حلوى البرق (الفصل السابع والثلاثون)
السلام عليكم
كيفكم احوالكم الوانكم وحشتوني خالص مالص فالص
ربي لا تحملني ما لا طاقة لي به، واعفو عني وارحمني انك انت الرحمان الرحيم
- مساحة لذكر الله-
ويلا نبدأ
•••••••
- لا تقلقي..ستكون المُهمة مختلفة عن المألوف وبسيطة بطريقة مُمتعة.
نبس صاحب القوة الخامسة بنبرة مُبشرة، ولكن رودينا عقدت حاجبيها بشك، فهي لن تصدق بعد الآن ما يدور حولها، وإن كان يقصد بأن المهمة بسيطة وخارجة عن المألوف..فهذا يعني أنها اصعب مهمة ستقوم بها بحياتها.
أخرجت تنهيدة مُتعبة قبل أن ترفع حاجبيها بملل و تضع يديها فوق خصرها
- اخبرني عن هذهِ المُهمة الممتعة.
ابتسم بأستمتاع قبل أن يردف بنبرة حاول جعلها هادئة
- حسناً، لكن في البداية دعيني أُعرفك عن نفسي، أنا لايتوريندو أمير مملكة كلوڤي، وأنا امتلك قوة لا مثيل لها منذُ الصغر، ولهذا أصبحتُ أحد اصحاب القوات الأساسية، ولكن جزء من قوتي قد تم سرقته-
وكان يتكلم عن قوة البرق المُميزة، فهو يجيد التحكم بالكهربائية الساكنة القوية جداً والتي ينتجها العقل، ليحولها إلى برق، وهي قوة هائلة ومميزة، لكن رودينا قاطعته بفضول
- ولماذا أمير مثلك موجود في هذهِ المملكة؟ ألا تمتلك مسؤوليات أو أي أعمال؟ ولما تتجول بملابس العامة؟
ولكنه تجاهلها وأكمل كلامه، وكأنه لا يريد التكلم عن هذا الموضوع في الوقت الحالي
- لقد تم سرقة جزء من قوتي مِن قبل امرأة عجوز قبل عِدة أيام، ولكنني لا أستطيع استرجاعها لعدة أسباب-
قاطعته رودينا مرة أخرى بملل
- هل أنتَ أبله؟ كيف تستطيع امرأة عجوز سرقة قوة مُهيبة من أمير؟
قلب عينيه بغضب ثم برر فعلته بنبرته النبيلة
- أنا لا أعرف حقاً، لقد خدعتني وانا صدقتها لأن مظهرها لطيف، ولكنها في النهاية مجرد سارقة، فأخذتني لبيتها المصنوع من الحلوى ولقد قبلت ذلك ببساطة لأنني بلا مأوى، ولانني لا أستطيع مقاومة الحلوى، وقدمت إلي بعض الشوكلاتة المُعدة منزلياً، ورأيت أنها تحب الحلوى كثيراً، حتى علقت على الجدران بعض الحلويات الملونة والتي تشبه الجواهر لشدة جمالها.
صمت قليلاً وهو يرتب خصلات شعره للوراء بندم على قلة حذره
- ولكن عندما أكلت قليلاً من الشوكلاتة، شعرت بالخدر ثم فقدت الوعي، لأجد نفسي فيما بعد مرمي بالغابة بكل أهمال وجزء من قوتي قد تم سرقته وتحويله إلى قطعة حلوى عُلقت على جدران منزلها. مثل باقي الحلويات المسروقة، ربما لديها هوس في جمع القوات على شكل حلويات.
- ما هذا الهُراء ! ثم لماذا لم تسترجع قوتك؟
- هذا مُستحيل! هي لن تستقبلني بالتأكيد، ولا أعرف كيف اخدعها حتى استرجع قوتي، كما أنني مُتعب ولا أريد الذهاب إلى هناك مرة أخرى. لهذا طلبت منك فعل هذا.
رفعت البشرية حاجبيها بأنزعاج ثم أدارت جسدها لترجع إلى داخل القلعة وهي تقول:
- لا أريد الذهاب، أبحث عن مهمة أخرى.
ولكنه أوقفها بقوله
- أنا لا احتاج إلى مُهمة أخرى لتوكيلك بها، ولكن الأمر معقد حتى لو بدى في غاية السخافة، فأنا لا أستطيع الأنضمام إلى فريقك من دون قوتي أليس كذلك؟ فالارض لن ترجع إلى أصلها بشخص يمتلك قوة غير كاملة.
توقفت عن السير ثم نظرت إليه بتفكير قبل أن تحرر تنهيدة صغيرة وتقترب منه
- حسناً لا بأس، تبدو المهمة سهلة على كل حال وسأنهيها بسرعة، سأحتاج فقط للدخول إلى هناك وأخذ الحلوى التي تحوي قوتك ثم أهرب، ما شكل الحلوى خاصتك على كل حال؟ بالتأكيد ستكون مميزة. على سبيل المثال..رمز البرق؟
رفع الأمير كتفيه بعدم أهتمام وقال ببساطة:
لا يوجد، كُل الحلوى متشابهة.
نظرت إليه رودينا بعيون متوسعة
- ماذا!؟ هل تمزح معي؟ كيف يمكنني العثور عليها؟
- أنا لا أعرف! لهذا وكلت المهمة لك.
حدقت إليه بفاه مفتوح واكتاف مرتخية قبل أن تهز رأسها بعدم تصديق، فيكمل هو كلامه بقلق عندما شعر بأن رودينا ستقتلع رأسه
- حسناً الأمر يتوقف عليك، يجب أن تجدي طريقة مُناسبة لخداعها، ولأن قوتي ليست عادية فبالتأكيد ستكون الحلوى بارزة.
بعثرت شعرها بأنزعاج ثم سارت عدة خطوات وهي تفكر بعمق ، و لايتوريندو ينظر إليها بصمت
وبعد دقائق إلفتت نحوه بتعابير متحمسة وكأنها أكتشفت شيئاً نادرا.
- خطرت لي فكرة رائعة...حسناً لقد قلت أن العجوز تحب أكل الحلوى أليس كذلك؟
اومأ ببطئ لتكمل هي بنبرة مرحة
- لن أخبرك بخطتي في الوقت الحالي ولكن أنتظرني قليلاً، سأنجح بالتأكيد.
وغابت بعد ذلك عن أنظاره وبدت متلهفة جداً للقيام بالفكرة، فذهبت إلى داخل القلعة ثم توجهت إلى المطبخ، ولحسن الحظ كان فارغاً من الخدم.
كانت رودينا تخطط لصنع بعض الحلوى اللذيذة والمميزة والغير موجودة في الأرض المجوفة، ولكن ما أن أستعدت نفسيا وجسديا للطبخ حتى سمعت ضجة خلفها، لتستدير بقلق..
فتحل الصدمة كاللعنة عليها، حيث رأت أن الجميع مجتمع هُنا، ويحدقون بها بفضول من خلف الباب، لانسولت و واتريندا وإيڤروس وحتى فولكان كان ينظر إليها بشيء من التعجب قبل أن يحرر تعليقه الساخر:
- بجدية، ماذا تفعل رودينا في المطبخ؟ هل تخطط لصنع سم، أم تحرق القلعة؟
ثم تابعت واتريندا بقلق وهي تساعد لانسولت على الجلوس أمام الطاولة خلف رودينا
- عزيزتي رودينا، هل أنتِ جائعة؟ دعيني أعد لك الطعام، أخشى أن تحدث مصيبة..أعذريني لا أقصد أي أهانة ولكن..وجودك في المطبخ مُقلق.
قهقه لانسولت بخفة و وقف إيڤروس بجانبها بفضول يحدق بأدوات الطبخ والمكونات المُختلفة، من دقيق وحليب وزيت الذرة والسُكر.
ولكن رودينا شعرت بالأنزعاج فجأة والغضب في آن، لتعقد ذراعيها فوق صدرها وتعلق بعصبية:
- ماهذهِ الوقاحة؟ أنا أجيد الطبخ كأي فتاة فوق سطح الأرض، ثم أنني أحتاج إلى بعض الخصوصية...ألم تجدوا وقتاً آخر للمجيء إلى هُنا؟
وحاولت طردهم من هُنا إلا أنهم التصقوا كالغراء في المطبخ، وعلى مايبدو أنهم شعروا بالفضول الشديد، ولم يصدقوا أن رودينا تجيد الطبخ، فحافظوا على أماكنهم ليستعدوا عند أي مصيبة تحدث بسببها.
ولكن رودينا كانت تجيد الطبخ جيداً، فبعد أن حلت المصيبة فوق سطح الأرض، أحتاج الناس للقيام بجميع المهمات بأنفسهم، بعد أن كانوا يعتمدون على بعض الأجهزة الذكية في ذلك، وأنعدمت المطاعم في ذلك الوقت فأحتاجوا إلى تعلم الطبخ، وأصبح الجميع خبيراً في ذلك خاصة بعد أن اعتمدوا على موارد غذائية قليلة بسبب قلة الزراعة، واعتمدوا على أنفسهم في كل شيء.
وعندما أحست رودينا بأن الأربعة لن يذهبوا من هُنا، قامت لتكمل ما تريده، فأخذت تطبخ الحلوى المميزة التي تفكر بها وقد تجاهلت تعليقات فولكان الساخرة ودوران إيڤروس كالنحلة حولها، ونصائح واتريندا وكأن رودينا طفلة تلعب في النار، ما عدا لانسولت، فقد أكتفى بالصمت والمُشاهدة والأستماع إلى ثرثرة واتريندا المُختلفة
- ما هذا المزيج اللزج، يشبه مخلفات كائن الحلزون. هل أنتِ مُتأكدة بأنها حلوى؟ أراهن على أن طعمها يشبه الفطر.
قلبت رودينا عينيها بأنزعاج وأستمرت بخلط المكونات ثم تركتها قليلاً لتنضج.
وجلست أمامهم على الأريكة الصغيرة والقديمة وهي تفكر بخطتها وتستمع إلى قصص واتريندا، قبل ان تشعر بثقل على الأريكة وشخص طويل يجلس بجانبها، وذراع تمتد خلفها على ظهر الأريكة.
أبتسمت بغضب عندما علمت من هو هذا الشخص دون ان تنظر نحوه، و سحبت ببطئ وسادة زينة بجانبها.
وكانت هذهِ الوسادة هي المُفضلة لرودينا، وهي صلبة مُستطيلة ومغطاة بشعر شائك لفرس، مزودة من كل طرف بزر بارز، وتستخدمها كسلاح للدفاع عن نفسها، وكان فولكان يحمل لها أعمق الضغينة، فلطالما تلقى ضرباً بها عندما يسخر من رودينا، وكان يسميها قطعة السجق.
فحملتها بتهديد أمام أنظاره الغير مُهتمة، ليقول بعدم أهتمام وساقيه الطويلان تمتدان أمامه ليجلس بكسل:
- ماذا الآن؟ هل ستضربينني لأنني جلست على هذهِ الأريكة البالية؟
- نعم، لا اريدك بجانبي أيها المُزعج الساخر! لن أدعك تتذوق من الحلوى الرائعة التي صنعتها.
- هه وكأنني سأقتل نفسي من أجل الحصول على مخلفات الحلزون تلك.
وبدأ الشجار كالعادة فأخذت رودينا ترمي قطعة السجق على فولكان دون أن تترك له مجالاً للتنفس، وذلك لأنه سخر من طبخها بكل بساطة..
وبرزت الضوضاء في المكان حتى أن إيڤروس تركهم ليخرج من هُنا " بعيداً عن أزعاج الأطفال" مثلما يقول وذهب ليلعب مع الإيجوري. ولم يحاول أي من واتريندا أو لانسولت إيقافهما، لأنهم تعودوا نوعاً ما على شجاراتهم المُتكررة والتي تنتهي بمفردها دون أن يتدخلوا في ذلك، وأستمروا بالنظر إليهم وكأنهم داخل مسرحية. وأنتظروا إنتهاء هذهِ المهزلة.
وفجأة أشتبك أصبع فولكان بدون قصد منه بشُرابات مئزر رودينا، عندما كان يُدافع عن نفسه
- أبعد يديك حالاً وإلا خنقتك بالوسادة وعلقت رأسك أمام القلعة!
هسهست بغضب وهي تضغط على أسنانها
- ثم ألا تكره أن تكون مربوطاً في شرائط مئزر امرأة؟ ياللتناقض!
لم يهتم هو بتهديداتها التي كانت طفولية بالنسبة له، وشد شريط المئزر معابثاً وقال بأستفزاز ليغضبها أكثر
- هذا يعتمد على من هي صاحبة المئزر.
فرفعت هي وسادة السجق كتهديد ولم تنزلها حتى ترك مئزرها وأختفى من أمام أنظارها في ضحك ساخر زاد من غيظها، لترمي الوسادة بقوة من خلفه ولكنه صدها بأغلاق الباب سريعاً تاركاً خلفه تعليقاً مُستهزئاً كالعادة
- أستمتعي بقطعة السجق تلك، والآن أعذروني لا أود أن أحترق في هذا المطبخ.
ثم وأغلق الباب قوة
تنهدت رودينا بعصبية وقد ازداد كرها لفولكان كما تظن، وحاولت نسيانه بأكمال طبختها السرية ولم تنتبه لكلام لانسولت و واتريندا
- أنهم ثنائي جيد حقاً، وأعتقد أنه من اللطيف النظر إليهما، ولكن رودينا لا تصدق كلماتي، فهي لا تؤمن بالحب!
قالت واتريندا بأسى وهي تلقي نظرة قصيرة على رودينا المشغولة
- كم يسعدني سماع هذا.
نبس لانسولت بهدوء وهو يرفع كأس شاي الورد، لتلتفت له واتريندا بعدم تصديق
- ولكن لماذا!؟ أخبرني أرجوك.
- لأنني أرى أن الحب ليست العلاقة المناسبة لتربط بينهما، بل الصداقة هي الخيار الأفضل، فهما يتشاجران كثيراً ثم تتبخر خلافاتهما، إلا أنني أخشى أن يصطدما بعنف إذا جمع بينهما الحب، فهما يتشابهان أكثر من اللازم، فكلاهما مُتشبث بحريته، بالإضافة لحدة الطبع وقوة الإرادة، وهي كلها أشياء تجعل من الصعب عليهما النجاح في علاقة تتطلب صبراً لا نهائياً وقوة تحمّل.
أكمل كلامه بنبرة حكيمة هادئة ولكن واتريندا عقدت حاجبيها بعدم أقتناع، فهي حاكت بداخل رأسها خططاً لهذا الثنائي، حيث كانت تحب أن تتعمق في العلاقات العاطفية.
- ولكن..شخصينِ يمتلكان قوى الأرض والنار لا يمكن أن يؤذيا بعضهما، كون النار لا تحرق من يتحكم بها، والأرض لن تبتلع من يستطيع شقها. ولو أن رودينا أظهرت الجانب الرقيق والأنثوي من شخصيتها، وفولكان أظهر جانبه المُسالم واللطيف، لكانت علاقتهم من أجمل ما يكون، فهما يشبهان قطعة الكستناء ذات الأشواك، قاسية مؤلمة من الخارج ولكنها ناعمة كالحرير من الداخل، ولديها قلب كحلاوة السكر، سيجعل الحب يظهر ما بقلبهما من رقة، بعد أن تسقط القشرة الجافة.
حاولت فرض رأيها ولكن لانسولت أستمر على تفكيره، وقبل أن يتكلم قاطعتهم رودينا بكلامها الساخر
- إن الصقيع يُشقق قشرة الكستناء يا عزيزتي، وهي تحتاج لهزات قوية لشجرتها لكي تسقط على الأرض، عندئذ يقوم الأطفال بجمعها في أكياسهم، ولست في الحقيقة أتطلع إلى ذلك المصير.
وصُدموا عندما علموا أن رودينا كانت تستمع بصمت إلى كلامهم، وعلى الرغم من خديها المكتنزين المُحمرين كلون ثمرة البنجر، إلا أنها كانت لا تفضل أن يتم إدخالها في علاقة، فهي تريد أن ينمو جانب عقلها أكثر من قلبها العاطفي.
فهي ليست بحاجة إلى شاب مُتعجل يهزها بعنف، وإنما رجل ناضج يمد يده ليقطفها بلطف فيزيل القشرة الخارجية ويصل إلى القلب الحلو، وفي النهاية هي مازالت صغيرة على التهور والدخول في مثل هذهِ العلاقات، ولا تهمها كثيراً، وستفكر بالأمر عندما يحين الوقت المُناسب.
والتزموا الصمت حتى أنهت رودينا صنع الحلوى خاصتها و وضعتها فوق المنضدة الصغيرة ثم أخذت القليل منها لتضعها في كيس قماشي.
وتجمع الجميع حولها، ماعدا فولكان، لينظروا بتعجب إلى تلك الحلوى
- هذهِ هي المرة الأولى التي أرى فيها هذهِ الحلوى. تبدو غريبة الشكل.
نبس إيڤروس بفضول وهو ينظر إلى تلك الحلوى القطنية البيضاء
- أنها حلوى الخطمي، موجودة فقط فوق سطح الأرض.
نطقت رويدنا بعدم أهتمام وهي تجهز نفسها قبل الذهاب للعجوز، ليتذوقها لانسولت سريعاً ما أن علم أنها موجودة فقط فوق سطح الأرض، ولم تستمع إلى رأيهم فقد خرجت سريعاً لتنتهي من هذهِ المُهمة، ولا تعلم إن كانت تلك الحلوى لذيذة أم سيئة.
وعندما خرجت من القلعة وجدت لايتوريندو ينتظرها، وتكلما قليلاً قبل الذهاب نحو الغابة، حيث مكان تلك العجوز.
- ماهي خطتك يا آنسة؟
تكلم الأمير بأدب كعادته ولكن رودينا لم تهتم حقاً بهذهِ الأمور، ولم تتكلم برسمية قط مع أي أحد إلا نادراً
- لقد قلت لي أن العجوز تحب أكل الحلوى، فإذا أعطيتها إحدى قطع الحلوى التي صنعتها، وقبلت بها، سأشترط عليها أن تبادلني بواحدة من التي تمتلكها.
- فهمت، تفاوض بالحلوى لأسترجاع قوتي، خطة جيدة، ولكن هل أنتِ مُتأكدة؟ أن تلك العجوز مُخادعة ولن تقبل ببساطة بشرطك.
رفعت رودينا كتفيها بعدم أهتمام وأستمرت بالسير، قبل أن يتوقفوا قريباً من كوخ العجوز، لينصحها الأمير قائلاً:
- ستكونين لوحدك الآن، وتذكري، لا يجب عليك أكل أي حلوى، فعندها ستتحول قوتك إلى حلوى ولن نستطيع أسترجاعها، وتصرفي بحذر دون أن تتسرعي فكما قلت لك إنها خطرة.
ثم أختفى من أمامها تاركاً خلفه شرارة من الضوء الأبيض تعود إلى قوته، فهو يستطيع الجري بسرعة الضوء فيختفي من أمامها دون أن تلمحه.
ثم أستدارت خلفها لتحدق بالكوخ الصغير، وكانت جدرانه مصنوعة من الشوكلاتة البيضاء، والسقف من حلوى الزنجبيل المُزينة بالكريمة الملونة، ومقبض البوابة من البسكويت. والنوافذ من السكر المُذاب، كما ان الطريق أمام الكوخ قد زين بمربعات صغيرة من البسكويت الجاف، وحول المنزل تجمعت أشجار الشوكلاتة المميزة.
تنهدت بقلق قبل أن تطرق الباب، وأنتظرت قليلاً حتى فُتح، وهاجمتها رائحة الفراولة، ثم رفعت رأسها للعجوز مُنحنية الظهر، وقد سرحت شعرها الاشيب على شكل ضفيرة وأبتسمت في وجهها بلطف قبل أن تنبس بنبرتها المُرتجفة الحنونة:
- هل أضعتِ الطريق يا صغيرتي؟ أرجوكِ تعالي وارتاحي.
ثم سمحت لها بالدخول، ولم تتعود رودينا على هذهِ المُعاملة اللطيفة خاصة من سكان الأرض المجوفة، واستقبلتها داخل كوخها المتواضع.
أستمرت رودينا بصمتها حتى تكلمت العجوز بلطف:
- لدي بعض الحلوى، تفضلي وكُلي رجاء.
نفت رودينا برأسها بأبتسامة صغيرة ثم قالت بعد تفكير بالخطة
- شكراً، ولكنني أحب فقط قطعة الحلوى المفضلة عندي، إنها لذيذة بالفعل.
- هل هذا صحيح؟
نطقت العجوز بأهتمام وهي تجلس على كرسيها الخشبي المُهتز وعلى حضنها تركت خيوط الحياكة بأهمال بعد أن كانت تحوك ثوباً صغيراً
- أتريدين تجربتها؟
ورفعت الكيس القماشي لتخرج الحلوى القطنية بتوتر ثم قدمتها لها
تذوقت العجوز الحلوى ببطئ ثم تحولت تعابيرها إلى الجمود وهي تمضغها بصمت، وأستمر صمتها لدقائق شعرت بها رودينا بالخطر، خاصة بعد أن أخرجت العجوز الحلوى من فمها
- هذهِ الحلوى...
وقطعت كلماتها ليزداد توتر رودينا حتى ضغطت على الكيس القماشي، ولكنها تفاجئت عندما التهمت العجوز الحلوى مرة أخرى من يديها لتظهر على وجهها تعابير راضية
- هذهِ الحلوى لينة ومطاطية، كما أن نكهتها لذيذة جداً. ولا أجد مانعاً من التهامها عدة مرات.
أبتسمت رودينا قبل أن تتنهد بأرتياح وقالت بنبرة واثقة:
- ليس لدي أي مانع في أعطائك كل الحلوى التي لدي، ولكن لدي شرط، أيمكننا التبادل؟ وأن أختار واحدة من تلك الحلوى المُعلقة على الجدار؟
ثم أشارت إلى الجدار المُزين بقطع الحلوى البارزة، حيث ثبتت على سطحه كدليل على كل القوات التي تمت سرقتها.
تردد العجوز قليلاً ولكنها قالت بعد أن فكرت بالحلوى التي تمتلكها رودينا:
- حسناً لا بأس، أرجوكِ إلقي نظرة وأختاري.
نظرت رودينا بتفكير إلى الجدار وقد توزع على سطحه انواع الحلوى المختلفة، في الألوان، وكلها كانت بنكهة الفواكه، الأخضر حلوى التفاح، والأزرق حلوى التوت، والأحمر حلوى الفراولة، والبرتقالي حلوى البرتقال، والأرجواني حلوى العنب.
ولكن.. جميعهم يتشابهون في الأشكال، ومن الصعب التمييز بينهم، ولا توجد اي حلوى بارزة أو مميزة بينهم تدل على أنها تنتمي إلى الأمير
لتضغط على شفتيها بقلق وهي تفكر...كيف ستجد الحلوى المطلوبة؟
•
•
•
Stoop
هنا نهاية الفصل أتمنى عجبكم
نهنهنه يمكن راح يصير التنزيل شوي شوي شوي بطيء، لان المدرسة الجميلة بدت عندي بس نو بروبلم، باقيلي اقل من أربع فصول حتى أخلص، فصلين أو ثلاثة
المهمز رأيكم بالامير؟
قوة البرق؟
العجوز السارقة الي تحول القوات إلى حلويات؟
رويدنا طلعت تعرف تطبخ..
كلام لانسولت و واتريندا عن الحب
يعجبكم كوبل فولكان ورودينا ؟ مين يشجع كوبل فولكيناXD ؟
كيف راح تعرف رودينا حلوى الامير؟
وهل عجبكم بيت الحلوى؟
ويلا قود باي لوف يو💖💖
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro