد أن اتوا في الوقت المناسب وخاصة فولكان بعد أن انقذ حياتها، فهو دائما كان يساعدها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فهذه طريقته للتكفير عن ذنبه.. وأدركت في النهاية أن الانتقام ليس كل شيء بل الاهم هو بدأ حياة جديدة على الرغم من كل شيء.

ولم تعلم كيف مر هذا اليوم العصيب، وقد تكلف مجلس الشيوخ بآزوت وبالملكين، وتداوت جراح رودينا المؤلمة، اما فولكان فهو لم يقل اي شيء منذ ان عاد.

ولم تهتم رودينا بما حدث على أي حال بل كانت متحمسة جداً نتيجة لتلهفها الذي عاد بعد ان تخلصوا من آزوت لاكمال المهمة، وبعد مرور عدة ايام تكلمت فجاة عندما اجتمع الجميع:
- لقد حان الوقت..

*****
في تلك المنطقة الضبابية المُحاطة بالجبال العالية، وامام الغابة المحرمة مُباشرة، اجتمع الستة مع الايجوري هناك، وكان المكان حقاً كالجنة المُنعشة مثلما رأته اول مرة، حيث الشلالات العذبة تُحيط بهم من كل جهة وترسل اليهم نسمات هواء لطيفة، وتوزعوا على الساحة المدورة والصخرية عند اعلى قمة، وفي منتصفها دائرة خضراء صغيرة من مركز الارض تشبه الزمردة، وحولها تماثيل يصل ارتفاع الواحد منهم إلى السبع اقدام، وامام كل تمثال دائرة صغيرة طُبع عليها رموز الارض المختلفة، بداية من رمز شعلة النار والى النبتة التي بداخل التربة وقطرة الماء وشعاع البرق والريح العاتية، و وقف كل واحد منهم على البقعة التي تنتمي إليه.

وكانت تعابير كل واحد منهم تختلف عن الآخر، فإيفروس متحمس كالعادة ورودينا تشعر بالتوتر، اما واتريندا فهي تبتسم ابتسامتها الجانبية ولايتوريندو سعيد بما حدث، اما فولكان فلا تعابير تعلو وجهه غير الانزعاج.

وتنهدت رودينا بقلق ثم نظرت ليديها الممتدة امامها وهي تفكر..لقد حان الوقت اخيراً، سيتم انقاذ الارض على ايديهم بعد كل هذهِ السنوات..وقبضت يديها وهي تتذكر كل الذكريات التي مرت بها منذ ان ظهر لها العجوز الغريب وقدم اليها السوار.

ودخولها في مثلث الشيطان ولقائها بفولكان ولانسولت، وتدريباتها الشديدة في الغابة المحرمة، ومقاتلتها للوحش الاسطوري فنرير وحصولها على كتاب كوفين ثم معرفة الحقيقة..

وحصولها على قوة الارض بفضل والدتها، وذهابها للجزر الطافية ومغامرتها في متاهة الخيط الاحمر، مواجهتها للجنية والممرات الثلاثة وذهابها لينبوع النسيان، ثم تهورها مع فولكان في مملكة كلوڤي ولقاء هولدرا، وكسرها لمرآة ميدوسا، ثم صعودها فوق البيجاسوس مع واتريندا، تكلمها مع البوي تاتا وعنكبوت البورنيو، وايضا حصولها على الايجوري وترقيتها إلى فارسة، ثم خطف حلوى البرق وانشاء فريق كامل، واخيراً...انتقامها من آزوت ومعرفة الحقيقة.

كل هذهِ المغامرات جعلتها تبتسم بسعادة، وعرفت ان ما مرت به لن ينسى طالما هي حية، وستخبر خالتها ما ان تلتقي بها بكل ما حدث، وكل شيء بدأ عندما حصلت على السوار الذي برز الآن من يديها واخذ يتوهج كدلالة على اكتمال القوات.

وتبادلت الانظار مع الخمسة بعد ان توزعوا امامها
- هيا يا رودينا! انقذي الارض! انا متأكد بان والدتك تنظر إليك بفخر من الجنة!
وسمعت تشجيع لانسولت الذي كان خير صديق لها،
- لانسولت كُن مستعداً، انا واثقة من أنك ستكون مخترعاً معروفاً فوق سطح الأرض.
وضحكت بسعادة ليبادلها الآخر بابتسامة حزينة، فهو يعرف أن نهايته وشيكة ومؤكدة ولا يجب عليه رفع آماله، ولكن لا بأس فهذهِ اللحظة لن تتكرر وسينسى احزانه كلها من اجل رؤية احياء الأرض من جديد.

ثم التفتت إلى فولكان الذي كان بجانبها وقالت بنبرة لعوبة:
- لنسر سوياً..امسك بيدي واتبعني إلى الابواب الفاصلة خلف الصحراء السوداء وقرب الماء، موازياً لضوء الليلة الطويلة.
وقلب المقصود عيناه بأنزعاج عندما تذكر هذه الكلمات التي قالتها سافتري ذات مرة وهي تحاول اثارة حماس اطفال القرية للذهاب الى سطح الأرض.

ثم التفتت إلى إيڤروس وقالت بأنزعاج مُصطنع:
- اياك وأن تقم بالشغب فوق سطح الأرض وإلا علقتك بالشجرة، اتفقنا يا صديقي؟
اومئ بحماس على كلامها
- وأنتِ يا واتريندا، ستعجبك محلات الازياء بالتأكيد في الاعلى، ولكنها غالية من ناحية السعر بعض الشيء..
ونقلت أنظارها إلى لايتوريندو الذي وقف إلى جانبها من الجهة الاخرى
- ذكرني بان اخذك إلى احدى محلات الحلوى المشهورة في مدينتنا، هنالك حلويات موجودة فقط فوق سطح الأرض ولم تذقها قط.
وفي نهاية كلامها قبضت على يديها قبل أن تنحني بأبتسامة على الدائرة الصغيرة امامها، وما أن لمستها حتى اضاءت ، وفعل الاربعة نفس الشيء لتضيء دوائرهم باللون الأبيض، وانتشر هذا الضياء إلى منتصف الساحة وهو يتلألأ كالماء المُنهمر، ثم تصاعد إلى الأعلى مخترقاً الضباب كشعاع لا نهاية له، وتوزع في الأرجاء حتى عبر إلى سطح الارض..ثم اختفى كل شيء وغرق داخل هذا الضياء..وكأن الأرض ماتت وستولد من جديد من الضوء.

***

ولم يعلم احد ما حدث بعدها...فهل رجع سطح الأرض إلى اصله القديم ام بقى على حاله؟ هل عادت الخضرة إلى الأشجار والزرقة إلى الماء والسماء ام لا يزال الشحوب يتملكهم؟ مصير البشر لا يزال مجهولاً بعد كل شيء..

فلا وجود للنهايات هُنا، فمادام البشر موجودين ستتكرر الحادثة بطريقة اخرى، نتيجة هذا تعتمد على ادراك الجيل القادم للبشر...




THE END

احم وهنا نهاية الرواية

.......اومايقاد! والله ما اعرف شنو اقول احسني احتاج استراحة..

ياربي هالوراية بقلبي ما اتخيل نفسي ابدا اني انهيتها!!

المهمز احسني ما راح اسكت لهذا خلي ننتقل لاسئلكم

رايكم بالفصل؟

رأيكم بالرواية؟

اكثر شخصية حبيتوها من هالرواية؟ وليش؟

اي اعتراضات او انتقاد؟

احتاج اوضح عدة لشياء، اول شي هو هدف الرواية..الرواية طبعا ما جتي من العدم بل انبثقت براسي لان انا كنت ضايجة جدا من النشاط البشري وتدميرهم للارض..وكان شعور عابر بس بعدين بنفس اليوم قريت نظرية الارض المجوفة ومثلث برمودا وبوووم! تكونت الفكرة براسي.

طبعا مثلث برمودا ماله علاقة بالارض المجوفة، بس انا ربطت نظريتين علميتين لان بكيفي، هو يقال بان بوابة الارض المجوفة في القطب الشمالي... المهم نعود لموضوعنا، يمكن اكثركم مراضيين عن النهاية لانها غامضة بس احب هيك نهايات، ولان بداية الرواية غامضة فطبعا راح تكون نهايتها غامضة.

واهخ وطبعا اهنئ كل من عرف من هو آزوت، بس ميحؤنسويمءجس)\؛'}°€'¶'∆... كنت احسني كونان مع كل هالغموض بس...فجاة اشوف كم قارئة عرفت من هو ╥﹏╥🔫 على كل عرفت الخطا وين وهو اني بالفترة بالاخيرة بالرواية ما اظهرت العجوز الغريب لهذا صار مشكوك فيه. بس رغم ذلك زعلانة من فشلي من هالناحية كان لازم يكون صدمة ومادري ايش صار، بس هع محد توقع انه نصف بشري وان بداخلها شخصين هعهعه( سوري)

وطبعا يحتاجلها تعديلات وان شاء الله احاول اعدلها بجدية حتى اقدر اشترك بمسابقات، وشوي امالي عالية لان اتخيل انها راح تتحول لانمي او فلم
(͡° ͜ʖ ͡°)

طبعا قد تنتهي الرواية هنا بشكل رسمي بس لان انا شخصيا احسني متعلقة بها فراح انزل فصول اضافية تكون كالاوفا في الانمي الياباني، ( ان شاء الله مو اكيد) اعطي به حق الشخصيات واسوي الاشياء الي ما قدرت اسويها بالرواية او اعطيها حقها، مثلا مركبة لانسولت، او كيف راح يتصرفون الشخصيات اذا راحوا لسطح الارض، او اسوي مواقف كوميدية او كيوط بين الشخصيات مثلا اذا راحوا لحديقة الملاهي الخ...

وايضا لا تنسون كتابي الثاني الخاص بهالرواية مثلا انزل كوميكس او دودلز او رسمات القراء اللطيفة او محادثات قصيرة لشخصيات هالرواية

وفي الوقت الحالي لا اعتقد بانني ساعمل على رواية طويلة الى ما بعد ثلاث سنوات حتى اتخرج، ولكن ساحاول نشر روايات قصيرة اقل من فصول هالرواية.

و...لا اعرف حقا كيف انهي الفصل هُنا لكن...

شكرا حقا على تفاعلكم الصادق مع الرواية..احبكم بقد حب رودي للاكل وبقد حب لانسو للعلم وبقد حب فولكان للجو الحار💖💖

قود باي💖💖

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro