تحذير الزهور العاجية(الفصل الرابع والثلاثون)
السلام عليكم
كيفكم وحشتوني خالص مالص فالص
حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
-مساحة اذكر الله-
ويلا نبدأ
•••••••••••••
- لا أستطيع تكريمك يا آنسة على أنجازاتك الجديرة بالأعجاب، إلا بترقيتك إلى فارسة لمملكة البيثرينو.
نبس الملك بنبرته الهادئة العميقة وأبتسامة واثقة من خياره المُفاجئ، ثم رفع سيفه الثقيل عن كتفها.
اما هي فبقت تحملق بوجه الأسد الذي أمامها بعدم فهم. فارسة؟ هل هي تحلم؟ أستقامت من دون تعبير وهي تسمع الهمسات التي أنفجرت كقنبلة في القاعة، وبعض الهمسات كانت واضحة لرودينا
- ماذا حدث لجلالة الملك؟ هل هو يمزح بأمر هذهِ البشرية! لا يستطيع فعل ذلك فهذا خارج المنطق! سينتهي أمر المملكة!
- يا رباه! ما بال العجائب هذهِ الأيام! انا لا أصدق أن بشرية نكرة مثلها ستكون فارسة بأمرٍ من الملك!
- أنها أول فارسة في المملكة يتم تعينها من قبل جلالة الملك!
وغيرها من التعليقات الغير راضية، تنتقل من شفاه ثرثارة من خلف الأيدي أو المروحات الريشية، وأعينهم الحادة تتربص برودينا التي ضغطت على فستانها قبل أن تبتسم أبتسامة غاضبة
وقالت بنبرة عالية أسكتت الجميع
- ماذا؟ هل الفروسية محصورة فقط على سكان الأرض المجوفة؟ وإن يكن.. وبرضاكم أو بدونه، سأكون البشرية التي تخترق قوانينكم التافهة، فليس لديكم أي حق بالأعتراض على أمر الملك! وانا..البشرية النكرة..أستطعت فعل ما لم تستطيعوا فعله طوال السنين، فالأفضل لكم أن تتحفظوا بألسنتكم القذرة داخل أفواهكم ولا تتدخلوا في أمري، لا ضغينة أليس كذلك؟
صمتت بعد أن فجرت قنبلتها الخاصة في الوجوه المصدومة للنبلاء، فلم يتحدث معهم أي شخص بهذهِ الطريقة الجريئة، وساد الصمت في القاعة وكأن الذي قالته أوقفت عقولهم عن العمل، ولم تهتم هي بذلك بل أستدارت بتعابيرها الواثقة، ونظرت إلى الأسد المُبتسم، قبل أن تتحدث بأدب عكس تصرفها قبل قليل، ومسكت أطراف فستانها وبنبرة هادئة قالت:
- أعذرني يا جلالة الملك، فعلى الرغم من كرم عرضك، إلا أنني أرفضه.
صمتت وهي تلقي نظرة سريعة على وجهه المُتفاجئ فلم يتوقع ردة فعلها هذهِ بل أعتقد أنها ستوافق دون تفكير
- أنا لست سوى بشرية في مهمة لإنقاذ سطح الأرض، ولا أريد التدخل في شؤون مملكة ما داخل الأرض المجوفة، فما أن أنتهي من مهمتي سأرجع إلى وطني ولن أعود، وأنا فتاة مُستقلة لا تتحمل المسؤولية ولا تريد ان تتقيد بهذهِ المهمة وإن بدت سهلة، والآن أعذرني رجاء.
وأبتسمت بنهاية كلامها أبتسامة بريئة لا تتناسب مع كل الكلام الذي قالته، وأستدارت بسرعة دون أن تنظر بالوجوه وركزت أمامها نحو طريق الخروج، فالبقاء هُنا أشبه بالتعذيب البطيء
وما أن خرجت إلى الحديقة حتى تنفست بقوة وأبعدت التعابير الرزينة والجدية عن وجهها، وأخذت تضحك على نفسها
- يا إلهي! لا أستطيع تخيل نفسي وأنا فارسة...
ثم أبتعدت قدر الإمكان عن مكان القاعة وغاصت داخل الحديقة الجميلة، فعلى امتدادها الواسع، تتواجد أركان ظليلة تدعو المارين إلى الجلوس للراحة والاستمتاع بصحبة الوردات اليانعة، وينتشر في الحديقة ساتر من الزهور الحمراء، ونافورات تضم كل منها زهوراً تتنوع ألوانها بين الأزرق والأبيض الباهت، وكلها تنثني مُبتسمة لجمالها في ماء النافورة.
والورود غطت حوائط القصر، وتتدلى على الأفاريز كالستائر، وتتسلق الأعمدة وتنساب بغزارة على درابزين الشرفة الواسعة المكشوفة التي يطل منها الزائر على هذا الجمال.
شعرت رودينا بالأنتعاش على الرغم من أختناقها الذي لم تستطع التخلص منه، فهي لا تشعر بالراحة أبداً كلما أتت إلى هُنا..
ثم تذكرت أمر الملك الأسد..لتهز رأسها بعدم تصديق وتسير بسرعة وهي تحدق بالأرض، فهي لا تستطيع الموافقة على طلبه أبداً، فماذا إن كان هو آزوت؟ وهذهِ إحدى طرقه لقتلها؟
عليها الحذر فربما يكون آزوت أي شخص حولها، فربما يكون ذلك النبيل الذي ذهب معها ليحضروا الريشة المُضيئة، أو امير من مملكة كلوڤي، أو أشخاص لا تعرفهم يكرهون البشر كرهاً جماً كالسحرة، وربما يكون العجوز الغريب حتى..
ثم هزت رأسها نافية الأفتراض الأخير، لو كان العجوز الغريب هو نفسه آزوت، لما أعطاها مهمة أنقاذ الأرض منذُ البداية.
ولكنها تشك أكثر بأمراء مملكة كلوڤي أو الملك الأسد أو النبيل الخبيث. وتطايرت كل الأفكار من رأسها فجأة عندما أنتبهت إلى شيء غريب جداً، فإحدى التماثيل بهيئة الحورية قد تحركت، وكأن روحاً بداخلها، فكانت الحورية الحسناء تجلس على صخرة من المرمر وتشير إليها بالتقدم
- ماهذا !
تمتمت البشرية بقلق وهي تلتفت للرجوع إلى القاعة، فالأمور حولها أصبحت غريبة، فحتى التمثال بدأ بالتحرك والأبتسام، ثم أبتعدت قدر الامكان عن هذا المكان
- أيتها البشرية رودينا، تقدمي إلى هُنا من فضلك، فأنا أمتلك إليك رسالة .
ضربت رودينا رأسها لعلها تتخيل ولكن التمثال أخذ يردد الجملة مراراً وتكرارًا وكأنه مُسجل حتى تقدمت رودينا بغضب، لم يكن غضب فعلياً فالفضول قد قادها إلى التحرك.
لم تعرف حقاً ما هذا التمثال وكيف يتصرف وكأنه خرج من أحلامها الغريبة، ولكن عندما وقعت عينيها على وجه الحورية الخالي من التفاصيل نوعاً ما، سمعت صوت عميق يتردد حولها وكأنه صدى، صوت تغلب على كل أحاسيسها لتركز معه من دون أرادة منها.
ثم عاد الوضع فجأة إلى طبيعته فأختفى الصوت وتجمد التمثال مرة أخرى على وضعه السابق، و وقفت رودينا تحدق بأستفهام نحو التمثال والجملة تتردد داخل عقلها، حتى أجفلت فجأة عندما ظهر صوت ما من خلفها و وجه ممدود بالقرب منها
- ماذا قال التمثال لك؟
أبتعدت رودينا بسرعة وكأنها تعرضت إلى لسعة كهربائية لتحدق بالشاب الذي وقف بأعتدال وإحراج وأخذ يحك رأسه من الخلف
- أعذريني يا آنسة، فأنا أصبح فضولياً جداً تجاه هذا التمثال.
لم تقل رويدنا شيء وشعرت بالتوتر، فهي لم تشعر بوجود أحد خلفها ولم تستمع إلى أي خطوات غير خطواتها، فكيف أتى قريباً منها دون أن تشعر وكأنه شبح؟
ثم حدقت بتركيز بشكله المألوف وإن بدا غير واضحًا، فتعابيره غير ظاهرة لأنه يخفيها تحت قناع أنيق فضي اللون، مقوس النهاية وكأنه هلال، وعلى سطحه تجمعت جواهر دقيقة وكانها ألماس، وينتهي حد القناع الصغير عند أنفه، فيظهر فمه المُبتسم بخفة، أما عينيه الذهبية فقد ظهرت من خلف القناع، فكانت حادة وبراقة بأهدابها الطويلة والكثيفة، وأمتلك لمعة جذابة وكأن الشمس أستطونت بداخلهما.
وقطع تركيزها بكلامه
- تبدين مضطربة جداً..هل انتِ بخير؟
سأل بنبرة رجل نبيل ولكن رودينا لم تجبه وركزت بخصلات شعره الزرقاء الغامقة المرتبة بعناية إلى الخلف، وقد تخللتها الخصلات الفضية الدقيقة وكأنها نجوم في فضاء شعره.
دقيقة مرت من الصمت حتى تأوهت رودينا بأدراك لتنبس بسرعة ودون تفكير:
- أنت!..أنتَ الشاب الغريب الذي أنقذني ذلك اليوم من الوحش الذي حاول قتلي!
كانت رودينا واثقة من أعتقادها، فهي تشعر وكأنها رأت هذا الشاب من قبل، بل أنه بدا مألوفاً جداً وكأنها رأته لأكثرِ من مرة. وقد عرفت ذلك من عينيه التي لا تغيب عن البال من المرة الأولى.
وتذكرت أنه قد أنقذها من الوحش الذي كان بهيئة واتريندا، وحذرها تحذيراً غامضاً قبل أن يختفي.
أندهش الشاب المقصود للحيظات ثم قهقه بعدها
- لم أتوقع أن تتذكريني بهذهِ السرعة!
ثم أكمل بعدها بأهتمام وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره:
- أنا مُعجب بكلماتك الجريئة التي قلتيها في قاعة الأحتفالات الملكية، لم أقابل شخصاً بمثل صراحتك من قبل.
لم تبدو رودينا حقاً مُهتمة بالأمر، فالاهم الآن هُنا هو لماذا ظهر هذا الشخص؟ ولما لم تشعر بوجوده؟ وهل وجوده متعلق بأمر التمثال العجيب أم ماذا؟ كل هذه الأسئلة تجمعت داخل رأسها، فهذا الشاب غريب جدًا، خاصة بعد أن خبأ وجهه تحت القناع، ولكن..ماذا لو كان هو نفسه آزوت؟
وبسبب أعتقادها الأخير لم تذهب بل بقت حتى تكتشف الأمر، فقالت بنبرة غير مُهتمة
- حسناً..أنه لا شيء، فغرورهم قد أستفزني وأعتقدت انهم يحتاجون إلى صفعة ترجعهم إلى الواقع.
وعلى الرغم من تواضع كلماتها إلا أنها تشعر بالفخر لما قالته قبل قليل في القاعة دون أن تهتم بالنتائج.
- أعذري فضولي، ولكن..ماذا قال لكِ التمثال، لعلي اساعدكِ قليلاً؟
ارسلت رودينا نظرة مترددة للتمثال قبل أن ترجع أنظارها وفضلت الصمت على الأفصاح، ليشعر الشاب المجهول بقلقها فيبدأ بالتوضيح
- لا يبدو أنك تعرفين عن هذا التمثال..ولا مانع لدي من توضيح قصته لكِ، هذا التمثال يُسمى تمثال رسالة الحورية، ولقد أشتهر بالقصر الملكي كثيراً فهو ينصحك بأمر ما، بواسطة جملة قصيرة مُبهمة تقومين بتفكيكها وفهمِها بنفسك، وأظنه مُمتع حقاً كلعبة او لغز. ولا أحد يعرف كيف يعمل ولكنه في الغالب يقول كلمات عشوائية قد لا تعني شيئا غبر انها مثيرة للاهتمام، وأظن أن شكل الحورية قد ناسبه، فلطالما كانت الحوريات مُبهمات، ويفقدن المرء صوابه، فلا أحد يعلم ما غاية قولهن.
كانت قصة هذا التمثال مميزة حقاً، فلم تقابل رودينا شيء كهذا، ولكن..الجملة التي قالتها الحورية..كانت غريبة حقاً
-" الزهور عاجية اللون"..هذا ما قالته الحورية لي..
نظر إليها المجهول بنظرة غريبة قبل ان يتنهد ويقول بنبرة مُحذرة
- يا إلهي.. هذا يبدو سيئا!
لم تفهم رويدنا ما قصده لتستفهم عن ذلك وقد نست كل شيء حولها لتعرف معنى قوله
- الزهور عاجية اللون..معناها هو الموت البارد.
نظرت إليه بقلق قبل أن تتذكر شيء ما جعلها تتفاجئ من نفسها، فكيف يمكنها نسيان شيء كهذا! كان الأوربيون في قديم الزمان، وخاصة الإيطاليون، يضعون في يد المتوفي زهرة عاجية اللون، ولا يستخدموها ابداً في أكاليل العرائس، لأنها رمز للشؤم.
ولكن..هل نهايتها هي الموت كما ماتت والدتها والبشر؟
سرت رعشة في جسدها وقد أنتبه المجهول إليها ليوضح بسرعة:
- لا تقلقي، إنها فقط أعتقادات عشوائية لا صحة لها، وتثير القلق في نفوس الجميع، فلا يعلم الغيب الا الله. ولكن في النهاية...عليك أن تحذري.
لم تقل شيء لمدة، وظن المجهول إنها قد أنكسرت ولكن بعد ثواني تلفظت بنبرة شخص لا يُهزم
- لماذا تظهر دائما بهذا الشكل الغريب وتحذرني؟ هذهِ المرة الثانية، ولا أصدق أنها صدفة.
- لا يوجد شيء يسمى صدفة، كل شيء حدث لغاية، وصدقاً، فانا لا أعرف لماذا أجدك امامي فجأة، ولكن ربما هنالك سبب ..والآن أعذريني رجاء.
ثم أنحنى بطريقة نبيلة ليقبل كف يديها وكأنه شخص فرنسي ولكنها ادركت الوضع سريعا لتسحب يديها بعجلة بعيدا عنه. ثم أبتسم بخفة لها قبل ان يختفي من امامها كومضة ضوء سريعة عندما رمشت، ولم يترك أثراً غير شرارات زرقاء مُضيئة.
حدقت رودينا بموقعه السابق للحظات قبل أن تمسح ظهر كفها بتقزز وتتمتم بأستفهام
- ماذا يحدث معي، أكاد لا أفهم شيئاً..
ثم مر الوقت سريعاً ولم تدخل رودينا القاعة حتى تتفادى المشاكل، خاصة بعد أن صنعت معركة لن تنحل بينها وبين النبلاء، وأنتظرت الرجوع إلى القلعة بفارغ الصبر وهي تظن إن مجيئها إلى هُنا كان بلا فائدة، ولكنها أكتشفت بعض الأشياء التي قد تهمها والتي فكرت بها أثناء وجودها بالعربة.
فنسبة كون الملك الأسد هو نفسه آزوت، ستون بالمئة أو أكثر، وشكت به أكثر عندما عينها فارسة بشكل مُفاجئ ودعاها دعوة خاصة وكأنها شخص مُهم، وهو بالكاد قد التقاها لمرة أو مرتين. وعليها الحذر الآن والتصرف بسرعة لجمع القوة الخامسة والأخيرة وهي البرق، حتى تنقذ سطح الأرض وتنقذ نفسها من هذا الجحيم.
تنهيدة مُتعبة فرت من فاهها وهي تستمع إلى كلام فولكان من الخارج على أن تصرفها غير لائق وغير مُهذب، ولكن واتريندا ربتت على كتفيها ثم همست:
- لا تصدقي كلماته، فبعد إن قلتِ كلماتك الفريدة تلك، أبتسم بفخر، وأقسم إن أبتسامته تلك لا يُمكن تكذيبها.
قلبت المقصودة عينيها وهي تفكر بأن فولكان قد أبتسم سعيداً لانها رفضت أن ترتقي إلى فارسة على يد الملك.
ثم تناست أفكارها مباشرة عندما وصلوا إلى القلعة، لتخرج من العربة وتدخل سريعاً، ولكنها تفاجئت عندما وجدت المنزل فارغاً وهادئاً يكاد يكون مهجورًا، لتنادي عليهم بقلق وهي تحدق بأركان القلعة المُظلمة خاصة بعد حلول الظلام، ولا تكاد الشمعات _وقد ذاب نصفها_ تُضيء المكان.
- وأخيراً..!
سمعت صوت قلق عالي من إحدى الغرف وقد طل منها إيڤروس بملامح مُتعبة وكأنه مريض، وتعابير القلق على وجهه لا يُمكن لأحد تجاهلها
- ما بك يا إيڤروس؟ لماذا المكان مُظلم هكذا؟
سألت واتريندا بقلق وهي تتبع رودينا، ولكن إيڤروس عبس بقهر ومسك يديهما ليسحبهما خلفه إلى داخل الغرفة. ولم يقل كلمة واحدة.
كادت رودينا تتذمر بأنزعاج ولكن ما أن رفعت رأسها، ليسقط بصرها على تلك الهيئة المُستقرة فوق السرير، وقد أهلكها التعب حتى أحتل مكاناً متألما على وجهه، وقد قبض بيديه على السرير وكأن بداخله صراع لا نهاية له من الوجع. والدليل على ذلك تأوهاته وأنينه التي أفترست حباله الصوتية وإن بدت مُنخفضة إلا إنها تكاد تتقطع من الألم.
- لانسولت!
صاحت رودينا بقلق وخوف لتجري نحوه بسرعة وتفزع من إمارات وجهه الشاحبة وعينيه المُغلقة بشدة، وقطرات العرق التي حملت معها كل ألم قد تذوقه أثناء خروجهم
- ماذا حدث يا إيڤروس! لما لانسولت يعاني هكذا!
صرخة رودينا وهي تضغط على يد لانسولت الباردة والذي يكاد يكون غير واعي لما يدور حوله، وقد أتى فولكان بهذهِ اللحظة ليعرف سبب الضجة والضوضاء
- أنا حقاً لا أعلم، كان يعمل على أختراعه في الحديقة وكنت معه أداعب الإيجوري ثم فجأة ظهر ساحر مُظلم وحوله تجمع الضباب الأسود، ثم رمى بتعويذة على لانسولت أهلكته هكذا حتى خارت قواه ولم يستطع فتح عينيه حتى الآن.
نطق إيڤروس بنبرة مُتعلمثة وكأنه خائف من أن يتركوا أمر لانسولت فوق عاتقه ويحملوه المسؤولية
- ولما لم ترسل لنا رسالة بأستعمال قوة الرياح خاصتك؟
سأل فولكان باستغراب وقد أقترب من الشاب الذي يحتضر ببطئ، ولم يستطع الصغير الرد عليه لأنه حقاً لم يعرف مالذي كان عليه فعله
- أنه آزوت... مُنذ البداية كان يحاول التلخص من لانسولت ثم مني، وقد أرسل شخصاً لقتل لانسولت ليعذبني ببطئ، فهو سندي الوحيد في الأرض المجوفة، وكان يعرف أنه بهذه الطريقة سأضعف..
نطقت رودينا بنبرة متوترة قلقة وعينيها مُثبتة على الشاحب الذي يجاهد لفتح عينيه وأستعادة وعيه حتى يستمع إلى كلماتهم المشوشة.
وأصبحت رودينا الآن واثقة من ان الملك الأسد هو آزوت، وعرفت الغاية من دعوتهم بشكل مُفاجئ، فأراد أبعادهم عن القلعة حيث موقع جريمته التي لا تُغتفر!
- ولكن ماذا نفعل الآن! لا نستطيع تركه هكذا!
صاحت رودينا مُستنجدة بقلق لتجيبها واتريندا سريعاً بعد أن أستعملت خبرتها في صنع مُخدر بواسطة الأعشاب الطبية الموجودة.
- لا أعتقد أن هنالك حل، فالتعويذة التي أُلقيت عليه تنتمي للسحر الأسود، ولا علاج له إلا بشيء مماثل له بالقوة، كما أنها مُعقدة فهي تعذبه ببطئ، وإذا أستعملت القوة على شخص عادي من الأرض المجوفة فإنه سيموت بعد خمسة أيام، ولكن المشكلة هي..أن لانسولت نصف بشري ولهذا جسده بالكاد يتحمل المقاومة، إضافة إلى ضعفه البدني..بهذهِ الحالة سيموت بعد يومين أو يوم ونصف!
كانت واتريندا خبيرة ببعض أمور الطب، ولكن علاج لانسولت مُستحيل، وإن بقي على هذهِ الحالة سيموت لا محالة!
ولم تبقى رودينا مكتوفة الأيدي وتحدق بعجز بصديقها لانسولت، بل فتحت كتاب كوفين وفكرت بنية صادقة بالحل لأنقاذه، لتظهر امامها صفحة سوداء كُتب على سطحها وبحبر من الفضة كلمات واضحة ومُرشدة، فتقرأها رودينا بسرعة
- أظن أن الحل هو...الذهاب إلى بانشي، فتصنع لنا عقار ذو مفعول قوي ..عسى ان ينقذ لانسولت .
وكانت بانشي، شهيرة جداً ومعروفة بعقاقيرها الجيدة، وعلى الرغم من ذلك لم تكن امراة عادية بل هي قرصانة مُغامرة، أستطاعت عبور عدة بحار والسفر إلى أماكن مهجورة مع طاقمها البسيط، وهذا سبب خبرتها في العقاقير حيث جمعت أعشاب وأشياء لا يستطيع أي شخص الحصول عليها إلا إذا كان قُرصاناً مُغامراً.
وبالتأكيد الوصول إليها في غاية الصعوبة، ولكن ما قاله فولكان جعل الأمر غير صعباً...بل مُستحيلاً حتى
- لو كان الأمر هكذا لذهبنا ببساطة، ولكن المشكلة هي أن بانشي قد فارقت الحياة. ولم تترك خلفها أي شيء.
•
•
•
Stoop
هنا نهاية الفصل اتمنى عجبكم وتحمستوا ( الفصل قد يتم تعديله لان بصراحة دخت فيه، فجاة اكتب الف كلمة وامسحها لان احس في غلط بالموضوع سو لاتحكمون عليه بليز)
رأيكم عنه؟
طيب وشلون؟ راح يموت لانسولت؟
شراح تسوي رودينا؟
شنو قصد التمثال؟ وهل حقا يخبرها بالمستقبل؟
ومنو هذا الي يطلعلها فجأة ويحذرها؟
كلام رودينا ببداية الفصل ورفضها لأمر الفروسية؟
شنو قصة بانشي وكيف راح يعالجوا لانسولت او راح يتركوه يموت؟ طبعا موت لانسولت مش بسيط، هيك رويدنا راح تصير ضايعة ومتدري هي منو وهي وين أصلاً، خاصة أن عند لانسولت اسرار كلش مهمة ما يعرفها غيره، ووثقت فيه امها، فحتى لو كان فراق لانسولت مش حزين بس حيكون كثير صعب. لانه واذا لاحظتوا تحركات رودينا من البداية كانت معتمدة على لانسولت.
المهمز لا يهمز، شنو تتوقعون حيصير بعدين؟
ويلا قود باي لوف يو💝
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro