تضحية( الفصل الثالث)
هيلوز شخباركم احوالكم وحشتوني خالص مالص فالص
المهم لنبدأ
______________
- التاريخ يعيد نفسه يا رودينا ماذا أفعل؟
نبست خالة رودينا بخوف وهي تضغط على يديها بهلع، نظرت لها صاحبة العيون العسلية بقلق، ولم تدري ماذا عليها ان تفعل، فجلست بجانب خالتها واخذت تربت بلطف على كتفها الذي احاطه شال بسيط رمادي اللون
- ماذا تقصدين بان التاريخ يعيد نفسه ؟
رفعت سيلي عينيها البنية نحو رودينا، كيف سوف تخبرها؟ لا وقت لديهم الان لتقول لها كل شيء بالتفصيل
- إنسي ذلك الآن للننزع السوار بسرعة!
ومسكت يد الشابة وأخذت تسحب السوار بعنف لكنه ملتصق بمعصمها كالغراء، ليقشعر جسد رودينا بقلق من هذا السوار العجيب ثم اخذت تساعد خالتها على نزعه بأي شيء تراه امامها لكنه لا يخرج، وفجأة السوار اصدر لسعة كهربائية صغيرة جعلت جسدهم يتجمد لثواني.
- تباً هذا السوار حقاً ملعون!
صاحت الشابة بغضب وهي تفكر بذلك العجوز المخادع، فتحاول ضرب يديها بالارض لعل السوار ينكسر لكنه مصنوع من فضة قوية كالفولاذ.
- رود، يبدو انه لا مفر من الامر..
رفعت رودينا انظارها بتوتر نحو خالتها الشابة التي تجلس بفقدان أمل على الأرض
- لقد حدث نفس الشيء مع والدتك ووالدك، فاضطروا للتضحية بحياتهم من اجل إنقاذ البشرية، لكن للآن..لم يرجع أي احد منهم..
صمتت قليلاً وعينيها قد امتلئت بالدموع وهي تحدق بالأرض
- لا اريد خسارتك مثلما خسرت أختي، أنتِ آخر شخص تبقى من نسل عائلتنا، فما فعلته اختي وزوجها كانت غلطة البشرية، كان يجب ان يتذكروا ان هذه هي النهاية ولا أحد يستطيع ان يبدأ بداية جديدة.
سكتت وهي تتطلع إلى ابنة اختها بعينين مليئة بالدموع
- سوف أبذل جهدي حتى أكسر هذا السوار وانقذك من التضحية بحياتك_
لم تكمل سيلي كلامها فهزة ارضية قوية جعلت المكان حولهم يهتز بعنف مسبباً تساقط القليل من الأثاث . استقامت سيلي بسرعة وهي تسحب رودينا معها من دون تفكير
- هيا رود يجب ان نذهب للشمال حيث الجبال؛ فهذا هو آخر مكان يحمينا من مثلث الشيطان الذي يتسع بسرعة!
توقفت الهزة فاستدارت سيلي نحو رودينا حيث بقت ثابتة لم تتقهقهر من مكانها، وبنظرة واثقة جعلت قلب سيلي يسقط إلى قدميها
- هيا لنذهب ماذا تنتظرين!
نهرتها بعصبية وهي تسحب يديها لكن رود نفت برأسها وقالت بصوتها المبحوح
- أسفة خالتي، لكن هذا قدري، لقد كُتب علي التضحية لأنقاذ البشرية كما فعل والداي، كنتِ تقولين دائما، ليس هنالك مفر من المصير، ومصيري الآن ينتظرني.
توسعت عيون خالتها بعدم تصديق مُترجية ان يكون ما تسمعه خاطئاً
- في النهاية سيبتلعنا مثلث برمودا، لكن ربما استطيع انقاذكم! استطيع النجاة عكس بقية البشر! انا رودينا ستكون أول فتاة تنقذ البشرية وسأرجع الارض إلى عهدها القديم! لأنني امتلك السوار. ثقِ بي فقط.
وضعت كفيها بأنفعال على صدرها وهي تقول بصوت عالي ذلك الكلام قبل ان ترفع السوار الملعون امام عيون خالتها، لكن فجاة صفعة قوية ادارت رأسها للجهة الاخرى
، لم تنفعل رود بل بقت على وضعيتها وهي تمسك خدها الذي إحّمر بخفة. ثم توجه انظارها بتردد لخالتها التي مسكت كفها وعضت على شفتيها بقهر
- أنتِ مجنونة..! لا تختلفين عن اختي! مثلما قالت تماما ولم استطيع ايقافها! فباللّٰه لا ترمِ بنفسكِ بين أنياب الردى.
مسكت يد رود بأرتجاف وهي تنظر لعين الصغرى المُصممة، لكن ليس هنالك امل، فرودينا إذا صممت على شيء ستفعل أي شيء من اجله، على الرغم من ان نسبة نجاحها هي سالب واحد. فلا احد نجى من مثلث الشيطان.
- ومن أنبأكِ أنني أذهبُ الى الموت بذهابي الى هناك؟ انني فقط اريد ان انقذ نفسي،وانقذك أنتِ أيضا ياخالتي.
صمتت قليلاً وتكلمت بنبرة مُنخفضة مُترجية وهي تنظر إلى خالتها بنظرة لم تُظهرها من قبل، وكأن قلبها من أخذ يتحكم بها ليجلعها تخرج تلك الكلمات التي رنت في رأس خالتها سيلي كالجرس:
- نحن موقف يجبرنا على التضحية بكل شيء في سبيل النجاة، كنت اسخر من هذا الوضع بداخل نفسي..والآن أشعر بأن والدتي و والدي ينظرون إليَّ بعين اللوم. رجاءً خالتي..
ومرت عدة دقائق أنتظرت فيها رودينا الكلمات الموبخة من خالتها والتي ستحاول إقناعها..
لكن سيلي ابتسمت بقهر ثم زفرت بقوة، يبدو ان ما قالته عن والدتها قد شجع رودينا لهذا الفعل..
وتوقعت الصغيرة ان خالتها ستنهرها مرة اخرى ولكن على العكس..أخرجت من جيبها شيء جعل الاخرى تستغرب من تغير شخصية خالتها بشكل مُفاجئ ولا تعلم مالسبب..
- هذهِ قلادة والدتك وآخر ما تبقى منها، لذلك رجاء خذيها معك حتى لا تنسينا.
ووضعت قلادة الكهرمان بيد الصغرى التي ابتسمت بثقة وسعادة نحو خالتها التي قبلت بالأمر اسرع مما توقعت. ولكن على مايبدو ان خالتها يائسة لدرجة انها عاجزة عن اقناع رودينا بالاستسلام.
- لن انساكم حتى لو مُت وكنت عظاماً.
حدقت بها خالتها ثم نبست بهدوء عكس داخلها
- أنتِ حقاً رودينا. تنجرفين خلف المغامرات والتضحيات، وتمتلكين قوة شخصية وعزيمة عالية، انا اثقُ بك وسأنتظر انقاذك لنا حتى اخر نفس.
علمت ان ما تقوله خالتها هي صفات شخصيتها، ونفس معنى اسمها الذي يعني بالروسية_ وهي لغة من العالم القديم_ الرمح والسلاح، الذي سوف يقاتل حتى نهايته للوصول للهدف.
ثم انحنت لتحمل حقيبتها
- سوف اذهب أنا للشمال مع باقي الشعب، لكن هل انتِ واثقة؟
سألت خالتها وهي تمسح الدموع الملتصقة برموشها، فتومئ الصغيرة، فحتى لو ارادت الهرب الان مثلما تتمنى الا ان هذا السوار قد قيدها بمصريها المحتوم
وحملت رودينا حقيبتها الخفيفة، فليس بها شيء سوى طعام بسيط مع بعض الأشياء، ثم علقت القلادة حول عنقها وخرجت مع خالتها، لكن خالتها فجاة قد انتبهت لذراع رودينا لتمسكه وتنظر له عن كثب
-ماهذا؟
لم تجد رودينا إجابة فهي ايضاً مستغربة، فلقد كان على ذراعها خمس أشكال صغيرة وكأنها وشم ملون بالوان باهتة، او رموز من الاساطير الخيالية الغير مفهومة، كانت على اشكال عناصر الحياة تتوزع على ذراعها بشكل عامودي، رمز موجة مياه ورياح و شعلة نار وتربة فبها نبتة وشكل البرق. لم تركز اكثر فلقد اختفت فجأة مثلما ظهرت
- ربما هذا ما قصده العجوز بجمع قوة مكونات الارض.
حتى لو قالت رودينا هذا فهي لم تفهم كيف سوف تجمعها او اين تجدها وغيرها من الاشياء، لكن خالتها كانت مصرة على ان شيء ما قد اصاب رودينا ويجب ان تذهب معها. لتصر مرة أخرى على ذلك وهي تتخيل حياتها بدون رودينا التي تعتبرها كابنتها
وحاولت الشابة تهدئتها فهي لن تستطيع المجيء بالتأكيد فخالتها..شخص جبان لن يستطيع التحمل، والله يعلم ما قد يحدث هناك.
وآخر ما فعلته خالتها سيلي هو أحتضانها بقوة نحو صدرها والتمتمة بكلمات غير مفهومة كانت تعبر عن أشتياقها منذ الآن، ولم تستطيع رودينا الأمتناع عن مبادلتها، فقط فكرة عدم رؤية خالتها وعائلتها الوحيدة..هي فكرة لا تود أن تهاجم عقلها أبداً، وتركت خالتها قبلة طاهرة فوق جبينها كانت قبلة الوداع..
فتتركها اخيراً بأبتسامة حزينة ثم تذهب إلى عكس أتجاه رودينا، ولم تنزل الأخيرة عينيها المُصرة عن خالتها حتى أختفت من أمامها وهي تفكر..بعمق
- أنا أعاهدك يا خالتي..وأعاهد هذهِ القارة، فإذا عشتُ فلأجلكما..وإذا مت فلأجلكما.إلى اللقاء على الأرض..أو في السماء..
وأستدارت ببطئ بعد قولها لتلك الكلمات التي أشعلت نار التضحية بداخلها، ونظرت نحو الجنوب حيث المحيط الذي يقع به مثلث الشيطان. وهو لا يبعد عنهم كثيراً لكن المرتفعات الارضية كانت تمنع الانظار من الوصول.
على الرغم من انه قريب جدا من موقعها الا انها لم تذهب له منذ مولدها، فمن ذا الذي يقفز بتهور في المحيط الاطلسي الذي يحتضن الموت؟
لكن الآن هي مضطرة..
وبعد عبورها للمرتفعات وقفت اخيراً فوق ساحل عالي لتلطمها الرياح الجافة ذات الرائحة الأشبه بالكبريت. فتحدق اخيراً بالمحيط الذي امامها وكانت كلمة محيط مضاد تماما لما تراه.
وكأنه وادٍ عميق جدا لا نهاية له، ولا كائن به، فمن يعيش في محيط قد تشربت مياهه؟ وبالتدرج يزداد عمقه كلما تقدمت للأمام..
تنهدت بقهر واخرجت حبل طويل وعلقته حول خصرها واخذت تمسك الصخور البارزة لتنزل نحو الأسفل.
اخذت الصخور ذات النهايات الحادة تجرح باطن كفها لكن رودينا لم تهتم لتصل اخيراً للأرض، اعتقدت أن ملمس الأرض سيكون كالرمل الطري الذي تغرق قدمك به وكأنه هُلام، لكن على العكس كان كالصخرة الجافة، صلب جدا.ً
ثم استدارت وهي تضغط على ملابسها وتحدق للأمام حيث الافق الأبدي.
- هذا هو المحيط!
كان شيء عجيب ان ترى المحيط الذي يضرب به الامثال لأحتوائه على مياه وفيرة جافا الان بسبب المثلث الذي ابتلع مياهه.
ضغطت على قميصها ذا اللون السكري ومشت إلى الأمام. لم تعلم كم مشت لكن ربما لخمسة عشر دقيقة او أكثر ليظهر امامها من بعيد ثقب الشيطان.
قبل الاف السنين كان الثقب لا يكاد ان ينتبه اليه احد بسبب المياه التي تغطيه، لكن على الرغم من ذلك كان ايضاً يبتلع الناس.والآن أصبح واضحاً بعد ان أبتلع ما كان يغطيه.
شعرت ان قدميها كالهُلام ولم تستطع تحريكها بتوازن بسبب التوتر لكنها أجبرت نفسها على الأستمرار.
لتقف قريباً منهُ تنظر إلى باطنه المظلم الذي يبدو وكأنه يدخل لباطن الأرض ويخرج من الجهة الاخرى من الكرة الارضية، وكان شكله غير منتظم وذا مساحة كبيرة ونهاية لم تعد تشخصها العين.
وأحتاجت عدة دقائق لتستوعب أنها تقف الآن وفي هذهِ اللحظة أمام مثلث برمودا .
جلست القرفصاء امام الحافة وهي تحاول سمع اي صوت يدل على الحياة بداخل هذا الثقب لكن كانت هذهِ حماقة.
فأهتز المكان فجأة من حولها بشدة وكأن بركان سوف يخرج، لتقع على ظهرها بصدمة وهي تسمع صوت تكسر الأرض من تحتها.
- يجب ان أركض من هنا!
همست بفزع وهي تحاول ان تستقيم لكن الارض تحتها قد بدأت بالتحطم لتنزلق إلى الأسفل.
لم تشعر رودينا بشيء فقط هواء قوي يضرب ظهرها بعنف والشعور بجسدها الثقيل يسقط في مثلث برمودا.
.
.
.
stoop
وهنا نهاية البارت تهيهي اتمنى وقفت بلحظة حماسية
ربما كانت بداية البارت مملة ودرامية قليلاً لكن الان حقاً ستبدأ الرواية لتغامر بطلتنا في مثلث برمودا
ماذا تعتقدون انها ستجد داخله ام فقط انها ستموت كما باقي البشر
ولما قد تنجح اختلافا عن باقي البشر
ولما قد اختارها العجوز؟
ومتى راح يظهر البطل على الحصان الابيض *تحشيش XD*
وماهي هذه الرموز الي على ذراعها وشراح تسوي فيهن
ويلا قود باي لوف يو
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro