كتاب كوفين (الفصل الثالث عشر)
سلامو عليكو
كيفكم احوالكم الوانكم، وحشتوني خالص مالص فالص
ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
_مساحة لذكر الله_
ويلا نبدا
•••••••••
انتظرت اي صوت يدل على حدوث شيء لمدة عشر دقائق وتلاها خمسة عشر دقيقة وكثرت محاولاتها في تجربة تغيير اماكن السلسلة واتجاهاتها الا أنه لم يحدث اي شيء وكأنها قد فعلت الشيء الخطأ وكل محاولاتها باءت بالفشل
- ماذا يحصل بحق الرب!
تذمرت قائلة وهي ترمي بثقلها على الأرض الباردة لتجلس بأنزعاج. بقت تهز قدميها بتوتر وهي تفكر بالسبب الذي يمنع السلسلة من أن تعمل
- ربما انا في المكان الخطأ، او انني جلبت السلسلة الخطأ او أن كل الذي فعلته منذ البداية حتى الأن خاطئ، او ربما أن العجوز الغريب قد يخدعني!
صرخت في نهاية كلماتها بعصبية واخذت تلكم الأرض وهي تتوعد بأقسى انواع التعذيب لذلك العجوز المُخادع.
- انا فقط اردت ان أنقذ شعبي هل من الطبيعي أن تقف الحياة ضدي هكذا! انا متأكدة انني سمعته يقول أن اجلب شعرة من لحية أمرأة وجذور جبل وذلك الهُراء! وها أنا الان قد جلبت السلسلة ماذا افعل بعدها؟
اخذت تلهث بعدما صرخت واخرجت كل الغضب المكنون بداخلها. لتتنهد بقهر وتبدا بالنظر لذراعها التي تحتوي على تلك الرموز المظللة والتي قد ظهرت بعد أن دخل السوار ليديها.
ثم حولت انظارها للسلسلة بتملل
- بذكر هذهِ السلسلة المُزعجة..لقد اخبرني العجوز أن اجلب مكونات الوصفة بمفردها وانا جلبت سلسلة..لحظة!
تجمدت في مكانها وهي تفكر ثم أندفعت رودينا فجأة بأتجاه السلسلة واخذت تتفحصها بتركيز
- قد يكون هذا هو السبب الذي يمنعها عن العمل، ربما كان يجب ان اجلب المكونات بمفردها وليست ممتزجة معاً، الأن كيف سأفصلهم؟
كانت تتكلم رودينا بسرعة وكأنها قد أكتشفت اكتشاف القرن، لا تعلم كيف خطر ذلك في بالها لكنها شاكرة لذاكرتها السيئة التي استطاعت التذكر، الان هي تركز بتفكيرها على كيفية فك السلسلة .
- انا لست خبيرة في الكيمياء حتى اعرف كيف افصل المواد من بعضها، ولست ساحرة، لكن بالطبع سأجد الحل وأستطيع فكها والنجاح مثلما حدث معي سابقاً، بالطبع فأنا رودينا لا شيء مستحيل امامي!
قهقهت بفخر وأخذت تقلب السلسة بين يديها وهي تحاول تذكر كلام العجوز لعلها تجد شيء قد يساعدها وقاله لها بطريقة غير مباشرة.
- حتى لو قالها لي بطريقة غير مباشرة بجدية انا متعبة على ان اغامر مجددا من اجل فكها، وانا حتى لا امتلك اي شيء قد يساعدني على فصل المولد سواء اكان سلاح او شيء اخر، انا فقط امتلك ملابسي والخريطة التي اعطاني اياها الحارس الأول..
بدأت بأدخل يديها بداخل جيبوها الموجودة على جهتي بنطالها وأخرجت الخريطة المطوية بأهمال ورمتها على الأرض بأنزعاج مُفكرة بأن لا فائدة منها بعد الأن.
لكنها لمحت شيء ما غير واضح عليها وكأنها كتابة ولم تكن تظهر بوضوح لأن الخريطة مطوية. لكن ياللغرابة اليست هذهِ ورقة بالية لا يوجد عليها شيء ولا تظهر ما باطنها إلا عندما ينظر اليها الشخص المناسب؟ لذلك لم تتردد ومسكتها مرة اخرى وفتحتها بحذر لتقابل ذلك الحبر الفضي الذي بدأ بالأنتشار على سطح الورقة ليشكل الخريطة التي تقودهم لمكان فنرير، نفت برأسها بأنزعاج وقلبت الورقة البالية فتذهل للحظة
- انا لم ارى ما يوجد خلف الخريطة، لقد كنت مشغولة بموقع فنرير..
ما أن سقط بصرها على تلك الجملة المكتوبة بلغة غريبة بحبرٍ اسود أصبحت مفهومة بعد ان رمشت مرتين.
- إن مجرد كون العقل البشري لا يستطيع تخيل حدوث شيء، لا يعني أن ذلك لن يحدث.
أجفلت بفزع ما أن سمعت صوت هادئ قادم من ورائها لتستدير بسرعة وبحركة دفاعية منها قد حمت الخريطة نحو صدرها لكن سرعان ما أرخت دفاعاتها وعينيها تصعد نحو وجه صاحب الصوت
- العجوز الغريب!
أستقامت بسرعة وأستدارت نحوه وهي مندهشة من ظهوره المفاجئ هُنا. فكان يقف خلفها بأبتسامة واسعة وبنظارته السميكة ذات الأطار الزجاجي، مع نفس المكعب الرمادي الذي يطفو فوق رأسه.
- لكن كيف عرفت..اقصد هذهِ الجملة التي قلتها الأن موجودة على الخريطة... ثم انا حقا اردت ان اقابلك فلقد حدثت اشياء لا تصدق!
تمتمت بأستغراب وتوتر وهي تشير للخريطة الموجودة بين يديها. ولا تعرف من اين تبدأ بالكلام
- امازلتِ لم تصدقي بعد؟
نظرت له بأستغراب وهو يتكلم بصوته الهادئ والعميق ذا الرجفة الطفيفة، ليتابع كلامه وهو يأخذ الخريطة بلطف من بين يديها ويتركها للهواء لتطير بعيداً وتتحول إلى فُتات ثم ارجع انظاره نحوها.
- يجب أن تصدقي، كل شيء هُنا ليس اسطورة بل حقيقة، لقد كنتم انتم البشر تعرفون ذلك لكنكم اصبحتم جشعين ومنعتوا اي احد من الصعود للسطح واخذتوه مُلكاً لكم بكل انانية بسبب تلك الحادثة وأصبحت الاشياء الحقيقية اساطير بالنسبة لكم.. وأنا اقصد أن تصدقي نفسك ايضاً، صحيح أنكِ لا تمتلكين قوة تكونينية ظاهرة لكنكِ تمتلكين شيء نادراً لا يتواجد بكثرة بين الأشخاص، سواء اكان عند البشر او سكان الأرض المجوفة.
ورفع يده ذات التجاعيد ليشير بأصبعه السبابة الطويل نحو صدرها. تحديداً نحو قلبها
- أنتِ تمتلكين سلاحكِ الخاص. الإصرار، وبسببه كنتُ قد وثقت بكِ. ولا زلت اثق واعتمد عليكِ في أرجاع الأرض لأصلها ما أن تجمعي قوة مكونات الأرض الخمسة.
اكمل كلماته التي جعلت رودينا تحدق بهِ بتعجب، شعرت في كلامه أن هنالك العديد من القطع الناقصة التي لم تجعل فضولها يخمد بل على العكس قد اشعله مرة اخرى لكنها علمت ان الوقت غير مناسب لتسمح لفضولها بالتحكم بها.
رفع يده نحو السلسلة الموجودة في يدها لتقدمها له بدون تردد عندما فهمت اشارته. ليمسكها بين يديه بلطف
- ستواجهين الكثير من الأعداء. خاصة بعد أن يعرفوا أنكِ من قتلتِ فنرير فكوني حذرة. وحاولي أن لا تخبري احداً عن هذا الامر فستحدث فوضى. والأن ضعي ايديكِ فوق السلسلة أغمضي عينيكِ واسترخي.
شعرت رودينا بالتوتر والقلق، فهي تذكرت انها قد اخبرت ذلك قاطع الطرق بأمر قتلها لفنرير واكيد سوف ينشر الأخبار.. لذلك حاولت تهدئة نفسها والأطمئنان بأن كل شيء سوف يكون بخير وفعلت ما قاله وارهفت السمع بتركيز
- هذهِ السلسلة خيالية لأنها متكونة من اشياء غير موجودة، لذلك.. الشيء الذي يفصلها عن موادها هو الخيال، فقط تخيلي بانكِ تفصلين السلسلة عن المواد لتبقى المكونات بمفردها.
" ماهذا الهُراء بجدية اشعر وكأنني عند احد المحاضرات لتعليم التحكم بالعقل الباطن او شيء كهذا"
حاولت اخفاء تعاببرها الممتعضة واخذت تشعر بملمس السلسلة تحت أطراف اصابعها، تتخيل ملمسها الخشن يفارق المواد لينفصل عنها وكأنه قالب، فجأة اصبح الشيء الذي تتخيله واضحاً وكأنها تشاهده في التلفاز، فقد انفصلت السلسلة عن المواد لتبقى المواد ذات الأشكال الغريبة والمطلية بلون أسود وكأنها محروقة تطفو في الهواء والسلسلة قد تركتهم لتسقط على الأرض.
فزعت رودينا ما أن سمعت صوت أصطدام على الأرض لتحاول فتح عينيها ولكنها بالأصل كانت مفتوحة الا انها لم تشعر بذلك لانها غائبة عن الواقع وغارقة بخيالها، اخذت تحدق بتلك السلسلة التي اصبحت بالية ثم ترجعت انظارها للمكونات التي تطفو في الهواء. كانت خمس مواد لهم نفس اللون ولكن بأشكال وأحجام مختلفة. الا انها كانت اصغر من المتوقع. وشكلها يبدو وكأنهم صخور صغيرة.
وبفاه مفتوحه وعينين جامدة على تلك الأشياء التي تحلق فوق يديها. شعرت رودينا بأنها ساحرة
- الان ضعي هذهِ الأشياء في منتصف هذهِ الساحة.
قال لها العجوز وهن يشير لمنتصف الساحة المدورة، ترددت رودينا في الحركة فهي تخاف أن تسقط تلك الأشياء لكنها تشجعت وتحركت ببطئ نحو المكان المقصود.
كانت تلك الأشياء تطير لأرتفاع محدود وكأن الجاذبية قد اختفت، لم تهتم رودينا وأنحنت لتتركهم يحلقون فوق الدائرة السوداء التي تتوسط الساحة وأبتعدت بسرعة وبنفس الوقت قد صدر صوت قوي وكأن الساحة قد استشعرت تلك الأشياء.
بدأت تلك الدائرة السوداء الغائرة بالأرتفاع من مكانها تزامناً مع صوت التكات الخفيفة حتى اصبحت اعلى نقطة بالساحة، ثم بدأت بالدوران حول نفسها بسرعة وكأنها خلاط حتى اجزمت تلك المندهشة انها وصلت لسرعة الضوء وأختفت، فما أن توقفت تلك الدائرة المجسمة عن الدوران ببطئ، اختفت المكونات وكأنها غير موجودة، لكن بدلاً منها صدر ضوء أبيض قوي من الدائرة قد وصل إلى أرتفاع غير واضح وعبرت الضباب وبالتأكيد قد لامست الأرض التي تعلوهم وكأنها سقف.
وتلى ذلك أشعاعات من جميع جهات الساحة واخذت ترتفع نحو الأعلى والأنتشار في كل مكان حتى شعرت رودينا بموجة قوية تحبس الأنفاس قد عبرتها وأمتدت الى لا نهاية.
وبعد عدة دقائق توقف الصوت ورجعت الدائرة ذات البلاط الأسود إلى مكانها حتى اصبحت غائرة مثلما كانت سابقاً وتوقف الاشعاع عن الصدور ليرجع المكان إلى اصله وكأن لا شيء قد حصل.
ابتلعت رودينا ريقها بعدم تصديق وطوال تلك المدة كانت جامدة تحدق من مكانها بدون حركة وكأنها تشاهد عرضاً مسرحياً
- يا إلهي..
تمتمت بذهول وقد سرت القشعريرة بجسدها لتستقيم بسرعة من مكانها وتستدير نحو العجوز الغريب مستفهمة باندهاش:
- هل نجحت الأن وتوقف مثلث برمودا عن الأتساع؟
لكنها كانت توجه سؤالها للهواء فلا أحد حولها في هذا المكان. فمن الواضح أن العجوز قد أختفى مثلما يفعل دائما وكأنه يهرب من اسألتها، هي شاكرة له لأنه ظهر في الوقت المناسب.
بقت هادئة للحيظات تنظر حولها ثم فجأة انفعلت واخذت تقفز في مكانها:
- لا يهم الأن انا بالتأكيد نجحت يا إلهي لقد اوقفت توسع المثلث اخيراً لقد استطعت فعلها! انا رائعة!
توقفت عن القفز ما أن نبض الألم بجسدها وهي كادت ان تنساه، لكن الأبتسامة بقت ثابتة فوق فمها بأتساع والسعادة قد احتلت جسدها لتجعلها تنسى كل الصعوبات التي واجهتها.
- الان يجب ان ارجع إلى لانسولت واخبره عن انجازي، هه لقد قال انني لن ارجع حية، لكنه لا يعلم ان المهمة كانت بسيطة جداً.
واخذت تنزل الجبل المنخفض بصعوبة ولم تنتظر اكثر ما ان لامست قدميها الأرض فتندفع باعماق الغابة لتتوجه إلى مكان لانسولت، وحاولت تذكر الطريق جيداً فالمكان يكاد ان يكون متشابها بكل تلك الأشجار التي تحتل المكان لكنها شهقت بفرحة ما ان لمحت عينيها لانسولت من بين الأشجار وهو يجلس القرفصاء ويبدو وكأنه يعمل على شيء ما.
- لانسولت انا قد__ ياللهول!
انقطع كلامها وهي تصرخ بفزع ما أن مر شيء سريع من امام وجهها كاد ان يضربها لولا تحركها للخلف بسرعة. كان شيء كبيراً وأسود اللون حتى ظنته رودنيا فهد طائر. لكن ذلك الشيء فجأة اصطدم بالأرض قريبا منها لينفجر بقوة.
انحنت رودينا تحمي نفسي من تلك الأشياء الي تندفع بالهواء وحاولت استيعاب الأمر سريعاً، انه احد اختراعات لانسولت التي فشلت بالتأكيد.
- يا إلهي رودينا انا اسف هل تأذيتي.
رفعت انظارها نحو لانسولت الذي اندفع بتعابير قلقة نحوها وهو يحاول عبور الشجيرات ليصل اليها
- نعم، شكرا على الترحيب الحار بعودتي.
نطقت بنبرة ساخرة وهي تستقيم بوقفتها لتنفض ملابسها وسرعان ما غيرت تعابيرها لتقف بغرور
- هه لننسى هذا الان فلقد نجحت بمفردي وقتلت فنرير ما رأيك؟
حدق بها لانسولت بتفاجئ للحيظات ثم ابتسم بأتساع وهو يرفع نظاراته الواسعة لتظهر عينيه الذهبية
- مبارك لك على الرغم من انني اشك بشأن قتلك اياه.
وتوجه اثناء كلامه إلى ذلك الشيء المحروق واخذ يحركه بحذر متجاهلاً هتاف رودينا من خلفه
- لقد ظننتك ستتفاجئ وتنصدم مابال ردة الفعل هذه هل تظنني امزح!، صحيح انني لم اقتله انما فولكان من قتله لكنني قلت له الطريقة.
اخذت تبرر كلامها والأخر مشغول بعمله حتى تنهد وأسستدار لها ليوضح قائلاً:
- الامر ليس هكذا انما العجب يقيد تفكيري، سأحاول تصديق انكم تخلصتم من فنرير لكن كيف وبحق الرب استطعت النجاة من فولكان!
نظرت له رودينا ببلاهة..لقد صدق بكل بساطة امر فنرير لكنه لا يستطيع تصديق رجوعها سالمة بعدما كانت ترافق فولكان
- هل يمكن انه قد قُتل على يد فنرير فأستغليتِ هذا ورجعتِ؟ كلا مستحيل ان فولكان كان سيقتلكِ حتى قبل عبوركم الحارس الأول.
تنهدت هي بفقدان صبر فليس لديها الطاقة لمجادلته. وهو حتى لا يتكلم معها بل يكلم نفسه وتجاهل وجودها تماماً. لذلك تركته مع اختراعه المحروق ودخلت للمنزل لتعدل من شكلها وتأخذ استراحة بعد المغامرة الطويلة.
سحبت المقبض لتنفتح الباب ودخلت لمخبئه، واخذت تسير نحو الحمام وهي تفكر بأن هذه ثاني مرة تأتي إلى هُنا الا أن شعورها مختلف تماماً، فهي تسير وكأن هذا المكان هو بيتها ولا تعرف لماذا لانسولت لا يمانع هذا الامر على الرغم من انه يبدو شخصاً لا يثق بأي احد بسهولة، هل يختبرها ام ماذا؟
دخلت للحمام والذي كان يبدو قديما. فهو تقريبا يشبه شكل الحمامات الغربية المتواجدة في العصر الفكتوري عند العامة. فلم يكن مثيراً للاهتمام الا انه صالح للأستعمال.
بعد مرور الوقت الذي لم تشعر به رودينا وهي تستحم خرجت اخيراً لترى لانسولت وهو مازال يعمل على اختراعه الغريب والذي لم تفهم رودينا ما شكله بالتحديد، لكنها علمت انه ذلك الاختراع الذي رأته اول ليلة عندما اتت لهُنا وكان يشبه السلحفاة.
توجهت نحوه لتجلس بجانبه على الأرض واخذت تداوي جراحها يعد أن بحثت عن اي صندوق اسعافات اولية وقد وجدتها بسهولة لأنها تتذكر اين وضعتها عندما رتبت المكان. لم تكن اسعافات اولية شبيهة بخاصة البشر انما صندوق عادي يحوي اشياء غريبة واخرى شبيهة بالتي فوق سطح الأرض.
وحاولت ان تبقى هادئة وأن لا تصدر صوتاً. لكن ذلك مستحيل فهي لم تستطع منع نفسها من الثرثرة
- اتعلم..بعد هذهِ المغامرة الطويلة..كان علي أن استمع لما قالته خالتي طوال هذهِ السنين.
فيسألها لانسولت وهو يشعر بأنها ستقول شيئاً مهما قد جعلها تدرك معنى الحياة
- حسناً ومالذي قالته؟
نظرت هي للأمام بتفكير وكأنها تتذكر تلك اللحظات مع تعابير وجهها المُشتاقة
- لا اعلم لم اكن استمع.
حاولت منع ضحكتها من الخروج وهي تشعر بأنظار لانسولت الغير مفهومة، وكأنه يقول " ياليتها قد ماتت عند فنرير لأسمح لأذناي أن تستريح من هرائها"
- انا للأن لا أستوعب كيف تخلصتي من فنرير مع تفاهتك هذهِ، أنه شيء لا يصدق بجدية كيف استطعت قتله؟
تنهدت رودينا وجلست اخيراً بأعتدال لتنطق بملل:
- انسى هذا الأن، فحاليا أنا اتساءل عن الشيء الذي تعمل عليه بكل هذهِ الجدية.
فجأة اتسعت ابتسامة لانسولت وكأنه ينتظر هذا السؤال
- أنه محرك مركبة. لقد عملت عليه لأيام وليالي لكن في كل مرة يفشل لا اعلم لماذا على الرغم من انني عملت الاشياء المذكورة في احد الكتب البشرية بدقة.
هي لا تعلم من اين يستطيع ان يجلب كُتب بشرية لكنها اجابته عندما تذكرت شيئاً
- بالتأكيد ستفشل فأنت قد وضعت الالمنيوم بدل النحاس ومن المعروف أن الألمنيوم موصل جيد للحرارة والكهرباء لكنه لا يُستعمل فهو يكسب الحرارة بسرعة وبالتالي سيذوب على باقي الأشياء ويسبب الأنفجار.
نظر إلى اختراعه بتفكير فكيف لم ينتبه إلى هذا؟ الا أن هذهِ المعلومة يتعلمها لتوه وحتى رودينا الحمقاء تعرفها وكأنه امر بسيط.
- لا يهم الان الأهم كيف كان يحلق بالهواء بجدية هل انت متأكد انه محرك فقط؟
ضحك لانسولت بفخر واخذ يعبث بشعره المجعد ناظراً لاختراعه
- كلا انها فقط فكرة رائعة لم يفكر بها البشر، لقد جعلت هذا المحرك يتنافر مع المجال المغناطيسي للأرض. وبسبب قوة المجال المغناطيسي الخاص بالأرض فأنه يبدو وكأنه يحلق بالهواء لكنني الان احاول التحكم بالأرتفاع لتكون وكأنها مركبة حقيقية.
شعرت رودينا وكأنه يتكلم عن احد افلام الخيال العلمي، لكن الفكرة اعجبتها فهي تفكر لو ان البشر استغلوا المجال المغناطيسي للارض لتشغيل المركبات بدلا من اهدار مشتقات النفط وغيرها من الاشياء الغير متواجدة بسهولة. او ان يبلطوا الشارع بمغناطيس مُنافر للمغناطيس الذي يوضع تحت المراكب فتحلق.
- بعيدا عن هذا، رودينا ماذا ستفعلين الأن؟
نظرت اليه بعدم فهم فيوضح قائلاً وهو يستقيم ويمدد جسده المتيبس ويتوجه نحو المطبخ.
- لقد اوقفتي اتساع المثلث، وبعدها؟
لحقته رودينا لتتجمد عندما رأت المطبخ، هل هذا حقا المكان الذي رتبته قبل ايام وبذلت جهدا كبيرا في جعله مكانا مناسباً للعيش!
لقد رجع مثلما كان عندما اتت لهذا المكان اول مرة. حتى أن الاريكة نفسها قد انقلبت. تنهدت الأخرى بيأس وهي تضرب جبهتها.
- اعرف انكِ ستتذمرين بشأن الفوضى لكن هذا ليس ذنبي انا فقط احب الأجواء الفوضوية، والأن اجيبيني.
اخذ يحضر شاي الورد خاصته ويوجه كلامه الجدي نحو رودينا التي رفعت كتفيها بملل واجابت
- ماذا افعل؟ سوف اجمع قوة مكونات الأرض الخمسة وانهي المهمة.
نظر اليها ب"حقاً؟" ثم ارجع تركيزه لفوران الشاي.
- بهذهِ البساطة! فقط تذكري انه لحسن حظك انكِ قد نجوت، مستحيل ان يتكرر نفس الشي في المرة القادمة لذلك يجب ان تزدادي قوة وتتدربي، على الأقل ستحصلي على القوة الجسدية بدلاً من القوة التكوينية.
هزت الاخرى رأسها بأقتناع ثم اردفت ما ان تذكرت شيء
- وأحتاج سلاحاً ايضاً، ثم اتدرب عليه واذهب واواجه فولكان واجعله ينضم إلى فريقي.
ونظرت إلى الأعلى وقد جمعت اصابعها لتتشكل على شكل قبضة واخذت عينيها تلمع بحماس. لكنها اجفلت ما أن أختنق لانسولت بشرابه. لتضربه على ظهره بخفة حتى يزول السعال.
- تذهبين إلى فولكان مباشرة! اخبريني هل انتِ تريدين الموت لهذهِ الدرجة؟
تكلم بعدم تصديق وهو يحملق بها، لكن الاخرى على عكسه بقت هادئة مع ابتسامة واسعة. فيتنهد بقهر ويدلك صدغيه بتفكير. واخذ يتكلم مع نفسه بصوت منخفض
- اشك بأنه يعرف انكِ صاحبة السوار التي يجب ان تجمع قوتهم فلقد سمعت انهم يشعرون بالأنتماء او شعور غريب كهذا، ولهذا السبب سوف يتصرف بعناد. انا حقا مشغول البال عن كيفية اقناعه بالأنضمام اليكِ وأنت تتصرفين بحماقة وتهور هكذا.
لم ترد على الأساءة فلانسولت لم يسمح لها عندما اخذ يتكلم بسرعة موجهاً الكلام اليها
- اعرف تدريبات قاسية لكنها ستكون ذات فائدة كبيرة لتجعلك تعتمدين على نفسك من الناحية الجسدية والفكرية، وسأعطيكِ سيفاً ضعيفاً لكنه ليس سيفاً عادياً، فهو سيطور من نفسه كلما ازدتي قوة. واما الشيء الأخر..انا متردد قليلاً لأخبارك عنه..
اخذ يوزع انظاره في كل انش في الغرفة وكانت تعابير وجهه مترددة وقلقة، لم تعلم رودينا لماذا هو بغاية التردد حول هذا الشيء، إلا أن كان خطيراً..
بعثر شعره بأنزعاج وارجع بصره نحوها بجدية
- كتاب كوفين، هذا الكتاب يحمل بعض اسرار الطبيعة بطريقة غير مشفرة. وبنص عادي، بالتأكيد ستتعلمين الكثير منه. لكنه خطير فهناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون تدمير الكتاب او سرقته. لهذا هو موضوع في مكان لن يصل اليه الا من استخدم عقله بالطريقة الصحيحة. ويوجد منه نسخ محدودة في كل مملكة.
ثم نظر في عينيها بجدية اكبر وكانه سيطلعها على احد اسرار الكون
- هذا الكتاب سيكون اشبه بأعطائك قوة تكونينية.
.
.
.
stoop
فيوو هنا نهاية البارت
اتمنى عجبكم. واعطوني انطباعكم عنه
صحيح انه خالي من المغامرة لان هالبارت ستكون ككشف اسرار الشخصيات والتعمق فيها خاصة لانسولت الغامض. للان ما نعرف شي عن ماضيه او عائلته او السبب في اختبائه في مكان كهذا او حبه للاختراعات. او حتى قوته التكوينية.
وراح تبدأ تدربيات رودينا اخيراً، هل راح يصير بيها خير وتعرف تتصرف؟
وهل راح تقدر تضم فولكان بفريقها؟
وشنو قصة كتاب كوفين؟ وهل راح تقدر تجيبه؟
واحم سوري على التأخير بس كنت طالعة ونسيت على الرغم من اني كاتبة البارت من البارحة
(͡° ͜ʖ ͡°)
اندعولي ارجع التزم بالوقت..
ويلا قود باي لوف ياه💜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro