Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

مواجهة فولكان(الفصل السادس عشر)

سلامو عليكو
كيفكم اخباركم اموركم الوانكم. وحشتوني خالص مالص فالص

"اودعتُ أحلامي زجاجات الرضا..اسكنتها بحر الدعاء فأبحرت..إن شاء ربي تعود لضفتي..او ربما خيرة هي إن غادرت"
_مساحة لذكر الرحمٰن

ويلا نبدأ

•••••••••••

شعرت بالكتاب يؤخذ من بين يديها لتسمع همس خبيث مُنخفض من خلف اذنها
- شكراً لك، لقد اصبح كتاب كوفين بين يدين صاحبهِ اخيراً.
أستدارت رودينا بسرعة بتعابير مُتفاجئة، ليسقط بصرها على تلك الجنية الصغيرة. تبتسم ابتسامة جانبية مُنتصرة ويديها الصغيرتين تضغط على كتاب كوفين بقوة لتحمله بأعتدال لشدة ثقله على بدنها الرقيق.

رمشت رودينا بعدم فهم وسرعان ما أستدارت نحوها واسرعت بخطواتها تحاول استرجاع كتابها، إلا أن الجنية رفرفت بجناحيها لتصعد عالياً بعيداً عن رودينا وقهقتها المُنخفضة جعلت الغيض ينمو في قلب البشرية التي اردفت بعصبية وهي تقفز عالياً لتأخذ الكتاب:
- كيف تجرؤين على اخذه! ارجعيه لي حالاً! لقد غامرت بمفردي وهذهِ حصيلة تعبي فليس لديك اي حق لتأخذيه مني.
كانت رودينا تشتعل غضباً خاصة مع حركات الجنية المستفزة التي احتفظت بتعابيرها الرقيقة والبريئة لتخدع كل من هب ودب فيعمل لصالحها.

تشبه شبكة العنكبوت التي تجذب الحشرات اليها بمنظرها الجذاب والمتكون من شباك نُسجت بعناية لتكون كاللوحة الطبيعية، وما ان تلامس الحشرات تقيدها بالخيوط وتستغلها كطعام جاهز لصاحب الشبكة.

- يا ايتها البشرية..الا تعتقدين انك تغترين بنفسكِ كثيراً؟ انا ارى بأنك تستحقين الموت مثل اسلافك الأخرين. فليس لديك الحق اصلا لتدخلي الأرض المجوفة وتعبثي بأشيائها.
سحقت المعنية اضراسها بغضب وهي تحاول ايجاد حل مُناسب لتحصل على الكتاب قبل أن تفر الاخرى هاربة.

- هيا يا روكي، الان اسمح لك بالهجوم وتلهية نفسك.
اشارت لكلبها الضخم نحو رودينا ليزمجر الكائن المتوحش ويتراجع بخطواته ببطئ للخلف تاركاً اثار مخالبه الحادة على التربة ومُنطلقاً إلى الامام كحيوان متعطش لسفك الدماء بأنيابه الحادة والبارزة من فكيه الصلبينِ وعينيه المُحمرة كأنها بُقعة من الدم الغامق. وأرتفاع فروه ليصبح مستقيماً وكأنه اصاب بلسعة كهربائية قوية.

كانت رودينا ترصد حركته وكأنها في لحظة التصوير البطيء في احد الافلام مع ردة فعلها المُتأخرة..

حتى لو ارادت الركض والهروب من هذا الكائن المتوحش فهي لن تلحق حتى على مشي خطوة واحدة بجسدها المُتجمد وكأنها مُصابة بالشلل. لكن وبلحظة حاسمة قبل ان ينقض عليها قافزاً، شعرت بموجة غريبة جعلت جسدها يتصنم للحظات منعتها حتى من الأدراك واحست بثقل شديد، ثم جرت هذهِ الموجة لتعبرها نحو جسد الكلب الضخم لينشل عن الحركة هو كذلك ويسقط ارضاً بوضعية غريبة. ولم تعبر تلك الموجة جسده بل بقت فيه وكأنه مُضيفها الأخير.

اصدر الكلب زمجرة مُرتجفة تحت الانظار المصدومة، وكان يبدو وكأنه يقاوم بحركته لكن بلا فائدة وكأنه التصق بالأرض بغراء قوي
- روكي!
صرخت الجنية بأندهاش وتوتر وأبت التحرك من مكانها وكأنها تخاف الأقتراب منه ليكون حالها مثل حاله.

- يبدو انني وصلت في الوقت المُناسب.
استدارت الفتاتان للصوت الدخيل و المُفاجئ بهذهِ الاحداث الغريبة ليسقط بصرهم على جسد نحيف مُنحني إلى الاسفل ليلامس كفه المُغطى بقفاز جلدي سميك الأرض. ثم رفع نظاراته ذات الشكل الغريب عن وجهه بيده الحرة لتظهر عينيه الذهبية والتي حوت بريق بنفسجي عجيب.

- لانسولت!
صاحت رودينا بذهول وهي قد استوعبت الامر للتو لتحرك جسدها من الوضعية الغريبة وتستدير نحو الشاب الذي ابتسم بجانبية مُتجاهلاً البشرية وركز ببصره على الجنية المتوترة.

- اي سحر استعملت ايها الشاب! كيف اسقطت كلبي مشلولاً هكذا حتى بدون القاء تعويذة بصوت عالي.
وقف لانسولت بأعتدال وهو ينزع قفازيه ليدخلهما بجيبه. ولقد اختفى البريق البنفسجي من قزحيتيه.

- لمَ سأقول لك طريقتي؟ والان اتركي الكتاب من يديك قبل ان تكون حالك مثل حال كلبكِ الضعيف.
اردف بصوت آمر وتعابيره للطيفة قد تغيرت إلى اخرى جدية، ولكن الجنية لم تستلم لكلامه بل رفعت الكتاب امام انظارها لتفتح غلافه قائلة بصوت عصبي قلق:
- في احلامك! لن اترك الكتاب بعد أن حصلت عليه، ويجب ان تخافوا مني بما أن كتاب الطبيعة بين يدي واستطيع أن اقلب الطبيعة نفسها عليكم.
بدأت تقلب الصفحات بسرعة باحثة عن مرادها في كيفية قتلهم بدون اثر ولكنها قد عانت بصعوبة شديدة في حمل الكتاب بأعتدال بسبب ثقله.

- رودينا انا لا استطيع التحرك من مكاني لأنني استنفذت طاقتي لذلك حاولي منعها، فالوقت لدينا محدود حتى تجد الطريقة للتخلص منا فاستغلي ذلك.
همس لانسولت بصوت مُنخفض بالكاد سمعته رودينا وفهمته، وحاولت منع نفسها من السؤال والتحرك بسرعة بشكل لا يثير الأنتباه ريثما يقوم لانسولت بتشتيت انتباه الجنية.

فهي قلقة ومتوترة وتحاول ايجاد الطريقة التي تريدها بأسرع وقت لذلك لن تضيع وقتها وهي تنظر لما حولها بل استثماره بشكل جيد لتجد الطريقة المُناسبة بأحد الصفحات التي تتجاوز الالف.

لمحت رودينا شجرة عالية خلف الجنية لتسير نحوها بهدوء دون ان تثير الانتباه وهي تفكر..

أن كتاب كوفين لم يقلب صفحاته بنفسه ويسهل الامر على الجنية وذلك لانه غير مرتبط بها روحياً ويعرف بماذا تفكر الجنية، عكس رودينا الذي جعل من نفسه وكأنه جزء منها ويقرأ افكارها.

كانت الجنية تحلق بعيداً عن الأرض لذلك احتاجت رودينا تسلق الشجرة ولحسن حظها أن الجنية لم تنتبه لها وكأنها مفصولة عن العالم الواقعي وتقلب الاوراق بجنون وكأن نهايتها قريبة ونجاتها الوحيدة بهذا الكتاب.

سحبت رودينا نفسها لتصبح على غصن عريض وقريب من الجنية ولكنها احتاجت أن تصعد اكثر لتصل إلى نفس ارتفاعها وعندما مدت ذراعيها لتمسك بالغصن الاعلى منها وسحبت نفسها، صرخة نصر علت في الارجاء
- وجدتها!
كان صوت الجنية عالياً ومُفاجئ مما جعل يد رودينا تنزلق من الغصن وتصدر صيحة متفاجئة جعلت الجنية تستدير بسرعة وصدمة، فهي لم تنتبه لوجود رودينا إلا الان عندما كادت ان تقضي عليها دون علمها.

لكن رودينا تصرفت بسرعة لتمسك الغصن العريض وتمنع نفسها من الوقوع وأرجحت نفسها إلى الامام لتقفز بسرعة نحو الجنية التي رفعت يديها بخبث ووجهتها نحو رودينا وقد انارتها بلون اخضر غامق.

ولكن الاخرى مسكت اقدام الجنية وسحبتها إلى الاسفل بأقوى مالديها ولم تستطع الجنية الصغيرة مقاومتها لتهويان إلى الاسفل ويصطدمان بقوة بالأرض، تجاهلت رودينا الألم وصوت لانسولت وحاولت دفع الجنية عنها لتصبح هي بالأسفل ولكن الاخرى بقت تقاوم ورفعت يدها المُضئية بلون اخضر وحاولت مس رودينا لكن الاخيرة تراجعت بسرعة.

هذا المشهد جعلها ترفع حاجبيها بدهشة ثم تخفضهما بسخرية فهي قد نجت للتو من تلك الطاقة الغريبة
- انتِ لا تستحقين كتاب كوفين حتى، فأهم صفة في صاحبه هو الانتباه والحذر لما حوله وانتِ كنتِ غائبة عن الواقع..
لم تكمل كلامها لأنها تحركت بسرعة جانباً متفادية اندفاع الجنية المُفاجئ والتي اكملت عنها كلامها وهي تطلق ضحكة ساخرة من منخريها:
- شيء واحد عليك معرفته فيما يخص كتاب كوفين، فهو لا يختار اصحابه بل نحن من نختاره، انتِ حتى لا تمتلكين قوة تكوينية لتنمي قوتك بأستعماله اما أنا ستكون لدي قوة خارقة تقتل بشكل اسرع وافضل من اي سلاح.
ثم رفعت يدها اليسرى والتي أحتضنتها هالة خضراء حتى ساعديها. ومن ثم اصطفت اصابعها لتكون كخط مستقيم وحاد. وشقت الهواء حتى تصل لرقبة رودينا ولكنها توقفت قبل ان تلمسها بمسافة لا تقل عن عقلة أصبع.

تلاشى جحوظ عين البشرية لتتحرك إلى الخلف بتوتر وتحدق بالجنية المُرتجفة والمتجمدة في مكانها. وقد اخذ جسدها يومض بلون اخضر شفاف. ليختفي الضياء بعد ثواني ويهوى جسدها الصغير ليحتضن الأرض.

وقد اخذ جسدها بالتشنج ليجبرها على اتخاذ وضع معين. وكتاب كوفين قد سقط بعيداً عنها فوق الأرض.

كانت رودينا تحدق اليها بدهشة وبفاه مفتوح منعها من الكلام، واغمضت الجنية عينيها بألم ليبدأ جسدها بالذبول وكأنها زهرة قد حل خريفها ومن ثم تحولت اطرافها إلى اوراق بنية اللون قد تطايرت في الهواء حتى أختفى جسدها كله وكأنه لم يكن موجوداً.

سرت قشعريرة بجسد رودينا جعلتها تعود إلى ارض الواقع وتتحرك من وضعيتها وتوجه ابصارها نحو لانسولت الواقف باندهاش
- مالذي حدث؟
تساءلت البشرية بوجه قد اظهر الوجل عليه، مما جعل لانسولت يتحرك من مكانه بصعوبة وكأن اقدامه مثبتة بالأرض بمغناطيس قوي. ثم اقترب منها وهو يحاول تفسير ما رآه
- ياله من شيء غريب قد حدث. لا اعرف كيف افسره..لذلك اعتقد أن الجواب موجود في الصفحة التي قرأتها الجنية.
وقد اشار لكتاب كوفين المُرمي على الأرض بطريقة مُهملة، لتتوجه رودينا إليه وتحمله وتبدأ بالتفكير بتلك الصفحة، فيفتح الكتاب نفسه ويبدأ بتقليب صفحاته قد توقف على ورقة مُصفرة وبالية وقد وجد بطرفها رسمة لشعلة خضراء شفافة كتلك التي ظهرت فوق يد الجنية.

- انظري! الطاقة التي استعملتها الجنية مُحرمة، من المؤكد أن الجنية لم تقرأ الصفحة كاملة فهذه الطاقة تستنفذ من طاقة صاحبها لفترة مؤقتة تجعل الجسد ضعيفا او ميتاً حسب مقاومة الشخص. وبالمقابل تقدم له قوة عجيبة.
اخذت عينيها تتبع اصبع لانسولت وقد اشار لتلك الأسطر الموجودة في هامش الصفحة بخطٍ فاتح.

فجاة اشتعل شعور غريب بداخلها، وقد علمت انها لا تحمل كتاب عادي، بل كتاب قد اخذ من الطبيعة طريقة لتعليم اشياء خارقة.قد تكون سببا في زيادة قوتك او موتك المُحتم.

فجأة احست بالمسؤولية لما تحمله وتبادلت الانظار مع لانسولت الذي اردف
- تعلمي الاشياء التي ستفيدك ولا تكونِ متسرعة في استعمالها فأنت تحتاجين إلى التدريب.. فهذا الكتاب غير عادي في النهاية.

حدقت بغلافه الجلدي للحظات ثم هزت راسها بايمائة خفيفة. وشعور عدم الارتياح قد اخذ من قلبها موطنا له. وحل الصمت للحظات قطعته هي بسؤالها الذي جسد الهدوء به بشكل غريب.

- اكانت تلك قوتك؟
فهم انها تقصد قوتخ التي استعملها مع كلب الجنية والتي جعلته مشلولا حتى هذه اللحظة. فيحمحم بتوتر قبل ان يخرج صوته
-نعم..هذه هي قوتي.اعلم انها سخيفة..

ظنت رودينا انه يمزح لكنه يبدو جديا بقوله. فتفتح فمها بعدم تصديق وتمسك كتفه وتهزه بشدة
-هل تمزح معي! لقد كانت مدهشة كيف فعلتها؟

عينيه اصبحت متوسعة بصدمة من ردة فعلها. لم يظن انها ستتحمس هكذا. فابعدها عنه وافصح قائلا بتردد:
- هي تتمحور حول التحكم بالمجال المغناطيسي للارض والتاثير على الشيء المراد. فاشارة الجسد دائما تكون عكس اشارة الارض ولهذا نحن مثبتين فيها ولكنني استطيع التحكم بها لازيد من قوة الارض لموقع معين وهكذا سينجذب الجسد وستنشل حركته لانه لا يستطيع الفرار من المجال المغناطيسي للارض.

كانت رودينا تحدق به بذهول، كيف يستطيع القول بانها قوة سخيفة؟ ان استطاع التدرب سيمتلك طاقة لا تصدق. لكنه علم بما تفكر فأسرع قائلا:

- لكنها قوة محدودة وضعيفة لا استطيع التحكم بها اكثر من هذا. ولهذا قلت انها قوة سخيفة لا فائدة منها.

كانت رودينا تفكر، بأن اختراعه الذي يقوم على المجال المغناطيسي للارض عجيب. فهو مرتبط مباشرة بقوته

-والان لا تغيري الموضوع.لقد تركتك لفترة وجيزة وعندما خرجت لابحث عنك وجدتك تعبثين مع جنية وقد حصلتي على كتاب كوفين! انتِ غير طبيعية!

كان يتكلم بنبرة سريعة وتعابير وجهه تتشكل على حسب كلامه. وشعرت بانه يحضر لعقاب قاسي لها. فلم تجد حلا اخر غير الضحك بتوتر واخذت تعبث بخصلات شعرها متحاشية النظر في عينيه. ليتنهد هو بقهر هازا راسه للجهتين بخيبة

- يبدو انه علي ان ابقى بجانبك طول الوقت لاتاكد من عدم هروبك. والان هيا استديري لنسرع لموقعنا السابق ونتدرب.

تكلم بنبرة خالية من الرحمة ويبدو ان التدريب سيكون قاسيا بشدة. حاولت انقاذ نفسها بنظرة الجرو الظريفة الا انه دفعها من ظهرها بغضب لتستمر بالسير امامه.

...
كانت الايام تمر بسرعة البرق، جعلت رودينا تنسى كل الاحداث التي مرت بها سابقا وركزت على التدريب الذي تحسنت به، فكانت تتدرب كل يوم على استعمال السيف ثم التمارين الجسدية، وعانت من صعوبة الشديدة فلانسولت وعلى الرغم من تعامله اللطيف الا انه لا يرحم، وكأنه استغل ذلك لينتقم منها على ازعاجه.

ومن ثم تذهب لتقرأ كتاب كوفين وتتعلم منه بعض الاشياء وتأخذ نظرة حول الطبيعة العامة الموجودة في كوكب الأرض. وتركت الامور الخطرة والقوات لوقت اخر بسبب لانسولت وايضا لانها لا تمتلك قوة تكوينية لتطورها.

- الا تعتقد أن الوقت قد حان للذهاب لفولكان؟ لقد مرت ثلاث اسابيع على اخر مرة قابلته.
نبست رودينا وهي تقوم بتمرين الضغط، لكنها لم تلقى جواب لترفع رأسها وتحدق بتعابيره الساخرة. ثم تنهد بيأس ورفع كأس الشاي ليقدمه لها، فتترك هي التدريب اخيرا وتجلس بأبتسامة مُسقبلة كأس الشاي بسعادة ولكن سرعان ما تغيرت تعابيرها لتتحول إلى الانزعاج عندما علمت انه شاي الورد الماوي.

تجاهل لانسولت تذمرها وجلس بأعتدال ليقول بنبرة هادئة وابتسامة لطيفة
- لما الاستعجال بجدية، اتعلمين ما يُقال؟ الحياة مثل لعبة الشطرنج_

- الان اصبح كل شيء منطقياً! انا لا اعرف كيفية لعب الشطىنج.
بقي لانسولت يحدق بها بعدم تصديق، لقد اراد ان ينصحها ويعلمها لكنها وبكل برود تقول هذا..

- افعلي ما يحلو لك، لما احشر نفسي بجدال عقيم معك.
ادار رأسه بأنزعاج واخذ يشرب متجاهلا الضوضاء التي افتعلتها رودينا وهي ترفع يديها بفرحة
- واخيراً! انا قادمة اليك يا فولكان سأضمك في فريقي رغما عنك.
لا يعلم من اين اتت بهذهِ الثقة، فهي منذ وقت قصير فقط قد اتقنت استعمال السيف، وبالتأكيد ان مواجهة فولكان بالسيف شيء مستحيل فأي احمق سيفعل هذا؟ خاصة مع شخص مثل رودينا لا يمتلك قوة تكوينية لتدافع بها عن نفسها.

وسيفها لا يزال سيفا معدنيا، واخذ يتذكر ما قاله لها عندما اعطاها السيف الخشبي اول مرة

" - انه سيف خشبي، لكنه ليس سيفاً عاديا؛ فكلما تطورتي باستعماله يطور هو من مستواه فينتقل من مرحلة الى اخرى فيصبح اكثر صلابة، انه السيف الرئيسي المُستعمل في هذهِ المملكة وتستطيعين التعرف على مستوى الشخص وقوته برؤية سيفه فقط، وسيف فولكان الذي يحمله دائما معه هو من هذا الصنف. ولكنه خاص لأنه مصنوع من المواد الموجودة في صخور البركان وليس من المعدن.
فتحت رودينا فمها بدهشة ومسكته بين يديها، كان سيفها كالسيف المُستعمل في اللعاب الاطفال ولكن لا يُهم فبعد سماعها لكلام لانسولت تحمست للتدريب ليصبح سيفها اقوى من سيف فولكان.

- سأجعل سيفي اقوى من سيف فولكان.
ضحكت بحماس وهي تلوح بالسيف بأبتسامة، لقد كان سيفاً عادياً ولكنه مفيد، ولم يحوي على شيء مميز او مثير للاهتمام فقط جوهر صغيرة في منتصفه تحلت بلون ذهبي فاقع.
- لا تققزي عاليا بأمالك حتى لا تصتطدمين بسقف الواقع"

تناسى هذهِ الفكرة ووجه انظاره لها
- متى ستذهبين لتواجهين فولكان؟
تجاهلت كلامه المُحطم للامال واحتفظت بحماسها وهي تقول:
- ما هذا السؤال بالتأكيد غدا.ً والآن سأذهب لأحضّر نفسي.

اوقفها قائلا بصوتٍ عالي:
- هل تعلمين حتى مكانه؟ انه في القلعة الملكية!
فهو بالنهاية قائد جيش، لكنها فقط اومئت وكأنه شيء عادي وذهبت لغرفتها.
وجوده في القلعة الملكية يجعل كل الطرق مُغلقة في وجه رودينا، لكنها فقط تنظر اليها ببساطة ولا تعرف مدى خطورة الامر، خاصة وأن فولكان يكرهها كرها جما فلن يتعجب ما ان يسمع غدا خبر قتل فتاة بشرية على يد قائد الجيش.
ولكنها رودينا لن تسمع كلامه وستفعل ما يمليه عقلها فقط فهي ذات الروح الصنديدة والرأس العنيد.

- يبدو انكِ ستتوجهين اخيراً لأحضار القوة الاولى للسوار.
استدارت رودينا بفزع لهذا الصوت المُفاجئ والذي اقتحم هدوء غرفتها بعد أن كانت بمفردها، ولكنها هدأت عندما رأت انه العجوز الغريب.

لا زال يظهر مثل الشبح في كل مكان وكانه فارغ من الاعمال فقط لديه مهمة افزاع رودينا
- اجل سأذهب لأحضار فولكان.
استدارت لتكمل عملها بهدوء وهي تنتظر من العجوز الرحيل

- ستكون المهمة صعبة..لانه يكره البشر لذلك عليك ان تكونِ حذرة في تصرفاتكِ حتى لا تموتي مبكراً.
اومئت رودينا بطاعة وهي لا تعلم لما قد اتى لها الان في هذا الوقت، لقد سمعت هذه النصيحة مئة مرة من لانسولت

- لكنني املك شيء سوف يساعدك عندما تشعرين بأنك في خطر.
صمت قليلا وهو يمشط لحيته البيضاء والطويلة باصابعه النحيفة وقد جذب اهتمامها لتترك ما تفعله وتركز معه
- لنسير سوياً..امسك بيدي واتبعني إلى الأبواب الفاصلة خلف الصحراء السوداء وقرب الماء موازيا لضوء الليلة الطويلة..
لم تفهم ما قاله العجوز ولم تستطع حتى أن تسأل لأنه اختفى من مكانه مثلما يفعل عادة، وكأنه يحب ان يشعل شعلة الغموض والفضول ثم يتركها هكذا ليزيد الامور غرابة. ما سر هذهِ الجملة الغامضة التي قالها للتو؟ وما علاقتها بفولكان؟ فهي غير مفهومة حتى..

رفعت كتفيها بعدم اهتمام وابعدت الفكرة إلى اخر جزء من عقلها فلا يجب عليها تشتيت نفسها الان، فغدا تنتظرها مواجهة قوية. لتنتظر بفارغ الصبر حلول الصباح فتنطلق. ولكن الوقت كان يمر ببطئ شديد وعلى الرغم من ذلك لم تستطع النوم ولا تعلم لماذا، فهي تشعر بشعور غريب. قد اخذ يتسلل اليها وكأنها تخاف مجيء الغد، حاولت ابعاد هذهِ الافكار واراحة رأسها والتفكير بأيجابية.

ولكن الامر لم يكن سهلا، ًفعندما استيقظت صباحا كانت تشعر بالعجز يجري بجسدها كما تجري الدماء داخل اوردتها، ولولا لانسولت لبقت في سريرها.
- هيا يا رودينا البارحة كنتِ متحمسة جدا لما هذا الكسل فجأة؟
لم تجبه فهي حتى لا تقوى على فتح عينيها، وهي تستحق ذلك فلقد امضت الليل الماضية في سهرة طويلة تحدق بالسقف بملل وكأن النوم قد طار منها.
- هيا استيقظي الصباح قد حل بالفعل والنور يضيء المكان.
زفرت الاخرى بأننزعاج وافصحت قائلة
- حسنا لقد اشرق المكان، ومالذي تريد مني فعله؟ عملية البناء الضوئي؟
لا يعلم لما هي عصبية جدا في هذهِ اللحظة لكنه ذكرّها
- لقد قلتِ ما ان يحل الصباح ستذهبين لمواجهة فولكان.
ثم حاول تشجيعها

-

حاولي الرجوع حية.
وضع يده فوق كتفها يحاول مواساتها وتشجيعها الا انه فاشل بذلك، فلم يجد طريقة اخرى لجعلها تسترد طاقتها غير طردها خارج المنزل
- انتِ تعرفين الطريق جيداً، إلى اللقاء.
واغلق الباب بوجهها تحت انظارها المتفاجئة وكأنها تيقظت الان، لتركل الباب الخشبية بقدمها بقوة وتتنهد بحسرة.

هي تشعر بقلق مفاجئ. وعلى الرغم من أن سيفها المعدني لا ينكسر لانه مصنوع من السحر الا انه بالتأكيد لن يتحمل امام سيف فولكان العريض.

زفرت الهواء بأنزعاج وضربت خديها فجأة وهي تقول بصوت مرتفع
- حسنا يا رودينا لا تقلقي، انتِ عقدتِ معه اتفاق ولن يقتلك. فقط عليك اجباره على الخضوع وادخال قوته في السوار.
ثم تحركت سريعا غير ابهة وتسلقت اغصان الأشجار بمهارة حتى ارتقت إلى اعلى نقطة، فمن هنا لن يعيق رؤيتها شيء.

وضعت كفها الايمن المُغطى بقفاز سميك يظهر اصابعها وحجبت الضوء عن الدخول لعينيها لتبتسم ما أن لمحت القلعة الملكية الواضحة من هُنا. فالقلعة قد وضِعت في مكان مرتفع وكأنها تظهر سلطتها على تلك المنطقة. ولم تكن بعيدة جداً فقط الفي متر تقريباً.

صفرت رودينا بأندهاش فمنظرها من هُنا يبدو مميزاً، وقد اشتعل الحماس مرة اخرى لتراها عن قرب. فتمسك بالأغصان القريبة منها و تقافزت من واحدة إلى اخرى وكأنها اتقنت الامر بتلك المدة القصيرة، فالتنقل فوق الاشجار افضل من التعرض للخطر في الاسفل حيث الكائنات ذات الشكل الغريب تهاجم من هب ودب. والاشجار قريبة من بعضها مما جعل الامر اسهل.

وكانت القلعة الملكية تقع بعيدا عن الاسواق والسكان لتكون اكثر اماناً، وكلما اقتربت رودينا منها ظهرت امامها تفاصيل البناء المثيرة للاهتمام، فحتى على الرغم من الحضارة القديمة التي تعيشها الارض المجوفة الا ان مهارتها بالعمران لا تقل عن البشر.

فكانت الجدران العالية والصلبة قد بُنيت بطابوق صلب كالفولاذ وقد تميز بلونه الأسود وكأنه فحم خام، وقد نقش على جدرانها رسومات غريبة وكأنها اللغة الهيروغليفية.

تأرجحت رودينا على احد الاغصان ثم تركت نفسها لتققز على الأرض وتستمر بالجري بعد ان قلت الاشجار في هذهِ المنطقة القريبة من القلعة.

ثم غيرت طريقها إلى الجهة الاخرى عندما لمحت حُراس. وجوهم وسمت بالعبوس وكأنها واقفين هُنا منذ دهر ويحرسون المكان بحذر، ويمسكون بسيوف اشبه بالرماح قد اسندوها على اكتفاهم، ويقفون بجانب البوابة الضخمة للقلعة، وكانت اجسادهم ضخمة وكأنهم عمالقة.

كانت القلعة مربعة الشكل وتأخذ مساحة كبيرة، ولكن جانبها قد خلى من الحراس مما جعل الامر سهلاً لرودينا، لذلك التصقت بالحائط واخرجت كتاب كوفين وتمتمت بتلك التعويذة لخلق بوابة كافية لعبورها لفترة مؤقتة، ثم نظرت بقلق في كل الاتجاهات لتتأكد من امن المكان ودخلت.

اخذ بصرها يتجول في هذا المكان الواسع، وكان هناك حديقة ضخمة تستقبل الزوار قبل الدخول للقلعة، وكانت اشبه بقصر الاحلام بتلك الزهور الملونة من جميع الاشكال والالوان.

- لا تلهي نفسك وانطلقي لمهمتك.
همست بصوت منخفض تذكر نفسها بالمهمة التي جاءت لأجلها ثم تحركت من موقعها لتخرج من الحديقة، كان المكان فارغًا وكأنه مهجور لذلك دفعت الحذر بعيدا واخذت تمشي بأريحية وتبحث بأنظارها عن فولكان.

وكانت هذه القلعة ذات الطراز القديم شبيهة بقلعات البشر قبل عدة قرون، فهي واسعة من الداخل وكأنها ساحة للمواجهات الشرسة.

- من انتِ؟
ارتعش جسدها برهبة وقد وجد القلق طريقا نحو قلبها لتزداد دقاته، وتدير رأسها بتوتر لتقابل احد الحراس الذي عقد حاجبيه بشك وهو ينظر لهيئتها الغير مألوفة.

لم تجد طريقة للنجاة من هذا الموقف غير الركض باسرع مالديها ودخول طرق عشوائية حول القلعة.وكانت تظن ان نهايتها قريبة بسماع صراخ الحارس الذي جذب اهتمام باقي الحراس ليبدأوا بملاحقة البشرية.

- فولكان؟
وفجأة تسلل الارتياح لقلبها دافعا كل القلق للاختفاء وهي تلمح فولكان المتميز بشعره الاحمر القاني يسير مع احد الاشخاص المرموقين بملابس انيقة ويبدو غارقاً في المهم الحديث معه فتعابيره كانت جدية، وجسده كان مستقيما كالعادة ويسير بثقة.

وكان يرتدي حلة انيقة من قميص كحلي داكن قريب للأسود ومطرز عند العنق والاكمام بخيوط ذهبية وسراويل ضيقة بلون ابيض، وقد تمنطق بسيفه العريض من الخلف ليصبح بارزا من ظهره.

فأنفرجت اساريرها وقد وجدت ضالتها اخيراً لتقترب منه وهي تنادي باسمه بصوت عالي بدون رسميات. ليرفع هو رأسه بأستغراب ناظرا نحوها ولكن تعابيره تغيرت فجأة لتصبح باردة وكأنه فعلها عن قصد ليحتفظ بمشاعره داخله ويتجاهل وجودها ليكمل حديثه مع ذلك الشخص.

توقفت في مكانها بأستغراب وهي تحدق به بعدم فهم بعد ان اصبح قريبا منها الا انه تجاهلها وكأنها جماد او شبح لا يظهر للعيان، لما يتصرف بغرابة هكذا وكأنها لا شيء؟ هل يحاول حفظ غضبه بهذه الطريقة؟

وقبل ان تذهب خلفه شعرت بجسدها يتجمد بين ايدي الحراس الذين سحبوها للخلف بقسوة ليمنعوها من الهرب مجدداً، حاولت المقاومة والنجاة من ايديهم قبل ان يسجوها في السجن.

وشعرت أن فولكان سينقذها عندما ادار رأسه ناظراً نحو الضجة والضوضاء التي تصدرها للهروب من ايدي الحُراس القاسية الا انه قال بصوت هادئ خالٍ من المشاعر
- تخلصوا منها.

لم تكن تدرك أن آثار كلامه قد اخذ مكانا على وجهها، ليسكن جسدها فجأة ويتوقف عن المقاومة، فيتبادل الحراس انظار متفاجئة ومتساءلة، وعندما شعرت بخفة امساكهم لها دفعتهم بعنف للخلف لتنحني بسرعة وتنزع حذائها.

ثم رفعته عاليا لترجع يديها للخلف ثم تدفعها للأمام بأقوى ما لديها وترميه بأتجاه فولكان فيرتطم برأسه بقوة ويسقط على الأرض. وبتعابير غاضبة وعصبية اخذت تلهث وهي تنفض يديها متجاهلة الهدوء والسكون الذي حل فجأة.

من هو حتى يتصرف وكأنه لا يعرفها؟ هل ينوي سكب ماء وجهها عليها بكل برود ويتصرف بعُنجهية!

شعرت فجاة بنبضات قلبها تتسارع بقلق الا انها تجاهلتها وهي تستقبل انظاره المتفاجئة عندما ادار رأسه.

لترفع اصبعها السبابة نحوه وقد تلظت غضباً بسببه، وقد ارتعش اصبعها قليلا الا انها نطقت بثقة وعصبية وبعينين ثابة
- لا تتصرف وكأنك لا تعرفني، فأنت من طلب مني المواجهة والان تفر هارباً كالفأر!

.
.
.
stoop

وهنا نهاية البارت

اتمنى عجبكم احم، وحمستكم بالنهاية :)

رأيكم وانطباعكم بالبارت؟

شكل رودينا عاجبها الموت وتحب تجربه بكل الطرق، فتعتقدون سراح يصير بالبارت القادم؟ عود العجوز الغريب قال لها تتصرف بحذر معه...

وهل راح تقدر تواجه فولكان وتنتصر؟

رأيكم بقوة لانسولت؟ وليش هي محدودة اكيد اكو سبب.

وشنو سر الجملة الغريبة الي قالها العجوز الغريب؟



Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro