ثلاث اماني(الفصل التاسع عشر)
سلامو عليكو
كيفكم احوالكم الوانكم وحشتوني خالص مالص فالص
من بقي معك؟
_ الله
-مساحة لذكر الرحمن_
اقتباس من الفصل: والان ايتها البشرية رودينا ماذا تتمتتمنين؟
- اتمنى الحصول على امنيات اكثر
ويلا نبدأ
•••••••••••••••••
كانت النجوم تتخلل السماء وكأنها عقد بلوري او مصابيح متلألأة تداعب هدوء الليل، مع نسمات الهواء الباردة التي اعطت الجو نغمة من السكون.
كانت رودينا تسير وقدمها الحافية تلامس الارض العشبية الرطبة، لا تعلم الى اين تذهب لكن هذا المكان مألوف لها..تتذكر انها حلمت به مع العجوز الغريب عندما قال لها ان شكل الارض سيكون هكذا ان بذلت جهدها وجمعت القوات الخمسة.
وعلى الرغم من علمها انها تحلم الا انها احبت التواجد في مكان لطيف وهادئ مثل هذا بمفردها، ولكن بالتأكيد لن تسير الاماني كما يشاء صاحبها فهي شعرت بشخص يقف ورائها لتستدير بسرعة
- العجوز الغريب!
همست هي بنبرة متعجبة، فلم يكن شكله هادئاً مثل كل مرة، بل بدى منفعلاً وكأن نهاية العالم قريبة، لم يهتم لكلامها بل هتف بسرعة:
- هل استعملتِ قوة الأرض!؟
امالت رأسها كأيمائة وعلى وجهها امارات الاستغراب، فبدأ الاخر بالدوران حول نفسه وهو يمشط لحيته والقلق قد بان على وجهه لأول مرة.
- لا يجب أن يحدث هذا..مستحيل هذا منافي لقوانين الطبيعة الحديثة.
ثم رفع رأسه وقد اتسمت عليه الجدية فيردف بنفس النبرة:
- انظري ايها البشرية رودينا، انا لا اعلم كيف خرجت هذهِ القوة فجأة لتستعملينها بكل مهارة، فهذه القوة مُقيدة بسحر الطبيعة منذ الاف السنين وبالتأكيد حدث شيء قلب الامور لينفك قيد هذه القوة التي لا يجوز استخدامها.
ثم تقدم منها رافعا سبابته امام وجهها كتحذير صريح:
- اياكِ ثم اياكُ استعمال هذهِ القوة، مهما حدث وحتى لو كنتِ قاب قوسين او ادنى من الموت، لا تستعمليها.
ثم اختفى من امام انظارها كالسراب مثلما يفعل عادة تاركاً خلفه تساؤلات وغموض كبيران، لتقف رودينا وحيدة بذلك المكان تحاول استيعاب الذي حصل.
لم تعِ انها قد استيقظت بالفعل واخذت تنظر الى السقف، الا حين تذكرت ان لديها مغامرة الى ينبوع النسيان اليوم ويجب عليها الاستعجال، لتقف من السرير وتتحرك بشرود لتقوم بروتين الصباح وتأخذ قميصا حليبي اللون لم يكن به شيء مميز وبنطال بلون القهوة الداكنة والذي كان عرضياً نوعا ما، ثم اخذت كتاب كوفين وسيفها لتضعهما في الحزام الجلدي حول خصرها.
خرجت من الغرفة ولكنها توقفت واعادت بصرها الى السيف لترمش باستغراب فهي تشعر بأن ثقله قد زاد بالتزامن مع طوله ولم يبدو انه مصنوع من الحديد بل من معدن اكثر قوة وكأنها فولاذ.
- يبدو أن السيف قد طور من نفسه ليتحول من الحديد الى الفولاذ.
لم يكن حقا فولاذ لكنه يشبهه على اي حال وهذا افضل بالنسبة لها ليكون دليلاً وشاهداً على جهدها في التدريب والقتال.
ابتسمت بفخر واخذت عينيها تبحث عن لانسولت الا انه غير موجود فتعلم انه لا يزال نائما.. هي ارادت مناقشة الحلم مع لانسولت الا ان حلمها الغريب سيبقى سرا بينها على ما يبدو..
خرجت من المنزل بهدوء من دون ان تأكل او تحدث ضجة
- اخبرني النبيل انه سيقابلني في بداية الغابة من جهة المدينة.
تمتمت رودينا وهي تتذكر كلام النبيل الذي سيرافقها في رحلتها. لم تهتم حقاً للامر مثلما اهتمت لامر الحلم العجيب. فالعجوز الغريب يهددها بوضوح بشأن استعمال قوة الارض وكأنها نهاية العالم او قوة خطرة. لم تعلم لماذا ولكن قد فهمت ان القوة كانت مقيدة منذ الاف السنين.
- ياله من امر عجيب..ربما لهذا السبب لم ينجح اي بشري في ارجاع الارض الى اصلها؛ لان تلك القوة مقيدة ولم يستطيعوا جمعها لانها غير موجودة اصلاً.
لكن لماذا هي مُقيدة؟ فرودينا لا تظنها بتلك الخطورة، انهم فقط يصعبون الامور بالنسبة للبشر، فهل هو عقاب من الطبيعة ام انها قيدتها لحماية البشر من خطورتها؟
يبدو الامر وكأنه شبكة من التعقيدات والعجائب ولم تستطع رودينا ايجاد اي تفسير منطقي لها.
قطع افكارها الغير نهائية وتحديقها بالفاكهة التي بين يديها صوت رجولي قد طغى عليه الهدوء والمكر في آن واحد.
رفعت عينيها لتقع على كيان النبيل الذي ينظر اليها بنظرة لم تفهمها من نافذة العربة، وكانت تبدو فخمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلونها الابيض لا تشوبه شائبة مع تلك النقوش الفضية كلون العجلات الرفيعة، ويحرس العربة اربع حراس، اثنان منهم يقودان العربة بواسطة التحكم بالأحصنة الاصيلة وحارسين اخرين يجلسان خلف العربة.
- لقد تأخرتِ جداً يا انسة، اصعدي.
امرها بنفس ابتسامته الغريبة..عجيب امره هل اتى من اجلها؟ ثم لماذا يريد منها حمايته الا يكفيه الحراس الذين حوله ام انه خائف على نفسه لهذهِ الدرجة وكأنه ذاهب الى ساحة الحرب.
لم تهتم له وصعدت فمن سيضيع فرصة الصعود بعربة شبيهة بعربات القصص الخيالية؟
- لم اتوقع انك ستأتين.
نظرت اليه أنزعاج فهي لم ترد المجيء لكنها تسير فوق خطة لانسولت
- كان مجرد قرار صوري اتخذته لعلمي ان علي اتاخذه لكن لم احس به في قرارة نفسي.
- على كلٍ، اريدك ان تحميني بقوة الأرض خاصتك، فأنا اريد ان احضر الريشة بسلام من دون عرقلة.
اومئت على مضض فهي لن تستعملها بعد تحذير العجوز على اي حال..
طوال الطريق بدت كشخص مجبور على المجيء بتعابيرها المُكفهرة، وكانت تشعر بنظراته نحوها دون انقطاع وكأنه يريد قول شيء ما ولكنها لم تهتم له وفضلت النظر الى الطبيعة من خارج النافذة.
- ما رأيك بهذهِ المملكة يا انسة؟
سأل اخيراً بصوت هادئ لترفع كتفيها بعدم اهتمام
- مازلتُ جديدة هُنا، لم اتوغل بالأمور الملكية بعد.
- ستعجبين بها؛ فنحن النبلاء نقوم بجزء من السلطة فليست المملكة كاملة بيد الملك، بأستثناء وجود العامة فهم يفسدون مخططاتنا بالسلطة الكاملة.
رفعت الاخرى حاجبيها فمنذ ابتداء حديثه وهي تنتظر معرفة ما يريد الوصول اليه، فامره غريب وغامض وفضلت الصمت لأول مرة حتى لا تسحب نفسها إلى المشاكل
- الجماهير العامة مخلوقات هشة ضعيفة لا فائدة منهم عندما يمتلكون عقلاً يقظاً، فمن ثم يجب تيسير امورهم وخداعهم بطريقة منهجية، خاصة اهل القرى لا يوجد اي فائدة من وجودهم.
يبدو ان هنالك عداوة كبيرة بين الشعب والنبلاء عكس ما توقعت فهي ظنت ان كل شيء ايجابي هُنا حتى الحكم لكن لا يبدو الامر كذلك، فالنبلاء لا تهمهم مصالح الاخرين ولا تعنيهم في شيء فكل همهم هو السلطة، السلطة المطلقة فقط، لا يسعون حتى وراء الثروة والرفاهية ولا الحياة المديدة.
- وانا اقصد بذلك فولكان فهو قروي في النهاية، وانظري إلى اي مرتبة وصل! بجدية لا يحق لقروي مثله الوصول لهذا المستوى، القرويون لا يستحقون عبور مستواهم فهم في القاع وسيبقون في القاع، يعيشون في حدود المملكة ويقومون بأعمال الزراعة المملة.
هذا النبيل يبدو حاقدا وبشدة على فولكان، ولكنها لم تتوقع أن يكون فولكان قروي، فهي اعتقدت انه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب
- لما تخبرني بهذا الان سيدي النبيل؟
لم يكن الامر مريحا البتة فالجو هُنا خانق وعلمت ان كلامه به غاية يريد توصيلها لكنها غامضة، وكأنه يعلم انها ستموت ولن يجد مشكلة في اخبارها باموره بهذهِ البساطة.
وقبل ان يحرر جواباً توقفت العربة بشكل مفاجئ وكأن احد عجلاتها قد وقعت في حفرة لتتمايل رودينا في مكانها بعنف ولم تتعجب من ذلك فهي قد تعودت على خروج المشاكل من العدم.
- سيدي لقد علقت العربة فالطريق منحدر صخري ولا نستطيع الاستمرار.
وقف النبيل بتعابير غاضبة ليخرج من العربة بعصبية وينهرهم على عدم عبورهم من طريق سهلي، خرجت رودينا وراءه لتحدق بالطريق الوعر بالصخور البارزة، والتي كانت تبدو وكأنها واقعة من مكان مرتفع كأنهيار صخري لتتذكر قصة ينبوع النسيان؛ فهو قد اختفى تحت الصخور بعد أن حدث زلزال قوي.
- سنحتاج للسير وعلى اي حال الينبوع غير بعيد فهو يقع بين اشجار الصنوبر.
ثم رفع النبيل اصبعه مشيراً الى الاشجار البارزة من فوق التل ذا الارتفاع المنخفض.
حاولوا صعود التل من دون ان يتعثروا بالصخور البارزة والتي كانت زلقة وكأنها مبللة ، وبعد دقائق كانوا قد ارتقوا التل لتواجههم اشجار الصنوبر وكانها حراس للينبوع، وكان الاخير بارزاً من تحت الصخور التي بدت كغار او كهف يقع الينبوع في وسطها، فكانت مياهه تلمع وكأنها فضة جراء الضوء الواصل اليها، ومن حوله بدى المكان عميقاً مُظلماً
- سندخل نحن فقط.
ثم اشار الى رودينا لتتبعه تاركاً الحراس خارج المكان ليقوموا بمهام الحراسة الخارجية.
واشعلوا عصا خشبية ثخينة لتنير دربهم عندما دخلوا. لم يتواجد اي كائن في الداخل
- اين الطائر؟
سالت بأستغراب وهي تتعمق إلى الداخل لتحدق بأنعكاسها في المياه ومالبث ان تشوه انعكاسها عندما تحركت تموجات المياه بسبب تأثير من داخل الينبوع.
وفجأة خرج كائن سريع من تحت الينبوع ليصعد إلى اعلى نقطة في الكهف ويدور حول نفسهه نصف دائرة ثم فتح جناحيه ورفرف بهما فتضربهم موجة هواء قوية اطفأت شعلة النار خاصتهم، ولم يحتاجوا إلى اشعالها مرة اخرى فكان الطائر يشع بنور قوي وكأنه شمس مشرقة بلونه البرتقالي الخلاب والمائل للأصفر وقد تخلله ريش بلون اخر بدى كالأحمر ليكون كالنار المُستعرة.
اغمضت رودينا عينيها بصدمة لشدة الضوء فهي منذ مجيئها الى هُنا لم تتعود على النور القوي، ولكن هذا الطائر بدى حقا كالعنقاء بجناحيه وذيله المنفوش والطويل.
وشعرت وكأنها مأسورة لمنظره فلم تتحمل وفتحت عينيها لتغذي بصرها بجمال هذا الطائر النادر، وكأنه خرج من احد القصص الخيالية بل بدى اجمل حتى من الخيال
- هذا مذهل!
همست رودينا باندهاش وعينيها متوسعة إلى اخرها
- لا يغرك مظهره فهو ماكر جداً ويمنعك من الوصول اليه.
همس النبيل مُغطيا عيناه بانزعاج وكأنه غير متأثر بجمال الطائر الخلاب
حدقت اليه من زاوية عينيها ثم ارجعت بصرها إلى الطائر الذي وقف على بعد من الزوار الجدد وهو يعلم انهم يريدونه طمعا بريشه المنير لا اكثر، وكانت عينيه الذهبية تحدق بهما بفتور تخلله الحدة، وعلى رأسه ريشتان بارزتنا تتحرك برقة كقطعة من الكهرمان على غصن مائل لتبدو كالزينة.
- لا توجد طريقة اخرى غير قتله فهو عنيد.
وسل سيفه من غمده ليلتمع بوضوح تحت نور الطائر الذي حلق فوق الأرض بخوف فهو لا يستطيع الهروب من هنا لكونه ملعون بالحبس الابدي ونسيان نفسه وطريقه.
تداركت رودينا الامر سريعاً واوقفت النبيل عن الهجوم وقد اخذت تتكلم بنبرة عجلة:
- اياك واستعمال هذهِ الطريقة لحل الامور، انا استطيع انتزاع ريشة منه ببساطة، دع الامر لي.
ثم تركته لتستدير يأبتسامة بشوشة ومُطمئنة للطائر وابعدت سلاحها وكتاب كوفين لتضعهما على الأرض لتبين انها لن تستعمل اي شيء يضره، وطرقت بقدميها الأرض بلطف ثم صفقت لتدور حول نفسها وتقترب ببطئ من الطائر تحت انظار النبيل المُستهزئة.
كانت رودينا تقوم برقصة شبيهة بالرقص الايرلندي فتطرق الأرض وتصفق لتولد نغمة، وكانت تقوم بالقفز بين الحين والاخر لتقترب من الطائر بأبتسامتها البشوشة.
لم يكن احد يعلم ماتفعله وإذا رأها شخص اخر الان لظن انها مجنونة او مخبولة، لكنها فقط تقوم باحد الحركات التي رأتها في افلام الرسوم المتحركة عندما كانت صغيرة والتي كانت تدور حول عنقاء واساليب الاقتراب منها لترويضها بسهولة.
- سأرقص على ايقاع الاقدام، لطالما كان الرقص احد اساليب الطيور الشهيرة للتعارف.
ثم رفعت يديها لتصفق عاليا وتدور حول نفسها، لم يستطع النبيل اولفرتو الصبر على هذا الهراء ليتحرك من مكانه ناوياً المهاجمة لكنه توقف بتعجب عندما رأى الطائر يشاركها الرقص بطريقة غريبة، فكان يدور حولها قبل ان يقف على قدميه الطويلات الشبيهة بأقدام اللقلق ثم رفع جناحيه الكبيران ودار حول نفسه ليبدو وكأنه فستان.
ضحكت رودينا بسعادة وقد عرفت فائدة الافلام للتو، فهي على علم بأن احد اساليب الطيور للتعارف او التزاوج هي الرقص، لكنها لم تظن انه سيجاريها بسرعة.
وبحركة سريعة منها مدت يديها لتنتزع ريشة مُضيئة من دون ان ينتبه الطائر وخبئتها تحت قميصها بسرعة ثم رقصت قليلا لتنحني بعدها بلطف وكأنه شريكها بالرقص حقاً، ثم ابتعدت بخطوات بطيئة الى الخلف قبل ان تخرج الريشة بسرعة وتعطيها للنبيل الذي استقبلها بابتسامة
- شكرا لك لم اتوقع ان تكوني مفيدة حقاً.
ثم رفع انظاره الغريبة ناحيتها ليمسكها من كتفها تحت وطئة استغرابها، ومن دون ان تستوعب كان قد دفعها إلى الخلف ليختل توازنها سريعاً
- لقد ظننت انكِ ستكونين عديمة الفائدة كالعامة، والان قد انتهى دورك فأنا لا احتاج إلى عرقلة، وداعاً.
وسعت عينيها بفزع وحاولت تدارك الامر سريعاً الا انه دفعها بقسوة لتلامس حافة الينبوع وتقع إلى الخلف، واخر وما رأته عينيها هي نظرته الباردة وأبتسامته الماكرة ثم شعرت بضربة المياه العنيفة لظهرها قبل ان يحضنها الدفئ من كل صوب، حاولت الصعود سريعاً الا ان جسدها قد تيبس وكأنها نسيت كيفية الحركة ليغمرها الماء وكأنها صخرة متجمدة.
كان شعورا غريب..فهي بين الوعي واللاوعي ولا تعرف مايدور حولها وكأنها ميتة..فقط روح ميتة في جثة متجمدة لا تدرك محيطها. لا تعلم ان نست ام لا فهي بالكاد تتذكر كيفية الشعور، وكانت عينيها مشوشة النظر الا انها استقبلت النور المُشرق في الاعلى ولم تعلم ماهو الا انها شعرت بجسدها ينتزع من الماء كما تنتزع البيضة من الدجاجة.
لتُسحب إلى الخارج فيسقط جسدها هامداً فوق الارض الصخرية الباردة، شعرت بالماء يخرج من رئتيها وبتنفسها يعود إلى طبيعته الا انها لم ترد فتح عينيها فهي تشعر وكأنها قد عادت من الموت للتو، لكن هزة خفيفة وصوت قد دخل اذنها كالسهم، لم يكن سهماً حاداً بل لطيفا كنسمة الهواء الباردة احيت دواخلها، لم تفهم بالبداية ما يقول الصوت وكأنها طلاسم الا انها استطاعت فتح عينيها ليسقط بصرها على الطائر المُضيء
- من انا..؟
همست رودينا بعينين غائرتين وهي تطرق الأرض بأصبعها لترفع نفسها اخيراً وتجلس بأعتدال ثم تستكمل الحديث
- انا رودينا..اتيت إلى هنا حتى اجمع القوات الخمسة في السوار وارجع الأرض إلى اصلها، وكنت في مهمة لأحضار الريشة المُضيئة ولكن النبيل رماني في الماء بكل حقارة..
فتحت عينيها بعد ان خرج صوتها مبحوحاً وحدقت بالطائر للحيظات قبل أن تهتف بصدمة:
- انا اتذكر كل شيء..هل ينبوع النسيان كذبة!
صاحت رودينا بأندهاش وهي تحدق بالطائر مُتساءلة وكأنه سوف يجيبها، ولم تتوقع حقاً انه سيجيبها بعد ان خرج صوته الرنان:
- كلا ليست كذبة، ولكنني استعملت احدى الامنيات الثلاثة لاحقق واحدة وكانت استرجاع ذاكرتك.
حدقت رودينا به بعدم فهم فهي لا تستوعب ما امر الامنيات الثلاثة ولا كون هذا الطائر المُضيء يتكلم وكانه شخص عادي
-هل انت تتكلم..؟ لحظة هل انت مارد المصباح السحري!
هسمت ببلاهة وهي تشير نحوه ليجيبها قائلاً بهدوء:
- نعم انا طائر مُتكلم، ثم لا لست مارداً انما الامر فقط ان لكل شخص اقابله ثلاث اماني ولكنني استعملت واحدة لأسترجاع ذاكرتك وتبقت لك امنيتان.
فتحت فاهها بذهول ليكمل الطائر:
- لديكِ امنيتان لكن يجب ان لا تتعدى قوانين الطبيعة كالحصول على القوات الخمسة مباشرة او انقاذ الارض فلا استطيع القيام بأمور صعبة كهذه، والان ايتها البشرية رودينا ماذا تتمنين؟
شعرت وكأنها في احد الافلام حقا فمنذ بداية هذه المهمة لم تحس بأنها مازالت على الأرض بل وكأنها داخل الحلم.
- اتمنى الحصول على امنيات اكثر.
فكرت قليلا قبل جوابها ليحرك الطائر رأسه ببطئ نافياً:
- لا تستطيعين التمني هكذا.
- اذن اتمنى ان استطيع التمني هكذا.
- الامر لا يمكن ان يكون بهذهِ الطريقة!
- اتمنى ان يكون الامر بهذهِ الطريقة.
فتح الطائر منقاره وكأنه سيخرج صوت نحيب لتقهقه رودينا قليلاً ثم فكرت بجدية في الامر:
- اتمنى الذهاب إلى مكان قائد الجيش فولكان.
لم يبدي الطائر اي ردة فعل ولكنه اومئ بالنهاية وحرك جناحيه لكن رويدنا اوقفته وهي تأخذ اشيائها:
- لكن قبل ذلك..اتمنى ان تتخلص من لعنتك وتصبح حراً.
وقبل ان يعترض الطائر اوقفته قائلة:
- كلا استطيع التمني هكذا، اعلم انك لا تستطيع التمني لنفسك لكن تقدم الاماني للاخرين كعقاب لك، ولأنك انقذت حياتي انا سأنقذ حياتك، لا احب ان ابقى مدينة لاحد على اي حال.
شعرت بانظاره الثاقبة لتبتسم بلطف
- لا يحق لي الاعتراض على اماني احد، شكرا لك.
ولم تعلم ماحدث بعدها فالامر كان سريعا واحتاجت وقت لاستيعاب انها مستلقية على بلاط مرمري بارد والسقف العالي كان فوقها بنقوشه وتفاصيل رسوماته وقد بدى وكأنه سقف كنيسة.
- هل انا الان في نفس مكان فولكان..؟ وماذا حدث للطائر هل اصبح حراً؟
همست باستغراب وهي تستقيم وقد شعرت بالدوار مفاجئ نتيجة تغير الاماكن من حولها بسرعة. ثم اتجهت نحو النافذة العالية التي تلامس السقف، واطلت منها للخارج لتسد بكفها فاهها المشرع من الذهول
- هذا رائع لم ارى هذا المكان من قبل!
كان امامها حديقة ضخمة ملونة بالازهار اعطت لمسة سحرية للمكان مع التماثيل الرخامية الرقيقة وبعض القصور حولها، وبدى أن هذا القصر الذي تقف فيه هو الرئيسي لانه اكبرهم.
تراجعت من مكانها بسرعة عندما سمعت صوت واضح وقريب فيدق قلبها بقلق واخذت تبحث عن مكان لتختبئ به. ولم تجد غير المزهرية الكبيرة لتختبئ خلفها.
بدت خطوات الاقدام تطرق الارض بالقرب منها ويبدو انها فقط لشخصين لا اكثر
- ايها القائد فولكان الن تأتي معي لنذهب للملك؟ لقد جلبت الريشة المُضيئة.
- كلا، لا اريد فأنا لم اشارك في احضارها يا حضرة النبيل.
- حسناً، يبدو انك غير راغب بالمكافئة.
ثم سار النبيل مبتعدا عن فولكان الى نهاية الممر حيث يقبع باب كبيرة يحرسها حارسين لم ينتبها لرودينا، وخلف الباب يتواجد الملك على ما يبدو. فتعلم انها الان في القصر الملكي. حاولت تناسي النبيل وعدم لعنه وركزت على فولكان
لا تعرف ماذا تفعل الان فخطتها مع لانسولت قد تغيرت جذريا فهي لم تتوقع ان النبيل سيتخلص منها، كانت الخطة مرافقته الى النهاية وتهديد فولكان بفضح امره عند الملك ان لم ينضم لها..
لم تفكر اكثر واستقامت من خلف المزهرية لتجري نحو فولكان سريعا قبل ان يذهب لتقف امامه رافعة ذراعيها تمنعه من العبور.
انتظرت ردة فعله التي بدأت بأندهاش والتفاجؤ وشيء فشيء كشر وجهه بعصبية وغضب ليصر على اسنانه قائلاً بحدة:
- كيف دخلتِ إلى هنا، ولماذا تظهرين لي في كل مكان كظلي بحق الرب!
لا تعلم رودينا اي خطة تنسجها الان فهي قد تصرفت بتهور خشية فوات الاوان..لذلك اكملت طريقتها المتهورة لانها لم تجد طريقة اخرى
- فولكان انضم الى فريقي والا فضحت امرك عند الملك بعدم مشاركتك في احضار الريشة المُضيئة.
حدق اليها للحظات بسخرية قبل ان يتقدم دافعا اياها بقسوة عن طريقه لكن رودينا العنيدة وقفت امامه مرة اخرى بغضب
- لن يفعل الملك اي شيء لي فاحضار الريشة كان طلباً وليس امراً، والان اغربي عن وجهي قبل ان اهشم رأسك الصغير.
قرنت الاخرى حاجبيها بأنزعاج فهي لم تتوقع هذا..لا تملك اي فكرة عن كيفية ضم فولكان الان..بحثت بعقلها وقلبت كل الامور داخل رأسها سريعا ولم تتوقع ان تتذكر هذه الجملة خاصة في هذهِ اللحظة. لتقولها بدون تفكير بالعواقب:
- لنسِر سويا..امسك بيدي واتبعني إلى الابواب الفاصلة خلف الصحراء السوداء وقرب الماء موازياً لضوء الليلة الطويلة.
.
.
.
stoop
المهمز رأيكم بالبارت؟ اي انتقادات او اراء؟
تعتقدون شنو سر كلام العجوز الغريب وليش القوة مقيدة وليش انفكت هسه؟
وليش ميصير تستعملها؟
رايكم عن كلام النبيل العنصري؟ ( حاولت اسويه ملامس للواقع)
ورأيكم بفعلته لما دفع رودينا
وحركات رودينا المحششة لما قامت ترقص مع الطير
والثلاث اماني؟ واهم شي كلام رودينا لما تمنت اماني اكثر تمثلنا بالواقع😂😂
وشنو ردة فعل فولكان بعد كلام رودينا؟
ويلا ماعندي شي قود باي لوف ياه
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro