متاهة الخيط الأحمر( الفصل العاشر)
السلام عليكم كيفكم احوالكم الوانكم
وحشتوني خالص مالص فالص
_مساحة اذكر الله_
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ويلا نبدأ
•••••••••••
حول وقفته لأخرى مستعدة وانحنى للأمام واضعا يده فوق ركبته وبدى مستعداً للقفز:
- لكننا لا نعلم ماذا يوجد هُناك، فلا أحد قد رجع بعد ان نزل للأسفل.
وهذا ينطبق علينا ايضاً. انا ارى الموت يلوح لنا منذ الأن...
حدق بي من طرف عينه وارسل لي ابتسامة مغرورة وكأنه يقول " انا سأنزل الان وانتِ تحللي هُنا لأنكِ لا تستطيعين القفز"
ثم ارجع نفسه للوراء وبحركة سريعة منه اندفع للأمام ليقف على حافة المكان ويقفز.
توسعت عيناي بعدم تصديق وانا اراه يقف بسلام على الأرض التي تقع تحتنا، هذا غش وأحتيال! كيف يستطيعون القفز من هذهِ المسافة بحق الله! هل سكان الأرض المجوفة جميعهم لديهم اقدام قوية؟
لقد وضع قدميه على الأرض كالقطة وكأنه يتمتع بمرونة عالية، لكنني لا اصدق هذا فبالتأكيد هنالك شيء ما.
يجب على القفز ايضاً والتجربة فأن استطاع هو فعل هذا ببساطة يعني انا ايضاً استطيع. تجاهلت امر قدماي النحيفة التي ستنكسر أن قفزت ورفعت يداي بتشجيع
- هيا يجب أن افعلها! لقد سقطت في مثلث برمودا ولم يحدث لي شيء فلا داعي للقلق.
رجعت خطوات عديدة للخلف ثم اندفعت اجري للأمام. وما أن وصلت للحافة قفزت بقوة وأغمضت عيني بفزع واخذت اصرخ.
شعرت بالهواء يتخلل خصلات شعري بوحشية وبقوة الضغط تزداد على اذني فلم استطع ان اتنفس حتى شعرت بجسدي يقع بقوة فوق الأرض الصلبة. انتظرت شعور الكسر بقدمي الا انني كنت واقعة على ظهري فوق شيء ما لم يكن صلباً كالأرض.
- ايتها البشرية القذرة!
سمعت صوت فولكان من تحتي لأفتح عيني بسرعة واستقيم واقفة. نظرت بتوتر لفولكان الواقع على الأرض وقد اخذ يرفع نفسه شيء فشيء وخصلات شعره تخفي تعابيره الغاضبة.
نظر الي من خلف خصلاته الحمراء بأكثر نظرة غاضبة قد رأيتها
- كم وزنك بحق الرب! لم ارى امرأة ثقيلة مثلك لقد كسرتي ظهري!
- لقد اعتقدت انكَ قد ذهبت لم ادري انك مازلت تقف في مكانك مثل التمثال!
قلت بنبرة مستنكرة وانا انفض ملابسي بعصبية، على الرغم من ذلك كنت سعيدة فأنا قد اكتشفت طريقة بسيطة للنزول بسلام، يجب ان انتظر فولكان ليقفز ومباشرة اقفز ورائه حتى اسقط فوقه ولا أتأذى.
لكنني شعرت بغضبه الشديد نحوي وكأنني فعلت هذا عن قصد ليستقيم بأعتدال وينفض ملابسه ثم ارسل لي نظرة نارية غاضبة وحاول ضبط نفسه حتى لا يرميني الأن من فوق هذا الأرتفاع.
فأعطاني ظهره واسرع بخطواته ليقفز بقوة من الجزيرة الصغيرة التي نقف عليها متجاهلاً اياي وكأنه يتسابق معي. يا فتى.. ماذا عني هل سأبقى هُنا؟ ليست لدي وسيلة للنزول فقط انت ياللقسوة!
جريت نحو الحافة مرة اخرى وانا اصرخ عليه بصوت عالي ليسمعني:
- بجدية فولكان لا تكن حقيرا هكذا فلتساعدني!
الا انني كنت اتكلم مع نفسي كالمجنونة فهو قد تركني هنا وحيدة واخذ يكمل خطواته بسرعته الغير مألوفة قافزا من جزيرة إلى أخرى حتى اختفى عن الأنظار
- ايها الأناني! انتظرني فقط عندما اضمك في فريقي وسأجعلك كالخاتم في أصبعي.
بدأت اتكلم بعصبية وانا اضرب الأرض بقدمي واخذت احوك افكاري الشيطانية بداخل عقلي كوسيلة للأنتقام حتى ارفه عن نفسي لكنني ازددت غضباً.
- هل سأبقى هكذا انتظر هُنا حتى أتآكل واموت؟
تنهدت بعصبية مفرغة الهم الذي بداخلي وقد فعلت الأرض نفس الشيء لتتنهد بقوة ويصعد هواء بارد قوي من تحت الجزر التي تطوف بالهواء نتيجة لتحرك احد الجزر الكبيرة في الأسفل. اغمضت عيني لشدة الهواء ثم فتحتها بعد عشر ثواني لأنظر للأسفل بملل.
لقد لاحظت أن قوة الهواء تزداد كلما نزلنا للأسفل حتى تكون قوية جداً لتحرك احد الجزر الصلبة، وهذهِ العملية تتكرر كل نصف دقيقة تقريباً بفعل الأنتظام الذي تلتزم به هذهِ الجزر الغريبة..
كنت اريد ان استلقي على ظهري منتظرة وقت أجلي فهذا الفولكان قد استغل هذا الامر لصالحه حتى ينتقم مني بطريقة غير مباشرة، يكون هو البريء من تهمة القتل. الا انني لم اوشك على الأستلقاء حتى خطرت فكرة مجنونة بمعنى الكلمة في رأسي.
- الا انها فكرة رائعة!
همست لنفسي بأبتسامة جانبية وانا اصفق بين يدي بفرح لأدفع نفسي حتى اقف وافكر بجدية بالأمر.
- حسناً انتظرني يا فولكان، فأنا لست الفتاة الضعيفة التي تستسلم، سأريك من هم البشر الأن.
تمتمت لنفسي بأبتسامة واسعة واخذت انزع قميصي ذا اللون الأحمر القاني وبقيت فقط بالقميص القطني بلا اكمام. شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي عندما هبت نسمة الهواء الباردة من الأسفل الا انني تجاهلت ذلك على الرغم من عدم تعودي على هذهِ البرودة..
تقدمت ووقفت على الحافة محدقة للأسفل بقلق الا انني نفضت هذا الشعور سريعاً وارجعت نظري للقميص الواسع بين يديّ. فتحته امام انظاري ثم رفعته عاليا لأتأكد أن كان سيتحمل ثقلي.
فأنا سوف اقفز من الحافة عندما تهب نسمة الهواء القوية مستعملة قميصي كمظلمة هبوط او كما نسميها فوق سطح الأرض بالباراشوت. حيث سوف امسك اكمام قميصي كالحبال حتى اتحكم بها لكي اتمكن من الهبوط إلى الأسفل بسلام عبر قفزي من هذا المكان المرتفع واستغلال الرياح القوية التي تهب كل نصف دقيقة لتخفف من قوة السقوط.
ما أن بدأ صوت الرياح يتحرك بالأسفل صعوداً للأعلي همست بأبتسامة متشوقة:
- الأن!
على الرغم من الرعب الذي يرقص في قلبي الا انني تهورت ودفعت نفسي نحو الأمام ممسكة اكمام قميصي بقوة. وفجأة ضربتني الرياح العنيفة لتدفعني للأعلى ثم أبدأ بعدها بالسقوط ببطئ نحو الأسفل.
- يإلهي_!
صرخت بقوة وانا مغمضة العينين من شعور الدغدغة الذي راودني في بطني ثم لم اتحمل الا وضحكت بأنتعاش وانا افتح عيني اجول بها في كل مكان حولي بحماس.
شيء فشيء بدأ سقوطي يصبح سريعاً ما أن اختفت الرياح لأحاول دفع نفسي نحو أقرب جزيرة صغيرة. لأقف عليها بسلام متنهدة ثم ادير جسدي منتظرة هبوب الرياح لأكرر العملية. وهكذا شيء فشيء قمت اشعر بقوة الرياح تزداد كلما نزلت للأسفل وكنت سعيدة جدا الا أن صوت تمزق اكمام قميصي قد بعثر على هذا الشعور.
رفعت نظري بفزع نحو احد الأكمام الذي تمزق من طرفه بسبب شدة امساكي له.
- كلا ارجوك فقط دعني انزل بسلام.
همست بترجي وانا اغمض عيني وبدأت بالتفكير في انزال وزني فهذا سيكون مشكلة اذا استمريت هكذا..
فتحت عيني بهدوء محاولة ابعاد الخوف والتحديق نحو الأسفل حيث الأرض التي بدأت بالظهور على الرغم من وجود الضباب الا أنها واضحة.
بدأت بدفع نفسي نحو الأسفل حتى شعرت بطرف قدمي تلامس الأرض لأتنهد براحة واقف بأعتدال على الرغم من انني بدأت بالترنح بشعور الدوار المفاجئ والغثيان الذي راودني. تبا هُنا لا يوجد اوكسجين كافي قابل للتنفس.
تجاهلت هذا ولبست قميصي بسرعة فالبرد هُنا قارص على الرغم من أن قميصي خفيف لن يفيدني بشيء. شعرت فجأة بجسد ما يقف بالقرب مني لأستدير بأنفعال واحدق بالهيئة الضبابية الغير واضحة لأنطق بشك وانا اعدل من وقفتي العدائية:
- فولكان؟
صمت لثوينات ثم اندفع بكلامه بصدمة:
- كيف نزلتِ هُنا بحق الرب! كنت متأكد أن بقفزة واحدة منك ستنكسر قدميكِ لبعد المسافة وضعف بدنك..!
عرفت أنه فولكان من نبرته ذات البحة القوية والعميقة المنفعلة، قلبت عيني بأبتسامة مغرورة وضحكت بأفتخار:
- الم اقل لك الا تستهن بالبشر؟ فقط فكر بمنطقية بالأمر نحن عشنا لمدة الاف السنين من دون قوة ولا شيء وانتم لا تستطيعون التنفس اذا لم تمتلكوا ذرة قوة من طاقة معينة. واننا نجونا من اصعب الأمور فقط بالأعتماد على ذكائنا.
واشرت لرأسي بأصبع السبابة بأبتسامة جانبية على الرغم من انني اعرف ان ملامحي غير واضحة له الا انني استشعرت غضبه من سخريتي بهم:
- لا تضخمي الموضوع انتم ضعفاء! نحن نمتلك العقل والقوة بنفس الوقت وانتم بالكاد تستعملون عقلكم بطريقة صحيحة!
لم اعرف لما هو غاضب الى هذه الدرجة الا انه من الممتع اغضابه فهو لن يستطيع فعل شيء ما لي بعد عقدنا الأتفاق..
- اوه حقاً؟ مالدليل على انك شخص ذكي؟
زفر بقوة ثم قال بعدم مبالاة:
- لقد ادركت انني امتلك ذكاء وعقلاً سلميا ما أن قابلتك وعرفت الفرق بين المجنون والسليم.
توسعت عيناي من هذهِ الأهانة الصريحة واوشكت ان ارد عليه عليه بعصبية الا انه تجاهلني وابتعدت هيئته الضبابية عن مرمي بصري عندما بدأ يتقدم للأمام.
- لقد تأخرنا هيا اتركي الثرثرة ولنواصل طريقنا.
حاولت اغماض عيني وأقفال فمي بمحاولة مني لحبس غضبي. ثم بدأت بالنظر حولنا عندما بدأ الضباب يصبح خفيا الا انه مازال يخفي ما حولنا.
- لقد قلت ان لا أحد رجع بعد ان ذهب للجزر الطافية، الا انها لا تبدو بهذه الصعوبة بالنسبة لكم.
سألت بأستنكار واخذ اشعر بالتعب جراء قلة الاوكسجين
- انا كنت اقصد بعد ان ذهبوا لها لم يرجعوا اي انهم قد عبروها وقد واجههم شيء ما بعدها كان السبب في اعاقة رجعوهم.
- مثل ماذا؟
بدأ شكل فولكان بالوضوح كلما تقدمنا للأمام وكذلك الأوكسجين الذي زاد في الجو حيث شعرت بأننا نمشي فوق ارضية كانت كالسهل ترتفع شيء فشيء وتبعدنا عن اعماق الأرض.
- مثل ذلك الشيء الذي امامنا.
رفع يده ليشير للشيء الذي يقابلنا الا انه كان غير واضحا من هذا البعد. لكنه يبدو شيء عالياً وأخضر اللون
- أنها متاهة الخيط الأحمر. لقد سمعت عنها اشاعات بأن خيوط حمراء مجهولة المصدر تبدأ بتقييدك حتى تخقنك ولم يهرب احدا منها.
يالأشاعاتهم الغريبة، لقد كنت لتساءل دائما ماذا ستكون ردة فعل البشر قديما عندما كانوا يقولون عن مثل هذهِ الأشياء بالأساطير التي لا صحة لها وهي محض خرافات.
وحقا لقد بدأ شكل ذلك الشيء الغريب بالوضوح ليصبح كسور كثيف من النباتات بها العديد من فتحات البوابات فيها ممرات عميقة التي تعمل كالمتاهة مثلما قال.
وقفنا امام ثلاث بوابات من الشجر الأخضر الكثيف
- لندخل من الباب الثاني فأنا افضل الأرقام الزوجية على الفردية.
قلت بعدم اهتمام ودخلت للباب الذي اريده. شعرت بفولكان يتبعني من دون ان يتكلم ولم اهتم فالطريق امامي مسدود لذلك اضطررنا لنستدير ونعيد الكرة من بوابة الثانية وهكذا استمر الامر كلما دخلنا اكثر واجهنا طريقاً مسدوداً في وجهنا حتى طفح الكيل لأقف في مكاني بفقدان صبر وامد يدي نحو فولكان بأصرار:
- اعطني سيفك.
نظر ليدي ثم لي بسخرية ومسك مقبض سيفه بحذر كأنه خائفا عليه من ان المسه
- مستحيل لن اعطي سلاحي لبشرية قذرة، ماذا ستفعلين به بأي حال؟
قلبت بصري بنفاذ صبر وقلت له بنبرة لاذعة:
- بالتأكيد سأستخدمه حتى افتح لنا طريقا من خلال شق فتحة تكفي للمرور من بين الأشجار.
وبقيت احرك يدي امام وجهه حتى يقدم لي السيف الا انه نفي برأسه وقال بكل نزاهة:
- كلا هذا اختراق للقوانين. هذهِ متاهة ويجب علينا ايجاد طريق للمرور.
- لا تكن هكذا أن القوانين وضعت حتى نخرقها، اذا بقينا هكذا سنتأخر ولن نرجع مثلما حدث مع السابقبن الذين اتوا لهُنا.
بدأ يفكر بالأمر قليلاً وهو يمرر نظره بيني وبين السيف
- أنا سأفتح لنا طريقا بالتأكيد ان بشرية عادية مثلك لن تستطيع مسك سيفي الفريد.
يإلهي فقط الصبر كيف سوف اتحمل هذا واجبره على أن يضع قوته في سواري، ستكون حياتي كالجحيم بل اسوء..
مسك سيفه ورفعه بكل بساطة كأنه يحرك ريشة ووقف وقفة خاصة ماسكاً السيف بكفيه الأثنين وحركه سريعاً ليشق النباتات الكثيفة فيظهر فراغ بينها كافٍ للعبور.
لكن ما أن انفتح الطريق أمامنا حتى برز صوت تذمر غريب وعالي قد انتشر في المكان كالصدى.
وفجأة بدأت خيوط حمراء بالظهور لنا في كل مكان. من بين اوراق الأشجار ومن حيث الا مكان. وكلها بدأت بالزحف نحو فولكان بسرعة والصعود لقدميه ثم الألتفاف حوله شيء فشيئ وهو كان يقاومها بغضب ويحاول قطعها بسيفه القوي الا انها كثيرة وبدأت بالصعود بسرعة واخذت تغطي يديه بقوة حتى انشلت ليقع السيف من يديه فيرتطم بالأرض الصلبة محدثاً ضجيجاً عالياً.
بدأ يقاوم بجسده الصلب الذي كان بلا فائدة فهذهِ الخيوط بدأت تخنقه وتشل حركته. لينظر لي بأكثر نظرة غاضبة رأيتها:
-ً ساعدينني، كله بسببك اخذت هذهِ الخيوط تنتقم مني لتخريب المتاهة.
لا اعلم لمَ شعرت بالفرح. حاولت اخفاء الأبتسامة والتصرف ببرود وانا ارفع يدي الاثنان كاللاكتفاء بالذي حصل:
- هذهِ اوامر المتاهة يا عزيزي فولكان، فليس لي الحق كبشرية عادية بالأعتراض.
كنت اشعر بنظراته النارية التي سوف تحرقني في مكاني
- تبا لا استطيع استخدام قوة النيران خاصتي اشعر بأن قوتي تتُسحب شيء فشيء. هذهِ خيوط سحرية.
قال هو بتعب بعد المقاومة الشديدة. وفجأة شعرت بالشفقة عليه فغريزتي البشرية اللطيفة تمنعني من رؤية شخص ما يتعذب، لذلك حاولت رفع سيفه وتمزيق الخيوط التي تحيطه الا ان السيف لم يُرفع من الأرض ولم يتحرك إلا عدة انشات بعد كل القوة الذي بذلته في يدي لحمله.
لكن هنالك شيء غريب. صحيح أن هذهِ الخيوط بدأت بأمتصاص قوته الا انه اقوى من ذلك بكثير ويستطيع التخلص منها بسهولة لكن لما لا يستعمل قوته بجدية! أن لم يكن قوي لهذهِ الدرجة إذاً لما قد اختير ليكون حامل احد عناصر مكونات الأرض؟ هل هو خائف من أن ارى قوته ام ماذا؟
- تصرفي بسرعة أن هذهِ الخيوط بدأت بالتحرك.
رفعت انظاري اليه ولقد كانت حقا تتحرك وترجع للوراء كشيء حي ساحبة فولكان معها بقوة لتبدأ بالمرور في ممرات المتاهة. وانا مازلت احاول رفع السيف الثقيل على الأرض وصياح فولكان الآمر يدخل في اذني.
ماهذا السيف الغريب الذي يمتلكه. انه اثقل شيء رايته في حياتي كيف كان يحمله كالريشة.
- فولكان انتظرني سأتي لأنقاذك.
صحت بقوة وانا اعلم انه لم يسمعني وقررت ترك السيف واللحاق بفولكان لكنني لا استطيع تركه هُنا، نظرت له بتردد واردت الأنطلاق الا انني سحبت خطواتي نحوه لأبدأ بسحبه على الأرض فلا توجد طريقه غير ذلك.
بدأت بتذكر الطريق الذي مرت به الخيوط الحمراء ساحبة فولكان كالأسير معها الا انني وقفت في طريقي عندما لم اعد اعرف اين اذهب.
فجأة سمعت صوت ضحكات عالية كانت شبيهة بصوت التذمرات التي صدرت قبل قليل لذلك بدأت بتتبعها وانا ارهف السمع حتى وصلت اخيرا لمكان مفتوح.
كنت اعتقد انني خرجت من المتاهة الا انها فقط كانت ساحة ضخمة في منتصف المتاهة. ساحة واسعة مدورة جداً تحيطها بوابات المتاهة من كل جهاتها ولم اكن استطيع رؤية شي منها فالخيوط الحمراء كانت مبعثرة في كل مكان كشعر مموج.
وعندما بدأت بالتقدم كانت هذهِ الخيوط حقا شعر احمر مجعد وطويل جدا ينتهي لأمراة عملاقة. كانت امرأة ضخمة جداً وانا كنت كطول عقلة الأصبع بالنسبة لها.
كانت تتربع في جلستها وتسند رأسها فوق كفها وتحدق بأهتمام وأبتسامة هائمة بفولكان المقيد بخصلات شعرها.
لم تكن تظهر من بعيد بسبب علو اسوار النباتات المكونة للمتاهة. فكنت اسمعها تهمس بصوت عالي لفولكان وهي ترفعه امام عينيها التي اقتبست من البحر لونه.
- انتَ محظوظ لانني لم اقتلك على الرغم من انك خربت اسوار النباتات خاصتي، وبسبب لون شعرك الأحمر كنت قد عفوت عنك عكس الأخرين الذي تهوروا بعبور متاهتي.
كنت اسمع فولكان يصرخ بغضب الا انني لم افهم مما قاله شيء لذلك تركت السيف على الأرض وكنت اخطط للهروب فشكل هذهِ العملاقة مخيف بجدية تستطيع ان تدهسني بقدمها.
- ايتها البشرية لما كل هذا التأخير، الا تريدين ان اجلب لك شاي لتحتسيه اثناء بحثك عني؟
ارجعت خطواتي للوراء لأستدير نحو القائل الذي انتبه الي بسخرية:
- اعتقد انك لست بوضع يسمح لك بالسخرية مني.
كان يريد التكلم الا أن العملاقة قد تحركت من مكانها لتنحني نحوي بأهتمام. فأقف متجمدة امام عينيها التي اصبحت قريية جدا مني حتى شعرت أن بؤبؤها سيكون الثقب الاسود الذي سيسحبني.
ابتعدت عني بعد لحيظات بتعابير غير راضية لأزفر الهواء بخوف واضعة يدي فوق صدري ثم انظر اليها بقلق
- تبدين بشرية ضعيفة ستموتين على اي حال حتى من دون ان ابذل جهد مني.
سمعت العملاقة تقول بصوت رنان هادئ ثم رجعت في مكانها ببرود متجاهلة مشاعري الحساسة واخذت تحرك الخصلة التي تقيد فولكان بملل.
- انا مهتمة جدا بهذا الشاب فهو يمتلك شعرا احمر وكنت اظن انني منبوذة لأنني امتلك مثل لون شعره. لكنني رأيت كم هو جميل لذلك سأبقي هذا الشاب لتلهية نفسي باللعب معه كل يوم افضل من البقاء وحيدة محبوسة بين متاهة لا يعلم من يعيش بخارجها عني. .
كانت تنطق وهي تبتسم لفولكان بسعادة ثم تبدلت نبرتها للاخرى منزعجة غاضبة في اخر كلامها.
- لا بأس انسة عملاقة انت تستطيعين اخذ فولكان مجاناً لكن مقابل ذلك دليني على مكان الخروج من هذهِ المتاهة.
كانت نظرات فولكان المصدومة وفمه المتسع بخفة كفيلة لترد علي، بجدية يجب ان يذوق ما فعله لي...
الا انني اشفقت عليه بجدية فهو يبدو كاللعبة بين يديها. اريد ان ارى ردة فعل شعبه عندما يبصرون الشاب المثالي خاصتهم يتلاعب به من قبل عملاقة.
-حسناً كنت امزح، ماذا اعطيكِ كي ترجعين لي فولكان؟
حاولت السيطرة على الأمر سريعاً وانا اوجه كلامي للعملاقة التي امالت رأسها بتفكير واخذت تنظر للأعلى وهي تصدر همهمة لطيفة. كانت كل الافعال تلك تشير لفتاة رقيقة ولطيفة لا تنتمي لعملاقة قد يصل ارتفاعها فوق العشرة امتار.
- اريد ان تحكي لي قصة، فأن اعجبتني سأقدم لك هذا الشاب وأن لم تعجبني ستكون هذهِ نهايتكِ.
بجدية..انا فاشلة في ارواء القصص ما هذا الطلب الصعب الم تجد غيره؟ ثم لما هذهِ العملاقة تتصرف بطفولية حقا بجدية انظروا لها كأنها طفل في جسد عملاق.
- انا واثق أن قصتك المريعة ستكون سببا في موت كلينا.
نظرت لفولكان بغضب ثم تجاهلته واخذت انظر لخصلات شعر العملاقة الطويلة التي تستطيع تطويلها اكثر والتحكم بها. اخذت افكر في قصة قد حكتها لي خالتي قد تفيدني الأن. كانت هناك قصص كثيرة الا أن بعضها طفولي وسخيف.
فجأت اتت في بالي قصة رائعة لأرفع رأسي نحو العملاقة المتمللة واهتف بحماس مقتربة منها لأصبح امامها مباشرة:
- لدي قصة رائعة سوف تعجبك. فهي تتكلم عن فتاة تشهبك.
شعرت بأنظار فولكان الخائبة وكأن علم منذ الأن أن نهايتنا ستكون قريبة بسببي. الا انني ابتسمت بأتساع عندما جذبت انظار العملاقة فأنحنت نحوي بأهتمام واضح في عينيها.
كان وجهها قريب مني لكنني حاولت ابعاد التوتر والرعب و سرد قصتي:
- منذ قديم الزمان وسالف العصر والأوان كانت هنالك اميرة صغيرة تعيش في قصر كبير، لم يكن عمرها يتجاوز العدة اشهر الا أن هذهِ الطفلة كانت غريبة جداً، فمنذ أن ولدت وكانت تمتلك شعراً غزيراً ذهبي اللون يصل إلى أكتافها. فكانت تبدو جميلة جداً مثلك.
سكتت قليلاً وجلست على الأرض لأسرد براحة اكثر وانا اشير اليها بأخر كلامها لتبتسم هي بخجل. خطتي تنجح..
- ولم يكن شعرها عادياً فكان به قوة سحرية كبيرة جداً طمع بها كل ساحر. وفي احد الليالي استطاعت احد الساحرات خطف الأميرة ووضعها في برج طويل جداً معزول عن العالم لم يستطع ان يصل اليها احد او ينقذها. فبقت وحيدة في ذلك البرج تريد أن يأتي احد ويؤنس وحدتها. الا ترين انها تشبهك؟.
شعرت بأن العملاقة قد انسجمت مع قصتي جدا خاصة وانا اجعل القصة تشبه حالها تماماً.
- وفي احد الايام اتى فارس شجاع جداً اراد أن ينقذ الأميرة بعد ان سمع صوتها في احد الايام وهي تغني. لكنه لم يستطع الصعود. لذلك طلب منها ان تمد شعرها الطويل حتى يتسلقه ويصل اليها وقد فعلت ما قال. وكانت سعيدة جداً لأنها قابلت احداً اخيرا وطلبت منه انقاذها من الساحرة الشريرة التي تستغل قوتها. فوافق على ذلك. وتعلمين ماذا قال؟
نفت العملاقة برأسها وانتظرنتي لأكمل قصتي ولكنني كنت ابحث عن شي ما قد يساعدني في حالتي بعد تحريف القصة تماماً. لذلك قلت بسرعة بعد ان خطرت لي فكرة:
- قال انه سيقتل الساحرة الشريرة لأنها جعلت الاميرة تكرس حياتها من اجل سحرها الشرير. فطلب منها ان توصله لمكان الساحرة وبسبب قوته وشجاعته استطاع ان يقتل الساحرة وتحرير الاميرة لتعيش حياتها بحرية وترجع لعائلتها. النهاية.
صفقت في نهاية كلامي بابتسامة متوترة ولم يكن على العملاقة أي تعبير يذكر. لأسمع صوت فولكان وهو يقول بخيبة:
- لقد كان هذا اسوء سرد قصة سمعته في حياتي.
لم اجبه لأنني صدمت من شهقة العملاقة المفاجئة وعينيها التي بدأت تدمع تأثراً بقصتي. لتقول من بين شهقاتها وهي تمسح دموعها بكف يديها:
- انها تشبهني تماماً انا انتظر اشخاص ليأتوا ويحرروني ويتخلصون من فنرير. لكن لا احد لديه الشجاعة الكافية لذلك.
لم اتوقع أن تتأثر بقصتي السيئة او ان تسير حسب خطتي. لكن لقد نجح الأمر. لأستقيم بفرح وانا اضع يدي فوق صدري وأقول بنبرة واثقة:
- نحن من سننقذك يا أنسة.
نظرت لي من بين دموعها وهي تبعد يديها عن وجهها بأمل:
- حقاً؟
اومئت بأصرار وقلت وانا اشير لفولكان:
- انا وهذا الشاب نريد ان ننقذك من فنرير ونخلص العالم من هذا الشيطان الشرير، فهل يمكنك ان تدليننا عن مكانه؟
رمشت العملاقة بتفكير لكنها ابتسمت بأتساع لتنحني بأتجاهي وتحرر فولكان من خصلات شعرها لترفعه بين يديها وتضعه بجانبي.
ترنح هو في مكانه لكنه وقف في استقامة بالنهاية ووضع يده فوق رأسه وييدو بأن صداعا قد راوده. لكنه بدأ يهمس بأن قوته بدأت بالتدفق اليه من جديد.
- أن اثق بكم. لذلك سأدلكم عن البوابة التي توصلكم لسجن فنرير.
قفزت في مكاني بحماس وسعادة. خطتي قد نجحت اخيراً. أنا شخص جدير وموثوق حقاً! استدرت لفولكان الذي يقف على بعد مناسب من العملاقة وينظر اليها بأنزعاج
- انت مدين لي بحياتك، هيا اسخر مرة اخرى من البشر وانظر ماذا سيحدث لك.
كتفت يدي بأستهزاء ورفعت طرف شفتي بأبتسامة جانبية الا انه ادار رأسه عني ونظر الى الجانب الاخر بأنزعاج وغضب.
- أن البوابة من ذلك الأتجاه.
اشارت لنا نحو احد الفتحات الصغيرة التي بدت كممر طويل لا نهاية له، وقبل ان نتحرك في مكاننا انحنت الينا العملاقة وتعابيرها تشع بالقلق:
- لكن هل انتم متأكدين؟ لا احد استطاع ان يتخلص من فنرير فكيف يمكن لكم ان تقتلوه؟
ضحكت انا بتوتر وانا اعبث بشعري ونظرت لاتجاه فولكان طالبة منه انقاذنا من هذا الموقف الا انه تجاهلني بالكامل! ياله من شخص. لقد انقذتك للتو من ان تكون دمية لهذهِ العملاقة.
انا لم اكن جدية حول امر تخلصي من فنرير انا فعلت ذلك فقط كي اقنعها واجعلها تساعدنا في ايجاد مكانه، انا فقط اريد قطعة من سلسلته وسأخرج بسلام.
- لا تقلقي نحن لها.
اخذت اضحك بقلق وانا احرك يدي بعشوائية لتحدق بنا بتردد لكنها نفت برأسها وابتسمت ورفعت يدها لتودعنا.
فحمل فولكان سيفه بسرعة من على الأرض ومشى بأتجاه الممر الذي سيوصلنا إلى وجهتنا. تبعته انا بخطوات سريعة حتى وقفت بجانبه واستدرت لأودع العملاقة ثم دخلنا في الممر الذي غلفته النباتات والأشجار كأي ممر عادي في هذهِ المتاهة. كانت رائحة هذا الممر اشبه بالنعناع لذلك اغمضت عيني براحة مستنشقة العبير الطيب.
- تبا هل كنتِ تسحبين سيفي على الأرض! ماذا فعلتِ بحق الرب أن الخدوش تملأ سيفي الفريد!
- بدلا من أن تشكرني تأتي وتأنبني! بجدية لما لا تصمت قليلاً فليس لي ذنب أن سيفك ثقيل جداً.
لقد جعلني غاضبة هذا الأحمق الا يمكنني اراحة راسي قليلاً بهدوء! كم هو صعب المراس..
حاولت تجاهل تذمره والاستمرار في السير ولا اعلم كم سرنا لكنني انتبهت لشيء ما امامنا
- انظر لتلك البوابة!
هتفت فجأة بعد عدة دقائق وأنا ارفع يدي لأسير لبوابة عملاقة مزخرفة. كانت كبيرة جدا وينتهي الممر عندها. كان لونها اسود وكأنها مصنوعة من الفحم الخام وتملئها زخارف ونقشات بالفضة. ويبدو أن هذهِ البوابة هي مدخل سجن فنرير.
وقفنا امامها اخيرا انظر لأرتفاعها وفجأة احسست بالقشعريرة تملأ جسدي والشعور بالرعب والرهبة قد قضى علي بشكل مفاجئ. ماهذهِ القوة المظلمة التي تشع من هذهِ البوابة! اشعر بالأختناق والعجز.
كنت اريد أن اتراجع بخطواتي فلا استطيع أن اخذ نفس واحد الا ان قدمي مثبتة على الأرض وكأنها متجمدة. تقدم فولكان من البوابة ولامس بأصابعه سطحها الخشن لتبدأ البوابة بالتحرك من مكانها فتفتح نفسها ببطئ تاركة الطريق مفتوح لنا.
لتهاجمنا طاقة مظلمة اوقفت نبضات قلبنا للحظة. وكأننا فتحنا بوابة الجحيم التي لم تفتح لمئات السنين.. وصمت غريب وأختناق لم اشعره مرة في حياتي قبلا..
ً
- هذهِ هي قوة الشيطان فنرير..
.
.
.
stoop
فيووو هنا نهاية البارت. اتمنى عجبكم
حاولت اوقف بلحظة حماسية واتمنى اني وقفت فيها. المهمز اعطوين انطباعكم ورأيكم بالبارت بشكل عام..
والي يقول قصير وليش متطوليه اكثر تعال ارميك بالمتاهة وما اخليك تخرج منها ابداً.
للمهمز واخيراً وصلنا عند فنرير بعد تعي ومغامرات واساطير ورشة من المخاطر والأحداث.
تعتقدون شراح يصير بعد ما يدخلون؟ وهل راح يقدرون ياخذون السلسلة؟
رأيكم بالمتاهة الرائيعة والعملاقة الطفولية الي عجبتها قصة ربانزل؟ هيهي
وليش فولكان ما استعمل قوته؟ ترا هو من بدابة الرواية لحد الان ما اخرج قوته. بس كان يطلع نار من ايده وهذا شيء اي مبتدأ يقدر يسويه.
المهمز ويو تنتظرنا احداث نارية وشرارية ياصلام.
ماعندي شي اقوله بس انتظروني في البارت القادم
وقود باي لوف ياه💙
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro