Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

فوق سطح الأرض (فصل خاص)

"هذا صحيح، لنكن مُضحيين، ولا نعتبر أنفسنا ضحايا"

***
الحقيقة لا يستطيع أحد إيقافها أو تكذيبها حتى لو مرت اللاف السنين، ستظهر مرة أخرى.

وحقيقة أنتصار البشر على المحن لأول مرة منذ مئات السنين، كانت غير قابلة للتكذيب، وأنها قد تجاوزت كل الأساطير بعظمتها ليدرك الجميع أن أرضهم قد عادت لأصلها.

وهذا ما يعني بأختصار بداية حياة جديدة..
***

- رودينا؟
شعرت بهزة خفيفة وصوت يخترق هدوء غفوتها
- رودينا استيقظي!
وأحست برطوبة تغرق قدميها وبنور يتجاوز عينيها المُغمضة، ولم تستطع تجاهل الضجة التي أنفجرت حولها فجأة وكأنها قد أستعادت وعيها للتو.

حاولت رفع نفسها بضعف وتدليك رأسها، وتذكر ما حصل رغما عن الصداع.

- عزيزتي رودينا، لقد نجحتِ!
فتحت نصف عينيها لتنظر للهيئة المشوشة أمامها بأستغراب، ومرت عدة دقائق حتى أستوعبت الذي يحصل وتذكرت ما جرى كشريط الفلم، فتقف كالمصعوقة فجأة، وبأنفاس مأخوذة مع قلبٍ ينبض بتسارع حدقت حولها بعدم تصديق بعد أن فركت عينيها المتوسعة.

سمعت قهقهة لانسولت على تعابيرها ولكنها لم تهتم، وتوقفت حركة لسانها وكأنها أغلقت الباب على حشد من الأفكار كانت ستغدو حروفاً رنانة تصم آذانهم.

و وضعت يديها فوق فاهها المُشرع بصدمة من جمال المنظر أمامها.

فالماء البارد واللطيف يداعب أقدامها، ونسمات الهواء العذبة تحرك خصلات شعرها المُبعثرة، ونور الشمس المُشرق ينعكس على حدقة عينيها المذهولة من بين الغيوم القطنية، وعلى صفحات الماء الذي يتموج بخفة بفعل الرياح، كانت رودينا تقف على ساحل المُحيط الذي لا نهاية له!

هذهِ المرة الاولى التي ترى المُحيط بمياه مُرتفعة وكأنه قد أحتل الأرض  بعد الجفاف الذي حل بهِ مؤخراً، وكانت الأعشاب البحرية القريبة منهم واضحة من بين المياه الصافية. فأعشاب الخليج تتوهج في الماء توهجاً فسفورياً قرب الصخور المرجانية.

وتراجعت رودينا بدهشة لتلامس أقدامها ذرات الرمل الناعمة، فتستدير بتعابيرها الغير مُصدقة وتنظر خلفها، ولم تقل صدمتها عندما رأت الأشجار الكثيفة والخضراء كالبراعم، ذات الطلة الأنيقة على الساحل، والثمار الناضجة تنسدل منها واخرى قد داعبتها الزهور المُتفتحة بأنتعاش. وقد احتلت الطبيعة المكان من جديد وغرقت البنيان بين الأشجار.

- هل ماتت من الصدمة؟
حرك إيڤروس ذراعه أمام عيون رودينا لتنتبه لهم أخيراً، وبصعوبة سحبت عينيها بعيداً عن جمال الطبيعة حولها
- تبدين كالساحرة بانشي بعينيك الجاحظة هذهِ.
علق فولكان بسخرية كعادته ولكن رودينا لم ترد عليه، بل تكلمت بنبرة مندهشة
- هل نحن..فوق سطح الأرض حقاً؟
كانت رؤية سطح الأرض بهذهِ الحلة الجميلة أمر كالمعجزة حقاً، فبعد أن تعودت رودينا على أشعة الشمس القوية ودرجات الحرارة القاتلة، مع الهواء الملوث والسماء الرمادية، وجفاف المياه وموت النباتات بكل أنواعها..صُعب عليها تصديق الأمر.

- نعم، أنا متفاجئ قليلاً، فهي اجمل من جوف الأرض بكثير.
نبس لايتوريندو وهو يدنو من الرمل ليخطف قوقعة جميلة الشكل بلونها المتدرج الآخاذ وحدق بها بأبتسامة
- هذهِ هي الطبيعة الحقيقية، للتو أدرك كم أن تأثير السحر في جوف الأرض خانق، وكأننا كنا نعيش داخل كذبة.
أكملت واتريندا بأبتسامة منتعشة وهي تفتح ذراعيها لاستقبال الهواء العذب.

-.. ماذا حدث لمثلث برمودا؟ فهو البوابة الفاصلة بيننا وبين الأرض المجوفة..هل هذا يعني أنها قد أُغلقت؟
نبست رودينا بتردد بعد صمت طويل من التحديقات
- لا تقلقِ، لقد تقلص حجمه حتى عادَ إلى أصله، ثقب صغير يمكننا العبور من خلاله.
أجابها لانسولت بأبتسامة لطيفة وهو ينحني على الأرض ليأخذ القليل من الرمل ويتذوقه

- ماذا تفعل!
اردفت رودينا بصدمة وهي تحدق بتعابير وجهه الغير مُبالية، بل تذوق ماء المحيط أيضاً. وأخذ يهمهم بأستحسان ليس وكأن طعمه المالح قد أزعجه.
- اتذوق الطبيعة هُنا وحسب، فكُل شيء في الأسفل كان بلا طعم..حتى الحياة.
وشعرت رودينا بنبرة الحزن في صوته على الرغم من أبتسامته المُستمتعة لتربت على كتفه وتقول بنبرة نشيطة
- لا تقلق لانسولت، أنتَ الآن فوق سطح الأرض، أنتَ تنتمي إلى هُنا في النهاية..
بادلها بأنظار سعيدة وأبتسامة مُشرقة، فوق سطح الأرض..حياته ستبدأ الآن

لكن قاطع نظراتهم صوت أنبثق فجأة بينهما
- هذا مقرف، توقفوا عن تبادل هذهِ النظرات السخيفة.
وأكمل كلامه بنبرته المُنزعجة وهو يوجهه لرودينا
- ثم أيتها البشرية، ما بال كذبتك السخيفة تلك؟
عقدت حاجبيها بعدم فهم
- أي كذبة بحق الله فولكان؟

أشار إلى السماء ونبس بنبرة غاضبة
- أي كذبة؟ هل أنتِ حمقاء؟ أين النجوم التي اخبرتِني عنها بجدية؟
كانت تعرف أن النجوم هي الشيء الوحيد الذي شجعه على المجيء معها، أو هذا ما كانت تعتقده، لترمقه بنظرة متمللة وقبل ان تجيب سبقها لانسولت
- إن النجوم تظهر في الليل فقط يا فولكان، إن نور الشمس يغطي على نورها لهذا لا تكون واضحة، ثم ألا ترى جمال السماء في الصباح؟ الأمر لا يحتاج إلى نجوم.
شعر فولكان وكأن لانسولت يسخر منه على الرغم من نبرة الأخير الهادئة، ولكن قبل أن يجيبه بأستهزاء، نبس لايتوريندو بأستغراب:
- لكن يا رودينا، إن المكان يبدو خالياً من اي كائنات حية، كما إن آثار البشر قد تدمرت نوعا ما كالبيوت..هل هُم بخير؟
أرادت أن تجيبه ب " لا تقلق" ولكنها أحتاجت لعدة دقائق لاستيعاب الأمر، وتوسعت عينيها بخوف، ولم تجبه بل اندفعت سريعاً وبعدم تصديق نحو الغابة التي بجانب الساحل، وذهبت دون أن تهتم بالخمسة الذين معها، وكأن حياتها متوقفة على ما تعتقده.

وكأن كلمات لايتوريندو فتحت عقلها أخيراً لتتذكر شعبها وما حل لهم
- خالتي..
همست رودينا بقلق وحركت رأسها تبعد الأفكار السوداوية عن رأسها، من المستحيل أن يختفِ شعبها من فوق سطح الأرض أو يتعرضوا لضررٍ ما، فالعجوز الغريب و لانسولت لم يخبرانها بهذا. وبما أن الأرض قد عادت إلى أصلها القديم فلابد أن شعبها قد عاد أيضاً.

وكانت تجري بسرعة حتى اوشكت على  التعثر عدة مرات بجذور الأشجار المتمردة فوق سطح الأرض.

وسمعت صوت تغريد العندليب وغيرها من أصوات الطيور المُشرقة والسعيدة على عودة الحياة أخيراً، وقد تضوع عطر الأعشاب الطرية فواحاً في الهواء، وكانت أشعة الشمس تتخلل الأغصان برقة لتنير طريقها من بين أوراق الأشجار المُخضرة، ومن على الأغصان، تساقطت ثمار التفاح البرية الناضجة، تحتضنها الأزهار الصغيرة التي برزت من بين الأعشاب.

وعلى الرغم من أن كل شيء يبعث الراحة بداخلها إلا أنها لم تسعد بذلك بل كانت دقات قلبها تتسارع وهي تحاول تذكر مكان بيتها القديم. فعلى الرغم من احتلال الأشجار للمكان ولكن البنيان والطرقات مازالت موجودة، تحاول أظهار نفسها بصعوبة وتخليص نفسها من النباتات المتسلقة، وكان الأمر يبدو وكأنها آثار تاريخية قديمة لجزيرة مهجورة.

ولم تجد صعوبة كبيرة في إيجاده فهو بيتها الذي حفظته عن ظهر قلب، وشعرت بدقات قلبها تدغدغ صدرها ليتسلل الشعور لشفتيها فتبتسم بحماس وهي تتخيل ردة فعل خالتها عندما تخبرها " خالتي، أنا لم أضيع ثقتك بي، لقد أنقذت سطح الأرض مثلما أخبرتك"
وأخذت تتساءل عن شعورها عندما تخبرها عن كل ما حدث لها في جوف الأرض، وعن أخطر المغامرات التي عاشتها، ولكن هزت رأسها ضاحكة بخفوت وهي تفكر بأنه من الأفضل عدم أخبار خالتها. ستموت قلقاً عليها حتى قبل استيعاب الأمر.

- حانَ الوقت..
فركت يديها ببعضهما بعد أن خمل شعور الحماس بسبب التوتر الذي تلاعب بأعصابها عندما وقفت أمام بيتها القديم، ولا يزال كما هو لم يتغير، فمنذ إن ولدت بداخله والنباتات المتسلقة تحتل جدرانه. ولكنه بدى مهجورا..ومُظلما، والأعشاب الغليظة تقفل الباب وكأنها تطردها من هُنا، ولكن رودينا لم تهتم وسحبت الأعشاب بعيداً ودفعت الباب لينفتح بصعوبة،  فتدخل بسرعة وتلهف واشتياق.

وسعلت بسبب الغبار الذي أنفجر بوجهها فجأة ولكنها لم تهتم وفتحت عينيها بصعوبة لتحدق من بين تضييق جفنيها للمكان الفارغ والمُدمر. وسارت بخطوات غير فاقدة للأمل تبحث بغرفة النوم والمطبخ الصغير. ولكن..منذ البداية كان كل شيء يشير لعدم وجود خالتها.. فالباب المُغلق وكأنه مهجور منذ سنين خير دليل.

ولكن رودينا رفضت تصديق الأمر وحركت راسها بعدم أستسلام وأخذت تنظر لثنايا المنزل بفك مُنقبض وأبتسامة مُزيفة.

لم تعرف كيف سمحت للأفكار السلبية بالأنسياب لداخل عقلها، فماذا لو ان الأرض قد عادت لأصلها لكنها دفنت كل شيء له صلة بماضيها البائس، كمن كان سبباً في هلاكها. بدفنهم تحت أرضها وبداية حياة جديدة..

وارتجفت يديها لتلك الفكرة فقط، ولكن ماذا كانت تتخيل؟ هل ستقدم الحياة كل ما كانت تريده دفعة واحدة وكأنها قد أصبحت كريمة فجأة؟ كيف نست إن هذهِ هي الحياة؟ ستعطيك ما تريد لكن بشرط..أن تأخذ أعز ما تملك..كالشخص الوحيد الباقي من عائلتك..بل الدافع الوحيد الذي يدفعك للتضحية..

ولكن هل الحياة بهذهِ القسوة لتخطف آخر ما تملك؟ الم تشبع بعد إن خطفت والدتها و والدها منها بعمرها الصغير؟

هزت رأسها تمنع نفسها من الانجراف وراء هذهِ المشاعر التي تغرقها بالأسى بعد أن طارت بنشوة الأنتصار.

وسحبتها خطواتها ببطئ إلى خارج المنزل وقشعريرة باردة مُزعجة زحفت داخل جسدها، وأرسلت نظرة اخيرة قبل أن تغلق الباب ببطئ وتستدير بوهن لترجع إلى رفاقها.

مالفائدة الآن من التضحية إن أنقذت الناس جميعاً وخسرت من تريد أن تنقذ؟

ولكنها تتذكر جيداً إن التضحية ليست شيئاً انانيا لتفكر به بهذهِ الطريقة وتحزن على ما فعلته وكأنه بلا فائدة، فالتضحية ليست  كلمة باهتة خالية من المعاني العميقة، ولكن عندما يسمع الناس وقع صداها يُصيبهم الخوف، يخافون مما يُمكن أن يفقدوه، ولكن الحقيقة هي أن التضحية معناها النصر، النصر بشيء لم تتوقعه. هذا صحيح..لنكن مضحيين، ولا نعتبر أنفسنا ضحايا.

ولكن محاولاتها في التفاؤل باءت بالفشل بوضوح بتقاسيمها الباهتة، وكأن الجو حولها بعد إن كان مُشرقاً تحول إلى لوحة سريالية كئيبة متشققة الآلوان.

- رودينا..!
انسل الصوت بسلاسة  لداخل أذنيها بوضوح على الرغم من النبرة المترددة الغير مؤكدة، لتتوقف بتفاجئ وتنظر إلى الخلف بأستفهام.

وكأن الزمن قد توقف، وكل نفس كان قد قُطع، وكل وعد كان قد كُسر..وكل شعور كان قد دُثر. لينفجروا فجأة بنظرة متفاجئة من عينيها.

طرفت المراة التي تقف على بعد عدة أمتار بدهشة مُشابهة، وسرعان ما تلاحقت أنفاسها بعدم تصديق وهي تردف بنبرة أعلى وبعيون عسلية متوسعة:
- صغيرتي رودينا!
سرعان ما أنتشلت رودينا نفسها من شباك الصدمة وتحركت نحو خالتها ببطئ، ولم تهتم بتعابير التعب التي احتلت تقاسيم وجه خالتها وآبت تركه، وبملابسها البالية المتسخة، فعلى الرغم من إن كل شيء يدل على الارهاق بداخلها إلا أن عيون خالتها توهجت بالحياة مرة أخرى ليشرق وجهها كما لو أن السعادة قد بانت أخيراً من خلف جبال البؤس.

ليتلاشى الماضي ويصبح رمادا تناثر وتمايل مع زغات الزمن، ليرسم دموعاً على وجنتيها تتراقص من القهر والفرح وهي تسحب رودينا إلى أحضانها كأم تستقبل أبنها بعد إن عاد من الحرب سالما، ومسدت على رأس الصغرى التي زمت شفتيها تمنع انفجار مشاعرها دفعة واحدة، فتختفي الدموع من عيون خالتها للحظة لعدم تصديقها لكنها تعود لتطعن، تجرح وتقف لتتألم ببسمة الأشتياق ولكنها لا تزال واقفة، لنعلم أنها لن تستسلم، وستحارب فوق خديها..لتفوز بالنهاية.

- ما تفعلينه..خارج عن المنطق.
نبست خالتها سيلي بنبرة مُرتجفة وهي تبعد رودينا عنها بصعوبة لتحدق بتعابير الصغرى المُشرقة، وقد أجابتها بنرة ممازحة شقية كعادتها:
- ومنذ متى وأنا أتعامل بالمنطق يا خالتي؟
ولم تمنع الأخيرة نفسها من الأبتسامة والدموع تُلَمع عينيها، وربتت على رأس الصغيرة بعد أن سحبتها لحضنها مرة أخرى، لا أحد يستطيع ترجمة المشاعر بداخل القلوب، حتى الكلمات  تُلجم أمام تعقيدها، فكيف تستطيع شرح أمتنانها لعودة أبنتها سالمة بعد أن تركتها كما تركت اختها؟

_____

كحمرة العقيق تلونت السماء، بغسقٍ خلابٍ خطف كل القلوب بآلوانه القرمزية الوديعة، وإنحدر الليل ببطئ بعد أن تكونت السحابات القاتمة أحتضنت بدر القمر داخل ذلك الظلام، وقد عاقدت أشعة النجوم المتبلورة مُتحدة في إحياء هذهِ الأُمسية بضوءها  المنير.

وتجمع الجميع، حتى شعبها الصغير فوق ذلك المُرتفع المُطل بجمالية على المُحيط الذي تدرج بألوان صخوره المرجانية وأعشابه المُنيرة، وقد علمت رودينا إنهم قد عادوا للتو من الجبل الموجود جهة الشمال. بعد إن كان ذلك المكان الوحيد الذي يحميهم من مثلث برمودا بشكل مؤقت.

وشعرت رودينا بالقشعريرة عندما رُفعت شعلات النار عالياً وسط هتافات قومها الذي صدح عاليا بعد صوت خالتها الفخور:
- إعلان طارئ لسكان سطح الأرض، لقد تم إنجاز المُهمة وإيقاف مثلث برمودا عن التوسع، كُل الشكر لله ثم لأولئك الستة!
صمتت قليلاً وهي تنقل بصرها ببسمة واسعة بينهم ليعلو صوتها أكثر وهي تصفق:
- واتريندا، إيڤروس،لايتوريندو، لانسولت، رودينا وفولكان!
وصدح صوت التصفيق عاليا مُبدداً كل نسمة حزن قد مرت بداخلها وسط تلك السعادة التي اجتاحت قلبها وكأن اليوم هو يومها، لقد أصبحت فخراً لشعبها ولخالتها_ ولوالديها_ كما تمنت.

ولم تستطع منع نبت تلك البسمة البلهاء الخجولة على شفتيها وهي تتلقى هتافات شعبها السعيد، ولم تصدق عندما سحبوها هي بدلا من رفاقها ليحملوها معا ويرمونها إلى الأعلى بهتافات شاكرة، مُنادين بأسمها بصوتٍ مُرتفع، وعلى الرغم من دهشتها إلا أنها ضحكت بسعادة لذلك الشعور الجديد الذي نبت بسرعة ليحتضن قلبها بعفوية، وأستقبلت نسمات الهواء اللطيفة وهي تتخلل خصلات شعرها، وتحلق في الهواء مُبتعدة عن كل شعور حزن قد تسببت به هذهِ المُهمة ثم تعود إلى الأسفل.

وبين كل أرتفاع تعلوه، ترى عظمة العالم أمامها وحدوده الا نهائية، ويساورها شعور بكونها شيء صغير جداً لا حول له ولا قدرة أمام هذهِ الضخامة، ولكنها تتذكر ما فعلته مع الآخرين لتبتسم بأتساع وتغمض عينيها مستقبلة العالم من جديد

سيخلد أسمهم في التاريخ، مع ضياء المتمردين الذي سيتوهج بأعينهم استعدادا لكل تضحية من أجل شعبهم، ومن شموع الماضي الكئيب سيشعلون  مغامرة جديدة.

ولم تتوقف هذهِ الحفلة التي كادت أن تستمر لليوم التالي دون توقف لولا مقاطعة فولكان للأجواء المُزعجة بنظره، فهو يفضل الهدوء وتأمل سماء الليل التي كان ينتظرها بفارغ الصبر.

وتفككت مجاميع الناس بصعوبة حتى بقوا بمفردهم فوق ذلك المُرتفع، مع أمسية لطيفة تحت السماء،و بعض الطعام الذي أعدته خالتها بمهارة، فقط بالأعتماد على مصادر الطعام البسيطة حولها.

- يا إلهي طعامي الجميل! لقد سئمت من الطعام باهت المذاق في الأرض المجوفة.
تكلمت بعيون حالمة، ودون أن تهتم بدأت بالأكل بتلذذ
- من المدهش إن خديكِ لم ينفجرا بعد.
سحب فولكان خدها الطري وهو يتكلم بسخرية ولكن رودينا لم تهتم بل حاولت الأستمتاع قدر أستطاعتها بهذهِ الليلة.

- يالهم من ثنائي لطيف!
همست واتريندا لنفسها بعيونها الناعسة والحالمة، وأرادت أخذ رأي خالة رودينا عنهما ولكنها تراجعت سريعا ما أن رأت نظرتها النارية ويدها التي تمتد بملعقة خشبية غليظة لتضرب ذراع فولكان الذي تأوه ناظراً بأندهاش إلى خالتها الغاضبة
- أنا لن أسمح لأي فتى مهما كان  بلمس ابنتي، أفهمت؟
ولم يقدر فولكان على مناقشتها والمُدافعة عن نفسه خاصة بعد أن نظرت له رودينا بطرف عينيها بأبتسامة جانبية وعادت للطعام بروح مُنتصرة.

وسرعان ما تكيفت سيلي مع لانسولت وأخذت تحادثه عن الفيزياء التي تحبها وقد أستجاب لانسولت سريعاً لها، وشاركهم لايتوريندو سريعا عندما سمع عن الكهرباء وبدى مُهتما على الرغم من جهله بالموضوع، أما إيڤروس فنام على العشب الطري دون أي مبالاة بالضوضاء التي حوله، لا أحد يستطيع الوقوف أمام رغبة طفل مثله.

وحل صمت بين رودينا وفولكان الذي ركز على السماء حتى شعرت رودينا بأنه قد شرد بعيداً، ولكنه باغتها بسؤال مُفاجئ وهو يستلقي على الشعب
- هذا ظلم..
نظرت له بعدم فهم ليوضح قائلاً
- إن البشر يستطيعون رؤية هذا الجمال كل يوم بينما نحن لا، مختبئين تحت الأرض كالجبناء، ونمنع أنفسنا عن جمال العالم الخارجي، نعيش على شيء غير حقيقي.
تكلم وضوء النجوم المُتألق ينعكس على عينيه الذهبية، لتستلقي بجانبه وتنبس بهدوء وهي تنظر للقمر الذي توسط السماء بسلام
- أنت ايضاً تستطيع رؤية هذا الجمال كل يوم.
نظر لها بطرف عينه لتستكمل بأبتسامة
- عش فوق الأرض بعيدا عن الخداع المزعج داخل الأرض المجوفة، جميع من في الأرض سيرحبون بك يا فولكان.
ولم تلمح شبح الابتسامة الصادقة التي ظهرت فوق شفتيه وهو يرجع أنظاره إلى السماء التي لن يمل منها أبدا.ً

- أرى أن هناك الكثير جداً، في هذا العالم مما يمكن أن تراه العين العادية.

- أنا أؤمن أنك لو أمعنت النظر، فستجد عجائباً في هذا الكون أكثر مما يمكن أن تحلم به.

ومرت تلك الليلة بطعم مُختلف عن كل الليالي التي عاشتها رودينا، وأحساس الأنشراح داهم صدرها بعد إن كان مُختنقا بكل المشاكل في جوف الأرض، وشعرت وكأن طيف والدتها سافتري  يشاركهم، فمادامت دماء والدتها تجري بداخل اوردتها..فهي معها بالتأكيد..دائماً.

وبفضل سيلي المتحمسة لسماع مغامرتهم، كان قد شارك الجميع بالكلام دون أستثناء، وكانت بين الفينة والأخرى تُباغت رودينا بضربة على رأسها من الخلف وتنهرها على أفعالها الصبيانية التي فعلتها أثناء كل مغامرة.

وهربت رودينا بصعوبة من بين ايدي خالتها تحت ضحكات الجميع بعد أن حكت لها عن فنرير وكيف قطعت سلسلته دون قصد
***
كل شيء بدأ صدفة..نعم، أليست حياتنا في النهاية إلا نتيجة مصادفات وتفاصيل أصغر من ان نتوقعها، بحيث تغير أقدارنا وقناعتنا؟

خلاصة القول يا كرام، ثمة أحلام كما تفسرها.. وأخرى تجذبنا لواقعها دون أن تمتلك قدرة للأستسلام. 

النهاية



واوز متوقعت انا حقدر أنشره بعد كل شي صار

رأيكم بالفصل؟

طبعا جتلي تعليقات كثيرة على نهاية الرواية، بعضها مراضي ابدا، وطلب مني اسوي نهاية ثانية وانا مقبلت بالبداية لانه شي غير منطقي ان اغير النهاية فجأة بعد ما كنت مخططة الها من البداية، وانا كنت حبقيها حتى لو لم تعجبني لان هالنهاية هي اكثر وحدة تناسب الرواية بعد كل شي، صح انا ما افضل النهايات المفتوحة بس عجبتني.

فمن يتوقع على أي حال ان نهاية البشر سعيدة؟ كل شيء يشير للغموض، وان نهايتهم مو معروفة، لهذا حطيت ان نهاية هالرواية غامضة وراح تبقى غامضة.

فقلت اسوي فصل خاص ما يأثر بأحداث الرواية اول وتالي لحتى نتخيل سوا كيف حتكون الحياة فوق سطح الأرض. وطبعا ما طولت وكتبته بشكل خفيف.

المهمز كيف هي احوالكم وحشتوني خالص مالص فالص💛

قود باي لوف ياه💙

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro